لماذا أصبح تيك توك، بفيديوهاته القصيرة التي قد لا تتجاوز 30 ثانية، المنصّة المفضّلة للجيل الجديد في تعزيز الرواية الفلسطينية عالميًا؟ وكيف يمكن فهم خصائص جيلي "زد" و"ألفا"، اللذين يشكّلان نصف سكان العالم، واللذين يرون في تيك توك، إلى جانب كونه منصّة ترفيه وتسلية، أداة للتغيير الاجتماعي والسياسي؟
في هذه الحلقة، نناقش خصوصيّة منصّة تيك توك، وطبيعة المحتوى العاطفي عليها، وأثره في تعزيز التضامن الرقمي مع فلسطين. كما نسلط الضوء على نجاح المحتوى البسيط في كشف الجرائم الإسرائيليّة في غزة، إلى جانب تأثير حظر المحتوى الفلسطينيّ وسبل التعامل معه.
ويأخذنا الحوار إلى مناقشة تحديات متعدّدة، مثل الرقابة، وانتشار الأخبار الكاذبة، والتفاعل مع الأصوات الإسرائيلية. ويقدّم ضيف "تقارب" نصائح عملية حول كيفية إنشاء محتوى فعّال على تيك توك لدعم القضية الفلسطينية.
نستضيف في الحلقة 162 من بودكاست تقارب، عمر أبو عرقوب، الأكاديمي والإعلامي الفلسطيني، من دورا جنوب الخليل، يحمل درجة الدكتوراه في الإعلام والتواصل، يحاضر في الجامعة العربية الأمريكية في رام الله، ويرأس قسم الإعلام والتواصل للدراسات العليا.
بودكاست تقارب برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014، وقد ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.
شكرًا لصديق تقارب الصحافي مجاهد بني مفلح على مشاركته في اقتراح ضيف "تقارب" بعد اطلاعه على ورقة بحثيّة للضيف "دور منصة تيك توك في تفعيل حركة التضامن العالمية مع فلسطين خلال الحرب على غزة (2023-2024)" كانت الأساس للتواصل معه وتسجيل الحلقة.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
عمر أبو عرقوب: [00:00:00.00]
قبل ذلك ممكن يكون يرقص على تيكتوك، ليس عنده مشكلة. لكن بعد قليل تجده نشر فيديو عن غزة، أو يحكي عن فلسطين.
عمر أبو عرقوب: [00:00:09.15]
نحكي تقريبًا عن 4 مليار بني ادم. هؤلاء يصنّفون ضمن جيل Z وجيل ألفا.
عمر أبو عرقوب: [00:00:18.06]
هو محتوى عاطفي بالدرجة الأولى. دعني أحكي أنّه جيل يُحبّ المحتوى البسيط لا تُعقّد له الامر.
عمر أبو عرقوب: [00:00:27.12]
بالمناسبة "إسرائيل" حاربته. كيف كانت تعتقل الذين ينفذون عمليات؟ هي أيضًا كانت تعتقل وتلاحق الناس الذين ينشرون فيديوهات لها علاقة بموضوع القدس.
عمر أبو عرقوب: [00:00:38.37]
نجاح هذا المحتوى هو كان بسبب الألم، وبسبب الإبادة، وبسبب الدمار. هذه المقاطع حققت وأظهرت عدوانيّة الإسرائيليين.
أحمد البيقاوي: [00:00:51.06]
يعني صارت المؤسسات الرسمية تستقطبهم للعمل داخل المؤسسات، كي يستقطبوا تأثيرهم وجمهورهم. فهم يأتون بمعاييرهم.
عمر أبو عرقوب: [00:00:58.92]
لكن أرجع وأقول التيكتوك يحتاج لغة بسيطة، أي حدا يقدر يفهمها.
عمر أبو عرقوب: [00:01:04.47]
مرحبًا يعطيكم العافية. أنا دكتور عمر ابو عرقوب، محاضر بالجامعة العربية الامريكية/ رام الله. سجّلنا حلقة "تقارب". أنا برأيي ممتعة حول موضوع "جيل زد Z" و"تيكتوك" والتضامن الرقمي مع فلسطين. أشكر أحمد والفريق على أدائهم، وعلى الفرصة الحلوة، وأتوقع انه في كثير اشياء قيلت مهمّ أن نعرفها ونطلع عليها. ولأجل -بشكل أساسي- أن لا نشعر أننا منفصلين عن الواقع. لأي سبب كان.
أحمد البيقاوي: [00:02:07.21]
مرحبًا وأهلًا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز عمر أبو عرقوب. لكل منصة من منصّات السوشيال ميديا خصوصية ما تتميّز بها عن بقية المنصات على أكثر من مستوى، من مستوى خلفيات وكواليس وأصحاب الشركة، أو قصّة التأسيس بحدّ ذاتها، ومن ثم شكل عملها، وآليّة عملها، والجمهور المستهدف بشكل أساسي ونوعيّة المحتوى تحديدًا. بالإضافة لذلك. نحن كجمهور فلسطيني وجمهور عربي نهتم بالمنصات عمومًا بنشر الرواية الفلسطينية تحديدًا. نأخذ هذا المعيار في قراءة التباينات والتميّز أو التمايزات الموجودة بين كل منصّة وأخرى.
أحمد البيقاوي: [00:02:49.90]
من 7 أكتوبر وما بعده، كان هنالك تفاصيل تتعلق بكل منصة، تغيرت المنصّات علينا، ولكن منصة تيك توك كانت واحدة من المنصّات التي وصلنا من خلالها إلى جمهور عادةً لا نصل إليه من خلال المنصات الثانية، وأيضًا كان هنالك معايير أخرى وتتمثل في؛ الحظر، الحجب للفيديوهات التي كانت تنشَر على مستوى جدًا واسع. في حوارنا اليوم سنخوض بهذه التفاصيل، سنحاول أن نفهم فعليًا الرواية الفلسطينية والجمهور الموجود على تيك توك تحديدًا؛ كيف تعمل هذه المنصّة، وكيف يمكن فعليًا ننشط ونستغل هذه المنصة في نشر الرواية الفلسطينية. قبل أن نبدأ، أودّ شكركم كما أشكركم دائمًا على مشاركتكم معي أفكاركم، مواضيعكم، مقترحاتكم من خلال الحسابات الموجودة في الوصف، حسابات السوشيال ميديا الخاصة بي وبـ "تقارب". شكرًا أيضًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب، اشتراككم في قنوات الاستماع، وأيضا تقييم هذا المحتوى على منصات الاستماع تحديدًا، وأيضًا اشتراككم ومشاركة هذا المحتوى مع كل أحد ممكن يكون مهتم فيه. وشكرًا أيضًا لكل من يساهم في استمرار "تقارب" بدعمه، وتطويره، واستثماره في المحتوى من خلال الرابط الموجود في الوصف. وهكذا سنبدأ.
أحمد البيقاوي: [00:04:06.66]
نحن استطعنا أن نسجّل الحلقة هذه قبل رمضان، وهذا شيء مهم.
عمر أبو عرقوب: [00:04:11.46]
يعني آه بعد صعوبات صراحة.
أحمد البيقاوي: [00:04:14.52]
لا وأنا أفكر إنه يجب أن نعمل تنويه أن هذه الحلقة مسجّلة قبل رمضان. نحن لا نشرب في رمضان، وإلا ماذا سنفعل؟ يعني تعرف هذه قبل سنتين صار عليها حوار بعدها قلت لا والله لن أعمل أي تنويه.
عمر أبو عرقوب: [00:04:27.36]
انت مفكر تنشر يعني بعد رمضان أو في رمضان عمليًا؟
أحمد البيقاوي: [00:04:31.20]
على الأغلب ستكون في رمضان نعم. عمر هل تستصعب التدريس اليوم؟
عمر أبو عرقوب: [00:04:41.88]
كنت أستصعب ذلك، في البداية عندما كنت أراجع جديد وبدأت الحياة الأكاديمية التي لم يكن لديّ خبرة فيها صراحة، فنعم لم تكن البداية سهلة أبدًا، بأنّك تدرّس مساقات وخاصةً أنّك تدرّس طلاب دراسات عليا، وليس طلاب بكالوريوس. طلاب الماجستير يوجد منهم من يشتغل في الميدان منذ سنوات طويلة، فهو قد يكون لديه حجم خبرات هائلة جدًا، ولكن ينقصه التأطير الأكاديمي بشكل معين. ففي البداية كانت صعبة وكنتَ بحاجة إلى أن تحضِّر كثيرًا، وأن تشتغل كثير على حالك وتتطوّر، وكيف تكون قادر على ذلك. رغم انه انت ممكن تكون قارئ وباحث وعامل كثير اشياء. لكن يلازمك هذا الهاجس أو التخوُّف انه انت ما بزبط تحكي أي معلومة غير متأكد منها، أو لا ينفع ان تحكي أي فكرة ليست منطبقة تمامًا على الحالة أو على الظرف أو على الموضوع أو على المثال الذي يُحكى فيه، فبصراحة نعم هذا كان تحدي، لكن اليوم يعني بإمكاني أن أحكي لك انه بعد أول فصلين في التدريس تجد أنّك بعد ذلك قد تشكَّلت شخصيتك الأكاديمية بشكل أنّك أصبحت قادرًا على أن تتعامل مع كل المواقف وكل الموضوعات وكل الأشياء بحيث تكون واثقًا بنفسك وأنت تحكي فيها بشكل أساسي.
أحمد البيقاوي: [00:06:28.50]
طيب في المكان أو في المساحة التي تشتغل فيها فهنالك علم ما _لا أقصد العلم يعني الذي تم تدريسه وثبت فعليًا في مرحلة من المراحل_ بقدر ما أنه طوال الوقت تجري عليه تحديثات كثيرة، يعني غير التدريس لديك، فهنا لديك شغل على المواكبة.
عمر أبو عرقوب: [00:06:43.80]
صحيح هذا التحدي الذي ليس لديّ أنا فحسب، يعني كل الاكاديميين يفترض أنهم يواجهونه. وفي منهم ينجح بالاختبار وفي منهم لا. بمعنى انه نحن اليوم. أنا أذكر حين بدأنا نُدرّس مثلًا لم يكن في شيء اسمه "تيك توك" ظاهر أو طالع أو وسائل التواصل الاجتماعي أو بعضها بشكل اساسي. الذكاء الاصطناعي لم يكن حاضرًا، فكان في أمور مختلفة. لكن اليوم إذا أنت لم تواكب ما يحدث في مواقع الذكاء الاصطناعي والادوات التي يتم استخدامها، اذا لم تواكب كيف وسائل التواصل الاجتماعي تتطور بشكل او بآخر، وماذا يحدث عليها من أحداث وفعاليات وأنشطة ومواكبات لكل الاشياء، فأنت هنا تصير إنه الطلاب يعرفون أكثر منك. هذه مشكلة، مشكلة كبيرة للاكاديمين إنه يكون الطالب يعرف اكثر منه سواء كان بالحياة أحيانًا العمليّة أو الأمثلة التي يقدر أن يعطيها عن موضوع معيّن. لأجل ذلك نحن بشكل دائم في عندنا متابعة، أبحاثنا هي التي تحاول أن توجّهنا بشكل اكثر انّ نتعمق في هذه الحالات، ونتعمّق بشكل اكبر.
عمر أبو عرقوب: [00:07:58.87]
موضوع الذكاء الاصطناعي. الصراحة موضوع أيضًا اليوم نحاول إنّه نحن بأي طريقة أن نقدر نواكبه، ونرى ماذا يحصل من تغييرات. لأن الطلاب أفضل من الاكاديميين في استخدام.. يعني الطالب اليوم يستخدم الذكاء الاصطناعي لأن يعمل بحثًا، يأخذ رأيه بفكرة معيّنة، لأن يشتغل له. اليوم أيضًا ينتج محتوى، ويصير كثير تفاصيل. وأيضًا نحن واجبنا أن نقدر نتحقق من هذه الأشياء بالطرق الصحيحة، ودون أن نحاربها بطريقة غير معقولة. أو نرفض هذه التكنولوجيا او نتعارض معها، لا، هو نواكب كيف ممكن نتعامل معها وكيف ممكن الاستخدام الصحيح والأسلم لها أكثر من محاربتها.
أحمد البيقاوي: [00:08:46.58]
من ناحية ثانية، عمر أنا لا أتبنى فكرة انّ منصة "تيك توك" كما يشار لها منصة المراهقين يعني، لا أتعامل معها بهذه الصورة. لكن بنفس الوقت في شرائح عمرية، من المراهقين وفوق، الأعمار أو شرائح الأعمار الأولى حاضرة، وبقوّة هناك. ويمكن فعليا حين نأتي لندرس المنصّة، لا أختزلها بشريحة عمريّة محددة، لأنه في يعني منطق أصلًا باستخدام باستخدام المنصّة بشكل مختلف. لكن بنفس الوقت هي الطاغية، أنت في فجوة، يعني بالضرورة بينك وبين هذا الجيل. يعني منطق تفكيره اهتماماته. مهما انت واكبت، كم فعليًا عندك قدرة لأن تواكب؟ ليس فقط المنصّة وتحديثاتها، أيضًا الجمهور الموجود كيف يُفكّر وما هي ثقافته؟ وما هي معتقداته؟
عمر أبو عرقوب: [00:09:40.13]
شوف في أول شيء قاعدتين ممكن نبني عليهم. اول قاعدة انه فكرة ان هذه منصة.. الرائج الذي كان بيتم استخدامه ان هذه منصة تافهة او هذا المحتوى تافه. هو عمليًا ما في محتوى تافه، هو في محتوى الجمهور أحبّه، تافه هو رأيك الشخصي فيه، لأن هذا الجمهور حين أحب هذا النوع من المحتوى هو عنده أسبابه. وهذه الأسباب قد تعبر عن رغباته، قد تعبر عن احتياجاته، قد تعبر عن اهواؤه، اراؤه النفسية، وضعه النفسي او المعايير. وبالتالي ليس عندنا في العلم شيء اسمه محتوى تافه، عندنا محتوى ترفيهي، محتوى علمي، محتوى اعلاني.. يعني كثير انواع ممكن ندخل بتفاصيلها. ولكن لا أقدر أن نسميه محتوى تافه او منصّة تافهة. وهذا أنا أعتبره خطأ جسيم اذا يعني اكاديمي او بهذا المجال يسميه كذلك. لكن الشيء الشعبي الدارج ممكن يحكي بهذا المصطلح. الآمر الآخر إنه أنت كباحث وكشخص يريد أن يرى الأمور من ناحية علمية ومنطقية ويفهمها ويحللها. ممنوع ان تتدخل او تُدخل رأيك الشخصي او الايديولوجي ممكن اسميه أيضًا، وثقافتك في البحث الذي تشتغل عليه أو في الامور التي تُقيّمها. لأنه إذا كل واحد سيحكي هذا المحتوى يعجبني أو لا يعجبني وتافه وغير تافه، وأريد أن أحلل وأتعمّق فيه، وأفهم هذا الجيل وهؤلاء الناس الذين لا يعرفون شيئًا، وأنا أريد أن.. لا أنت عليك أن تتجرّد من كل شخصيتك وأفكارك المرتبطة فيك او بشخصك او بكيانك او بثقافتك. وعليك أن تتعمق اكثر. كي تفهم لماذا يشاهدون هذا المحتوى؟ ما هي الثقافة التي تشكلت فيهم؟ اليوم الجيل الجديد يستخدم مصطلحات نحن لا نفهمها، وتستغرب إنه بالنسبة لهم لها مدلولات كثير مهمة ومدلولات كثير واسعة، لكن بالنسبة لنا غير مفهومة قد تكون، وهذا شيء أبدًا غير سهل.
عمر أبو عرقوب: [00:11:59.69]
بقدر ما تحاول أن تطوّر من نفسك أو تحاول أن تتواصل مع هذا الجمهور أو المجتمع أو تحاول أن تفهمه من خلال الدراسات والأبحاث، إلا أنه يبقى هنالك حاجز معين يستحيل إنه انت تندمج في هذا المجتمع. انت ممكن تدرسه وممكن تحلّله وممكن تحاول أن تفهمه لكن مع ذلك سيبقى هناك جزء أو حاجز من الصعب أن تخترقه بشكل كامل. لكن على الأقل حين تعمل بحث أو تتعمّق في فهم الجيل الجديد الموجود اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، فلديك كثير أدلة ومؤشرات يمكنها أن تعطيك تفسيرات واضحة ومنطقية. تستطيع أن تفهم الذي يحدث بشكل أساسي، وتحاول أن تجد حلول أو تستخدمه أو تستفيد منه، لأنه اليوم أصبح من غير الممكن أن تقدر على تجاهله.
عمر أبو عرقوب: [00:12:56.53]
اليوم انت تحكي تقريبًا عن نصف العالم، بنحكي تقريبا عن 4 مليار بني ادم هؤلاء يقعون ضمن جيل (Z) وجيل الفا، جيل زد نحكي من 1997 - 2012. جيل الفا الذي يأتي بعدهم، بتحكي عن نصف العالم هو هذا الجيل. وهذا الجيل طبعا الذي يبنى عليه، وهو من سيحدد مستقبلنا. والمستقبل الذي ينتظره هو الذي سيشكل كثير، كثير اشياء. فعلى المستوى المحلي والمستوى العالمي انت لا تقدر أن تتجاهله ولا تقدر تحكي عنه تافه. هو فيه له اهتمامات مختلفة عن اهتماماتك لكن ليس بالضروره تكون. يعني بالنسبة لك ممكن تكون تافهة، لكن هي لا، ليس تافهه. هي في وراءها أسباب كثيرة، وفي وراءها ممكن يكون أحيانًا ثقافة او شيء معيّن مختلف.
أحمد البيقاوي: [00:13:51.36]
طب بنفع أن تفهمني الخصوصيه هذه؟ هذا الجيل باندفاعه تجاه المشاركة والمحتوى والنشاط والمناصرة. يعني هذه الأدوار اللي اخذها ورأينا يمكن ذروتها في 2021. لكن انت يعني أريد أن تكمل لي وصف لهذه الشريحة من الجمهور او هذه الشريحة العمرية. أرى انه فيه. يعني حتى نحن بحماسنا، بفترتنا لم يكن عندنا هذه الطاقة او هذا الاندفاع تجاه العمل. في ناس قاعدة فعليا حاملة تليفونها وقاعدة تحكي للناس ما هو مصدرك؟ من أين هذه المعلومة؟ وهذا غير صحيح. وهذه رواية إسرائيليّة. يعني في حالة ناس تأخذ كأنه بين قوسين. يعني وكأنه عمل بدوام كامل، فاحكي لي عنهم أكثر عن اندفاعهم لو سمحت.
عمر أبو عرقوب: [00:14:45.67]
انظر، نحن ممكن نحكي انه هذا الجيل اليوم له مجموعة خصائص أو محدثات تتشكّل. ومهم أن نفهم السبب؛ لماذا هذا الجيل أصلا قد خرج بهذا الشكل. حين نحكي عن جيل Z وجيل ألفا اليوم فنحكي عن الجيل الذي نشأ وبدأ يترعرع، وفترة الصبا خاصّته كانت في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، وبالتالي هؤلاء أسموهم مواطنين رقميين، أطلقوا عليهم: المواطن الرقمي، الذي صار بالنسبه له لديه سهولة في التعامل مع الوسائل الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي وكل هذه التفاصيل، مختلف تمامًا عن الجيل السابق والذي يحاول أن يتعلم أو يعرف شيء عن وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات التكنولوجية، وهذا الأمر خلق عند هؤلاء الناس سهولة في التعامل مع هذه الوسائل، وقدرة عالية على إنتاج المحتوى باستخدام أدوات لإنتاج المحتوى؛ بقصّه، وفلترته ومنتجته، وكل ما تريد تعديله. ظهر عندهم نزعة أكبر لفكرة الشخص نفسه بأن شخصيته تظهر بشكل أكبر. وهذا الذي نراه في سياق المؤثرين أو المشاهير الذين نراهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يتجه أكثر للنزعة الشخصية بإبراز الشخصية بشكل أكبر. الأمر الآخر انه أيضًا المنصات التي تستهدف هؤلاء الناس _وأنا حين أتحدث هنا ..عن منصة مثل تيك توك، والتي هدفها الأساسي كانت هذه الفئة من الجمهور فهم هدفها الأساسي، وبالتالي حين تذهب لهذا النوع من الجمهور فهذا الجمهور له خصائص، وأيضًا لدينا أمر مهم؛ بأن تكوينه الثقافي والمعرفي قد لا يكون مختمر، قد لا يكون مكتمل، وبالتالي أي تأثير في هذه المرحلة _ نحن نتحدث عن عمر 16 حتى عمر 25_ فهذه المرحلة التي يكون فيها الإنسان تتكون عنده المبادئ الثقافية والفكرية، والمبادئ وكل هذه التفاصيل فتكون فترة مهمة وأساسية في حياته، فحين يكون الجمهور جزء كبير منه من هذه الفئة.. وبالتالي ثقافته بدأت تتشكل أيضًا من خلال هذه المنصات بشكل أو بآخر. وهذا الأمر يقودنا لفكرة ان هؤلاء الناس أصبحوا موجودين على المنصات بشكل كبير، وأصبح لديهم فكرة للتحوّل أو للنشاط الرقمي.
عمر أبو عرقوب: [00:17:24.90]
فحين نقول أن هذا الجمهور لا يرى وسائل التواصل الاجتماعي كما يراها الجيل السابق؛ بأنها وسائل قد تكون ترفيه، تسلية.. لا، هو يراها أدوات للتغيير الاجتماعي في مجتمعاتهم، وهذا الذي ظهر ليس فقط عندنا بل ظهر في كل المجتمعات. نحن في الحرب الأخيرة حين نرى في سياق موضوع غزة والمظاهرات التي خرجت في أوروبا وفي امريكا، وطلاب الجامعات بشكل أساسي والذين يمثلون الجمهور مهم لوسائل التواصل الاجتماعي أو تيك توك، جزء من المحتوى الذي كان موجودًا ويتم نشره ويتم إعاده نشره، والتغريد عليه، واستخدام الهاشتاغات المعينة...كلها كانت تثبت لنا بطريقة ما أن هذا الجمهور يرى وسائل التواصل الاجتماعي أداة للتغيير السياسي والاجتماعي والثقافي في مجتمعاتهم، وليس فقط أداة ترفيه وأداة تسلية. رغم أن هذا الشخص، أو هذا الشاب أو الفتى الذي ربما يكون عمره 19 سنة، لو تدخل على صفحة بعضهم يكون قبل قليل يرقص على تيك توك ليس لديه مشكلة، لكن بعد قليل تجده نشر فيديو يحكي فيه عن غزة، أو عن فلسطين، أو يحكي عن الدمار الذي يصير، أو يحكي عن الجرائم التي تُرتكب بشكل معيّن. فنحن صار في حالة انه يجب أن نتقبّل أيضًا هذه الفكرة؛ فكرة انه اه أنا يهمّني بشكل أساسي أن هؤلاء الناس
عمر أبو عرقوب: [00:19:00.28]
لديهم قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية يفهمون فيها، ولهم رأيهم فيها، ومتشدّدين للمبادئ الإنسانية والحقوقية أكثر منا، وبالنسبة لهم بأنه يُناصر قضية إنسانية، قضية حقوقية فهذا بالنسبة له شيء كثير مهم، وكثيرًا ما يعتبره مصيريّ في حياته، ولأنه ربما قد تكون هذه هي البوابة التي يحكي فيها مع الناس، أو يعتبر أن هذا جزء من العمل الذي يقوم به على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أساسي. وبالتالي مهم ان نفهم هذا الجمهور كيف يفكر، كيف يشتغل. والشيء المهم أيضًا أننا نستطيع القول أيضًا بأنه جمهور بشكل كبير عاطفي، فلذلك حين نتحدث عن أغلب المحتوى المنشور على منصة مثل تيك توك فهو محتوى عاطفي بالدرجة الأولى، ويستخدم الأدوات العاطفية مثل: المشاعر التي تكون موجودة، إذا كان فيها حزن، فرح، حب، كره، عصيان، تمرد. تكوينة المشاعر هذه التي تكون موجودة في الفيديوهات أو تكون موجودة في هذا المحتوى، فهي تساعده على الانتشار بشكل أكبر؛ لانه الجمهور هذا أصبح مُتقبِّل أكثر للعاطفة، لانه بنرجع نحكي انه هو ليس مبنيًا أو مكتملًا في عملية بنائه الفكرية والثقافية والايديولوجية. هو شخص يستقبل محتوى، وبالتالي المؤثرات العاطفية هنا تؤثر فيه بشكل أكبر. وأتوقع هذه واحدة من الأشياء المهمة التي جعلت جزء من هذا الجمهور يتعاطف مع القضية الفلسطينية ويتعاطف مع أهل غزة ومع الفلسطينيين. لأنه يرى الحرب، يرى الدمار، القتل، الكثير من المآسي التي تعطي هذه العاطفة بشكل كبير. الشيء المهم أيضًا انه حين تستخدم الأغاني والأناشيد والموسيقى وكل هذه المؤثرات الصوتية هي بالأساس مؤثرات عاطفية، وحتى نكون في الصورة، هي في الأساس مؤثرات عاطفية.
عمر أبو عرقوب: [00:21:21.94]
حين تشغّل لي أي أنشودة، أي أغنية فهي بالأساس تخاطب مشاعرك، لا يوجد هنالك أغنية تخاطب عقلك إلا وتكون شيء ثانوي، وبالتالي نجدها مقترنة دائماً بكل المحتوى الموجود. دائما هنالك أشياء صوتية بشكل أو بآخر تحاول أن تجلب عواطفك وتركيزك واهتمامك وانتباهك. وهذا الشيء يجعل هذا الجمهور يكون مركّز بشكل أكبر أيضًا معنا كفلسطينيين، وفكرة أخرى أيضًا مرتبطة بهذا الجيل نحن حكينا بسياق فكرة الشخصية انه يحاول أن يبرز شخصيته، لكن أيضًا المحتوى كلما ارتبط بشخصيات أكثر كلما صار بالنسبة لهم موثوق أكثر، ويؤمنون به بشكل أكبر، وينشَر بشكل أكثر. لذلك نرى حينما الفيديوهات أو المحتوى يتم مشاركته من قِبل مؤثرين أو مشاهير تمام؟ يحصل على مشاهدات أكثر، وصول أكثر، وتفاعل أكثر؛ لانهم بالنسبة لهم _بغضّ النظر أن هذا الشخص تتفق معه أو لاتتّفق معه، لكن مجرد انه شخص مشهور بمكان معين، متخصص بقصة معينة، مؤثر بقضية معينة، ونشر مثل هذا المحتوى فهذا الشيء يعطيه ثقة كبيرة، وعادةً الجمهور العالي أو الأرقام العالية الموجودة عند المؤثرين هم.. نحن لماذا نقول أن المؤثرين شيء مهم على السوشال ميديا؟ لأن الجمهور الذي عندهم عنده ثقة مسبقة فيهم، وبالتالي لو أنا نشرت فيديو أو قناة معينة نشرت فيديو هو ممكن ليس لديه هذه الثقة فيها، لكن هو لأنه يرى فلان أو مؤثّر بشكل يومي، ويتابع قصصه، ويعرف حياته وتفاصيل حياته حتى! وبالتالي حينما ينشر فيديو متضامن مثلًا مع القضية الفلسطينية هو عنده ثقة مسبقة فيه، وبالتالي سهل أن يتبنّى رأيه، أو أنه يتأثّر في هذا المحتوى بشكل أكبر. والنقطة ربما الأخيرة في مواصفات هذا الجيل
عمر أبو عرقوب: [00:23:33.69]
دعني أقول أنه جيل يحب المحتوى البسيط، لا تعقّد له إياها، لا تعطيه تاريخ طويل عريض، وتقعد تحكي له أفكار معقدة، وتدخله في ما وراء الميتافيزيقية، وتعطيه مصطلحات ايديولوجية، لا، هو يريد أشياء بسيطة، يريد أن يحكي لك انه "ااه أنا (Pro Palestine) وأنا أريد أن أعمل وأغضب، وأريد أن أطلع في مظاهرة فقط، لا أريد شيء آخر، ولا تضعني في أي إطار سياسي حتى". فهذا بالنسبة لهم شيء مهم، هو يريد محتوى بسيط، انت في لقطة شاشة أو بثانيتين خلال مقطع ريل بسيط مدته 30 ثانية ممكن هذا الجيل يتأثر بفكرة معيّنة أو بمحتوى معين بشكل كبير جدًا ويتفاعل معه ويتضامن معه. وهذا الشيء نراه أحيانًا على المحتوى للأسف الذي ممكن أن نسميه المحتوى السلبي او المحتوى الذي يمكن أن لا يخدم الأهداف التي لنا كفلسطينيين او كناشطين رقميين بالعالم. ترى الترندات بسيطة او خفيفة فكرتها كثير بسيطة ولكن تنتشر بشكل كبير. فقط في 30 ثانية تنتشر بشكل خرافي جدًا. فالقدرة أو الشطارة تتمثل بمدى قدرتك على إنتاج محتوى بسيط وخفيف يكون مفهوم لهذا الجيل.
عمر أبو عرقوب: [00:25:07.93]
وفي فكرة واحدة فقط، أعطيه فكرة واحدة بدون اي تعقيد، وهذا شيء ليس سهلًا لصنّاع المحتوى من الجيل السابق، لأنه بالنسبة له، حين يأتي ويريد أن يعمل فيديو او يعمل تقرير او يعمل قصة. لا، هو يريد أن يضع كلّ جهده في هذا الموضوع ويعطي كم هائل من التفاصيل التي ممكن بالنسبة لهذا الجيل لا يعجبه، عنده مزاجية طبعًا. طبعا نحن بنحكي بجوانب شوي أكثر ايجابيّة. لا أحكي إنه لا يوجد سلبيات، هناك سلبيات وممكن أن نتطرق لها.
أحمد البيقاوي: [00:25:45.23]
وانت تحكي أرى بداية 7 اكتوبر وحتى بسيف القدس حين ظهرت أو برزت شريحة من الجمهور والتي أنت وصفتها او صناع المحتوى واكتسحوا وقدّموا رواية ما. بعد ذلك الناس صارت فعليا يعني اعتقد غير متقبلة لفكرة هذه المساحات الواسعة التي اقتطعوها وانتزعوها من التأثير. وصولا للمحل.. تعرف انت انه وانت قاعد تحكي الآن، أرى انه كان هناك صراع بين جيلين من صنّاع المحتوى او سلوكين من صناع المحتوى. في بداية الإبادة هناك من كان فعليا يعمل قوائم للناس التي تستمر بنشر المحتوى الخاص بها أو المشاركات اليوميّة، وغير قادرين يستوعبوا إنّه فعليًا كيف وصفت عمر، إنه محتاج تستمر بمشاركة يومياتك حتى لو جزء منها الحرب، كي تأخذ مساحة فعليًا تحكي فيها الرسالة إلى فلسطين. هم هكذا يشتغلون. يعني هذه هي أصول الصنعة، وأصول التأثير او أصول المحتوى. في الوقت الذي جزء كبير من القوائم التي عُملت (قوائم العار) والكذا أن فلان ينشر انه هو مسافر وكذا، فلان ينشر انه يعمل شيء ويتجنّب هكذا. وأذكر حتى صار في صراع بين اسماء كبيرة من اليوتيوبرز في بداية الإبادة على انه كيف يعني فلان الفلاني رجع ينشر كالمعتاد محتواه رغم انّه من أوّل الإبادة كان ينشر عن غزة، يعني وعن كل شيء. لكن الذي تقوله اعطاني تشخيصًا حتى لصراع بين سلوكين غير قادرين أن يستوعبوا بعض فعليًا. وأرى فعليًا الناس التي من اجيالنا وأكبر، التي قدرت أن تعمل هذا الشيء تشارك يومياتها هي التي قدرت تعمل اختراق ووصلت لهذه الأجيال وهؤلاء قلّة.
أحمد البيقاوي: [00:27:30.41]
عمر، قبل ان نتعلم اكثر وتنقل لي فعليا، يعني نتعلم منهم اكثر، وتنقل لي فعليًا كيف عملوا هذا الاختراق. أريد أن اتعرف عليك. في "تقارب" نحن نترك المايكروفون للضيف يعرّف نفسه كما يحب، بعيدًا عن التعاريف الموجودة عندك في موقع الجامعة، في الأبحاث، النبذة التي أنت معتاد أن تبعثها، وجاهزة عندك، فتفضّل:
عمر أبو عرقوب: [00:27:58.79]
يعني انت بعدما قطعنا شوطًا بالحكي سترجع تتعرف، هكذا تسبق الشريط او تغيّر الشريط. طيب اوك. انا عمر ابو عرقوب. إنسان فلسطيني. أنا من جنوب الخليل. من قريه اسمها وادي الشاجنة. بمدينة دورا جنوب الخليل. انا من عائلة بسيطة، فلّاحة، يعني بالمعنى الآخر. وعشت حياة كانت بشكل اساسي معتمدة على إنّه انت تعتمد على حالك فيها بشكل اساسي، أنا تيتّمت، كنت بالصف الرابع حين والدي توفي -الله يرحمه- وبهذه الفترة تعرف انت بعدها في ضغوطات كثيرة وفي التزامات عائلية كثيرة، وأنت كنت صغير وبالتالي في كثير مكافحة قدامك لبين ما انت تقدر توصل لهدف معيّن أو لشيء معيّن. لكن فيما بعد استطعت.. أكملت الدراسة الأساسية والثانوية بمدينة الخليل وبعدها انتقلت لدراسة الجامعة. أنهيت البكالوريس من جامعة القدس - ابو ديس. وبعدها اشتغلت قليلًا. كنت أشتغل أيضًا بشبكة "هنا القدس للاعلام المجتمعي" التي كانت تشرف عليها في تلك الفترة جامعة القدس - ابو ديس والمركز الإعلامي او معهد الاعلام العصري. لكن بسبب الظروف التي رأيتها بالبلد كان صعب ان تبقى بهذه المرحلة، او دون ان تراكم خبرات او تراكم معارف. لأنه صراحة الأفق كان غير واضح، رغم انه انا كنت أشتغل ولكن الأفق لم يكن واضحًا بشكل صريح.
عمر أبو عرقوب: [00:30:21.79]
بعدها انتقلت لدراسة الماجستير والدكتوراه في قبرص التركيّة، وتخصصت اكثر بمجال الاعلام والدراسات الاعلامية بشكل أساسي. هو مجال شغلي ودراستي في البكالوريوس. 2019 أنهيت الدكتوراه وبعدها رجعت على البلد مباشرة. بعد 7 سنوات من الغربة، رجعت مباشرة على البلد. يعني أنا ناقشت في شهر 9 (أيلول/ سبتمبر) وفي شهر 10 (تشرين أول/ اكتوبر) كنت موجود في ارض الوطن، رغم انه كان في فرص إنه أنت بإمكانك، العالم مفتوح. بإمكانك أن تذهب. بإمكانك أن تحصل على فرص كثيرة، ولكن أحسّ إنه في واجب. يجب ان تدفعه او تعطيه لهذا الوطن أو لهذه الأرض. كنت أمرّ بتجربة أنّك يمكن أن تُدرِّس طلاب أجانب، ممكن أن تُدرّس طلاب أتراك. ممكن تدرس طلاب، لكن أحسّ أنّ تدريس الطلاب الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، بالتفاصيل الموجودة، بالحالة الاستثنائية التي تختلف عن كل العالم. فيها تفاصيل وفيها تحديات ابدًا ليست سهلة، ولكن بالنسبة لي أراها مثمرة. ورغم أنه أرجع وأحكي لك أنها (تجربة) لم تكن أبدًا سهلة. أنا اليوم بالجامعة العربيّة الأمريكيّة، أدرِّس في قسم الاعلام والاتصال بالماجستير والدكتوراه، بشكل أساسي بكليّة الدراسات العليا. وحاليًا أرأس قسم الاتصال والاعلام في كليّة الدراسات العليا بشكل أساسي، لا أعرف إذا تريد تفاصيل أخرى؟
أحمد البيقاوي: [00:32:24.27]
لا أنا يعني مبسوط. انت فعليًا أخبرنا وليس اذا أردت أنا! انت تحب أن تعطينا تفاصيل إضافية فتفضّل.
عمر أبو عرقوب: [00:32:32.76]
يعني هذا بشكل اساسي.
أحمد البيقاوي: [00:32:36.15]
فكرت في الإجابة انت قبل؟ يعني رتبتها هكذا؟ كما تعرف الأكاديميين يصفّطون أفكارهم يعني، ففي هذه السلاسل تكون واحد مرتاح.
عمر أبو عرقوب: [00:32:45.24]
حينما تحكي عن حالك فلا ضرورة أن ترتب أفكارك، يعني تحكي عن حالك فانت عارف كل المعلومات، وليس هناك أحد يعرف معلوماتك أو بياناتك بقدرك.
أحمد البيقاوي: [00:32:58.02]
طيب عمر، كيف لا تحب أن يتم وصفك، أو تصنيفك أو وضع ليبل عليك أو تسميتك؟
عمر أبو عرقوب: [00:33:06.29]
من ناحية مهنية؟
أحمد البيقاوي: [00:33:08.24]
مهنية عامة شخصية.
عمر أبو عرقوب: [00:33:11.42]
انظر، أنا بحب أكون حدا أكاديمي وباحث بشكل مهني، وبحب أكون حدا مستقل في تفكيري السياسي والايديولوجي؛ لانه بصراحة هذا الشيء قد يكون للأكاديمي بشكل أساسي. أحيانا تشعر اذا انت كنت مصنّف تحت ايدولوجية أو فكرة سياسية محددة يعني انه انت لا تعمل شيء مهني حقيقي وصحيح، من ناحية الأكاديميي أو البحث، والأمر الآخر انه انت أفكارك ستتعارض حتمًا مع الفكر السياسي الموجود؛ لانه انت ممكن حينما تريد أن تبحث أو تقرأ أو تتعلم فسترى أن هناك أشياء تتعارض مع الواقع، أشياء قد تتعارض مع القرارات السياسية الموجودة في كل الحركات والأحزاب الفلسطينية والعالمية حتى، وأحيانا تضطر أن تخضع، وقد تضطر أن تقبل بشيء لا يعبِّر عنك على مستوى قرار وفكر وعلى مستوى أشخاص. وبالتالي أرى بالنسبة للأكاديمي وبالنسبة للأشخاص الذين يحاولون أو يحبون أن ينتجوا، ويربون أجيال، أوينتجون فكر وبحث علمي حقيقي هو بحاجة إلى أن يتجرّد كثيرًا من الايدولوجيات والأفكار السياسية. طبعًا أنا لا أقول لك أن هذا الأمر سهل في مجتمع فلسطيني وفي واقع فلسطيني وكلنا أبناء هذا الوطن ونعرف قديش صعب انك تولد وأنت عليك ليبل(وصف ملازم) يعني انت منذ صغرك اذا انت عائلتك كذا فانت كذا، والمجتمع أحيانا لا يقبل انه انت تطلع مختلف، عندك فكر جديد أو عندك شيء جديد، لا مفرّ من ذلك، انت لا بد أن تكون مرتبط بهذا الشيء، وهذا للأسف فيه ظلم كبير لكثير من الطاقات وكثير من الحاجات التي ربما يكون الشخص بحاجه لأن يعبر عنها. ممكن لو في السابق قد يكون عندك تنوع معين أو يكون لديك انتماءات ممكن تكون أكثر ولاءً لفصيل معين، لحزب معين. ولكن برجع بحكي انه في الظرف الذي انت موجود فيه كشخص أكاديمي وكمربّي لأجيال، وكشخص يقدم فكر أو شيء تربوي فأنا برأيي أنك هنا يعني ستتعارض حتمًا يعني مع هذا الشيء، إلا اذا انت كنت متصالح مع ذاتك انه ااه أنا ليس لديّ مشكلة بهذا الموضوع.
أحمد البيقاوي: [00:36:13.30]
عمر أنت نشأت في بيئة مسيسة؟ عائلة مسيسة.
عمر أبو عرقوب: [00:36:17.53]
طبعًا طبعًا يعني عائلتي. أقدر أن أحكي لك أن أغلبهم.. أنا عندي 9 أخوة. في منهم 7 سُجنوا. فأنت لك أن تتخيّل.
أحمد البيقاوي: [00:36:36.16]
أنت لست في (بيئة) مسيّسة، أنت في كتيبة.
عمر أبو عرقوب: [00:36:37.54]
يعني أذكر في 1998 كان اول اعتقال او كنت اول مرة يعني أشهد ذلك الموقف. ان يأتي الجيش على البيت الساعة 2 بالليل يقتحموا البيت ويعتقلوا 4 من اخوتي الكبار بنفس اليوم. فكانت هذه بالنسبة لنا صدمة كبيرة. وبصراحة من هناك بدأت أنت تدخل أو تفهم ماذا يجري، لماذا يحدث هكذا؟ ومن نحن ولماذا هؤلاء يأتون علينا؟ وأنا في تلك الفترة كنت عمري 10 سنين تقريبًا 9 سنين. المشهد ما يزال مرسومًا، وثابتًا، وراسخًا عندي. انه من هناك شعرت إنه بدأ تحوّل في داخلي انه ماذا يعني فلسطيني؟ ماذا يعني ان تكون تحت احتلال؟ ما هي الاثار التي ممكن تترتب عليّ؟ ما هي المعاناة والإشكال التي ستكون موجودًا فيها. وبعد ذلك طبعًا كان في سلسلة كثيرة من الاعتقالات ومن.. تعرف يعني هذا الموضوع اي فلسطيني معرّض له في أي وقت وكلما صار مشكلة ممكن تتعرّض له اي عائلة عمليًا.
أحمد البيقاوي: [00:37:54.35]
انت بتحكي لي قاعد انه في الـ 1998 مشهد اعتقال اخوتك الأربعة هو المشهد الفيصل أو الفارق فعليًا في علاقتك بفلسطين؟
عمر أبو عرقوب: [00:38:06.62]
صحيح لانه كانت أول مرة بالنسبة لي أرى من يدخل على البيت بطريقة عدوانية همجيّة، يكسِّر، يصرخ، يعتقل، يضرب، يعني مشهد ما زلت غير قادر على نسيانها، في تلك الفترة كان عمري فقط تسع سنوات، يعني لم أكن أعرف بالكاد ما الذي يحدث. لكن بعدها فهناك كم هائل من التساؤلات التي تُطرح عليك ويتم سؤالك ويحكي لك انه لماذا يحدث هذا؟! ومن أنت؟ ومن هؤلاء؟ ريثما أنت ببطئ تبدأ تفكر وترى وتقرأ، وكما تعرف يعني عندما تكبر فبشكل تدريجي تندمج بشكل لا إرادي في الحالة الوطنية بشكل كبير. وتصبح على دراية بكل الفصائل السياسية والأحزاب، وماذا يقولون، وهذا مين، وهذا مع، أو هذا ضد.. وكل هذه التفاصيل تبدأ بالنسبة لك، لكن دعني أحكي لك عن حالي بشكل أساسي، أنا لم يسبق لي أن أفكر بشيء اسمه سياسي أو شيء اسمه اعتقال او شيء اسمه تحزّب أو أحزاب أو إلى آخره.. وحتى انه اشي وطني فلسطيني، لكن بعد هذا المشهد الذي فرضه علينا الاحتلال _يعني والله لو احنا لسنا تحت احتلال فبالطبع يكون لدينا حياة بسلام تمامًا لكن احنا تحت احتلال_ والاحتلال هو الذي فرض علينا هذه المشهديّة، وبالتالي الاحتلال الذي كان سببًا من حيث لا يدري طبعًا أو بدون معلومات بالنسبه له، بانه يكون في كثير من الناس الذين يهمُّهم موضوع الوطن والبلد وتهمُّهم القضايا السياسية والاجتماعية والوطنية. كثير من التحزُّبات السياسية التي ظهرت، كثير من الشباب الذين لجأوا لهذه الأحزاب السياسية، الحراكات الاجتماعية التي كانت موجودة هي بالأساس محرّكها الأساسي والذي فرضه علينا هو الاحتلال. دعني أقول أنها خاصة في الحالة الفلسطينية؛ لانه احنا لا أعتقد أننا قد وصلنا لحالة الدولة التي نحكي في سياقها انه ااه احنا الآن بإمكاننا أن نعمل حراك سياسي لتغيير قانون، أو للمطالبة بانتخابات، فلا. نحن لا زلنا يعني تحت احتلال.
أحمد البيقاوي: [00:40:31.98]
طيب عمر وأنت قاعد بتحكي فتمامًا كرأييي؛ بمعنى مثلا شكل الوعي السياسي انك إما أن تجرّب أن تنخرط في فصائل هكذا يعني بالنشآة خاصّتنا، من المدارس إلى لجامعات، أو انك فعليًا تستظل في واحدة منهم، يعني كانت دائما ما يكون لكل أحد جولة أو فعليًا حتى يكون لديه فضول اتجاه فصيل ما، لكن كل واحد لا يكون قد سلك من البداية للنهاية بذات المسار، يعني لديك متاح، لكن ليس هنالك خيار بأن تشتغل سياسة خارج هذه السياقات، يعني هكذا كانت أجيالنا، واضح أن هنالك الكثير من الفوارق صارت في الـ 15، 20 سنة الأخيرة، لكن أيضًا في نفس الوقت يوجد هنالك فترة علِقنا فيها انه ما في تنظيمات، ما في أحزاب، وطوال الوقت نقول ما في تعبئة، ما في تنظيمات، ما في أحزاب، الأجيال باظت، والناس كذا وكذا.. جاءت 2021 وفرزت هذا الجيل الذي انطلق لوحده بسرد روايته، بقيامه بالنشاط الالكتروني أو النشاط الرقمي، والذي أيضًا كانت ذروة المشهد _ذروه هذا الشيء الذي نحكي فيه_ هو تراكم سنين طبعًا من النشاط والتضامن والمناصرة على مستوى العالم، سنين طويلة، لكن هنالك شريحة عمرية نزلت على الشارع ما بعد 7 اكتوبر قبل أن يقدم الفلسطينيون روايتهم، فبالتالي احنا قاعدين بنحكي على جيل محصور بـ تيك توك فحسب! هو أيضًا موجود على الشارع في الميدان، لكن لا ينتظر من أحد أن يلقِّنه الرواية، هو ينزل فعليًا ويتحدّى بندِّية، ويكسر فعليًا أشياء كثيرة، وأعتقد ربما انت في بداية الحوار عندما حكيت بسياق "في جدران" أو هناك حواجز بينك وبينهم، يمكن أنا أعتقد أن واحد من الحواجز كمية الجرأة الموجودة، أو الاستعداد فعليًا للمغامرة، هذا يتعلق بشريحة عمرية صحيح، لكن هنا يوجد شيء مختلف تمامًا. هل توافقني في هذا الكلام؟
عمر أبو عرقوب: [00:42:29.49]
طبعا طبعا أنا بدي أرجع قبل 2021، من 2015 تقريبًا حينما بدأت عمليات الطعن، وبدأنا نرى الأحداث أن هؤلاء الناس هم شباب 17، 18 سنة، ليس لديه أي فكر سياسي، غير مؤدلج بتاتًا! لكن هو بالنسبة له حينما يأتي ليدخل على القدس أو يذهب لأي مكان ويأتي الجندي الإسرائيلي يمنعه ويوبّخه أو يتصرف معه بأسلوب غير لائق، فهذا الشيء صار يمسّ قيمته، صار يمسّ شخصيته، وبالتالي هذا الشيء طبعًا موجود، احكي لك بصراحة هذا الجيل وصل تحديدًا لفكرة انه الأحزاب السياسية لم تعد قادرة أن تعطيني شيء، وصلنا لمرحلة انه هو صار قول انه الاحزاب السياسية لم تعد تقدم لي شيء، ولا تفيدني، ولا تلبّي لي الشيء الذي أفكر فيه. وبالتالي لماذا أروح انخرط في أي أحزاب سياسية أو.. لا، انا اذا بدي أقوم بشيء وطني ممكن أقوم به بشكل فردي، وفعلًا عندما جاءت الـ 2021 _تحديدا أيام موضوع الشيخ جرّاح وبوابات القدس وكل هذه التفاصيل_ بدأنا نرى أن الجيل الذي لم يتوجه لعمليات الطعن قد توجه للسوشيال ميديا وتوجه للتيك توك وتوجه لوسائل التواصل التي كانت موجودة والمتاحة، وبدأنا نرى نوع جديد من المحتوى والتفاعل لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية انه مشاهير ومؤثرين على مستوى العالم يتضامنون ويتفاعلون مع محتوى فلسطيني، وانه الفلسطينيين أصبح بإمكانهم أن ينتجوا محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، محتوى تعبوي
عمر أبو عرقوب: [00:44:23.71]
يعني انت حين ترى شباب القدس الذين على التيك توك كانوا يقدمون محتوى عن القدس وعن الأشياء التي تحدث في القدس في الـ 2021، وكل هذه التفاصيل، وهذا الشيء، بالمناسبة "اسرائيل" حاربته. كيف أنها كانت تعتقل منفذي العمليات، وتلاحق الناس الذين ينشرون فيديوهات لها علاقة بموضوع القدس وموضوع المحتوى الفلسطيني بشكل أساسي، واستطعنا أن نُحقق بعض النجاحات، أنا أرى في 2021 في موضوع النشر والمحتوى الفلسطيني بشكل كبير رغم انه بعد ذلك تمت ملاحقته، ونحن نعرف أن كثير من المؤثرين أو المشاهير على مستوى العالم، جزء منهم بعدما ملاحقة اللوبي الاسرائيلي رجع وحذف محتواه لأنه تعرض لتهديدات، تعرض لكثير تفاصيل، لكن أعود وأكرر و هذا الشيء ينطبق على الذي نعيشه اليوم، انه انا ليس لدي مشكلة، أو لا أحزن كثيرًا عندما يحذف المحتوى بعد أن يكون قد وصل لجماهير؛ لانه انا من ناحيه علمية أنظر لها بشكل أساسي، بالنسبة لي التأثير يقع متى ما الرسالة وصلت. الآن هذا التأثير قد يكون آنيّ، وهذا التأثير ربما تراه بعد 20 سنة. لكن الشخص الذي رأى الفيديو أو رأى محتوى في 2021 لاعتداءات الاحتلال أو في الـ 2023، 2024 في حرب غزه، وهذا المحتوى وصل لجمهور عالمي، الذي رأى هذا المحتوى من جرائم أو انتهاكات أو إلى آخره مجرّد أن رأى هذا المحتوى فهذا المحتوى وصل أو دخل في فكره، وفي عقله اللاواعي. اذا رأى هذا المحتوى أكثر من مرة في فترة زمنية فذلك سوف يترسّخ في عقله اللاواعي وبهذه الحالة حتى لو المحتوى تم حذفه.
عمر أبو عرقوب: [00:46:34.66]
هو وصل وصار فكرة عند هذا الجمهور من هؤلاء الناس؟ أو ما الذي يحدث؟ وبالتالي ممكن ان هذا الفيديو ينحذف لكن التأثير الخاص به يظل موجودًا؛ لأن هذا الشخص حينما يرجع بعد سنتين ثلاثة عشر سنين وتسأله عن القضية الفلسطينية أو عن حرب غزة أو عن انتهاكات اسرائيل أو عن اسرائيل فستجد انه أصبح لديه موقف معارض لاسرائيل، لكن هو لا يعرف كيف تشكّل هذا الموقف مرات، لكن هو صار عنده هذا التشكُّل لانه رأى محتوى معيّن. وبالتالي أنا أعتبر أن النجاح الحقيقي يتمثل في انك استطعت أن تصل لجمهور عالمي، وجمهور جديد سواء على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى تيك توك تحديدًا من 2021 أو في حرب غزة الأخيره. أكيد المحتوى تتم ملاحقته، يتم حظره، منعه ويتم الكثير من التفاصيل بهذا الموضوع، وإسرائيل ليست مقصِّره بهذا الجانب بشكل أساسي، ولكن أنا يهمُّني أن هنالك محتوى قد وصل، وهذا المحتوى لجمهور عالمي وكبير رأى الرسالة وفهمها بشكل صحيح. وليس فيديو واثنين وثلاثه فحسب! انت تحكي عن عدد أقل. أنا حاولت أن أرى بعض المحتوى الموجود أو أتابعه من بداية الحرب عمليًا، انا وجدت انه هنالك فيديوهات مقاطع ريلز 30 ثانية تحكي،و تدعم القضية الفلسطينية بأغنية أو ميك اب أو بحدث معين أو بفعالية محددة، أو يحكي عن غزة أو عن واقع الحرب أو عن جريمة إسرائيليه، أو عن إباده جماع،ية هذا الفيديو وصل لـ 80 مليون مشاهدة.
عمر أبو عرقوب: [00:48:17.75]
وقِس عدد هائل من الفيديوهات التي تحكي عن القضية الفلسطينية، هذا الفيديو أنا بعد أن يراه 80 مليون شخص، بعد أسبوع يُحذف وليس لدي مشكلة. الآن هذه تعدّ مشكلة عمليًا لانه يمثل انتهاك لحقنا كفلسطينيين وللمحتوى الفلسطيني، لكن الفكرة ان هذا اختراق وانا أعتبر أننا استطعنا أن نحققه، وليس فقط كفلسطينيين بل و بمعاونة المتضامنين الأجانب والعرب وغير ذلك.. الذين نشروا بهذا النوع من المحتوى انه قدرنا أن نحقق اختراق أن نوصّل هذا لجمهور كبير وواسع. وهذا شيء أنا برأيي ليس سهلًا أبدًا؛ لأن ثمنه أيضًا ليس سهلًا، فثمنه دماء أبناء فلسطين وأبناء غزة بشكل أساسي. هذا المحتوى في جزء مهم منه غير معتمِد على صناعة المحتوى، انه انت تركّب صور أو فيديوهات، في جزء مهم جدًا منه معتمِد على الشيء الحقيقي الذي اليوم انت ممكن تمسك تلفونك في غزة، وتعمل فقط صورة أو تعمل فيديو صغير للواقع كما هو، انت لست بحاجة لوضع صوت، ولا بحاجة لأن تكتب ولا بحاجه لأن تركِّب صور، أو تمنتج أو تستخدم ذكاء اصطناعي، وهذا الواقع الأليم هو بحد ذاته شكَّل هذا المحتوى الذي حقّق اختراق. والجانب للأسف انه هو جانب أليم بفعل أن نجاح هذا المحتوى كان بسبب الألم وبسبب الإبادة، وبسبب الدمار الذي وُجد فلسطينيًا. لأجل ذلك ليس من السهل أن يرجع الجمهورينساه. حتى الشباب الصغار، حتى جيل(Z). حتى جيل ألفا، حتى حينما يرون هذا المحتوى فليس سهلًا انهم ينسوه بشكل سهل وبسيط.
أحمد البيقاوي: [00:50:04.54]
عمر من ناحية ثانية الذي تقوله مخيف! حينما تقول لي 80 مليون مشاهدة، في رسالة وصلت للـ 80 مليون. ليس لديك مشكلة أن تكون قد حقَّقت الأثر بمجرّد الوصول ومراكمة فعليًا الأثر، فعظيم ممتاز. لكن أيضًا لديّ فضول أن أعرف إذا فعليا موارد المعرفة عند الشرائح العمرية هذه ليست من تنظيمات ولا أحزاب، ولا من التليفزيون، ولا من برامج وثائقية.. إلخ من كثير من الموارد التي يمكن أن تأخذ منها معلومة موثوقة كويس؟ من أين الموارد هاي؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن جزء أساسي أصلًا من نجاحهم أنهم قدروا أن يكسروا فعليًا أو يفقدوا الثقه بكل مصادر المعرفة والتي فعليا نحن اليوم في فلسطين؛ المواقع الإخبارية كلها لا تجد موقع ممكن يعمل لك تحقيق استقصائي محترم، لكن احنا لا زلنا نتابعها! نكون عارفين ان المواقع الفلانية لا تحكي عن القضية الاجتماعية مثل مقتل مرأه في المكان الفلاني. لكن نظل نتابع الموقع هذا! في حدا جاء نزع يعني الشرعية عن هذه المواقع بالنسبه له لشريحه عمرية ما وتجاوزها، لكن في ذات الوقت عمر فهناك شيء هنا يعني بخوِّف، مع الشك مع الكسر بموارد المعرفة مع الكفر. بكل فكرة السلطات الموجودة، سلطات أمنية وسلطات غيرها، وحتى فكرة التعامل مع الفيديو انه الذي حقَّق أو المهم انه يوصل مهما حقق ارقام حتى لو حذفوه برجع بعمل حساب ثاني، لكن في ذات الوقت الرواية الفلسطينية حساسة جدًا وأحيانا تُشكَّل كردّة فعل على الرواية الاسرائيلية بمواضع ما يعني، يعني هذا بمكان ثاني. فهل ينفع أن تساعدني أن أفهم موارد المعرفة الجديدة الحديثة التي ترتقي لمستوى أو تتناسب مع مستوى صناعة المحتوى الذي ينفع أن نسميه جديد أيضًا؟
عمر أبو عرقوب: [00:52:02.37]
انظر، بشكل أساسي يعني احنا لدينا شقّين، شيء له علاقه بالموارد وشئ له علاقة ممكن نحكي بالأخبار الكاذبة أيضًا، بشكل أساسي الموارد التي قد اعتمدوا عليها، دعني أقول من منصة تيك توك بشكل أساسي، في موضوع الحرب بشكل أساسي كانت معتمدة أولا على الناس منتجي المحتوى الموجودين في غزة أو في الأراضي الفلسطينية، بمعنى انه نحن ممكن نرى الفيديوهات أو مقاطع الريلز التي كانت منتشرة عالميًا لمجموعة من الصحفيين، مجموعة من المؤثرين الذين كانوا يغطّون أخبار الحرب في بداياتها واستمروا، ورأينا مثلا نموذج معتز عزايزة، نموذج باليستيا عقاد، كثير من الصحفيين وخاصةً الذين كانوا ينشرون باللغة الانجليزية، وبالعربي أيضًا رأينا عبود بطّاح شاب عمره 17 سنة، ينتج محتوى وفقط يُظهر الواقع. الآن هنالك شيء مهم في فكرة مقاطع الريل بأنها تحاول أن تكون قائمة على ما يحدث في هذه اللحظة. أو شيء واقعي جدًا، لا أريد شيء مشغول ومعدَّل عليه بالمونتاج أو انه دخل عمليات إنتاج محتوى بشكل كبير. لا، هو بشكل أساسي يريد شيء حقيقي واقعي يعكس الواقع في هذه المنطقة وبهذه الحالة الآن. وبالتالي هذه كانت نقطة قوة أن هذا المحتوى بشكل أساسي وهؤلاء الناس الذين يصوِّرون من أرض الواقع ما يحدث من قصف ودمار وقتل وتشريد ونزوح وإلى آخره.. وهو فقط يصوِّر ما يحدث الآن؟ وبالتالي هذا الذي خلق الانتشار الواسع للفيديو والمحتوى الذي انتشر بشكل كبير. حينما ترى منظر المساعدات النازلة من السماء على أهل غزة، فقط كل ما في الأمر شخص يصور بفيديو انه كيف شكل المساعدات نازلة على الدمار.
عمر أبو عرقوب: [00:54:23.25]
هذا الفيديو حقق 50 مليون مشاهده في أقل من يوم. وتجد أن الحسابات الأخرى كلها أخذته وتناقلته، وانت لم تعمل أي شيء! انت لم تعالج الفيديو وحتى فقط ربما تجد عليه كلمة واحدة مكتوبة أو هاشتاغ واحد. هذا بشكل أساسي. ثانيًا، موضوع المؤثرين العرب والأجانب. هذا موضوع كثير كان حاسم ومهم انه هذه الفيديوهات جزء كبير من المؤثرين بدأوا ينقلونها وينشروها على حساباتهم. وهؤلاء عندهم مئات الالاف وملايين من المتابعين. وبالتالي كان هناك انتشار بشكل كبير وواسع لهذا الموضوع. ولأجل ذلك فأيضًا هنالك شي مهم حصل أيضًا على السوشيال ميديا كلها ان المؤثرين الذين يدعمون القضية الفلسطينية أو الذين يدعمون إسرائيل. وبدأت تظهر عندي قوائم الحظر، انه الدعوات والحملات على السوشال ميديا على تيك توك أي مؤثر لا يدعم القضية الفلسطينية اعمل له حظر أو اعمل له حذف، أو لا تشاهده أو قاطعه. وهذا حقق انتشار كبير، ومؤثرين على مستوى العالم وممثلين بهوليود اضطروا انهم أحيانًا يعبّروا عن رأيهم ويكتبوا ويناصروا القضية الفلسطينية. وستجد أيضًا أن الأشياء ممكن تكون بسيطة، فتجد مثلا أحد المؤثرين العرب مثلًا يعمل فيديو مباشر على تيك توك، فهو فقط يحاول أن يحضر أحد على البث المباشر ويكون من "إسرائيل" أو يهودي في "اسرائيل"، او من المستوطنين، او من الجيش، فإنه فقط حين يطلع حدا مثلا وتكون مجنّدة في الجيش أو مجنّد اسرائيلي يروح يشغّل له اغنية فلسطينية، مقطع كثير بسيط، كثير خفيف، كثير لطيف.
عمر أبو عرقوب: [00:56:27.03]
ما فيه أفكار معقدة انه فهو ينتظر لما يأتي واحد إسرائيلي وحينما يطلع على الشاشة فيشغّل أغنيه فلسطينية، فذاك الاسرائيلي ممكن يقطع ممكن يصير يشتم، وممكن كثير تفاصيل، فهذه المقاطع حققت وأظهرت قديش انه الاسرائيليين ناس عدوانيين وما عندهم ثقه بأنفسهم، وفي عندهم مشاكل نفسية واجتماعيه بشكل هائل، وحتى الناس المدنيّين يقول لك جزء منهم: "اه عادي احنا قتلنا أطفال وليس هناك مشكله نقتل أطفال". أرأيت قديش حجم المرض النفسي الموجود في المجتمع. فهنالك أشياء رغم انها كثير بسيطة إلا أنها كشفت كثير من الخبايا التي كانت موجوده. وهذا بشكل اساسي، طبعا من الموارد الاخرى التي كانت موجوده اكيد القنوات ووسائل الإعلام التي لها صفحات على تيك توك بشكل أساسي، في جزء منهم نجح انه يحقق، يعني أنا أقول لك انه اه هناك جزء منهم نجح في أن يحقق ويعمل محتوى ويُنشر بشكل ايجابي ويحظى أعداد كبيرة من المشاهدات، المحور الثاني المرتبط بهذا السؤال أيضًا انه كان هناك انتشار هائل وكبير أيضًا لموضوع الأخبار الزائفة والكاذبة والمضلّلة؛ لانه مرة أخرى التيك توك ليست منصة أنت تقدم فيها محتوى موثوق مئة بالمئة. وعدد المستخدمين الموجودين والذي كل واحد ممكن يُدلي بدلوه ويقدم محتوى فهذا الشيء يجعل الموضوع انه أي شي ممكن ينشَر. ولذلك في بداية الحرب رأينا انه في كثير محتوى كان عن موضوع اغتصاب النساء وقتل الأطفال الذي فعلوه في 7 اكتوبر
عمر أبو عرقوب: [00:58:20.08]
وفي ما بعد اتضّح انه غير صحيح، لكن هذا المحتوى في البداية نُشر، الأمر الآخر: المحاربه الاسرائيليه للموضوع بملاحقة الناس التي تستطيع ملاحقتهم سواء داخليًا او خارجيًا من خلال قنوات اللوبي الاسرائيلي، اضافة الى المحتوى الاسرائيلي الـ (برو اسرائيل) المناصر لاسرائيل أيضًا؛ لانه في عندهم محتوى أيضًا مناصر بالعالم، وأيضًا ليس سهلًا، ولكن في هذه المرة للمرة الأولى يواجه محتوى فلسطيني قوي، ولا يقدر حتى أحيانًا على مواجهته. فتجد أن الروايه الفلسطينيه الموجوده على تيك توك صارت تتغلب على الاسرائيليه، وصار الذين ينشرون ويدعمون اسرائيل مرات يدعمونها على خجل، ومرات يتعرضون لنقد لاذع، تدخل على التعليقات الموجوده على صفحاتهم وعلى الفيديوهات خاصتهم تنعتهم بانهم ليسو انسانيين ولا حقوقيين وليسو بني آدمين بصفتهم يدعمون القتل والإباده. وهذا بالنسبه للمجتمعات الغربيه _لا أتحدث عن الرواية الرسميه، بل عن الرواية الشعبية_ فالروايه الشعبية حينما ترى هذه المشاهد وترى أنك تدعمها فلديه مشكله أخلاقيه إنسانيه.. وكل اشي بدك اياه! فالمحتوى الاسرائيلي كان موجود، كان ينشر أخبار مضللة بشكل كبير. كان في محاربه للمحتوى الفلسطيني ورغم القيود التي فرضت من قبل التيك توك ومن قبل المراسلات التي ما بين وحدة السايبر الاسرائيليه وما بين وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك والتي جعلتها تحذف المحتوى المتعلق بفلسطين، لدرجة اليوم الناشطين أو الشباب صاروا يستخدمون فاكهة البطيخ، فاليوم صارت قطعة البطيخ تدلل على القضية الفلسطينية، وعلى علم فلسطين؛ لانه تم حظر مثلًا العلم أو المحتوى الداعم لفلسطين.
عمر أبو عرقوب: [01:00:18.55]
ولكن مع ذلك انظر رغم كل هذه القيود الموجودة، استطاع المحتوى أو الرواية الفلسطينية تصل لجمهور واسع وكبير. وهذا الجمهور الذي أعود وأكرر لك بانه غير مؤدلج ولا مؤطّر ولا عنده حتى فكر سياسي واضح. لكنه يرى ناس تقتَّل. وبالتالي بغضّ النظر ما كانت هيّة السبب، وبالتالي أنا في عندي مشكلة اخلاقية في الموضوع، وأنا برأيي هذه النقطة التي قسمت ظهر الرواية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، انه انت تذهب لجمهور؛ جمهور أولا شعبوي صحيح، ولكنه مشبع بالأفكار الأخلاقيه والانسانيه والديمقراطيه التي ينظِّر عليها الغرب والامريكان في آخر خمسين سنة في العالم. وبالتالي هذا الجمهور صار عنده تناقض بأنه يرى قتل لأطفال ونساء وتشريد وإلى آخره، ويرى الموقف الرسمي لحكومته يدعم، سواء في أوروبا أو في أميركا، وبالتالي أصبح لديه مشكلة أخلاقية إنسانية، فهناك صدام في الموضوع. وهذا برأيي هنا كان ثمّة نقطة تحول دعمت موضوع الرواية الفلسطينيه، القضية الاخلاقيه والإنسانيه. لا أريد القول بان القضية السياسية هي المقصود. القضية السياسيه محتملة لآراء كثيرة، لكن القضية الإنسانيه والأخلاقيه هي التي جعلت من هذا الموضوع أن يكون حاسمًا ويكون الفلسطينيين، وليس لصالح اسرائيل. الأمر الآخر ان العالم أو الناس الموجودين على هذه المنصات شعروا بتناقض أكبر حينما بدأوا يقارنوه بالموضوع الأوكراني الروسي. كيف انت كحكومة مكثت أربع سنوات وللآن قاعد تُعبِّئ في الجماهير خاصّتك في دولك في اوروبا وامريكا، وتحكي لي عن روسيا كم قتلت من الاوكران وكم شرّدت وكم وكم وإلى آخره.. والدعم الحكومي والدعم الشعبي وكذا..
عمر أبو عرقوب: [01:02:30.24]
لكن فقط حين نقلب الكاميرا ونروح على فلسطين فنرى الحالة قد انعكست تمامًا، فلهذا التناقض أيضًا صار هناك تناقض كبير وتحدي كبير يتمثل في انه أنا كيف بدي أدعم القتل هنا وأنا قاعد بدافع عن القتل الموجود هنا؟ وهذا الشيء أيضًا منصات التواصل الاجتماعي كان حاضر عليها بشكل كبير، وكثير من الأجانب الذين بدأوا يحكون _ليس فقط المستوى الشعبي، بل نحكي عن مستويات يعني سياسيه وثقافيه كانت بتحكي عن هذا الموضوع_ والاوكران بالمناسبه عندهم محتوى مقاوم لروسيا على تيك توك، وبالتالي الجمهور يرى هذا المحتوى ويرى هذا المحتوى. الآن، في الجانب السياسي والأفكار السياسيه والممارسة السياسيه سهل انك تجمع ما بين هاذان التناقضين، لان الشخص السياسي الذي لديه افكار مسبقة وايديولوجيات هو قادر أن يعرف انه أنا عندي مصالح هنا، عندي مصالح هنا، في سياسه في شيء دولي، وهذا الشيء متعارف عليه لكن الناس الجيل (Z) جيل الفا، الجمهور الشعبي الذي تشبّع بأسس الديمقراطية والحقوقية، والانسانيه.. وإلخ، فبدأ يرى انه لا القصة غير متناسقة، في اشي مش راكب معهم. وأنا برأيي هذا ايضا كان من الأشياء التي كشفت زيف الرواية الاسرائيليه والرسمية الاوروبية والامريكية، وأظهر انه هنالك نوع من التضامن شعبيًا مع فلسطين. وبالمناسبة هذا الذي تظهره حاليًا استطلاعات الرأي، لانني أرى أن استطلاعات الرأي الامريكيه تحكي انه كم الشباب الامريكي اليوم بالنسبة لما حدث صار مهتم أو مؤيد للقضية الفلسطينية، الدولة الفلسطينية، بغض النظر عن ما هذه التفاصيل ولكن هذا الشيء لم يكن موجودًا.
أحمد البيقاوي: [01:04:35.51]
عمر أريد أن آتي عليك قليلًا.
عمر أبو عرقوب: [01:04:40.34]
تفضّل
أحمد البيقاوي: [01:04:40.91]
أعتقد أن هنالك أيضًا احتفاء مفتوح يعني بكل شيء جديد، كان ممكن أن أتعاطى معه من غير حدّة، لو كنا أنا وأنت هكذا قاعدين نحكي فيه وهو موجود بمنصة، ولكن أنا بالنسبة لي مستويات تأثير المحتوى هذا لا تتعلق بالقضية الفلسطينية فحسب بل أيضًا صارت تغطي أو تغير من شكل الإعلام ككل، من شكل المحتوى ككل، نجد أن هناك شبكات كثيرة أعادت النظر بدليل الأسلوب الخاص بها، المعايير المهنية خاصّتها حتى تتعامل مع المحتوى الموجود على تيك توك. الآن وانت قاعد بتحكي تحتفي بفكرة انه في شخص أحضر اسرائيلي وشغّل له أغنية فلسطينية وكسر عينه، أو انه دخل معه حوار ولف عليه ودار، أنا أرى الفيديوهات هذه، ويكون لدي فضول كبير أن أعرف، وكانت تستفزني يعني، انه جلب الجندي، وأثبت عدوانيته، ممتاز حلو، لكن هكذا أنت تتعامل معه. وأيضًا صار هنالك نقاش وما زال النقاش مستمرًا. الآن اذا بدنا نرجع للوراء قليلًا، النشطاء الفلسطينيين في الجامعات لا يضعون أنفسهم على أرضيه مناظرات مباشرة كهذه. في الإعلام احنا حاربنا الجزيرة سنين طوال؛ بقضية ظهور الاسرائيليين عليها وخسرت كثير الجزيرة بهذا الشيء، وكسبت فعليًا تلفزيونات مقابلها فقط لانها لا تستضيف اسرائيليين، يعني بهذا السياق. من مكان ثاني أيضًا من 2011 وما بعدها كانت كمية الثورات كمية القتل، كمية الدمار التي حدثت، اطّلعت على السطح أيضًا معايير مهنية كيف تتعاطى، تصوّر الجثث، الجرحى؟ كيف حين تدخل على موقع، انت أيضًا تحتفي بفكرة انه في حدا موجود في الميدان نقل صورة اطفال موجودين مقتولين كما هم، أو طلع وأخد فيديو الطفلين ووضعهم بحضنه، وشغّل الصور وهو لا يعرف هم أطفال من، أو طلع وأمسك بطفل ما وقال تبرعوا لنا، أو ايًّا كان يعني.
أحمد البيقاوي: [01:06:45.32]
ومن مكان ثالث أيضًا بمعايير الخصوصية صار في _أعتقد يعني بدي اسميه هكذا أنا_انتهاك لخصوصية أفراد، لخصوصية بيوت، لخصوصية ناس. لما انت صار عندك ثقافة انو انا ممكن آتي عندك على الدار وأصور الدار، وما أسالك، وانت تجد دارك في الليل موجودة على السوشال ميديا عند حدا من غير حتى هذا الاستئذان. يعني تعرف هذا الاستئذان أو التنويه؟ لم يعد موجودًا. فأنا اوجد لي هذه الثلاثة معايير، أو هذه الثلاثة مشاهد الآن فقط من مضمون حديثك، أعتقد انه لازم نكون فيهم أكثر حذرًا وأقل فعليًا احتفاءً، حتى لو انه النتيجة انه كسر عين الاسرائيلي وأثبت عدوانيّته. هذا الشيء احنا تنازلنا عنه، شيء ثالث؛ حتى لو في روايتنا الفلسطينية بدنا نثبت للعالم أن هناك إبادة حقيقية موجودة، لكن أنا لا أنتهك حرمات الضحايا، يعني هنالك حرمة لها! اليوم ساقطة تمامًا من كل الحسابات. أتعرف حتى التلفزيونات لم تعد تغطّي فعليًا أو تموِّه، والنقطة الثالثة قضية معايير الخصوصية، لم تعد موجودة هذه، يعني حتى ممكن في ناس تضحك علي الآن، انه انت ماذا تقول؟! عادي يعني شو هالقصه! صوّر في الصالون وطلع يعني.
عمر أبو عرقوب: [01:08:04.71]
لا أنا أتفق معك تمامًا. بالعكس يعني هذا الشقّ الذي لا بد أن نكمل فيه تماما وهو الصحيح. الآن أولًا أنا لا أريد القول عنه احتفاء بقدر ما هو تشخيص لما حصل على أرض الواقع. الأمر الآخر أنظر يعني أنا من أشد الناس الذين هم ضد التطبيع، وحتى التطبيع الاعلامي أيضًا واستضافة الاسرائيليين على وسائل الإعلام. لكن أنا هنا قاعد بحكي لك بانه احنا بنحكي عن مستوى شعبوي تمام؟ وليس مستوى رسمي، وانت ليس لديك سيطرة عليه، يعني هذا المؤثر الذي يمكن أن يكون عربي أو أجنبي. والموجود في اميركا وقاعد بحكي مع الاسرائيلي فأنت ليس لك سيطرة عليه، وهو غير مقتنع بفكرة التطبيع التي أنا أفهمها كفلسطيني.
أحمد البيقاوي: [01:08:59.57]
لا بس صار في عرب كمان موجودة تعمل نفس الدور.
عمر أبو عرقوب: [01:09:02.09]
نعم موجود موجود موجود لكن أيضًا هو مستوى شعبوي وليس مستوى رسمي، انه هؤلاء المستخدمين موجودين على هذه المنصة، الآن انت ممكن انك تدعو للمقاطعة وقديش أضرار هذا الأمر، وأنا أتفق معك تمامًا، لكن المشكلة ان هؤلاء الناس لا يسمعون منا، ولا حتى يسمعوا من الجهات الرسمية والحكومية التي تقول له انه لا تتحدث مع الاسرائيلي، أو لا تستضيف الاسرائيلي. فلا هو لا يفكر هكذا! هذا الجيل أبدًا لا يفكر هكذا، هذه هي المشكلة، والذي انت حكيته انه لا بد من تغيير في السياسات، أو أن نجد طرق أو وسائل بحيث انه فعلا يكون هنالك ضبط لهذا الموضوع، حجم الانتهاكات الخصوصية الموجوده فمئة بالمئة أنا أتفق معك. وهذه الخصوصية أعود وأكرر المشكلة فيها انه من الجهة التي يمكن أن تفرض هذا الشيء. اذا تيك توك نفسها كمنصة أو راعية لهذه المنصة ليس لديها مشكلة في الموضوع، ومرات في أشياء طبعا استطاعوا انهم يتعاملوا معها على مستوى الخصوصية، والمستوى الانساني. لكن في القضايا الفكرية والسياسية فأنت تتعامل مع جيل (Z). واحنا حكينا في البدايه انه هذا الجيل أصبح له خصوصية ومعايير مختلفة. انا لا أحكي عن إعلام رسمي، لا أحكي عن جزيرة و لا عربية ولا..
أحمد البيقاوي: [01:10:16.74]
أنا لا أحكي إعلام رسمي، لكن كما تعرف احنا بظرف سنتين فقط عمر أصبحت نفس النماذج التي أنت ذكرتهم يشتغلون في مؤسسات رسمية. يعني صارت المؤسسات الرسمية تستقطبهم للعمل داخل المؤسسات حتى يجلبوا تأثيرهم وجمهورهم، فهم يأتون بمعاييرهم.
عمر أبو عرقوب: [01:10:34.65]
صحيح صحيح وهذا يحتاج فعلًا تفكير وطرق وأساليب جديدة ترجع تحكي لي ما هيّة المعايير التي ستنطبق على هؤلاء الناس. لكن لا بد أن تكون على دراية أن موضوع التطبيع احنا نحكي فيه واحنا بنقاتل لأجله في المؤسسات الرسمية، والمؤسسات الحكومية وفي المؤسسات الإعلامية حول العالم. لكن أعود وأكرر انه على المستوى الشعبي أحيانا _خاصة الشعبي غير الفلسطيني تمام_ أنا لا أقدر على أن أفرضه أو أحاسب عليه، ولكن أنا أقدر على أن أجني ثمار إن كانت موجودة. اذا كان في شيء ممكن أقدر أستفيد منه من الاشي الموجود مسبقًا أو الناس الذين يستخدموه، فأنا لا مشكلة لديّ بهذا الموضوع. انظر احنا كنا في هذا النقاش أيضًا نحكي حول فكرة انه على السوشال ميديا أو على تيك توك تحديدًا اليوم متى صار في عندك إدراك انه الخلفية الفكرية والسياسية للشخصية الموجودة مش كثير مهمة بالنسبة لك بقدر ما هو مهم انه هو ماذا يقدم شيء ممكن يكون مفيد مفيد لك أو يخدم التوجُّهات الموجودة. لذلك يعني ممكن أحكي فكرة جريئة قليلًا أيضًا؛ انه احنا ليس لدينا مشكلة بأن الشواذّ الجنسيين الموجودين في العالم اليوم هناك جزء منهم يناصر القضية الفلسطينيه، بالتالي أنا ليس لدي مشكله بأن هؤلاء يناصروا القضية الفلسطينية. أو أن يتم التعامل معهم بطريقه ما. لانهم يعبروا عن رأيهم بهذه القضية وواضح انه لهم حضور وتأثير في قطاعات معينة في العالم. وبالتالي أنا هنالك شيء يُفيد وشيء يحكي عن القضية الفلسطينية ومناصرة القضية الفلسطينية. انظر أنا هنا لا أتحدث عن إعلام ومؤسسات رسمية وعن قوانين صحافة صارمة، انت تتعامل مع حالة عشوائية موجودة على السوشال ميديا، لا يمكن انك تسيطر عليها من خلال الأساليب التقليدية التي كانت موجودة.
عمر أبو عرقوب: [01:12:54.47]
أنت تحاول أن تدعو وتحاول أن توعي، لكن ليس دائما ما ينجح هذا الأمر. وأنا أتفهم فكرة التطبيع، ممكن للبعض أن يفهمها بهذا السياق، لكن لا أنا برأيي أنها فكرة مختلفة قليلًا، وكونها لا تنطبق على الفلسطينيين. الأمثلة التي أحكي عنها ليست أمثلة فلسطينية، بل أمثلة أجنبية وعربية بشكل أساسي. الأمر الآخر انه في شيء مهم انه انت عندما تعمل مقابلة أو لقاء مع إسرائيلي هو ناطق باسم مؤسسة رسمية، ويمثل مؤسسة رسمية، فهذا فيه مشكلة كبيرة؛ لأن هذا الشخص هو متحدِّث، وعارف كيف يحكي، وعارف كيف يشتغل على موضوع الجمهور والكلمات والمصطلحات وتصير تفاصيل. وأنا أحاول أن أفصل دائمًا ما بينه وما بين المستوى الشعبي، يعني الجهتين انت بالنسبة لك ليس لك سيطرة عليهم، والجهتين لا يمثلوا موقف رسمي.لا لمؤسسة، ولا لشخص، ولا لجهة معينة، ولا لإطار ولا لحزب ولا لأي شيء. هذا شيء موجود منتشر، وبالتالي انت لا بد أن تتعامل معه، وتديره، ولا بد أن تستفيد منه. وأنا أتوقع أنك لن تقدر على منعه. يعني الناشطين والمؤثرين الموجودين اليوم على تيك توك اذا جئته تحكي له بهذه الأفكار والتي هي ربما بالنسبة لنا غير مقبولة، أنا أتفهّم. لكن بالنسبة لجيل (Z)يقول: "لأ ليش؟! أين المشكله يعني؟! عفوًا من أنت حتى تحكي لي انه ممنوع وغير مسموح؟!" فيقول لك: "لا أنا مستعد أجيبه، وأبهدله ومستعد أنه أحرجه". فبالنسبة لهم هذه الخصوصية متقبَّلة عندهم بشكل أكبر من الجيل السابق. وهذا أنا برأيي
أحمد البيقاوي: [01:14:49.45]
إنه من ضمن الأفكار التي طرحناها في البداية.
أحمد البيقاوي: [01:14:52.03]
نعم هذه لكن دائمًا كانت موجودة، حتى في أجيالنا يعني في الخارج، أنا درست في مصر، ودائمًا كان يكون هنالك نقاش فعليًا حول انه لماذا المصري يقاطع وقت الاسرائيلي؟ حينما يكون يريد المجيء فلا يأتي، ويكسر عينه ويعلِّم عليه. ويحكي انه احنا المصريين الذين بنينا وعملنا وكذا. يعني دائمًا هذا الاشي كان موجود، وأعتقد حتى التسليم لفكرة انه لن يسمعونا. هو النقاش ليس أن يسمعوني، بل أن يسمعوا الفكرة. والحلو بالموضوع انه هذه الفكرة تُطرح بينهم وبين بعض. يعني انا أرى في التعليقات أن هناك أيضًا أناس غير قادرة أن تتقبل هذه الفكرة، فتأتي وتقول انه اصلا انتم لا يجب أن تكونوا هنا، فهذا تطبيع. وفي حالة أشبه بمزايدة تحدث داخليًا بينهم. ولانه أيضًا لا يوجد معيار للرواية ما في مرجع للرواية التي تحكى، ومن ناحية ثانية أيضًا تعرف يعني هذا فقط من الايجابيات الصغيرة جدًا من الحالة الشعبويّه انه هي ليس لها معيار فتتصدّى وتضرب ببعضها يعني بمكان. وأيضًا عمر صارت الأساليب بسرد الرواية الفلسطينية بحديثنا مع بعض، بنقاشاتنا مع بعض وكأننا نعمل دعاية ضد بعضنا البعض. يعني انت فعليًا يمكن أن تهاجم الناس الموجودة في مناصري اسرائيل، مناصري الاحتلال، يمكن أن تهاجمهم، بنفع يعني تعطي دعاية مضادّة، لكن انت فعليًا اليوم نرى في السنتين هاتان نوعية جمهور مثلنا، من أجيالنا تمام؟ ثم الأجيال الأصغر، وكأنه فعليًا استخدام لتجربة المستخدمين ككل على السوشال ميديا تحولت لشيء شعبوي جدًا كبير. احنا صرنا نعمل دعاية مضادة على بعض. لم يعد بالإمكان انه أنا وعمر نتناقش بفكرة ولا على اكس ولا على فيسبوك ولا على انستغرام ولا على تيك توك. لست متأكد أيضًا أن هذا المشهد هو هذا ما اله علاقه ربما بجيل التيك توك بشكل أساسي أو بجيل ألفا ولا جيل (Z). لكن أعتقد هنا أيضًا أن هنالك حالة من الشعبويّة الطاغية جدًا، والتي أيضًا هؤلاء الناس الذين نحكي عنهم نناقشها هي جزء أساسي منها؛ لانه ذات الشيء عندما يأتي ويقول لك: "من وين المصدر" فيقول لك: "لا تنتقد المقاومة، لا تحكي هذه الفكرة، مين انت حتى تعمل هذا الاشي؟ انت ماذا عملت حتى..؟" وهذا يعني يأخذنا لمحل أعتقد أننا ابتعدنا قليلًا عن توليد الأفكار عن خلق ثقافة، عن تشكيل معرفة ما، ممكن تأخذنا لمكان ايجابي مستقبلًا.
عمر أبو عرقوب: [01:17:26.40]
انظر، نحن سنرجع قليلًا لبداية الحلقة، عندما حكينا ان هذا الجيل الجديد أو هذه المنصّات، وتحديدًا نحكي عن تيك توك بشكل أساسي مثلا. فهي تستهدف جمهور لا زال في فترة الشباب والمراهقة، ولا يملك المبادئ الفكرية والتربوية والسياسية والثقافية التي تريدها مكتملة. الأمر الآخر موضوع الشعبوية بشكل كبير موجود على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا شيء اجتماعي وثقافي لا يمكن تغييره في يوم وليلة! والأسوأ انك لست من يتحكم في تغييره، من يتحكم في تغييره قوى عظمى ودول عظمى ومنصات ضخمة ورأس مال ضخم وكبير جدا. انت لا تملك السيطرة عليه. لكن انا بدي احكي لك انه السبب الذي جعل هذه الحاله الشعبوية انها تظهر وتكون موجودة فهناك الكثير من الأسباب، ولكن من أهمها ان من يتحكم بالمشهد العالمي بشكل أساسي؟ من يتحكم بهذه المنصات؟ من أوجد هذه المنصات وجلبها لنا؟ ما الايدولوجيات لهذه المنصات؟ احنا حين نحكي عن منصة مثل فيس بوك أو منصه مثل تويتر أو اكس ..فهذه منصات تتبع ايديولوجيات محددة، وهي صِّممت وتُصمَّم وتعتَّل سياساتها كل يوم بما يخدم أجندات معينة. وهذا جزء من الحالة الشعبوية بالمناسبة التي نراها. لانه عندما أنت تمنع أو تحظر محتوى باتجاه معين الذي سيحلّ محله هو المحتوى الشعبوي. انت حظرت المحتوى الذي يحكي عن الاحتلال والمقاومة، فمن سيحل محله؟ سيحل محله المحتوى الشعبوي بشكل أساسي. وفكرة الشعبويّة بشكل أساسي انه فعلا هي عائمة متضاربة مع بعضها، كثير آراء مختلفة فيها، والسيطرة عليها أيضًا ليس سهلًا أبدًا. أو قد يكون غير ممكن انك تسيطر على شيء؛ لان هذه لها موارد كثيرة وأسباب كثيرة وخلفيات ثقافية وسياسية كثير مختلفة، ومرتبطة ليس فقط في الحالة الفلسطينية.
عمر أبو عرقوب: [01:19:56.64]
بالمناسبة أيضًا هي ممتدة او ممكن الحالة في فلسطين تكون متأثرة بحالات بحالات أخرى مجاورة عربية عالمية إلى اخرة. ولأجل ذلك أنا أرجع وأقول الذي نحن يفترض ان نذهب له هو مقدار إمكانيّة نحن كفلسطينيين أن نقدّم شيئًا ممكن تكون مؤسسة. ممكن تكون جهة رسمية جهة داعمة. يعني تحكي لي انا أريد أن اعمل شيئ للسوشال ميديا، عليّ أن أضع مجموعة من القواعد والتوجهات التي أريد نشرها على السوشال ميديا. احاول اهذّب الحالة الموجودة على السوشال ميديا وكيف يتعامل الناس مع بعضهم وكيف يحترمون بعض وكيف. كيف نعبّر عن الرواية الفلسطينية وكيف نعبّر عن حالنا بطريقة لائقة وبطريقة مناسبة وبطريقة مؤثرة. كل هذه التفاصيل للاسف نحن قد نكون يعني مع أنه لا. قد نكون في عندنا محاولات جيّدة في موضوع الاعلام الرسمي والاعلام التقليدي. بأن يكون في عندنا رواية باتجاهات محددة. الا إنه هذا الشيئ على السوشال ميديا. غير موجود السوشال ميديا يعني كيف يقولونها "طنجرة ضائعة" وانت هنا لا أحد يوجّه، او يحكي، ما الذي يتوجّب عمله، تستهدف طبقات معيّنة من المجتمع من الشباب صانعي محتوى الى آخره. اليوم كل دول العالم بتعمل مؤتمرات وبتعمل لقاءات لصناع المحتوى عشان يخدم القضية التي يحكوا فيها الا الفلسطينيين. ليس عندنا ولا صانع محتوى ولا جهة قادرة تتبنى فعلًا صناع محتوى فلسطينيين يقدروا يحكوا بطريقة معينة ويتم التواصل معاهم. للأسف نحن نفتقد الى هذا الشيء. وانا برأيي ان هذا الشيء بحاجة الى مؤسسة كي نقدر نعالج او او. خليني احكي نهذّب فكرة الشعبوية الموجودة على السوشال ميديا لأنه لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن انه انت تتحكم فيها بشكل كبير، بحاجة الى شغل كثير بهذا الموضوع. يعني الموضوع ليس سهلًا ابدًا.
أحمد البيقاوي: [01:22:13.64]
طيّب عمر، أريد أن اترك لك المايكروفون. انا فعليا يعني كنت بالنسبة لي، يعني لا أعرف كيف أحكي لك بهاتين النقطتين النقديتين. لكن أترك لك المايك فعليا لتحكي لنا شيئين. يعني إذا أريد أن اناصر فلسطين بهذا الشكل المباشر على تيك توك تحديدًا ماذا يفترض أن آخذ بعين الاعتبار؟ ماذا يفترض أن أفعل، وماذا لا افعل؟ يعني من ناحيتين بنقاط بتفاصيل كيف تحب، لكن أعطيني ماذا أفعل دكتور عمر، تفضّل:
عمر أبو عرقوب: [01:23:06.06]
انظر، من خلال الاطلاع على محتوى واسع على التيك توك والمحتوى دعني أقول انه استطاع أن يحقق صراحة وصول عالٍ لجمهور كبير. فضع ببالك انك أول شيء بدك محتوى بسيط. محتوى يحكي عن فكرة واحده. فكرة بسيطة، بدك توصلها للجمهور، بدون تعقيدات كثيرة، ولا بدي تفاصيل كبيره. عندي فكرة واحدة بسيطة بعمل عنها شيء صغير بشكل أساسي. ثانيًا مهم انه يكون في عندك استخدام للاستمالات العاطفية أو للعواطف بشكل أساسي. وأنا أحكي هنا بالاستخدام الصحيح، والاستخدام الغير متلاعب فيه. يعني انه انت حينما تعرض فيديو معين فهذا الفيديو يعكس شعور محدد، يعكس حزن، غضب عم يعكس. فالجانب العاطفي هنا خاصة على التيك توك مهم جدًا انه يكون متواجد ويكون هناك شيء يدعمه من مشاعر بكافة انواعها حسب كل فيديو أو كل شيء ممكن يكون. الأمر الآخر أيضا انه يكون شيء واقعي حقيقي يحصل على أرض الواقع، يعني مش انه انت تروح تمنتج هذا الفيديو بشكل أساسي أو تنتجه بطرق. لا انا بدي شيء اليوم هو على أرض الواقع يحدث هكذا. هذا شيء كثير مهم سواء كان على المستوى الشخصي أو على مستوى الأحداث التي تصير. اذا انت ذهبت إلى حدث صوِّره كما هو، اذا انت كنت على مستوى فماذا يمكن أن تعمل؟ فيديو تطلع تحكي مع الناس والذي هو التواصل الشخصي هذا قاعد بحقق تفاعل أكثر، بحقق وصول أعلى بشكل
عمر أبو عرقوب: [01:25:05.77]
أساسي على تيك توك. الشيء الثاني بده يكون مسحوب، اليوم الفيديوهات كلها يكون فيها مؤثرات صوتية، هذه المؤثرات الصوتية ممكن تكون أغني، أناشيد، أصوات مشهورة، تريند.. انت ممكن تستخدمها وتخدم فيها القضية الفلسطينية بشكل عام. وفي منها كثير أشياء صارت منتشره ومعروفه على مستوى العالم. استخدام الرموز، والهاشتاغات اليوم صارت أشياء مهمة جدًا. في هاشتاجات صارت منتشره ومعروفه وتساعد للوصول بشكل أكثر. والتصنيفات الخوارزميات بشكل اساسي. مهم أن يكون المحتوى يعكس جانب ايجابي، حتى وان كنت تحكي عن شيء سلبي، يعني انت ممكن تحكي عن الإبادة لكن ممكن انك تكون تعطي بصيص أمل في الموضوع. ممكن تكون بتغطي الموضوع بطريقة يجابيه، بتعطي شوية شعور انه ممكن الواقع يتحسن رغم كل المعاناة، الا انه في اشياء ممكن تكون ايجابيه. هذا المحتوى بالنسبه للجيل الجديد اليوم هو بالنسبة له يجذبه أكثر من فكرة اللطميات التي ممكن كانت منتشرة وما زالت على الاعلام التقليدي بشكل اساسي. المهم انه هذه الفيديوهات أو هذا المحتوى يحكي عن قيم ومبادئ انسانية حقوقية أخلاقيه اكثر مما انه تدخل بالافكار السياسية والايديولوجية وإلخ.. مهم انه يكون محتوى بصري طبعا، احنا بنحكي عن منصة بصريه في الاساس، وهذه نقطه قوة في التأثير لانه انت بشكل أساسي أو المشاهد يستخدم السمع، النظر، القراءة يستمع ويرى كل المحتوى بأكثر من حاسة.
عمر أبو عرقوب: [01:27:32.23]
وبالتالي هذا الشي يجعله يتملّكه بشكل أكبر، وبالتالي أكيد بدنا محتوى بصري أيضًا يكون محتوى بصري واضح جذّاب. قديش فيه قدرة وإمكانية لهذا الموضوع فيكون أكيد مؤثر، مع استخدام العنوان الصحيح، أو التسمية التوضيحية الصحيحة المرافقة له. وأحيانًا انت بحاجه لأن تستخدم المحتوى التفاعلي بذاته؛ يعني المحتوى الذي يجعل الجمهور يتفاعل معه حتمًا، انه انت تحكي له بطريقة ما انه تفاعل معي، احكي لي رأيك، شارك الفيديو، دائمًا يكون فيه ما نسميها( Call to Action) انه يكون هنالك توصية ما في الفيديو يحكي للجمهور كيف ممكن يتفاعل أو يعبر عن تضامن مثلًا مع القضية الفلسطينية من خلال هذا الفيديو. أو كيف ممكن يشتغل على شيء كهذا. هذا فيما يتعلق برأيي في موضوع المحتوى بشكل أساسي. كيف يمكننا أن ننتج محتوى يكون قادر على أن يلبّي الاحتياجات أو يقدر يخترق الحواجز الخوارزمية التي قد تكون موجودة على تيك توك بشكل أساسي. وأنا هذا أحكيه من خلال مرة أخرى اطلاعي على مجموعة كبيره من المحتوى الذي تم نشره والمرتبط بحرب غزة أكيد، على هذه المنصة بشكل أساسي. طبعًا انت هنا حسب اللغة، حسب الجمهور، الذي ستتواصل معه، اذا كانت عربية او انجليزية. لكن أعود وأكرر: التيك توك يحتاج لغة بسيطة ما بده مصطلحات معقدة. فقط لغة كثير سهلة وبسيطة أي حدا يقدر يفهمها. لانه مرة أخرى؛ الجمهور غير متعلم ولا متعمِّق في الأفكار وفي المصطلحات بشكل اساسي.
أحمد البيقاوي: [01:29:39.44]
سؤال، انت الآن حينما يسمعونك تحكي انه غير متكلم أو غير متحدّث أو غير مثقّف أو غير كذا.. وهؤلاء الذين أنت تدرِّسهم!
عمر أبو عرقوب: [01:29:50.57]
ههههههه لا انا لا أدرِّسهم بالمناسبة ولكن حين أحكي غير متعلم ليس قصدي انه.. نحن اليوم فكرة التعليم درجة البكالوريوس هذه صارت. هذا الشيء الشعبوي.
أحمد البيقاوي: [01:30:10.55]
هذا غير المتعلم.
عمر أبو عرقوب: [01:30:11.80]
اه هذا الشيء الشعبوي. أنا أحكي الناس الذين وصلوا لدرجة الكتّاب والمفكرين والأدباء والناس المثقفين، الطبقة النخبوية هذه، التي لا ترى التيك توك واذا رأت التيك توك هي لن تقتنع بالمحتوى الموجود فيه اصلًا في الغالب، لانه قد يتناقض كثير مع مبادئها الثقافية والسياسية والى آخره. لكن الجيل الجديد ونحن نحكي عن "جيل زد" اليوم هم بكالوريوس عمليًا او سينهون مرحلة البكالوريوس فهم لا، حتى هذا الجيل بالمناسبة هو لا يريد أشياء معقدة. نحن نرى حتى طلاب الجامعات الموجودين اليوم بهذه المراحل، هو أيضًا لا يريد أشياء معقّدة. هو يريد أشياء سهلة، لأن تركيبته الاجتماعية والثقافية والتعليمية لا تجعله يدخل في تفاصيل لغوية وايديولوجيّات معيّنة. فلا هو مجتمع متعلم أكيد. لكن الفكرة انه ليس المجتمع النخبوي الذي ممكن يتأثر من التيك توك. الذي سيتأثر من التيك توك هو مجتمع الشباب المتعلم التعليم البكالوريوس او الوسطي بشكل أساسي.
أحمد البيقاوي: [01:31:34.61]
طيب هل تسمح لي أن أستغلك بخدمة؟
عمر أبو عرقوب: [01:31:38.15]
تفضل، أكيد.
أحمد البيقاوي: [01:31:38.57]
وأنت الخبير وأنت المتخصص وأنت المحلل فعليًا في مجال الإعلام والإعلام الرقمي؟ ما رأيك في تقارب؟ وكيف تقيّمه؟
عمر أبو عرقوب: [01:31:52.34]
والله شوف انا كنت خائفًا من فكرة "تقارب" لسبب انّ البودكاست (التسجيل) ليس بنفس المكان، وإنّما من خلال (تطبيق) زووم. لكن بعد أن اطلعت، وأنا أتابعه من فترة أصلًا، لكن رجعت لأجل هذا التسجيل كي أركّز أكثر، فرأيت أنّ الفكرة ناجحة ومقبولة لجمهور كبير وعريض. ما عنده مشكلة بفكرة التقنيات بقدر ما يهمّه المحتوى بشكل أساسي. وحلو فكرة إنّه في محتوى بطريقة معيّنة او الاشخاص او الضيوف كلهم يحكون بتوجّهات مختلفة وآراء مختلفة، ولكن كلها برأيي تخدم القضية الفلسطينية بشكل ما. هذا شيء مناسب جدًا. وهو بالاساس أنا برأيي إنه انت كيف اشتغلت على الموضوع وقدرت تستمرّ فيه. لأنه أيضًا فكرة الاستمرارية هي التي تخلق انّ هذا المحتوى او هذا البرنامج يكون له صدى أكثر وصدى أكبر وجمهور أوسع ومتابعات أكثر، لكن أنا أحسّ إنه ممكن لو التسجيل ليس اونلاين يكون افضل. لكن طبعًا أتفهّم انّ هذا الشيء لضرورات البلد والحالة الموجودين فيها، يا للأسف.
أحمد البيقاوي: [01:33:29.13]
هي هذه مشكلة فعليا. يعني أسأل عليها وأستصعب أن أجيب عليها لغير المتخصصين إنه صحيح انه انت يجب أن أسعى أن يكون الشيء وجهًا لوجه. لكن انا أعيش في اسطنبول. وبالاخر لو سأبقى أجمع الناس الموجودة، حتى حين أناس عملت استوديوهات هنا، وصلوا لمحل إنه خلصوا ضيوفهم. وبمكان ثاني كان في مقولة بالأساس بالأول انّ الفلسطينين من الصّعب أن يتجمّعوا، فأنا فعليًا في حدّ حتى للتقارب الذي ممكن أن نعمله، فقررت ان لا أحدّ حالي باستوديو في مكان يعني، لكن سأحاول فعليًا السنة هذه تحديدًا أن أشتغل أكثر على التصوير الوجاهي او التسجيل الوجاهي من خلال تنقلي. يعني سفري أنا، على اساس أن نحقق الغايتين.
أحمد البيقاوي: [01:34:22.63]
عمر شكرًا جزيلًا. يعني ممنون لك على هذا الحوار. ساعدتني فعليًا أعبّر وأفهم منك أشياء تتعلق بمستويات.. تعرف تيك توك نحن بالنسبة لي مع الجمهور هو الناس التي نمكث ساعة أو ساعتين ونحن نعمل سحب لأعلى (الشاشة) طوال الوقت، لكن هذا كواليس الأصبع حتى لا يكون عندنا وقت نسألها ونحن على التطبيق نفسه. فشكرًا أنّك عملت لنا هذه الإطلالة الكبيرة، وممنون لك بالتوفيق دائمًا.
عمر أبو عرقوب: [01:34:53.53]
يعطيك ألف عافية أحمد أنت والفريق، وحقًا شكرًا لكم. بالعكس أنا أرى أنها فرصة جميلة أن نحكي _دعني أقول بأريحية_ عن كثير من الأمور. أنا أحيانًا ربما أحكيها أو أشير إليها في محاضراتي، ولكن لعدد قليل جدًا من الناس الذين ربما يسمعونها، أو يناقشونني فيها، وأرجع وأقول انه كل هذه الأفكار قد تكون خاضعة أيضا للنقاش وللنقد، وبالعكس..وسترى انه ممكن في جزء من الأفكار التي حكيتها بشأن التيك توك تختلف عن آراء يمكن أن أحكيها عن موضوع له علاقة بالإعلان الرسمي او التقليدي أو جيل مختلف أو إلى آخره، لكن أنا حاولت أن أراعي خصوصية معينة في هذه الحلقة بشكل أساسي. شكرًا لكم، ويعطيكم ألف عافية.