بالعادة بنقول هوّنها بتهون واللي جاي أحسن وبكرة أحلى، وحكي وجمل بتبرد القلوب وبتهدّي البال، وبتخلّي الواحد يتفاءل ويتأمل خير.
في الجبل كان الوضع مختلف، وحتى من وقت الطيارة، التعامل مع رفيق أو رفيقة قدامي في لحظة تحدي مكانش بشبه إشي بعرفه، المعادلة مختلفة هناك، مفش محل للدراما، المهم الواحد يتمالك نفسه ويرجع لعناده، على أمل مع كل خطوة الوضع يصير أحسن.
في الجبل لقيت حالي بخوض حوارات قاسية، بسمع حالي بقول في لحظة تحدي أو ضعف أو انكسار جمل مثل بدك تشدي حيلك لأنه اللي جاي أسوء، اللي جاي أصعب، انت هسه ميزتي لحظة ضعف، فصار سهل عليكي تتجاوزيها، وهيكا.
بس بمشهد منهن قالتلي صديقة بعصبية وقتها إني بقلقها أكثر بحكيي هذا ومش قاعد بطمنها، وأنا رديت بثقة وبمكابرة مش عارف من وين جبتها، أنا مش جاي أطمنك، المهم هسه توقفي ع إجريكي، وتستعدي للحظة تحدي جديدة، لكمان لحظة صعبة جاي جاي!
ردها ضل عالق براسي وقتها، قديش باللي عملته وقلته مليان قساوة ومكابرة، مش أنا نفسي اللي باليوم يوم كنت أحكي لازم أعطي نفسي الحق تعبّر إنه عندي ضعف، وأحكي: أنا ضعيف هسه، وهيكا. بس كمان وقتها رميت الحوار ورا ظهري، وقلت المهم هيها ماشية ومعنوياتها عالية.
بعد بكم بيوم من نزولنا عن الجبل رجع الحوار يرن براسي، كيف بنفسية الجبل صرت شخص آخر، كيف فكرتي عن الاستعداد النفسي كانت قائمة على إنه رح تصير كثير مشاكل وكثير مصاعب، والاستعداد لقدومها أول حل.
قبل جبل أرارات، معتصم عليوي عملي معروف في حوار قبل الجبل، حكالي ممكن تجيلك لحظة إنك مش قادر، لازم تطرد الفكرة فورا، ممنوع تعطيها مساحة، هاي أكثر فكرة ساعدتني وقتها، ومن وقتها مكنش مقبول علي أتقبل أشوف لحظة ضعف عندي أو عند حدا معي في الجبلين تحديدا، ارارات وكليمنجارو، ويبدو هيك صرت أتعامل مع الفكرة، أطردها!
مع هيك ومهما بررت لحالي، مش مرتاح مع فكرة اني بتصرف عكس كيف اشتغلت على حالي سنين لأعبّر وأعترف بضعف وأقنع اللي حولي انه من حق كل حدا فينا يقول انا ضعيف او مهبّط هاليومين ويعيش الدراما تبعته، ومن حق كل حدا يقول مش قادر وينزل! عادي!
الجبل أجبرني أتعامل مع حالي واللي حولي بالمكانين بمسار واحد، دراما ومشاعر بلحظة، وقسوة وتجاوز وتحدي لكل مشاعر بلحظة ثانية، وممكن الثنين بنفس اللحظة!
التفكير بكل هذا بيعطيني شعور ارتياح اليوم، أشوف حالي بعيش الدورين، من غير ضغط لأعمل واحد فيهم، وبوعي كامل إنه لحظة القسوة وكبت المشاعر حتبرز بين اللحظات الثانية لأنه بنكرهها، ولأنه حنضل نحب نحنّن قلوبنا ع حالنا وع اللي حولينا!
ما علينا، حاليا أنا بوضعية بكرة أحلى بس برضو أصعب
