خبر في موقع الساحة الفلسطيني| - كشف قسم المتابعة تحقيق استقصائي أعده المدون الفلسطيني أحمد البيقاوي، عن محاولات السفير الفلسطيني لدى بلغاريا الترويج لشائعة انتحار الشهيد عمر النايف، الذي تعرض للاغتيال داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا بتاريخ 26 شباط 2016، كما كشف عن قيام شخصيات فلسطينية بالعبث بمسرح جريمة الاغتيال قبل وصول الشرطة البلغارية. وأظهر التحقيق الذي نُشر مساء الثلاثاء، أن السفير الفلسطيني أحمد المذبوح استخدم ورقة ادعى أن عمر النايف كتب فيها وصيته، ثم بعد أن بدأت التحقيقات البلغارية تراجع المذبوح عن تبنّي فرضية أن يكون النايف قد كتب الورقة، لكنه في الوقت ذاته تمسك بادعاء أنها وصية النايف أمام أبناء الجالية الفلسطينية في بلغاريا. وسبق أن أفادت مصادر عديدة بأن المذبوح عارض منذ البداية وجود النايف في السفارة، وضغط عليه لمغادرتها، وهو ما أكده تحقيق البيقاوي. https://www.facebook.com/Biqawi/videos/1043884332439045/ وكشف التحقيق عن تواجد مجموعة أشخاص دون صفة رسمية في مسرح الجريمة قبل وصول الشرطة البلغارية، وهم جمال عبد الرحمن ونجله رامي، وكذلك إبراهيم دغمش، وقد حرّك هؤلاء جسد النايف قبل استشهاده رغم إصابته الحرجة، إضافة لوليد العطي وهشام رشدان الذي صوّر من داخل ساحة الجريمة تسجيلات فيديو طلبها أحمد مجدلاني، وكذلك زهير الأشوح الذي كان أول الواصلين إلى ساحة الجريمة. يُبين التحقيق أنه تم تنظيف بقع آثار (دم أو قيء) قبل التأكد من ماهيتها، كما تم الدوس على آثار أقدام مجهولة لإخفائها، كما أشار إلى اتصال هاتفي جرى بين النايف ووالدته، قبل ساعات من استشهاده، وخلال ذلك اعتذر منها حتى يُعدَّ القهوة لضيوفٍ ينتظر زيارتهم. وبالفعل تم العثور على فناجين قهوة في ساحة الجريمة، وفق شهادة شخصين تواجدا في السفارة. وأورد التحقيق نقلاً عن شقيق الشهيد النايف، أنه (الشهيد) اتصل مع ياسين مراغة طالبًا إرسال عناصر من الجبهة الشعبية لحمايته، وقد أكد شاهد بلغاري يسكن بجوار السفارة أنه شاهد وصول سيارة “بيجو” صغيرة، وسيارة أخرى إلى باب السفارة، وقد ترجل من السيارات شبان ودخلوا السفارة عند الساعة الثالثة والنصف فجرًا. لكن هذا الشاهد اختفت آثاره بعد أن أدلى بشهادته للشرطة. وتمكّن المدون البيقاوي خلال تحقيقه من الحصول على تسجيل صوتي لهشام رشدان، وهو مقرب من الوزير مجدلاني، ويعمل في شركة “بولينز” المرتبطة بشبكات الجريمة المنظمة في بلغاريا. وفي هذه التسجيلات، يتحدث رشدان عن خطة مقترحة لتهريب النايف إلى تركيا بموافقة من جهات من السلطة الفلسطينية. بعد الاغتيال، ادّعى رشدان في منشور على حسابه الشخصي في “فيسبوك” أنّ خطّة الهروب هذه أُلغيت قبل يومين من الاغتيال. في نهاية التحقيق، يقول هشام رشدان في التسجيل المسرّب: “ما في شي مخبى ولو بعد خمسين سنة راح تعاود تضرب القصّة الحقيقيّة إلي صارت. ليش نستنى 15 سنة، 20 سنة عبين ما يموت أبو محمد (زهير الأشوح) أو جمال لحتّى يحكي الحقيقة، لا احكوا هلأ (…) أنا بقولك الموساد ما إله علاقة (…) ولا بعمليّة قتله، ما في لا موساد ولا..، ولا هنّي جماعتنا كلاب خايفين. جماعتهن بالسفارة بدهن يطلعوه من السفارة بأي طريقة”. يُشار إلى أن “إسرائيل” لا زالت تمتنع عن نفي أو تأكيد أي صلة لها باغتيال النايف، في وقتٍ توجهت أصابع الاتهام إليها، وكانت “إسرائيل” سعت إلى تقديم مذكرة دولية لاعتقال النايف تم بموجبها طلب السلطات البلغارية من “النايف” تسليم نفسه لها، ثم إلى “سلطات الاحتلال”، وهو ما دفعه آنذاك للجوء إلى سفارة بلاده في بلغاريا والإقامة فيها لمدة شهرين ونصف. اغتيل النايف صبيحة يوم 26 شباط عام 2016، داخل أسوار السفارة الفلسطينيّة، وعبث “كثيرون” معروفون بمسرح الجريمة، لإخفاء حقيقة تفاصيل وفاته، ومن يقف وراء اغتياله.