قد لا تكون وصفات الطعام التي يُعدّها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ هي الألذّ، ولأنّ إعداد طبخة أو طبقًا من الحلوى، يحتاج الكثير من الصبر، والجهد، والسّاعات الطويلة مقارنة بإعداد الطبق خارج السّجن، من هُنا تتأتّى لذّة الأكل، فأنت تبذل الكثير الكثير لتحظى به، وتُبدع وتبتكر لتعوّض غياب الموارد والأدوات.
يروي ضيف تقارب كيف بدأ شغفه بالطبخ خلف القضبان، مبتكرًا وصفات مثل المنسف بلا جميد، وكنافة بلا جبنة، وقطايف بلا طحين، ومخبوزات بالسميد! وكيف ابتكر الشواية داخل السجن؟ وكيف أعدّ الأرز المُدخّن؟ وبماذا عوّض غياب البهارات؟ وكيف تغلّب على افتقار مطبخ الزنزانة للسّكين، ليُدخل البهجة على قلوب رفاقه.
يتجاوز الطبخ مجرّد إعداد الوجبات ليصبح أداة لصناعة الذكريات وإحياء الأمل. من المقلوبة إلى المنسف، وفي الحلقة نستمع إلى قصص ملهمة عن كيفية تحويل أبسط المكونات إلى ولائم تُذكّر الأسرى ببيوتهم وأمهاتهم.
وبالطبع في هذه الحلقة نتحدّث عن واقع سابق في السّجون، تغيّر بعد 7 أكتوبر وما أعقبه من حرب إبادة، عانى الأسرى خلالها وحتى الآن من انتهاكات جسيمة، أبرزها أنّ الطعام بات شحيحًا، وصودرت كل الأدوات المتواضعة التي كانت تتوفّر لديهم، حتى أغراضهم الشخصية، وملابسهم، وباتوا يخرجون للحريّة بأجساد منهكة.
نستضيف في الحلقة 160 من بودكاست تقارب، باسل أبو تايه وهو فلسطيني من بلدة سلوان في القدس، قضى سابقًا 10 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، عُرف بين رفاقه الأسرى بمهاراته الفريدة في الطبخ، وأطلقوا عليه لقب "حلونجي السجن" لقدرته على تحويل المكونات البسيطة إلى أطباق تقليدية مثل المنسف والمقلوبة والمجدّرة، وحلويات شهيّة كالكنافة والهريسة والبوظة، تُذكّر الأسرى بحياتهم خارج السجن، وتدخل البهجة على قلوبهم، وتصنع لهم ذكريات تشدّ من عزيمتهم وتمنحهم الأمل.
بودكاست تقارب برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014، وقد ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
باسل أبو تايه: [00:00:00.08]
يعني أينما أدخل أي قسم، باسل، دُغري عالمطبخ يعني فش مجال.
أحمد البيقاوي: [00:00:05.63]
زوجتك بماذا تتفوّق عليك بالطبخ، اليوم؟
باسل أبو تايه: [00:00:08.09]
لا، لا تتفوق عليّ بأي شيء أبدًا. أنا أشطر منها بكثير.
أحمد البيقاوي: [00:00:11.12]
لااااا
باسل أبو تايه: [00:00:11.42]
صدّقني.
باسل أبو تايه: [00:00:13.61]
طبعًا أنا عملت للكل، لكن أنا عملت 8 أصناف حلو لتوزيع ترويحة باسل.
باسل أبو تايه: [00:00:18.98]
حين يأتي شخص يأكل كنافة تكون تمطّ. هذه المطّة التي كنت أتفنن فيها.
باسل أبو تايه: [00:00:18.98]
كان يقول لي بالله عليك لا تقل لي "حرّك لبن".
باسل أبو تايه: [00:00:26.87]
يعني أيام كان يأتينا السمّاق طعمه مثل الديزل لا يصلح أبدًا للأكل، يفسد الأكل. نحن نريده "اتدحمس" (الأكل باليد).
باسل أبو تايه: [00:00:35.09]
يوم طهي سمك السلمون فهذا بمثابة حفلة بالنسبة للأسرى، اللحمة ليست طبيعية، يعني حسيتها وكأنها لحمة ديناصور ولا لحمة فيل من كثر ما هي تستغرق وقت حتى تنضج وفي إعدادها.
باسل أبو تايه: [00:00:45.29]
لا أريد أن أشبِّهها، لكن كيف المخدرات؛ تضع القليل على الخلطة حتى تضلها لبعدها لبعدها لبعدها. يقف بجوز 5 أو 6 أشخاص هيك يقفون على رأسي هكذا ينظرون إلي؛ "متى بدك تخلص؟" حين أقوم بسكب القطر فترى الملاعق اشتغلت يعني لا مجال للانتظار.
باسل أبو تايه: [00:01:01.94]
أول شيء يسعد مساء الجميع، طبعًا أعرّفكم على نفسي: الأسير باسل أبو تايه من سلوان - القدس. طبعًا شرفني أخي أحمد هذه الحلقة، طبعًا حلقة كما حكيناها مليئة بالدّسم ومليئة بالطبيخ. ومن هذه الأمور حديثنا كان عن موضوع الطبخ والأكل الذي كنا نصنعه في السجون، وبالفعل كانت حلقة مميزة وحلوة وانبسطنا معه. وطبعًا لأول مرة يعني بطلع هكذا على مشاهدات أو لنقل حلقات فجائية، تفاجأت فيها. الحمد لله يعني كانت حلقة حلوة وإن شاء الله تنال إعجاب الجميع، وتشرّفنا بكم، وإن شاء الله ربنا يفك جميع الأسرى كما فرّجها علينا إن شاء الله، وأي أحد يحب أن يتواصل معي فله أطيب أكلة مني فأهلًا به.
أحمد البيقاوي: [00:02:01.00]
باسل يجب أن نعمل تحذير يجب ذلك. هذه الحلقة تُجوِّع، لا تشاهدها وأنت صائم.
باسل أبو تايه: [00:02:07.81]
ههه صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:02:29.38]
مرحبًا وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب"، معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز باسل أبو تايه. حلقة اليوم تحديدًا هي أولى حلقات "بودكاست تقارب" في رمضان، جربنا نعمل حلقة خاصة تتناسب مع التفكير العام، الواقع العام أو الاهتمامات العامة، والاهتمامات العامة في الأساس تكون في رمضان متعلقة بالطعام، ولكن ذهبنا باتجاه السجون للأسرى تحديدًا، وخلال تسجيل حلقات "تقارب" مع العديد من الأسرى المحررين، كان دائمًا هنالك ذكر للأكل وللوصفات والمكونات وكيفية إعداد الطبخة على مدار أيام في بعض الطبخات أو بعض الحلويات. الحديث دائمًا يكون بشكل يتجاوز العلاقة مع الأكل أو بشكل يتجاوز العلاقة بمعنى؛ نأكل عشان نعيش بِقَدر ما أن هنالك مشروع عاطفي ونفسي واجتماعي جدًا كبير يتعلق بكل طبخة بمكوناتها وإعدادها وتنفيذها. في حوارنا لليوم سنجرّب أن نخوض في المطابخ، الطبخات، الوصفات، المكونات وتعويضها داخل السجون مع واحد من الطباخين داخل السجون الذي على مدار سنين فعليًا شهدوا له الأسرى بأنه كان من الناس الذين طعامهم لذيذ.
أحمد البيقاوي: [00:03:44.64]
قبل أن نبدأ أود أن أشكركم على اشتراككم في قناة اليوتيوب وقنوات الاستماع، ومشاركتكم هذا المحتوى مع كل شخص ممكن أن يكون مهتمًا فيه. شكرًا للمقترحات التي ترسلونها، شكرًا للأسئلة التي ترسلونها وشكرًا لمقترحات المواضيع والأفكار والأسئلة التي نعالجها فعليًا في "تقارب". وشكرًا أيضًا لكل من يسعى ويساهم فعليًا باستمرار محتوى "تقارب" ودعمه من خلال الرابط الموجود في الوصف. وهكذا نبدأ.
أحمد البيقاوي: [00:04:13.34]
يعطيك ألف عافية، وكل عام وأنت بألف خير.
باسل أبو تايه: [00:04:16.85]
وأنت بألف خير يا رب. الله يسعدك يا محمود.
أحمد البيقاوي: [00:04:19.52]
حبيب القلب.
أحمد البيقاوي: [00:04:20.33]
باسل يعني لك الكثير رمضان في القدس؟
باسل أبو تايه: [00:04:24.86]
نعم بالطبع، بعد فترة طويلة من الأسر، طبعًا رمضان شيء مختلف تماما، وفي القدس تحديدًا في بلدة سلوان أيضًا.
أحمد البيقاوي: [00:04:32.63]
لماذا؟ أخبرني.
باسل أبو تايه: [00:04:35.75]
طبعا في فرق كبير، أنت هنا أجواء رمضان في القدس تحديدًا شيء مختلف عن كل العالم، يعني أنت موجود في بلدك، ريحة بلدك، ريحة القدس، ريحة المسجد الأقصى، طبعا الصلاة أينما كنت تصلي، في أيّ بلدٍ كان فليس هنالك صلاة مثل صلاة القدس بتاتًا؛ على بلاط القدس البارد الجميل.
أحمد البيقاوي: [00:04:59.15]
لكن الآن الجميع يقول أن الوضع تغير كثيرًا السنة هذه، أليس كذلك؟
باسل أبو تايه: [00:05:03.92]
يعني من ناحية الدخول على الأقصى مثلاً؟
أحمد البيقاوي: [00:05:05.81]
الأجواء العامة والأجواء الاجتماعية ونفسية الناس مع الدخول إلى الأقصى.
باسل أبو تايه: [00:05:11.60]
انظر اليوم هنالك منع دائم للشباب. يعني أنا قبل فترة حاولت أدخل أنا وأخي أيضًا فقد كان أسيرًا يوسف، رفضوا أن يدخلونا، أي واحد كان أسير فيرجعوه بحجة أنك تسبب مشاكل في الأقصى، هذا السبب الوحيد الذي يعتبرونه. فالدخول على الأقصى اليوم صار فيه صعوبة كبيرة. يعني أنا كثير أوقات مثلًا كانوا يرجِّعونا، يعني ما في إمكانية إنك تدخل إلا حين تلف من أكثر من باب حتى تحاول تدخل، لكن سبحان الله صورة الأسير أو صورة الشخص الموجودة عندهم في أي محل يعتبرون بأنه ممنوع أن يدخل بتاتًا، حتى على أبواب الأقصى من الخارج _وليس من الداخل فحسب_ من أبواب من خارج البلدة القديمة أو من خارج أسوار القدس، يعني يمنعون أن يدخل أحد، فهناك اختلاف كليا.
أحمد البيقاوي: [00:06:07.35]
وتقول لي سلوان مختلفة سلوان مختلفة! لماذا سلوان مختلفة؟ يعني كل شباب سلوان يستمرون بالقول لنا: سلوان غير، بماذا تختلف؟
باسل أبو تايه: [00:06:14.70]
طبعا مختلفة سلوان، أول شيء أنا وُلدت فيها وتربيت فيها، وعشت فيها فترات طفولتي منذ الولادة. طبعا سلوان معروفة بصمودها بشبابها بكرمها بكل شيء، طبعًا سلوان يعني إنت لما تحكي ابن سلوان فالأمر فيه فرق كبير، وليس مثل ابن العيزرية، يعني لا أريد أن..
أحمد البيقاوي: [00:06:41.01]
لا لا لا.
باسل أبو تايه: [00:06:42.51]
لا أريد الخوض.. لكن ابن سلوان يعني من ناحية الجدعنة، من ناحية الرجولية من ناحية عمل الخير، يعني انت ترى الموضوع هذا تحديدًا في رمضان من ناحية تنظيم الأجواء في رمضان، الزينة في الشوارع وتنظيم السير حتى، لانه بتصير عنا مشكلة السير او أزمات السير في البلد، فيكون هناك مجموعة شباب منظمة تعمل على تنظيم السير انه يمشي وبدون أي مشاكل، حتى صاروا يحكوا إن شاء الله ذلك ما يجيب مشاكل طبعًا، لكن الحمد لله يعني الوضع عندنا ممتاز بقدر ما تتصور يعني.
أحمد البيقاوي: [00:07:22.97]
طيب احنا في "تقارب" باسل نترك الضيف يعرّف نفسه كما يحب، هكذا يعرفنا عن حاله.
باسل أبو تايه: [00:07:29.24]
حبيبي، الله يسعدك.
أحمد البيقاوي: [00:07:29.60]
فأنا حتى لما حكيت أنا واياك ما تعرفت عليك كثير عشان دائما نستمع للشيء خلال وقت التسجيل، وقد عرّفتك على حالي وقتها أنا، لكن اليوم أحب أن أسمعك تعرّفنا على حالك، تفضل.
باسل أبو تايه: [00:07:42.47]
طيب أعرفك عن نفسي طبعًا.
أحمد البيقاوي: [00:07:44.72]
كما تحب.
باسل أبو تايه: [00:07:46.43]
نعم طبعًا، باسل أبو أبو تايه من بلدة سلوان من مدينة القدس، متزوج وعندي 3 أولاد: ولدين وبنت، قضيت عشر سنوات في الأسر، طبعا كباسل أنا يعني بين الناس معروف الحمد لله رب العالمين ومحبوب بينهم حتى في السجن، فباسل أبو تايه لا أحكي لك عن نفسي كثير، لكن كل واحد يسألك أو تسأله عن باسل أبو تايه حتى الأسرى يعرفوني من ناحية حبي لهم، حبي لصنع الطعام والحلوى، في المناسبات مثلا، يعني أي واحد مثلًا بده يروّح: "باسل اعمل لنا حلو"، حدا مثلًا عنده مناسبة خطوبة أو.. "باسل اعمل لنا حلو"، فالحمد لله ما كنت أقصّر معهم، فطبيعة باسل يعني إنسان طبيعي بحب الخير للكل، ومحبوب للكل الحمد لله، وطبعا يعني كما قلت لك إنه يعني البعد عن الأهل عشر سنوات في الأسر، غيّرت أمور كثيرة في الحياة من ناحية الوضع الاجتماعي ليس كالسابق، يعني الواحد يتفاجأ في الواقع الذي هو موجود فيه، فالحمد لله يعني أنا بطبيعتي أتأقلم مع الكل يعني ما في إشي صعب علي أبدًا، كما أمضينا الأيام في الحبسة، والحمد لله روّحنا وتعلمنا وكل هذه الأمور، لكن في النهاية روّحنا كما يقولونها: "واقفين على رجلينا" الحمد لله بفضل الله.
أحمد البيقاوي: [00:09:23.89]
الآن في أمر غريب إنّه أنا كنت أبحث عن طبّاخ فأشاروا لي عليك، وعلى كم حدا، لكن أيضًا حينما أشاروا لي عليك قالوا لي: "باسل أي اشي داخل السجن يدبّره، لم يكن طباخًا فحسب، بل أي شيء تريده داخل السجن فيعمله لك، يعني يعرف أن يدبّر حاله، ويعرف يدبّر الأمور، ماذا يعني غير ملف الطبخ كنت تمتلك؟ ماذا لديك من ملفات ثانية؟
باسل أبو تايه: [00:09:43.69]
طبعًا غير ملف الطبخ أو الحلويات، كنت أُعلم اللغة العبرية، الخط العربي، طبعًا في أمور كثيرة، يعني تعلّمت وعلّمت أيضا الحمد لله، يعني بفضل الله. طبعا الـ10 سنوات أنت تتحدث عن 10 سنوات يعني شخص يدخل -خلينا نقول- غير متعلم، لازم يطلع متعلّم. 10 سنوات، أو -خلينا نقول- بغض النظر على فترة السجن لكن لازم الواحد يتعلم في السجن، مهما كان الوضع. الآن بخصوص موضوع الطبخ فأنا كان عندي خلفية للطبخ في الخارج، وكان عندي خلفية مثلا للحلويات، لكن في السجن لا بد أن تخلق من كل شيء يعني من أشياء غير متوفرة عندك، فلا بد أن تحوّلها، يعني أنا يوجد عندي لقاءات على التلفزيون إنه كيف نصنع ال وما في عندنا طحين! كنا نحوّل الشعيرية بطريقة فنية _الشعيرية التي تستخدم للطبخ_ نحولها إلى طحين ثم لعجينة ال حتى نصنع ال، وكنّا نصنع يعني مثل الخارج وزيادة. طبعًا مثلما حكيت لك في شغلات كثيرة غير متوفرة في السجن لأمور الطبخ، لكن كما قلت لك أنك لا بد أن تخلق الشيء وتعمله بإتقان، والحمد لله، يعني هذه الشغلات كنت فعلاً يعني حين يقولون لك إنه باسل أي شيء كان يطلع بيدي (أقدر أبدع)، كما تعرف العقليّة قليلا كما يقولونها، إنه الحمد لله رب العالمين من النوع الذي أحب أطوّر الشغلة وأفكر بالشغلة، أعمل الأكل مثلا على أفضل ما يكون، يعني لذيذ جدًا وكنكهة الطعام في الخارج. يعني كنت أحاول إني أعمل النكهة التي في الخارج، وكثير ناس كانوا يحكولي يعني أنت بتعمل أكل مثل طبخ أمهاتنا. شيء أتفنن فيه، بصراحة يعني الأكل ليس اطبخ وحرّك وضع ملح وفلفل ومشّي فحسب لا لا، كان فيه نكهة طبيعية وبصراحة يعني كنت أحب إنه ينبسطوا الشباب. يعني كثير شباب حتى حين ينهون طعامهم، يعني كلمة يعطيك العافية ويسلموا إيديك، فهذه الكلمة بتسوى الدنيا. غير الشباب الذين كانوا يحضرون لي هدايا من الكانتينا تقديرًا، مثلا يحضر لي كيس شوكولاتات، حليب، عسل..
باسل أبو تايه: [00:12:02.36]
تعرف الأسير، الموجودين في "الكانتينا" فكانوا الشباب فعلا كثير كثير مبسوطين من هذه الناحية، طبعًا فترة طويلة طبخت، يعني ليس فقط فترة شهر أو شهرين فحسب يعني وين ما أدخل أي قسم: "باسل مباشرة على المطبخ" يعني ما في مجال لقرارك. يعني حتى في فترة من الفترات كنت أترك المطبخ أكون بالفعل زهقان وكذا، فيأتون ويقولون لي: "باسل لن نحلّ عنك، يعني بدك ترجع تطبخ، نحن لم نعد نأكل، يعني كنا نحس بطعم للأكل، اليوم أنت حرمتنا من الأكل الزاكي". يعني حتى مساكين أنا حزنت عليهم بصراحة، إنه أصدقائي الكُثُر حينما خرجت من السجن، عملت لأجل ترويحتي أطباق حلوى، طبعا أنا عملت للكل لكن لي عملت 8 أصناف حلوى، 8 أصناف حلوى لباسل كتوزيعة بمناسبة ترويحتي من السجن، فكثير شباب يقولون لي: "باسل طيب نحن غدًا من سيعمل لنا هذا الشيء؟!"
أحمد البيقاوي: [00:13:05.35]
فراغ كبير بالفعل!
باسل أبو تايه: [00:13:05.53]
أنت ستحرمنا. تخيل يعني الأمور هذه كلها يعني متواجدة في السجن يعني كأسير، تخيل أنت كأسير كل شيء تصنعه له يحسّ حاله كطفل، كيف يعني طفل؟ إنه يجد شيءًا يأكله، مثلًا أعمل لهم بوظة، يعني ما حرمتهم حتى البوظة عملتها لهم بطريقة حلوة، من أي نوع مثلًا من نوع فواكه، من الأفوكادو عملت لهم مثلا بوظة، من فاكهة الكاكا، من كل شيء كنا نعمل لهم شيء، لأنه متواجد عندك بالسجن فلا بد أن تعمله، ما في شيء اسمه بدك تكبه أو ترميه أو.. لا بل لا بد أن توفره للأسرى بطريقة منيحة وحلوة وفنية طبعًا، الأسير حقه أن يأكل في النهاية، يعني يعيش وهو يعاني حرمانه من الأهل ومن الحرية، فأبدًا لا يجب أن يُحرم أيضًا من موضوع الطعام كأبسط حق! يعني مثل الفترة هذه نرى الأسرى الذين يخرجون يعني حقيقةً -الله يعينهم- بروّح الواحد فعلًا ضعيف هزيل من قلة الطعام فبقول سبحان الله يعني فترة من الفترات الأسرى كانوا في وضع حلو يعني _ودعونا لا نقول عنه دلال يعني لا يوجد دلال في السجن_ لكن وضع راحة نفسية، بالنسبة لموضوع الأكل نحن بنحكي وغير النفسيات الثانية مثلًا والزيارات وهذه الأمور، فكما حكيت لك موضوع الأكل شيء مهم، والحلويات. طبعا يفتقدونني في رمضان، يعني كثير ناس يتواصلون معي ويبعثون لي رسائل إنه: "باسل، ما في حلويات، ما في حد يصنع لنا حلويات.
باسل أبو تايه: [00:14:39.44]
اشتقنا ل... اشتقنا للكنافة. يعني الكنافة أيضًا لها قصة. يعني انت حين تريد أن تُجهّز الكنافة بدك تقعد ساعتين إلى ثلاثة وأنت تجهزها وتبرشها. تعرف عليك أن تعجن عجنة وتشويها وتبرشها. تعمل عجينة الكنافة. جبنة مثلًا استخدم جبنة صفراء والكوتج (جبنة تباع في السجن) تخيل أنت "الكوت"ج تدمجها مع الجبنة الصفراء. هذه أيضًا طريقة فن يعني ليس فقط الجبنة الصفراء. تحتاج أيضًا لنكهة الجبنة (الكوتج) فيه نكهة الجبنة. كنا نخلطه، ونذوّب الجبنة الصفراء في ماء ساخن ونخلطها، نعجنها تتحول لجبنة فعلا فيها خاصّة (المطّ) حين يأتي واحد يأكل كنافة تمُطّ معاه. هذه "المطة" التي كنت أتفنن فيها. فبعد ساعتين تلاتة مثلًا أجهّز لهم الكنافة ويأكلونها في خمس دقائق. أقول لهم دخيلكم. صار لي ثلاث ساعات أشتغل فيها، وتأكلونها في خمس دقائق! ازاي تخلص. فكنت بصراحة نفسيًا كثير كنت أكون مبسوط على هذا الموضوع. تعرف الأسير عليك أن تُدخل الفرحة لقلبه، الفرحة التي فقدها. ومثلما أقول لك يعني: تفننا في شغلات كثيرة. طوّرنا أكل. طوّرنا أصناف حلو. يعني حتى عملت أكثر من لقاء في "رمضان" أو في عيد الأضحى. عملت لقاءات على "تلفزيون فلسطين" عن طريقة تحضير الحلويات. حتى المذيعة حين ذكرتني قالت إنه مشهور باسم "حلونجي السجن" باسل أينما يذهب يقولون له "حلونجي السجن" يعني ليس أنني والله تعلمتها لكن أنا عندي العقلية أو لنقُل عقليّة أن أبدع بأي شيء وأعمله بطريقة لذيذة وطريقة حلوة.
أحمد البيقاوي: [00:16:32.41]
طيب باسل في حياة كل واحد في البلد فلسطيني أو غير فلسطيني في شيء بتكون قصة صارت معه بطفولته بنشأته التي جعلت العلاقة مع فلسطين تصير حوار يعني موضوع قصة.
باسل أبو تايه: [00:16:46.24]
اه اه اه اه صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:16:48.43]
إذا أريد أن أرجع للذاكرة الأولى الخاصة بك، للقصة الأولى التي صارت معك فماذا تستحضر؟ أول مشكلة صارت.
باسل أبو تايه: [00:16:59.26]
طبعًا. أنا كان الموضوع دعنا نقول حبي للبلد وحبي للأرض من صغري. يعني انا أذكر كان عمري عشر سنوات، تعرف بلد سلوان يعتبرونها او لليوم مشهورة هي بقلعة القدس الصامدة من المواجهات التي كانت تصير، من الامور هذه، يعني أنا استشهدوا أمامي اثنين، وأنا عمري عشر سنوات، فخلص بقي في عقليتي شغلة انه استشهدوا يعني انقتلوا وكذا، فسبب لي الكره فاهم علي كيف وسبب لي الكره لهذا الموضوع. طبعا الذي زاد الأمور سنة الألفين هي الوقت. موضوعي أنا وقضيتي بال 2000. دخول شارون على الأقصى. تدنيس الأقصى فترتها. يعني صار مشاكل إنه ما نروح وكذا. فخلقت لي هذه الشغلة إنه أنا لازم أعمل شيء. في شيء يجب أن أعمله، أن أنتقم، و"أفش غلي" ضُربنا، تكسّرنا، حُملنا على المستشفيات. اختنقنا من الغاز. وتعرضنا للضرب بالعصي. لم يتركوا شيئًا إلا واستخدموه فينا. بالذات فترة الأقصى، فترة القدس سنة 2000.
أحمد البيقاوي: [00:18:19.57]
كم كان عمرك وقتها؟
باسل أبو تايه: [00:18:21.88]
23 سنة. كان عمري 23 سنة. وقتها خلص. يجب أن أعمل شيئًا لأنتقم. فعملت. وطبعًا أنا قضيتي مكثت فترة طويلة من سنين يعني، ما كانت مكشوفة بالمرة. كيف يعني؟ يعني أنا بالألفين صارت عندي قضية. أنا بال 2009 سجنت عليها.
أحمد البيقاوي: [00:18:51.53]
ماذا كانت القضية؟
باسل أبو تايه: [00:18:51.83]
كانت تجهيز عبوة ناسفة، وتفجيرها في الجنود. فكانت عندي قضية التفجير. وكانت عندي قضية سلاح التي هي من ضمنها وكان أخي فيها. طبعًا اعتقل أخي معي وأمضى 12 سنة سجن طبعًا. هذه القضية. فالقضية فُتحت بعد 9 سنوات. يعني هي بالخطأ صارت، لا أريد أن أدخل بالتفاصيل لكن فُتح الموضوع، واعتقلت إثر ذلك أنا وأخي، وحوكمنا عليها، أنا حكمت أول شي 12 سنة وأخوي 12 سنة. وخفف الحكم لاحقًا سنتين. قضيت 10 سنوات طبعًا وأخي أكمل 12 سنة. فكانت القضية يعني إنه لأنّها كانت قديمة، وبعدها أنا تزوجت وعملت بيت وأشتغل، خففوا عليّ الحكم قليلًا.
أحمد البيقاوي: [00:19:50.47]
طيب باسل متى تزوجت؟
باسل أبو تايه: [00:19:53.98]
أنا تزوجت بالـ 2006.
أحمد البيقاوي: [00:19:56.32]
طيب وزوجتك كانت عارفة بملف الطبخ، بأنّه من مسؤولياتك؟ أم أنك أيضًا ألبستها هذا الدور؟
باسل أبو تايه: [00:20:02.29]
لا كانت مرتاحة. كانت مدللة يا حبيبي. الزوجة كانت مدللة يعني تلك الفترة كانت فترة حمل، كانت حامل، فكنت قد أرحتها والطبخ مسؤوليتي في البيت، حتى عزمت مرة نسايبي فنسيبي ماذا قال لي؟ نسيبي وكان معه ابنه أيضًا، فكان يقول لي: "هذا الطعام ليس طبخ ابنتنا هذا طبخك أنت". من ناحية التجهيزات ومن ناحية التفنن في الأكل، أنا كمنظر حتى يعني أحب الاهتمام بمنظر الطعام. يعني هذه الأمور كنت أحب أعملها في أي شيء مهما كان؛ كمنسف مثلًا تعرف رشة البقدونس مع رشة اللوز، ترتيب اللحم، الطريقة الحلوة مثلًا، وكل هذه الأمور حتى المقلوبة يعني كنا حين نعمل المقلوبة يجب حين ترفعها تُظهر إنه في فن، في ترتيب في باذنجان في كذا.. الحلو كيف إنه أيضًا أخذت هذا الحكي من الوالدة حفظها الله لي، يعني حتى اليوم الوالدة أنا أريحها بصراحة كثيرًا ما أريحها من ناحية الأكل، من ناحية التجهيزات، من ناحية أمور هكذا.. فيعني خلص هكذا يقولونها؛ الواحد في دمه يسري حب هذا الشي.. وتمامًا أنا هكذا في دمي الطبخ والأكل والحلويات.
أحمد البيقاوي: [00:21:20.40]
طيب بماذا تتفوق عليك زوجتك في الطبخ اليوم؟
باسل أبو تايه: [00:21:24.57]
لا، ليست أشطر مني. أنا أشطر منها بكثير.
أحمد البيقاوي: [00:21:27.54]
لا هههه
باسل أبو تايه: [00:21:29.07]
صدّقني. لا تتفنن مثلي. لا لا ولا مرة بالأكل كأكل. دعنا نقول يعني يعني شغل الصواني. ماشي. معكرونة خفيفة ماشي. أمّا الشغل الثقيل شغل.. نحن شغلنا يعني. أكثر عزائمنا مثلًا أخواتي. أو مثلًا نريد أن نعزم أحدًا من أولاد عمي الطبخ عليّ، نحن مشهورون (السلاونة/ أهل سلوان) في أكلة الجريشة. أكيد تعرفها.
أحمد البيقاوي: [00:22:00.18]
آها
باسل أبو تايه: [00:22:00.51]
جريشة باللبن مع البندورة. الطبخ مع الرز. مع اللحمة. هذه أنا مشهور فيها كثير كثير كثير. يعني حتى في لي ابن عم. قبل فترة دعوناهم لمائدتنا، توفيت امرأة عمي -الله يرحمها- وأقمت لهم وليمة. تعرف ابن عمي الكبير، أكبر مني بكثير. يقول لي والله يا باسل طبخك أزكى من مرة عمي. وكلهم ضحكوا. ما شاء الله الحجة عندي بتطبخ، شاطرة كتير بس بتعرف العمر كبر. لا تقدر دائمًا أن تظل واقفة. خلص أنا أساعدها وأظل عندها في البيت. يعني أكثر وقتي عندها في البيت.
أحمد البيقاوي: [00:22:37.67]
طيب باسل اسمع، غير قضية إنه أنت تعرف تطبخ. كويس. حُب الأكل هذا أحيانًا يكون مشكلة.
باسل أبو تايه: [00:22:44.93]
آه والله
أحمد البيقاوي: [00:22:45.35]
يعني انت الآن شخص أكول، وأنا كذلك..
باسل أبو تايه: [00:22:47.75]
انظر لحالتي!
أحمد البيقاوي: [00:22:48.20]
الآن إذا تريد أن ترجع فعليًا كيف هذه العلاقة مع فلسطين؟ إذا سترجع فعليًا لأساس مشكلة أنّك "أكول/ كثير الأكل" -سنعرِّفُها كمشكلة- أنت كيف صرت تحب الأكل؟
باسل أبو تايه: [00:23:01.91]
والله احكيلك بصراحة هي من ناحية "بطيني"/ أكول. خلينا نقول كيف انا تعلمت الاكل. في سنة 1997 طبعا انا اليوم عمري 48 يعني بجوز احكي لشخص بسنين قديمة يأتي ويحكي أنت كم عمرك؟ أنا اليوم عمري 48 سنة يعني لست صغيرًا. في 1997 اشتغلت انا في ايلات. طبعًا شواربي بالكاد كانت تظهر وقتها.. خط خفيف. فلم أكن أعرف اي شيء عن الطبخ ولا كنت "أقلي بيضة". يعني لم أكن أعرف. فمكثت هناك 3 سنين مع ابن عم لي واخوتي، اشتغلت مع متعهد. من وقتها بدأت الأمور فصرت كل يوم أتصل على الحجة أقول لها يا أمي كيف مثلًا نعمل الأرز؟ اعمل يما هكذا، افعل هكذا، أفعله. كيف نعمل مثلا المقلوبة؟ اعمل هكذا، من فترتها صار عندي حب للأكل، حب للطبخ، يعني حتى أذكر نهفة انه الشباب الذين يشتغلون معنا في الشركة اشتغلوا شغل ليلي، بتعرف بالليل يجوعون كنت قد جهّزت لهم مقلوبة الساعة 11 بالليل، وأرسلتها لهم على منطقة الشغل، حملتها بالسيارة وأرسلتها لهم، ولما قلبت المقلوبة تعرف رائحة الزّهر مع اللحمة مع الدجاج. مع الأمور هذه، وقلبتها. وكل شيء تمام. حتى جاء المعلم اليهودي الذي يشتغلون معه، أكل منها، فيحكي بالعبري لابنه، تعال تذوّق يعني ذوق أكل العرب.
باسل أبو تايه: [00:24:41.07]
انظر ما ألذّه. اكل من المقلوبة وأحبّها. من وقتها تطورت. صرت احب الاكل يعني انا عفكرة بصراحة الفترة هذه حتى الحجّة تقول لي بتقولي يمّا أنت لا تأكل كثيرًا لم تعد تأكل! قلت لها خلص هكذا الواحد لا يأتي على باله. أنا ألعب رياضة ليست مشكلة لو أكلت، لكن لي فترة لا آكل كثيرًا، يعني ما بحب الأكل الكثير. أطبخ الطبيخ اه لكن اكل خفيف خفيف خفيف. سابقًا مثلما حكيت لك فعلا كان عندي حب للاكل. حب للطبيخ. مشاوير يعني عندي تصويرات وين ما كان وين ما كان. أروح عندي تصوير وأنا قاعد على الصاجية وأنا أشوي وانا أعمل قلّايات، تعرف أحب طشّة الجبال وأمور كهذه، والقعدة في أرض حلوة نقعد فيها في الجبل. فدائما عندي الأكل شيء أساسي. كلما يأتي أخوتي أو إخوتي وكذا. يلا نروح نعمل لنا أكلة، طبخة.. خلص، حُب يعني للأمور هذه إنك بدك تضلك تعمل شيء أنت تحبّه والناس تُحبّه وهو الطّبخ طبعًا.
أحمد البيقاوي: [00:25:52.34]
طيب باسل حينما دخلت السجن فعليًا من علّمك الطبخ داخل السجن؟ لانه هنالك يوجد مدرسة ثانية، كيف فهمت؟
باسل أبو تايه: [00:25:59.36]
اها صحيح. بالسجن الطبخ أنا حكيت لك، قبل، عندي خلفية للموضوع هذا من قبل السجن لنقل. سُجنت في 2009. طبعًا عندي خلفية عن طريقة الأكل. السجن مثلا خلينا نقول اللبن تريد أن تعمل منسف. أوك. المنسف لا يتوفر اللبن البلدي وكذا. لكن أنا كنت بطريقة معيّنة. اعمل لبن بنكهة الخارج. احكي لشباب مثلًا.. أضيف أشياء، أجيب الأكلة أو خلينا نقول طعم الأكل مثل الخارج.
أحمد البيقاوي: [00:26:31.14]
ماذا تضيف؟ ماذا؟ انت تعرف اليوم من يشاهد هذه الحلقة سيخرج بثلاث أربع وصفات سحرية، تمام؟
باسل أبو تايه: [00:26:38.19]
تمام.
أحمد البيقاوي: [00:26:38.76]
غشَّشنا سِرّ الصنعة الخاصة بك أيضًا.
باسل أبو تايه: [00:26:42.36]
تمام. مثلما حكيت لك مثلًا اللبن البلدي غير موجود. عندنا اللبن اليوغورت. نقول اللبن الرايب، نقوم بخضّه كي يذوب. كنا نستخدم معه كي يعطي الجمودة يستخدم الماجي الماجي (مرقة الدجاج). في ناس يستخدمون النشا. أنا لم أكن استخدم النشا لتجميد اللبن، ولما أكن استخدم.. او في ناس أيضًا كانوا يستخدمون بيضة لتجميد اللبن. هذه أمور لم أكن أحبّها. كنت استخدم شغلة يتفاجأون منها الشباب ويقولون لي، طيب لا يعطي الطعم! أقول لهم لا. يعني أتحداك أن يعطي طعم المادة التي وضعتها. او خلينا نقول الشغلتين اللتين وضعتهما. هذا بتضيف شغلة او نكهة للبن شيء مش طبيعي. يعني انا مثلا على طبخة اللبن خلينا نقول طنجرة لقسم مثلا كنت استخدم مثلا كاسة طحينية. الطحينية هي اللي تُعطي الجمود للبن ويضيع الطعم فيها. وكنت كي اعطي طعم اللبن الصحيح للأكل كنت استخدم على رأس الملعقة بودرة الحلبة. الحلبة. الآن في ناس لم أكن أحكي لهم عن الحلبة، يأتي ويقول لك انا لا أحبّها، وليست لذيذة، كنت أضع معلقة حلبة مثلًا على الطبخة يعطي طعم اللبن كما هو في الخارج. يعني حتى في طباخ في السجن شاطر. من قسم ثاني جاء على قسمي. يقول لي: "باسل نكهتك في اللبن شيئ ثاني. أشتغل باللبن انا بسويها. الآن في ناس يستخدمون الحليب، الحليب يفقس بتعرف كيف بيصير طبقة المي وطبقة.. (يُفرفط) اللبنة لم تكن تفقس. كان يظل لثاني يوم وكذا. طبخة اللبن يوم طبخة اللبن. هذه قصّة بدك واحد يضل يحرك. ساعتان إلى ثلاث فقط يحرك بتعرف لا في غاز ولا في شيء. كله بلاطات كهربائية ويعني بالكاد تفي بالغرض. كنت أضع لطنجرة الكبيرة وتحتها اربع بلاطات.
أحمد البيقاوي: [00:28:55.06]
صعبة جدًا هذه.
باسل أبو تايه: [00:28:56.92]
نعم صعبة جدًا. يعني انا حين كنت انادي واحد (ليساعدني) يقول لي: بالله عليك لا تقل لي حرّك لبن. تعرف ملعقة كبيرة، اجعله فقط يحرّك مثل "الختيارية". أقول له: يعني انت المفروض أنّك اعتدت. يعني هاذه الأمور كانت مثلما حكيت لك. غير متوفّرة مثلًا القطايف بالشعيرية. الكنافة بال..
أحمد البيقاوي: [00:29:20.12]
طب ثانية -عفوًا- غير قضيّة (البلاطة الكهربائية) ماذا يوجد أدوات بالمطبخ غير موجودة او موجود غيرها. يعني انت تقول البلاطة أنا حين أرى في بيت أحد هذه البلاطة الكهربائية. أعرف أنّه ليس طبًاخًا شرسًا او هي ليست طبّاخة شرسة، يعني لا يطبخون بشكل لذيذ!
أحمد البيقاوي: [00:29:36.26]
ايوا.. صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:29:36.89]
ماذا يوجد أشياء ثانية داخل السجن غير موجودة، أدوات طبخ؟
باسل أبو تايه: [00:29:40.79]
طبعا نحن نحكي على السكاكين. السكينة غير موجودة. ماذا نفعل؟ نقُصّ صاجة أو حديدة أو خلينا نقول علبة تونة. أي شيء متوفّر عندك؟ نحن كنّا مثلًا نوفّر شغلة ونقص، مثلا يأتينا غطاء طنجرة دعنا نقول ندُقّها الحديدة بكذا ونقُصُّها ونصنع منها (ما يشبه) سكينة. طبعًا ممنوع بالسجن يعني ان تضع سكينة او تحضر سكينة ممنوع بالمرة. السكينة كانت غير متوفرة. البهارات ليس كل شيء متوفر كما في الخارج، وتشتري الشيء اللي بدك اياه.
أحمد البيقاوي: [00:30:22.39]
أنت الذي تطلب؟ أم هناك بهارات أساسية فقط هي التي يدخلونها لك، وأنت تتدبَّر أمرك فيهم؟
باسل أبو تايه: [00:30:27.10]
لا، فقط الأساسية التي يدخلونها في الكانتين فقط.
أحمد البيقاوي: [00:30:30.43]
ماذا كانوا يُدخلون؟
باسل أبو تايه: [00:30:32.08]
كانوا يدخّلون مثلا الكركم. الملح طبعًا أساسي. البهار الذي يسمونه للشوي، نوع بهار للشوي للدجاج. وكانوا يدخلون الكمون، العصفر، أشياء بسيطة يعني مثلًا بهار خشن لطبخ اللحمة للتخلّص من "زفر" اللحمة وأمور هكذا. وكانوا يحضرون لنا بهارات خفيفة: الكزبرة المطحونة قليلًا ما كانوا يحضرونها وليس دائمًا. ليس كل شيء كان يتوفر. السمّاق مثلًا أيام كان يأتينا السمّاق طعمه مثل الديزل لا ينفع للاكل، يخرّب الأكل يغيّر نكهة الأكل كليًا. البهارات غير متوفّرة كلها. خارج السجن ترى البهارات وتأخذ الأطعام. يعني حكيت لك إيّاها إنه نحاول بالإمكانيات الموجودة أن نوفّر الطعم والنكهة مثلما هي خارج السجن بالضبط.
أحمد البيقاوي: [00:31:44.71]
طيب ما هو الطبخ المفضل؟ أو الطبخات الأساسية عند الأسرى؟
باسل أبو تايه: [00:31:50.62]
عند الأسرى طبعًا يحبّون المقلوبة كثير، طبعًا مقلوبتي يعني يحبّونها كثير. المنسف. المنسف. عرس لما يصير منسف. يعني كان في مجموعة شباب يقولون لي باسل نحن 12 او 13 واحد يقولون لي باسل نحن لا نأكل بالمعلقة. احنا بدنا "اتدحمس" (كناية عن أكل المنسف باليد) تعرف، يحبونه اتدحمس. وهم من السواحرة من جبل المكبر. باسل نريد أن تضبِّط لنا شيء مرتب. طبعا أعمل لهم. أفرد لهم خبز. أسكب لبن. طبقة أرز. طبقة لحمة. طبقة رز. تعرف اضبّط لهم سدر. حين يأكلونه يحسّوا في نعمة. ويسكبون اللبن. انا كنت اعمل لهم لبن، يحبوا اللبن بزيادة يعني. في شباب يقولون باسل نحن لا يكفينا مثلا زبدية لبن. خلينا نقول هيك اللي يطلع لي او حصته تعرف يقول لك لا انا أريد أكثر، وأنا أزيد لهم. يعني مثلا تعرف حتى الرز. يعني في أناس يقولون لي باسل نحن لا يكفينا مثلًا خلينا نقول اه كيلو رز. بتعرفي كياس بيجي بتقدر تحط لنا كمان نص كيلو. في ناس يأكلون أكثر في ناس لا تأكل. فكان عندي محدد مجموعات كل مجموعة أعرف المقدار الذي يحتاجونه بحيث لا نهدر الطعام، ولا يزيد ولا ينقص عليهم الأكل، هذه الأمور كنّا يعني نعملها. الأكلات المحببة هي المقلوبة وال...
أحمد البيقاوي: [00:33:14.54]
هذه الطبخات ممكن تعملهم؟ يعني في امكانية دائما تعملهم؟.
باسل أبو تايه: [00:33:17.78]
دائما دائما.
باسل أبو تايه: [00:33:18.65]
الآن مثلًا يعني اه.
أحمد البيقاوي: [00:33:20.15]
طيب واللحم كيف كان؟ انت كنت تعمل المناسف على لحم أم على دجاج؟
باسل أبو تايه: [00:33:25.64]
لا أكثر شيء على لحم فقط. اللحم متوفر. اللحم الذي تُحضره إدارة السجن طبعًا لا أستخدمه للمنسف. أحس فيه نكهة "الزنخة" لكن أنا أضيّع الزنخة يعني كثير شباب عادوا يأكلون اللحم ويقولون لي باسل أنت تُضيّع الزنخة. في طريقة كثير حلوة أنني أضيّع الزنخة. هاي علمتهم إيّاها طبعًا. يعني في ناس مثلا يضعون بهارات وكذا ولا يُضيّعون رائحة الزنخة. انا قلت لهم شغلة وحدة: ضيفوا فقط نوع بهار خفيف متوفر. أو لنقل ليس دائمًا. كنّا مثلا نضع ملعقة قرفة. القرفة تُضيّع زنخة اللحمة كاملة يعني لا يبقى فيها رائحة. أيضًا في الفلفل الأسود، لو وضعت بصلة مثلا لو وضعت اي شيء. ورق الغار غير متوفّر عندنا كي نتخلّص من رائحة الزنخة كنت أضعها على جنب ولا استخدمها للمنسف.
باسل أبو تايه: [00:34:21.97]
كنا نشتري المشتريات الخارجية إذا تعرف عن هذا الموضوع في شيء اسمه مشتريات خارجية هذا على حساب الأسرى ووزارة الأسرى، يحضرون لنا مثلا السمك، الدجاج الكامل، لحمة جيّدة منيحة يعني كويسة. هذا كله يدخل لنا على حسابنا الشخصي. طبعًا وعلى حساب الوزارة والذي توفّره إدارة السجن ليس بهذه الكميّات أو الجودة، يعني قطعة دجاج صغيرة، قطعة لحمة صغيرة، الحبش مثلا صغير، نحن نوفّر اللحوم من الخارج أكثر شيء، طبعًا السالمون أيضًا السالمون، غير متوفر اليوم يعني من يأكل سلمون اليوم؟
باسل أبو تايه: [00:35:01.81]
كنت حين نأكل السلمون شهري طبعًا كل شهر وجبة، أنا أوصي ماذا أحتاج بالضبط لأنني كطبّاخ يجب أن أعرف ماذا أريد أن أوصي من الإدارة. فمثلا أوصي سلمون مثلا خلينا 50 كيلوغرام، دجاج مثلًا 200 كيلو. كل هذا وفقًا للطلبية التي حددتها لي إدارة السجن. هكذا يحددون لي كم كيلوغرام. فمثلا يوم سمك السلمون هذا شيء حفلة يعني بالنسبة للأسرى. يعرفون أنّ هناك سلمون الكل يصير، يعني بيحاول أن لا يأكل طول النهار كي يأكل سلمون، فكنت أضبّط لهم طريقة السلمون يعني في أكثر من طريقة.
باسل أبو تايه: [00:35:48.52]
خلينا نقول الشاورما، مثلًا الحبش. لنعُد إلى اللحمة. لحمة الإدارة كنت اطحنها في ماكينة يدوية متعبة طبعًا. يعني حتى وقت ما أريد أن اطحن اللحمة علي أن أحضر اثنين (أسرى) يطحنون معي. تحتاج قوة. اه اللهم صلي على سيدنا محمد. كنّا نطحنها وأستخدمها في صواني الكفتة أو أعمل كباب.. يأكلون الكباب. طريقة صواني مع بطاطا مع بصل، كلّه مشوي يعني مشوي شوي.
أحمد البيقاوي: [00:36:29.44]
وهذا كلّه على البلاطة الكهربائية.
باسل أبو تايه: [00:36:32.05]
نعم كلّه على البلاطة. البلاطة لها طريقة عملت لها اكثر من مرة. طريقة شواية. مثلا عندنا "المقاشات" أواني الستانليس ستيل المستخدمة في المطاعم، يحضرونها لنا. اوك. الآن لكي أخلق شواية. تعرف الشواية، البلاطة عليك أن تقلبها عكسي تربطها بخيط أو سلك وتقلبها وتصير تشوي فيها. يعني انت لا تطبخ عليها فوق. فهمت علي كيف؟
أحمد البيقاوي: [00:36:58.96]
اه اه.
باسل أبو تايه: [00:36:59.50]
نضع الاكل على البلاطة لكن البلاطة نعكسها ويصير الشوي عكسي. هذه طريقة. أنا تعرف حين أريد أن أشوي صينية هريسة أو صينية كنافة بقعد فيها 3 ساعات. بالذات الهريسة. تعرف بدك تمشي الصينية ببطئ على البلاطة. لكن عليّ أن ألاقي حلًا للموضوع. أحضرت "مقاش".
أحمد البيقاوي: [00:37:24.23]
ماذا تقصد بـ "المقاش"؟
باسل أبو تايه: [00:37:26.99]
أنا حكيتها بالعبري. هو عبارة عن صينية مستطيلة. يستخدمونها للمطاعم للأكل.
أحمد البيقاوي: [00:37:34.58]
عرفتها.
باسل أبو تايه: [00:37:35.03]
يضعونها ستانلس. مستطيلة وهيك رفيعة. ومستطيلة. يضعون فيها الاكل، للأكل كي يضعونه مثلا بالأفران او في مكان وضع الأكل. هذا أحضرته. فتحت فيه فتحة صغيرة على قدر البلاطة الكهربائية تدخل فيه، وعلى الجهة الثانية كمان انه البلاطة تدخل فيه وعملته مثل الشواية، تضعه على "مقاش" آخر مماثل وتشغلهم، الحرارة تبقى في الداخل، فهمت كيف يعني؟ يعني واحد فيه الطعام، والآخر عكسي فوقه، بعد أن خرقته، يعني "مقاش"/ إناء/ وعاء عكس الآخر الذي فوق يكون مفتوحًا في بلاطات والثاني في الأسفل عادي يكون فيه الاكل، الشوي يشويه يعني بطريقة وكأنّك في فرن. فهذه الطريقة أراحتني كثيرًا إنه كيف الشوي يعني تشوي السمك. تشوي الصواني. الأكل. الأمور هذه.
باسل أبو تايه: [00:38:39.01]
مثلا كنًا نعمل أرز مدخّن. الشباب كانوا حين أعمل أرز مدخّن يقولون كيف تعمله مدخّنًا. ماذا أفعل؟ أحضر لي "مشتاح" (حامل خشبي) من خارج القسم، وأكسر بعض الخشب منه، وأضع على نفس البلاطة في طنجرة وفي مصفاة اضع الأرز وأضع الفحم أو الحطب بنفس الطنجرة. تعرف يُدخّن يشتعل ويخرج الدخان، ويُدخّن الأرز. وأنا أضعه في "مقاش" كبير. تعرف هذه تكررها يمكن على عشر مرات او 12 مرة إلى أن تُدخّن كل الأرز. كمية الأرز المخصصة للأسرى، فكنت اعمل لهم نكهة حتى الأكل.. الكبسة مع الدجاج مثلا بنكهة حارّة مع مثلا أرز بخاري. كل هذه الأمور كنت اعملها بطرق الشباب يستغربون منها يقولون لي انت عقليتّك مختلفة!
أحمد البيقاوي: [00:39:36.00]
هسه أنا حسيتك فقط تحب الحلويات أكثر من الطبخ.
باسل أبو تايه: [00:39:41.22]
الحلويات هذا عالم آخر تمامًا..
أحمد البيقاوي: [00:39:45.06]
أنت ماذا تحب أكثر؟ الحلو؟.
باسل أبو تايه: [00:39:48.36]
اه والله الحلو أحبّه. الحلو بحبّه. الحلو الحلو اه مثلما حكيت لك. يعني بجوز في عندي طريقة الشغل أو مثلا كيف كنا نشتغلها. الشغلة ليست سهلة. حين نطبخ أو نعمل حلويات لـ 100 أو 120 واحد كقسم مثلا. ليست سهلة يعني تيجي تحضر هذه الأمور ليست سهلة بالمرة. يعني نحن لا يتوفّر عندنا شيء اسمه طحين. طب أنا كنت أعمل مثلًا معجّنات سبانخ. معجنات لحمة. صفيحة، بيتزا. طيّب هذا العجين من أين؟ لا يوجد طحين بالمرّة. كنا نعمل بيتزا. يعني تخيل أنت تعمل معجنات البيتزا تعمل معجنات السبانخ، اللحمة، هذه لم يكن أحد يعملها يعني مستحيل حدا يعملها. لماذا؟ أول شيء بدها وقت، بدها شغل، بدها جهد كبير وبدها مش واحد واثنين يشتغلوا فيها. يعني أنا أدخل مثلا أخوي كثير يساعدني شباب آخرين مثلا يساعدونني إنه المعجنات بدك تعمل، عليك أن تحسب لكل واحد خلينا نقول من 6 إلى 7 حبات. في 100 واحد، تخيل بتعمل حوالي 700 - 800 حبة صفيحة. وهذه تحتاج أفران. ورقّ وطبخ. وبدها وبدها وبدها شوي. شيء غير سهل بالمرّة. فهذه الشوايّة أول شيء ساعدتني بكثير شغلات. الطحين. أو خلينا نقول الطحين. من ماذا كنّا نوفّره؟ كنا نوفره كنت أعجن السميد. السميد الناعم. تُحضره الإدارة. كنت أعجنه بطريقة. وأظل أعجن فيه حتى أحوّله إلى طحين أحوّله لعجينة. يعني تصير عجين فعلا مثل عجينة الخارج. يعني يأتوا الشباب يقولون لي يعني كيف تحول؟ كنت أعجنه بزيادة كي أذيب الحبات أو السميد ويصير مثل العجين بالضبط. يعني لا يختلف عن الخارج بالمرّة. يعني يأتي واحد يقول لي مثلا أنت من أين تأتي بالطحين؟ أضحك أقول له هذا سميد. بتعرف صارت الشغلة إنه تعلمها. يعني تريد أن تعمل شغلة. طبعًا هذه الشغلات جرّبتها. أنا عشت بغرفة لنقل لم يكن الطبيخ عامّ. فكنت هذه الشغلات أجربها دائمًا بغرفة على مستوى صغير بغرفة. العجين الكذا. الأمور هذه، وحين سلّموني المطبخ بعد فترة، صرت أشتغل في المطبخ وكذا. تعرف كل هذه الأمور أطبّقها على الواقع من ناحية كيف تعمل القطايف، تحوّل مثلا الشعيرية خلينا نقول لعجينة القطايف كيف تعمل السميد نفسه تحوّله مثلا لعجينة تعمل فيها معجنات، حلويات، حتى العجينة هذه كنت أستخدمها للحلويات يعني أعدّ نوعًا من العجينة مثلا بالقرفة بجوز تعجنها تفردها تدهنها وتلفها مثل طريقة كعكة "العوجاه" التي نشتريها من المحلات.
أحمد البيقاوي: [00:42:49.63]
الكعك آه
باسل أبو تايه: [00:42:50.14]
بالضبط.
أحمد البيقاوي: [00:42:52.18]
طيب أنا الذي سمعته انه الكنافة هي عبارة عن مشروع.
باسل أبو تايه: [00:42:57.10]
نعم مشروع بأكثر ما تتصوَّر، مشروع فعلًا.
أحمد البيقاوي: [00:42:59.71]
تجميع المكونات أول شيء قبل ما توصل للمطبخ بتلموا خبز.
باسل أبو تايه: [00:43:06.10]
بالضبط.
أحمد البيقاوي: [00:43:06.46]
على مدار أيام صح؟
باسل أبو تايه: [00:43:08.65]
صحيح.
باسل أبو تايه: [00:43:09.40]
الآن هذا الخبز..
أحمد البيقاوي: [00:43:10.15]
اسرد كل القصة من البداية للنهاية.
باسل أبو تايه: [00:43:11.92]
ايوااا خلينا نبلش بالخبز. لكن أنا طبعًا بالسجن أرحتهم وجددت الموضوع لكنّها تغلّب أكثر. أعددت عجنة مماثلة للكنافة في الخارج. يعني كيف الكنافة الناعمة. نفس كنافة الخارج عملتها. نرجع لقصة الخبز. الخبز طبعًا مش أي خبز، فيه خبز بكون لنقل أبيض وما يزال فيه عجين عجين. يعني غير مستوي وناشف. ممنوع يكون ناشف عالآخر يجب أن يكون. خلينا نقول ثاني يوم نشتغل فيه. ليس أول يوم يأتينا خبز، ثاني يوم. طبعا يوجد "مبرشة" في عندنا المبروشة التي نبرش فيها البطاطا او البصل هي نفسها تُمسك الخبزة تلفها الرغيف تلفّه. تخيل انت يعني لماذا أقول لك قصة. كل شيء قصّة عندنا في السجن وكل شيء قصة له حكاية وطريقة وشغل لا أحد يعمل أو قليلًا ما يعملون كنافة لأنها متعبة كثير. المهم تمسك الخبزة نفسها تأتي على المبرشة عالمحل الناعم وتواصل البرش إلى أن تصل أصابعك ايام الواحد ببرش اصابعه من كثرة ما يبرش الخبزة، اول وحدة ثاني وحدة تعرف عندك كمية. الآن وين القصّة؟ هذه الكمية ليست كلها نستفيد منها. عليك إحضار مصفاة وتقوم تصفي مرة أخرى لتأخذ الناعم. الخشن هذا للكبّ يعني نصف الكمية إتلاف أنت تحتاج الناعم الناعم الناعم هذا الناعم هو ما نريده. طبعا إذا أنهيت البرش وكل شي تمام. الآن في ناس يستخدمون الجبنة الصفراء. طبعًا هي الجبنة الصفراء الاساسية التي تجعل الكنافة مطاطة. الشباب كانوا يحضرون الجبنة مثلا. لنعد إلى الوراء قليلًا على قصة العجينة كيف نجهزها؟ نُحضر بعد أن ننتهي من برش الخبز. نُحضر طنجرة نضع فيها زبدة. زبدة عادية موجودة. موجودة في الكانتينا الزبدة. نضع الزبدة ونذيبها قليلًا ونبدأ نُحمّص فيها نحمص نحمص نحمص. أنا في فترة من الفترات كان عندي صبغة.
باسل أبو تايه: [00:45:25.50]
طريقة معينة تحصّلت على صبغة حمراء وشيء مظبوط. لكن بعدها لا يوجد صبغة، تضع كميّة صغيرة كركم لكن يُعطي قليلًا من الصّفار للخبز يعني ليس اللون، لكن قليلًا لكي يُغيّر الابيض لأصفر. تحمّص تُحمّص. حمّصت. وكل شيء تمام. تُحضر سدرًا. وتدهنه زبدة. مثلما حكيت لك نرجع لطريقة الجبنة. الجبنة. كانوا يضعون مثلًا شرحات الجبنة الصفراء التي توفّرها الإدارة، يرتّبون شرحات الجبنة، ثم يضعون الخلطة عليها. أنا أوقفت هذه الشغلة. الشرحات لا تذوب في الشوي، يُشوى. وتضع القطر وحين تأتي لتقطيع الكنافة يخرج لك شرحات جبنة، يعني غير مظبوطة. أنا لا، طوّرتها أكثر، جبنة..
أحمد البيقاوي: [00:46:17.62]
برشتها؟
باسل أبو تايه: [00:46:17.92]
أحضِر.. لا في ناس يبرشونها في ناس يبرشونها، وجرّبتها برش أيضًا، نفس النتيجة فيها مشكلة إنه متى تبرد تعود لتتجمد. أنا لاقيت طريقة لو بقيت لثاني يوم لا تتجمّد. طبعًا أحضر كل الجبنة أفتحها، وأضعها مثلًا في طنجرة أو في جاط وأسكب عليها الماء الساخن، بعد أن أسّخن الماء من خلال إبريق كهربائي، وأواصل خلطها حتى تصير هي نفسها لزجة. تصير سائلة. تخيّل أنها تصير سائلة، لم تعد جبنة جامدة. تصير سائلة. هذا كبداية. بعدها بفترة نُريد أن نُدخل طعم الجبنة. صرنا نُحضر "الكوتج"، كانوا يحضرون لنا كوتج.
باسل أبو تايه: [00:47:11.88]
ما هو الكوتج؟
أحمد البيقاوي: [00:47:12.54]
الكوتج نوع اللبنة اللي فيها الحب الصغير. إذا تعرفه. نوع لبنة، اللبنة هذه فيها مثل حبيبات صغيرة، كأنه جبنة صغيرة ناعمة. نحن كنا نحضر مصفاية نضعها نغسلها تنزل كل اللبنة الطرية. وتبقى الحبيبات، يعني كل كاسة تقريبا "كوتج" بهذا الحجم يطلع تقريبا نصفها وهو الجبنة. جبنة يسمونها "كوتج" يسمونها جبنة. هي جبنة عبارة عن قطع صغيرة صغيرة يعني بالكاد تراها.
باسل أبو تايه: [00:47:56.60]
طبعًا بدك تجيب لك كمية، أنت إذا سدر (صينيّة) بدك حوالي 12 علبة. 12 علبة تنظفهم. بتطلع لك كمية بسيطة. هلق خلال إنه أنا مسيّح الجبنة وأعجن فيها. أصبّ نفس الكوتج على الجبنة، وأعجنها مع نفس الجبنة الصفراء والكوتج. أعجن أعجن أعجن.
أحمد البيقاوي: [00:48:17.42]
تجمد.
باسل أبو تايه: [00:48:18.20]
تتحول من صفراء لبيضاء. تخيل! ثم تصبح لا تمطّ، يعني إنها تنشف أو تجفّ لما تبرد. هلأ طبعا إيش يصير؟ تسيح. نحضر صينية مناسبة، أي صينيّة موجودة يعني تكون مناسبة، تدهن زبدة، أرشّ شيئا بسيطا من الخبز الذي برشته، أرشّ شيئا بسيطا، ثم أفرد الجبنة حتى لا تلتصق الجبنة في القاع إذا بدي أضعها مثلا على بلاطة قليلا أبقيها ساخنة، تبرش شيئا خفيفا، والطبقة الثانية التي هي الجبنة تفردها بطريقة حلوة عليها كلها، بعدين بتيجي في الخلطة تعرف تضع أول طبقة تضغط عليها بيدك. ثم طبقة أخرى خفيفة، تضغط عليها لما تصل للطبقة التي تريدها. هلق هنا الشغل. الشغل طبعا بعد ما طبقته وكل شيء تمام. بدك تقلب البلاطة، تحميها، وتبدأ تضع هنا البلاطة خلينا نقول، والصينيّة هنا. بدك تصير تلفّه قليلا قليلا. أين يتحمّر بدك تلفه إلى أن تشويها كلها. طبعا يستغرق ساعة إلى ساعة ونصف وأنت تشويها، ليست سهلة العملية يعني.
أحمد البيقاوي: [00:48:18.20]
آه، آه.
باسل أبو تايه: [00:49:27.64]
آها، الآن القطر( ماء وسكر مطبوخان على النار/ syrup) يكون جاهز طبعا، مكسّرات تكون مجهز مثلا فستق حلبي، الموجود، لوز مثلا، أي شيء موجود تطحنه وتجهزه. طبعا هذه بدك تأكلها عالسريع، إيش ع السريع؟!!! هي لا تظلّ أصلا. يعني كيف يشمّوا رائحة إنها خلصت! هم كيف يشمّوا إنها خلصت؟ تعرف الأسير يكون على نار كما يقولون. هكذا كيف تخلص يبقوا فوقي، يبقى 5، 6 ممكن على رأسي فوق، هكذا، هم يتطلعوا عليّ، إنه متى بدها تخلص؟ كيف أنا أسكب القطر تلاقي الملاعق اشتغلت. يعني ما في مجال يعني.
أحمد البيقاوي: [00:50:08.17]
ههههههههه.
أحمد البيقاوي: [00:50:11.26]
طيّب باسل، قل لي: كيف هرّبت الصبغة؟
باسل أبو تايه: [00:50:15.70]
الصبغة. اه في شباب (أسرى) يأتون من سجن عوفر. جهة رام الله. في سجن عوفر متوفر هناك في المطبخ. كل شيئ من كربونة من خميرة. طبعا هذه كلها ممنوعة من صبغة من نوعيات بهارات مثلًا غير موجودة عندنا. المطبخ لأنه هناك مطبخ عامّ، مطبخ كبير، للضبّاط وللسجّانين يعني. فكان بتعرف في شباب يشتغلون، بتعرف. يُحضرون كل مرة، علبة، كاسة. تعرف يخفونها وكذا. فالصبغة هذه توفّرت لي من واحد. يعني. وضعها في علبة. تخيل انت في ماذا؟ في قطرة العين بعد إفراغها فضيها. جففها، ووضعها داخلها. يعني كي لا يضبطونها. لأنه تعرف من سجن إلى سجن تُضبط. ويتأذى. فبقيت عندي فترة والله، استخدم منها قليلًا تعرف. تعرف لا أريد أن أشبهها. لكن كيف المخدرات؟! تضع قليلًا على الخلطة. كي تبقى متوفرة لبعدها. لبعدها لبعدها.. فتوفرت عندي فترة طويلة يعني.
باسل أبو تايه: [00:51:25.05]
حتى في يوم من الأيام الشباب في السجن، الرفاق الشعبية، في سجن جلبوع يحكوا لي في عندهم مناسبة كانت، تعرف أنا لما يكون عند واحد مناسبة أحب أفاجئه، كنت عامل هالسدر لونه أحمر، تعرف شغل الخارج، أخذته ورحت عندهم، هلق القسم لحقني كله، وين رايح في السدر؟ دخلت على الغرفة هناك وقلت للشباب أغلقوا الباب خلفكم، أطبقوا الباب خلفكم، تعرف إذا أغلق بدك تفتحه من الإدارة، فدخلنا للداخل، تفاجأوا. يعني حتى كان في شخص كبير بالعمر، برغال من الشمال من الداخل، أول ما رأى السدر والشباب يعني كثير تطلعوا هكذا! فتحوا فمهم! إنه إيش؟ لونها أحمر؟ أنت اشتريتها من الخارج؟إيش عامل كنافة من الخارج؟ انبسطوا وفرحوا. هذه الشغلات كلها يعني يمكن تدبيرها. يعني كنت مثلا الخميرة غير موجودة، الكربونة غير موجودة، أجعلهم يحضرون لي من سجن ثاني مثلا، يعني من سجن عوفر.
أحمد البيقاوي: [00:52:33.65]
طيب انت بماذا كنت تُعز حالك بعيدًا عن الطبخ للخارج؟
باسل أبو تايه: [00:52:39.08]
من أي ناحية مثلًا؟ من ناحية طعام حلو؟
أحمد البيقاوي: [00:52:41.35]
ااه من ناحية طعام، أو الحلوى، يعني أنت تطبخ الطبخة وواضح فعليًا كيف أنهم يأكلونها فورًا. لكن أنت كيف كنت تُعز حالك؟
باسل أبو تايه: [00:52:50.74]
انظر، يعني أنا مثلا كنت أطبخ وأنهي، فتسكب الطعام وعند مجموعتنا مثلًا يقولون لي: "باسل تعال تناول الطعام"، فأقول لهم: "ما بدي"، هنالك خط، فقط ثوانٍ.
أحمد البيقاوي: [00:53:07.09]
لا تمام، شغّال.
باسل أبو تايه: [00:53:08.92]
تمام. مثلا على سيرة الطبخ، الآن أنا كطباخ مثلا أهُمّ أن آكل لكن لا يكون لديّ شهيّة أن آكل، لا أعرف لماذا، هكذا تجدني، دعني احكي لك شغلة، ما هو انت طول ما بتطبخ فكما تعلم أنك تظل تتذوق الطعم.
أحمد البيقاوي: [00:53:31.36]
والله قاعد بفكر فيك أصلا، يعني انت بتكون بدك ساعه نص ساعة بعدها تروق وتهدأ حتى تأكل اللقمة وتنبسط فيها، لكن بكون خلصت اللقم صح؟
باسل أبو تايه: [00:53:42.13]
هي خلصت فحسب؟ لا يبقى شيء، وبكونوا نظفوا الأطباق. لا، أنظر أنا من نوعي كنت مثلًا الحلو فيّ مثلًا مش أني أوفر، الآن كان متوفر كل إشي مثلا في المطبخ، كنت ألعب رياضة، أنتهي من الرياضة، ثم أروح على المطبخ أطلّع لي هيك قطعتين لحم(ستيكات)مثلًا كذا ونأكلهم أنا والشباب، . طبعًا هذه من حصصنا، يعني كما تعرف كل واحد له حصّته يعني ما بروح على القسم أو على المطبخ وآخذ ما أريد! لأ هذه كانت حصص وأمانة كانت يعني أنه كل واحد وحصته الخاصة به، الآن يكون متوفر عنا أمور زي هيك وما أسأل، يعني حتى في شباب يأتوا يقولون لي مثلا: احسب حسابنا مثلا بعد الرياضة خلينا نقول في أكلة معينة أو كذا أو كذا، فأقول لهم: "ما في مشكلة، حياكم الله". الآن الأكل كما قلت لك لعب الرياضة والأمور هذه، كنت أحب أطبخ وآكل، أحب أطبخ وآكل بتعرف بده الجسم أكل بده طاقة. فعندي كان مثلا موضوع الطبخ كهواية حب لها منذ الصغر، و على كبر بقيت لدي، وبقيت أحبها يعني ما في مجال، أي واحد بيطلب مني شغلة مثلا بعمل له اياها، الحاجة مثلًا بتقول لي: يلا عندنا عزيمة، بدنا نعمل جريشة وكذا وأي طبخة. أقول لها: "حياك الله". قبل يومين عملت لفت محشي وزبطته للحجة.
أحمد البيقاوي: [00:55:12.78]
والله والله صحة وعافية. بتعرف هسا خطرلي شغلة أيضًا انه في صاحب مرة كان يطبخ يعني يعمل القلايات على نار هادئة. هسا كنت أفكر انه هو صاحب مزاج عالي، لكن أنا بعدها من الذي رأيته هسا من الذي قاعد انت بتقوله، انه هو هكذا اعتاد. يعني اعتاد النار تكون هادئة كثير اصلا، والطبخة تمكث فترة طويلة، وفعلا طعمها بكون مختلف لما مثلا بدك تعمل قلاية لحمة وبندورة، تقعد تخليها فترة طويلة على النار. لكن باسل أيضًا خطر لي شغلة، وانتبهت لشغلة من الأسرى المحررين،انه في طبخات لا يطيقونها.
باسل أبو تايه: [00:55:52.38]
اها صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:55:52.92]
يعني بتكون مربوطة بالسجن بيطلعوا برا عندهم اشي سلبي كثير وما بطيقوها، انت على مستوى شخصي أول اشي، ايش الأكلات التي لا تأكلها بسبب تجربة السجن؟
باسل أبو تايه: [00:56:04.20]
أنظر انا الأكلات تقريبا كله بحبه، ما في اشي ما بحبه، لكن في اشي مثلا خلينا نقول ما أحببته حتى بالسجن وهي طبخة الصيادية(أصلها أرز مع سمك)، صيّادية طبعًا مش على سمك، صيادية مع علب التونا، تخيل! الآن أنا ما كنت أحب أطبخها أبدًا. يعني اذا بدي أطبخها اذا بحس حالي مقطوعين لكن ربما مرة طبختها وبعدها قلت لن أطبخها. الصيادية، أنا من نوعي كما قلت لك لا أحب أن أشمّ رائحة الزنخة في الأكل، أحب أن يكون له رائحة طيبة وكذا. الآن التونة أنا جربتها أكثر من مرة يعني شباب يعملوها. قلت والله بدي أجربها، عملتها كانت زاكية، لكن كيف لما تقلب الطنجرة بتفيح رائحة التونة. فشباب كثر لا يحبُّونها، شباب كثر ما بحبوا الفاصولياء الخضراء أو البيضاء أبدًا.
أحمد البيقاوي: [00:57:05.23]
لماذا؟!
باسل أبو تايه: [00:57:07.06]
لا أعرف، أنا مرة قلتها لشخص معين، كنت بدي أطبخ واللخم غير متوفر عندنا في نفس اليوم. فرحت عملت مجدّرة(أرز بالعدس) المجدرة أنا أعشقها مع رأس بصل وزيتون وسلطة، فالشاب يسألني في المطبخ يقول لي: "شو طابخ؟" فأستغفر الله العظيم هو عنده لكنة فقلت له: مجدرة، قال لي: مددّرة! فأنا صرت أضحك، ومسكتها عليه: "مددّرة".
باسل أبو تايه: [00:57:39.84]
هم أيضًا لا يحبون المجدرة، الفاصولياء الناس بطبيعتهم من الخارج لا يحبونها. وفي ناس ما بتحب اللحمة فبوفّر لهم دجاجة محل اللحمة، يعني أنت لا تاكل لحمة فبعطيك دجاجة، الآن في شباب مثلا يأتي ويقول لي مثلا: "أنا والله باسل لا آكل هذه الطبخة"، فأمازحه وأقول له: "الكانتين هناك، روح اشتري لك علبة تونة وسلّك حالك فيها". ايش أعمل له يعني؟ يعني انظر الطبخ في السجن ليس بوفيه مفتوح، يعني بدك تطبخ للـ 100، 120 شخص الموجودين في القسم نفس الطبخة، لكن في كمان شغلة كانوا يحبوها الأشخاص، يعني في شخص مثلا كبير بالعمر ومريض لا يأكل اللحمة، ولا أكلة فيها بهارات، لا يحب مثلا الأكلة التي يكون فيها مقالي، فكنت أوفر له إياها، أروح أظبط له طنجرة صغيرة على قدره وأعمل له إياها. تخيل إنت مجموعة مثلًا ما كانت تحب البقدونس، بقدونس لتزيين وجه المنسف، يقول لي: "باسل لا تضع لي على المنسف بقدونس"، أقول له حاضر، في ناس مثلا لا يحبون اللحمة أن تكون مثلا على الأرز، يعن. انظر 100، 120 عقلية كل واحد عقليته تختلف.
أحمد البيقاوي: [00:59:15.54]
وكل واحد يأتي يطلب، يعني ما بيستسلموا لإنه في اشي جماعي خلص؟
باسل أبو تايه: [00:59:20.37]
الآن هنا شيء جماعي، لكن الاشي الخاص خلينا نقول في ناس مثلا يأتون ويطلبون باستحياء: "اعمل لي معروف إذا في مجال"، "في مجال توفرلي مثلا قطعة دجاج بدل اللحمة؟" فأقول له: "حاضر ما في عندي مشكلة"، يعني الكبار بالعمر منهم مرضى كما حكيت لك، اللي معه ضغط معه سكري، لا يأكل أي شيء وبهارات مثلًا لديه مشكلة في المعدة، فكنت أوفر له كما حكيت لك أوفر لهم، احكي له اه حاضر واعمل له ما يحتاج، مش انه والله أقول له هذا هو الموجود، لا. كنت مثلًا مميز في موضوع انه الكل لا بد أن يأكل والكل لازم يشبع، ولا يُستثنى أحد من تناول الطعام، في ناس مثلًا يقول لي: "باسل حابب اليوم أعمل طبخة ثانية" وبكون وصلنا الدجاج تمام؟ الآن بخصوص الشاب: بده يعمل طبخة ثانية، ماشي بعطيك تعمل انت في ايدك، أنا ما بعمل مرتين طبخة لشخص واحد. ليش؟ انا بقول لك ليش؛ لانه بدك تعوّد الناس على ذلك، فصعب انك تعمل فرضًا خلينا نقول 10 طبخات مشكلات، هذا قسم في عندك وقت فترة زمنية، الأكل يأخد وقت كثير، أنت بتشتغل على بلاطات، يعني البلاطة لما تضعها بالكاد تلحق.
أحمد البيقاوي: [01:00:36.58]
صعبة.
باسل أبو تايه: [01:00:37.78]
كثير صعبة ليست مثل الغاز الطبخة تنضج في غضون نصف ساعة، ساعة، لأ. كنا نعاني من موضوع البلاطات وأيضًا موضوع البلاطات مشكلة انه البلاطة هذه تفصل، كيف يعني تفصل؟ تحمى قليلًا ثم تفصل. وهكذا تظل تفصل، فهذا لا ينفع معنا، عملت أرز، أي طبخة فتفسد. كنا نعملها بطريقة نفكّ أسلاك ونسحب فيوز نحوّلها مباشرة. كيف يعني؟ انها تظل شغّالة على طول، وما تطفي إلا حين تسحبها من الكهرباء، فهمت كيف؟ الآن هذا أيضًا يعمل جهد على البلاطة وتخرب كثير بلاطات، نستهلك كثير بلاطات ليس الحال كما في الغازات. الطبخ عليهم بطيء جدا يستغرق وقت، يعني انت بدك تطبخ مثلا خلينا نقول عندي كان 18 مجموعة في القسم أو 17، طيب عندك بدك 17 طنجرة هذا إذا بدك تطبخ مثلًا أرز،17 طنجرة رز و17 طنجرة يخنة(شوربة). طيب متى بدك تخلصهم؟ كنت اشغّل تقريبا 15، 16 بلاطة، يعني أشغلهم في المطبخ وأشتغل عليهم مرة واحدة.
أحمد البيقاوي: [01:01:51.90]
طيب قلّي: هل كان متاح لك تطبخ في أي وقت بدك اياه؟ انت قاعد بتحكي على ساعات طويلة كل شيء 3 ساعات وأربع ساعات وخمس ساعات. فهذه الساعات يوم!
باسل أبو تايه: [01:02:01.20]
اه أكيد أصلًا كيف نبدأ..
أحمد البيقاوي: [01:02:03.60]
كيف الترتيب؟ كيف الجدول؟
باسل أبو تايه: [01:02:05.82]
اه تمام. هلأ مثلا اللي هو الفترة الصباحية بتعرف الكل لازم يكون صاحي مثلا جاهز مجهز اموره عالتسعة تسعة ونص. اللي عنده جلسات بيروح على جلسات. اللي عنده كذا بيروح على جلساته عالعشرة بنزل الفطور طبعا اه اللي بده ينزل على الفطور يجهز بده يصحى من الصبح بدري. تخيل انت بده يصحى كأنه طالع على على على شغله على ورشة عالعشرة لازم يكون جاهز وكل شي تمام. هلأ كيف بخلص بجلوا الشباب؟ هلأ أنا بفوت دغري على المطبخ ببلش أجهز تحضيرات للعشا. طبعا في. في مجموعة الصبح اللي هم بيجهزوا الفطور
أحمد البيقاوي: [01:02:42.05]
يعني أنت بتحكي عن وجبتين أساسيات.
باسل أبو تايه: [01:02:44.15]
أكيد اه لازم.
أحمد البيقاوي: [01:02:46.07]
لأ قصدي وجبتين. انت بتحكي على الفطور الصبح وبعدين بتبلش تحضّر للعشا.
باسل أبو تايه: [01:02:50.81]
للعشا بالزبط.
باسل أبو تايه: [01:02:52.07]
يعني انت بتحكي كيف ببدأ مثلا خلينا نقول على الساعة 12، بنجهز أمورنا، بنصلي، إذا في لحمة مثلا أو تجهيز على طول نضع اللحمة بدري لأنها بدها وقت أربع ساعات لخمس ساعات بدها حتى تنضج، اللحمة غير طبيعية يعني حسيتها لحمة ديناصور ولا لحمة فيل من كثر ما هي تستغرق وقت يعني في الشغل، طبعا هذه لها قصة أيضًا اللحمة كيف نُنضجها، كيف بنعملها إنو إلها طريقة أيضًا تنضج منيح، الطبخ كما قلت لك يستغرق وقت كبير، يعني أنا ما بلحق مثلا أجهز الأكل إلا الساعة صارت ثلاثة أربعة، يعني لم يتبق على أذان المغرب الكثير. نضع في الفرن، في عنا فرن كبير مثلا بتحط الطناجر حتى يظل ساخن، لو بقيوا وقت زيادة ساعة ساعتين عند المغرب بنخلص صلاة، بروح على المطبخ. طبعا المطبخ ما بفوتوه كله مرة واحدة الشباب، عندي مطبخ خارجي للقسم، يأتي واحد واحد يقف على الباب طبعا هناك دور، في صفّة. بدك تصف كل واحد يأخد طنجرته، كل طنجرة مثلا في مجموعات خمسة في مجموعات ستة في مجموعات أربعة، طبعا أنا بكون قد وضعت قطع اللحم على قدر عدد الشباب، ما بقدر احط له زيادة لانه كما قلت لك هذه حصص، فأكون قد رقَّمت الطناجر مثلا مجموعة واحد هذه مجموعتك تفضل، مجموعة اثنين، مجموعة تلاتة.. كل هذه الأمور كل واحد مجموعته يأخذ طنجرته، وبقدر الأرز الذي قد طلبه هو، مثلا بده كيلو، بده كيلو وكاسة مثلًا كيلو ونصف.. كما حكيت لك لكنه كل واحد على قدر طعامه.
أحمد البيقاوي: [01:04:34.97]
طيب الشخص الشرِه الذي يأكل كثيرًا ماذا يصنع بحاله؟ في الحالة هذه؟
باسل أبو تايه: [01:04:39.41]
كيف كيف؟
أحمد البيقاوي: [01:04:39.62]
الشخص الذي يأكل كثيرًا ماذا يعمل بحاله؟
باسل أبو تايه: [01:04:45.38]
الذي يأكل كثيرًا يعني انظر، هنالك أشخاص مش طبيعيين! يعني في كم واحد لا يدخل من الباب! يعني تأتي تقول لي نصف كيلو رز سيكفيه أو قطعة لحمة! يعني في أشخاص في السجن أنا أذكر تحديدًا في جلبوع واحد وزنه حوالي 190، 200 كيلو!
أحمد البيقاوي: [01:05:06.53]
طيب هذا من وين كان يجيب اذا انت فعليا وضعت له قطعة واحدة لحمة فقط، فماذا سيعمل بحاله؟
باسل أبو تايه: [01:05:11.03]
تمام الآن هذا من الإدارة نفسها، يقدم طلب للإدارة إنه أنا الأكل الذي تجلبوه لي لا يكفيني، فيعطوه تصريح أو خلينا نقول مش تصريح، إجراء وهو أن يشتري من المشتريات الخارجية يشتري زيادة لحمة، يعني تأتيه حصة لحمة من الخارج ويضعها عنده وكلما أراد منها شيء يطبخ منها يعني يزيد القطع منه. لانه احنا كما قلت لك هذه قطع متوفرة من الإدارة أو منا نحن من يحضرها. اه محدودة يعني احنا ما بنقدر مثلا والله آتي وأعطي لواحد خلينا نقول قطعتين دجاج أو ثلاثة، لا. أنا هكذا آخذ حصة غيري. أما اذا كان هنالك إمكانية مثلًا متوفر عندي في الثلاجة زيادات أو مثلا قسم بروحوا بوسطة، فينقص اثنين ثلاثة خمسة فتزيد قطعهم، فنبقيهم على جنب لهذه الأمور انه بصير أي خلل عندي من ناحية..
أحمد البيقاوي: [01:06:05.49]
هون الاسير فقط لازم يكون معه مصاري، أو هو بخير أو لديه يعني مصاري من الخارج حتى يعرف يعمل هذه العملة. صح؟
باسل أبو تايه: [01:06:11.73]
اكيد اه اه هنا مثلا، حنا بندخّل مصاري الكانتينا عن طريق الأهل، والمصاري هذه طبعا انت لا بد انك تحوّلها إلى الكانتينا، وعن طريق الكانتينا انه بصير هنالك مشتريات خارجية، انت عن طريق الإدارة توصلها بكافة طلباتك. وطبعا لا يأتونك بها إلى القسم لا. في عندهم مطبخ عام كل يوم انت بتوصي الذي تريده، مثلا يوم الاثنين عنا مثلا خلينا نقول دجاج، عنا مثلا لحمة، الأربعاء عنا مثلا صدر الحبش. طبعًا انا بكون قد أعطيتهم البرنام اليومي كل يوم ماذا يحضروا لي طعام، أو لحوم. فهكذا كان يسير الموضوع. مثلا شاب بده زيادة إذا متوفر عندي اه بعطيه، أما اذا مش متوفر فأقول له للأسف، هذا الموجود يعني، لكن أكثر الأوقات كان يكون متواجد يعني.
أحمد البيقاوي: [01:07:14.48]
طيّب باسل أنت عندك طفت الكاميرا؟ أو أتاك مهاتفة تلفون؟
باسل أبو تايه: [01:07:19.82]
نعم أتاني تلفون وراح، فقط نعم
أحمد البيقاوي: [01:07:21.80]
الكاميرا بتطفي وبترجع، بس إذا بترجعه مرة ثانية.
باسل أبو تايه: [01:07:27.47]
طفت الكاميرا عندي؟آها، تمام.
أحمد البيقاوي: [01:07:34.94]
طيب أخبرني ملف رمضان ما وضعه؟ اذا أنت بالقصص هذه كلياتها يعني. اظن تجهزوا السحور؟ وبعد ذلك تبدأوا بتحضير الفطور.
باسل أبو تايه: [01:07:46.73]
اه اه طبعا. الآن انظر احنا كطبيعة كما تعرف أنا مثلا عيدت خصوصي من شغلي عشان رمضان. يعني انا فترة السجن وفترة الترويحة يعني من معدل 15 سنة ما بشتغل في رمضان. ما بحب الشغل في رمضان، خلص بشعر انه راحة، وبحب انه اعمل جو خاص لرمضان. مثلا اذا بدي أشتغل فكما تعلم بدك ترّوح وما في مجال انك تجهّز للفطور أو كذا. بدك تنام بدري، ممكن تتسحر أو أيام ما بتتمكن تستيقظ على السحور. فهمت كيف؟ فالموضوع هنا كيف؟ كما قلت لك، جهّز السحور، شغلات بسيطة أنا طبيعتي ما بوكل كثير على السحور. بحب أنام خفيف، بنجهز السحور من الموجود من حلاوة من جبنة، من بيض مسلوق أو مقلي، مع كاسة الشاي طبعًا يعني فش مجال لازم تنهيها بكاسة شاي. بعدها بتعرف الواحد يحط رأسه وينام، أو مثلا الذي بده يشتغل بيشتغل بطلع على الشغل. الآن بعدها خلينا نقول العصر قبل العصر بقليل اذا أكلة سريعة فنجهّزها، أيام مثلا بكون عنا أكل من قبل بيوم ونكون لم نأكل الكثير منها، فبنسخنها وبنعملها لكن تجهيز الأكل لا يكون بهذه الصعوبة لدرجة يعني. لكن اليوم كما تعرف..
أحمد البيقاوي: [01:09:10.16]
هذا في الخارج، داخل السجن؟
باسل أبو تايه: [01:09:13.34]
لا داخل السجن قلت لك..
أحمد البيقاوي: [01:09:14.69]
كنت تشتغل برمضان أنت أو تعتذر؟
باسل أبو تايه: [01:09:17.34]
لا والله، كنت أشتغل والله كنت أنجبر؛ يعني حتى موضوع السحور بالسجن، يعني أكثر الأوقات لازم أنا أقوم عالموضوع، لأنه السحور بدك تجهز شغلات غير عن الفطور خلينا نقول، وبدك تجهز لهم يكون كل شيء سخن، تنزل لهم إياه، تعرف الطقس يكون بارد. أو خلينا نقول الأكل يبرد، مثلا البيض لا يمكنك أن تعطيهم إياه بيض بارد أو مقلي بارد. نفس الشيء السلق، أو خلينا نقول مثلا قلاية بندورة نعمل لهم مثلا، لازم تكون ساخنة، حتى يأكلوها، وهكذا. شغلات كثيرة أكون مجهزها، يعني في تحضيرات أيضا قبلا للسحور، مثلا نكون مجهزين شيء في النهار للسحور حتى لا يتغلبوا، وما يستغرق وقت، لأنه حكيتلك يكون في وقت قصير للموضوع. هلأ في أقسام مفتوحة، التي هي مثلا الخيم تكون مفتوحة، تشتغل براحتك ومتى ما بدك. الكرافانات لا، في وقت محصور، عندك وقت محصور من الساعة كذا للساعة كذا، بدك تخلص وتنظف الغرف، مثلا هذا السحور خلينا نقول، والفطور أيضا نفس الشيء، في مثلا لحد ساعة معينة، بعدها بدك تدخل على الغرف، بدك تفطر، بدك تصلي وكذا، تأخذ أغراضك بعدها تدخل على الغرف. بالغرف أكثر الأوقات خلص أنت بغرفة محشور، يعني هنا تتسحر في الغرفة، تفطر في الغرفة، طبيخ وكل شيء بالغرفة. لكن اليوم حديثا، من فترة يعني قبل ما أروح بفترة بدأوا يعملوا مطابخ عامة للأقسام. لماذا؟ لأن الشباب صاروا يعانوا من موضوع الطبخ في الغرف، من ناحية الرائحة، الحرّ، البلاطة تعطي حرارة للغرفة بشكل غير طبيعي.
باسل أبو تايه: [01:11:04.25]
يعني تعطي حر في الغرفة، يعني حتى في الغرف كنا نعمل الأكل ونطفي البلاطة قبل بساعة ساعتين ما يدخلوا. لماذا؟ حتى تخفّ الحرارة، وتزول الحرارة من الغرفة والبلاطة وأمور كهذه. هذه الشغلات كنا نعاني منها، لما عملوا مطابخ عامة؛ إنه يطبخ الواحد في الخارج، ويجهزوا لنا طاولات ويجهزوا لنا فرن التسخين، الثلاجات، وكل هذه الأمور. يكون كل شيء جاهز يعني. فكما قلت لك في رمضان مثلا في السجن كيف تنهي مثلا السحور، طبعا أنا أجهز فطوري دايما كنت بدري. يعني أصحى بدري، أخلص فطوري بدري، أضعه في الفرن، الفرن هذا يبقيه حامي. لو ظلّ نهار كامل يبقى الأكل ساخنا ومرتب وطازج وما في أي مشكلة، وعند المغرب مثلا أستحمّ، أجلس قليلا، أقرأ قرآن، أضع رأسي وأنام. بعدين أقوم قبل المغرب، وأبدأ تحضيرات وتجهيزات وتوزيع، وبعد صلاة المغرب على طول بنزل الأكل، يعني سريع، يعني في تجهيزات، رمضان غير عن الأيام العادية.
باسل أبو تايه: [01:12:15.21]
الأيام العادية في عندك وقت، لكن رمضان محصور. بدك تجهز كل شيء، لأنه أيضا حكيت لك يستغرق وقتا، يعني 4، 5 ساعات بالراحة لما تجهز الأكلات يعني، بتحكي على وقت كثير.
أحمد البيقاوي: [01:12:30.30]
باسل هذه التفاصيل كلها هذا شغل؟ أو مبادرة؟ أو تطوّع أو كنت تأخذ عليه مصاري أو تأخذ مكافآت أو إيش؟
باسل أبو تايه: [01:12:39.21]
لا لا، هذا كله تطوّع، كله مبادرة مني، تطوع يعني. يعني هذه الشغلة، انظر، ما حدا كان يحبّ يشتغل، بالذات برمضان، يعني يأتي يقول لك أنا بدي أقضيها نوم، بدي أظل عند الحرارة، عند الكذا اه، حتى كأيّام عادية الشباب لا تحبّ أن تطبخ؟ لماذا؟ أنا أقول لك السبب. يعني خلينا نقول، انسى سجن جلبوع، جلبوع كانت غرف ومش عارف إيش، كنا نعاني، حرارة الجو الطبيعية هناك رطوبة عالية، سجن النقب، جو النقب عبارة عن فرن. أنت قاعد بفرن. يعني جوّ فرن. كيف الذي تطبخ فيه الفرن؟ نفس الجو. يعني كنا نطبخ مثلا، أكون في المطبخ عندي فرن مثلا أرضي وفرن واقف مثل الثلاجة، وعندي مثلا 12 بلاطة شغالات. تخيّل أنت الحرّ الذي يكون موجود في المطبخ! يعني حتى كنت أطلع برا، الشباب يكونوا يرشّوا على بعض ماء، أروح أرشّ حالي ماء أبرّد على حالي، وأدخل على المطبخ، 5، 10 دقائق تلاقي جسمي جفّ، ملابسي جفّت من شدّة الحرارة، حرارة الخارج وحرارة المطبخ. المطبخليس فيه مكيّف ولا مروحة ولا في شيء. يعني تحضر مروحة عادية تضعها تبرّد عليك قليلا. لكن كحرّ؟ كثير الجوّ حارّ كثير ومعاناة. لذلك كثير شباب لا يحبّوا أن يشتغلوا في المطبخ. يعني يأتي واحد يقول لك أشتغل في المطبخ، شهر، شهرين ويروحوا، لكن أنا قعدت يعني فترة سنين وأنا أطبخ، يعني ما يحلّوا عني أبدا، ما في مجال.
أحمد البيقاوي: [01:14:16.85]
طيّب وكيف كانوا يحكوا لك شكرا؟
باسل أبو تايه: [01:14:20.66]
آها. شكرا، طبعا كل واحد يراني فعلا يأتي يقول لي يسلمو إيديك، يعطيك العافية. في ناس كانت يعني أحببت هذه الشغلة لأنه فيها فائدة، من أي ناحية؟ يروح على الكانتينا يشتري له هكذا كيس مشتريات وشوكلاتات، وتعرف هذه الأشياءالتي يحبّها باسل، وخذ، شكرا هذه هدية لك. والله فعلا هكذا كانوا الناس. أما إنه مثلا مصاري أو كشغل لا ما كنت آخذ كنت آخذ أبدا. هذه غلط، أنت تحسّها مبادرة منك، أنت لست والله أجير عندهم. لا لا، هذه مني أنا كباسل، إنه أنا أحب أساعد أحب أطعم أحب أعمل. خلص. أنا هذه طبيعتي، يعني من طبيعتي أحبّ أعمل دايما. وكانت فعلا لما أعطي الشباب أو خلينا نقول نطبخ لهم أو نعطيهم نعمل لهم حلو، وتحس إنه مبسوط ومكيّف، هذه تكفي الدنيا، تكفي دعوة منهم، من كل شخص منهم، تخيّل أنت 120 واحد، 120 دعوة كل يوم هههههههههههههه.
أحمد البيقاوي: [01:15:21.88]
الله يعطيك ألف عافية. هذا للأمانة جهد عظيم كثير. باسل قل لي، أنا فعليا أحبّ المقلوبة، وكانت دايما موضع نقاش. فبدي أرجع فقرة المقلوبة بمعيّتك فعليا لتقارب،
باسل أبو تايه: [01:15:35.41]
حلو.
أحمد البيقاوي: [01:15:35.65]
قل لي، أنت تحبّ المقلوبة ولا لأ؟ أول شيء.
باسل أبو تايه: [01:15:38.74]
أنا مغرم مقلوبة أصلا. أنا أحبها، وأحبّها ثاني يوم تكون باردة أيضا، وهي باردة ثاني يوم. يعني إذا باتت ثاني يوم أنا أكيّف (أنبسط وأفرح) عليها. اسمع، المقلوبة أنا مغرم فيها، وسبحان الله! المقلوبة تعرف تعملها على الدّجاج مثلا شيء، وعلى اللحمة شيء. الآن أنا مثلا بالذات طريقتي مقلوبة الدجاج أحبّ الزهرة (القرنبيط) فيها يكون كثير، الزهر. أما بطاطا وجزر وهذه الأمور أنا لا أعرفها، ليس أني لا أعرفها، لكنني لا أضعها. أوقات أضعها أو أستخدمها، لكن أنا عندي الزهرة، وتكون بلدي يعني، الزهرة البلديّة، لا أستخدم الزهر العادي، أقسم بالله! يعني ذاك اليوم أحضر لي أخوي زهرة بلديّة من منطقة بيت لحم، فقط بلدي أضع فيها. لها نكهة ولها رائحة. أحبّ الزهرة يكون مع الدجاج.
باسل أبو تايه: [01:16:32.47]
اللحمة بالعكس. اللحمة أنا أحبّ تكون فقط باذنجان معها. باذنجان وثومة. وأوقات أضع حمص معها لمن يحبّ، وأوقات لأ. لكن الباذنجان مع اللحمة والثوم أنا مغرم فيها. أنا لي طريقة معيّنة، وهي طريقة الختيارية (الجدّات)، ليست طريقة نسوان اليوم، التي هي خربطة، بدك تأكل مقلوبة لا تستطعم مع الجزر ولا مع البطاطا ولا مع البصل ولا مع القصص التي يضعونها. أنا أضع فيها زهرة وأكثر منها، وأوقات أضع فيها قليل من البطاطا لمن يحبّ وفقط. أما الجزر وناس يضعوا ذرة، تعرف هذا الإتيكيت اليوم هذا إحنا لسنا من أتباعه. إحنا قديما.
أحمد البيقاوي: [01:17:09.54]
احكيلي عنه أكثر. أكمل أكمل، احكيلي عنه أكثر. الذرة أنا هذه تفاجأت فيها، هذه جديدة. في حدا يضع فيها ذرة؟
باسل أبو تايه: [01:17:17.28]
يضعوا. آه، يضعوا ذرة، يضعوا حمص مثلا.
أحمد البيقاوي: [01:17:19.83]
حمص يعني تمام، يعني في عليها خلاف، لكن وصلنا للذرة؟
باسل أبو تايه: [01:17:23.91]
والله يضعوا. أنا أحكي لك اليوم في ناس..
أحمد البيقاوي: [01:17:26.04]
يتغيّر الطعم.
باسل أبو تايه: [01:17:27.87]
أنا أحكي لك إيتيكيت اليوم صار، يعني مثلا في طبخات موجودة عندنا، أنا لا آكلها، أنا غير معتاد عليها. يعني أنا عشت على مقلوبة، على مجدرة، على مسخن، على صينية دجاج، هكذا، هذه الأمور عشت عليها، أما اليوم مثلا أنا أحكي لك بصراحة، مثلا معكرونة البشاميل: لا، لا آكلها.
أحمد البيقاوي: [01:17:54.48]
هههههه.
باسل أبو تايه: [01:17:54.75]
أعطيني معكرونة عادية بالبندورة واللحمة ومشويّة تكون آه. أما تأتيني بالبشاميل والخلطات هذه أنا لا أعرفها ما أحببتها.
باسل أبو تايه: [01:18:05.66]
مثلا في أكلات بحرية؛ أنا سمك، فقط أعطيني نوع سمك. أما اليوم لا أعرف ماذا يسمّونه، أخطبوط والقريدس. وهذه الأشياء، ليس لي عليها أبدا. يعملوها ويزبطوها، يأكلوها ويقولوا لك كل كل، أقول لهم لا لا، هذه الأكلات أنا غير معتاد عليها بحياتي. أنا أعطيني سمك. أنا من صغري أحبّ شيء اسمه سمك، مغرم بشيء اسمه سمك. يعني آكل أينما كان، مثلا أروح على مطعم، لا، في لحمة في شاورما في سمك، لا، أنا آكل سمك، هكذا أنا، خلص، أنا أحبّ السمك.
أحمد البيقاوي: [01:18:38.99]
باسل فقط حتى أتأكّد إنك ما افتريت في الأول، أول يوم عندك مين طبخ في الدار؟
باسل أبو تايه: [01:18:44.24]
هنا؟
أحمد البيقاوي: [01:18:45.29]
أول يوم برمضان؟
باسل أبو تايه: [01:18:46.52]
في الدار هنا؟ أول يوم؟
أحمد البيقاوي: [01:18:47.75]
اه.
باسل أبو تايه: [01:18:48.32]
محسوبك، محسوبك أنا.
أحمد البيقاوي: [01:18:49.34]
وثاني يوم؟ هههه.
باسل أبو تايه: [01:18:51.11]
ههههههه. لا لسا لسا ثاني يوم لسا. لكن لأني البارحة نزلت مع أخوي جهّزت له خلطة فلافل وحمص للبيع، أول مرة أبيع يعني، أول مرة ليس أني أبيع. لكن وقفت قلت له اسمع يا كريم: أنا لا أقف أبيع، انساني منك، لما شافوني هكذا كلهم جاؤوني يقولولي باسل الحمص هذا أنت عملته، مش أخوك؟ لما يعرفوا إنه أنا يأتوا يأكلوا ويأكلوا يعني يشتروا ويشتروا حمص وكذا وأمور مثل هيك، فالشباب من كثر ما يسمعوا عني وأكلاتي وطبخاتي. يعني حتى في ناس ينزلوا على التعليقات عندي الله يسهّل عليك وعلى طبخاتك. بدنا عزيمة على المقلوبة. والله وكذا والله وكذا. من هذا الحكي. فالشباب حتى هنا حوالينا يعني يعرفوني إنني طبّاخ. مثلا يأتوا يقولوا لي بدك تعزمنا مثلا على كنافة على كذا. اليوم سهلة الكنافة، اليوم 5 دقائق أحضر العدّة التي تحتاجها والفرن عندي جاهز، أضع الصينية وأقول له يلا جاهزة، ليس كالسجن!
باسل أبو تايه: [01:19:51.83]
اسمع أحكيلك شغلة: اليوم في شيء اسمه السرعة، لم يعد فيه نكهة للأكل كله. صدّقني. يعني اليوم نكهة الأكل. لم تعد مثل زمان، يعني زمان كنت تقلي مثلا قلاية بيض خلينا نقول بالسمنة البلديّة الحارة كلها تشمّ ريحتها. اليوم تقلي وتضع.. والله يا دوب إنت تشمّها، التي أنت بتعمل فيها يعني.
أحمد البيقاوي: [01:20:16.98]
والله معك حق، آه والله الأمانة معك حق. أنا مثلا أكره طنجرة الضغط على قد ما صارت فعليا اه، تسرع العملية بسرعةلكن يعني في شيء بالطعمة يظلّ مش قاعد. المقلوبة إذا بدك تقلي الباذنجان على القلاية الهوائية راحت عليك. الحلقة الأخيرة يعني هذه.
باسل أبو تايه: [01:20:35.52]
آه آه، لا ينفع.
أحمد البيقاوي: [01:20:36.03]
إذا بدك تضعها بصينية عشان تعملها صحيّة مش زابطة، فطوال الوقت يعني أنا لا.. لكن أيضا بدنا نهتمّ بصحّتنا يا غالي. عشان هيك أقولك بدّك! وإلا؟
باسل أبو تايه: [01:20:47.40]
من ناحية الانتباه على الصحّة، الحمد لله، يعني ننتبه، لا تخف علينا. يعني هذه الأمور لا تخلو..
أحمد البيقاوي: [01:20:52.92]
نخاف، لا لازم نخاف. ههههههههه.
باسل أبو تايه: [01:20:54.84]
معقول؟
أحمد البيقاوي: [01:20:56.40]
لا يجب أن نخاف على كمية الزيوت والأشياء واللحمة، وبتعرف حتى اللحمة مطعّمة وحتى اللحوم والغنم والبقر. يعني كيف يتم تطعيم تدسيمه، فكلّ الموادّ وكلّ المكوّنات اليوم تغيّرت يعني، ففي الأخير الواحد يعني يا دوب ينتبه على حاله، لكن أيضا المقلوبة تظلّ فعليّا، يعني الباذنجان تقليه بزيته.
باسل أبو تايه: [01:21:18.89]
المقلوبة أحلى شيء الباذنجان تقليه بزيت غميق، ويشرب زيت.
أحمد البيقاوي: [01:21:24.89]
يشرب! أيوا!
باسل أبو تايه: [01:21:25.07]
آه، هذا الشغل قديما. لماذا أنا بحكي لك أنا أكلات اليوم يعني قليل إنه أعملها. يعني الناس اليوم في شيء اسمه أندومي. طيّب أنا حرّمته يدخل على داري الأندومي. إيش هو الأندومي؟ اليوم الإمرأة ولا الولد جاع أندومي أندومي أندومي. طيّب أنا حاولت آكلها في السجن مرة، أخوي أقنعني آكلها، فقط عملت هكذا، فقط شممت رائحتها رجعّتها قلت له تفضّل كلها أنت. اليوم يعني حتى الأكل كأكل كما قلتلك بده نكهة، بده طعم. نحن بالسجن لما كنا نطبخ ونأخذ وقت ونعمل الشيء الحلو مثلا ونأخذ وقت فيه، يا أخي لما نيجي نأكل نحسّ بشيء، بنكهة بطعم. أما اليوم مثل ما حكيت لك اليوم المقلوبة تجهز عالسريع، الحلويات تجهز سريعا. يعني ما في شي مثلا اليوم.. اليوم عالم السرعة مثل ما يقولوها، أو وقت السرعة اليوم كلها. أنا لعلمك لليوم لا زلت قصة التلفونات واللابتوب وهذه الشغلات ما الي عليهم كثير، لسة مثل أيام النوكيا(Nokia).
أحمد البيقاوي: [01:22:31.85]
ليس مهمّا، المهم أنك طباخ ممتاز، لكن بدك تقول لي حين أنزل على البلد عندك إيش رح تطبخلي طبخة من إيدك؟
باسل أبو تايه: [01:22:39.95]
من عينيّ والله، اؤمرني واطلب ما شئت.
أحمد البيقاوي: [01:22:41.21]
أعطيني أعطيني طبخة عشان أسّجلها عليك.
باسل أبو تايه: [01:22:44.57]
بدك تسجلها عليّ وأنا عند كلمتي.
أحمد البيقاوي: [01:22:47.27]
عند كلمتك.
باسل أبو تايه: [01:22:48.26]
وحياتك خاروف كامل محشي. انبسط يلا.
أحمد البيقاوي: [01:22:50.51]
يا للهول!
باسل أبو تايه: [01:22:53.06]
شيء فاخر.
أحمد البيقاوي: [01:22:55.57]
باسل شكرًا كثير.
باسل أبو تايه: [01:22:58.60]
الله يسعدك يا رب.
أحمد البيقاوي: [01:22:59.05]
احكيلي احكيلي، تفضل أكمل.
باسل أبو تايه: [01:23:01.39]
يزيد فضلك. أنا حتى يعني في غالب الأوقات أنا في عندي عند الحجة في صوبة (مدفأة) حطب. تخيّل! هذه صوبة الحطب بلا تخلو من روس ولا من كرشات ولا من رقاب محشية، ولا من شيء، يعني عندي هذا الفرن شيء مرتب؛ هذا يحفظ الحمّ (الحرارة) وبيطلع الأكل يعني كما يقولونها مثل الزبدة وهامط (ناضج جدا) ع الآخر، يعني تأكل الشغلة مزبطة. هذه الشغلات مثل ما حكيت لك يعني اكتسبتها خبرة من الحجة والحياة تجعلك تتعلم وتعمل شغلات وتطوّر شغلات أيضا في حياتك. ومثل ما قلت لك المقلوبة هذه شيء غرامنا يعني كما يقولوها.
أحمد البيقاوي: [01:23:43.66]
باسل شكرًا كثير، وكل عام وأنت بالف خير. يعطيك ألف عافية
باسل أبو تايه: [01:23:46.90]
وأنت بألف خير حبيبي.
أحمد البيقاوي: [01:23:46.90]
والله يديم النفس الطيبة. شكرًا. ممنون لك على هذه الروح الطيّبة
باسل أبو تايه: [01:23:50.56]
الله يسعدك يا ربّ.
أحمد البيقاوي: [01:23:50.56]
يعطيك العافية.