المقاومة تعيد رسم المعركة السياسية والعسكرية
20 أغسطس 2014
qassamخرج علينا صوت المقاومة الليلة، بعد يوم من انتهاء المفاوضات في القاهرة، وخرق الاحتلال للهدنة، ومحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، وبعد استشهاد 21 فلسطينيا، وبالتزامن مع صواريخ المقاومة التي تنطلق منذ الأمس من قطاع غزة نحو مستوطنات الاحتلال ومدننا المحتلة. يوثق خطاب أبو عبيدة فشلاً جديداً في محاولات الاحتلال المتكررة لتبييض وجهه، وللحصول على أي نصرٍ يرفع من معنويات جبهته الداخلية، والتي باتت شكواها من انعدام الانجاز مسموعة من العالم أجمع، فلو نجح الاحتلال باغتيال القائد العام لكتائب القسام، لكان ذلك انجازاً عسكرياً استخباراتياً يكفي الاحتلال ليختم هذه الحرب به. لكن الخطاب أيضاً تجاوز قضية محاولة الاغتيال، ووجه رسائل سياسية هامة جداً قبل رسائله العسكرية، حيث قتل المبادرة المصرية بقوله: "هذه المبادرة ولدت ميتة، واليوم تم قبرها"، وأمر الوفد المفاوض بالانسحاب الفوري من القاهرة، وقطع الطريق على أي طلب مستقبلي لوقف إطلاق النار من باب إتاحة الفرصة للتفاوض أو بحجة توفير بيئة تفاوضية في قوله: "لا عودة لهذا المسار بعد اليوم، وأي حراك على هذا المسار لا يُلزمنا بالمطلق". كما أشار بقوة أكبر إلى سقف المطالب الذي سيرتفع "العدو فوّت على نفسه فرصة ذهبية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسقف مطالب أدنى مما يجب عليه أن يدفعه اليوم". قد يرى البعض أن خطاب أبو عبيدة يؤكد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية، وقد يخرج علينا السحيجة بثقة هذه المرة مستغلين كلمات الخطاب الموجهة للقيادة السياسية لإثبات كذبهم الذي اعتدنا سماعه، ولكني أراه دليلاً جديداً على التنسيق العالي وتبادل الأدوار بينهم، فكتائب القسام بخطابها هذا أخرجت القيادة السياسية من كل دوائر الضغط التي تمارس عليها، وأعلنت بصوت قوي أنْ لا تنازل عن مطالب شعبنا، فأعادت بذلك ترتيب كل الأوراق على أي طاولة مفاوضات قادمة. مع دخول أي جولة مفاوضات جديدة، قريبة كانت أم بعيدة، سيضع أبو مرزوق والنخالة والطاهر مطالب المقاومة على الطاولة من جديد بثقة أكبر، وبظهر مسنود أكثر بتهديدات المقاومة للاحتلال ووعيدها. بعد حديث أبو عبيدة عن جرائم الاحتلال، وتوثيقه لفشل الاحتلال الجديد، وتوجيهه الرسائل السياسية، انطلق برسائله العسكرية التي أعادت صوت الميدان إلى المقدمة، وعززت كل ما تحدث عنه، فقد أعلن عن تحديات جديدة لها الأثر السلبي الأكبر داخل جبهة الاحتلال وخارجها، وذلك بتحذيره شركات الطيران العالمية وأمرها بإيقاف رحلاتها من وإلى مطار اللد "بن غوريون"، وبمنعه التجمعات الكبيرة لجمهور الاحتلال وخاصة الحشود الكبيرة في ملاعب كرة القدم، وبمنعه سكان "مستوطنات غلاف غزة" من العودة إلى بيوتهم أو الخروج من المنازل.بهذه الرسائل أعلن أبو عبيدة عن بدء موجة جديدة من الحرب المستمرة منذ 45 يوماً. وحتى تُبقي المقاومة صوت مطالبها فوق كل الأصوات، وتحافظ عليها، وتُبقيها بعيدة عن كل ضغوط التنازل عنها، والتي رأيناها تُمارس بحجم كبير على القيادات السياسية، ولتَحفظ المقاومة لنفسها قرار إنهاء هذه المعركة بما يليق بتضحيات شعبنا وانجازاتها، شدد أبو عبيدة على أنْ "يظل كل ما سبق ساري المفعول حتى إشعار رسمي آخر من القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام. خطاب القسام هذا، أعاد ترتيب المشهد السياسي والعسكري من جديد، ورسم معالم المرحلة القادمة، وأعلن عن بدء موجة جديدة من هذه الحرب، وحَفظ للميدان حسم الكلمة الأخيرة فيها، وإلقاء خطاب النصر.

خطاب القسام "أبو عبيدة" 20-8-2014

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=NGWhz224_JI]

جميع الحقوق محفوظة © 2024