أن تغيّر الحكومة الفلسطينية التوقيت دون تنسيق أو قدرة على فرضه فعليًا، لا يبدو مجرّد قرار إداري، بل مشهد يتكرّر كل عام، ويعيد طرح سؤال: من يملك وقتنا فعلاً؟
في هذه الحلقة من بودكاست تقارب، يحاور أحمد البيقاوي الصحفي سامر خويرة حول فوضى التوقيت الصيفي والشتوي في فلسطين، وارتباك الناس بين قرارات الحكومة وواقع الاحتلال:
🔹 لماذا تتغير الساعة ويضيع الناس؟
🔹 كيف يتحكّم الاحتلال بالتوقيت… والحكومة تُبرّر؟
🔹 ما علاقة الهاتف، المعابر، والدوام اليومي بهذا التوقيت؟
🔹 وهل هذا الاختلاف الزمني مجرد ارتباك… أم كشف لوهم السيادة؟
نناقش أيضًا:
– التأثير على المدارس والمستشفيات والعبادات
– غياب فلسطين من إعدادات الجوال
– العلاقة بين الوقت والسيطرة
– والسؤال الأهم: متى نضبط وقتنا بإيدنا؟
🧑💼 الضيف: سامر خويرة – صحفي فلسطيني من نابلس، ومذيع في راديو "هوا نابلس".
🎙المحاوِر: أحمد البيقاوي
"بودكاست تقارب": برنامج فلسطيني أسبوعي، يطرح أسئلة التقارب والتباعد الفلسطينية.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
سامر خويرة: [00:00:00.05]
يعني يا حكومة فلسطينية، هذا القرار المستقل الوحيد الذي تريدين أن تعمليه؟ أن تستقلي في الوقت؟!
أحمد البيقاوي: [00:00:05.48]
قل لي: بدأت المشاكل تصلك؟ الناس تصرخ من موضوع فرق التوقيت؟
سامر خويرة: [00:00:10.94]
من أوّل دقيقة، وحياتك.
أحمد البيقاوي: [00:00:12.59]
كيف؟
سامر خويرة: [00:00:12.71]
من أوّل دقيقة.
سامر خويرة: [00:00:13.34]
صيفي وشتوي بتفرق! والله بتفرق بتفرق كثير كثير كثير كثير.
سامر خويرة: [00:00:17.51]
هذه السّاعة مربوطة بكتير شغلات، مربوطة بحياتنا بأرواحنا يعني صاروخ إنذار ينزل على بناية في غزة، ويقولون لهم معكم ساعة، وجماعة يكونوا عالصيف وأولئك على الشتوي.
أحمد البيقاوي: [00:00:26.87]
لكي تعوّض الساعة بالحالة الطبيعية. تحتاج من ثلاثة أيام حتى أسبوع لتضبط نومك.
سامر خويرة: [00:00:32.33]
هكذا المواطن الفلسطيني بالنسبة لهم. عبارة عن حبّة بطاطا يضعونها في النّار كل شوي، أمك وأمي تأتي وتغزّها لتراها استوت أم ما تزال يابسة. وكل شوي يعطون قرارًا ويأتون لينخزوا المواطن. استوى المواطن أم ما يزال على قيد الحياة. اه والله ما يزال يحتمل. الله أكبر!
أحمد البيقاوي: [00:00:50.18]
إذا الجيش يحكي ممنوع التجول من الساعة 6 إلى 8. هو يكون يقصد على وقته أم على توقيتنا أصلًا؟
سامر خويرة: [00:00:57.35]
ساعة اليد غير المربوطة في الانترنت. هذه بالنسبة لك نعمة. هذه لا تتغيّر، هذه ليس لها علاقة في الاحتلال ولا لها علاقة في ساعة صيفي ولا شتوي.
سامر خويرة: [00:01:04.62]
أحمد أنا مستعد احكي لك، وأتحداك بعد عشر سنين، نعود ونصوّر أنا وإياك إذا الله كتب لنا عُمر، بودكاست ونحكي عن الوقت ولم يتغيّر شيء، ولم تُحل المشكلة.
سامر خويرة: [00:01:14.40]
يسعد أوقاتكم. انا أسمي سامر خويرة. انا صحفي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. أعمل في المجال الصحفي تقريبا من خمسة وعشرين عام في مجالات مختلفة. وحاليًا انا مذيع، إضافة إلى أنني ناشط على منصات التواصل الاجتماعي.
سامر خويرة: [00:01:30.36]
حديثي اليوم مع "تقارب" مع العزيز أحمد البيقاوي كان له علاقة في موضوع تغيير الساعة. الساعة (الصيفي والشتوي) الساعة ليست فقط ستين دقيقة. ممكن يكون لها انعكاسات على كل تفاصيل حياتنا، والأمر أكبر من مجرد تغيير وقت. الأمر متعلق بكينونة فلسطينية ومتعلق بعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي، وحكينا كثير عن أنّ الأمور اعمق من مجرد تغيير الوقت، إلى وضع المجتمع الفلسطيني، ونحن للأسف الشديد في بعض الأحيان ضائعين. الساعة هذه أضاعتنا، ولم نعد نعرف وقتنا وللأسف ساعدت في ضياع المجتمع. الحل بشكل واضح وصريح أن نقف أمام أنفسنا ونكون صريحين مع حالنا ونعيد تقييم انفسنا بشكل سليم وصريح، وساعتها تغيّر الوقت أو لم يتغيّر نحن صح. لكن اذا بقينا هكذا، كلّ مرّة سنضل نسأل: كم الساعة؟ تحيّة طيبة.
أحمد البيقاوي: [00:02:21.11]
مرحبًا وأهلا وسهلًا فيكم. في حلقة جديدة من بودكاست تقارب معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز سامر خويرة. في كل سنة يصير في لغط في مناطق الضفة الغربية وفي غزة، عند الفلسطينيين تحت الاحتلال سواء في الداخل في الضفة في القدس وفي غزة. حسب مستوى الانخراط خارج الاطار الذي يعيشون فيه. قبل سنين قررت السلطة الفلسطينية ما بين قوسين الاستقلال عن التوقيت الإسرائيلي. وصار فعليا في فارق وقت من كل عام بكون موجود. هذه السنة فعليًا في فرق وقت لمدة اسبوعين سيكون ما بيننا وبين مناطق الاحتلال والمناطق التي تخضع لسلطة مباشرة من الاحتلال. هذا العام مثل كل عام في مشاكل كثيرة. سامر خويرة في برنامجه الإذاعي فعليًا يتلقى الكثير من المشاكل سنتعرّف عليها. ولكن أيضًا فعليًا أعتقد في مشكلة إضافيّة هذه السنة تحديدًا انه تحديدًا مناطق الضفة الغربية مثل طولكرم. يعني تحت احتلال مباشر حاليًا. فحتى في سؤال موجود وحاضر اذا الاحتلال اليوم يمنع التجول هو يمنعه على توقيته أم على توقيتنا؟ وهذا السؤال يمكن سؤال فجّ ولكنه يعكس مستوى السيادة التي تأمّلنا ان نحصل عليها أو نعبّر عنها بالقرار هذا.
أحمد البيقاوي: [00:03:44.94]
القرار بالفعل صحيح، موجود في كثير من الاماكن، يأخذ تعبيرات سياسية، تعبيرات اقتصادية، وتعبيرات اجتماعيّة. سنجرّب أن نتعرّف عليها في هذا الحوار. وسنجرّب أن نخوض أكثر بتفاصيل مجتمعنا وتحدياته. كيف يتعامل مع فارق التوقيت خلال هذه الفترة فترة الاسبوعين.
أحمد البيقاوي: [00:04:02.75]
قبل أن أبدأ أودّ أن اشكركم على اشتراككم في قناة اليوتيوب وقنوات الاستماع وشكرًا على مشاركتكم هذا المحتوى مع كل مهتمٍّ فيه. شكرًا على مشاركتكم معي ومع صفحات "تقارب" الموجودو في وصف الحلقة. أفكاركم؛ مقترحاتكم للمواضيع والأسئلة ومقترحاتكم للضيوف. وشكرًا أيضًا لكل من يساهم في استمرار "تقارب" ودعمه من خلال الرابط الموجود في الوصف.
أحمد البيقاوي: [00:04:29.69]
وبهكذا نبدأ.
سامر خويرة: [00:04:32.75]
أنا لست خبيرًا بالتقنيات، لنر الصبايا ماذا سيقلن.
أحمد البيقاوي: [00:04:36.71]
وين الصبايا؟ مرحبا سامعاتني.
سامر خويرة: [00:04:39.32]
يلا دقيقة. نحن استدعيناهم اليوم خصوصي، هم عطلة اليوم كانوا.
أحمد البيقاوي: [00:04:44.90]
اه والله؟
سامر خويرة: [00:04:46.16]
اه والله. الاضاءة كيف؟
أحمد البيقاوي: [00:04:48.35]
ممتازة. حريصون عليك على الآخر. أما أنت فعليًا يعني مُنتج سينمائي. هذه أوّل حلقة باستوديو هكذا. اه ممتاز. بعدين هو البودكاست كسر لكل القواعد التي اعتدت عليها، أصلا هلا ان شاء الله كمان...
سامر خويرة: [00:05:11.79]
لا والله مش زابط يا أحمد.
أحمد البيقاوي: [00:05:13.44]
خلص مشكورين يعطيكم العافية. كل عام وانتم بالف خير.
سامر خويرة: [00:05:16.50]
وانت بخير. شكرًا لكم.
سامر خويرة: [00:05:18.57]
نحن جاهزون.
أحمد البيقاوي: [00:05:19.89]
ونحن بدأنا منذ زمن. سامر. انت تحب التفاصيل؟ يعني انت أوصيتهم يهتموا لك بالكادر والإضاءة أمامك والنباتات وكذا.
سامر خويرة: [00:05:27.63]
يعني احنا اذا بدأنا فنقول بسم الله الرحمن الرحيم. كل عام وانت بخير وكل عام وشعبنا بألف خير وأهلنا في غزة، ورحم الله الشهداء جميعًا. والله عملنا الصحفي يلزمنا يلزمنا كثير؛ لانه صراحةً الصورة تحكي وأيضًا هي بألف كلمة كما تعلمنا في الصحافة. وأيضًا بصراحة في ظل السوشيال ميديا يا أحمد الناس صارت كثيرًا ما تدقّ على التفاصيل، يعني الكادر والاضاءة والصوت واذا أحد ما تحرك خلفك، واذا انت ملابسك غير واضحة، واذا النظارة عاكسة.. فيترك المضمون ويذهب نحو الشجار معك بما يتعلّق بالشكل، فاحنا نحاول قدر الإمكان. وكما تعلم يعني "إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" فاحنا يعني أحببنا قدر الإمكان في أول تجربة لي حقيقةً في بودكاست ومع صديق وزميل عزيز مثلك، اني انا طلبت من زملائنا في إحدى شركات الإنتاج في نابلس شركة الدرة، وأنا يعني هنا يسعدني أن أذكر اسمهم، وهم على كل حال منتجي مسلسل نزيف التراب _الذي يعرض في جزئه الثاني_ طلبت منهم والله وحقيقةً يعني أظهروا هذه التقنيات المميزة وها هم كلهم موجودين ويتابعونك.
أحمد البيقاوي: [00:06:36.20]
يعطيكم ألف عافية وشكرًا لهم ممنونٌ لك. أما فعليًا هي فكرة البودكاست الذي فقط أحاول فيه قدر الإمكان أن نتخلص من القواعد الموجودة. وكما أنك في المجال الإذاعي أكثر من تلفزيوني وتعرف كيف أن التلفزيون الضوابط فيه عظيمة كثير وصعبة، فالإذاعي يظل فيه هكذا أكثر مرونة. لكن اتّضح لي الآن ما وراء القدر العظيم من الاهتمام بالكادر وبالإضاءه وبكذا بفضل الشركة يعني. الله يعطيهم ألف عافية، وشكرًا.
سامر خويرة: [00:07:04.38]
الله يعافي عمرك يا رب، كل سنة وأنت سالم.
أحمد البيقاوي: [00:07:05.37]
وأنت سالم يا رب. قل لي هل بدأت المشاكل تصلك؟ الناس تصيح من موضوع فرق التوقيت؟
سامر خويرة: [00:07:13.02]
من أول دقيقة.
أحمد البيقاوي: [00:07:14.22]
كيف؟
سامر خويرة: [00:07:14.67]
وحياتك من أول دقيقة. ما الذي حدث؟ الذي حدث انه ما قبل أمس ليلًا أظن صحيح؟ تغير التوقيت، واحنا يعني أنا وعائلتي كنا نازلين على البلد نحضر أغراض ورجعنا متأخرين على البيت. ولم نكن صلَّينا صراحة التراويح. فزوجتي تقول لي: "لم يتبقَّ للفجر سوى ساعة، بالكاد نلحق.." قلت لها: "لا بل بقي ساعتين. الساعة تغيّرت" لم تستوعب هي في البداية، فقلت: "لا، الجوال غيّر التوقيت؛ لانه للأسف "دولة الاحتلال" غيّرته، فدخلت على التوقيت الصيفي ومعظم الجوالات تقريبًا التي يستخدمها الفلسطينيون مشبوكة على النظام الإسرائيلي فزادت ساعة. فالناس فعلًا اختلط عليها الأمر. المضحك في الأمر الناس الذين كانوا نائمين، أنا كنت مستيقظ ومدرك، بينما الناس الذين كانوا نائمين زمّر جوالهم أبكر بساعة من الوقت، وقاموا وتسحروا وممكن صلّوا ولم يؤذّن بعد! طيب يا عمي ماذا حدث؟! وبدأوا يكتبون على الفيسبوك: "يا جماعة الخير تسحّرنا مرتين والفجر لم يؤذّن بعد!" أنا كتبت تعليق على صفحتي الشخصيّة فكتبت لهم: "ما حدا استفاد من تغيير الوقت إلا الذي تسحّر مرتين" وخذ تعليقات من الناس. وبدأت هذه القصة، وكل واحد يبعث على الجروبات: قدّيش الساعة يا شباب؟ الساعة سبعة؟ لا ثمانية. لا ستة. يا عمي ماذا حدث؟! يا عمي في توضيح ادخل على الجوال، اعمل الاعدادات، طيب يا عم عملت الاعدادات، فعاودت رجعت لحالها... ولغاية الآن لا زالت الناس كلما تنزل على البلد تسألك وستظل تسألك لمتى؟
سامر خويرة: [00:08:51.60]
حتى 12/4 لماذا 12/4؟! لأن الحكومة الفلسطينية قررت تغيير الوقت إلى التوقيت الصيفي يوم 12/4 يعني لا زال يتبقّى أسبوعين على الأقل يا أحمد، وهذا السؤال أعدك انه كل يوم ينسأل: قديش الساعة الآن؟ صلاة العيد سيختلط عليهم الأمر في توقيتها، المدارس والعودة للدوام أيضًا كذلك في التوقيتات. فعلًا فعلًا هذه المشكلة أنا لا أذكر إلا كل سنة أننا نعاني منها مرتين؛ في الصيفي وفي الشتوي. حينما يصير تغيير من الصيفي للشتوي يحدث هنالك مشاكل التباسات ويظل الناس أسبوع مشتَّتين، والطلاب يتأخرون عن مدارسهم أو ينزلون باكرًا جدًا أو مش عارف ايه.. والموظف ترن عليه يقول لك لا يا عمي ذهبت ساعة! يا عمي لماذا تأخرت عن وقتك؟ حقيقةً انه إرباك، إرباك شديد وأنا لا أمزح وعلى بساطة الأمر، لكنه جدًا حيويّ؛ لانه يتعلق بحياة الناس اليومية، وللأسف الشديد يعني اذا أردنا اعتباره أننا في بعض الأحيان صارت الناس تقول لك: "يا عمي خلص حينما يغيِّر الاحتلال التوقيت غيروه! يعني يا حكومة فلسطينية هذا القرار المستقل الوحيد الذي تريدين عمله؟! تريدين أن تستقلّين في التوقيت! لانه أحمد أنظمة الجوالات معظمها مربوطة بعيار دولة الاحتلال، يعني لما تروح على النظام ويجب أن تختار الوقت، فإما تؤقّته يدويًا، أو لا بد أن تختار دولة مثلًا حتى تربط مع الواتساب، مثلا الجوال يدخل في كثير من التطبيقات فأنت أمام خيار: 00970 والذي هو فلسطيني، أو 00972 والذي هو إسرائيلي.
سامر خويرة: [00:10:27.22]
فالناس يعني سابقًا قبل أن يُعتمد الكود الفلسطيني كانوا كلهم عاملين واتس اب خاص بهم، وعاملين كل التطبيقات حينما كان يطلب منك رقم الجوال فتضع أنت الرقم الاسرائيلي الذي مقدّمته 00972 فكثيرين من الناس ما عندهم عفوًا هذه التقنيات على بساطتها، أيضًا ما نفكر في الناس الشاطرين في التكنولوجيا. فيبقى كما هو، غيَّر الاحتلال جواله يغيّر، اذا لم يغيِّر يبقى كما هو. السلطة غيرت فيحتار أعاود أرجع؟ أم أبقى؟ فهناك شغلات مضحكة، منها انه كثير من الناس خلص اعتمد التوقيت الشتوي ليلًا نهارًا أو الصيفيّ ليلًا نهارًا! أو يقول لك: يا عمي هالسلطة والحكومة تعمل مثلًا مثل الأردن، التي اعتمدت أظن توقيت صيفي على مدار السنة، أعتقد ذلك لا أعرف اذا أنا دقيق في هذه المعلومة، وهناك دول اعتمدت على توقيت معين لا صيفي ولا شتوي.كثير من التعليقات أحمد تقول لك: احنا لسنا دولة صناعية، عشان احنا والله الساعة هذه تفرق معنا، والله مثل اليابان ساعة الإنتاج تزيد الدخل. احنا عفوًا يوم كامل يذهب من حياتنا وأيام كاملة وسنين ذهبت من حياتنا. لكن مع ذلك لا أقلل أبدًا من أهمية حقيقة موضوع الوقت وهذه الساعة، وحالة الإرباك المجتمعية والسؤال الدائم أول ما يسلم عليك واحد: قديش الساعة؟
أحمد البيقاوي: [00:11:41.95]
سامر يأتيك إشعارات على التليفون او في حدا يرن عليك؟
سامر خويرة: [00:11:47.53]
لا لا.
أحمد البيقاوي: [00:11:49.15]
لأنه الصوت يذهب ويأتي.
سامر خويرة: [00:11:51.49]
والله؟!
أحمد البيقاوي: [00:11:53.11]
اه اه هيك.
سامر خويرة: [00:12:00.04]
غريب لأنه..
أحمد البيقاوي: [00:12:01.99]
الآن رجع.
سامر خويرة: [00:12:03.46]
أعيد (الكلام) يعني؟
أحمد البيقاوي: [00:12:04.63]
لا لا لا تمام انا سأضبطها تمام. انا قلت لك هنا. انت حر.
سامر خويرة: [00:12:09.28]
طيب.
أحمد البيقاوي: [00:12:09.79]
في "بودكاست تقارب" تحديدًا انت حر بالكامل فعليًا.
أحمد البيقاوي: [00:12:14.89]
طيب بدي أسالك هو فعليًا انت قاعد بتحكي عن رمضان هو هذه السنة دخل علينا برمضان، لكن من مكان ثانٍ أيضًا يعني خطر لي في طولكرم. فأنا حينما كنت أحكي مع ناس في طولكرم، اذا الآن الجيش يقول: ممنوع التجول من الساعه 6 حتى الساعة 8، فهو يكون يتحدث ويقصد بتوقيته أم توقيتنا أصلًا؟! يعني هذه بمثابة قصة ثانية تماماً. وكأن قد انفضحنا هذه المرة بكل فكرة الاستقلال خاصتنا.
سامر خويرة: [00:12:39.55]
هو للأسف الاحتلال الاسرائيلي فعلاً في عمليته وعدوانه المستمر على أهلنا في طولكرم وعلى جنين. وللعلم اعتبرها يعني شبه مناطق اسرائيليه ولا تستبعد أن يطبّق عليها كل القوانين قريبًا. فطبعًا حينما يحكي الجنود فبالنسبة لهم فهم يتحدثوا عن وقتهم، يقصدون توقيتهم، وساعة تفرق كثيرًا. يعني لا سمح الله ممكن يكون في هدم أو قصف أو تهجير أو مداهمة. فطبعًا هذه الساعة تفرق وأيضًا هم سيتورطّوا بنفس القصة. قصة انه يبقى ساعة أو ساعتين. وساعة أرجع وأقول بهكذا ظرف يعني رأيت البارحة مثلاً في لبنان حينما أعطوهم إنذارات أنهم سيقصفون بعض البنايات في الضاحية الجنوبية، فانظر بهذا الوقت قدّيش انت بتحكي عن أعمار بشر! يعني ممكن حدا يتأخر يظن انه قد تبقّى ساعة ممكن يموت! البناية تنزل عليه والجيران اللي تحته! لهذه الدرجة الأمر؟! والله أرجع وأقول لك فعلا يعني أنا استغربت من اختيارك للموضوع، لكن عندما حضَّرت وفكرت ورأيت اكتشفت انه هذه الساعة مربوطة بكثير أشياء، مربوطة بحياتنا بأرواحنا. يعني صاروخ إنذار ينزل على بناية في غزة ويقولوا لهم معكم ساعة والجماعة يكونوا على التوقيت الصيفي وأولاء على الشتوي. فتخيل انت المجزرة التي ستحدث؟! انظر في طولكرم حينما يدخلون عمارة، وهم حاليًا يخلون عمارات في شارع نابلس وفي حارات منها حارة المقاطعة وحارت كثيرة، ويقولون لهم: أنتم معكم ساعة، أو مثلًا الساعة 6 أو الساعة 8 او الساعة 12 وهذه صيفي أم شتويّ تقعد تسأل! أنت همّك تُخرج أولادك، همّك تطلّع الأغراض، همّك تجد مكان همك أين ستفطر، همك أين ستتسحّر، همك أين ستنام هذه الليلة؟ أم همّك متبقّي ساعة أم ساعتين؟ ساعة بتفرق! اه والله الساعة بتفرق.
أحمد البيقاوي: [00:14:19.57]
ما فكرت فيها بهذا الشكل. أنا كنت بفكر فيها على مستوى فعليًا منع تجول، وبنظر فيها حقيقةً؛ لانه وجود الجيش في طولكرم كيف قاعد بمشي في وقت العيد والناس قاعدة بتحاول تتحرك أو تعمل عيد يعني، انه بالفعل هذا فضيحة فعليًا لكل فكرة الاستقلال خاصّتنا، فهكذا وكأنه قصة الساعة انهارت يعني أمام الآليات العسكرية، والقرارات التي يأخذونها على مستوى الوقت فعليًا في البلد، لكن بينما انت قاعد بتحكي أيضًا على حتى الإنذار وفعليًا هذه الساعة يعني قيمتها روح بني آدم حرفيًا..
سامر خويرة: [00:14:53.58]
أرواح أرواح بشر. يعني عندما الاحتلال في بعض الأحيان كان يستخدم في غزة الصاروخ الإنذاري وبعدها ينزل صاروخ ثانٍ، فبين الصاروخين حياة بشر! بدك تترك كل اشي، بدك تتجرّد من كل اشي، بدك تترك أمنياتك وحياتك ودارك وممتلكاتك ومستقبلك وتقعد فقط تعدّ أولادك وزوجتك وتتأكد أنك لم تنسَ أحدا وتنزل من العمارة! تخيل كل الذي بنيته أنت بعشرين دقيقة بين صاروخ أول وصاروخ تانٍ أو في غضون ساعة بده ينهار، بدك تشوف مستقبلك وحلمك بده يروح فهذه الساعة بالنسبة لكثيرين من الناس ممكن خلالها مثلًا مثلًا يأخذوا الأوراق الثبوتية، ممكن خلالها يأخد الأدوية، ممكن خلالها يقدر ينزّل امه المريضة إذا لم يكن هناك مصعد، ممكن خلالها يعمل اشي ثانٍ، فانظر قديش فرق الساعة على التوقيت الذين ممكن يشاهدوننا في الخارج الآن يقولون: "ماذا يحكي هذا؟! مجرّد ساعة!" لكن هذه الساعة مثل ما احنا حكينا في طولكرم، في جنين حين يأتي الجيش الاسرائيلي ويقولوا لهم معكم للساعة 12 للإخلاء، تخيّل انت تصير الساعة 12 بالنسبة لك كأنها يوم قيامة مصغّر، يعني بعدها ستتغير الدنيا كلها بالنسبة الك انت، بدك تترك أحلامك، بدك تترك بيتك، انت اللي ممكن مستقر بالرغم من صعوبة الحال في دار حواليك جيش، على الأقل في مكان مغلق عليك. طيب أنا وين بدي أنام ليلة العيد؟ أنا وين بدي أستقبل الناس؟ طيب أنا كيف بدي أروح أعايد عليهم؟ طيب أنا الأواعي كيف بدي ألبس؟ طيب الأدوية؟ طيب الثلاجة التي لم أدفع ثمنها بعد! طيب أجرة الدار؟ طيب وين بدي أروح أنام؟ طيب أنا ما معي مصاري!
سامر خويرة: [00:16:25.60]
كل هذه الأسئلة لا بد تخطر في بال الفلسطيني لأجل هذه الساعة. فصيفي وشتوي بتفرق والله بتفرق كثير كثير كثير.. يعني اذا تحدثنا عن الأمور الدينية، الصلاة والأذان، وناس تفطر وتتسحر بغير الوقت المناسب فالله غفور رحيم. يعني "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان و.." لكن الحياة أيضًا مرتبطة فيها بشكل كبير. تخيل لو كل العالم يا أحمد يصير فيه هذا الإرباك، تخيل كم طيارة يمكن أن تتأخر! تخيل كم حادث قطار يحدث! تخيل كم مشكلة ستحدث في العالم ويوقف الإنتاج بسبب هذه الساعة، فلأجل هذا ساعة التغيير هذه مع الفلسطينيين سببت لهم مشكلة كبيرة. يعني كل انت هكذا تسرح بعيدًا وترى كيف أن العالم قدّيش مستقر وقدّيش أموره بسيطة، وكيف أن كل شيء يأتي في وقته والراتب معروف ينزل يوم كذا كذا.. لكن احنا لا؛ الراتب خبر عاجل نزل أو لم ينزل، الصراف الآلي اشتغل أو لم يشتغل، الساعة هذه هل فتح الحاجز أم أُغلق؟ الساعة هذه هل أستطيع الوصول إلى نابلس أم لا؟ الساعه هذه بقدر أعمل الشغلة الفلانية أم لا؟ الساعة هذه اقترب أذان المغرب فهل سنفطر أم لا؟ الساعة هذه صلاة العيد 6:05 أتحدّاك أتحدّاك وسوف أذكِّرك اول يوم العيد اذا الله كتب لنا عمرًا ممكن يكون البث لم يُنشر بعد، لكن بغضّ النظر، كم شخص راحت عليه صلاة العيد أو نزل على المسجد أبكر بساعة؟
أحمد البيقاوي: [00:17:52.51]
يا رجل الآن بدي احكي لك، فعليا بفريق "تقارب" معنا زميل فعليًا موجود في الضفة الآن يبعث إنّه أنتم مش كان لازم تبلّشوا بعد نص ساعة! يعني هيك يعني لأنه يفكر وحتى الآن غير مستوعب إنّه تلفونه تغيّر أو اللاب توب تغيّر وهو فعليًا ينظر إلى ساعة لا يمسكها يعني. كنّا متفقين على ساعة، وبدأنا قبل يعني.
سامر خويرة: [00:18:14.20]
وهذا الأمر الذي يجعلك أحيانًا تقول أنها في بعض الأمور التقليدية أحسن، يعني ساعة اليد الغير مربوطة بالانترنت هذه بالنسبة الك نعمة، هذه لا تتغير، ليس لها علاقة بالاحتلال ولا في توقيت صيفي أو شتوي. هو يغيِّرها بيده بعض الكبار يعني، لكن حتى الساعة لم نعد نرتديها، أصبحت كل حياتنا على هذا الجوال.
أحمد البيقاوي: [00:18:36.17]
بتلبس ساعة "آبل" أيضًا.
سامر خويرة: [00:18:39.86]
نعم ساعة مربوطة مع الاحتلال الاسرائيلي، انت تخيل انه أنا مثلا كثير من المرات حاولت أساعد ناس حتى جوالاتهم مش نازل لسا ولا فلسطين لا يوجد سوى اسرائيل لغاية الآن. وهو لا يقدر أن يغير جواله ويجلب جوال جديد حتى يغير الوقت. ففعلًا الاحتلال للأسف الشديد مسيطر على بعض التفاصيل الغير بائنة، هو مسيطر على الأرض، ومسيطر على السماء وعلى ما تحت الأرض، وحتى على المياه والكهرباء، حتى الوقت يحاول أن يسيطر عليه. يعني فلنفرض هل الاحتلال كان يقدر مثلًا أن يجعل التوقيت في 12/4 مع الفلسطينيين؟ طيب هل هو قاصد أن قدمها 12 يوم؟ هل والله لديه نظام عمل يحتِّم عليه انه في 28/3 يغير؟ هل هو مناكفة فينا غيَّر؟ هل والله قرار أمني؟ _انظر احنا إلى أين وصلنا في الحديث!_ هل قرار سياسي؟ هل النظام هكذا؟ طيب السلطة "الفلسطينية" حينما سمعت أن الاحتلال سيغيِّر في 28/3 هل كان قادر أن يضع مجلس الوزراء قرار: والله نظرًا للسلامة وعدم إحداث إرباك فنحن مضطرُّون بأن نلتزم بالتوقيت مثلًا. أم أن هذه سيادة ونحن من يتخذ القرار! طيب بناءً على ماذا 12/4؟ لماذا لا يكون 1/4؟ مجلس الوزراء حينما اتخذ هذا القرار هو صحيح ممكن واحد يقول لك سامر وأحمد عاملين بودكاست طويل عريض ساعة كاملة ويحكي عن هذه الساعة، ثم ماذا بعد الساعة هذه؟! لكن هنالك 60000 شهيد في غزة، وكل يوم هنالك ساعات تضيع على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، احنا أكثر شعب في العالم يضيع عمره! والله ضايع عمرنا. يعني حينما حكيت لأحد الزملاء واحد فقط، قلت له: سأحكي عن الساعة، قال لي: "يا سامر أي ساعة؟! أنا على الحاجز وأنا ذاهب لرام الله يضيع من عمري 5 ،6 ساعات رايح جاي وأنت تقول لي عن ساعة! هي فرقت معي صيفي أم شتوي؟! أريد أن أصل البيت في أي وقتٍ كان المهم لكن..
أحمد البيقاوي: [00:20:33.00]
سامر أنا فعليًا في الأساس يعني طالع من قصة الإرباك. لكن حينما جرَّبت أبحث وجدت هذه الساعة أو فروق التوقيت بين البلاد طلعت قصة. يعني واضح لي فعليًا أن هنالك عوامل دينية تظهر مثل في حاله الاحتلال أن المتديِّنين يطالبون بالتأجيل أو التقديم وفقًا للتواريخ الدينية الموجودة عندهم لأجل الصيام، صيام الفصح.
سامر خويرة: [00:20:56.13]
وهم داخلين على عيد، للعلم هم راح يدخلوا على عيد بعد فترة قريبة. فبالتالي بالنسبة لهم مثلا عنا عنا هذا الموضوع متل ما حكيت لك. يعني الاحتلال الاسرائيلي ممكن يكون عنده اه التزامات اسميها او التعليمات او اجراءات او ما شابه. فبالتالي بكون عنده هذا الامر لكن يُسبب لنا ارباكًا. اخي احمد ارباك شديد للغاية ما تتخيل انت هذا الموضوع كم يمكن يكون يؤثر على حياة الناس. اه الامر يتعلق بما أسميه سياسيًا بالسيادة. وممكن ندخل بهذا النقاش. وهي محاولات قديمة جدا اسميها للانعتاق عن اي التزام مع الاحتلال سواء بالاتفاق.
أحمد البيقاوي: [00:21:39.88]
آسف سامر هو الذي تقوله صحيح مئة بالمئة في سياق الهند صار مثلًا في الـ 1947 حينما استقلّت، يعني هكذا تأتي تأخذ أحداث سياسية تكون تحكي لك مثلًا في حالة الهند أخذت القرار حينما فعليًا استقلت في الـ1947، فقالت أنها ستغير الوقت خاصّتها، وقدّمت أو أخرت ساعة، نفس الأمر باكستان لأجل عوامل محلية قدَّمت أو أخَّرت ساعة لأجل توحيد الساعة.
أحمد البيقاوي: [00:22:02.32]
في حالة إسبانيا أنت فعليًا تجد أنهم المفروض أن يكونوا على غرينتش، لكن الآن مربوطين بألمانيا، لأن المانيا كانت نازية. فواضح أن هنالك تعبيرات سياسية لها، الدول التي نراها قد أخذت هذا القرار يعني تحكي عن الهند، باكستان، إسبانيا.. فأشعر بأن هنالك خطوة قد خضناها، وممتاز يعني التعبيرات خاصّتها عظيمة، بأننا نريد أن نستقلّ عن الاحتلال ونامل ذلك، لكن احنا أخذناها من جانب يعني لست متأكدًا اذا احنا نعرف أن نستقل فيه هو يعني هو فقط.
سامر خويرة: [00:22:34.41]
لا لا لا لا.
أحمد البيقاوي: [00:22:35.40]
لا مزبوط.
سامر خويرة: [00:22:36.93]
الاحتلال الاسرائيلي حقيقة انه يعني للأسف وبكل أسى أقولها مسيطر على كل مفاصل الحياة. الاقتصاد بين يديه، الاتفاقيات بين يديه، الأمن بين يديه، المياه والكهرباء حينما تقول سأقاطع المنتجات الناس يقولون لك: طيب قاطع المياه فهي قادمة من إسرائيل، قاطع الكهرباء فشركات التوزيع الموجودة في الضفة الغربية مثلًا كلها عبارة عن أداة نقل يعني فقط، احنا نأخذ التيار من الاحتلال وهم يأخذونه ويوزعونه من خلال الشبكات، يعني هو كوكيل تجاري إن صحّ التعبير، ويأخد نسبة معينة، فالناس تقول لك: قاطع، واذا كنت لا تريد أن تقاطع التوقيت فقاطع الماء، قاطع الكهرباء، قاطع الشوكولاتة وكذا. فتجد نفسك أنك حقيقة لا لست قادرًا؛ لأنه مثلاً أريد أن أسافر على الأردن انظر هذه الساعة ماذا ستفعل! الاحتلال غيّر الوقت، أنا بالنسبة لي حينما يقولون أن الجسر يُغلق الساعة 12:00 فإذًا أنا سيُغلق عندي على الساعة 11:00 هذه هي الساعة التي نتحدث عنها! حتى سفري لا بد أن أصير أربطه معه، لا بد أن أحجز مع سيارة وأكون متفق معها أن هنالك تغيير في الوقت، المعبر إذا أغلقه الاحتلال فسينعكس عليّ ذلك، في الأردن نفسها يختلط الأمر علينا بيننا وبينهم. قدّيش بعيدين عنا الأردن؟! يعني نحن وهم فقط حدود ما في شيء، يعني دولة واحدة تقريباً يعني جغرافيًا على الأقل. عندهم مرات يكون الوقت مختلف عنا ودائمًا حينما تسافر وتفتح التلفزيون الأردني وتسمع الأذان فيؤذن قبلك أو بعدك. فالوقت لعب دور في هذا الموضوع فبالتالي مش سهل عندنا أحمد نقعد نحكي عن غرينتش، الناس أبدًا ليس سهلًا تقعد تحسب لانه فرق 3 ساعات، فرق ساعتين. ممكن الدول المعتادة عليها فتحسبها لكن نحن غير موجودة لدينا هذه الثقافة انه والله تزيد ساعتين تزيد ثلاثة، أتذكر حينما كنا صغارًا أحمد حينما يكون هنالك تغيير في الوقت فتستمر الناس يسألوني: مباراة كرة القدم على الساعة 10 مثلا على إحدى الفضائيات.
سامر خويرة: [00:24:33.12]
بتوقيت غرينتش قدّيش يعني الساعة عندنا تكون؟ اقعد احسب له، لا يجب أن تحضرها على الساعة 7:00، لا بل على الساعة 8:00، لا بل هنالك فرق ساعتين، ثلاثة. فهذه الأسئلة للعلم يعني تكاد تكون يومية في رمضان في مسلسلات رمضان عندما نفتح مثلًا على التلفزيونات المصرية أو نفتح على شبكات كذا كذا، كلها مبرمجة بناءً على وقتها، حينما يأتي الاحتلال ويغير الوقت عندنا، ويلعب بإعدادات الساعات فسيحدث عندنا مشكلة، الناس أيضًا لا تعرف أن تتبَّع، البرامج المعتادة عليها الآن أنت تخيل انك معتاد طوال رمضان تفتح الساعة ثمانية على قناة معينة، تفتحها وإذ بالساعة قد صارت تسعة! انتهى البرنامج. كيف زميلك الذي قال لك: أنا بانتظاركم، فهذا تشويش كبير جدًا. في شغلات كثيرة كان الأصل في السلطة ضمن الاتفاقيات حقيقةً انه يكون في جزء من هذا الموضوع له علاقة بالاستقلال الكامل في كل النواحي، لكن حينما لا نستطيع نُعتَق منهم بالبنزين إلا من عندهم، واذا الاحتلال قطع البنزين فلن يكون هنالك سيارات تمشي في الشوارع، فالناس ترجع وتقول لك تمام نحن نريد أن نُعتَق من الاحتلال، ونحن سندعم إجراءات السلطة، ونحن مع التخلص منها، لكن مع أول تجربة فتفشل! ها هو الوقت! البنزين الآن لو تعلن "إسرائيل" أنها لن تدخل بنزين وسولار على الضفة الغربية ماذا سيحدث في البلد؟! أخبرني ماذا سيحدث؟ حينما "إسرائيل" مثلًا تريد معاقبتنا في الشتاء.. أحمد "إسرائيل" في الشتاء عاقبتنا؛ فصلت التيار الكهربائي عن بعض المناطق بادّعاء انه وصل الضغط الكهربائي الى أعلى مستوياته، لصالح طبعًا المستوطنين؛ لانه في بعض الأحيان ممكن تكون الشبكات مشتركة أو محطات التحويل تكون مشتركة بيننا وبينهم. فهو حتى لا يعطِّل الكهرباء عن المستوطن فيطفي الكهرباء عليك في الشتاء. فانت تخيل التدفئة القائمة على الكهرباء تتوقف، وشركات التوزيع الموجودة في الضفة الغربية مثلًا
سامر خويرة: [00:26:24.93]
توزيع كهرباء الشمال في امتياز نابلس وجنين، شركة توزيع القدس وشركة توزيع الجنوب. بيقعدوا مساكين يصدروا جداول ويقعدوا ينقلوا من منطقة لمنطقة ويخففوا ضغط من منطقة لمنطقة، لماذا؟ لان الاحتلال متحكم في الكهرباء فأي انعتاق(تحرُّر) هذا الذي تتحدث عنه؟! أذكر حينما كان رئيس الوزراء سلام فياض وعمل ألف مشروع من أجل الانعتاق من الاحتلال مع أول صدام صغير اكتشفنا انه كان كله في الهواء، يعني ليس له أي قيمة وما ترك أي انعكاس على الارض. جاءت الحكومة التي بعدها ونفس القصة ساروا نفس النهج، حكومة رامي الحمد الله، حكومة اشتية، كل الذي يحكى عليه المواطن للأسف، واحنا كنا ممكن كصحفيين ندعم هذا التوجه بشكل كامل ونشجعه، لكن عندما تحدث أي تجربة في أرض الواقع نكتشف بأنه ليس لها أساس فكرة الانقسام او الانعزال عن الاحتلال او الاستقلال؛ لانه انت تحكي طيب افعل! طبق على أرض الواقع! تواصل لا أعلم الوقت مع من لازم تحكي، مع الشركات ولا مع دول ولا مع مين؟ في البنزين؟ في الكهرباء؟ طيب انت بدك تأخذ بنزين او كهرباء؟ خذ من الأردن. طيب لماذا انت مصرّ أن تستمر بالأخذ من الاحتلال؟! أزمة العجول مثلًا؟ احنا لا نريد أن نظل مربوطين بالمورِّدين الذين يجلبون عجول للبلد، أزمة العجول تتذكرها؟أزمة جدًا ضخمة صارت ورفعت أسعار اللحوم بشكل جدًا كبير. صاروا الناس يقولوا لك: طيب يا عم السلطة في الاتفاقيات معها تتضمن انها تروح تجلب من دول ثانية وتستورد ضمن كوتة، طيب لماذا أنتم مصرِّون أن تستمروا بذلك من خلال المورد الاسرائيلي؟! فتجد حالك انت كصحفي وكمواطن وكمسؤول لا تجد جواب لما يحدث في البلد. هذه حالة الارباك العام الموجودة الوقت أبسط أشكالها. يعني حتى أكاد أقول أتفه أشكالها؛ لانه الأمر الأكبر من هذا متعلق بحياة البشر، يعني الوقت ساعة راحت ساعة جاءت، لم يعد المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية وفي غزة كما قلت لك أبسط اشي على حاجز يذهب من عمرك أربع خمس ساعات!
سامر خويرة: [00:28:17.08]
يعني أنا حينما أريد أن أطلع على رام الله مثلا موظف في رام الله، وأداوم 20 يوم في الشهر، احسب يوميًا يذهب فتعدّ له ثلاثة أيام قضاها في السيارة من أصل عشرين يوم! طيب معقول أن هناك أحد في العالم يقبل ان يضيّع من عمره ثلاث أيام دون أي فائدة ودون أي اهتمام؟! لهذه الدرجة حياتنا رخيصة؟! هذا مواطن فما بالك باثنين ونصف مليون أو 3 مليون مواطن تضيع أعمارهم، بل حياتهم ضاعت. أنا دائمًا أكتب مقال "الحواجز تسرق أعمار الفلسطينيين". عمرك يضيع على الحاجز، تخيل أنك تفطر على الحاجز! يعني مئات آلاف البشر في رمضان في أول يوم قد واجهوا مشكلة الإفطار على الحاجز. بعد ذلك صاروا يعتادون أن يأخذوا معهم ماء وتمر، وبعدها صاروا يوزّعون وجبات، ثم صاروا يتّفقون أن يفطروا على الحاجز. تخيل! يعني لا أحد مهتم بهذا الموضوع، ويأتي موضوع وقت الساعة هذا قديش الساعة يا أحمد؟ هل اقترب الاذان؟ لا لم يؤذن. طيب يعني هل ننزل على البلد؟ طيب نفتح المحلات؟ يعني غدًا في مدرسة؟ طيب الدوام متى؟ طيب انتظر ليأتي 12/4، ولا ينتهي ذلك بعد 12/4 تحدث مشكلة أخرى انه الناس تكتب على بطاقة العرس: يسعدنا دعوتكم والتوقيت شتوي، والتوقيت صيفي! يعني حتى انك في أفراحنا، في مناسباتنا مضطرّ انك توضح انه يا جماعة الخير انتبهوا التوقيت صيفي، ونظل نسأل قديش الساعة؟ بدأت الفعالية ما بدأت؟ الدوام؟ تأخرنا.. جاء الباص ما جاء؟ برنامجي أنا على الراديو مثلًا ببدأ الساعة 7:00، في رمضان على الساعة 8:00، والآن بعد 12/4 سنضطر للتغيير، والناس التي برمجت حالها على التوقيت الإسرائيلي، فسيختلط الأمر علينا بيننا وبينهم. حينما أدخل 12/4 وأرجع على النظام الذي تسير فيه السلطة الفلسطينية فهي حالة إرباك حقيقةً.. فشرُّ البليّة ما يُضحك بسببها.
أحمد البيقاوي: [00:30:03.05]
بصراحة حينما تأتي وترى الصورة الكبيرة بالفعل تتساءل يعني ما هذه السخرية التي نحن موضوعين فيها! يعني ذلك ليس فقط نقاش ساعة وساعة. يعني قل هذا دائما واضح، وانا أجرّب أبحث في الموضوع يعني فضولي هكذا دفعني لمحل قدّيش الواحد يأخذ وقت ليعتاد؟ فوجدت انه فعليًا انت حتى تعوّض الساعه في الحالة الطبيعية تحتاج من ثلاثة أيام لأسبوع حتى يُضبط نومك، فقط ذلك في ملف النوم، يعني غير كل نمط الحياة أصلا الذي يتغير عليه، يؤثر على مزاجك، على صحتك وعلى غيره.
سامر خويرة: [00:30:39.14]
ولسه الإرباك في المرّة القادمة في 12 نيسان/ ابريل.
أحمد البيقاوي: [00:30:42.89]
اه نحن مرتين.
سامر خويرة: [00:30:44.03]
لا ليس في الصيفي والشتوي. ليس عن هذه المرحلة أنا أحكي أن هذه المرحلة احنا نمرّ في مشكلتين؛ الأولى انه الاحتلال في 28/3 غيّر التوقيت، والسلطة ستغير فيه، وقد حدث الإرباك الشديد الذي نحكي عنه، ويوم 12/4 السلطة ستعاود تغيير الوقت، فسيحدث مرة أخرى إرباك؛ لانه عفوًا الجوالات معظمها على النظام الإسرائيلي، فيصير عندك مرات فرق ساعتين بهذه الحالة، أو مشكلة أكبر في هذا الموضوع، فبالتالي ممكن يصير إرباك إضافي بالنسبة للموضوع فبالتالي احنا عايشين..
أحمد البيقاوي: [00:31:17.58]
امبارح سامر رأيت المرسوم أو التعميم الذي صدر من الحكومة على انه: أرجو ضبط جوالاتكم على كذا وتحويل النظام يدويًا واختيار فلسطين! فأنا أصفن انه يعني وين في فلسطين أصلاً؟! يعني على أي تلفون موجودة فلسطين؟ موجودة عندك انت فلسطين على التلفون أصلا؟!
سامر خويرة: [00:31:36.21]
أنا كان عندي في الجهاز الذي يسبق هذا نعم كانت مكتوب (السلطة الفلسطينية) بينما هذا الجهاز الجديد (دون ذكر اسمه) أحضرته من شهرين. والله قلبت الدنيا من البارحة. والله ما عرفت والله ما عرفت يعني حتى بناتي..
أحمد البيقاوي: [00:31:51.84]
دخلت ما لقيت يعني، دون ذكر اسمه.كمان حبيت.
سامر خويرة: [00:31:55.53]
جعلت بناتي يحاولن العبث بالجهاز لتعديل الساعة. يعني تخيل والله لم أعرف تعديل الساعة على الجوال. لا أعرف يعني أيضًا الذي يشتغل هذه الأنظمة في الخارج ربما يكون لديه سياسات معينة أو يكون عنده..
أحمد البيقاوي: [00:32:12.79]
لا ليس له علاقة، الأمر جدًا بسيط. انت فعليا تشعر أيضًا أن جزء من من الخدعة التي عملناها، أصدرنا قرار: "نريد أن نستقل عن الاحتلال". ممتاز حلو ونحن معك. هيّا خذنا معك على الاستقلال، نريد أن نستقل على مستوى الوقت. ممتاز حلو عظيم تمام؟ سأتجاوز معك أنا كل المشاكل التي تتحدث عنها، لكن تجنبًا لاختلاط الأمر علينا، فأنت تحتاج أن تكون فعليًا موجود على أهم الشركات العالمية الموجودة معترفة بك يعني كفلسطين حتى تعتمد توقيتك، ومن ثم تكون معتمد فعليًا على جوجل على أندرويد، على ايفون أو على IOS أو على كل الأنظمة الموجودة. انت فعليا اليوم يعني حين تدخل تسجّل الدخول على تطبيق محدد وتريد أن تستخدمه فلا تجد فلسطين. فهناك عقبة أصلا موجودة وحقيقية، وهذه الدول لا يعترفون به إلا عندما تكون أنت فعليا تحقق إنجازات سياسية، فبالتالي حتى خدعة بأن تثبت استقلاليتك أو أننا تجاوزنا الاحتلال على مستوى الوقت فربما فعليًا يكون ذلك بيني وبينك، انه اعمل الاشي يدويًا ويعينك الله اضبط الموضوع أو افتح تلفزيون فلسطين وانظر للساعة ووقِّت الساعة مثلها. يعني بهذا المنطق! لكن هنا يوجد ثمة شيء مرة ثانية أشبه بالحديث عن قشور الأشياء وعمقها وتفاصيلها وعمق الاحتلال وتفاصيله، وعمق دخوله وانخراطه بيومياتنا نتجنّبه فيخرج هكذا تعميم: أرجو ضبط التليفونات بشكل يدوي، وليس تلقائي وعدم السماح للتغيير؛ لأن الاحتلال سيغير الوقت خاصتنا ويقاتلنا على..
سامر خويرة: [00:33:44.04]
برأيك الناس يعني كثير اهتمت في التعميم الذي صدر عن الحكومة؟ مع انه تم تداوله بشكل هائل على كل حال على مجموعات الواتساب، لكن الناس لم تأخذه بعين الجديّة، وأكبر دليل الإرباك الذي حدث. يعني فهمت كيف؟ يعني انت أقول لك مثلاً يا أحمد انتبه جيدًا غدًا الساعة كذا كذا سيصير الموضوع الفلاني. وأعاود تذكيرك بعد ساعتين، بعد عشر ساعات، ومع ذلك يحدث الحدث وانت تقع في نفس الإشكالية. ذلك دليل انه الناس حتى التعميمات التي تصدر لا تأخذها بعين الجديّه أو بعين الاهتمام، ممكن أولوياتها اختلفت، ممكن رأت انه الموضوع مش كتير مهم، لكن حين يقع الفأس في الرأس فيكتشفون أن الموضوع جدًا مهم وموضوع خطير وموضوع مرتبط بكل تفاصيل الحياة. الوقت مربوط في الحياة، النوم والاستيقاظ، الصلاة، والأكل والشرب والدواء والسفر والتعليم والمؤسسات والحياة كلها مربوطة بالوقت. فبالتالي هذه الساعة ممكن كثير ناس يقولوا لك: ما بتفرق. لكن في الحقيقة بتفرق كثير حين ترى انت كم واحد صار عنده حالة إرباك، وكم حدا ممكن تضرّر، وكم حدا ممكن دخل عليه حدث معين. نقطة الاحتلال، برجع بقول احنا حقيقة يعني كنا جدِّيين جدًا كصحفيين أنا أذكر في تعزيز فكرة الانعتاق والانعزال من الاحتلال، وتعزيز الصمود الفلسطيني بكل أشكاله. ما كان في تلك الأيام حدا كثير قد طرح سيرة الوقت للعلم، يعني لا أذكر أيام الحكومات التي حكت عن هذا الموضوع، كان يتجه أكثر باتجاه الانعتاق الاقتصادي، وانه احنا بدنا نقيم دولتنا وانه احنا بدنا نعزز الوجود، وانه احنا بدنا نعزز الصمود وانه احنا بدنا ننتج شيء يمكِّننا أن لا نعتمد على الاحتلال، وبدنا نصير نستثمر، يعني نوقف عن أن نستورد منه، بعدها تجد نفسك لا مش قادر، مش قادر أبدًا! لماذا؟! لانه انت حقيقة مكبّل بأصفاد اتفاقيات أوسلو بشكل مرعب، يعني بعض الناس حين كان الحديث عن الانعتاق من اوسلو.
سامر خويرة: [00:35:39.68]
أحمد أنا صرت أقرأ مقالات كنت أُذهل انه كان الاحتلال غائص بكم هائل من التفاصيل التي لم تخطر في بالنا وما لمسنا أثرها إلا بعد 20 و 25 سنة. يعني مين بيخطر في باله انه الاحتلال قد حدّد لنا كوتة العجول قدّيش مسموح تدخِّل! كم عجل مسموح يدخل على البلد! تخيل يعني انظر إلى أين وصلنا. ومحدّد لك الدول التي يمكنك أن تجلب منها، ومحدد لك الخط الذي تدخل عليه، ومحدد لك البضاعة التي تدخل. في غزة انظر ماذا يفعلون بحقهم، كيف أنهم يحددون لهم كل شيء حرفياً، حتى المواد الغذائية؛ البروتينات، الكربوهيدرات، السعرات! تخيّل انهم متحكَّمين في حياة ابن غزة كم سعر حراري لازم له! انظر لأي مدى يحاولون فرض سيطرتهم وساديّتهم علينا، وقدّيش احنا للأسف الشديد ليس لدينا قدرة على مواجهة هذا الأمر. يعني انت تتحدث عن المقاصّة والمصاري، حالنا احنا انظر لا مقاصّة ولا رواتب! تخيل انه الناس تحديدًا الموظفين العموميين صاروا يقولون لك: وزير المالية سموتريتش هو الذي يقرر، وليس وزير ماليّتنا ولا حكومتنا. هو إذا وقّع احنا سنقبض، واذا لم يوقّع فلا نقبض الراتب! واحنا الآن على أبواب عيد ما في رواتب؛ لانه ما بدهم يحوّلوه لمقاصّة، يعني انظر هذا الأمر ما أبسطه! بل ليس ما أبسطه بل ما أخطره ما أخطره! اذا هو لا يريد ذلك فانتهى الأمر خلص أنت لا تقبض راتبك. اليوم هنالك صورة انتشرت _يمكنك أن تستعين بها في المونتاج_ لأحد الأشخاص لصرّاف آلي في رام الله، أحد الأشخاص سكب عليه قهوة، يبدو انه طلب يسحب لكن ما في راتب، فكان معه قهوة فسكبها على الصرّاف، وانتشرت الصورة كالنار في الهشيم! ممكن تجدها وتضعها في المونتاج. هذا أحد أشكال الغضب الذي صار المواطن العادي يصبّ نار غضبه فيه؛ لانه حقيقةً مقيَّد. احنا أسرى كلنا، أحمد احنا جميعنا أسرى، وهذا ليس إحباطًا، يأتي يقول لك: سامر يبُث الإحباط بين الناس، لا أبدًا. لكن الذي وقّع الاتفاقيات لم يكن قادرًا على أن يدرك البُعد بعد 30 سنة، مش قادر يدرك انه الناس ستتغير بعد 30 سنة.
سامر خويرة: [00:37:38.03]
كيف الذي يخطط لمدينة؟ الأصل بأن يدرك انه بعد عشرين سنة سيزيد عدد السيارات، وسيزيد عدد البنايات، أما اذا بعمل الشارع 6 متر لانه والله دار سيده ودار عمه كانوا في الشارع وزيادة قليلًا. فبعد 20 سنة يتفاجأ انه في أزمة مرورية، وفي مشاكل بين الجيران، والعمارات تبنى بطريقة خاطئة؛ لانه ما في تخطيط حضري وما في تخطيط استراتيجي. أما حين يعمل أحد شارع 40 متر عرضه، ففي تلك الأيام يقولون له: مجنون عامل شارع عرضه 40 متر! لكن أولادهم سيقولون له: الله يجزيك الخير، وسيترحَّمون عليه اذا كان ميّت، انك انت أرحتنا، وانه صارت في حياة أكبر. الذي وقّع الاتفاقيات ما كان كثير مهتم ممكن بهذه التفاصيل، وما كان مدرك، أو ممكن كان متخيل انه في الـ 1999 بعد 5 سنوات يعطونا المرحلة الانتقالية وخلاص نستقل. لكن تخيل احنا في 2025 ولا زلنا نعاني من ورق موقّع عام 1993، والله أعلم متى نقدر نخلص منه. فبالتالي مكبَّلين فيه، مكبّلين باتفاقية باريس الاقتصادية. اسمع كلام تّجارنا وشو بحكوا! لاحظ كيف يُذلُّون عندما يستوردون، و يصدِّرون. انظر كيف يتحكمون فيهم على المعابر، في الميناء. انظر كيف الاحتلال متى ما يريد يدخل أي بضاعة ومتى ما يريد يؤِخّرها ليش؟ لانه في الآخر يقول لك: اسمع ها هي الاتفاقية، لا تحكي ولا تبدي أي شيء. اسرائيل تريد الاتفاقية عندما تناسب أمنها واقتصادها، بينما حين لا تريد ذلك فتدعس عليها وتدوسها وتدخل وتحتل وتقتل، ومناطق أ ومناطق السلطة وكذا. فالوقت هو عبارة عن نقطة في بحر بل ليست في بحر بل في محيط من معاناة الفلسطينيين تؤكد للمرة الثانية والثالثة والعاشرة انه هذه الساعة تفتح جروح، وتسبِّب أذى لكثيرين من الناس اذا نظروا لها أبعد من مجرّد ستين دقيقة.
أحمد البيقاوي: [00:39:35.18]
وأيضًا من مكان ثانٍ انت قاعد تحكي لي عن اللحوم وهيك أنا يعني عملت حلقة تحديدًا عندما وصلنا خبر انه الناس قاعدة بتحكي بأسعار اللحوم وعدم توفرها، فجئنا نفحص الموضوع فوجدنا فعليًا انه احنا رايحين باتجاه تحديد دخول اللحوم وانه مسموح للسلطة تدخّل 50 ألف رأس غنم، ومحددة فعلياً وهذا الاشي كان وقت أوسلو، طيب احنا من وقت أوسلو وحتى اليوم وفقًا للنمو تضاعفت أرقام الناس لكن ظلت بالنسب نفسها المسموح فيها، وهنا في اشي يأخذني ليس فقط لفكرة قدّيش احنا مقيّدين، بل إلى قدّيش احنا فعليًا لا نقوم حتى بدورنا! يعني الحكومة بحد ذاتها خلال السنين هذه كلها جزء من قتالها ونضالها ليس انك انت تغير لي الوقت، بل جزء منها انك انت ما توصلنا لمحل أسعار اللحوم فيه بهذا الشكل! غير متوفرة وغير موجودة. تعزيز صمود الناس أو تعزيز فلسطينية ووطنيّة الناس ليست من خلال معالجة القشور، بل يوجد شيء في الُّلب. ومن مكان ثانٍ تنظر للاحتلال فتجد حالة من الضبط الحادّ بالنسبة للوقت. يعني في مسمّى لساعة محددة غاب عن بالي اسمها قليلًا وأتذكرها، محطوطة فعليًا في القدس والتي بناءً عليها يتم التعاطي في كافة مؤسسات الاحتلال وفقًا لها؛ لأنهم بيعرفوا انه قيمة الساعة هذه، وقيمة البلد هذه وقيمة الدولة هذه ما بين قوسين كيف ماشية وكيف لازم تكون مضبوطة كلها، وماشية على ذات الإيقاع. المغامرة الموجودة عندنا نحن يعني احنا نأخذها بالهسترة بالضحك، بنسجّل عليها بودكاست ونتبادل هموم لكن هي في مكان ثانٍ في دول ثانية يعني التي تكون قابضة سيادتها بالفعل أو قابضة مكانها حقًا، تجد أنهم لا يعملون هذه المغامرة ولا يتجرَّؤون حتى على خوضها، وإذا حصل ذلك فتعرف هذا ممكن يكون يعني هجوم سايبر على الاحتلال لكي يلعبوا لهم بالوقت حتى يختلط الأمر عليهم هذه الساعة. يعني ربما يكون هكذا، احنا فعليًا نغامر فيه ونصنعه بشعبنا لحاله يعني! حتى أنا لا أتعاطى معه بمجرّد فرقية ساعة، أنا أتعاطى معه لو الاحتلال يريد أن يهاجمنا تمام؟ حتى يعمل هذه اللخبطة فينا فنفهم ذلك، لكن احنا نعملها في حالنا؟! يعني جدًا مرعب.
سامر خويرة: [00:41:45.08]
النقطة المهمة في هذا المجال انه هل الحكومات استفادت من هذه التجارب؟ هل قيَّمتها مثلًا؟ هل والله أتوا وقالوا يا عمي كل مرة نقع في نفس المشكلة؟ كل مرة يحدث إرباك، كل مرة تحدث حالة سوشيال ميديا وترند، هل كل مرة والله في خربشة بتصير؟ هل كل مرة المواطن المسكين هذا يسبب له إرباك؟ هل في : "طيب تعالوا نفكر بطريقة ثانية.. هل ممكن ندرسها بطريقة ثانية؟ هل نرى إن أمكن نتفق مع دولة ثانية؟ هل نقدر على أن نضغط على الاحتلال؟ هل نطلب منهم أن لا تغيروا الوقت حتى نغيره نحن أو احنا نغير معكم أو نتفق احنا وأنتم على موعد؟" ما في بشكل عام أحمد في بلادنا تقييم للأداء الحكومي في أي قرار. وأرجع وأقول: هذه الساعة تعاود تفتح علينا أبواب للحديث عن كثير من الأمور ذات الصلة بالحياة اليومية، دائما هنالك قرار يصدر، هل في حد مسؤول يأتي ويحلل: "هذا القرار قبل أن أصدره لا بد أن أستشير"؟ يعني ما الخطأ أن الحكومة قبل أن أصدرت وقالت سنغير التوقيت في 12/4 في انها جلبت والله فرضنا خبراء اقتصاد واحد أو اثنين، أو جلبت حدا له علاقة بالاتفاقيات، ودرسوا الموضوع ورأوا هل فعلًا 12/4 مناسب؟ هل 12/4 موعد ممتاز؟ هل والله في إرباك؟ طيب دعونا نرى علاقتنا بالاحتلال أو بسبب الاحتلال نرى إن أمكن أن نغير أو نبدّل، ننتظرهم حتى يحددوا ثم نحن نحدد. لا، أنا شخصيًا ما بعرف ما هي المعايير التي تتخذها الحكومات الفلسطينية لتحديد يوم تغيير التوقيت، ما بعرف. يعني ليش مرة في 28/3 ومرة 12/4 لماذا مرات الصيفي والشتوي بنكون بالصيف بنصير شتوي، ولماذا مرّات في 24/10، ومرات في 12/11 فما بعرف.
سامر خويرة: [00:43:30.65]
يعني هل هذه مواعيد كل سنة لو جئنا آخر عشر سنوات نراها نفس الأيام؟ لا. فبالتالي لا يوجد معيار، الأمر الأهم من ذلك حين يصير الحدث ما في تقييم سريع لتبِعاته. يعني تعالوا ها هو الاحتلال غيّر التوقيت، وها هي قد صارت حالة الإرباك. "يلا يا سيدي الأمر وقف عند هالساعة؟! طيب توكل على الله يا أحمد وسامر، مش مستاهلة". لا، بل مستاهلة وأكثر؛ لان احترامك لنفسك من احترام الوقت صح؟ أليس هكذا يقولون؟ أو عندما تحترم الوقت فهذا دليل احترامك لذاتك ولنفسك. انت أعطيتني موعد أحمد برنامجي الساعة كذا أنا بحترم حالي وجئت واستعدّيت.، أما لو قلت لك والله اجعل الموعد بعد زيادة ساعتين.. لا، هذا دليل عدم احترام الانسان لذاته، وللمنظومة احترامها للمستفيدين منها. الاحتلال "دولة"، هذا الفرق حقيقةً هو رغم الحرب التي يمر فيها فهناك أمور ثانية أحمد لا يتم التجاوز والتلاعب فيها. احنا للأسف أي حالة إرباك مجتمعية ينعكس ذلك على كل أشكال الحياة. هل فهمت قصدي؟.
أحمد البيقاوي: [00:44:32.51]
مزبوط.
[00:44:32.75]
يعني احنا إذا حدث بيصير بخربش كل الدنيا. الاحتلال أو الدول يصير عندها حدث فتحاول أن تعزله وتستمر الحياة. هل معقول إذا بتغير التوقيت في دولة بيصير فيهم كما يحدث عندنا؟! هل معقول القطارات والمطارات والمترو والحياة والجامعة والصحة والتعليم والجوامع والأذان والصلاة والنوم والاستيقاظ والتجارة.. وكله يتأثر؟ فهذه مصيبة! تنهار الحكومات عندهم، والله بطلعوا مسيرات وبروّحوا رئيس الوزراء في غضون ساعة! فبالتالي الأمر متعلق باحترام كينونة المواطن، هذا المواطن، لا يمكنني كل مرة أن أعتبره كما يحكوها؛ مثل حبة البطاطا التي أسلقها وكل شوي آتي وأنخزها لأراها ناضجة أم ليست كذلك. هكذا المواطن الفلسطيني بالنسبة لهم، عبارة عن حبّة بطاطا، ويضعونه في هالنار، كل شوي _كيف أمك وأمي تنخز البطاطا لتراها نضجت أم لازالت يابسة_ وكل شوي بيعطوا قرار وينخزون المواطن، هل استوى المواطن أم لا حيًا؟
سامر خويرة: [00:45:30.21]
ااه والله.. لا زال متحمّلًا بعد. الله أكبر يا مواطن فلسطيني لساتك متحمل؟! ذلِّيناك بالضرائب، وذلِّيناك بالإجراءات، ولا زلت يا زلمة صامد؟! لساتك بتضحك يا سامر! لساتك بتضحك يا أحمد! مرات بتحس انه لا مبالاة قاتلة عند الناس. والله أقسم بالله لا مبالاة قاتلة! يعني ولا فارقة معاهم اشي يا زلمة! ومرات على أتفه موضوع فتجده ترند وكل الدنيا تحكي فيها؛ لانه اختلفت عندنا الأولويات، اختلفت عندنا أساسيات الحياة، صار موضوع تافه مع الاحترام والتقدير بصير ترند وأسبوع بنظل نحكي فيه، و 60000 شهيد مش حاكيين عنه! موضوع ليس له قيمة أو موضوع بسيط، أو بوست أو صورة كل البلد بتحكي فيها، وموضوع ثانٍ له علاقة بمقدسات وقيم ولاجئين وحدود وغزة وجنين وطولكرم. هذا دليل على انه _اذا بدك الصراحة ونغوص أكثر_ انشغل على الوعي والعقل الباطن للمواطن الفلسطيني على مدار 30 سنة. انه انت يعني ما تهتم بالقضايا الأساسية، وتهتم بالقضايا البسيطة وتصبح هي همّك وشغلك الشاغل. مين اليوم يا أحمد بيحكي عن انه كل أهل الضفة عانوا الويلات حتى يدخلوا يصلّون في الأقصى؟ ومنعونا نصلي وطردونا بعد صلاة الظهر! مين بجيب سيرة جنين 40 ألف أين سيبيتون؟! غزة أمر الله يعني للأسف الشديد. فالناس عندها الساعة هذه التي نتحدث عنها دليل على انه أولوياتنا تغيرت، دليل انه الأنظمة التي جاءت حكمتنا والحكومات التي حكمتنا، حقيقةً اشتغلت على الوعي الباطن بشكل هائل، وغيرتنا، دعمت كثير من الأمور التي ليس لها قيمة، وغيَّبت كثير أمور لها قيمة، انفقدت القدوة يا أحمد في المجتمع الفلسطيني! ما في قدوة اليوم في المجتمع الفلسطيني.
أحمد البيقاوي: [00:47:23.54]
كنت سأقول ذلك. أنا فقط تعقيبًا على غزة يعني أمرها لله. بتعرف؟ مرة بعد مرة النقاش ليس نقاش غزة أمرها لله فحسب بقدر ما انه غزة كشفت فعليًا كيف الفلسطيني اليوم يعرّف حاله يعني بالكاد أن يرى باب بيته! هذا إذا رأى باب بيته أصلًا! وأنا قاعد بسأل وبسمع من أهلي كما تعرف لانه كان النقاش طوال الوقت ضفة غزة بعدها صارت بكل مدينة يعني مثل ما صارت غزة في الشمال في نازح ومش نازح، وفي شمال وجنوب، نفس الشيء صار في الضفة فعليًا. فانت ترى فعليًا في طول كرم ما بين المخيمات والمدينة. بعد ذلك يعني الآن المخيمات خرجت الناس منها وراحت انتشرت، يعني هناك من ذهب للجامع، وهناك من ذهب لجمعية، ومنهم من انتشروا في القرى، فوالدي يقول لي فعليًا في إحدى القرى فيها تقريبًا ما يقارب 1000 نازح موجود، ويتم عمل دعوة عامة أو كأنه دعوة أشبه بحفل كبير لكتابة بطاقات عرس! بذات الوقت فعليًا الذي فيه الناس بيوتها تهدّم، فأنت تشعر حتى فعليًا انه يعني ليس فقط التفاصيل التي نحكي عنها على مستوى اليوميات، يعني هي لم تقتل الوقت أو قتلت فعليًا. شعورنا مع حالنا فحسب! بل قتلت فعليًا حتى تعريفنا لحالنا، أنا ما بعرف فعليًا كيف واحد يفترض انه غزة بعيدة أو الخليل بعيدة مثل علاقتي أنا بالخليل. يعني انه هي مكان بعيد أنا ذهبت إليه ربما مرة أو مرتين، لكن أنت بتصير تشوف بالفعل انه الناس على باب بيتها حتى لم تعد ترى! لم تعد تسأل في أي أحد. يعني حالة من الأنانية ومن الفردانية التي وصلنا إليها لمكان بعيد.
سامر خويرة: [00:49:00.53]
صاروا يسمُّونها "النجاة الفردية". هذا مصطلح أصبح يدخل كثير على القاموس الفلسطيني، أو تحييد نفسك عن الظرف العام. أو يعني: "أنجو أنا وليغرق الجميع". مثال بسيط؛ تدمير الممتلكات العامة أو الإساءة للممتلكات العامة، صار يشعر كثير من الناس انه انا من حقي أخرّب الصراف الآلي، من حقي أكسر الإشارة الضوئية، من حقي أخلع الشجرة التي في الأرض، من حقي أقلب حاوية القمامة؛ لأني أنا ضد الحكومة أو رافض لإجراء معيّن، أو مش لاقي وسيلة احتجاج إلا بهذه الطريقة، أو من شباك بيته يلقي _عفوًا أعزكم الله_ كيس القمامة على الأرض التي تحته، المهم داره التي هي مملكته أن تكون سليمة، أولاده يكونوا بخير والباقي لو جاءهم الطوفان فأنا ما عندي أي مشكلة! هذا الشعور حقيقي ما بنقدر ننكره للأسف الشديد موجود. ليست صورة سوداويّة بل هناك الكثير من الناس فيهم الخير، وفي كثير ناس حريصين على البلد، وفي كثير ناس غيورين، وفي كثير ناس صوتهم عالٍ، لكن السلوك العام سلوك انعزالي، يعني كما ذكرت أنت، ودائما كنا نقولها: فلسطين. وكنا دائما نتضامن مع الدول الثانية التي يحدث فيها حروب منذ كنا صغارًا؛ الشيشان، افغانستان والبوسنة والهرسك، والناس جمعوا لهم ويذكر لليوم في نابلس انه جُمع أكبر مبلغ مالي للبوسنة والهرسك في الـ 1992مبلغ مالي، وأيامها كانت التلفونات جديدة، وأنا أذكرها في الجوامع وكذا، بعدها صارت المشاكل تقرّب علينا أكثر العراق، بعدها صارت الثورات في مصر، في تونس، في ليبيا في اليمن، بعد ذلك جاءت الضفة الغربية وغزة وصار الانقسام
سامر خويرة: [00:50:51.31]
للأسف الشديد صرت انت تتطلّع لابن غزة كأنه في دولة وابن غزة يتطلع لابن الضفة، وشعارات مثل: "ويا غزة يلا منشان الله" "ويا أهل الضفة يلا!" بعد ذلك الضفة الغربية مثل ما انت ذكرت الاحتلال نفسه حين يصدر بيانات اليوم يتعمّد ذكر المناطق الجغرافية ويقول لك نريد أن نعزّز نموذج نابلس، نريد أن نعزز نموذج الخليل، يا أهل كذا الضابط الاسرائيلي، يا أهل كذا ما تعملوا مثل أهل كذا، يا أهل المخيم الفلاني _كما وزّعوا مثلًا في بلاطة_ انظروا ماذا فعلنا في مخيم نور شمس وفي جنين فإياكم _انظر كيف يعمل الاحتلال_ وكما قلت انت اليوم يستشهد مثلًا شاب في مخيم من مخيمات نابلس المخيم نفسه فقط الذي يقوم بالإضراب. طيب يابن الحلال مخيم عسكر الجديد يضرب لشهيد عندهم ومخيم عسكر القديم الذي بجانبه مش مضرب، وبلاطة الذي بجانبه مش مضرب. وأنا أذكر مناطق جغرافية في نابلس قريبة جدًا يعني شوارع فانظر إلى أين؟ يعني بكرة البلدة القديمة في نابلس تضرب والمدينة نفسها بتكون مداومة. الآن احنا جنين وطولكرم للأسف مين مهتم في هذا الموضوع؟ فحقيقةً بكرة بصير عندك في البناية نفسها! البناية السكنية في الحارة في البناية في الطابق نفسه أربع شقق، يعني ممكن هذا عامل حفلة وهذا عنده بيت عزاء. إلى هذه الدرجة قد انشغل علينا؟ نعم بكل وضوح وبكل ثقة أقول انه وُضعت خطط حقيقية ودُرست وتُنفّذ وأنا لست في قصة مؤامرة ومؤمن بنظرية المؤامرة، لا على العكس تمامًا، لكن حين تقرأ كتاب مثلًا "هندسة الجمهور" كيف تتم هندسة الجمهور كما تُهندس أي عمارة! كيف أنت تبرمجه هذا كتاب ألّفه أحد الأشخاص ويحكي فيه عن دور الإعلام في هندسة الجمهور، كيف يتم ما يُضخّ في الإعلام.
سامر خويرة: [00:52:42.88]
وأنا وأنت نشتغل في الإعلام ونعرف ما يُضخ في الإعلام ليس هباءً منثورًا. الذي ليس لديه رؤية إعلامية يفشل، لو كان أشهر واحد في الدنيا يوم يومين أسبوع أسبوعين شهر شهرين بروح، لكن الذي يشتغل في بُعد ويشتغل برؤيا ويعرف ما الرأي العام، وكيف يتم الضحك على الرأي العام، وكيف يتم فيه نظريات إعلامية، وهناك نظرية القطيع؛ ضع رأسك بين الرؤوس وقل: يا قطّاع الروس. وفي نظرية كذا بشتغل عليها تمامًا هندسة الجمهور مئة بالمئة. فبالتالي الناس بتصير عندها حالة لامبالاة قاتلة تجاه قضايا كبيرة كبيرة، وتنشغل بصغائر الأمور وتوافه الأمور وتصبح هي بالنسبة لها القضايا الكبيرة، والاحتلال مبسوط لأن الاحتلال ما بده يشغل رأسه في هذه القصص، وبعد ذلك بيصير عندك النجاة الفردية! يا أحمد انت شو بدك بوجع الرأس ومنزّل هذا البوست؟! اذًا شو بده يفيدك انك تنزّل عن طولكرم وعن جنين؟ شو استفدت؟ انك تنحبس الآن؟ واذا ارتميت في السجن مين بده يسأل فيك؟ فانت بتقول اه بصير عندي رقابة ذاتية، فأنا ببطّل أنشر أو بختصر أو ببطّل أحكي، فبالتالي الدولة اللي بدها تحافظ على كينونتها لازم يكون هذا رد على أول إجابة للسؤال، الدولة التي تريد أن تحافظ على كينونتها، لا بد أن تقدِّر المواطن الذي عندها وبدها تعرف انه هذا الزلمة هو رأس مالها.
أحمد البيقاوي: [00:54:03.90]
وتقدِّر ظرفه.
سامر خويرة: [00:54:05.88]
ورأس مالها.
أحمد البيقاوي: [00:54:06.48]
تكون واضحة توضح له وتحكي معه، يعني انت كيف تفضلت نقاش الوقت بالنسبة لنا فهو مكاشفة لفكرة انه هل عملتم إجراء في سنة من السنوات لأنكم تريدون أن تستقلوا؟ طيب ممكن تراجعوه؟ طيب صار في إرباك سنة بعد سنة، طيب الاحتلال فعليا بالنسبه له يتعاطى مع موضوع الوقت بحساسية عالية؛ لانه يعتقد أن الوقت بالنسبة لهم مثل الموسيقى يعني في ساعة محددة التي يتم ضبط الدولة كلها بناءً عليها. لكن احنا فعليًا حالة المتاهة الموجودة وكما تعرف هذا النقاش ليس فقط بيني وبينك هذا على مستوى الوزراء، وعلى مستوى الأجهزة، على مستوى المؤسسات، على مستوى كل شيء داخل فلسطين. فهنالك هكذا شيء يشبه يعني وهم الاستقلال وهم الدولة وهم الفلسطيني المستقل، أو وهم حتى محاولة تجنّب الحديث عن الاحتلال أو ظروفه ومواجهته. يعني بتعرف حتى مثل هذا الحوار سامر يعني قدر الإمكان عندما جئت أنا وياك نريد أن نحكي عن الوقت تحديدًا، ما قدرنا انه ما نحكي فعلياً عن الوضع الذي نعيش فيه، وعن فكرة الاستقلال والاستقلال يأخذنا لمكان ثانٍ، والاحتلال يأخذنا لمكان ثانٍ، والظرف الذي نعيشه اليوم دخول العيد علينا، ففي حالة هكذا انه بنقدر أنا وأنت أن نحكي عن الوقت كما لو أنه في أوروبا. وهكذا أعتقد محاولات السلطة أحيانًا في أماكن أو الحكومات تعمله بافتراض انه خلص بدنا نعزل حالنا عن كل الظروف الموجودة، وبدنا نعيش وهم الحكومة أو وهم الاستقلال، أو وهم..
سامر خويرة: [00:55:38.49]
وهم السيادة أسمِّيها.
أحمد البيقاوي: [00:55:40.92]
وهم السيادة صحيح صحيح.
[00:55:42.66]
لماذا؟ لانه من حقنا أن نكون مستقلين، من حقنا يكون لنا سيادة، ومن حقنا _واحنا لسنا أقل من أي أحد في الدنيا، بالعكس تمامًا احنا أكثر مَن ضّحى على مدار سبعين عام أطول احتلال حديث_ أن يكون عندنا حكومة وفصائل تحترم الشعب، ومن حقنا أن يكون عندنا شعب يحترم قيادته وحكومته، ومن حقنا أن يكون عندنا حرية وديمقراطية. هذه مطالب يا أحمد يعني الأصل انه العالم الواعي من زمان قد تجاوزها! لكن للأسف الواقع عكس ذلك تمامًا، الواقع انه الاحتلال الإسرائيلي متحكم فيك حتى في شربة الماء، متحكم فيك في الكهرباء، يعني تخيّل الآن الاحتلال يقطع الكهرباء بيفصل البث! تخيل ما أبسطها! تخيل انه الاحتلال الاسرائيلي بكل سهولة وبكل بساطة يُغلق حواجز ويحول مدينة كنابلس فيها 300 400 ألف شخص لسجن كبير، واذا أنت زلمة اطلع! مين بده يقول لك وين تطلع؟ أي سيادة؟ فالمواطن الفلسطيني كل دقيقة يمر في تجربة تثبت له انه ما في سيادة! احنا مش ضد السلطة ولا ضد إجراءات الحكومة، احنا مطالبنا منهم انهم يكونوا واقعيين وحينما يحكوا شيء يقدروا ينفذوها، ولو كانت أبسط شيء ممكن! ما بدنا منهم شيء آخر. أحمد اسمع أليس يقال: "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه"؟ احنا بدنا كل حدا يعرف قدر نفسه، احنا قادرين نواجه، بدنا نواجه. وإذا مش قادرين نواجه فلا بد أن نجد طرق ثانية للمواجهة. إذا مش قادرين نغير الوقت فنغير شغلة ثانية، واذا ما قدرنا نغيرها فما نضحك على حالنا. أنا بدي أعمل مشروع اقتصادي، فلا بد إني أكون قادر على إني أوفر له كل المواد الخام فلسطينيًا. أما انه والله أعمل حالي فتحت مصنع وبالآخر كل المواد الخام تأتي من إسرائيل فإذًا هكذا أنا أضحك على حالي! ليس لدي منتج وطني، ليش أقعد أحكي منتج وطني؟ طبعًا أنا مع المنتجات الوطنية، وهنالك منتجات وطنية، وهنالك عقول فذّة، لكن بالمقابل هذا يجعلني أحكي لك عن هذه العقول الفذّة التي يجب على الجهات الرسمية أن تستعين فيها! ما بينفع أنا فقط المسؤول وهو من رأسه يصدر القرار. و6 7 قاعدين بغرفة يقرروا عن بلد بأكملها! أين..
أحمد البيقاوي: [00:57:44.60]
حتى إن هذا الوهم أنا بالنسبة لي أيضًا يجعل طبقة محددة من المجتمع هي التي تتسلق على أكتاف الناس الثانية، يعني انت حين تأتي وتقول لي انه تمام قاطعوا المنتجات الإسرائيلية، وتجعلني اشتري منتجات تاجر ما فلسطيني موجود، وكافة المواد الخام خاصّته مصدرها من اسرائيل! أنا فعليًا هكذا لا اشتري منتج وطني. يعني ربما جزء من الاحتلال احتلال رأس المال وهو احتلال يعني أسوا! الذي هو هذا رجل الأعمال المرتبط بالاحتلال بالكامل؛ هو ومصاريه وعائلته، وناسه وأهله وكل شيء، وكل مخطّطاته وكل توجّهاته، وهو بالآخر يصنِّع الاشي في طولكرم او رام الله وكل أساسه أصلًا من الاحتلال، مش كثير بيعملوا منتج وطني يعني أيضًا! فتشعر أيضًا انه هنا يوجد وهم ثانٍ. لكن أيضًا هذا الوهم ينتج طبقة مستفيدة من كل هذه العشوائية وكل هذا الخلل، وكل هذه الفوضى التي نتحدث عنها.
سامر خويرة: [00:58:38.26]
يعني هو لا شك في كل ثورات العالم لازم يكون في طبقة تصعد على أكتاف الفقراء والأغنياء أو أكتاف _عفوًا_ المناضلين. أليس يقال: "الوطنية للفقراء والوطن للأغنياء"؟ للأسف هذه موجودة، وقد عانينا منها منذ 1920 ومن قبل، ومن أيام ما قيل في الثورة العربية، وبعدها الـ 1936، وبعدها 1947-1948. بعد ذلك في الستينات والسبعينات، وفي الانتفاضة الأولى برزت بشكل مرعب وظهرت طبقات لم تكن أبدًا متوقع أن تظهر في المجتمع الفلسطيني؛ في البداية كانت الطهارة والنقاء ثم وصلنا إلى مرحلة من السوداويّة بمكان، جعلت الناس تفقد الشغف تجاه العمل الوطني. جاءت انتفاضة عام 2000 وقد أعادت الشعور الوطني الحقيقي، وبدأت الناس تتحرك من جديد، وقدّمنا يعني زهرة شبابنا في سجون الاحتلال وشهداء وأسرى وكذا. وبعد ذلك للأسف الشديد حدثت أحداث أخرى فبالتالي انتكصنا على رؤوسنا. جاءت أحداث غزة الأولى والثانية 2008، 2014، 2018 2021 سيف القدس والحالة الوطنية غير المسبوقة، خاصة مع دخول أهلنا في الـ48 للمواجهة وزلزلة الكيان من الداخل. المشكلة أحمد انه كل مرة لا نستفيد ولا نوظّف التضحيات الجسيمة التي نقدمها لصالح الوطن! كل مرة نخسر بأكثر. يعني معقول هكذا الطبيعة البشرية معقول هكذا كل الثورات وكلما عملوا ثورة يخسرون وبدلًا من أن يفوزوا يعودون ويعملون ثورة ثانية ويعاودون الخسارة! يعني لماذا ليس لدينا ودائمًا أنا أقول استثمار للتضحيات؟ ليش ما في عنا رؤية واضحة؟ كل هذه التضحيات الجسيمة من أرواحنا وأعمارنا وكياننا ومجتمعنا ومثقفينا ووعينا ورجالنا ونسائنا وسنوات ضِّيعت، معقول ما في حد قادر يعني يقدر يستثمر هذه التضحيات؟ ما في جناح سياسي يقدر يمثل الكل الفلسطيني؟ يقدر يقول للعالم بيكفي يا عمي تعالوا هو احنا كل مرة بدنا نعمل ثورة ونخسر المزيد من الأرض، ومزيد من الناس؟ بدنا ثورة نتحرر فيها، ليش ما في؟! ليش غزة بعد كل 15 شهر رجعنا نحكي عن معونة؟ ليش رجعنا نحكي عن كوبون؟ ليش رجعنا نحكي عن جنين وطولكرم
سامر خويرة: [01:01:02.69]
لاجئ ومخيم ونازح دخل على الخط! معقول لهذه الدرجة احنا ضعاف؟ معقول لهذه الدرجة احنا مربَكين؟ معقول لهذه الدرجة ما في عنا قيادة ورؤيا واضحة؟ لهذه الدرجة كل حدا بيشتغل من رأسه! لهالدرجة احنا مش عارفين يعني نستثمر! والله أقسم بالله الواحد بفقع يا زلمة من داخله. والمصيبة انه والله العظيم لدينا إمكانيات هائلة وعندنا ناس لديها رغبة في التضحية وعندنا عقليات فذّة. ودائماً أقول لك: الفلسطيني علّم العالم، وحين ترى بعض دول الخليج يخرج أناس ويقولون: "أنا أفخر أن من علمني فلسطيني" انت تضع يدك على رأسك. أنت حين ترى ناس في اليمن يقولون: "أنا الذي علّمني فلسطيني"، وترى ناس في الكويت يقولون: أنا قد علمني فلسطيني.. وفي الأردن يقولون: الفلسطينيين هم الذين بنوها. يا عمي والله عندنا قدرات! ها أنتم الذين خرجتم للخارج واستطعتم أن تنجزوا. طيب ليش لما تكونوا داخل الوطن ما بنجز؟!
أحمد البيقاوي: [01:01:55.31]
بسبب الاحتلال..لانه فعليًا هي اللعنة بحد ذاتها. هي اللعنة سواء في الداخل أو في الخارج، ليش بننجز وليش ما بننجز؟ ليش نفسيتنا جوا وبرا يعني من مكان التوقيت إلى حتى فعليًا عدم تأثري فيه برا تجعله حوار يتمثل في أن أتصل عليك تلفون وأقول لك بدنا نسجّل معك، ونخوض بهذا الحوار أنا وأنت لكن ليس بوسعنا عمله. سامر بدي أجرب أعمل شغلة أنا وأنت، قد أخذَنا الحديث بسرعة لانه الاشي آنيّ، وحتى حينما حكَيت عن رمضان والسحور قفزت مباشرة(تجاوزت) لكن عادةً تقارب يبدأ كما تعرف هكذا في تقارب، لكن أنا وأنت متقاربين من قبل، وتقاربنا بهذا الموضوع. بدي أسألك فعليًا أيضًا في نفس السياق؛ سياق الفلسطيني كل سنة تؤثر كثير يعني على كونك فلسطيني، أو على أنك شاهد على مرحلة ما، وعلى تأثرك بحدث ما الذي خلق منك أو غيّر من شكل الفلسطيني الموجود أنت عليه اليوم. إذا بدي أرجع للصورة الأولى التي صارت بنشأتك أو القصص التي واجهتها من الاحتلال، والصور التي صارت معك وشهدتَ عليها بشكل مباشر صارت معك أو مع أحد من حولك وغيّرت علاقتك مع فلسطين. يعني ما أوائل المشاهد التي تعرِّف علاقتك بالاحتلال فيها؟
سامر خويرة: [01:03:11.54]
والله أنا وعيت على الدنيا سنة الـ 1987 عندما انطلقت الانتفاضة كنت طالب في الصف الأول، فأنا أذكر والدي عندما بعثني إلى المدرسة _الله يرحمه_ أنا وأخوي الأكبر مني _كان أكبر مني بصف_ 1/9/1987 كأنه اليوم تخيل! كانت في دورية للجيش الإسرائيلي باب المدرسة _كانت من الدوريات الصغار_ متمثّلة في ثلاثة جنود اثنين في الأمام وواحد يقعد عكسي خلفهم ورا، ربما الذين عاشوا الانتفاضة الأولى يتذكرونها، هي الآن انقرضت لم يعد يستخدمها الاحتلال. الدورية كانت واقفة باب المدرسة، فأنا ما بعرف من هؤلاء، لكن كنت أرى الناس خائفة. فمن يومها وعيت على أن هذا عدو. هؤلاء سرقوا أرضنا، لم يتركونا نعيش طفولتنا. كبرت أكثر قليلًا جاءت أوسلو 1993 ما كدنا أن نعيش فترة الشباب وإذ بالانتفاضة الثانية سنة 2000 قد أقبلت. وكل الناس الذين عاشوا في مرحلتي سواء أصغر مني أو أكبر مني _أنا مثلًا مواليد شهر 1981_ ممكن الذين أواخر السبعينات حتى 1985 هذه المرحلة وأكثر قليلًا، كل ما نقعد مع بعض بنقول فعلًا انه احنا ما عشنا حياتنا الطبيعية العادية، يعني ما في مرحلة كل عشر سنين إلا ويحدث عندك شيء، جاءت الانتفاضة، كنت أنا سنة أولى أو ثانية تقريبًا جامعة وهذا الشأن لعب دور كثير كبير. إذا بدي احكي بشكل مختصر؛ درست صحافة وكنت أسال حالي سؤال قبل الانتفاضة 1999 تحديدًا كنت أقول يا ولد انت رايح تشتغل صحفي؟! هو في صحافة أصلًا في البلد؟! وإذ بنا خلال شهرين ثلاثة اندلعت الانتفاضة، وسبحان الله دخلنا وانخرطنا في العمل.
سامر خويرة: [01:04:54.53]
كنت طالب صحافة، في قصة لازم احكيها وأنا كل مرة بحكيها، كثيرين من الناس يقولون لي انه احنا إذا درسنا فلن نجد شغل بعد أربع سنوات، فأقول لهم: الأرزاق بيد الله، وربما يصير معك حدث يقلب لك حياتك. أنا كنت متدرب أو كنت عفوًا طالب، وكان لي زميل لازم أذكر اسمه لانه هو شهيد _رحمه الله_ (محمد البيشاوي) وأنا موجود في المكتب للعلم الذي تدربت فيه سنة 2001. محمد كان سنة رابعة وكان يتدرّب، فأنا ما بعرفه أنا سنة أولى سنفور، صار حكي هكذا بالصدفة في مساق في كذا فبقول لي:تعال على المكتب وأحضرني على هذا المكتب: مكتب النجاح للصحافة، والصحفيين الدكتور فريد أبو ضهير ودكتور أمين أبو وردة، وقائمة من الصحفيين ورجال كبار، وأنا سنفور صغير. فقال لي: اذا أحببت أن تأتي لتتدرب وأنا بساعدك وكذا وبدأت أكتب بعض المقالات وأشياء أخرى. استشهد محمد؛ اغتاله الاحتلال الاسرائيلي في 31/7/2001 مع القائد جمال منصور وجمال سليم، وقائمة من شهداء مكتب صحافة. وذهب محمد، بينما أنا الدكتور مدير المكتب قال لي: تعال أنت مكانه! فسبحان الله أقول لهم ربنا قدّر أن يستشهد إنسان حتى آتي مكانه وأعمل في هذا المكتب وأنطلق في العمل الصحفي. فسبحان الله يعني هذه القصة دائما كل ما بنروح عند طلاب الصحافة بحكي لهم اياها. بقول لهم انه انت ما بتعرف شو بصير معك، ممكن صدفة صعبة أو حدث صعب إنك فقدت إنسان عزيز على قلبك، احتضنك بفترة قصيرة جدا، لكن فتح لك باب! ذهب هو إلى الجنة وقال لك: تعال مكاني، اشتغل في العمل الصحفي.
سامر خويرة: [01:06:28.69]
النقطة الثانية التي أحكيها وحقيقة يعني مؤثرة بي جدًا حقيقة أحداث الانقسام. مثلي مثل غيري عانيت منها كثير، وما زلت أعاني منها. والله إنها شرخ في القلب، وأحزن جدًا انه من 2007 وحتى اليوم واحنا ما زلنا بنحكي غزة وضفة وحماس وفتح! وما زالت المعايير لم تتغير. معايير _للأسف الشديد_ إدارة المجتمع بناءً على عقلية فصائليّة وليست عقلية مهنية. ودائمًا ما أقول لهم: إذا اختلفنا معكم يا سلطة أو يا حماس أو فتح فنختلف من باب المواطنة، ولا نختلف من باب الحقد أو من باب الإقصاء. وأنت لا تحكم على أحمد وعلى سامر بناءً على توجّهاته السياسية. أنا أحكم بناءً على مهنيّته وأدائه، احنا ما زالت العقلية الفصائليّة تتحكم فينا يا أحمد. وأنا عانيت ممكن أقل واحد من اعتقالات سياسية. اعتقلت عند الأجهزة الأمنية أكثر من مرة، وكنت دائما أقول لهم انه انت تعتقلني لأنني صحفي؟ لأني أخالفك؟ يقول: أنت تحرِّض، فأقول: هنالك فرق شاسع بين التحريض وبين الانتقاد. أنا أنتقد ما بحرِّض. أنا حين أقول مش عاجبتني وزارة الصحة، ولا يوجد دواء.. فهذا ليس تحريضًا بل انتقاد. وحين أقول أن الشوارع خاربة فأنا لا أحرِّض على الحكومة بل أنتقد ومن حقي أن أنتقد، فلا تفكر بأنني كلما انتقدتك فأنتقدك بناءً على عقلية سياسية أو توجيهات سياسية! أنا آرائي السياسية معروفة ولا أستحي منها، وهذه الطنجرة(الرأس) أقول لهم: أنا حر فيها، ما حدا اله علاقة فيها. أنا حر بأفكاري وآرائي، وأنا مش قرآن كريم. ممكن أغير وإذا في شيء صح فأغيّر عليه، لست متشبِّث فيها يعني.
سامر خويرة: [01:07:56.88]
لكن حين تُدار البلد كلها بهذه العقلية، بدناش نظل نقول غزة وضفة، وجناحي وطن. حقيقةً أنت تشعر بالأسى لنفسك، في 7 أكتوبر عندما صُفع الاحتلال الاسرائيلي بالضربة القاسمة التي أكلها، فورًا نتنياهو أحضر أشد الناس المعارضين له وأشركهم في الحكم. قال لهم تعالوا هي دار أبوي لحالي كاينة؟ جلب أكثر ناس كانوا يحلمون أن يجدوا نتنياهو في السجن جانس وغالانت، وقال لهم تعالوا احملوا معي! بغضّ النظر. تجد فرق أن الاحتلال حينما يُصفع كفّ وإن كان كف قوي كما 7 أكتوبر. لكن أيضًا حتى نكون منصفين فهو يعيد ترتيب نفسه. المجتمع في الداخل لا شك قد ارتبك الاحتلال، لكن أيضًا هنالك دولة تحكمه، هنالك منظومة، يوجد قانون، ساعة، في وقت، في صيفي في شتوي في نظام في صحة في تعليم، في خدمات. قبل قليل قلت لك احنا حين يحدث ثمّة شيء كصفعة ترتبك الحياة كلها! ساعة تقلب البلد بأكملها! ما في منظومة، ما في حياة صحيحة، ما في أسس متينة. ليش بعد 30 سنة من وجود السلطة مش قادرين نرتب حياتنا؟! ليش الدواء مش موجود في وزارة الصحة؟ ليش الشوارع مكسَّرة؟ ليش في ناس أباطرة؟ ليش في ناس طفرانين ومش لاقيين يأكلوا؟ ليش ما في عدالة؟ وين راحت الملايين والمليارات التي دخلت على البلد؟ ليش مستثمرة فقط بأيدي ناس معينين؟ ليش ما في طبقة وسطى في البلد؟ ما في طبقة وسطى! إما ناس فوق فوق أو تحت تحت. ليش الناس في رمضان تمدّ يدها؟ ليش يتم اللجوء للمؤسسات الخيرية؟ وين راحت الدولة؟ وين الحكومة؟ وين الملايين الموجودة؟ هذا الحكي لا بد أن نسأل حالنا سؤال
سامر خويرة: [01:09:30.20]
سؤال وفعلًا هؤلاء الناس لازم يتعرضوا للمساءلة؛ "وقفوهم إنهم مسؤولون". هذا الزلمة لا بد ينسأل، أي واحد في أي مكان في الدنيا، وأنا قبل غيري أنا جاهز للمساءلة. لكن انت حين تقبل على نفسك أن تستلم أي منصب فإذا لم تَسأَل في الدنيا فستَسأَل في الآخرة. الله سبحانه وتعالى لا يذهب من عنده شيء مثقال ذرة! الله سبحانه وتعالى الذي خلق كل الكون قد كتب لك كل كبيرة وصغيرة. بدك تعرف انه في الآخر في عقاب، وإذا مش في الدنيا بالآخرة. الأمور الدينية سواء انت مؤمن فيها أو لست كذلك لكن احنا مؤمنين انه انت لازم هذه المنظومة التي تحكم البلد لازم تعيد حساباتها. بكفي يا جماعة الخير! مش قادرين ننعتق من الاحتلال تمام لكن هنالك إجراءات ثانية داخلية لازم تعيد ترتيبها. أما أن نبقى عايشين بهذه الفوضى أمر ولا يمكن نقدر نتحرر. لا يمكن أخي! ما في شعب بتحرر وهو عايش بهذه الفوضى. انت عندك مشكلة، ناس آلاف البشر مخلصين وقدّموا حياتهم في سبيل الله وفي سبيل فلسطين ومستعد بيته يروح وحياته تروح. طيب مش هذا حرام نرد نرجع نحكي حماس وفتح؟! مش حرام نرد نرجع نحكي غزة وضفة؟ مش حرام نرد نحكي غني وفقير؟ مش حرام نرد نحكي أصفر وأخضر؟ مش حرام نظل نحكي بنفس العقلية الإقصائية؟ إلى متى؟! أحمد أنا مستعد أرجع أحكيلك وأتحداك بعد عشر سنين أرجع أصور أنا وإياك _اذا الله كتب لنا عمر_ بودكاست ونحكي عن الوقت! وما تغيرت وما انحلت المشكلة!
أحمد البيقاوي: [01:10:53.77]
صحيح مشكلة.
سامر خويرة: [01:10:54.34]
راح ترجع تتصل علي في 2036 و 2035 وتقول لي الله بعينك بدي منك حلقة ساعة الصيفي والشتوي ليش؟ لاننا لا نستثمر التضحيات، ولا ندير البلد بشكل صح، ولا نقرأ المعادلة بشكل صح، في مشكلة في إدارة البلد، في مشكلة في عقليات الناس. كل العقليات المحترمة يتم تنحيتها. كل الناس المحترمين يتم تنحيته أو هو يبتعد؛ لانه بده يتبهدل اذا بده يستلم. وهكذا نراكم على أخطاء ولسنا نقوم بالحل. الاحتلال عدو ولازم نخلص منه، لكن الاحتلال عنده مؤسسة داخلية وعنده اشي خارجي. داخليًا بإمكانك أن تحاكم نتنياهو وتبعثه على السجن، واحكي على أكبر مسؤول في البلد واحكي عن الفساد، وصحتك وعافيتك وتأمينك الصحيّ شغال وتعليمك شغال، وحياتك شغّالة. احنا أي حدث بيصير بيغلق البلد، يُربك البلد. احنا مش قادرين نقدِّر انه نقوم بالإضراب أو ما نضرب في يوم. مش قادرين نقدِّر نعمل حداد على شهيد أو ما نعمل، مش قادرين نقدِّر انه المدارس في المنخفض الجوي تداوم أم تغلق. تخيل ما أبسط ما يقال.. يعني احنا نشرنا غسيلنا الوسخ في هذا البودكاست! لكن هذا واقع، أنا زلمة واقعي. احنا نعاني من مشكلة مش قادرين ننظم حياتنا الداخلية. يا أخي أمر الله الاحتلال تمام، لكن هذا لا يعني أن نعيش بهذه الفوضى العارمة التي ليس لها أي رؤية، ولا يوجد أي أمل للانتهاء منها. يعني لا انتخابات عارفين نعمل ولا وحدة وطنية عارفين نعمل، ولا دولة عارفين نعمل، ولا تأمين صحي وحتى أدوية عارفين نعالج، ولا ناس مريضة عارفين نوفر لها دواء، ولا عمليات منتظمة، ولا قضاء ولا شرطة ولا أمن ولا استقرار ولا فصائل ولا مسيرات، إلى هذه الدرجة؟! نعم إلى هذه الدرجة. أنا مصرّ انه احنا نعيش فوضى عارمة لا يمكن أن..
سامر خويرة: [01:12:44.08]
نتحرر إذا ما بقينا على هذه الحال. لازم بشكل بسيط الناس العقلاء الفهمانين الذين عندهم رؤية بغضّ النظر عن لونه يا إخواننا مين ما كان يكون المهم بده يخدم البلد. تعال أدر المؤسسات، تعال استلم، ولنساعدك. الناس أخي تُقدّم وتخرج، ومستعدة مجرّد أن يروا انه أحمد وسامر صادقين ويثقوا بكم فيعطوك حياتهم حتى! الفلسطينيون مستعدون أن يعطوا دائمًا.. فهم لم يبخلوا على فلسطين بأرواحهم فهل يبخلون على مؤسسةّ! لكن حينما يرون حدوث انتخابات، وتفوز فئة معينة ويقال لك عن مرشّح: ممتاز وآدمي ومحترم وبدنا ندعمه كلنا. لكن عندما يصبح هنالك تطبيق فلا تكون هكذا القصة! كلما تغير رئيس وزراء بقول لك هذا الأفضل، فتتفاجأ انه ما بشتغل صح، يأتي رئيس بلدية نفس القصة، رئيس مجلس نفس القصة، رئيس مجلس طلبة نفس القصة، مدير مؤسسة نفس القصة! طيب ليش لما بتكون خارج المؤسسة محترم وعندك أفكارك وحين تستلم فيكون الوضع غير مستقر؟! لأنها المؤسسة من الداخل منخورة فيها مشكلة. احنا مش قادرين نواجه، احنا مش قادرين نزيل بسطة في الشارع، ومش قادرين ننظّم سير، ومش قادرين نحافظ على إشارة ضوئية، بالمحصلة كما قال بعض الناس: انه إذا أنت لم تقف في طابور حتى تنتظر الصعود إلى الباص فلا أمل فيك. وأنا أحكي لك هذا الكلام صحيح تمامًا. احنا للأسف في بعض الأحيان عقلية القطيع تسيطر علينا، وتصبح الوحدانية والفردية والنجاة الفردية هي الحل، بمعنى: "انجُ وليغرق الجميع"! كل هذه لها علاقة بالذي قلتله لك؛ الاحتلال الموجود في بلادنا والعقلية الإدارية التي تحكمنا والظرف العام الذي نمرّ فيه، وأيضًا لنكون صريحين احنا للأسف الشديد متروكين لوحدنا وهذا ليس كلام سياسة
سامر خويرة: [01:14:27.36]
هذا واقع وحقيقي لانه كثير من الناس في الخارج يقولون: انتم ما بدكم تساعدوا حالكم، فنحن ما بنقدر نساعدكم، ولن نكون ملكيين أكثر من الملك. هذه القصص كلها يعني حياتي المهنية والصحفية أوصلتني لهذه القناعة. قد أكون مخطئ، وممكن أكون يعني قد جلدت نفسي أكثر من اللازم وجلدت مجتمعي أكثر من اللزوم، لكن دائما بقول شغلة مهمة ومن تجاربي وعملي ممكن على مدار 25 سنة.. البلد فيها خير وأهل الخير كثر، لكن صوتهم منخفض، أنا دائما بقول أصحاب راية الباطل عددهم قليل لكنهم للأسف متحكِّمين في البلد، ويلوِّحون برايتهم، وأصحاب راية الحق كثر لكنهم خائفين وخافضين لصوتهم. احنا لا بد أن يأتي يوم أصحاب راية الحق والباطل بغضّ النظر بأي اشي يعلّون صوتهم، هؤلاء اذا صوتهم عالٍ وتحركوا بشكل جماعي فسيغيِّرون. لكن اذا بقينا خائفين وكل واحد لسان حاله يقول: "اللهم نجِّني وعائلتي" والله ستُدمَّر البلد والاحتلال لن يرحم أحدًا يا أحمد لن يرحم أحد. يعني هذا أمر واضح انه اليوم اسرائيل بعد 7/ أكتوبر ليست كإسرائيل قبل 7 أكتوبر. واضح أن المخططات التي تمت وجاهزة في الأدراج قد خرجت، وبدأوا في تنفيذها وهم لم يعودوا كما السابق فلا يستحون من ذكر هذه التفاصيل. وبالتالي أنا أقول للكبير وللصغير، للذكر وللأنثى، للمسؤول والسائل، للسياسي والرئيس والفصيل، انه كلنا للأسف هذه الفرصة تكاد تكون الأخيرة لحماية فلسطين وإبقاء فلسطين وإلا والله لا 1948 ولا 1967 ستُذكر أمام المرحلة التي تنتظرنا؛ لانه ساعتها لن يكون هناك قضية فلسطينية وستمُحى هذه القضية، وهذا ما لا نتمناه بعد كل هذه الدماء الزكية والطاهرة وكل هذه التضحيات التي أقسم بالله يعني الإنسان يفخر انه شعبه بهذا المستوى الراقي. لكن الصورة العامة للأسف صورة سوداويّة.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
أحمد البيقاوي: [01:16:18.60]
سامر، شكرًا جزيلًا.. يعطيك ألف عافية ممنون لك.
سامر خويرة: [01:16:21.96]
كل عام وأنت بخير وكل سنة وأنت سالم.
سامر خويرة: [01:16:24.15]
السلام عليكم ورحمة الله.