124 | الضفة الغربية.. كيف صار المستوطن أكثر جرأة من الفلسطينيّ؟! | أمير داوود
25 يونيو 2024
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
أمير داوود
ضيف الحلقة
أمير داوود

 

يستضيف أحمد البيقاوي في الحلقة 124 من #بودكاست_تقارب أمير داوود، مدير عام التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في حوار ممتع ومؤلم، يقدّم صورة عن التغيّرات التي طرأت في الضفة الغربية على صعيد الاستيطان والمستوطنين، وكيف بدّلت دولة الاحتلال أدواتها في التوسّع الاستيطاني، وباتت تعتمد على الاستيطان الرعوي الذي بدا أنه الأكثر نجاعة في سرقة الأرض، والاستيلاء عليها بالقوة، وبالأساليب الملتوية.

يتحدّث أمير داوود عن مشاهداته الأولى للمستوطنة التي أنشأها الاحتلال من الصفر شمال قلقيلية، المدينة المخنوقة بالمستوطنات، وانعكاس أضواء المستوطنة على تفكيره ومخيّلته، ويحكي أيضًا عن سرّ شجاعة الفلسطينيّ أمام الجنديّ المدجج بالسلاح، ويروي لنا عن الصدفة التي قادته للعمل في هيئة الجدار والاستيطان، والتي يرى أن العمل فيها يحمل قدسية ما!

في هذه الحلقة، إضاءة على الاستيطان الرعوي، والجيل الجديد من المستوطنين المتطرفين، والهجمات التي ينفذونها على قرىً فلسطينية مثل المغيّر وترمسعيا وحوارة، وتعريج على التغيّرات التي طرأت، حتى صار الفلسطيني يخشى على نفسه من الخروج على الطرق بين المدن، بعد أن مرّت سنوات كان المستوطن هو من يخشى السير إلا بمرافقة جيبات عسكرية.

"بودكاست تقارب"، برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد. حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.

يقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ عام 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.

 

تفريغ حوار أمير داوود في بودكاست تقارب 

أمير داوود: [00:00:00.05]
10 دقائق. 1500 مستوطن مسلح كانوا يحاصرون المغيّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:06.02]
طب حوارة؟

 

أمير داوود: [00:00:07.82]
حوارة قصتها قصّة؛ يعني المستوطنين يأتون لصيانة سياراتهم في كراجات حوارة. يأتون للتسوّق من السوبر ماركت الموجودة. يأكلون في المطاعم. دولة الاحتلال تحاول أن توصل رسالة للعالم أنّ الصراع الموجود هو بين شعبين. حدود بؤرتي أو مستوطنتي هي أين تستطيع أن تصل بقرتي. 17 شابًا فلسطينيًا بعد السابع من أكتوبر أطلق النار عليهم من قبل مستوطنين. اليوم أنت مطلوب منك أن يُعتدى عليك وأنت مستسلم. ممنوع أن تُدافع عن نفسك. في قرى المستوطن يفكّر 500 مرة قبل أن يقرر أن يدخل على هذه القرية. أنا اسمي أمير داوود مدير عام التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. نحن اليوم الذي حاولنا أن نعمله إنه حاولنا نستعيد الكثير من الذاكرة من أجل أن نسلط الضوء على حاضر ما يحدث اليوم، باعتبار أن حاضر. ما يحدث اليوم هو امتداد لما حدث في الماضي. أنا باعتباري عشت كثير من المراحل التي بدأت في الانتفاضة الأولى وأوسلو والانتفاضة الثانية وما يحدث هذه الأيام، يعني أقدر أقول أن الكثير من المراحل أعادت إنتاج نفسها في الضمير الفلسطيني، وردّة الفعل الفلسطينية الخالصة على الأحداث الوطنية هي بالضرورة تراكم التجربة وتراكم الفكرة في مقابل الحدث، هذا بالضبط ما حاولنا أن نسلّط الضوء عليه ونستفيد منه في هذا اللقاء.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:07.88]
مرحبًا وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفي لليوم، العزيز أمير داوود. من ما قبل 7 أكتوبر وصل "تقارب" مقترحات وأسئلة ومواضيع مقترحات أفكار تتعلق بالمستوطنات والنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية ما بعد 7 أكتوبر. طغت الإبادة على كل شيء في الإعلام، ولا صوت يعلو فوق صوت الحرب في الإعلام، ولكن تحت مستوى أو مستويين من الإبادة. هنالك نشاطات ارتفعت حدّتها وازدادت عنفًا وتوسّعت استيطانًا، وتم تهجير العديد من التجمّعات الفلسطينية في مناطق "سي" أو حتى التسبب بأضرار، وغيرها من التفاصيل التي في حوارنا اليوم سنراها. فقط أحب أطلع وهذا هو السبب الذي تواصلت فيه مع أمير بشكل أساسي. متى المستوطن صار بهذا الشكل العنيف أو متى المستوطن صار بهذه الشجاعة؟ لأنه حسب ما أذكر مش من بعيد. يمكن مما يقارب 10 سنين أو أقل حتى كان المستوطن أكثر جُبنًا، أقل عنفًا، أكثر تواصل مع محيطه الفلسطيني، ولذلك، هناك مجموعة من المعطيات واضح أنها كسرت هذه الحدّة وكسرت هذه العلاقة، ونتج عنها الشكل اللي نراه اليوم ما بعد 7 أكتوبر، والذي أحب أن نرجع ونتذكّر دائمًا ما قبل 7 أكتوبر مشهد حوارة وحرق فعليًا منطقة كاملة أو قرية كاملة ودفع أهلها وتهديدها ودفع أهلها باتجاه التهجير.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:39.19]
قبل أن نبدأ حوارنا أريد أن أشكركم مقدّمًا على الاستثمار في محتوى "تقارب" ودعمه على الاستمرار من خلال الرابط الموجود في الوصف. شكرًا مقدّمًا على مشاركتكم أفكاركم؛ مقترحاتكم للمواضيع والضيوف في "تقارب". تقارب بفضل هذه المشاركة تحديدًا بكون دائمًا أقرب لكم، وشكرًا مقدّمًا على مشاركتكم هذا المحتوى، وكل محتوى ممكن يكون حدا مهتم فيه مع حدا ممكن يكون مهتم فيه من نحيطكم وبهكذا نبدأ. أهلًا وسهلًا أمير.

 

أمير داوود: [00:04:09.34]
أقلُّ الخسائر. أهلًا وسهلًا فيك صديقي.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:11.44]
أمير؛ أنا أريد أن أنوّه أن التسجيل هو مقطع واحد (one shot)، يعني من أوله لآخره ليس هناك اقتطاع أو مونتاج، فلن أعطيك فرصة أن تتهمني باقتطاع شيء، أو حدا يقول اقتطعنا شيء، فالحوار كامل مثلما هو.

 

أمير داوود: [00:04:26.65]
تمام. تمام ما في مشكلة.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:28.69]
أهلا وسهلا فيك أمير، ويعطيك ألف عافية. نحن بالعادة في "تقارب" نترك الضيف يعرّف نفسه مثل ما يحب. في سطر بكون مكتوب عنّك على جوجل فأعطينا إيّاه باختصار، (السطر) الممل هذا، واحكي لنا قصّتك. تفضّل.

 

أمير داوود: [00:04:45.84]
أنا اسمي أمير داوود. أنا مدير عام التوثيق والنشر والمعلومات في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان". يعني أنا موجود في هذا المكان يعني في هذا العمل منذ سنتين تحديدًا؛ يعني منهمك منغمس في موضوع توثيق الانتهاكات. وممكن في هذه السنتين للمصادفة يعني ازدادت الانتهاكات بشكل بشكل قياسي، يعني ترافق وجودي في هذا المكان مع تزايد رهيب في الانتهاكات المسجّلة على كل على كل تصنيفاتها. يعني ممكن كمان هذه الكثافة في الانتهاكات يعني أعطتني الكثير من الخبرة في التعامل مع تصنيفات، نحن نتعامل مع كثير تصنيفات وهي تصنيفات متداخلة ومعقدة باعتبار أن عملية توثيق الانتهاكات في أكثر من مستوى. يعني ممكن لقدام أثناء الحديث سنتكلم عن كيف يتم التوثيق وكيف؟ ما هي تصنيفات هذه الانتهاكات، ولكن بالمجمل قبل وجودي في التوثيق، كنت بشتغل في موضوع التخطيط هو مجال قليلًا بعيد ولكنه يعتمد بشكل كبير على مخرجات التوثيق باعتبار أن العملية التخطيطية هي تعتمد على المعطيات وتعتمد على الأرقام، وبالتالي في تداخل ما بين المكانين اللي أنا اشتغلت فيهم على مدار سنوات طويلة في الفترة الماضية.   

 

أحمد البيقاوي: [00:06:09.64]
طيب أمير أنت من أين؟

 

أمير داوود: [00:06:11.89]
أن أصلًا من قلقيلية. بس أنا من 4 سنوات متواجد في رام الله يعني ساكن بشكل كامل في رام الله، لكن الأصل أنا يعني من قلقيلية.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:25.19]
وكُلّ سياق شغلك أو نشاطك في مساحة الاستيطان هو طالع في إله قصة وفي له دافع؟ أو مجرّد شغل؟

 

أمير داوود: [00:06:35.72]
هو مجرّد شغل، ولكن هناك قصة طريفة قادتني للعمل الحكومي، أنا أصلًا في العام عندما تخرجت من جامعة بيرزيت، بدأت أشتغل في مجال الصحة النفسية في العام 2003، وكان هو ترند في تلك الفترة هو موضوع الصحة النفسية والصدمات باعتبار إنّه كنّا طالعين من اجتياحات وبناء الجدار والتفاصيل، فكان هناك اعتقاد عند الغرب أن الشعب الفلسطيني traumatized (مصدوم)، وبالتالي استثمروا بالكثير من الملايين لمعالجة الصدمات النفسية التي خلّفتها الاجتياحات وجدار الضم والتوسع. فأنا أول ما اشتغلت بعد الجامعة اشتغلت في مجال الصحة النفسية في برامج للتدخل مع الناس، وتحديدًا في المناطق المتضررة من الجدار ومن اعتداءات الجيش. اشتغلت في مجال الصحة النفسية 5 سنوات كاملات، بعد ذلك شعرت أنني استنزفت في هذا المجال. بالصدفة في تلك الفترة وكالة الغوث طرحوا وظيفة في قلقيلية، فأنا ذهبت قدّمت لهذه الوظيفة وكان يتطلب من متطلبات الوظيفة امتلاك مهارات في التخطيط؛ أن تكون تعمل خطة تنفيذية ويكون عندك تصورات عن التخطيط، فكنت أدرس. أنا ليس لديّ أي معلومة عن موضوع التخطيط بالذات، كنت أدرس بشكل مكثّف جدًا في موضوع التخطيط وبناء الخطط والأهداف والتقييم والمتابعة، وبدأت أكتشف في هذا العالم المرتبط بالتخطيط اللي أنا حقيقة يعني جديد عليه بعد الدراسة ممكن شهرين في موضوع التخطيط رحت على مقابلة واكتشفت إنه الوظيفة "مبيوعة" لواحد ممن يشتغلون أصلًا في المؤسسة هناك دخلت على مقابلة سألوني أول سؤال فبدأت أجاوب أنا لي شهرين بدرس يعني مثل اللي علي توجيهي فلما بدأت أجاوب الاثنان اللذان يقابلانني صاروا يحكوا مع بعض، هذه كانت أول رسالة أن الجماعة مش كثير مهتمين أنا ماذا أقول يعني؟ وثاني سؤال بنفس الطريقة طلعت من الغرفة وأنا محبط يعني هذه مادة أنا لي شهرين أو ثلاثة شهور أنا أدرس عليها يعني في التوجيهي لم أدرس هكذا. عارف كيف.

 

أمير داوود: [00:09:04.19]
فلاقاني شخص ما في الخارج، وسألني كيف المقابلة؟ قلت والله حسيت يعني أنا مش عارف.. أول مرة بفوت على مقابلة الذين يقابلون الناس يتكلموا مع بعض ومهمشين الذي يتكلم يعني. قلي يعني إنت مش عارف إنه هذي الوظيفة أصلًا أعطوها منذ فترة لحد ثاني. فروّحت محبط لكن روّحت أمتلك ما قرأته في موضوع التخطيط. بعد أقل من شهر وزارة التخطيط أعلنت عن وظائف. فرحت قدّمت فأخذت الوظيفة في وزارة التخطيط وبدأت رحلتي مع الحكومة، اشتغلت في مجال التخطيط الحكومي في وزارة التخطيط 5 سنوات. بعدين قررت الحكومة إنها تحل وزارة التخطيط وتوزع إداراتها وملفاتها على الوزارات والمؤسسات الأخرى. فكان حظّي أني أتيت على هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. الهيئة قالوا لي: عندنا هيكلية جديدة، وعندنا شيء له علاقة بالتخطيط، فما رأيك بأن تتسلّم ملف التخطيط في الهيئة؟ فبدأت الرحلة يعني بهذا الشكل، فأمسكت ملف التخطيط في الهيئة في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تقريبا 5 سنوات لحين ما تم، يعني تكليفي من جديد في موضوع التوثيق قبل سنتين بالضبط مثل هذا اليوم في العام 2022 بدأت في ملف التوثيق وتوثيق الانتهاكات على كل مستوياتها إلى أن وصلنا يعني لوصلنا إلى هذا المكان. فهي الرحلة من اللحظة الأولى كانت رحلة يعني طريفة قليلًا. يعني كيف تداخلت الأمور في سياقات تقودك في الأخر لمكان بتحس هيك كان في ترتيب غامض بشكل معين حتى توصلك الأمور للمكان اللي أنت موجود فيه يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:10:53.37]
بالتوفيق دائًما. عندي استفسار أو سؤال فضول: هيئة مقاومة الجدار كانت -تعرف الهيئات الحكومية هذي اللي يتم إنشائها- طلعت تشتغل في موضوع فعليًا الناس مكسورة فيه، فما نالت اهتمام الناس أو أعتقد على مستوى عام فعليًا لم يكن لم يكن واضح أهميتها، لكن بآخر السنين هيك برزت أو صار في على مستوى المعطيات صارت مرجع يمكن أكثر، من مجرد فكرة التصدي للمستوطنين أو التصدي للجدار أو تنظيم فعاليات. فأعتقد أنه بهذا المرجع بالنسبة لي بهذه المساحة برزت عندي. متى تشعر -بما أنه لك 7 سنين- أنت دخلتها وكانت هيئة مقاومة الجدار قوية على مستوى العامة؟ يعني على مستوى الأثر أو خلال فترة وجودك فيها صار الأثر الأكبر أو زاد أثرها؟

 

أمير داوود: [00:11:44.54]
أنا بعتقد الهيئة كان لاستشهاد زياد أبو عين رئيسها الأوّل أعطى الهيئة زخم كبير نظرًا إنه لأول مرة يعني شخص بدرجة وزير على رأس هيئة فلسطينية يستشهد في الميدان كان في مواجهات في قرية ترمسعيا وهي حتى هذه اللحظة هذه المنطقة من أخطر المناطق يعني الوصول لهذه المنطقة بجانب ترمسعيا وتحديدًا يعني المنطقة التي أقامت دولة الاحتلال مستوطنة حلميش والبؤر الاستيطانية. آسف أقصد مستوطنة "شيلو" والبؤر الاستيطانية التي تحيط بها، على أراضي ترمسعيا من أخطر المناطق. شيلو فيها مستوطنين متطرفين جدًا، يعني جوهر "شبيبة التلال" موجودين في هذه المستوطنة وفي البؤر المحيطة فيها. وبالتالي استشهاد زياد أبو عين في العام 2014 في شهر 12 أعطى زخم كبير أولًا لاسم الهيئة، وثانيًا للبرامج التي تنفذها الهيئة. الهيئة هي بدأت بأشكال مختلفة. أوّلًا بعد ما تم إقامة جدار الضم والتوسع في العام 2002 يعني صدر عن محكمة لاهاي اللي هو قرارها الشهير أو الرأي الاستشاري الشهير بتجريم الجدار وبعدم قانونيته والمطالبة بوقف الجدار، كان هناك رأي استشاري غير ملزم، هذا الرأي عمل هزّة كبير في العالم وعلى أثره السلطة قررت أن تنشئ جسم وطني مرتبط بمقاومة الجدار والاستيطان كان أيامها على شكل وزارة دولة، وهو ملف مرتبط بالجدار والاستيطان كوزارة دولة، تغيّر الملف على مدار سنوات، يعني من العام 2004 وحتى العام 2014 دخل في أكثر من مسمّى، مرة وزارة دولة مرة ملف في وزارة الزراعة، مرّة ملف تابع لمجلس الوزراء. في العام 2014 قرر الرئيس أبو مازن تحويل هذا الملف إلى هيئة تتبع منظمة التحرير وتم تكليف الشهيد زياد أبو عين بقيادة هذا الملف كرئيس لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان. استشهد زياد أبو عين في هذه المرحلة. عملية الاستشهاد أعطت زخم كبير للهيئة، ولجديّة (التعامل بجدية) مع الهيئة سواء من المؤسسات الوطنية الفلسطينية حتى على مستوى الموازنات التي تم صرفها للهيئة بعد استشهاد زياد أبو عين كانت ترتقي حقيقة لمستوى الملفات التي تنفذ.

 

أمير داوود: [00:14:29.60]
الذروة الثانية كانت في عمل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان هو "معركة الخان الأحمر". الخان الأحمر في العام 2018 قررت دولة الاحتلال أن تهدم الخان الأحمر (شرق القدس) تصدّت طواقم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لجرافات الاحتلال في اليوم الأول التي حاولت أن تشق طريق من جهة (مستوطنة) "معاليه أدوميم" وحتى الخان الأحمر، تصدوا لها بالصدور العارية، ودارت معركة وتم الاعتداء على موظفي الهيئة أمام كل العالم، وكان يعني للمصادفة كان هناك كثير كاميرات وكان كثير صحفيين. المعركة كانت معركة شديدة، تم الاعتداء أولًا على سكان الخان الأحمر، تم الاعتداء على نساء الخان الأحمر ومن ثم على موظفي الهيئة بشكل وحشي. في يومين كانت القضية شبه مدوّلة في العالم. كل العالم يتحدث عن الخان الأحمر نتيجة المشاهد التي خرجت من التي أسميناها يعني مجازًا عند موظفي الهيئة "معركة الجرافات" لأنه شباب الهيئة جلسوا في صحن الجرافة. وأتت قوات القمع ضربتهم في صحن جرافة الاحتلال، ثم صارت عملية مبيت متواصلة على مدار شهور طويلة داخل الخان الأحمر، حتى صدر قرار المحكمة العليا للاحتلال بتأجيل عملية الهدم، ثم صدر قرار من المحكمة الجنائية الدولية وهو مش قرار، هو رأي، قال إنه إذا تم هدم الخان الأحمر فهذا يعتبر تهجير قسري، وهو يعتبر أيضًا جريمة حرب، فكانت هذه معركة الخان الأحمر كانت ذروة أخرى لعمل الهيئة أعطتها مصداقية أعطتها يعني مكان مميز جدًا حتى في وجدان الناس لأنه كان هناك إنجاز. أي منطقة أي قرية يتم الاعتداء عليها من قبل المستوطنين كانوا شباب الهيئة يكونوا متواجدين في ذات اللحظة. هذا أيضًا أعطى علاقة حميمية مع المواطنين في هذه المناطق التي هي المناطق الخاصرة الرخوة للضفة الغربية التي تتعرض دائمًا لاعتداءات المستوطنين للجيش ومصادرة الأراضي، وبالتالي صارت هذه العلاقة الجميلة بين الطاقم العامل بالهيئة واسم الهيئة ووجدان الناس في الشارع بشكل عام.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:01.14]
طيب أمير أنت عندما تتكلم بنزلوا شباب الهيئة، اللي في بالي هو الشباب الي تنزل توثق تدعم الناس أو تحضر عشان توثق مرة تانية. أنا في بالي هيك. لكن ما هو نوعية النشاطات؟ التي تنفذ لمّا بنزلوا فعليًا شباب الهيئة غير فكرة التصدي أو دعم فعليًا اعتصام داخل موجود؟

 

أمير داوود: [00:17:23.44]
نحن في عددنا الذي هو دائرة أو ملف كبير وهو "ملف العمل الشعبي". العمل الشعبي وظيفة الشباب في هذه الدائرة هو التواجد في المناطق التي يتم الاعتداء عليها، خوض مواجهة مع الجيش ومع المستوطنين بالصدور العارية. لمنع تقدّم المستوطنين وتقدم الجيش للهدم. مرات كثيرة ننجح في منع المستوطنين من اقتحام قرية، من هدم بيت من مصادرة ممتلكات، ومرات كثيرة تكون قوة وغلبة جيش الاحتلال نتيجة يعني قدرتهم على القمع وقدرتهم على الوحشية، يعني ينجحون في تنفيذ مهماتهم، ولكن في مرات كثيرة الشباب يعني بالصدور العارية يوقفوا يوقفوا هذه المخططات، وتحديدًا في موضوع إقامة البؤرة الاستيطانية التي يتولى عملية إقامتها المستوطنين. دائرة العمل الشعبي هي وظيفتها في مجموعة من المحاور، ولكن أهم محورين هو تنفيذ فعاليات شعبية في المناطق المتضررة، واستقدام متضامنين أجانب واستقدام نشطاء مقاومة شعبية فلسطينيين لهذه المناطق. تنفيذ مسيرات فعاليات في مناطق مصادرة في شوارع التفافية، التواجد مع المواطنين الذين يتم الاعتداء عليهم أو يتم تهديدهم بإزالة تجمعاتهم أو خيامهم أو "بركساتهم" أو مواشيهم وبالتالي هي أكثر يعني تواجد جسدي من قبل الموظفين في هذه الدائرة مع الناس، هذا إلى جانب طواقم التوثيق والطواقم القانونية. أنا هنا أحكي عن العمل الشعبي، أنا أتحدث عن الشباب التي تنزل لحماية والدفاع عن الناس في الميدان وفي المناطق التي تتعرض للانتهاكات.

 

أحمد البيقاوي: [00:19:18.14]
هلأ وأنت قاعد تحكي بخطرلي فعليًا إنه في قرية دار سيدي (قفّين) في مستوطن إجا وعمل قلق بالطريقة التي نحكي فيها طوال الوقت، لكن يخطر لي أيضًا أنه لولا فعليًا تدخل هيئة المقاومة والجدار أنه لمن انحكى أن هيئة المقاومة وهيئة الجدار بتيجي والشباب قاعدين ييجوا وكذا، فأعتقد أنه أيضًا بجانب غير قضية التوثيق أو حتى التنظيم الشعبي مجرد فكرة إعطاء دفعة للناس لترفض هذا الشيء، أنا أعتقد هذا من أهم الأشياء. الآن يخطر لي في السياق الذي نحكي فيه. طيب أمير دعنا نستكمل التعارف، كيف لا تُحب أن يتم تعريفك؟

 

أمير داوود: [00:20:01.52]
لا أحب أن يتم تعريفي كموظف حكومي عادي. أنا أكتسب حماستي في القدوم للعمل كل يوم بالرغم من كل الظروف الصعبة بسبب خصوصية هذه الهيئة وخصوصية الملفات التي تعمل عليها هذه الهيئة. هذه الهيئة ليست موجودة في كل العالم. ولا دولة في العالم فيها شيء اسمه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. يعني هذه هيئة مميزة. الخصوصية الموجودة فيها هي خصوصية يعني تقترب من القداسة نتيجة الملف الذي تشتغل عليه هو ملف وطني بامتياز. طبعًا كل يعني كل شيء ينشغل في البلد هو وطني باعتبارك تنفذ يعني شيء له علاقة بمستقبل الفلسطينيين وبمستقبل ما تطمح له، ولكن الهيئة فيها خصوصية. يعني أنا يعني دائمًا يعني لا أحب إني أنا أنحشر في زاوية الموظف الحكومي الموظف الحكومي الملتزم بدوام من 8-3 وبعدين تنتهي العلاقة الوظيفية مع ما يفعله، أنا مرّات كثير أداوم جمعة وسبت، ومرات كثيرة نداوم في الليل نتيجة يعني مرات فيه متغيّرات في الميدان بتصير تفرض علينا، أن نتواجد على مدار الساعة في المكاتب يعني هي ممكن المؤسسة الوحيدة في فلسطين التي تبقى مكاتبها يعني مضاءة على مدار الساعة في بعض الأوقات وهذا شيء مش موجود في أي مؤسسة ثانية، المؤسسات الثانية على الساعة الثالثة الموظفين يغادروا بسلام وبسعادة انتهت مهمتهم الوظيفية. ولكن هذه الهيئة أي حدث يصير؛ تجمّع بدوي يتم تهديده من قبل المستوطنين، هذه الهيئة لا تنام. الموظفون لا يغادرون، هذه هي خصوصية هذه الهيئة وجمالية هذا. أنا أتذكر قبل قبل سنتين أجرى خبر أنه في تجمّع بدوي يفكر أن يرحل من منطقة لأنه المستوطنين هددوه. الاستنفار اللي صار في الهيئة على خبر أنه في تجمع بدوي بفكر إنه ينقل مكان من مكان لمكان آخر كان استنفار يعني لا يمكن تفسير جماليته لأنه عن جد هو يتجاوز العلاقة الوظيفية، ويتجاوز اعتبار أن من يحملون هذا الملف هم موظفين حكوميين، إحنا موظفين حكوميين ولكن هذه الهيئة تعطيك خصوصية تتجاوز فيها كونك موظف حكومي. أنت ما في موظف حكومي يعني بشتغل بالطريقة التي يعمل بها الموظفين في الهيئة ممكن بعد الحرب يعني صار عندنا ظروف جديدة، الواقع خطر المناطق التي كنا نتواجد فيها دائمًا للأسف بطلنا نقدر نتواجد فيها وتحديدًا بعد الحادثة التي حصلت مع موظفي الهيئة موظفين الهيئة اثنين من كوادر الهيئة اختطفهم مستوطنون في بداية الحرب وعذبوهم على مدار يوم كامل عذّبوهم بكل ما تتخيل وما لا تتخيل في العشرين ساعة التي تم اختطافهم فيها لدرجة أنهم باتوا في المستشفيات يعني فترة طويلة بعد أن تم الإفراج عنهم.

 

أمير داوود: [00:23:08.36]
عملية الاختطاف والتعذيب كانت يعني بمراقبة الجيش وكأنه الجيش أيضًا، يعني كان سعيد أنه يتم تعذيب موظفين الهيئة. قبل عملية اختطاف موظفي الهيئة هجموا المستوطنين، يعني كان عندنا في تجمع بدوي شرق رام الله أول الحرب كان المستوطنين يهددونهم "لازم ترحلوا".. وأطلقوا النار عليهم وهددوهم وقطعوا المي عنهم وإلى آخره. قرر طاقم الهيئة أن يبات هناك على مدار الساعة لحماية التجمع من اعتداءات المستوطنين. في بداية الحرب، يوم 11 أكتوبر بالضبط هجم المستوطنون على الساعة 3 صباحًا على موظفي الهيئة المتواجدين وأشهروا السلاح عليهم وهددهم وانسحب المستوطنون. في اليوم الثاني تم اختطاف الشابين وتم تعذيبهم. اليوم كثير من المناطق التي كنا نتواجد فيها غير قادرين أن نصلها لأن المستوطنين أعطيوا صلاحيات كبيرة جدا في هذه المناطق، وبالتالي الوضع صار خطير وشائك وكثير محاذير يعني ظهرت بعد الحرب.

 

أحمد البيقاوي: [00:24:21.27]
أمير، الكفّ الأول اللي أكلته (من الاحتلال) وعملك فلسطيني فاعل؟

 

أمير داوود: [00:24:27.65]
وأنا عمري 14 سنة. كان وُقِّعت اتفاقية أوسلو. وكنّا بانتظار أن تأتي القوات الفلسطينية على قلقيلية. فكنت أنا ماشي. ماشي في الشارع. وكان يعني على ما أعتقد باقي أسبوع وينسحب الاحتلال من المدن يعني من قلقيلية تحديدًا وبتدخل القوات الفلسطينية أنا أتذكر الحادثة يعني تمامًا يعني فأنا كنت ماشي في الشارع فجاءت دورية الجيش الإسرائيلي أنا مش منتبه إلى الدورية جاية مسرعة أتت وجئت أنا بالمصادفة أمام الدورية فهو فتح الزامور (البوق) عليّ أنا يعني جيت على الجهة الثانية من الشارع. فنادوا (الجنود) عليّ. فتحوا الباب الخلفي ونادوا علي أنا رجعت. الأربعة اللي قاعدين بالخلف إذا تتذكر الدوريات (العسكرية) القديمة كان بيكونوا 4 قاعدين بالخلف يفتحون الباب ويقفزون سريعًا للخارج ويلحقون الشباب. فنادوا عليّ فأنا رجعت والأربعة أمسكوني وأدخلوني داخل الجيب وبدأوا بضربي، ثم ألقوا بي خارج الجيب. قبلها بساعة قبل هذا الحادث بساعة. كنا عاملين شيء على صعيد المدرسة. نشاط وطني على صعيد المدرسة فكان التنظيم يعطيني رسالة شكر. كان عمري 14 سنة. كان التنظيم يعطيني رسالة شكر مش حاطين اسمي، حاطين رمز باسمي؛ إنه "نشكرك على جهودك الوطنية وإلى آخره" كانت الورقة في جيبي. عارف انت كيف. فأنا قبلها بنصف ساعة أعطوني إياها وأنا مبسوط فيها وحاط الورقة في جيبي مع إنهم طلبوا مني تمزيقها. يعني هي شكر تقرأها وتمزقها. يعني كانت أيام بذهنية الانتفاضة الأولى يعني. وأنا لم أمزّق الورقة وأبقيتها في جيبي وماشي في الشارع ضربوني والله ستر إنه يعني لم يفتشوني، وشافوا الورقة هاي موجودة معي،كان أنا حملوني وأخذوني معهم يعني ودخلت السلطة وأنا موجود في مكان في مكان ثاني ولكن هذه من التجارب التي يعني أتذكرها منيح.

 

أحمد البيقاوي: [00:26:43.59]
طب هذه التجربة شو تركت أثر؟

 

أمير داوود: [00:26:46.95]
تعرف لما ضربوني.. طبعًا هم 3 أو 4 قاعدين وراء سحبوني وضربوني وبعدين هكذا ضربوني على الجهة الثانية. أنا.. فش حدا بخافش من الجيش وتحديدًا أنت تتكلم عن 4 أو 5 في دورية يعني هؤلاء يعني قادرين إنهم يعملوا فيك الذي تتخيله والذي لا تتخيّله. لما ضربوني وألقوا بي خارج المركبة العسكرية. أنا وقفت أقول -لم أعرف من أين جاءتني القوة هذه- فأنا أقول له: شو بدك؟ هيك يعني بهذه الطريقة، وهم عادوا واستنفروا كمان مرة لكن لا أعرف لماذا عادوا سكروا الباب وراحوا، لكن أنا في هذه اللحظة الخمس الثواني تلبستني قوة لا أعرف من أين أتت، إنه أنا يعني احتجّيت بما أمتلك من أدوات الاحتجاج، يعني في هذيك الفترة إني أقول للجندي يعني أنت شو بدك أو مثل هيك يعني احتجاج صوتي قدام الجيش، هذه الذاكرة. اكتشفت بعدها إنه في كثير من المواجهات التي تصير بين الشباب. وهي مواجهات يعني غير مسلحة، هي تكون عبارة عن شخص مدني تمامًا، لكن هو يقف أمام كتيبة جيش يتحداها. صرت أفهم إنه هذه القوة التي الفرد يمتلكها قدام قوة غاشم من أين تأتي؟ هي قوة غامضة، قوة لا يمكن تفكيكها ولا يمكن تفسيرها، ولكن الفلسطيني بإمكانه أن يدرك هذه القوة تحديدًا من أين تأتي أو لا يدرك من أين تأتي، لكنّه يستشعر هذه القوة في اللحظات الضاغطة أو في اللحظات الصفرية، ممكن، وعليها قيس كثير من التجارب أيضًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:42.75]
بالمشهد نفسه الذي تحكيه، يلفتني خاصة عندما أرى الأمر في الإعلام كيف في شباب صغار يكونوا قاعدين بدفش الواحد حاله دفش بروس أصابع رجليه لقدام يعني بيكون في حد يصيح على الجندي وفيه حد ولد صغير أو شاب صغير قاعد بدفش بحاله دفش، فدائمًا أتطلع على هذا المشهد أن فيه حدا قاعد بيكسر هالة الخوف والجدران. الخوف التي زرعها الاحتلال على مدار طول الوقت ويحاول أن يخلق هذه العلاقة النديّة، وأنا هيني موجود هنا يعني، وهذا المشهد دائمًا ولا مرة كان فعليا كنت أطلع عليه عادي وأقعد أركز بملامح الشباب الصغار أكثر من الشباب اللي مثلا ممكن يكونوا يهتفوا أو يصرخوا بوجه الجندي أو هيك دائمًا في مجموعة من الناس تكسر الحاجز قليلًا قليلًا مع الاحتلال.

 

أمير داوود: [00:29:35.18]
بالضبط هذه النقطة هي أنا أستشعرها وشعرتها كثيرًا. أنا وأنا صغير، أنا حدا عشت الانتفاضة الأولى من 1987 -1995.

 

أحمد البيقاوي: [00:29:48.80]
أنت مواليد أي سنة؟

 

أمير داوود: [00:29:49.73]
مواليد 1980.

 

أحمد البيقاوي: [00:29:52.09]
العمر كلّه.

 

أمير داوود: [00:29:53.26]
عشت الانتفاضة الأولى بكل تفاصيلها، وأنا من ناحية شعورية أحن دائمًا إلى زمني النظيف وزمني النظيف هو الانتفاضة الأولى، لوجدان الطفل الذي عاش هذه المرحلة فكنت أنا دائًما وأنا ولد صغير أقول كيف هؤلاء يسترجوا (يملكون الجرأة) يضربوا حجار ويسترجوا يعملوا كذا؟ ولماذا لا يخافون من الرصاص؟ ليه مش خائفين؟ نحن هاجسنا في الانتفاضة الأولى كان أن الجيش يمسكك ويكسّرك يعني لم نكن نخاف من فكرة أن (يُطلق عليك النار) أو أن يصير أي شيء ثاني، كان الهاجس الأكبر أن يُقبض عليك ويكسرك الجنود لأنهم كانوا يستخدمون قوة فظيعة في قمع الشباب التكسير كان يعني بشكل متطرّف متوحش، فيوم كنا (ولاد صغار) في بداية الانتفاضة كان الوضع مخيف فكان منع تجول في الليل فكنت أنا وأولاد الحارة كلنا 7-8-9 سنين. وطبعًا كانت الدوريات والمستوطنين يمروا من حارتنا. لم يكن هناك شوارع التفافية، كان المستوطنون يمرون من داخل المدينة، لذلك كان هناك كثير تكسير سيارات للمستوطنين في تلك الأيام، فأنا لا أعرف ما الذي حدث معي، وجدت نفسي في هذه اللحظة أقف في الشارع في منع التجول ليلًا، وأحضر الحجارة وأغلق الشارع، طبعًا لم يقل لي أحد ذلك. لم يكلفني أحد بمهمة إغلاق الشارع، فأنا ذهبت، بلشت أحمل الحجار الكراتين وأسكر في الشارع مشان الجيش عندما يأتي يلاقي الشارع مسكّر. طبعًا كان الجيش يستنفر عندما يتم إغلاق طريق أو يعني ضرب حجر يعني عارفين كيف؟ فأنا في هذه اللحظة اكتشفت بالضبط فكرة إنه هذه القوة الغامضة التي تزيح الخوف جانبًا أصلا هي أعتقد لها علاقة بالأدرينالين يعني الأدرينالين هو الشيء الوحيد الذي يتغلب على الخوف، فأنا لقيت حالي مفعم بالأدرينالين وبلشت أسكّر في الشارع. ثاني يوم أجوا شباب أعتقد هم نشطاء كانوا في الانتفاضة الأولى فقالوا لي مين قلّك تسكر الشارع؟ قلت له هو يعني لازم حدا يقلي؟ قالولي طبعًا انت مفكّر الدنيا فوضى؟ ممنوع تسكر الشارع إلا لمّا يأتي أحد من الشباب ويقول لك تسكر الشارع، فكانت هذه تجربة طفولية. عارف هي يعني تلتقي تمامًا مع الفكرة الي بتقول فيها أنت.. بتلاقي حالك قوي، كيف بتعرفش.

 

أحمد البيقاوي: [00:32:22.52]
طب خلينا نستكمل نفس الشي متى مش الكف الأول.. ما هو شكل ملامح المستوطنة الأولى؟ كان عندي فضول هذا لم أقله لك على التلفون، لكن حتى من الأساس أنا بالنسبة لي كانت هذه الأضواء الصفراء البعيدة أو كل ضوء أصفر بعيد هو مستوطنة. يعني حتى الواحد بس طلع برّا بس يشوف هيك مجموعة مثلا أضوية صفراء تكون موجودة بشارع أو بـ compound/ مجمّع أو بمبنى سكني واسع. بيرجع بذهنه مباشرة فكرة المستوطنة. بحالتك أنت ايش كانت المستوطنة؟

 

أمير داوود: [00:32:55.08]
في بداية التسعينات. أبوي راح ضمن أراضي في المنطقة الجنوبية المنطقة الشمالية من قلقيلية ضمن أراضي جوافة وخوخ وعنب تعرف هو "ضمن" ولم يشتر. وكأنه استأجر هذه الأراضي وصرنا نشتغل فيها ونضبط فيها وإلى آخره. كان على الجهة الشمالية من هذه الأراضي كمان كان هناك جبل. بدأ اليهود يشتغلوا في هذا الجبل. كيف يشتغلوا في هذا الجبل؟ بيجوا يضعوا متفجرات. وتنفجر لكي يعملوا طبقة مستقيمة فوق الجبل، فكانت عملية العمل وتفجير الجبل على مرأى منا ونحن ونحن صغار. واستمرت عملية التفجيرات فترة طويلة وهم يخلعوا في الشجر ويمهدوا الأرض. وأنا لم أكن أفهم ماذا يعملوا في هذه المنطقة. كانوا يبنون مستوطنة جديدة طبعا اسمها "كوخاف يئير" هذه المستوطنة اليوم موجودة من المستوطنات المقامة على أراضي قلقيلية. هذه المستوطنة تحديدا أنا شهدت عملية إنشائها عملية إنشائها قبل حتى البناء، من لحظة البدء في تطويع الجبل بخلع أشجاره وتفجيره لتمهيد الأرضية وبلّش البناء على سطح الجبل يبلّش قليلا قليلا على مدار ثلاث سنين بدأت ترى الأضواء المميزة التي يستخدمونها دائما في المستوطنات وهي الأضواء البرتقالية تحديدًا. واضح إنّه كمان عملية انتقاء هذا النوع من الأضواء وكأنهم يعطون هوية للمستوطنات من الجو، وكإنه أي عملية لاحقة يكون الطيّار قادر على تمييز البناء الفلسطيني وبناء المستوطنات. أنا شهدت بناء المستوطنة من الصفر، رأيتها وهي جبل أتذكرها وهي جبل، ورأيت انفجارات الديناميت لما كانوا يضعوها في الجبل. حتى أنا في كتاب لي حكيت عن هذه التجربة تحديدًا وسميت هذا الجزء في الكتاب "عندما بقروا بطن الجبل" يعني كيف الديناميت.. يعني لأنه كانت منطقة عالية فكنا دائمًا نرى عمليات التفجير، وهم يمهدون لبناء المستوطنة وكيف ظهرت أول المباني وكيف الإضاءة أيضًا كيف ظهرت هذه الإضاءة؟ فكرة الإضاءة أيضًا دائمًا أنا أفكر فيها كيف هم يعطون هوية من خلال الإضاءة لهذا البناء وكأنه هي إشارة لمن هم في الطيارات أن هذا المكان ايش، وهذا المكان ايش. ايش بإمكانك تقصف وايش بإمكانك لا تقصف، أنا مثلًا على سبيل المثال قبل الانتفاضة الثانية الانتفاضة الثانية كان فيها دبابات وكان فيها طيارات.

 

أمير داوود: [00:36:14.42]
في سنة 1999-1998 كانت أوسلو شغالة والسلطة موجودة في كل مكان وواضح كانت في الذهن الجمعي الفلسطيني. الأمور كانت ذاهبة باتجاه سلام واستقرار وإلى آخره. كان هناك حلم دائما يأتيني في سنة 1999-1998. في هذه الفترة كان عمري 17-18 سنة، هذا الحلم كان يتردد دائمًا. طائرات تهجم على قلقيلية وتبدأ تقصف لم أكن قد رأيت طيارة تقصف قبل ذلك. بعد سنتين كانت الانتفاضة الثانية وشفنا الطيارات وهي تقصف والدبابات وهي في الشوارع وحرب الشوارع وإلى آخره. دائمًا دائمًا ما أتذكر هذه الأحلام التي كانت تأتيني وإللي ملهاش سياق. يعني نحن كفلسطينيين وحتى سنة 2000 لم نر طائرة حربية ولا رأينا دبابة. فجأة بعد 2000 الطيارات اشتغلت F16 وأباتشي ودبابات ميركافا 3 وميركافا 4، وهذه العمليات الحربية التي لقينا أنفسنا وجهًا لوجه فأنا أتذكر هذا الحلم وأحاول أن أفككه، كيف جاءني هذا الحلم، وكيف وصلت الأمور بعد ذلك في الانتفاضة الثانية إلى ما وصلت إليه من تحقيق للحلم اللي أنا كنت بحلم بسنة 1998.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:41.31]
أنا أظن إنه انت لحالك فككته (الحلم) في "تقارب" بالمناسبة الحلم تبعك. لأنه أنا أول مرة أسمع أحد يتكلم على قضية الإضاءة البرتقالية بالسياق الذي قلت عنه على قضية القصف من الطيران، عادة بالنسبة لنا كانت يعني يمكن هذه الأضواء اللي فيها فارق في التكنولوجيا بتضوي أحسن يعني الواحد يفكر فيها ضمن الشيء الدوني لحالنا، بأن هؤلاء متطورين أكثر، بفهموا، بعرفوا ايش بيعملوا. بس القصة تبعت الطيران وأنت تتكلم عن أول مرة أسمعها يعني أول مرة أرى أنه في أحد يشوف الأضواء هذه بشكل غير فكرة لفت الأنظار يعني على الأقل، بفكرة قصف الطيران فأعتقد طبيعي إذا أنت شايف نشأة بالكامل أنه يتم إنشاء مستوطنة بهذا الشكل وأظن انت عايش حتى قصص شعبية بفكرة أنه بكرة بمتدّوا وبياخذوا أراضي أكثر ويطردونكم أو هذه فكرة الترانسفير اللي إحنا كنا نسمعها، كمان أنت عشتها.

 

أمير داوود: [00:38:39.25]
قلقيلية أصلًا هي نموذج مكثّف لموضوع سرقة الأرض. أنا أتذكر قلقيلية أنا حدا يعني أتذكر قلقيلية وهي محاطة بالمروج لحد النصف الأول من التسعينات، كانت قلقيلية هي عبارة عن مروج يعني أنت تطلع من المنطقة العمرانية في قلقيلية المدينة وتبعد قليلا عن المنطقة العمرانية عبارة عن مروج وأشجار وشيء جميل جدًا حتى جو قلقيلية كان جميل. اليوم قلقيلية هي عبارة عن منطقة مخنوقة بالعمران. عمران ناشف. فقط. بنايات بلا أشجار. رطوبة عالية جدًا. هذه الرطوبة يعني حتى الكل يتفق في قلقيلية إنه مكانتش البلد هيك زمان صار في قلقيلية تم إحاطتها من كل الاتجاهات بالمستوطنات بالجهة الشمالية عندك مستوطنة "تسوفيم" و"كوخاف يئير" الجهة الغربية الخط الأخضر مغلقة بالجدار الإسمنتي على أعلى ارتفاع 6 أمتار، بالجهة الجنوبية مستوطنة "ألفيه منشي" بالجهة الشرقية مغلقة بالجدار والبوابة الوحيدة فقط بوابة وحيدة على مدينة كاملة تغلق البوابة يتحول إلى سجن. اليوم لا يوجد مكان يتوسّع عليه أهل قلقيلية. الأماكن الزراعية كلها راحت إمّا لصالح الاستيطان أو عُزلت خلف الجدار الذي يمنع على الفلسطيني أن يدخلها اليوم، والتوسع الطبيعي النمو الطبيعي للناس، أكل كل المناطق الخضراء لم يبق من المروج ولم يبقى من المناطق الخضراء، في قلقيلية شيء إما أكلها الاستيطان والشوارع الالتفافية والجدار، وإما النمو الطبيعي للناس. أين الناس تريد أن تبني؟ أين الناس تروح؟ كيف تتوسع؟ لم يبق شيء، هي تحوّلت إلى مدينة عبارة عن مكعبات إسمنتية مخنوقة تمامًا، بلا أفق للتوسع، يعني أنت بمجرد ما تفكر كمان 5 سنين أهل قلقيلية أين سيتوسعون يصيبك صداع لأنه منطقة مغلقة؛ الجدار يحيطها من كل الاتجاهات حتى أنت يعني أحصل على أي صورة جوية لقلقيلية يعني يتجسد أكبر سجن في العالم قدامك، والمصيبة الثانية أنه لم يبق من المساحات الخضراء شيء تم تآكلها لصالح الاستيطان أو لصالح النمو الطبيعي للفلسطينيين الذين يعيشون في الجوار. هذا نموذج فاقع لفكرة سرقة الأرض، وليس فقط ليس فقط سرقة الأرض، تمثلات سرقة الأرض على الناس ما ذات تعمل سرقة الأرض على الناس في هذا الإطار أو في هذا النموذج المكثف المتوحش يعني حقيقة.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:40.34]
أمير لمّا نزلت في شهر 7 على البلد، كان إلي 9 سنين مش نازل، لكن أنا فعليًا كنت كل سنة لأني درست برا، فكل سنة كنت أعمل بيني وبين حالي تمرين زي كأني أحفظ بعض الصور لبعض المستوطنات على التلال عشان خلاص زي كأنه بعرف أن هيك بتمتد قاعده، لكن كل مرة بعد مرة صرت أنتبه أنه قاعد بتكبر كأنه في صور في بالي صارت مطبوعة أن هذه المستوطنة حدّها لهون أو شكلها فعليًا لهنا، ودائمًا كنت أنتبه كيف فعليًا فكرة التمدد هو مش فكرة كيف إحنا نعرف أنهم بيزيدوا بيوت هو فعليًا بيزيد فعليًا يعني بيزيد جبل وبعدين يبني على حفّته (أطرافه) أراضي، فهو بأخذ كميات من الأراضي مرة واحدة للمستقبل بعدها يقرر يبني فيها، شوي صرت أشوف الإشي ما قبل زيارتي بشكل أوضح بحلقة مع لمى شحادة على فكرة التخطيط الاحتلال إنه كيف الإسرائيليين يخططون لفكرة احتلال الأرض تخطيط. يعني نحن الشيء الذي اعتدناه الذي أنت تقوله ممكن تكون قصة شعبية بالنسبة بالرواية الفلسطينية بالتعاطي مع المستوطنات المحيطة بقلقيلية وبوخذك وقت لتشوف إنه هذا كان مخطط على مدار فترات من السنين قاعد يتم تنفيذه وليس بالضرورة ولا باللغة بشكل سريع وبطيء وبمشي، لا لا. هو هيك التخطيط هو هيك الشيء المهني للاستيطان، لكن اللي لفتني بزيارتي التي كنت أشاركك إياها إنه خطر المستوطنات أمير ما بنشوفه، والناس لا تستشعره ولكن الناس تخاف تطلع خارج مراكز المدن، يعني هي تعرف باللحظة إلي تبطل تسكن جوة طولكرم يعني جوة جوة طولكرم أو هو دائما في حد جريء هذا يطلع بعيد لكن إنت لازم تكون قبله تمام فالناس تنحسر وبالرغم أنه عندها أراضي يعني عندها أراضي وعندها مساحات ممكن في أراضي وفي مساحات إنك تبني فيها ولكن الخوف الدائم فعليًا من فكرة المستوطنات إنه أنت في مرحلة ما ممكن تسكن تصير مقابلك المستوطنة إذا كان سابقًا هذا منظر عادي فأنت بلحظة ضعف ولّا خوف أو قلق أو هجوم مثل الذي رأيناه بحوار وغيره يعني بمسحوك، فمن هنا صرت أشوف الناس قاعدة تسكن بالمدن تحشر بالوصف اللي أنت تحكيه خوفًا من شيء لا يستطيعون تعريفه أو لا يعرفوه ونحن لا نعرفه.

 

أمير داوود: [00:44:02.51]
دعني أعطيك مثال على موضوع التخطيط قبل أن ندخل على موضوع يعني هذا التقارب المكاني بين المستوطنة وما هي الفكرة من زراعتها في هذا المكان يعني وكيف تتوسع. في سنة 1978 أقاموا مستوطنة على أراضي خاصة فلسطينية اسمها سموها مستوطنة "ألون موريه" أكيد سمعت فيها يعني اسمها كثير مشهور. قضية ألون موريه في سنة 1978 لحد سنة 1980 تعتبر واحدة من مفاصل الاستيطان بأي معنى بمعنى أجوا الإدارة المدنية الإسرائيلية أقاموا مستوطنة على أراضي خاصّة. أصحاب الأراضي الفلسطينيين اللي من منطقة شرق نابلس وتحديدًا من منطقة عزموط رفعوا قضايا ضد إقامة المستوطنة لمتابعة أراضيهم الخاصة في المحكمة العليا الإسرائيلية. المحكمة العليا الإسرائيلية قررت قرار يبدو للوهلة الأولى ومن الخارج إنه قرار لصالح الفلسطينيين. شو قالت المحكمة؟ قالت يمنع بناء مستوطنات على أراضي خاصة فلسطينية. البناء الاستيطاني يجب أن يكون على أراضي دولة. وفككوا "آلون مويه" الأولى. أرئيل شارون كان وزير الزراعة في حينها. صادر 800 ألف دونم فلسطيني وأعلنها أراضي دولة. بعد قرار "آلون موريه"، ثم كل المستوطنات التي بنيت بعد هذه السنة بنيت على الأراضي التي صادرها أرئيل شارون وحوّلها إلى أراض دولة. كيف هم بشتغلوا؟ بيجوا بالأول بقلك ممنوع إنت تدخل على هذه الأرض. هذا الأرض أرض مغلقة لأغراض عسكرية. هذه فيها تدريبات عسكرية مع إنه ممكن ميكونش فيها تدريبات عسكرية. الأرض بتقعد 3 سنوات بور، يتم تدميرها نتيجة عدم السماح للمواطنين بالوصول إليها.

 

أمير داوود: [00:46:14.56]
لما تقعد فترة طويلة مبوّرة هم يرجعوا إلى القانون العثماني المرتبط بأراضي الدولة الذي يقول لك إذا انقضت مدة زمنية على الأرض البور يحق للدولة تحويلها لأرض دولة لأملاك دولة. هم يستندون إلى القانون العثماني القديم يحوّلون الأرض ويعلنونها أراضي دولة. تمام بعد تحويلها لأراضي الدولة يصدرون شيئًا يسمونه إذن تخطيط. ما هو إذن التخطيط؟ هو يمنح صلاحية استخدام الأرض للمجلس الاستيطاني أو للمستوطنة. يتم تحويل أراضي الدولة لمنطقة نفوذ للمستوطنة منطقة نفوذ يعني المنطقة التي تتوسع عليها المستوطنة. وحول منطقة النفوذ هناك شريط أمني يمنع الاقتراب منه. إذا تم البناء في منطقة النفوذ، يتم مصادرة مساحة جديدة لصالح المستوطنين من أجل توسعتها في المستقبل. عملية متدحرجة مثل كرة النار لا تتوقف. إذا هو وسّع في منطقة النفوذ هو مطالب أيضًا بمصادرة أراضي جديد وتحويلها لمنطقة نفوذ وكأنه لازمة متلازمة. لذلك نحن دائمًا نقول أن التوسع الاستيطاني أو الاستيطان هو عبارة عن سرطان لأنه لا يكتفي في مكان معين ولا يكتفي بمساحة معينة، هو دائمًا ينهش وينطلق. فمسألة اليوم على قضية التقارب المكاني ما بين المستوطنين اليوم. أنت تسمع اعتداءات المستوطنين الأخيرة وكيف شكلها، والمعارك التي شنوها والهجمات التي شنوها على المواطنين. هناك شيء يتشكل فيما وراء الحدث. دولة الاحتلال تحاول أن توصل رسالة للعالم في رواية تحاول أن تخلقها، أنّ الصراع الموجود هو بين شعبين، بين مستوطنين وبين العرب.

 

أمير داوود: [00:48:20.71]
نحن نحاول أن نحل المشكلة، العرب مرة يأتون ويضربون هؤلاء، وهؤلاء يعيدون الكرّة لضرب أولئك. هذا ما تحاول أن تقوله أو تختلقه دولة الاحتلال أو تصوّره أو تبنيه كرواية اليوم. وهناك في الغرب وفي صناعة الرأي في الغرب الذي يعني استخدام المفردات في تصوير ما يحدث وتحديدًا في الضفة الغربية والقدس، هو يؤدي لتعزيز رواية الاحتلال. يعني تأتي صحيفة أمريكية كبيرة ومنتشرة جدًا تقول لك عنف المستوطنين في مقابل الفلاحين الفلسطينيين، هذا انتقاص من حقيقة الشيء الذي يصير وكأن المستوطنين منزوعين من السياق الاستعماري وكأنه ما في رعاية من دولة الاحتلال، وكأن المستوطنين.. المستوطنين اليوم ينفذوا مخططات دولة الاحتلال، يعني المخططات يتم إيكالها للمستوطنين لتنفيذها، ثم تتولى دولة الاحتلال بتحويل ما يفعله المستوطنين لأمر واقع. عارفة كييف يعني في الـ back space أو في المنطقة الخلفية، هم يعملون على صياغة قصة على الشيء الذي يصير، وكأنهم زرعوا لنا المستوطنين وزرعوا البؤر ومنعوا الناس يوصلوا الى أراضيهم ومنعوا القرى تتوسع وإلى آخره، واليوم المستوطنون يحرقون قرى ويهجّرون تجمعات بدوية، ولكن الصورة أو القصة التي تحاول تخلقها دولة الاحتلال ويحاول الإعلام الغربي يمررها في الوجدان العالمي أن هناك يعني شعبين مختلفين، في قبيلتين مختلفين متناحرين على الأرض، ونحن نحاول أن نحلّ هذه القضية. هذا بالضبط الذي يحدث هذه الأيام.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:16.18]
طيب إذا أريد أن أرجع إلى ما قبل هذه الأيام التي هي فعليا زادت فيها التوترات بين المستوطنين، وما بين قوسين -معلش-، سأستخدم ادعاءات أنا لا أتبناها فقط للتنويه. إذا أريد أن أقول أنه دائما كان في علاقة جيدة. ولطيفة وودودة ما بين مستوطنين المنطقة والبلد الذي بجانبها. إذا أريد أن أقول أنه فعليا أنا وأنت نذكر مشاهد لمستوطنين كانوا يحضرون أعراس داخل داخل القرى والبلدات الفلسطينية. بالنسبة لي ولك أعتقد أنه مش أوسلو الفارق فعليا الذي غيّر المشهد بقدر ما إنه الانتفاضة الثانية عملت هذا القطع على مستوى إنّه بطّل في حدا يجي يشتري من بلد أو بطّل حدا ييجي بنص طولكرم يوكل حمص وفلافل ولا في حدا فعليًا يوم السبت بقعد يصلي.. يعني يجي يعمل فقرة صلاة بمكان ما، كانت مشاهد بطولكرم كنت أشوفها كلها يعني بس الانتفاضة الثانية عملت هذا القطع تمام. إذا أريد أن أرجع لما قبله بنفع نجرب نستذكر أنا وإياك كيف كانت طبيعة الحياة الموجودة لأن الإدعاء الذي أنت تقوله والذي أنا أتبناه يعني خاصة مع فكرة نتنياهو اليوم أن المنظومة الاستعمارية اليوم سوف تمسح كل فكرة حل الدولتين يعني حل الدولتين ممكن يعني أي أفق فيه أي أفق فيه فعليا ممكن يعني يضرب فكرة استعمار الأرض أكثر. فإذا أريد أن أرجع فقط لفكرة أنه آه، لكن أيضا كان هناك علاقة جيدة أمير، يعني كان هناك علاقة لطيفة، كان يحضروا أعراس وأعتقد لحد فترة قريبة كمان كان في هذا الجو.

 

أمير داوود: [00:51:53.86]
صحيح أي حوادث يعني فردية ولكن نظرًا لقديش متطرّفة في غرائبيتها تم استدعاءها ولكن هي أحداث قليلة جدًا جدًا، ولكن دعنا نأخذ الموضوع بزاوية أكبر قليلا. بعد الاحتلال بعد العام 1967. الاحتلال انفتح على سياسة جديدة في التعامل مع ما بين قوسين (سكان المناطق) كان يطلق عليهم سكان المناطق. السياسة التي تم اتخاذها تحديدًا مع مطلع السبعينات. أولا انخراط العمالة الفلسطينية في السوق الإسرائيلي مما يعطي أريحية اقتصادية لسكان المناطق مما يمنعهم لاحقا من الانضمام لتنظيمات تهاجم إسرائيل. كانت هذه السياسة التي تم تبنيها على نطاق واسع في دولة الاحتلال هي سياسة قائمة على الاحتواء بالدرجة الأولى للسكان الفلسطينيين للفلسطينيين احتواؤهم بتسهيلات اقتصادية، وهي تسهيلات اقتصادية بسيطة بالمناسبة قائمة على فكرة فتح سوق العمل في الداخل وإغراق الفلسطينيين بامتيازات اقتصادية، حتى لم يكن هناك تصاريح. كان العامل الفلسطيني يدخل على تل أبيب من دون تصريح وتسهيلات مضاعفة لعمل الفلسطينيين داخل المستوطنات هذه. هذه كانت السياسة الأولى بالدرجة الثانية كانت تأتي دور الجلاد، يعني في الأول كان التركيز على الجزرة إنه أعطوهم الجزرة. بحيث يتم إحباط مخططات المقاومة أو المعارضة التي كانت تتشكل بشكل معين في الأول في الأردن ثم انتقلت إلى لبنان لأنه بعد 1967 لم يبقى للحركة الوطنية في الأرض الفلسطينية شيء، وكانت تائهة إلى حد ما. ثم أعيد تشكيلها، والتي انفجرت على شكل ضربة في العام 1987، مع إعادة الاعتبار للقيم الوطنية بشكل كبير. ولكن قبل ذلك كانت فكرة دولة الاحتلال قائمة على الانفتاح الكبير وتعزيز رجالات الإدارة المدنية التي ظهرت على شكل روابط القرى.

 

أمير داوود: [00:54:00.99]
إذا سمعت فيهم حتى العام 1982. كانت الفكرة كلها قائمة على مسألة احتواء الفلسطينيين وتقديم التسهيلات لهم والتغاضي بشكل كبير والقمع بالدرجة الثانية إذا وصلت الأمور إلى حدود تنظيمات منظمة ومدربة وأفراد وإلى آخره بالقضايا هذه كان هذه السياسة. الانتفاضة الأولى بالدرجة الأولى هي من كسرت في الأول هذه العلاقة الأريحية التي أسست لها دولة الاحتلال بعد العام 67 وتحديدًا مطلع السبعينات. الانتفاضة الأولى حطّمت آمال دولة الاحتلال ببناء مجتمع خاضع تمامًا لفكرة التسهيل باعتباره جزرة، والعقاب لمن يخرج عن السرب. فالانتفاضة الأولى كسّرت وحطّمت هذا الموضوع لدرجة إنه أول درجات الارتباك كانت في دولة الاحتلال. أن المقاومين الملثمين في الانتفاضة الأولى الذين كانوا يضربون الحجارة بالنظر إلى الحجر في العام 1987 كان يعادل اليوم بندقية من طراز أم 16. في تلك الفترة كانت هيبة الحجر تعادل هيبة الـ ام 16 اليوم. الذي كان يربك دولة الاحتلال أن الذي كان يقود عمليات الانتفاضة الأولى بإلقاء الحجارة وتوزيع البيانات والكتابة على الجدران، كان في اليوم الثاني يتوجّه للعمل في "إسرائيل". وكان هذا يربكهم بشكل كبير أن الملثم في الشارع كان يمارس مهمته الوطنية، وبروح ثاني يوم يتسلل ويشتغل ويعين أهله وإلى آخره، فكانت هذه فكرة مربكة في مكان معين، وتُوِّجت في العام 1991 في موضوع التصاريح. التصريح باعتباره أداة مسلّطة على من يقول لا. إذا أنت تقول لا، تُحرم من التصريح. هكذا تدرجت العلاقة 67  لسبعين علاقة انفتاح ومحاولة احتواء.

 

أمير داوود: [00:55:51.96]
في 87 تم تحطيم هذه العلاقة وأربكتهم تمامًا. في سنة 1990 تم فرض منظومة التصاريح التي إلى اليوم هي موجودة وأدت لاحقًا لفكرة الإغلاق. إغلاق المدن وإغلاق القرى وإلى آخره. هذا يعني سلسلة كيف تطورت فكرة العصا والجزرة من العام 1970 وحتى اليوم. إحنا يعني نشوف مرحلة جديدة وهي حقيقة يعني مرحلة تشبه مراحل الحكم العسكري الأولى بعد 1948 في الداخل المحتل تحديدًا اليوم يعني هذه الهجمة وهذا الجنون في قمع الفلسطين، البيت الذي يدخلونه يكسّرونه تمامًا، ولا يبقون أي شيء داخل البيت، انت اليوم إذا يمسكوا معك علم فلسطين يكسّرونك، أنا أتذكّر وأنا في سنة 1987 مرة أبوي جاب جريدة قصيت صورة أبو عمار عن الجريدة. أبوي قال بدك تخرب الدنيا إنت؟ شو بدك في صورة أبو عمار؟ كنت برسم صورة العلم الفلسطيني على الدفتر وكنت أعتبر حالي حامل عبوة ناسفة لأني كنت راسم العلم الفلسطيني. اليوم الاحتلال يعيد ليس أدواته، إنما يعيد إنتاج نفسه. هي الذات التي كانت سائدة أيام الحكم العسكري. حساسية مفرطة تجاه الرموز الوطنية الفلسطينية. حساسية مفرطة تجاه العلم، تجاه أي شيء له علاقة. اليوم بيدخلوا قرية قوة من 15 جيب لأجل أن ينزلوا علم فلسطين عن سارية. تخيل! وهذا كل يوم يحدث. يدخلوا قوة من 10-15 جيب على قرية لأجل إنزال علم فلسطين عن الشارع.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:38.11]
هذا -معلش اسمحلي بدي أقاطعك- هذا واضح، لكن لا يجاوب فعليًا على سياق العلاقة مع مجتمع المستوطنين أو هنا أريد أن أدخل بمستوى تفصيلي أكثر مع ممكن طولكرم أقل قلقيلية أقل يعني حسب فعليا مستوى الاحتكاك أو كمان يمكن جزء من المستوطنات التي كان في احتكاك بينها وبين أهالي المنطقة مثلا مثل القرى التي ما بين المستوطنة التي ما بين قفين ويعبد على سبيل المثال ما بعد الانتفاضة الثانية تفككت أو -حرميش اه- لكن عندك اليوم أنت نموذج فعليا لحوارة، الذي لا نقدر أن نتجاوزه الذي هو في علاقة يعني تتطور أو تطورت لحد ما بعتقد لحد ما اليوم فتحوا الشارع اللي هو يعني يُجنّب المستوطنين الدخول للبلدة، ولكن مع ذلك أنا متأكد -مش شايف- متأكد أنه تظل في علاقة شخصية موجودة بين بعض التجار وبعض المستوطنين ويتم التعاطي مع المشكلة الموجودة أنه إذا صار في عملية مثل ما قلت لك في اتصالنا أنه عندي ملاحظة غالبية العمليات بقدر أقول غالبية وليس بالجزم، غالبية العمليات التي صارت في حوارة صارت من خارجها. وفعليا تم توريط أو محاولة لكسر فعليًا هذه العلاقة الموجودة، ولكن مع ذلك في قوة علاقة دائًما موجودة ما بين الطرفين بترممها. من مكان تاني أريد أن أتكلم أيضا عن مشهد تاني أعتقد أنه أيضا تشاركني فيه عندما تصير في عملية بمنطقة. خاصة بالطريق ما بين نابلس يعني محيط نابلس، سلفيت نابلس صار في عملية ما بالضرورة لحد ما يلاقوا المنفذ أو يفرض حظر عسكري تتضرر مصالح العمال اللي في المستوطنات والمصالح لداخل المستوطنات. ولكن أمير سرعان -صرت أشعر- إنه سرعان ما تم تجاوز حتى ما قبل الإعلانات الرسمية. سرعان ما يتم هذا الحظر أو يتم هذه المشكلة على أنه هذه مشكلة مالناش علاقة فيها احنا. يعني ولا أنا كعامل فعليًا ابن للقرية اللي هي جنب المستوطنة ولا المستوطنات الموجودة لأن "بركان" بدها عمال. عمالها نحن نعرف من وين. "عيلي" أيضًا تحتاج عمّال. ففي مشهد اليوم أقول لك هناك علاقة. أنت لم تجبني عليه؟ أنا فهمت اللي هو السياق الاستعماري بمحاولة ضبط المجتمع ولكن هذا الشيء الاجتماعي اللي نحن اليوم قاعدين بنشوفه أعتقد يعني أنا أريدك أن تساعدني أراه بشكل أوضح.

 

أمير داوود: [01:00:03.96]
أنا تجنّبت الإجابة عليه تجنبت الإجابة عليه بأي سياق بسياق إن اليوم هناك علاقة وظيفية اقتصادية بين المجتمع الفلسطيني للأسف وقطاع كبير من المجتمع الفلسطيني تحولت إلى علاقة اتكالية على الاحتلال، بأي معنى؟ بمعنى موضوع العمل في الداخل، نحن اليوم عشرات الآلاف من الشبان الفلسطينيين مصدر رزقهم هو العمل في الداخل. وإذا توقّف العمل في الداخل هو يعني إفقار هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع الفلسطيني. أي فرد كان يعمل في الداخل وتحديدَا في العشر سنوات الماضية أصبح همّه الأول أن يُبقي على تصريحه. ليش؟ لأننا كيف قلنا في المداخلة في الجزء الأول من الموضوع؟ نحن قلنا إنه استخدام سياسة العصا والجزرة في موضوع الامتيازات الاقتصادية. انت ماشي تمام بلا منغصات وطنية تحصل على تصريح، أي خلل، أي موقف وطني يتم سحب التصريح منك ويتم تفقيرك وإفقارك. اليوم هاجس الشباب الأول أو قطاع كبير من الشباب هو المحافظة على التصريح أنا بحكي عن قبل الحرب. اليوم فش حد يشتغل اليوم لأنه سكّروا هذه البوابة؟ سكّروا وخلص بدناش إيّاكم. بدناش نشتغل؟ ولكن قبل قبل يعني كيف تطورت هذه الرؤى وكيف تطورت هذه العلاقة وصار فيه علاقات اقتصادية وإلى آخره حتى وصلت إلى مستوى العلاقات الشخصية يعني لأنه هي تهدف بالأساس إلى المحافظة على التصاريح.

 

أحمد البيقاوي: [01:01:47.21]
طب ينفع أفصل هنا ما بين الشغل (داخل الخط الأخضر) والشغل في المستوطنات؟ لأنه حسب ما بعرف إنه مش كتير تضرر الشغل بالمستوطنات أيضًا ما بعد الحرب.

 

أمير داوود: [01:01:58.46]
وتحديدًا في المناطق الصناعية. المناطق الصناعية بيجي المعلم الذي هو يعني رب العمل عمليًا طبعًا هم معهم تصاريح يعني شباب يشتغلون في المستوطنات وتحديدًا في المناطق الصناعية معهم تصاريح يأتي ليأخذهم على ضمانته الشخصية يعني هو متعهد هؤلاء العشرين هؤلاء أنا أتحمل مسؤوليتهم، ويأخذ هوياتهم الصبح يدخل على المصنع بيشتغلوا، وهم طالعين يعطوهم هوياتهم بضمانته. يعني يجب أن يكون هناك رب عمل إسرائيلي يقدم ضمانة على تواجد هؤلاء العمال.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:36.32]
ضمانة أمنية؟

 

أمير داوود: [01:02:37.94]
في المناطق في المنطقة الصناعية اللي هيّ فعلًا المناطق الصناعية لم تتضرر أو بنسبة أقل من أي قطاع آخر يعني ظلت شغالة وكل شي تمام.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:51.26]
طيب حوارة؟!

 

أمير داوود: [01:02:53.27]
حوارة قصّتها قصة

 

أحمد البيقاوي: [01:02:55.82]
تعرف هذه الحلقة يعني جزء من المستمعين والمشاهدين من البلد ففعليًا إنت رح توصف المشهد ليس لعرب أو فلسطينيين في الخارج، كما هو.

 

أمير داوود: [01:03:06.89]
طبعًا طبعًا يعني حوارة لحد قبل سنتين لحد قبل سنتين كانت عبارة عن منطقة كنا نحن نصنفها منطقة احتكاك إيجابي عالية الوتيرة. يعني مستوطنين بيجو يصلح سياراتهم في كراجات في كراجات حوارة بيجوا يتسوقوا من السوبر ماركت الموجودة يأكلون في مطاعم باعتبارها يعني منطقة هي يعني احتكاك ايجابي عالي عالي الوتيرة في هذه المنطقة، وإنت وصفت ما حدث في حوارة تمامًا بالضبط، يعني تم توريط حوارة باعتبارها منطقة تلاقي واحتكاك عالي جدًا بالأحداث التي صارت، وحوارة كبلدة دفعت ثمن باهظ بعملية الإحراق التي حدثت مطلع العام مطلع العام الماضي، يعني هي تعرّضت لمحرقة كبيرة جدًا من قبل من قبل المستوطنين، تم استهداف البلد، ولكن عملية شقّ الشارع إلى الغرب آسف إلى الشرق من الشارع الحالي هي مصادرة الأراضي لصالح شق الطريق. الطريق البديل للمستوطنين كانت قبل أحداث حوارة يعني دولة الاحتلال كانت تفكّر بنقل الشارع إلى مكان ثاني قبل الأحداث وهذا أخذنا على مكان ثاني على فكرة في حالة شبيهة أو حالتين شبيهات. حالة النبي الياس في محافظة قلقيلية وحالة مسحة في محافظة سلفيت، هذه الشوارع كان الاحتكاك عالي جدًا فيها ومصالح متبادلة بشكل كبير، وكانت منطقة اقتصادية جميلة واحتكاك طبعًا من ناحية هادئة أنا أقصد والاحتلال سارع إلى إلغاء هذه الشوارع واستبدالها بشوارع أخرى مما سبب بتضرر المواطنين، يعني في كثير ناس راحوا فتحوا مصالح تجارية في هذه المناطق من أجل أن يستفيدوا من الحالة الموجودة. دولة الاحتلال منعت المستوطنين من الوصول إلى هذه المناطق، يعني النبي الياس فتحوا طريق جانبي وبالتالي ألغوا الشارع الأول وفتحوا لهم طريق ثاني. مسحة بنفس الطريقة ألغوا الشارع الذي مسحة/ بديا أقصد، ألغوا الشارع الذي كان يمر من نصف البلد واستبدلوه بشارع ثاني، والمستوى الثالث هي حوارة.

 

أمير داوود: [01:05:29.94]
إذن دولة الاحتلال كانت تقر، قررت نقل المستوطنين من هذا المكان قبل الأحداث، ولكنها عجّلت في عملية النقل بعد الأحداث حتى نقلوهم على شارع غير مكتمل. يعني بلشوا يكلموا في الشارع بعد عملية نقلهم على الشارع الجديد لإنه تصاعدت العمليات في شارع حوارة. حوارة كانت نموذج على فكرة إنه كيف ممكن محاولة الحصول على التسهيلات الاقتصادية، وباعتبار أن دولة الاحتلال هي الخلاص الاقتصادي لمشاكل الفقر وإلى آخره إلى أين ممكن توصل، وهي وصلت إلى هذا النموذج، هذا النموذج اللي ممكن ينقلب عليك في أي لحظة اللي ممكن يجردك من كل شيء في أي لحظة بأي معنى؟ بمعنى إنّه أولًا دولة الاحتلال نقلت الشارع بالرغم من حالة الوئام التي كانت موجودة في هذه المنطقة باعتبارها منطقة تخدم مصلحته، يعني يأتي المستوطن باعتبار حوارة أرخص بكثير من مناطق الداخل وبالتالي هو مستفيد اقتصاديًا، السوبرماركت تقدم له أسعار أرخص بكثير من الداخل، وبقدر رخص الأسعار التاجر الفلسطيني يستفيد من النقود التي يتم ضخها في السوق من هذا من هذا القطاع، وبالرغم من ذلك دولة الاحتلال تنقلب دائمًا على هذا النوع من القضايا لأنها تستهدف المصلحة الاقتصادية الفلسطينية عند الناس تحديدًا. فهذه ثلاثة نماذج تكرر فيها كيف الاحتلال ضرب استقرار الناس في هذه الأماكن.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:17.04]
تعرف لما شفت الشارع تبع حوارة يعني إجا في بالي حتى شكل البنيان وهم قاعدين يبنوا فيه. فأقول إحنا بالعادة نكون مغلّبين حالنا نريد أن نشرح ماذا يعني فصل عنصري وشو يعني تمييز؟ بس إنت اليوم يعني أنا طالع من البلد بحكي في الجلسات، أنا مش محتاج اليوم بالضفة أشرح التمييز لأنك انتت مش تمشي بتشوف إنه هذه المنطقة مضاءة وهذه لا. انت تمشي على شارع مكسّر بالطريق لزعترة وفي شارع سريع بجانبك بيتم بناؤه بأفضل بنية تحتية فعليًا، فإنت هيك هيك أشكرا.. بينك وبينه أمتار يعني. فأعتقد بنفس الشيء، وأعتقد كمان أمير أن المشهد هذا حتى على مستوى أهالي حوارة وأهالي المناطق التانية. الشيء على يعني على مدار جيل بعد جيل أو يمكن أقل حتى رح يترك أثر ما سلبي يكسر هذه العلاقة لأنه سيعزز فكرة الاشي الفوقي أكثر وأكثر. وأعتقد كمان هذه المناطق المشتركه، حوارة تشبه نزلة عيسى على سبيل المثال، ما قبل ما قبل الانتفاضة الثانية كانت هذه المشاهد نحن نعرفها وتشبه اليوم برطعة بكيف نحن بنحكي عنا يعني فمش شيء بعيد عنا؟ بنفس السياق تبع العلاقة كمان بسياق انته حكيته، وفكرة إنّه تنبه الشخص أنه هناك خطر ما موجود بعتقد بالصورة اللي أنت تحكيه باللبّن (الشرقية) يعني تحديدًا باللبّن الشرقية إنه كمان هناك شكل علاقة كان موجود حاضر ولكن أحد من المزارعين أو أحد المزارعين فعليًا تنبّه لفكرة أن هناك خطر جدي على أرض هيك أو هيك، فكرة العلاقة الودية الموجودة الودودة الموجودة بينه وبين المستوطنين مش رح تحميه، فصار يحتمي بالناشطين والأجانب وغيرهم. وهذا في مشهد هُنا ظل عالقًا في بالي، وأعتقد نحن نتحدث هنا 2011 -2012- 2013 بهذه الفترة فعليا صار في سويتش (تحوّل).

 

أمير داوود: [01:09:19.00]
"السويتش" اللي صار موجود في هذه الفترة هو بداية تطور مفهوم المقاومة الشعبية. في هذه الفترة بدأت فكرة المقاومة الشعبية تحديدًا بعد العام 2004-2005. يعني بعد بناء الجدار. هناك معلومة دائمًا نحن نقولها أن المقاومة الشعبية عندما يختفي العمل المسلح تظهر المقاومة الشعبية وتتصاعد. أنا أقصد المقاومة الشعبية السلمية يعني عندما تقوى المقاومة المسلحة تتراجع المقاومة الشعبية. بعد 2004-2005، بدأت الانتفاضة الثانية بالتراجع. حلّ مكانها وبشكل تصاعدي كبير موضوع المقاومة الشعبية التي هي فكرة الذهاب عند الجدار الفاصل، جدار الضم، التوسع عند المستوطنات والتظاهر بلا أسلحة وبلا مواجهة، وباستقدام النشطاء والنشطاء الأجانب كانت ذروة المقاومة الشعبية في هذه الفترة. في هذه الفترة أيضًا. بلشت تتململ الأيديولوجيات الجديدة عند المستوطنين التي كانت ذروة من ذروتها في العام 2014، عندما أحرقوا عائلة دوابشة في العام 2015، وفي العام 2014 عندما أحرقوا (الطفل محمد) أبو خضير في القدس. كانت هذه واحدة من الذروات التي ظهر فيها حقيقة إرهاب المستوطنين، وقديش ممكن هذه الذهنية توصل عند الناس، بدأوا ببناء البؤر وسيطروا على الأراضي، وبالتالي الرسالة التي وصلت للناس في هذه المرحلة أن شرطة الاحتلال لن تقدّم لكم شيء. أي شكوى ستقدمها لشرطة الاحتلال. شرطة الاحتلال ستعجّزك تمامًا لدرجة إنه تفقد الشكوى التي لك مفهومها وتفقدها معناها. صار هناك قناعة عند الناس إنه لا، في لعبة بتصير: الشرطة تحمي المستوطنين ولا تتعامل، يعني بيجي مستوطن يشكي عليك 5 دقائق 10 جيبّات تأتي لاعتقالك وتعمل العجب، يجي مستوطن تذهب أنت تقدم شكوى عليه يعجزونك، ويفرّغوا القضية من مضمونها ومن معناها، صار هناك قناعة أنه لا، هناك شيء يتغير، فبدأ مع تصاعد العمل الشعبي والمقاومة الشعبية والفعاليات الشعبية ونجحنا قانونيًا في تغيير مسار الجدار واستعادة أراضي في كثير من المناطق مثل نعلين وبلعين بدرس تحديدًا في منطقة في منطقة رام الله أخذت المقاومة الشعبية صدى، صار هناك ثقة كبيرة عند هذا الحراك شايف كيف؟ وبالتالي لأ. صار علاقة الفلاح الفلسطيني أو صاحب الأرض الفلسطينية سواء بدوي أو مزارع أو حتى مواطن يعني يمتلك يمتلك الأرض صار ينظر إلى هذا الحراك باعتباره أداة جديدة يعني طرأت على الساحة.

 

أحمد البيقاوي: [01:12:38.32]
قبل ما أكمل بهذا الجدار، محتاج أفهم كمان العلاقة التي صارت في التجمعات البدوية والتي أيضا تم تصديرها أو يعني بالإعلام تم تصديرها بأنه في هذه العلاقة الندية الموجودة مع المستوطنات والمستوطنين، لكن ما لا يقال بالإعلام فكرة إنه هنالك علاقات اجتماعية، علاقات ودودة إلى حد ما مع المجتمع الاستيطاني أو المستوطنين الموجودين، والبعض فعليًا حتى بحاول يختزل أو يقتصر الحديث عن الجيش أن الجيش هو الذي يعمل المشكلة أو بعض المستوطنين "المشكلجيّة" في إشي هناك مختلف بعتقد، وحتى فكرة تصديره بالشكل الجديد أحتاج أن أفهمه.

 

أمير داوود: [01:13:24.55]
أنا يعني وجهة نظري في هذا الموضوع هناك علاقات. يعني فيه ناس طوروا وشكلّوا علاقات مع مستوطنين أو مع أرباب عمل بالدرجة الأولى. يعني أنت تعرف إنه في كثير من التجمعات البدوية هي قريبة من مستوطنات أو تم زراعة المستوطنات قريبة من الكثير من التجمعات البدوية. والبدو يعني منهم كثير معهم تصاريح ويشتغلون في هذه المستوطنات فهي العلاقة أكثر بدأت علاقة مع أرباب العمل، مع المشغِّلين الموجودين في المستوطنات، ولكن أنا الذي أصر عليه حتى من بداية اللقاء وحتى هذه اللحظة إنها هي قليلة جدًا جدًا، ولكن نظرًا لأنها تجارب متطرفة كفكرة إحنا غير متصالحين معها بيتم تسليط الضوء عليها بشكل كبير، ولكن هي أعداد قليلة. أنا يعني أنا بتجربتي الشخصية يعني ممكن من سنة 2018 إلى اليوم زرت كثير تجمعات بدوية بحكم شغلي يعني ونحن نتعامل مع التجمعات البدوية أو مع البدو باعتبارهم حراس للأرض في السفوح الشرقية من الضفة الغربية، يعني هم يحمون الأرض بوجودهم ووجودهم يعني بهذا الشكل هم الذين يحموا الأرض ويوقفوا المخططات الاستيطانية، لذلك كل المخططات الاستيطانية اليوم يعني تهدف إلى إزاحتهم وسلطوا عليهم مجانين المستوطنين لتهجيرهم، للأسف بعد الحرب نجحوا في كثير من الأحيان بتهجير تجمعات وفي بعض الأحيان يعني ما قدروا إنهم يهجروا الناس ولكن أنا متواجد من سنة 2018 يعني بشكل شبه دائم في التجمعات يعني لم ألحظ ما لاحظت ما يتردد عن هذه العلاقات الاجتماعية هناك مضبوط هناك بعضهم معهم تصاريح يعملوا، هناك علاقات مع اليوم ولكن في لحظات الصفر في لحظات الصفر كان أول من يهاجم التجمعات البدوية هم المستوطنين هم اللي اليوم أصلا يهاجموا فيهم هم اليوم وطردوهم وعذبوا هم وهددوه هم وحرمهم من الماء وحرمهم من كل شيء في علاقات صحيح في بعض الأماكن ولكن ليس كما يتم تصويره وكأنه يعني علاقات مفتوحة وإلى آخره كيف يعني السياق الذي يتم تناول الموضوع فيه.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:55.93]
أنا لا أعرف كيف يتم تصويره، فلا أريد أن أفترض فعليًا إنه بنحكى على إنّه الناس خوش بوش، ولك ن أريد أن أحكي أنه طوال مسار الحلقة بتنا نتكلم على عوامل كثرة هذه العلاقة، ولكن في بعض التجمعات هذه كانت حدة العوامل هذه أقل، فبالتالي إذا انكسرت بالانتفاضة الثانية بشكل ما فيما قبل بالانتفاضة الأولى بشكل ما أو فعليا بالسنين الأخيرة بشكل ما فهذه العوامل هي أقلّ أثرًا على هذه التجمعات. أريد أن أفترض بهذا الشكل وأريد أن أجاوبك أيضًا أنّ الادّعاء أنت تقول مظبوط ولكن يُشار لأنه اليوم صار هناك تفرقة من خلال هذه الدوائر بأن هذه مجموعة من المستوطنين ولكن ليس كل المجتمع نفسه، يعني انت لما بروح الصحفي أمير بقعد مع التجمع هذا أو الختيار أو الفلان الفلاني بالتجمعات نتجنب أسماء بس يعني منعًا للحصر إنه بنحكي تحتها إنّه فعليًا هناك شيء جديد صار أنا أحاول أمسك وبهذا التجمعات إنه مثلا "اللبّن" اللي فهمتوا وصلني فكرة إنه 2012-2013 كثير الشيء موضوعي وواقعي الذي أنت تقول  مضبوط، هذا ممكن يكون عامل إنّه حدا تنبّه لفكرة إنه يوجد شيء ولكن هل بتفكر بالتجمعات في أشياء تتعلق بالاستيطان الرعوي في شيء يتعلق بدعم الاستيطان الرعوي في شيء يتعلق بهذا السياق أكثر من إنّه سياق فلسطيني؟

 

أمير داوود: [01:17:19.53]
إنه يعني البدو يعني رايحين في سياق يعني ممكن الوقوف على مساحة محايدة مع ماذا تساوي دولة الاحتلال؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:29.07]
لا لا. أنا لا أناقش سياق التجمعات الفلسطينية، أناقش شيء داخل التجمعات الاستيطانية إنه قد يكون ظهر أشكال تنظيمات جديدة قد يكون فعليا فكرة الدوابشة كان استثناء بمرحلة من المراحل، وراح الزلمة على محاكم أخدوا على محاكم. اليوم فعليا نحكي على جماعته (صاروا) وزراء فبحكي إنه في شيء بالسياق الاستيطان بسياق المجتمع الاستيطاني، بسياق المستوطنات نفسها يمكن يساعدنا نشوف المستوطن الجديد مثلا بسياق الاستيطان الرعوي أكثر أم لا؟

 

أمير داوود: [01:17:59.61]
طبعًا طبعًا موضوع الاستيطان الرعوي اليوم هو واحد من أكبر وأبرز عناوين الاستيطان هذه الأيام. بأي معنى؟ بمعنى إنه في قبل فترة لفت انتباهي تصريح لواحد من أعضاء الكنيست عن الأحزاب الدينية التي ترعى المستوطنين. ماذا يقول؟ يقول إنه بالنسبة لنا اليوم ظهر جليًا أنّ الاستيطان الرعوي هو أفضل بكثير من الاستيطان الإسكاني. لماذا؟ اليوم الاستيطان الرعوي يسيطر على ما مجموعه 410 آلاف دونم؟ هي مش سيطرة رسمي وفق أوامر عسكرية ومخططات هي بمنع وصول الناس إلى تقريبًا 410 آلاف دونم من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية تقريبا 7-8 في المئة من أراضي الضفة الغربية. المستوطنون يمنعون المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأماكن. خطورة الاستيطان الرعوي. وهذا الشعار يرفعه دائمًا المستوطنون أن حدود بؤرتي أو مستوطنتي هي أين تستطيع أن تصل بقرتي! في الرعي. يعني البقرة تصل 10 كيلومتر وهي ترعى، هذه حدود المستوطنة. وهذا شيء اليوم يعني يطبعونه على قمصانهم بالمناسبة. إنه ما في شي يوقف رعايتنا للأرض. هم يعتقدون أنهم يستصلحون أرض إسرائيل وأنهم في مهمة مقدسة ويحاولون أن يخلطوا في هذه الخلطة العجيبة مسألة سرقة أراضي الفلسطينيين والسيطرة عليها، وفكرة إعادة إعمار أرض إسرائيل التي خربها الفلسطينيون. مواقع المستوطنين دائما تتكلم في هذا الخطاب وفي هذا السياق ويعتبرون أنه يعني هم في "مهمّة مقدسة" على الأرض. اليوم في عندنا تقريبًا 94 بؤرة زراعيّة رعوية. فكرتها كلها قائمة على السيطرة على الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأماكن.

 

أمير داوود: [01:20:18.88]
هم ينتقوا أماكن مخطط لها جيّدًا. أماكن إما تكون قريبة من مستوطنة بحيث يعملوا تواصل جغرافي بين البؤرة التي أنشأوها والمستوطنة، وبالتالي كل الأراضي الواقعة بين البؤرة والمستوطنة يتم إزاحتها في الطريق أو ينتقوا مكان تتوسع عليه قرية فلسطينية حتى يعدموا إمكانية توسع القرية الفلسطينية في المستقبل. وبالتالي إذا نلاحظ 75 في المئة من البؤر الرعوية التي أنشئت من سنة 2014 إلى اليوم 75 في المئة منها أنشئت في منطقة السفوح الشرقية في المنطقة الشرقية من الضفة الغربية، وهي المناطق التي تؤدي إلى غور الأردن ومنطقة الأغوار التي هي أصلا مستهدفة بالسيطرة والمصادرة والضم. انتقاء هذه الأماكن هو الهدف منه تفريغ هذه المنطقة يعني طرد التجمعات البدوية. واستبدالها بالبئر الرعوية اللي بتيجي دولة يعني اليوم دولة الاحتلال بتقول لك أنا هذا البؤر مش شرعية، وهذه أنا لا أعترف بها، لكن بعد فترة يأتوا يجعلوها شرعية بشرعنوها وفق المسمى هذا الطارئ الجديد يتم شرعنة هذه البؤر ويتم الاعتراف بها وتتحول لمستوطنة. فهذه هي المنهجية اللي شغالة اليوم، لأن هذه فكرة الاستيطان الزراعي والرعوي، هذه فكرة جديدة بدأت يعني بدأت بالانفجار بعد العام 2014، واليوم هي تشكّل يعني واحد من أخطر عناوين الاستيطان هو موضوع الاستيطان الزراعي، هو مغلف بالفكرة الزراعية والرعوية ولكن في حقيقة الأمر هو الهدف منه السيطرة على الأرض وتنفيذ مخططات رسمية لدولة الاحتلال.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:17.37]
انتو والسكان سواء في التجمعات أو في القرى المحاذية للمستوطنات بتعرفوا المستوطنين أو بتعرفوا أسماء المستوطنين بشكل شخصي. يعني بتكونوا عارفين أن هذا المستوطن الذي بيجي واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة وهكذا ليس مثلنا نحن نراه بمجرد صورة، فهذا شيء يعني مهم وممكن يساعدنا، نقرأ أن هذه الحالة التي أنت تتكلم عنها هي حالة مستوطنين أجداد جاؤوا، أو أولاد جيل موجود؟ يعني لمّا يشار فعليًا إلى المستوطن اللي راح وعمل أخذ نقطة ما هو ابن هذه المستوطنة يعرفه الناس؟ أنتم تعرفوه؟ أم هو ابن أبوه؟ يعني أعطيني سمات على مستوى شخصية للمستوطنين اللي قاعدين اليوم يأخذون شكل المبادرة الجديد.

 

أمير داوود: [01:23:00.91]
هذا أيضًا موضوع اليوم هو تريند سائد. قبل قبل سنوات كانوا.. كان عندنا أسماء للمستوطنين، هؤلاء الذين يأتون ويعتدون على الأرض وكانوا أسماء غريبة، يعني نحن كيف عرفناها من الناس الموجودين بقلك هذا المستوطن.. "بوعز" اسمه هذا المستوطن اسمه "يعقوب". طيب بوعز ايش؟ يعقوب ايش؟ لا أحد يعرف، وهل هو اسم حقيقي أم لقب أطلقوه عليه؟ يعني صعب أنت يعني هذا موضوع يعني تعرف نحن فيه عندنا فصل تام بينهم، ليس عندنا اكسس عليهم، ولهم اكسس علينا باعتبار الجهد المخابراتي الذي بيعملوا علينا، يعني معندناش مساحة ندخل ونعرف عن جد شو اسم هذا وشو اسمه الكامل وإلى آخره. اكتشفنا بعدين لأنهم صار عندهم مواقع التواصل الاجتماعي وصار عندهم مجموعات وصار عندهم أشياء، اكتشفنا بعدين أن كل الأسماء التي يتداولها الناس لأسماء المستوطنين الذين نفذوا الاعتداءات هي أسماء وهمية، كلها، هم لهم أسماء مختلفة. هلأ في قضية مهمّة جدا أنه الجيل الحالي من المستوطنين الذين ينفذون الاعتداءات التي نحن نسميهم شبيبة التلال أو جماعات تدفيع الثمن، أخطر ما في موضوعهم أن هذا الجيل اليوم عمره 17-18-20-22 متطرفين جدًا، ولدوا في المستوطنات. وجزء منهم ولدوا في بؤر (استيطانية) وتخرّجوا من مدارس دينية داخل المستوطنات. العقيدة التي تم تلبيسها في أذهان هؤلاء الشباب المستوطنين هي عقيدة متطرّفة مريضة يعني قائمة على أوهام غريبة جدًا. مرتبطة مرتبطة بالصراع. يقتل بسهولة ويعتدي بسهولة. وهو أصلا محمّل بأفكار دينية تعطيه تفوق وتعطيه الحق وتعطيه إمكانية أن يقتل بلا أدنى تأنيب الضمير. هذه هي نوعية المستوطنين التي نحن في مواجهتها. ناس مغسولة دماغهم مثلما قلت لك. أخطر ما في هذه الموجة أنهم ولدوا في مستوطنات وتخرّجوا من المعاهد الدينية ومحمّلين بأفكار مريضة عن القتل وعن العرب وعن الأرض بطريقة بحاجة للتوقّف مطوّلًا أمامها.

 

[01:25:43.66]
لفت انتباهي أيضًا، نحن اليوم بدأنا نشهد عقوبات على المستوطنين من دول العالم. لفت انتباهي في اثنين من الذين تم فرض عقوبات عليهم. هؤلاء ساكنين في مناطق 1948. ويأتون لتنفيذ اعتداءات هُنا، لكن هم مش ساكنين هون. يعني مثلًا عندما الخارجية الأمريكية أعلنت إنه نحن نريد أن نفرض عقوبات على 4 نحن بدأنا نبحث عن الأربعة هؤلاء وماذا يعملون؟ ماذا كذا وكذا وماذا يعني؟ ما الاعتداءات التي نفذوها؟ يعني كان عندنا جزء من التصورات من قبل وتصورات أخرى يعني حصلنا عليها بعد القائمة. هناك اثنان منهم يعيشون في مناطق 1948 يعني هم يأتون في الباص عمليًا يعني يجيبوا هم في الباص من 48 يأتون للمشاركة في الحملات المقدسة لقتل الفلسطينيين ويعودوا يرجعوا كمان مرة على تل أبيب وعلى يافا وعلى رعنانا وعلى كفار سابا يعني كمان مرة، وممكن يكونوا هم موظفين في شركة كمبيوتر يعني أيضًا فاهم كييف والجزء الأكبر منهم هم اللي أنا بتقديري أخطر ما فيهم خريجي المدارس الدينية الذين ولدوا في المستوطنات من 20 سنة إلى اليوم اللي أنت عندما تراهم عندما يهجمون على قريه أو يهجموا على حدا من الفلسطينيين تحسه يعني قطيع أعمى من الخنازير التي لا ذمة ولا ضمير ولا أخلاق ولا عواطف. هذا انت أول ما يتبادر إلى ذهنك إنه أنت في مواجهة شخص بلا ضمير، مجرد من العواطف هو فقط جاي يخرب ويقتل. هذه هي الجماعات الجديدة التي نحن نتعامل معها اليوم في أراضي الضفة الغربية والقدس.

 

أحمد البيقاوي: [01:27:32.52]
أمير هدول سمات غالبية المستوطنين أو سمات المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، ولا سمات المجموعات التي نحن نتحدث عنها؟

 

أمير داوود: [01:27:40.71]
فقط المجموعات التي نحن نتكلم عنها.

 

أحمد البيقاوي: [01:27:43.74]
كم نسبتها؟

 

[01:27:45.39]
تقديراتنا، إنه يصل عددهم من 15- 20 ألف واحد موزّعين على مستوطنات الضفة الغربية والقدس على البؤر. نحن نتحدث اليوم في أن 195 بؤرة، 94 منها بؤرة رعوية. هذه البؤر 195 أو 194 بؤرة. هم سكانها مين؟ سكانها هم هؤلاء المتشربين بالفكر الصهيوني وبالشوفينية التفوقية الصهيونية. عدد المستوطنين اليوم في مستوطنات الضفة الغربية والقدس يصل إلى 740 ألف مستوطن. اليوم موجودين في أراضي الضفة الغربية والقدس، 300 ألف منهم فقط في مستوطنات القدس التي داخل حدود مدينة القدس وخارج حدود مدينة القدس وهكذا. يعني فاليوم أنا أقصد على جماعة "شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن" والجماعات المتطرفة التي تنفّذ الاعتداءات. هؤلاء الناس أنت بمجرد ما تشوفه للوهلة الأولى تدرك إنه انت أمام وحش، طائش، بلا أخلاق، بلا ضمير، بلا أي كوابح تجاه تنفيذ أي جريمة سواء بإطلاق النار أو بإحراق أو بإحراق. وأنا أزوّدك بفيديوهات أنت تُصدم من طبيعة وذهن وطريقة حركتهم وكيف يعملون.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:14.67]
وبنحكي على المجتمع التاني، بيعني من مكان تاني. كان عندي فضول أعرف كمان إنه هؤلاء المستوطنين كيف ينتقوا اليوم وين يسكنوا؟ يعني لما حدا من مناطق 1948 يسكن في مستوطنة أو يريد أن يأتي ويقعد، أين يختار؟ فلقيت أنه شكل واصلين لمحل غير شبيبة التلال. أنا أتكلم عن المجتمع الأوسع، هناك العلاقة المصلحية.. في العلاقة، علاقة الشغل في علاقة البيت الجديد في علاقة المستوطنة وقديش بعيدة عنه، فكما صار يتم التعاطي مع المستوطنات، خليني أحكي بشكل يجعلني أشعر أقل أنها قاعدة بشكل مؤقت، يعني ذهنية الناس الموجودة هي تنتقي فعليًا مش إنه قاعدة كما اعتدنا سابقا أن نفكر أن هؤلاء ناس طارئة موجودة أو تؤسس لحياة طارئة، هي تؤسس فعليًا لحياة دائمة، وتفاضل بين المستوطنة والثانية بناء على مجموعة من الامتيازات، هكذا ترى من ناحيتك؟

 

أمير داوود: [01:30:12.87]
مئة بالمئة أنت. أنت وصفت الموضوع تمامًا، دولة الاحتلال تقدّم الكثير من الامتيازات للساكنين في الداخل المحتل في مناطق 48 للقدوم والسكن في المستوطنات، يغرونهم بأسعار الشقق. يغرونهم برواتب إضافية. والأهم من ذلك إنّه اليوم لما بيجي يروِّج لشقة في مستوطنة معاليه أدوميم على سبيل المثال، أول ما يروّج للشقة شو بقول؟ بقلّه تفصلها 10 دقائق عن قلب تل أبيب. إنه لا تقلق بالنسبة للطريق. الطريق سريعة هو يعطيه شقة بسعر مخفّض جدًا. اليوم في شغلنا نرصد قرارات الكابينيت وقرارات الكنيست وماذا يقدمون امتيازات وتسهيلات للمستوطنات. هناك شيء يعني هذا شيء أرصده من سنة 2018 إلى اليوم يعني بالحد الأدنى أنا أرصده، يعني الذي يسمونه "مناطق الأفضلية الوطنية"، مناطق الأفضلية الوطنية، هذه المناطق التي يتم منحها خصم ضريبي، قروض أعلى، ورواتب أفضل. اللي هي أول. هي (A-B-C) أو أ- ب - ج، مناطق الأفضلية الوطنية. المنطقة الأفضلية الأولى في دولة الاحتلال هي مناطق المستوطنات. كل مناطق المستوطنات. يتم تقديم لها امتيازات كبيرة لتحسين البنية التحتية والسكن الذي يكون فيه قدرة استيعابية لجلب الناس أنها تسكن في هذه الأماكن. وما يترتب عليها من أشياء. اليوم كل الطرق التي يتم شقها في محيط المستوطنات الهدف منها هي أن تغري سكان دولة الاحتلال في 48 للقدوم باعتبار أنه فقط انت 10 دقائق تكون أينما بدك. 10 دقائق عن يافا رُبع ساعة عن عكا، 15 دقيقة عن كذا وهكذا. هذه هي جوهر الدعاية أو جوهر عملية الترويج. هي تكمن في هذا المكان.

 

أحمد البيقاوي: [01:32:16.81]
طيب المجتمع هاد وشبيبة التلال ,تدفيع الثمن. من ماذا يخافون؟

 

أمير داوود: [01:32:23.96]
هذول الجماعة موجودين في بيئة بالمناسبة، يعني إذا نحن أردنا أن نتحدث عنهم، موجودين في بيئة قاسية من يسكن في البؤر الرعوية والزراعية، يذهبوا على مناطق على تلال قريبة من مستوطنات طبعا، وقريبة بالضرورة من نقاط أمنية للجيش الإسرائيلي يضع خيمة أو بركس أو غرفة خشبية ويجلس فيها، ويشعل النار، بيكون معاه سلاح ويقعد معه 3-4 وببلّش يوسّع البؤرة في محيطه، ولكن في المقابل هو يبدو لك من الخارج أنه يعيش في ظرف صعب. لكن هؤلاء الناس الدولة تتكفل برواتب عالية جدًا لهم، نظير أو تلقاء وجودهم في هذه الأماكن، وسيطرتهم على هذه الأراضي، يصرفوا لهم رواتب عالية ويصرفوا لهم خدمات صحية. وإلى آخره.

 

أحمد البيقاوي: [01:33:23.75]
أمير، أنت حكيت الدولة؟

 

أمير داوود: [01:33:25.79]
الدولة. ونحن من أجل أن نرى كيف تشتغل الدولة. الدولة (الإسرائيلية) لا تتورط بشكل مباشر في تمويل هذه البؤر ولكن في كثير جمعيات تشتغل على موضوع تمويل هذه البؤر. لكن أنا لفت انتباهي على سبيل المثال قبل أربع شهور باعتباري أنا أرصد ما يصدر من الكابينت ومجلس الوزراء الإسرائيلي، ورد في بنود أحد الاجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي تخصيص مبلغ مالي للاستيطان الشبابي، والمبلغ المالي هذا يصل إلى الملايين. تعال فسّر ما المقصود بالاستيطان الشبابي؟ هي البؤر الرعوية والزراعية، هذا موجود يعني موجود بالنصّ الحرفي على موقع مجلس الوزراء باللغة العبرية هو تخصيص مبلغ مالي للاستيطان الشبابي الذين يسمونه "رعاية الشباب". القصد منه هو موضوع البؤر الزراعية والرعوية ورعايتها. طبعًا هذا هذا جزء يكون مرتبط بتمويل نشاط أو نشاطين من أنشطة هذه البؤر، ولكن هناك الكثير من الجمعيات الاستيطانية التي يتم تمويلها حتى من جمعيات في أمريكا. اليوم مواقع المستوطنين على الإنترنت كلها عبارة عن حملات تمويل.

 

أحمد البيقاوي: [01:34:47.17]
لإنه عشان هيك سألتك. لأن الذي أعرفه أن هناك مجموعات، منظمات، جمعيات التي تتولى ممكن تكون من إلى عن على.. في علاقة غير مباشر مع حكومة الاحتلال، ولكن أسأل على ما لفتني حكاية الدولة، حكومة الاحتلال هي التي تصرف الرواتب لهؤلاء الشباب؟

 

أمير داوود: [01:35:06.46]
أنا أحكي لك عن قرار أنا رصدته من حكومة الاحتلال بتخصيص مبلغ مالي بالملايين للاستيطان الشبابي. وهذا شيء نحن نشرناه في تقاريرنا يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:35:22.59]
آسف، أن قاطعتك أنا بس كملي فعليًا كيف بخافوا؟ بدي أرجع للنقطة. من شو بيخاف المستوطن؟

 

أمير داوود: [01:35:31.95]
المستوطنين. المستوطنين بالمجمل أنا يعني شهدت مواجهات معهم قبل الحرب. بعد الحرب هم توحّشوا توحشوا بكل ما تعنيه كلمة التوحّش من معنى. قبل الحرب كنّا يعني الشباب شباب المقاومة الشعبية ينزلون على الشوارع على الفعاليات طبعا يعني لا يحملوا السلاح ولا يحملوا حتى عصاه، احنا يعني كل فكرة المقاومة الشعبية هي قائمة على فكرة إنه أنت تكون أعزل حتى لا تعطيهم ذريعة القمع المتوحّش منعهم مرات كثيرة كانوا بقمعها بشكل متوحش كانوا مرات يعني تتحول المواجهة بين شبابنا وبين المستوطنين. المستوطنين كلهم مسلحين. المستوطن بيخاف لما بلاقي مجموعة من الشباب أو مجموعة من الفلسطينيين غير مسلحين بالضرورة يحاول هو يستفزك وانت لا تستجيب بخبرتك طبعًا. يعني اليوم الشباب عندنا يعني كلهم عندهم خبرة في موضوع أنه كيف يتعاملوا حتى مع المستوطنين في حال تواجدوا في نفس. في نفس المكان، أول شيء يفعله المستوطنين أنه يسحب السلاح عليك من أجل أن يعمل عندك ردة فعل. 5 ثواني إذا ما كان عندك ردة فعل بتلاقيه ينكفئ وينسحب ينسحب من المكان لأنه لم يجد مبرر. أنا أقصد عن المستوطنين قبل الحرب. بعد الحرب تحولوا لحالة مختلفة تمامًا اليوم متوحشين وأيديهم على الزناد خفيفة بشكل مرعب، يعني 17 شاب فلسطيني بعد السابع من أكتوبر أطلق النار عليهم من قبل مستوطنين قتلوهم مستوطنين، 17 شب/ مواطن استشهدوا على يد مستوطنين بعد السابع من أكتوبر، هذه أرقام كبيرة وغير مسبوقة بالمناسبة مرات كثيرة. لما بيجي الجيش. يتوحشوا يعني يصير هو بده ييجي وبده يضرب بايده ويدفع عندما يكون الجيش مش موجود تلاقيه يعني تلاقيه قليلًا متحفّظ في اقترابه منك. هو في ذهنه أن الجيش وراه والجيش في أي لحظة. المستوطن بده يتبهدل فورًا الجيش يتقدم ويقمع. إذا مكانش الجيش موجود بتلاقيه كثير متحفّظ وخائف. حتى لو كان مسلّح. بعد السابع من أكتوبر طبعًا كمان مرّة مشان التأكيد اختلفت المعادلة بشكل تام، صلاحيات كبيرة لهم، تسهيلات في مسألة إطلاق النار اليوم يعني قبل ما يتحدث، يطلق النار فورًا.

 

أحمد البيقاوي: [01:38:17.73]
على أعلى مستوى على مستوى عمليات إطلاق النار التي تحدث فعليا على بالضفة الغربية. ويمكن أريد أن أرجع أنوّه لحوارة، أنه أعتقد إنّه فتحة الشارع هي التي قللت فعليًا احتمالية أو فرص زيادة القوة العسكرية، وفتح الشارع هي التي قللت فرص العمليات، ولكن إذا أردت أن أخرج من حوارة واطلع على مستوى الضفة الغربية لما بيصير في فعليا مستوطنين برموا حجار، فعلى الجروب هذا يطلع بقلك ولد فعليًا مثل ما قلت لك هي أكثر شيء مستفز ممكن تشوفه، لحدا لا يعيش اليوميات، لما إنت بتشوف إنه ولد بسكّر الضفة الغربية. يعني بهذا المنطق ولدين عند عيلي ديروا بالكم ولدين عند عيلي برموا حجار؛ فالناس تغيّر مسار طريقها، بغض النظر لما من ناحيتنا إحنا نغيّر نمط الشوارع أو فعليا بنصير حب نطلع مواصلات عامة، الناس تخرج أقل بسياراتها الخاصة. مع العمليات أو الاشتباكات التي تصير على مستوى شوارع الضفة الغربية، ما هو السلوك الذي يصير عند المستوطنين؟

 

أمير داوود: [01:39:20.20]
أولًا أنا مش كتير أتفق مع فكرة إنه ولدين بسكّروا الشارع. هم يعني يبدو من الخارج إنه عنجد ولدين يسكروا الشارع. شايف عليّ؟ ولكن هذين الولدين من خلفهم؟ هذول الولدين وراهم جيش جرار. يعني على قضية ولدين بيسكروا الشارع. راعي (مستوطن) عمره 16 سنة، لقيوه مقتول، مش معروف هي ضربة شمس أو قرصة عقرب أو واحد فعلًا قتله عند المغيّر (شرق رام الله) قبل شهر. أنا كنت يعني كنت متابع للحدث اللي صار. أتت أخبار في اللحظة الأولى أنه في مستوطن مختفي ولد، مستوطن راعي عمره 16سنة راعي في هذه المنطقة. قالوا إنه اختفى 10 دقائق وأنا لما أقول عشر دقائق أنا أعني العدد؛ 10 دقائق 1500 مستوطن مسلّح كانوا يحاصرون المغيّر. 30 دورية عسكرية سواء الجيش أو الشاباك كانوا يقتحمون المغير. بعد وصول خبر اختفاء المستوطن بعشر دقائق. يعني تطوعت؛ تجندت بالأحرى مش تطوعت وحدات كاملة في الجيش الإسرائيلي للهجوم على المغير وحماية المستوطنين الذين هجموا على المغير وحرقوا البيوت وحرقوا السيارات. صحيح هي تبدو من الخارج إنهم ولدين ولكن هذول الولدين مين وراهم؟

 

أحمد البيقاوي: [01:41:03.04]
اسمح لي. اسمح لي. أريد أن أتجرأ، وأعطي مثال لكي أفكك الشيء، وأعرف فعليًا حجمهم. أنت بأول الحوار هذا كنت تسكّر الشارع ومن مكان ثاني إنت ممكن تكون شبل في مسار هذا التنظيم. أو يعني لأنه مش كل الأولاد كانوا يسكّروا الشارع فأنا أريد أن أجرب أفترض يعني مع فارق التشبيه بالكامل بالطبع، ولكن أحاول أن أحكي إنه في فكرة إنه في ولدين وصلت لمرحلة من الشجاعة المستوطنين إنه ولدين يتجرّأو وهم ينشأون نشأة فعليًا داخل هذه المستوطنات وداخل هذه التنظيمات، أخذوا على عاتقهم فكرة إنه يسكر الشارع هذا. يعني لحاله. أحاول أجرب أشوف إنه الموضوع يتجاوز فكرة التنظيم الذي هو إنه مجموعة من الناس تنزل على قرية وتحرق أو تحاصر أو تعمل عملية ما منظمة، ففي شي ما هو أقرب للعشوائية اللي هو أصلا خطر عليهم فكرة إنك أنت توقّف وتلقي حجار عند هذه الإشارة. أنا أراه بهذا الحجم ما بشوفه بمعزل عن فكرة إنه بمعزل عن التنظيم أو بمعزل عن المجموعات أو بمعزل عن النشأة اللي نحن نتحدث فيها وبنفس الوقت فعليًا بس أحاول أن أشوف فكرة إنه هناك شريحة عمرية جديدة تأخذ على عاتقها أو تأخذ على عاتقها دور جديد، هذا إحنا ما اعتدنا عليه سابقًا..

 

أمير داوود: [01:42:24.23]
في سياق. دعني أقول لك. أنا أتذكّر عندما كان المستوطن عندما يتحرك في شوارع الضفة الغربية وأنا كنت صغير كانت دورية تحرسه من هون ودورية تحرسه من هون حتى يقدر يتحرك. أيامها لم تكن هذه العلاقة الوظيفية حقيقة، لم تكن هذه العلاقة الوظيفية بين تنظيمات المستوطنين وحكومة الاحتلال. حكومة الاحتلال ما كانت تستثمر بهذا الكم الكبير عند المستوطنين، ولا تزودهم بسلاح ولا تغذيهم بأيديولوجية التفوق وأيديولوجيا القتل. المستوطنين تاريخيًا مجرمين، ولكن التحوّل الذي طرأ على هذا الموضوع هو حجم الاستثمار الحكومي والصلاحيات التي تم منحها للمستوطنين في آخر 15 سنة حتى وصلوا إلى هذا النموذج وهو مضبوط كلامك مضبوط كلامك، ولكن ما نشهده اليوم من علاقة وظيفية بين المؤسسة الرسمية كجيش كحكومة وبين المؤسسة غير الرسمية، نحن اليوم نعتبر المستوطنين وميلشيات المستوطنين مؤسسة غير رسمية في دولة الاحتلال، هذه العلاقة الوظيفية ما كانت متجسّدة بهذه الطريقة قبل 15 سنة، هذا هو التحوّل والتحول الذي صار. اليوم هم ينفذون أجندة، اليوم الجيش يحمي ويساند ويساعد، والأهم من ذلك يمنعك أن تدافع عن حالك. اليوم أنت مطلوب منك أن يُعتدى عليك وأنت مستسلم. ممنوع أن تدافع عن حالك. قبل يومين. بالضبط قبل يومين شباب من قريوت (جنوب نابلس)كانوا مروّحين على طريق المعرّجات. اعتدى عليهم المستوطنون نزلوا قاوموا المستوطنين، فورًا الجيش اعتقلهم بعد أن اعتدى عليهم. لماذا؟ لأنهم دافعوا عن حالهم. اليوم الجيش يمنعك. إنه حتى تدافع عن نفسك. عندما هجموا عندما هجموا المستوطنين على سبيل المثال قبل شهر على المغيّر وعلى قصرة وعلى دوما. الجيش لماذا هجم على القرى وأطلق النار على البيوت واعتقل الناس؟ لأن الناس خرجت فوق بيوتها من أجل أن يمنعوا المستوطنين أن يدخلوا على البلد ويحرقوها. اعتقلوا الناس وأطلقوا النار 75 إصابة فقط في المغيّر، في جزء منهم تسببت بالشلل للناس فقط، لأن الناس يعني قاوموا المستوطنين الذين هجموا على البلد. وقاوموهم بماذا؟ بالحجارة أو بالعصي.

 

أحمد البيقاوي: [01:45:07.20]
طب أمير، من ناحية ثانية، تعال نجرّب نرى المشهد من ما بعد الانتفاضة الثانية. إذا نتفق أن الانتفاضة هي التي كانت الكسر على مستوى العلاقة بالشوارع، بالاستيطان بغيرها. وأنا أتفق معك فعليًا بقضية إنه قد يكون اليوم يمكن المشاريع الاستيطانية هي الحكومة الأساسية يعني هي مركز الدولة، هي مركز دولة الاحتلال أكثر ففعليًا آه البؤر زمان كانت فيه حدا ممكن ييجي يعمل بطريق "يتسهار"/ جنوب نابلس- أذكر ما قبل الانتفاضة أو بدايتها حتى، يأتي ويضع الجيب، وخيمة ويجلس هناك، وفي جيب احتلال بيجي برعاه بشكل (مش واو) مقارنة باللي نراه اليوم. واضح اليوم إنه الشيء منظم أكثر لكن تعال نشوف من ناحية ثانية على مستوى نحن كفلسطينيين يعني. البعض بقول إنه تم انتزاع فعليًا كافة عناصر القوة الموجودة من المجتمع الفلسطيني ما بعد الانتفاضة الثانية. لمواجهة هيك مخططات، وأنا بالنسبة إلي يعني لا أتبنى هذا الطرح بالكامل، بالرغم إني بتوافق مع فكرة إنه مضبوط تم انتزاع كل نقاط القوة فعليًا ضمن توجّه سياسي للسلطة الفلسطينية ما بعد فعليًا ما بعد الانتفاضة الثانية، ولكن البعض الذي يتبناه ويفترض أن القرى أصلًا كانت تشتبك في السابق ولمّا كان عندها السلاح أو لما كان عندها شباب فعليًا كانت تشتبك فعليًا. فشوي الشيء غير موضوعي وغير واقعي. فخليني أكون خلينا نجرب أنا وإياك نكون موضوعيين كثير، واقعيين كتير، إنه جزء من المشهد كان فيه مشاريع كثيرة التي اشتغلت على أن تهدئ من وتيرة أو حدّة والعنف أو حدة وتيرة الأحداث في الضفة الغربية ككل، وأنا أريد أن أجرب أشوفها مما بعد الانتفاضة الثانية وصولًا لليافطة المحطوطة بحوارة، بدعم من "يو اس ايد" شارع لا أعرف ما هو اسمه.. السلام أو شارع أبصر ايش، ففي سياق من ما بعد الانتفاضة إلى اليوم لإثبات فكرة أنه بإمكاننا في الضفة الغربية نعيش بشكل ما أو بإمكاننا هُنا في نواة لدولة فلسطينية ممكن تكون. وبنفس الوقت في شيء اللي صار ما ضلش عندك قوة، يعني نحن حكينا بمحل ما 2012-2013 حتى كان في شكل من أشكال بؤر إذا بنفع نسميها بؤر للمقاومة الشعبية في نعلين/ النبي صالح/ وكذا أيضًا فعليًا هذه النماذج ضربت أو ما سمح لها أنها تستمر وتكبر، ففي إشي أيضا من ناحيتنا إحنا أعتقد على مدار السنين توجهات ما أدت إلى زيادة هذا المشهد اللي إحنا بنتكلم فيه. شو رأيك؟

 

أمير داوود: [01:47:52.98]
أنا يعني في أماكن كثيرة، أتفق تمامًا مع كلامك، ولكن أنا عندي سؤال: عزون في محافظة قلقيلية. هل يجرؤ مستوطن أن يقترب من عزون؟ لا يجرؤ أيّ مستوطن أن يقترب من عزون بالرغم أن عزون من البلدات الفلسطينية التي لم تتوقف فيها المقاومة الشعبية من 20 سنة إلى اليوم، لا يجرؤ أي مستوطن أن يقترب من عزون لو شو ما يصير. كفر قدوم؟ كفر قدوم محاطة بمستوطنة كبيرة جدًا (سموتريتش) على فكرة يسكن في (مستوطنة كدوميم). وهي مستوطنة أقيمت على أراضي جت وكفر قدوم. هو ساكن هناك وعنده شلة من هؤلاء أتباعه ومريديه في كدوميم. هل يجرؤ أي مستوطن أن يقترب من كفر قدوم؟ بيت أمر؟ أنا الذي أقوله. صحيح هناك تحوّلات كثيرة طرأت على عقيدة المواجهة، وتحديدًا في موضوع المستوطنين. هناك تحولات. أنا في قرى على سبيل المثال. يدخل المستوطنون عندهم ويكسروا السيارات في الليل، وهم بيكونوا يرنوا علينا: هي أجا مستوطنين ومش عارفين شو نعمل.. طيب إذا إنتو مش طالعين تقاوموا المستوطنين. يعني احنا رح نيجي من رام الله نشوف المستوطنين؟ في قرى المستوطن. بفكر 500 مرة قبل أن يقرر أن يدخل على هذه القرية لأنه يعرف ما هي طبيعة أهل القرية. وعندنا نماذج من القرى إللي حقيقة المستوطن يعني أصلا لا يفكر أن يقترب منها. وهناك نماذج من القرى التي دعنا نسميها "المسالمة" قليلا الذين قرروا أنهم ما يواجهوا. هذا يعني في تباينات ولكن على مستوى هذه الفطرة، تاريخيا هناك تمايز يعني في 1987. في ذروة الانتفاضة الأولى كان هناك مناطق مشتعلة بالانتفاضة، وكانت هناك مناطق إلى حد ما هادئة أو لم تشتعل كفاية، مع أنه كان السياق هو الاشتعال.

 

أمير داوود: [01:50:30.96]
الانتفاضة الأولى يعني نار واشتعلت ابتداءً من جباليا وصولًا إلى مخيم بلاطة، ولم تتوقف على مدار 5 سنوات. التمايز دائمًا موجود. الاختلاف ما بين قرية وقرية ومدينة ومدينة ومخيم ومخيم. هذا تاريخيًا موجود. هل طرأ تحول؟ طبعًا طرأ تحوّل. أصلًا لا يمكن افتراض عدم وجود تحول نتيجة تحولات كثيرة على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الثقافي وعلى المستوى الاجتماعي، سواء من بداية أوسلو وحتى هذه اللحظة. كثير من التحولات طرأت. اليوم إحنا يعني من أجل أن لا نضحك على بعض ويكون عندنا يعني فهم مباشر. هناك في قضايا معقدة وشائكة هو وجود سلطة رسمية. في مقابل أماكن يتم ابتزازها بالمستوطنين، في ظل وجود سلطة سلطة رسمية ووزارات ومؤسسات ومكاتب. وفي أماكن مطلوب منها تقاوم وأماكن مطلوب منها. هذه الخلطة الفريدة من نوعها. دقت أسئلة كثيرة في ذهن المواطن إن أنا وين؟ ما المطلوب مني؟ من المطلوب منه أن يتصدى للمستوطنين؟ هل أنا إذا تصديت؟ هذه الأسئلة كلها غيّرت في الوجدان الشعبي، في كثير أماكن في مسألة التعاطي مع ما يحصل. سواء على على فكرة الوعي الجمعي للفلسطينيين في هذا الأمر، أو على الصعيد الفردي أنا وانت وفلان وعلنتان ابن فلان وابن فلانة. أين نحن من هذه التناقضات؟ التناقضات غير مسبوقة وغير سهلة، والإجابة عليها يعني تخلق عارف كيف.. يعني لا يمكن إنكار هذه التناقضات، إنه من هو الذي الذي عليه أن يواجه؟ ومن هو الذي يجب كذا؟ وما دور المؤسسة الرسمية؟

 

أحمد البيقاوي: [01:52:37.76]
لا أسف بس بالغلط.. أنا قحيت. كمّل

 

أمير داوود: [01:52:40.34]
لا لا أنا. أنا. هذه فكرتي. أنا أتساءل معك حقيقة أنا ليس عندي يعني حقيقة أنا يعني في هذه المسألة تحديدًا والتي هي مرتبطة بالدرجة الأولى في مسألة ردة الفعل على إرهاب المستوطنين. أنا عندي نفس تساؤلاتك يعني ممكن ما عنديش إجابة قاطعة واحد اثنين ثلاثة أربعة ولكن أنا قادر أقرأ السياق وهو سياق ممتد وهو سياق أصلا يعني مرتبط بالتحولات والتحولات التي كلنا شهدناها وكلنا عرفناها ولكن مثل ما في قرى هي يعني بالكاد ترى عندها ردة فعل بالمقابل عندك أماكن حقيقة هي أماكن الجيش يفكر ثلاث مرات قبل أن يدخلها.

 

أحمد البيقاوي: [01:53:32.63]
هو أمير لسا يعني في نقاش أظن البعض يختلف مع أوسلو وخلص، أو نحكي سياسة. سلام فياض ونتوقف. لكن فعليا في المعارضين والمتبنيين واقفين على أرضية اليوم يعني تراكمات حكومة سلام فياض أو حكومة النهج هذاك بمعنى خلص إنت اليوم صار في واقع جديد بشكل مؤسف، أنت بدك تتعاطى معه بفكرة إنه في نهج للسلطة ما بعد الانتفاضة الثانية اشتغلت عليه، جربت كل الوسائل، وهي نفسها كانت تجرب، وتتراجع، تجرب، وتتراجع، يعني هي يمكن الذي جربته ولسا ما تراجعت عنها هيئة المقاومة، هيئة الجدار ومقاومة الجدار والاستيطان، ولأنه أعتقد كمان صار فيها استشهاد يعني صار فيها دم، ففعليًا انت في هذا السياق الذي لا يمكنك أن تتراجع عنه. لكن على مستوى باب الشمس. النبي صالح بلعين، نعلين، نحن نعرف إنه في سياق حتى الواحد يريد أن يدخل فيه يعني سياق مختلف، ما هي المقاومة الشعبية؟ المقاومة التي تتبع لمؤسسة؟ أو المقاومة التي يتم تمويلها من السلطة؟ أم المقاومة التي يتم تمويلها من اكس؟ وكل سياق من القرى هذه أيضا ندخل فيه، لكن أعتقد أيضا في اللي. يعني تم عندما أقول تم انتزاع كل مصادر القوة على مستوى الضفة الغربية الأسوأ أمير مش الولد الذي برمي حجارة يعني مرة ثانية ما بين قوسين، الأسوأ أن هناك أحد يفاضل بين مستوطنة ومستوطنة ولا يأخذ بعين بعين الاعتبار فكرة الخطر على الشارع، يعني هو ليس فقط فكرة أن يقول أن السكن هنا أحسن أو أنظف أو أجدد أو أرخص هنا في جامعة هنا لا أعرف ماذا هنا أفتح مصلحة فيفكر بهذا المنطق لكن دون استحضار فكرة أن هناك ما يردعه عن عن التواجد بهذه المستوطنة.

 

أحمد البيقاوي: [01:55:19.79]
أو يأخذ بعين الاعتبار. فأعتقد أنه في مشهد يعني الأصعب. والمشهد الثاني هو المشهد الاقتصادي الذي لا يمكن تجاهله إلى أنا. يعني يمكن حاولت أمرق وأتجاوز شوي، بقضية العمل داخل داخل الخط الأخضر أو داخل أراضي 48 والمستوطنات، لكن أعتقد هذا، هذا أحد العوامل الأبرز لأنه يمكن ما بعد 7 أكتوبر التقديرات تحكي قديش دقيقة مقارنة بالأرقام التي عندك، ولكن من 40-45 ألف من العمال كانوا يشتغلوا بالمستوطنات، فإنت لما تحكي فعليًا ما بعد سبعة أكتوبر، هذه الشريحة مش هي التي تضررت بالأساس هي استمرت أعمالها يعني، ففي مشهد أنت تراه هو يعني له أكثر من سياق له أكثر من عامل وكانت محاولة فعليًا هذه الحلقة، هذا الحوار يعني محاولة لقراءته لأنه مش مجرّد ولد برمي حجر وليس مجرد فعليًا فلسطيني ولا يقاوم المستوطن، وأعتقد حتى اللي أنا أقوله لو أن اليوم في مصادر قوة حدا نزل وعمل عملية بحوارة في اليوم بيصير قاعد إنه يومين أو ثلاثة ناس تتوتر، ولكن سرعان ما ترجع مرة ثانية لشيء مؤسس في الأرض، فيعني في مشهد بعرفش كيف الواحد ممكن يتعاطى معه أو كيف ممكن يقرأه، لكن أعتقد إنه كان مهم لي أن أفكر فيه بصوت عالي معك يعني.

 

أمير داوود: [01:56:49.11]
يعني إحنا اللي عملنا اليوم إنه نحنا فكّرنا بصوت عالي واستحضرنا يعني ممكن أهم ما في التفكير بالصوت العالي هو استحضار الكثير من الأفكار التي أسست يعني ممكن لللحظة الواعية اليوم، لأنّ اللحظة الواعية اليوم هي يعني نتاج التجارب والخبرات. أنا بتقديري أنّ كل واحد من الشعب الفلسطيني عنده مكان جواه يعني هو سواء محمل بالذاكرة أو محمل بالعاطفة سواء بالاحتلال أو في زاويتك التي تنظر فيها لهذا الاحتلال، الاحتلال هو تحوّل إلى مكان شخصي جواك تتعامل معه بالندية الشخصية وبالفكرة الشخصية والأيديولوجيا الشخصية، يعني لا يمكن أن تتكئ في كراهيتك للاحتلال، هذه الكراهية التي تسبق المقاومة وتسبق المواجهة من غير هذه الزاوية من غير هذه الزاوية الشخصية التي أنشأتها ذاكرتك، وبالتالي هذا الحفر هو جاء لهذا المكان وللقضية وجاء لهذا الجهد يعني بالضبط.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:57.54]
وأعتقد أيضا أنه يعني هذا شوي الواحد بعرفش يحكيه ببوست فيسبوك لأنه تقوم الدنيا عليه، لكن أعتقد حتى نقاش اليوم بالسياق الذي نحكيه بعد نزع مرة أخرى بعد نزع مصادر القوة ومحاربة كل أنوية فعلياً كان ممكن تتصدى لهذا. اليوم إحنا مش بنتكلم على فكرة مجرد يعني الحديث عن استعادة أحد أشكال المقاومة أو فعليًا في سياق الحديث عن المقاومة المسلحة، لأنه اليوم هناك نقاش لما أنت فعليا بدك تحمل سلاح أو بدك تعمل عملية ما قديش قادر فعليا إنّه أنت تواجه 100 ألف قطعة سلاح موجودة في الضفة أو 200 ألف قطعة سلاح موجودة في الضفة؟ وكمان النقاش مختلف عمّا بعد الانتفاضة الثانية على فكرة نقاش المقاومة المسلحة مرة أخرى بسياق إنه شكل عندما أريد أخذ شكل الاستعدادية الذي لازم يكون عندي عشان فعليًا أنا أقدر أمنع حرق حوارة مرة ثانية لما بدها تصير، هون، وهذا للملاحظة بس، مش بنقد شيء ولا برفض شيء ولا أتكلم. أنا أتكلم حتى على أدوات تفكير مختلفة. لما تشوف الواقع الاستيطاني بالضفة الغربية وواقع المستوطنين مضطرة تفكر حتى بالخيارات الموجودة بشكل مغاير. عن التي كنّا نفكر فيها سابقًا. أمير شكرًا جزيلا لك. أنا أترك لك المايك إذا بدك تحكي أي شيء إذا بدك تضيف أي شيء إذا نسينا أي شيء. يعطيك ألف عافية.

 

أمير داوود: [01:59:27.45]
الله يساعدك. أنا أيضًا أريد أن أشكرك على هذه الفرصة هي فرصة يعني هي رتبت الأفكار التي هي أفكار يعني جاءت في هذا المكان حقيقة يعني المكان الموجوع. أنا دائمًا بقول أن كل إنسان فلسطيني في جواه جرح لم يلتئم وهذا الجرح هو الذي يحدد شكل علاقته. لا يمكن أن نفترض أن المواطن الفلسطيني سيتعامل بعقلية بعقلانية بمنطق حسابي بارد تجاه المتغيّرات، الإنسان الفلسطيني مجروح، هذا جرح عاطفي عميق وله دلالات تاريخية أيضًا، وبالتالي علاقتنا مع الأشياء هي تختلف عن أي علاقة تحكم أي أحد موجود خارج خارج فلسطين، ليس من باب الأفضلية لا من باب الجرح العاطفي، هذا الموجود داخل حدا فينا الذي يجعلنا دائمًا نتناول الأشياء بمنطق ثاني، وبزاوية أخرى وبنظرة مختلفة، هذا الذي أنا حسيته حقيقة من بداية اللقاء وحتى هذه اللحظة وهو من الممتع دائمًا أنت تمر عليه وترتب أفكارك تجاهه.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:39.78]
يعطيك ألف عافيه تفضّل.

 

أمير داوود: [02:00:42.63]
شكًرا جزيلًا وفرصة وفرصة يعني أتمنى أن الناس يعني تكون بالنسبة لهم هذه الزاوية ممتعة أن يسمعوها ويتفاعلوا معها.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:52.68]
هي ممتعة ومؤلمة؛ ممتعة ممتعة بالجانب الشخصي فيها فعليًا طوال الوقت ممتعة كيفك الواحد ممكن يلاقي مشتركات خاصة بمقدّمتها يعني بحتى فارق التجربة أو فارق الأجيال بتحس أن هناك شيء يتكرر تحت الاحتلال طوال الوقت. يعني وبنفس الوقت المؤلم من إنه لما تيجي تحكي على الواقع كواقع حقيقي، وتفصّله صادم فعليًا حتى للي إلي وإلك، بجوز لما تيجي ترتبها الصورة بالكامل يعني. يعطيك ألف عافية شكرًا أمير.

 

أحمد البيقاوي: [02:01:24.09]
شكرًا.

 

أمير داوود: [02:01:24.45]
شكرًا شكرًا.

 

أحمد البيقاوي: [02:01:26.46]
شكرًا جزيلا لكم يعطيكم ألف عافية. قبل ما أنهي أريد أن أشكركم مرة ثانية على دعمكم واستثماركم في محتوى "تقارب" من خلال الرابط الموجود في الوصف. شكرًا على مشاركتكم، أسئلتكم، واقتراحاتكم للمواضيع، مقترحاتكم للضيوف دائمًا، وشكرًا على مشاركتكم هذا الحوار مع كل حد ممكن يكون مهتم فيه. يعطيكوا ألف عافية وأراكم في حلقة جديد من "بودكاست تقارب" الأسبوع الجاي.

 

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025