يستضيف أحمد البيقاوي في الحلقة 126 من بودكاست تقارب، باسل فرّاج، الأستاذ المساعد في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بجامعة بيرزيت، والذي له كتابات عديدة عن المنظومة السجنيّة الصهيونية وأساليب الأسرى الفلسطينيين في مقاومتها، للحديث عن السجون الإسرائيلية ما قبل الحرب على غزة، وما بعدها، وكيف تحاول "إسرائيل" إعادة هندسة وعي الفلسطيني، بتعذيبه، وعن آثار هذا التعذيب التي لا تبقى حبيسة قضبان السّجن، وإنما تمتد إلى المجتمع الفلسطيني خارجه، لتسهم في إخافته، وللحيلولة دون أن يفكّر هذا المجتمع بمجرّد التطلّع نحو الحرية.
وباسل فرّاج الزميل في المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، يعمل أيضًا على مشروع بحثي يتناول تفشي ممارسات الاعتقال الإسرائيلية، وهو ابن عائلة تهجّرت من اللد سنة النكبة، أمضى حياته بين مخيم الجلزون في رام الله، والعيساوية في القدس حيث عائلة جدّته، ولديه تجربة غنية فيما يخص المنظومة السجنية الإسرائيلية، فهو الذي عاش طفولته بعيدًا عن والده القابع في السجن الإسرائيلي، وكان يزوره في السجن الإسرائيلي، ويلاحظ التغيّرات التي تطرأ على هذه المنظومة الأمنية الإسرائيليّة، التي هدفت أيضًا لإرهاب الفلسطيني خارج السجن، وليس فقط الفلسطيني المعتقل، ما يعني محاولة لإعادة هندسة الفلسطينيّ وكيّ وعيه، مستدلًا على ذلك باحتجاز جثامين الشهداء بعد الاعتقال، ليظلّ الأثر العقابي ممتدًا إلى عائلة الأسير الشهيد وأصدقائه ومجتمعه.
هذه التجربة دفعت باسل لإكمال دراسته العليا في كندا، ولاحقًا في سويسرا، في مواضيع متعلقة بالسجون، والتعذيب، والعنف، ليدمج بين تجربته الشخصية، والمعرفة الأكاديميّة التي امتلكها. كما اطلع على نماذج قمع وتعذيب في أمريكا اللاتينية.
وخلال الحلقة في "تقارب" يجادل باسل فرّاج في الهدف من امتلاك المعرفة والوعي، ويحكي عن أهميّة أن لا تكون المعرفة منعزلة عن الواقع، ويحكي عن أهميّة الغربة أحيانًا والتي تتيح مشاهدًا مغايرًا لرؤية الأحداث.
ويعتقد باسل فرّاج أن مواجهة الفلسطيني مع الاحتلال شكّلت قدرًا كبيرًا من وعيه، في مقابل المنظومة التي طوّعت كل شيء ضدّ الفلسطيني، ومنها محاولة قمع أو إعادة تشكيل حتى أنماط المعرفة الفلسطينية. ويركّز على أساليب العنف المباشر التي أعاد الاحتلال إنتاجها بعد 7 أكتوبر، ومنها شرعنة التعذيب والاعتقال الإداري، وما رافقها من منظومة قضائية صورية، تساهم في خدمة المنظومة الأمنية ككل.
"بودكاست تقارب"، برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد. حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ عام 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.