لماذا نكره سماع اللغة العبرية؟
22 مايو 2025
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
وائل عواد
ضيف الحلقة
وائل عواد

اللغة العبرية حاضرة بقوّة في حياتنا الفلسطينية، لكن حضورها غالبًا ما يكون مفخخًا بالخوف، بالقهر، بالاحتلال.

نسمعها على الحواجز، في غرف التحقيق، في التعليم، في النشرات العسكرية، فترتبط في وعينا بالقمع لا بالحياة.

لكن هل تبقى العبرية مجرّد لغة؟

أم أنها تمثّل أكثر من ذلك بكثير؟

في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، تتجاوز اللغة وظيفة التواصل، وتصبح مسألة هوية، وخيارًا يوميًا بين التماهي أو المقاومة، بين فرض الواقع أو خلق مساحة بديلة، حتى بات البعض لا يحتمل مجرّد سماعها، ويرى فيها لسان احتلال لا تُحتمل نبراته.

أمّا في الضفة الغربية، حيث حضور العبرية أقل، فالنقاش يأخذ طابعًا مختلفًا، يدور حول الترجمة، والتواصل مع الجنود على الحواجز أو أثناء الاقتحامات، وهو تواصل محفوف بالخوف، وكذلك الخشية من التورّط في "لغة العدو".

وفي العالم العربي، ينقسم الناس، ويرى كثيرون في تعلّم العبرية وسيلة لفهم "إسرائيل" ومواجهتها بوعي.

فهل العبرية بوّابة للفهم أم مدخل للتطبيع؟

وهل يمكن فهم "إسرائيل" دون فهم لغتها؟

ولماذا ثمّة من يقول إنّه لا حاجة لتعلّم اللغة العبرية مطلقًا؟

وهل نملك ترف الحياد حين تكون اللغة جزءًا من ماكينة السيطرة والطمس والتزييف؟

في هذه الحلقة من بودكاست تقارب، نحاور الصحفي والباحث وائل عوّاد، لنفكك معنى اللغة العبرية بالنسبة للفلسطيني، كيف تتغيّر صورتها من الداخل إلى الخارج، من تجربة فلسطينيي 48 إلى فلسطينيي الضفة وغزة، ولماذا تُستخدم في بعض السياقات كشتيمة أو كرمز للعدو.

🔹 لماذا نكره سماع العبرية؟
🔹 ما الذي تمثّله لنا هذه اللغة؟ أداة فهم أم أداة قهر؟
🔹 كيف يعيش فلسطينيو 48 مع العبرية؟ وكيف يتعامل معها أهل الضفة وغزة؟
🔹 هل يمكن أن تفهم إسرائيل دون أن تفهم لغتها؟
🔹 ولماذا يسبّ الإسرائيليون بعضهم بالعربية؟

⭕️ نناقش أيضًا:
📍 هل اللغة العبرية عنيفة في بنيتها أم في سياقها؟
📍 كيف تحوّلت من لغة دينية إلى أداة هيمنة سياسية؟
📍 من يحتاج العبرية اليوم فعلًا؟ وهل معرفة العبرية تمنحك النديّة أم تجردك منها؟

🧠 الضيف:
وائل عوّاد – صحفي وباحث في الشأن الإسرائيلي

🎙️ المحاور: أحمد البيقاوي


نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:

وائل عوّاد: [00:00:00.41]
أقول له برغيف خبز. يقول اه يعني "بيتا" -خبز بالعبريّة! حبيب امك يا زلمة يا زلمة.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:05.24]
لأجل ذلك وائل حين تسافرون ترتاحون من العبري؟

 

وائل عوّاد: [00:00:08.78]
حين أنزل على جنين أرتاح من العبري.

 

وائل عوّاد: [00:00:11.03]
بالاساس كل حدا أراه يحكي عربي. أول شيء يخطر ببالك ان هذا الشخص كان يشتغل بالشاباك (المخابرات الإسرائيليّة) يعني او ما يزال.

 

وائل عوّاد: [00:00:19.40]
هذه اللغات تمثل نوع من السلطة او وكأنها تُمثّل نوع من الجديّة؛ إنّه إذا أنا أحكي معك عبراني معنى ذلك "لا مزح".

 

وائل عوّاد: [00:00:27.89]
طبريا. اسمها طبريا. يكتب لك بالعربي "طبيريا" هو يريد أن يستفزّك.

 

وائل عوّاد: [00:00:33.20]
على فكرة حتى بالمسلسلات يعني ليس فقط باللغة اليومية عندهم.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:37.73]
اه.

 

وائل عوّاد: [00:00:38.06]
يكون المسلسل كلّه باللغة العبرية. حين يصل عند شتيمة يقولها بالعربيّة.

 

وائل عوّاد: [00:00:42.38]
أقول له: أنت تعرف العبريّة جيّدًا. لماذا لا تشاهدهم؟ قال لي لم أعد أقدر أن أسمعهم. بطّلت أقدر أسمعهم.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:49.43]
قديش في ناس بالـ 48 لا تعرف العبرية؟

 

وائل عوّاد: [00:00:51.92]
الأجداد أقل. الآباء أكثر. لكن الملفت أن الأبناء الآن أقلّ.

 

وائل عوّاد: [00:00:56.18]
مرة أبو مازن قال كل يوم أسمع ابصر مين مغني يهودي (موشيه الياهو). تتذكّر هذه المقولة؟ كل يوم. ولك لماذا؟.

 

وائل عوّاد: [00:01:03.44]
يذهب ويتعلّم عبراني عشان إذا أوقفوه على الحاجز يفهم إذا يشلح البنطلون/ البلوزة.. يعني دبر حالك.

 

وائل عوّاد: [00:01:08.96]
كي تصير تفهم لازم تعرف اللغة! بلا هبل.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:14.78]
هههههه.

 

وائل عوّاد: [00:01:17.75]
السّلام عليكم. معكم وائل عواد صحافي من حيفا. في لقاء عن اللغة العبرية دورها ومكانتها لدى العرب الفلسطينيين في الداخل، تأثيرها على هويتنا، العلاقة بين الموضوع كلغة وكثقافة وبين ما تمثله هذه اللغة والأشياء التي أتت مع هذه اللغة. في لقاء "تقارب" العزيز أحمد نكش داخلنا ما تمثّله هذه اللغة عندنا، والعلاقة معها، وخصوصًا بما نسمعه في الإعلام العبري خلال الحرب. تابعونا.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:17.99]
مرحبًا واهلًا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم انا احمد البيقاوي، وضيفي لليوم العزيز وائل عواد. امتهان وتعلُّم والتمكُّن من اللغة العبرية بشكل أساسي فيه نقاش او فيه ادعاءين؛ البعض يقول إنه نقمة والبعض يقول إنّه نعمة.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:36.44]
البعض يقول انه نعمة انّك أنت فعليًا تتمكّن من لغة عدوك او لغة خصمك وتتمكّن منها لتعرف كيف يُفكّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:43.94]
والبعض الآخر يقول بالماكنة الإعلامية الموجودة، شعوبنا او منطقتنا ستكون أكثر مُعرّضة لكميّة البروباجندا التي فيها حاجز بيننا وبينها. البروباغاندا الإسرائيلية تحديدًا هو حاجز عدم تمكننا من اللغة. ويمكن رأينا الأثر، وبحوارنا اليوم سنرى الأثر على اهالينا في الـ48 تحديدًا، الذين يعرفون اللغة العبرية كثير منيح. والذي جعلهم على مدار سنة ونصف من الإبادة وأكثر عُرضة لهذه البروباجاندا بشكل مباشر.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:13.74]
بالنسبة لي أنا كأحمد كانت ما قبل الانتفاضة الثانية اللغة العبرية هي لغة محتل. كافة المصطلحات التي كنّا نحفظها ونعرفها هي المصطلحات التي تمررنا على حاجز أو نحتاجها حين يطلب (الجندي) هوية ونعطيه الهوية او حين يُفتّش بيتنا او يجتاح المنطقة.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:30.81]
في حوارنا اليوم سنخوض في هذه التفاصيل وغيرها لنتعرف أكثر على خلفيّات اللغة العبرية. ماذا تمثل اليوم؟ وبنفس الوقت ماذ تعني حالة الإقبال او حالة التفكير بنقاش التمكّن باللغة العبرية. او مخاطبة الإسرائيليين باللغة العبرية. او حتى ماذا تمثل هذه اللغة العبرية لشعوب المنطقة وكم واحد أصلًا يحكيها؟.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:53.22]
كتير تفاصيل ثانية سنخوضها مع وائل مشكورًا. سيساعدنا بفهمها.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:58.46]
قبل أن ننطلق. أودّ أن اشكركم مقدما على اشتراككم في قناة اليوتيوب. التفاعل مع هذا المحتوى، اشتراككم في قنوات الاستماع وأيضًا مشاركة هذا المحتوى وهذه الحلقة مع كل مهتمّ. شكرًا لكم على مشاركتكم معي: أفكاركم ومقترحاتكم من خلال روابط حساباتي او حسابات "بودكاست تقارب". تقارب بفضل هذه المشاركات يكون أقرب لكم ولتفكيركم ولأسئلتكم. وشكرًا أيضًا لكل من يساهم في الاستثمار في "تقارب" والاستثمار في استمراره ودعمه بشكل مادي من خلال الرابط الموجود في الوصف. وبهكذا نبدأ.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:38.39]
جهازك عبري ولا عربي انت؟

 

وائل عوّاد: [00:04:41.75]
انجليزي.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:42.95]
كويّس. تخيّل كيف سيصير عندك.. بدك تصير محور نقاش أوّل بالحوار لو انه جهازك.. وتلفونك ماذا؟

 

وائل عوّاد: [00:04:54.41]
حاولت توقّعني. حلو. طبعًا. انجليزي يا زلمة.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:58.58]
لكن بالسنين الاخيرة قلّت فكرة الناس التي تضبط أجهزتها بالعبري، صح؟

 

وائل عوّاد: [00:05:05.45]
أنا بصراحة أستغرب من الذين يضبطون (إعدادات) الأجهزة (الهاتفية) بالعبرية. يعني ما الحاجة أن تضبط الأجهزة عبري؟! يعني اذا بدك لغة غريبة على الجهاز فيوجد لديك العربي. هو أيضًا غريب عالجهاز. مش فاهم واحد يكتب اسم بالعبري عالتلفون او اسم ابوه. يعني لماذا؟ صح؟

 

أحمد البيقاوي: [00:05:29.63]
لكن في فترة هكذا. بدي احكي لك عنها. لا أعرف إذا عندكم لكن انا من عندي. كانت التكنولوجيا حتى قبل الانتفاضة الثانية. تعرف بلادنا صغيرة، محاصرين يعني لا سفر يعني وانفتاح، وأناس من برا تأتي وترانا. فأنت بالنسبة لك التكنولوجيا التي تأتي هي تكنولوجيا من هناك يعني، تأتي من الداخل طوال الوقت، فترتبط بهذا الشيء. يعني وكأنه هيك اذ أنت بتحكي على واحد نشأ ما قبل الانتفاضة الثانية من غير السوشال ميديا. يعني في الالفينات، يرتبط بهذا الشيء. لكن أنا لا أعرف كيف من مناطق الـ 48 يعني!

 

وائل عوّاد: [00:06:02.22]
في ناس ارتبطت، في ناس.. ترى واحد فاتح محل خضار في قلب حارة صغيرة وكاتب (يركوت) - خضار بعرفش مين. أبو أبصر مين بالعبريّة بخط كبير. فسألته، قلت له مرّة جاء عندك زبون يهودي يعني؟ إنّه أنت فاتح بالحارة، الذين يشترون منك الحجّات (كبيرات السن) هنا بالمنطقة. لماذا كاتبهم بالعبرية؟ قال لي آخر واحد يهودي جاء تفتيش عالبيت شكّ انّ ابني يخفي شيئًا في بالبيت. فقلت له: الوحيد الذي جاء على المحل هو كان تفتيش إنه يحكي عبري يعني انه لا يعرف العربيّة دعنا نقول. فأنا أتفاجأ من هذه الناس! وأقول يعني اللغة كلغة لا أحد عنده مشكلة مع اللغة كلغة. طيّب؟! اللغة هي جزء من ثقافة عامّة. لكن مرّات اللغة تأخذ دلالات إضافيّة وخصوصًا عند العرب الفلسطينيين في الداخل. نحن اهل البلاد الاصليين. هذه اللغة مرتبطة بدوائر أخرى ونحن بحاجة بأن نحافظ على هويتنا، بالذات بالذات في حالتنا. لا أعرف لماذا مرّات يختارون أشياء غريبة!

 

أحمد البيقاوي: [00:07:15.06]
أريد أن أقول لك شيئًا: لا أعرف لماذا خطر لي اليوم، أن تعلُّم اللغة العبرية بقي مربوطًا لفترات طويلة بأنّ الذي يعرف (العبرية) من العرب يكون يشتغل في الأمن او السياسة او بشيء ما. يعني كأنه بمهمّة طوال الوقت. صح؟ يعني حتى بالأفلام بالسينما كانت طوال الوقت هكذا الإشارة.

 

وائل عوّاد: [00:07:37.29]
ممكن مع انّه عندنا الذي يعرف عربي عند اليهود هذا على الأغلب يشتغل بالأمن، لأنه يعني نحن في عندنا سبب لأن نعرف العبرية، لأنه بدك تشتغل وتروح على أماكن العمل وهكذا، عليك أن تهتم في الاوراق اليومية لكن هم ماذا سيكون عندهم من هدف لأن يعرفوا العربية، إمّا كثير كثير كثير كثير "يساري" ويحب أن يعرفنا فعلًا وذهب فعلًا وتعلم لغة وفي قلّة من هذا النوع. لكن بالأساس كل شخص أراه يحكي عربي. اوّل شيء يخطر ببالك أنّ هذا كان يشتغل في الشاباك- المخابرات الإسرائيلية يعني، او ما يزال.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:10.91]
يعني فعليًا حتى التعاطي مع اللغات أنّ هذا ليس موجودًا عندنا لكنّه موجود عندهم؟

 

وائل عوّاد: [00:08:16.25]
اه اه طبعًا أنّ الذي يعرف عربي على الاغلب هذا خريج مؤسسة شاباك، حتى كنت أنظّم مجموعة مناظرات في قنوات فكانوا يُحضرون أشخاص من الشاباك الكبار. كان واضح بأنّ لغتهم هي لغة "شاباك" وحتى مرّة في واحدة من النقاشات احمد الذي أمامي حاول يدخل في تفسير آية قرآنية! كان اذا تعرفه "مؤنس دبور" لاعب كرة القدم، كاتب (يؤخِّرُهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار). فحاول أن يُفسّر الآية انه قصد هكذا وهكذا. قلت له: هذا ليس من حقِّك. أنت لغتك العربيّة بالكاد تكفي لتحقيق مخابرات متعفّن. فليس هناك حاجة لأن تتجرأ أكثر من اللازم. انت تعرف أن تُحقق. تسأل واحد أين وضعت، ماذا فعلت، يعني تدخل في بعض التفاصيل السياسيّة على الخفيف. أمّا أكثر من ذلك.. اعرف حجمك!

 

أحمد البيقاوي: [00:09:16.61]
وأنت منذ خُلقت كانت اللغة العربية والعبرية في منافسة؟ أم أنّ العربية كانت مكتسحة؟

 

وائل عوّاد: [00:09:25.85]
اسمع انا.. يعني حكينا انه ارتباط اللغة بالحيّز العام وبالاحداث التي تصير. انا خُلقت في بيت تربينا فيه على الخط الوطني. لم يكن بيتًا ناشطًا سياسيًا بالمعنى الكبير يعني. ولكن تربينا على الفطرة الوطنية. كنت متأثرًا -كوني ابن الناصرة- بتوفيق زياد -رحمة الله عليه- أتذكر مرّة وأنا صغير بصف اول، احتضنني، وبعدها بكم شهر كانت واقعة وفاته، وتأثّرت كثيرًا أيضًا تأثّرت بأنه القائد كذا عانقني، أتذكّر يده الخشنة هنا على وجهي. كنا نقرأ كتبه "كلمات مقاتلة" و"العربيّة" وبعدها "الانتفاضة الأولى". بعدها حين صرت في الصف العاشر كانت الانتفاضة الثانية، وشاركنا في جنازة شهداء، وعلى الطريق كل شيء على الطريق. اه يعني تُربط اللغة بالممارسات السياسيّة. بعد وعي معيّن تصير تحاول -ليس دائًما تنجح- يعني إنّه هذه عواطف -ليس دائمًا تنجح بعواطفك- تصير تاحول منطقيًا أن تفصل بين اللغة كلغة، وبين ما مررت به أنت من أحداث، ورأيته فيها.

 

أحمد البيقاوي: [00:10:46.10]
طب أنت بنشأتك كانت العبرية حاضرة في داركم؟

 

وائل عوّاد: [00:10:51.14]
اه كانت طبعًا. أمّي معلّمة لغة انجليزية كانت، فأيضًا الانجليزية كانت موجودة. لكن مثلا الوالد كان عنده مصنع ينتج دواليب خشبيّة كبيرة للف الكوابل عليها. فكان أحيانًا يرسل (طلبيّات) لما يسمى البلدات التعاونيّة والكيبوتسات. فكنت أذهب معه وأنا صغير، وكانوا يحكوا عبري كثيرًا حولي. وبالصدفة بالذات من هذا الجانب كان في شيء ايجابي نحو العبري لأن البلدات التعاونيّة اغلبهم يساريين (الكيبوتسات) فكانوا لطيفين معي كما أتذكّر، والعبرية أخذتها من هناك بنوع من الدفئ. الآن حين كبرت قليلًا وغيّرت عن هؤلاء الذين يشتغل معهم أبي. بدأت أرى مناظر جديدة.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:38.30]
ما الذي رأيته جديدًا؟

 

وائل عوّاد: [00:11:45.11]
يعني. حتى حين لم أكن افهم ماذا يقولون جيّدًا، وانا صغير كنت ارى بتعابير الوجه في التلفزيون -القناة الأولى مثلًا- سابقًا، وهي تابعة لـ "صوت إسرائيل" بأنّ تعابير الوجه معادية لنا كل الوقت، إنه وأنت داخل على مجمّع تجاري. انت تدخل ببراءة، لكن الذي أمامك حين يحكي، يقول لك (بالعبرية) افتح الشنطة، أو ضع الشنطة، ضع حقيبتك. كنت ارى انّ اللغة هذه ترافقها تعابير وجه فيها حالة من الرفض أو حالة من الغضب أو حالة من الشك او حالة إنّه ماذا تفعل هنا؟ بالإضافة إلى أنها لغة الشرطة. يعني اول ما صرت أقود سيارة، حين كان يوقفني شرطي وانا مواطن عادي يعني متنقّل من محل لمحل، لكن عمري 20 سنة مثلاً أو 21 كانت دائمًا اللغة مرتبطة بشيء شرير تجاهي. وكنت أسأل حالي إذا في شرطي عربي. لماذا ترفض أن تحكي معي إلّا بالعبرية؟ لأن هذه اللغة تمثّل نوع من السلطه أو وكأنها تمثّل نوع من الجديّة. إذا أنا أحكي معك عبري معنى ذلك أنه لا مزاح!

 

أحمد البيقاوي: [00:13:08.84]
ممممممم. انت هنا -عفوًا- سأرجع للأوّل. انت تحكي حين أخذت الرخصة 18 سنة؟

 

وائل عوّاد: [00:13:17.39]
تقريبًا آه 19.

 

أحمد البيقاوي: [00:13:18.50]
محطة قبلها قديش كان عمرك؟

 

وائل عوّاد: [00:13:25.01]
مثلا الانتفاضة الثانية كان عمري 16.

 

أحمد البيقاوي: [00:13:30.71]
تمام. وقبلها في كمان محطة؟

 

وائل عوّاد: [00:13:34.28]
كان الانتفاضة الاولى ونحن صغار.

 

أحمد البيقاوي: [00:13:36.95]
لكن أقصد انت على مستوى علاقتك بهذه اللغة. يعني انا أتذكر فقط أحكي لك التسلسل الذي عندي. ببداية منتصف التسعينات؛ الحواجز حين تود أن تتنقّل تلاقي دائمًا في هذا الجندي الذي يعني هو (حزمة متكاملة يأتي) يأتي الجندي باللون بكل شيء، باللغة. تمام؟ ونحن صغار لا نعي شيئًا لكن عليك أن تخفي الكوفية إذا في حدا لابسها ولا في حدا كذا، او شيئ ثاني. بدك تجرب أن تضحك له، بدك تجرب تحكي كم كلمة يعرفها تمام. بعدها صار هذا الانفتاح سنوات 1998-1999 ما قبل الانتفاضة الثانية، رايحين جايين ونحن كان عندنا محلات وتعرف بالتجارة كانوا يأتون ويشترون، فصار في هذا التبادل الودود المحدود مرّة ثانية، لكن بنفس الوقت أيضًا رافقه شيء اه إعجاب يعني. تعرف كان في حتى بالنسبة لنا نريد أن نذهب ونشتغل عندهم يعني هكذا التفكير يعني بنظرة دونية. جاءت الانتفاضة الثانية مسحت كل شيء اعجاب وجعلت اللغة هذه بالنسبة لي أنا لغة بالكامل لغة قمعية. يعني قلت لك سابقًا انا لليوم اخطئ بين "تعال" و"روح" على الحاجز. يعني الآن تحفّظني اياه او تعطيني دلالة حين أذهب على حاجز.

 

وائل عوّاد: [00:14:47.57]
ترجع وتنساهم.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:48.41]
أرجع أنساهم مرة ثانية وأقول ماذا يقصد؟ في شيء تسلسل عندي وأوصلني لهذا الموقع، وتعرف هذه موضعة في النقاش. موضعة حالي انا. انت موضع حالك في النقاش اليوم. كيف تسلسل الشيء معك من البداية؟

 

وائل عوّاد: [00:15:02.84]
قصتي ألطف لطيفة أكثر شوي صغيرة من قصتك. لأنه نحن بالناصرة، مثلا أعطيك مثال: أولاد منطقة المثلث (كفر قاسم وهكذا) كي يذهبوا على مجمع تجاري، هم بسرعة يلتقون مع يهود، بمعنى بسرعة يلتقون مع لغة عبرية بالخروج من هناك. بالجليل عندنا (بالناصرة في سخنين في كفركنا حتى في منطقة ام الفحم) هذه الحاجات اليومية موجودة داخل الإطار الخاصّ بنا. يعني ممكن أن تذهب على مجمع تجاري كلهم عرب هناك او كلهم يعرفون عربي هناك. بعدين قلت لك الذي كان يشتغل او يرسل لهم بضاعة، ابوي في المصنع الذي كان عنده، كانوا يساريين. فأخذت الصدمة اقل. أمّا لاحقًا مع تطور الاحداث السياسية وحين صرت تلتقي معهم في المجال السياسي او في مجال المواجهة او في مجال انه شرطي جاي يتفلسف عليك. اختلفت النظرة. اما هل مرّة مرّت معي فيهم قصة اعجاب باللغة او علاقة بأن اللغة تدل على حكمة؟! صراحة بتاتًا. لا. وأنا ولا مرّة ايضًا شعرت انّ عليّ واجب بأن أثير اعجابهم. لا وأنا صغير باللغة ولا اليوم في علاقتي اليومية معهم.

 

وائل عوّاد: [00:16:24.87]
يعني في ناس حتى وهو يحكي عبري من العرب يستخدم اللدغة (الغين) الخاصّة باليهودي؟ يكون هدفه أن يريه أنني واحد منكم او انني اقرب عليكم او اثارة اعجاب. يعني لا يكتفي ان يحكي عبري نضيف ويحكي عبري جيّد، إنما يصير يحاول يحكي عبراني مثلما اليهود يحكون عبراني حتى إذا عندهم أخطاء معيّنة يصير يحاول أن يُقلد  الأخطاء. حتى انا الـ (غ) هذه انا أنزعج حين اسمعها في أذني، مخارج الحرف تمثّل لي شيئًا غير لطيف. في ناس يقلدونها ويُفكّر إنه اه. هناك في جزء من العقدة وفي جزء من محاولة اثارة الاعجاب لم أعشها مرّة صراحة.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:10.37]
طيّب انت عندك مسار آخر غير الإعلام الذي نراه، عندك مسار التعليم صح؟.

 

وائل عوّاد: [00:17:16.13]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:17.15]
طيب في كمان مسار آخر؟ أنا لا أعرفه

 

وائل عوّاد: [00:17:19.49]
هذول (المسارات) المركزيات؛ إنّه أنا أعلّم، وفي عندي دورات ومجموعات دائمة يعني، في مجال التربيّة، وأعلّم إعلام وصحفي.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:31.94]
الطلاب الذين تعلمهم ماذا كنت تعلمهم؟ كنت أنتبه وأرى ستوريات (قصص انستغرام) كثيرة مع طلاب، ماذا كنت تدرّسهم؟ الطلاب.

 

وائل عوّاد: [00:17:39.65]
أنا أدرِّس إعلام وأدرِّس إدارة لكن يمكن بالستوريهات أكثر. هذا جانب ثاني من الأشياء التي اعملها في المدرسة. إنه أنا عندي فلسفة مع الطلاب. انه لازم تكون قريب من الطالب. لازم يشعر بشيء ايجابي تجاه الأستاذ الذي يُعلّمه. فترى مرّات نلعب بينج بونج لعبة شطرنج. بطلع مشوار نروح نفطر مع بعض نتغدى مع بعض. هذا جزء من جانب آخر.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:05.00]
طب وائل أكمل لي كيف تحب أن يتم تعريفك لأنه انت اليوم يعني نجم النجوم، الناس تعمل بحث على جوجل فكل واحد فعليًا يأتي ويقدّر، يُكتب تعريف مختصر "بايو" ويُعمل أشياء كثيرة. ففي "تقارب" أجرّب أن أقشّر هذه التعريفات الرسمية الموجودة او المهنية واترك للضيف أن يعرّف نفسه كما يحب. فعندك المايكروفون، تفضّل، أخبرنا.

 

وائل عوّاد: [00:18:31.85]
وائل عواد من الناصرة. أهل أمي من حيفا. ستي من حيفا. فأنا مرتبط أيضًا عاطفيًا وجغرافيا مع حيفا، قريب عليها. هل أنا استاذ بالأول أو مربي بالأول أم صحفي؟ الصراحة والله يا أحمد لا أعرف إذا تساعدونني أن أعرف لأنه مرّات أشعر بأنه... اسمع الشيئين فيهما تأثير على الناس. فيهما تواصل مع شعبك ولكن اقدر أن اقول شيء اكيد: أحب تواجدي بين الطلاب ليس اقل من حبي للخروج على التلفزيون، وبحكي وأرى إنه في مشاهدات عالية جدًا ويعلقون لي كثيرًا من كثير محلات في العالم العربي. شعور لذيذ أحبّه وأفتخر فيه، وأتتبعه كل يوم وأهتم فيه. ولكن التواصل الانساني الفردي القريب وبالذات مع جيل الشباب هذا باعتقادي فرصة اعطتني إيّاها الحياة ليس أقل من الفرصة التي أعطتني إيّاها بأن الاعلام يجعلني ارى العالم العربي الاوسع.

 

وائل عوّاد: [00:19:38.24]
وعلى سيرة اللغات، احمد، أنا أقول لك احمد، هلا نحن بالمباشر. كنت اقول مرحبا اِحمَدْ. هذه لهجة اولاد الناصرة اِحمَدْ. فكانوا كثيرًا يعلقون عليّ، يمزحون معي، يتنمرون عليّ. بالتعليقات الناس لماذا تقول اِحمد مش أحمد قمت أصلحتها، بعدها دخلوا ثاني يوم على التعليقات قالوا خلاص ارجع قول اِحمد بلهجتكم، حلوة، كمان منيحة. بعد أن أصلحتها رجعوا كمان مرّة يتنمروا. حين نقول تواصل مع عالم عربي أقول فرصة أعطتني إيّاه كصحفي. نحن عندنا مشكلة في الداخل (المحتل عام 48) بأنه مرّات نعيش بفقاعة معيّنة، فقاعة إنه والله العالم العربي ينتهي في البلدات العربية داخل اسرائيل 2 مليون واحد موجودين.

 

وائل عوّاد: [00:20:25.19]
لأجل ذلك يمكن في ناس تفكر انّه العبرية هنا اذا تقولها صرت انت مثقف! صرت عالمي! أبعد محل يحكي عبري، مطار اللد، ابتعد مترًا آخر زيادة خلصت القصّة. الانجليزيّة أقوى منها، العربية أقوى منها، الفرنسيّة أقوى منها، هم (اللغة العبرية) أقوى منّا هنا، لكن بدك ترى الأشياء بالسياق الواسع، بتعرف مرّة كنت مع مجموعة طلاب في يافا، يافا البحر الجميلة. أمس كنت في يافا أيضًا، في محل عالارض فيه كل موانئ العالم. كم تبعد عن يافا، أقول لهم شباب من أبعد؟ ايلات أم دمشق؟ مين أبعد ايلات ولا بيروت؟ الكل قال طبعًا دمشق، وطبعًا بيروت، فأقول لهم إيلات بعيدة عن يافا حسب الخارطة على الأرض حوالي 280 كيلومتر، ودمشق وبيروت 215 كيلومتر. وغزة بعيدة 80 كيلومتر، والناصرة حوالي 100 كيلومتر.

 

وائل عوّاد: [00:21:16.82]
أقول إذا أنت تطلع على ايلات وانا أطلع على دمشق لو الوضع طبيعي أصل قبلك بساعة تقريبًا. وإذا انت تذهب على الناصرة وأنا أذهب على الشجاعية في غزة أنا أيضًا أصل قبلك. ففي شيء بالمخ عندنا متناقض مع الواقع. جغرافية الناس في عقلها هون. وإن كان الموضوع يتعلق في عدد كيلومترات في مساحات، استطاعت اسرائيل أن تعمل مسافة بين الحقيقه وبين وبين ماذا في مخّنا، يمكن تُفسّر إنه لماذا نرى وكأنّ اللغه هي التي تسيطر. أنا لا أعرف، يعني اسمح لي أن أرجع لموضوع اللغة، مثلًا، يزبط؟

 

أحمد البيقاوي: [00:22:05.72]
براحتك.

 

وائل عوّاد: [00:22:05.72]
مثلًا ترى واحد داخل محل شغل، يريد أن يسأل صاحب الشغل والاثنان يشتغلان في البناء.

 

وائل عوّاد: [00:22:17.12]
طيّب! غدًا في شغل أم لا؟! تلاقيه بعثها باللغة العبرية! يعني من أين خرج هذا الشيء أحاول أن أفكّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:22:27.50]
آها.

 

وائل عوّاد: [00:22:27.77]
قلت لك مرّات مثلا في مدرسة او في مجلس محلي يكون موظف يريد أن يبعث لموظف ثاني رسالة. حين يكون منزعجًا ويريد أن يعلمه بأنه خلص لا تمزح معي، يكتب الرسالة بالعبرية أو الاتفاق، مع انّه حتى قانونيًا ينفع أن تكتب بالعربي والمحكمة تُترجم لك الموضوع. يعني ليس هناك حاجة لتجتهد بالقصة هذه.

 

وائل عوّاد: [00:22:53.90]
في شيء فيه مشكلة هوية. وفي شيء فيه عقدة، وأنا أفكر بأنّ اللغة هي المُركّب الأساسي في الهوية. اذا نحن نتنازل عنها أو نعطي أي حدا يعبث فيها، معنى ذلك أننا نقلل من مكانتها، ليس معنى ذلك أن لا تعرف لغة. اذهب وتعلّم أحسن عبراني بالعالم ممتاز يعني، استحلي أي لغة تأتي على بالك. أمّا بالذات أنت واقع تحت حدا انت عارف ان عنده مليون مشروع كي يشوّه هويتك. لا تساعده لو سمحت. لو سمحت قاومه. هاتفي أنا أشتريه وأنا دافع حقّه وأنا أقرر اللغة التي عليه.

 

وائل عوّاد: [00:23:39.62]
نتناوش معهم على لافتات الشوارع: طبريا اسمها طبريا. يكتبها بالعربي "طفيرياه". هو يريد أن يستفزّك، هو عارف ان اسمها ليس هكذا. نصرات يكتب لك. قصده الناصرة لأنها "نتسيرت"! ليس عنده واحد يسأله؟ اذا هو يحاربك هناك ويفقسك غاد ويفنسك هناك. تساعده بأن تُدخل (العبرية) على تلفونك وعلى الورقة وعلى رسالتك لخالتك ومحل خضرة فقط الشرطة التي جاءت فتشت ودخلت عليه تسميه بالعبرية! في شيء!

 

أحمد البيقاوي: [00:24:18.80]
هو أنت تعرف وائل نفس القصة التي قلتها على المسافات. ذكرتني بشعوري حين دخلت يعني عبرت الحاجز أو تجاوزت حاجز قلنديا اول مرّة. انّه انت ما تغيرت عليك الطبيعة ولا الطقس ولا الألوان ولا شيء. فتشعر بصدمة لأنه في شيء تقيل موجود طوال الوقت. انه هنا في قصة ثانية، زي أوّل مرة أيضًا قفزنا ودخلنا يعني على مناطق 48 وهكذا. فأنت أيضًا تشعر وقتها أنّه يعني لم يتغيّر شيء. انت ما تزال في نفس الطبيعة، نفس الغبار نفس الشيئ. نفس الناس. ففي شيء على قدر ما هم يحصرونك تصير فعلًا أنت محاصر جغرافيًا ومحاصر على مستوى ذهني. تصير فقط الأشياء البصرية أو الاشياء المدخلات التي تتعامل معها على مستوى ثقافي هي التي تجعلك تفكر نظرة الاعجاب التي أقول لك عنها. يعني يوم السبت انه هؤلاء الناس القادمين، اوروبيين هكذا نتعاطى معهم يعني، فأنت خلص هؤلاء نافذتك للعالم حين تسافر. تصير تتطلع إنّه لا، يعني اوّل شيء مُضيّق علينا كثيرًا. جعلونا نفكر بهذا الشكل، بالإضافة إلى أن هؤلاء ليسوا هم الناس الذين يقودون النهضة في العالم يعني او عاملين القصة الكبيرة.

 

وائل عوّاد: [00:25:27.75]
وائل بذات السياق، أنت قصتك كيف بدأت مع فلسطين؟ ما هي الحادثة الأولى التي عملت لك العلامة الفارقة بطفولتك وبنشأتك تجاه فلسطين؟

 

وائل عوّاد: [00:25:42.81]
أتذكر يعني الحدث الذي قلت لك، بالإضافة للجو العام في البيت، بالإضافة لقرب العائلة من المرحوم توفيق زيّاد. وكنت دائما أشعر بالفخر انه سيدي (جدّي) كان على علاقة طيبة مع توفيق زياد، دار سيدي جيرانهم. وأوّل كتاب اعطتني اياه عمتي وخبّأته عندي كان "كلمات مقاتلة" لتوفيق زياد، والذي فيه: أناديكم، ويا شعبي، وأعطي نصف عمري.

 

وائل عوّاد: [00:26:11.01]
بالاضافة لهذا الجانب أتذكر مجزرة الحرم الابراهيمي وأنا طفل، وأتذكر كنا نشاهد على التلفزيون وأتذكر في صورة طفل عند رجله كان كتير مشوّه، والإعلام نشر. بتعرف أحمد يقولون بأن الرائحة ترتبط بالذاكرة بشيء مُعيّن. ففي تلك الفترة، جيراننا كانوا يشطفون البيت بنوع معين من الصابون، من حينها لليوم من مجزرة الحرم الإبراهيمي وأنا طفل لليوم، كُلّما أشم رائحة الصابونة هذه أرجع على أجواء الحرم الإبراهيمي وانا طفل. وان كنت أتذكر غولدشتاين، أتذكر هو عمليًا مُنفّذ المجزرة. لكن هذه الواقعة تركت شيء عندي، يعني أحكيها الآن بتأثُّر لأنه أنت أيضًا ذكرتني. يعني مرّات الواحد ينسى الأشياء من أين جاءت. لكن أيّ رائحة أي شيء يمرُّ معي أتذكر مجزرة الحرم الإبراهيمي إنه في واحد كان يدعي او يقولون عنّه طبيب دخل، وترك الناس قاعدة تصلي وأطلق النار عليهم. أتذكر أيضًا بعدها أنه كانوا في سلسلة محاكم للناس. الذين أمسكوا كما أتذكر طفاية الحريق التي في المسجد وضربوه بها كي يوقفوا الجريمة عمليًا. فكنت وأنا صغير أقول طب هم قتلوه لأنه كان قاعد يطلق النار بالرشاش عليهم وهم يصلون الفجر. لماذا يحاكمونهم؟! لماذا يسألونهم؟! فهذا الشعور وقتها الشعور بالقهر. الشعور بشيء متناقض كان له دور كبير. بعدها كل صور الانتفاضه وأتذكر مرّة أهلي أمي وأبي -الله يرحمه- وهكذا.. نحن ثلاثة اولاد وابنتان في البيت كنا طالعين من سوق الناصرة القديم وكان الشارع مغلق والشباب ملثمين ويشعلون إطارات وجوّ جديد. فكان في شرطة تنظر علينا، وأنا خفت كثيرًا، فحكوا لي لا تخاف، وانت طالع اعمل له هكذا، فانا يعني عملت هيك. فقالت لي امي يما اعمله هيك فعملت له هيك ومشينا. أتذكر بالضبط في نزلة صغيرة بجانب منطقة اسمها البابور في الناصرة، عملت هكذا ونزلت. أنا من وقتها كان اللقاء الاول. بعدها وين ما التقينا يا أحمد، في كل مكان!

 

أحمد البيقاوي: [00:28:46.96]
وائل، حين صارت الشرطة توقفك. هنا صار في تعبيرات أكثر على فكرة انه هذه اللغة هي لغة قمع عندك. أو لغة يعني أجرّب أن اربط بين شعوري وشعورك الذي انت حكيت لي عن الشيء الرسمي. لكن حكيت لي أيضًا عن الجانب الثاني.

 

وائل عوّاد: [00:29:14.25]
ثواني يا احمد انا منيح إني فحص التسجيل، لأنه لا يُصوِّر!

 

أحمد البيقاوي: [00:29:23.37]
طيّب رجّعنا.

 

وائل عوّاد: [00:29:26.64]
اآآآه.

 

أحمد البيقاوي: [00:29:27.84]
كنت أريد أن احكي لك إنّه في شيء طوال الوقت نحكيه. لكن نريد أن نفحصه أنا وايّاك نفكر فيه، إذا هي مبالغة فلسطينيّة عربية أو هي حقيقة هكذا. قضية انّه اللغة هي لغة عنيفة ولغة قمع. هل هذا الشيء لأنه نحن احتكينا فيها فتحولت إلى لغة سلطة ولغة قمع ولغة احتلال؟ المشهد الذي انت قلته عن الشرطة مع المشهد الذي انا حكيته مع الجيش، هل في أشياء ثانية نحن لا نعرفها؟ وخليني أشاركك شغلة أخرى، إنّه لفحص هذا الادّعاء، جربت أن أفحص يمين شمال فوق تحت كذا حتى على مستوى اللغات. اذا اللغة والتعبيرات التي تطفح منها يعني هكذا تطلع على السطح هي اللغة التي تكون منعكسة من المجتمع نفسه والمجتمع هو المجتمع الإسرائيلي. مجتمع مُعسكر رأيناه في الإبادة كيف كلّه عبارة عن معسكر كبير يخدم بالجيش فيصير فيه تعبيرات على مستوى مزح وعلى مستوى الجد تعبيرات شاباك، تعبيرات جيش، تعبيرات شرطة، تعبيرات قمع تعبيرات كذا. ما رأيك؟

 

وائل عوّاد: [00:30:37.26]
اسمع اذا نأخذ اللغة ثقافيًا وأكاديميا وهكذا، أتوقع لا يوجد لغة مبنية بهذه الطريقة، ولا العبرية. إذا نحوّل اللغة نقصد فيها لغة الممارسة. اه طبعا فيها شيء قمعي. يعني مثلا عندهم جملة "عَفودا عَرفيت" أي "شغل عربي" هذه توازي "شغل ليس جيّدًا" او "شغل معمول هكذا كما نقول بالعربيّة "من قفى الايد". الشتائم عندهم باللغة العبرية تُستخدم بالعربي بالذات الشتائم السيئة جدًا يعني اللي فيها يسمونها "تراحيم". اغلبها يقولونها في العربي. الكلمات التي يستخدمونها معنا، وهي عربي لكن نحن نسمعها عبري. يعني مثلا قصدي "جيش اسرائيلي افتح (تلفظ افتخ) باب". حتى الكلمات العربية التي يحفظونهنّ افتح باب و"اشلخ اواعيك(اخلع ملابسك)" وبتعرف "بلاش اطُخّك" هذه الكلمات. بتعرف مع..

 

أحمد البيقاوي: [00:31:46.23]
ارجع ورا(للخلف) وتعال.

 

وائل عوّاد: [00:31:47.37]
ارجع للوراء وتعال، هذه يحفظونها. طبعًا ليس لأنه يحب أن يقول لك ماذا يفكّر. إنما لأنه خلص هو يعتبر انه لا حاجة لأن يحفظ أكثر من هذه الكلمات معك. لأن هذه هي خلص.. هذه مساحة علاقته معك. أصلًا هذه الخمس كلمات هي علاقته معك، إمّا يريدك أن تخلع ملابسك إمّا يريد أن يطخّك. إما سيخلع لك الباب. لا مناسبة أخرى لأن يقرّب عليك فيها أكثر. فقلت لك في عندهم مجموعة مصطلحات تدل انّه ليس اللغة كلغة، إنما الاحتكاك الذي صار بين هذه اللغة وبين الواقع السياسي، أنتجت مصطلحات تدل على نوع من العنصرية وعلى نوع من العنف وعلى نوع من القمع تجاهك.

 

أحمد البيقاوي: [00:32:41.52]
طيب معلّش أريد أن  تستحضر مصطلحات أكثر مثلًا في سوريا؛ لانه فرضًا على سبيل المثال كثيرًا ما يتحركون بمواكب عسكرية، فهناك يحكون بالرتل، فمثلًا تحول المصطلح "الرّتل" بدلًا من "الزّفة" وأصبح "طالعين رتل". تمام؟ هذا الذي أحاول قوله؛ انه هنالك لغات فعليًا تكون مرتبطة بتفاصيل ما وهكذا تتحول، احنا عندنا لانه طوال الوقت نحكي عن الشاباك، ففتحوا لك ملف، أصبح عندك ملف، طلع الملف.. فتحول الملف إلى أشياء عادية باليوم العادي، احنا بنقول خلص جلبت أغراض الطبخة وأغلقت هذا الملف. يعني بهذا المنطق تصبح تتعاطى، لكن الملف أصلًا طالع من هناك! فأنا بالنسبة لي فهناك الشيء الذي أنت قلت لي عنه الذي نعرفه من خلال القمع، لكن بينهم وبين بعض بالنسبة لي فأحاول أن أفحصها أكثر؛ لأن التعبيرات التي تقولها عادية، بالنسبة له فأنا خصم، عدو، فهو يستخدم هذه اللغة معي، ويصبح يحكيها بينه وبين بعضهم، وهو بمكان قوة ليس لديه مكان للضعف مثلنا؛ انه يمكننا أن نقول لا تستخدم هذا المصطلح أبدًا، مثلاً. لكن فيما بينهم أنفسهم، هل يستخدمون لغة عنيفة؟ لغة ثقيلة؟ لغة أمنية؟ حين يروِّحون الشباب الجيش من تدريبهم، هل ينعكس هذا الشيء على المجتمع، على عيالهم، على مساحاتهم؟

 

وائل عوّاد: [00:34:01.15]
أحاول أن أستحضر مصطلحات بالعبرية لها علاقة، لكن مثلًا هم مجتمع كثيرًا ما لديه اختصارات في الكلمات التي يستخدمونها؛ لأنهم يأخذون أول حرف من كل كلمة، وكثيرًا ما تكون هذه الاختصارات ذات طابع أمني، حلو؟ فبقدر ما لديهم يعني ممارسة تتعلق بالأمن يصبحون كثيرًا ما يستخدمون اختصارات أمنية. مثلًا تستغرب من تسمية "ناجماش" وهو هذا الجهاز الكبير أو الحافلة الكبيرة التي تنقل الجنود، هي باختصار لماذا فأنا لا أعرف. يعني لا بد أن تفحص فربما يكون ثمّة شيء. عندنا الشباب يمزحون ويقولون: "ناجماش نقّال نشامى"، أو مثلاً "تساف شموني" الذي هو الأمر رقم 8. انه كلنا يجب أن نذهب على الجيش انه حتى لا يُعرّف أن كلنا نذهب عالجيش. خلص الامر 8. أفكر بأنه يعني كونه كلّه كما تفضلت هو مجتمع معسكر ومجتمع سرديته اليوميّة مبنية على اننا مظلومين والعالم يكرهنا لأنه "لا ساميّة" ويجب أن نحمي حالنا. وهذه السرديّة يرجع كل سنة يؤكد عليها ويرجع عليها ويُذكّر فيها، يعني بنفس الوقت مع تجاهل ألم الآخر بشكل كامل. يعني أول أمس كانت الذكرى التي كلنا يعني طبعًا موقفنا الانساني والاخلاقي واضح فيها، وهي ذكرى ما يسمى "المحرقة". ما فعلته النازية في اليهود في المانيا واوروبا بشكل عام. يرجعون ويجددون الموضوع لأنّ الأدبيّات اليوميّة عندهم مبنيّة على أنه نحن مساكين. نحن لا نظلم احدًا. من ينتقدنا قصده أن يساوي هتلر فيجب أن نتعامل معه كل الفزع. هذا الذي جاءنا، الذي ورثناه من المحرقة النازية. يجب أن نرد على أي حدا يحكي فينا حتى لو ما كان هتلر. حتى لو كنا قاتلين أولاده، فهذه الأجواء تلاقيها تستخدم دائمًا بالمصطلحات. ومثلما قلت لك يعني في كلمات يقولونها بالعربي او مثلا ينتقدوا بالعربي مثلًا يقول لك: "مازي صاخبك؟". يعني "من هذا؟ صاحبك؟" تُقال بطريقة نقد، إنه شو أصحاب أنت وإيّاه؟ يعني هذا ممنوع تكون أصحاب انت وإيّاه. يعني إذا خلال الحديث استحضرت جملة.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:51.33]
طب وائل اذا رأيت، أقدر اقرأ نفس الذي أنت تقوله أيضًا من مكان عنصري؟ يعني أيضًا استخدامات اللغة بسياقات عنصرية تجاه العرب؟

 

وائل عوّاد: [00:37:00.42]
في سياقات عنصرية وفي سياقات أيضًا سرقة ثقافة العرب، يعني الفلافل يسمّونه "فلافل" والحمص يسمّونه "خوموص" ويقولون طبعًا هذا إسرائيلي، والتبّولة تصير "تبولا" وتصير لهم. مع انه تعرف ذكرتني بأنه في لغتهم في اشياء تدل على حقِّنا في الوطن. يعني مثلا شمسية هذه البلاد هي بالأساس بلاد شمس، ليست بلاد شتاء. نحن نستخدم.. كانوا يستخدمون الشمسية للوقاية من الشمس، هم يسمّونها من كلمة "متريا" مطر يعني. طبعًا في أشياء مشتركة بيننا في اللغة. فإذا يقول "مترياه" معنى ذلك أنه جاء من اوروبا وليس من هنا. لأنه لو من هنا كان أسماها شمسيّة.

 

وائل عوّاد: [00:37:50.07]
يوم أمس وأنا أتجوّل في يافا رأيتهم وضعوا تمثال نابليون. نابليون عمل مجزرة في يافا. قتل 4500 فلسطيني. أقول إذا قتل الناس لماذا يضعون له تمثال؟! مفروض أن يهينوه هذا. فتذكرت لماذا؟ لأنه قتل فلسطينيين. ففي التمثال هذا اعتراف بأنّه نحن الذين كنا هنا.

 

وائل عوّاد: [00:38:14.32]
وطبعًا بالعبرية في لهجات. يعني العراقيين يحكوا عبري شكل، الاثيوبيون ما يزالون لا يعرفون أن يحكوا عبري منيح. الروس، ليبرمان يريد أن يطرد العرب من الداخل. هذه فكرته المركزية يسمونه "ترانسفير"- تهجير. هذه فكرته المركزيّة. ولا يعرف عبراني. يعني جاء حتى عبراني لا يعرف، ويريد أن يُهجّرنا من هنا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:43.30]
طب وائل لماذا يسبّون ويشتمون بالعربي؟ ألا يوجد مسبّات بالعبرية؟!

 

وائل عوّاد: [00:38:50.47]
لا أعرف. أنا دائمًا أستغرب من الموضوع هذا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:53.98]
في مسبّات وشتائم بالعبرية أصلًا؟

 

وائل عوّاد: [00:38:55.57]
اه طبعًا طبعًا وفي واحد مرة راهنني يقول لي بإنه (يعني هو يهودي) يقول لي هذا يدل انّه لا يوجد. قلت له لا. وذكّرته بـ 20 مسبّة وشتيمة بالعبرية. سكت.

 

أحمد البيقاوي: [00:39:07.59]
طب أنا إذا أفكر إذا أفكر من عندي، هكذ الصبح كنت أقول انّه المسبّة/ الشتيمة حين يسب بالعربي تكون مسبّة يعني مضاعفة، لأنه هو يستخدم هذه اللغة التي يستخدمها بسياقات ثانية. تمام؟ وبنفس الوقت فيها شيء يعني تعرف عميق بالإيذاء يعني حين يسب الأم، تمام. هو هنا يضاعف الشتيمة مرّة ثانية، يعني مش عارف يعني قعدت أقول -طبعًا هذا يفكر من ذهنية العربي يعني لكن لا أعرف لماذا ممكن يختاروا كل شتائمنا او الشتائم الرئيسة بالعربي وهم الذين يستخدمونها بينهم وبين بعض.

 

وائل عوّاد: [00:39:51.39]
انا أفكر انه هذه يمكن مناسبة نعمل فحص لماذا الشتائم عندهم تستخدم بالذات؟ قلت لك هذه مسبّات الأم الأخت.. التراحيم القاسية لماذا كتير يستخدمونها. ع فكرة حتى بالمسلسلات يعني ليس فقط باللغة اليوميّة الخاصّة بهم، المسلسل كلّه باللغة العبرية. لما يوصل على شتيمه يقولها بالعربي. من أين الشيء طالع؟ يعني سأحاول أن أحلل تحليل.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:19.98]
هذا دائمًا كان هيك؟ حلل اه. هو دائمًا كان هكذا؟ يعني انت شهدت دائمًا عليه هكذا؟ أم أن هذا شيئ جديد؟

 

وائل عوّاد: [00:40:28.35]
لا ليس جديدًا. لا لا لا لا. دائمًا الشتائم القاسية بالذات تقال باللغة العربية. أو مثلًا في موقع عندهم مشهور كثير. وواحد من قضايا نتنياهو عليه موقع "والله" لأنه هي طالعة من كلمه إنّه والله؟ عن جد؟ يقولون "والله". يعني بتحكي جد؟ فأخذوها للعبرية، وهم يستخدموا معهم كلمة والله. فحتى في موقع انترنت مركزي ونتنياهو متهم في قضايا فساد في قضايا في موقع واللا. فأنظر انه هكذا يسمونه بشيء من هناك. طبعًا بالاضافة لكل هذا في مشهدية السيطرة على الحيّز العام في محاولات لسرقة كل شيء. كل، يعني جغرافيًا. كل محل عربي حاولوا يلاقوا اقرب اسم عبري عليه وينسبونه لنفسهم.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:28.60]
هذه سآتي لها الآن. اه كويّس؟ انت تعرف أنتم الذين تعملون برامج إعلامية تتعبونني.

 

وائل عوّاد: [00:41:36.37]
بنصير بنعمل إعداد مقابلك.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:39.91]
بتصيروا فعليا خلص. انت تقفز من سؤال لسؤال وتكمل فقرتك بالكامل، وأنا أقدر أن أغادر يعني!

 

وائل عوّاد: [00:41:46.15]
كما أقول لك. نعمل إعداد مقابلك.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:49.54]
لكن أنا فعليًا ثمّة شيء أريد أن نفكر فيه مع بعض والتي هي _مرة ثانية_ قضية الشتائم؛ لأنني أعتقد أنه عادة احنا حين نستخدمها نستخدمها حتى نهين بني آدم ونمعن في إهانته، كويس؟ فأنا استخدامي للشتيمة أو الكفر أو أيًا كان فهو يكون الحد الأقصى بحسب لحظة الغضب. شيء ملفت انه انت لما بدك تسبّ(تشتم) فتستخدم لغة خصم أو عدو، تمام؟ تستخدم حتى يعني ما بعرف اذا بينهم وبين بعضهم يشتمون أمهات بعضهم، كويس؟ انك انت أيضًا تستخدم فكرة شتم الأم وكذا.. فهو يستخدم الرمزيات خاصّتنا احنا العرب؛ يعني حتى أيضًا يمعن في الإهانة أكثر!

 

وائل عوّاد: [00:42:35.55]
حتى يُعبِّر.

 

وائل عوّاد: [00:42:38.61]
ممكن اه. ممكن بأنه الشتيمة بالعربي فمعنى ذلك أن هناك شتيمتين بالعربي وعلى أمّك. يعني ممكن انه الشيء طالع من هناك.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:53.13]
لم تفكر فيها قبل هكذا أنت؟

 

وائل عوّاد: [00:42:55.50]
لا لا ما فكرت، كانت تلفت انتباهي يعني. لكن ما تبّحرت إنه الأشياء بالضبط من أين جاءت؟

 

أحمد البيقاوي: [00:43:05.10]
طيب حين أنت تقول لي لغة احتلال اذا أنا أراها فعليًا _يعني أيضًا حتى تعرف إعداد الحلقة هذه عمل لي حاجز نفسي أكبر بيني وبين اللغة هذه؛ انه أنا ما عندي استعداد اني أكون بمحل وأسمع لغة عبري، أتضايق وأنزعج يعني خاصّة في الخارج، فبنطلب يغيِّر الأغنية، يعني اذا ما غيرها فلا أظل مكاني بل أقوم. في البداية كان الموقف ممعمع الموقف(يعني لسنا مرتاحين). لكن بعد ذلك، أنا بالنسبة لي هذه اللغة هي التي تتغير فيها أسماء المناطق كما بدأت أنت وتفضّلت المناطق في فلسطين ونضع أسماء جديدة تمام؟ حتى تحلّ محل منطقتي، يعني بهذا القدر الأمر بسيط، فهي بالنسبة لي ليست لغة عنصرية ولا لغة ثقافية ولا ممكن يكون في موسيقا أو معرفة أو اكاديمياً، ويا جماعة احنا مش المفروض يكون بيننا وبينها يعني أن نكون عنصريين والكلام هذا كله؛ الذي يهدف لحشرنا في الزاوية، لا بل هي لغة احتلال، بالكامل. فابتداء من مسح أسماء المناطق ووضع أسماء أخرى وحرماني حتى من قراءة الأسماء بالعربية تمام؟ أو حتى وضع أسماء بالعربية وهي تكون بالأساس أصلا بالعبرية! أنت توافقني بهذا  الأمر؟ أنها لغة احتلال يعني لا تفاوض أبدًا في الأمر؟

 

وائل عوّاد: [00:44:16.26]
نعم، ماذا جلبت لك هذه اللغة؟ يعني حين أنت بدأت تسمعها ماذا جاء معها؟ يعني مثلاً أقول هكذا: كل شعب في العالم احتل شعب آخر وترك له شيء. أو إذا بدنا نحكي قليلًا عن الأتراك أو جاءوا عند شعب آخر، طيب؟ على أساس إذا في حدا عنده رأي آخر في الموضوع التركي، الأتراك تركوا في البلاد، لكن كانوا يأخذون جبايات وكانوا هم المسيطرين في البلاد، لكن تجد مبنى تركي، مستشفى تركي، مساجد تركية، كنائس بنيت في الفترة التركية. هؤلاء ماذا جلبوا لنا؟ دمار ودمار وخراب وخراب. أو حتى الإنجليز حين كانوا هنا؛ مستشفى إنجليزي. هنا أبدًا، عملوا لنا فقط حواجز، يعني المباني والمنشئآت الوحيدة التي أعطونا إياها الحواجز، ولأجل ذلك نحن نسمّي الحاجز محسوم، وأنا أستغرب حتى ممّن يسمّيه معبر! هذا ليس معبرًا بل حاجز. فيعني اذا بتقول حين بدأت تسمع هذه النغمة، ماذا جاء معها؟ لم يأتِ لنا بأشياء منيحة أبدًا، فيمكن أقول طيب  اذا "الفرنت" في لبنان يحكي فرنسي أحيانًا، أو في دول معينة أو مثلًا الناس شباب صغار يحب أن يرمي بكلمات انجليزية وهو يحكي؛ على أساس أن يري الآخرين أن هذا جزء من الثقافة، أن هذه اللغة مرتبطة بثقافة معينة، لكن هنا لم ترتبط بأشياء لطيفة بتاتًا يعني، فقلت لك المشكلة، أنا اصلًا أتفق ومع كل واحد يحب أن يتعلم العبريّة يعني ليكن أما نفسيًا فهي مرتبطة طبعًا بأشياء لا يمكنك أن تقدر على مدحها!

 

أحمد البيقاوي: [00:45:58.92]
وائل لماذا هي فعليا دائمًا تأتي بمكان لتحل مكان العربي؟ يعني من تغيير اسم محل. شارع. منطقة. بلد؟

 

وائل عوّاد: [00:46:08.88]
اذا كنت تقصد عن البلاد في الداخل، فذلك جزء من السيطرة على مشهدية المكان؛ انه مثلا في حيفا يوجد المسجد الكبير؛ الجرينة، وبجانبه كان مباني ظاهر العمر؛ التي هي السرايا، وكان أعلى مسجد هو مسجد الجرينة، فذهبوا هناك، وهدّموا سرايا ظاهر العمر، وعملوا أعلى مبنى حكومي محل ذاك حتى يرونهم الفارق الموجود، وادي الصليب في حيفا مثلا، تاركين الدنيا كلها في كل العالم، حين يحكون عن منطقة تاريخية أثرية يحافظون عليها، وإذا وجدت غرفة صغيرة تشكّ أن لها علاقة بشيء يهوديّ، يحافظون على المكان، ويجلبون هؤلاء الذين يهتمون بالحفاظ على الحجر، وكما تعرف هؤلاء المختصين في الحفاظ على المباني التاريخية يأتون على المناطق العربية، ويكون الهدف الأساسي عندهم أنه عليّ أن أهدم كل شيء موجود. فعمليًا ترى بأن هنالك شيء طوال الوقت مرتبط بين اللغة وبين السيطرة على مشهد المكان، وعلى الأسماء الموجودة. وبالإضافة _كما قلت لك_ الذي يحكي معك اللغة الآن في أول لقاء معه في الشارع هذا مبتسم أم مكشِّر(غاضب)؟ انظر لتعابير عينيه، هذا مكشِّر وهذا غير مطيق لك، وهذا غاضب عليك، سواء إن كان شرطي وإن كان.. انت عارف يا زلمة! يكون أرقى..

 

وائل عوّاد: [00:47:46.50]
أرقى شاب وأرقى صبيّة في العالم، طيب؟ داخلة على التخنيون (معهد الأبحاث التطبيقية) وهي أهم جامعة في إسرائيل؟ وعلى فكرة احنا عددنا عشرين بالمئة، لكن في التخنيون احنا 40 بالمئة كعرب. واحنا تقريبا 60 ،65 بالمئة من الصيادلة، واحنا تقريبًا 40% من الطاقم الطبي بين أطباء وبين أناس وهكذا. أرقى صبية بكون حارس عادي اه؟ _لا أريد أن أستعمل كلمات أخرى، حادث بسيط_ يقول لها: افتح شنطة! يعني انت فاهم؟! انه بتعرف اذا في قسم ساديَّته وصلت لحد اذا بتصفّط كل العرب وكل اليهود، أسوأ واحد يهودي خلفه _بعده يعني_ يأتي أحسن واحد عربي وتكمِل. يوجد صورة أحمد البارحة رأيتها؛ مجموعة يساريين عاملين شيء إيجابي، جلبوا صور لأطفال من غزة، ورافعينها في تل أبيب، خطوة أحببتها، ويقولون للناس بانه انظروا من الذين نقتلهم! لسن كثار هن، لكن تحرك عندهم جانب إنساني. وهنالك واحد إعلامي يهوديّ وأنا أعرفه يمينيّ وهكذا، واضع صورته وهو ممسك بطفل عربي في غزة. أنا تفاجأت انه هذا يعني منيح والله! هل تعرف ما المكتوب هناك؟ سأقرأ لك إياها، مكتوب في صورة، سأريك إياها، بعد أن تبين عندك الصورة. كاتب تصوّرت لذكرى طفل فلسطيني لطيف، كان يمكن أن يصبح "قصّير"(صاحب مهنة يقصُر الحائط ليكون أملس) بدون أن يعطيني فاتورة لو أن الجيش لم يقتله، مش خسارة عليه! يعني والله كل ما أتذكر المشهد.. وقّف بين أشخاص ممسكين بالصورة، تحرك عندهم شيء إنساني، وأمسك بصورة هذا الطفل وكتب فوقه: كان ممكن يطلع قصّير، ويشتغل بلا ضريبة؛ لأن العرب عندهم تهرّب ضريبي، فاهم؟ فبقوله: كان ممكن يقصر لي البيت بسعر رخيص، حرام انه قتلناه!

 

أحمد البيقاوي: [00:50:41.31]
وائل، أنا بقول اني ما بعرف عبري، بالنسبة لي كانت نعمة. يعني في بداية الحرب شعرت انه جزء كبير من الأخوة في الـ48، الأخوة والأخوات انتم يعني إخواننا في الوطن تتعرضون للبروباغندا ولتضليل ولتأثير ولقمع فقط من خلال وسائل إعلام كبيرة ومنها أيضًا قراءة منشورات مثل هذه يعني، وكما تعرف هنالك سؤال مهم لماذا نحن لا بدّ أن نعرف عدونا؟ يعني هذا الآن نقاش ثانٍ، لكن بالأساس ينفع أن تقول لي تحديدًا بفترة الإبادة، ما الفارق بيني وبينك على مستوى نفسي؟ أنت ولست أنت الشخص المختصّ أو الذي يعرف كيف يغربل وتتعامل مع المادة الموجودة في الإعلام، الشخص الذي أكثر يتعرض ويفتح استوديوهات التحليل حتى يعرف ماذا سيحلّ به أو ماذا سيحدث في أهله. في الوقت الذي أنا معفيُّ منه تماماً، وهنالك حاجز ما بيني وبينه أنني أنا لا أعرف هذه اللغة، فلا أتعرض لها، شو صار فيكم أنتم بالسنة ونصف هذه؟

 

وائل عوّاد: [00:51:44.68]
بدي أرجع أشغّل الكاميرا كي أرجع لك. طيّب.

 

أحمد البيقاوي: [00:51:46.78]
يلّا..

 

وائل عوّاد: [00:51:47.80]
أرجع على سؤالك.

 

أحمد البيقاوي: [00:51:54.67]
هي معناها كل نص ساعة تفصل.

 

وائل عوّاد: [00:51:58.36]
ليس المفروض هكذا، أنا أشتغل عليها مباشر. لكم مش عارف اليوم ليه؟ أو أنّها جُنّت. أو يمكن لأنه كثار الأشياء المربوطة فيها يمكن.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:05.32]
أوك. شو صار فيكم؟ نتاج البروباغندا التي كانت موجودة باستوديوهات التحليل؟ شو صار بالمجتمع الفلسطيني بالداخل؟

 

وائل عوّاد: [00:52:16.42]
مشاهدتك للذي يحدث في غزة، ثم مشاهدتك لما يحكون عن الذي يحدث في غزة، أريد أن أعبر عنها بأبسط طريقة أسمع الناس تقولها؛ "بدي أمسك التلفزيون وأكسره". في شب ممتاز يقول لي: أنا أحضر لك الفقرة كل يوم؛ تلخيص الإعلام العبري منذ بداية الحرب. فقلت له: لكن أنت تعرف العبريّة منيح. يعني يعرف العبريّة أفضل مني الشاب، فلماذا تشاهد؟! قال لي: لم أعد أتحمل سماعهم، لم أعد أقدر. أنت ترى الأطفال تبكي في غزة، وتتقطّع في غزة، وترى بعدها واحد والذي كان عامل فيها يساريّ(تيار فكري وسياسي) ومثال للشخص المنطقي والإنساني وكل هذه النظريات، فيقول: انه "لا أبرياء في غزة" أو يقول: "خسارة قتلنا فقط 20 ألف أول شهر، كنا لا بد أن نقتل 100 ألف ليكون الناس معنا". أيضًا حتى في الشارع أحمد يعني في الشارع يعني نفس الناس الذين أحيانًا كنت تقعد وتحكي معهم وحتى تشتغل معهم أحيانًا، فجأة ترى.. أو مش بالضبط فجأة يعني لكن يعني ترى انه صار يحاول يلاحقك وصار يحاول يفحص اذا كان هنالك إمكانية بانه يجد لك منشور أنت نشرته، أو ستوري انت نشرته حتى يحفظه عنده. الصحفي سعيد حسنين من الداخل قال رأيه السياسي في قضية تتعلق في غزة، الآن بغضّ النظر عن تفاصيل ما قاله يعني، لكن هذا الصحفي أريتك ما كتب، ولا أحد يسأل، ويروّح وينام. حين أنت تسمع تكون بالفعل تبكي، تكون انت تستحمّ بماء دافئة وتشعر داخليًا شعور خيانة؛ بانه الدنيا برد، وأنت تتابع الأحداث هناك، واستحممت بماء ساخن، وتصبح تفكر طيب شو اللي بصير هناك؟! كيف يعني أنت تقبل على حالك أن تعيش بنوع من الجو الحلو في البيت وعلى التلفزيون، مع أنك انت لن تقدر على أن تؤثر اذا ذهبت استحممت في.. أو تدفّيت بشيء ثانٍ!

 

وائل عوّاد: [00:54:46.89]
وبنفس اللحظة يطلع واحد في قناة 14 _وأنا يعني أترجم حرفياً، تمام_ يعمل هكذا بيديه كنوع من اللذّة يعني، ويقول: "أنا اسمحوا لي لم أعد أستطع النوم دون أن أرى البيوت تقع في غزة"! يعني اذا البيوت لم تتهدّم فهو لديه مشكلة في أن ينام! ثمّة شيء يفلق بالنصف بكمية الساديّة التي يتحدثون فيها، بكمية استحقار الآخر التي يتحدثون فيها. يا رجل صبية تنظر إليها شكلها بين قوسين عملته لطيف، تظهر في الاستوديوهات وتكون مزبطة حالها، وبالأسفل كاتبين: دكتور ولا بروفيسور ولا مش عارف إيش، وتحكي عن أهمية قطع الماء والكهرباء عن غزة، يعني في شيء حين تسمع انه يُحكى هناك، فأنا برأيي ثمّة شيء مجنون، شيء مجنون! وحتى أشخاص مثل جدعون ليفي والذي هو صحفي إسرائيلي يساري ينتقدهم منذ اليوم الأول للحرب، ويرى أن الذي صار جريمة كبرى، وقد أخرجوه من كثير استديوهات؛ قناة 13 لم يعودوا يستضيفونه، وقناة 13 أيضًا عاملة حالها معدودة على الأشياء الإيجابية! على سيرة اللغة والتعامل، في واحد اسمه تسيفي حزقيلي هذا كان قبل كم سنة قد أطال لحيته، وذهب إلى تركيا وعلى بعض الاماكن في اوروبا ودخل على المساجد، وكان عامل حاله عربيّ، وهو يعرف القليل بالعربية يعني، وقد أسمى حاله خبير العرب في إسرائيل. متأسف خبير العرب في المنطقة كلها وليس فقط في إسرائيل. ويقول العرب في حارتنا يقصد عن الشرق الأوسط حارتهم. عنده برنامج كامل اسمه "عربستم". ويعرض العرب بالصورة النمطية التي تأتي على بالهم. أو مثلا عمل فيلم اكيد ربما سمعت عنه، الذي اسمه "فوضى". الفيلم فيلم اسرائيلي استخدموا كلمة فوضى بالعربية استخدموها. وهذه أيضًا ربما انه مرتين فوضى، وبالعربية يعني فوضى.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:13.62]
هم شاطرين شاطرين. هم يلعبون نفس اللعبة خاصتنا، بتعرف انت النقاش أيضًا ليس معبر أو حاجز فحسب، انه نحكي له محسوم.

 

وائل عوّاد: [00:57:20.46]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:20.58]
لأن هذا محسوم. يعني هذا ليس حاجزًا، ممكن يكون في حاجز شرطة في اسطنبول في اوروبا بمكان ثانٍ يعني. لكن هذا مش حاجز، هذا محسوم؛ لانه يأتي بصورة استعمارية بالكامل. لكن وائل أنا كنت بحكي لك على الاستوديوهات وأتطلع من مكان ثانٍ انه في اشي على مستوى _فرضًا_ المجتمع الفلسطيني ككل يخاف من التهجير، يخاف من الجرائم، من المذابح، من هذه النقاشات. أنا بفكر انه مثلًا أهالينا في غزة تعرضوا لها، رأوها بشكل مباشر، في الضفة فعليًا كان أقل التواصل أو ما صارت المجازر الموجودة في غزة. وأيضًا غير موجودة اللغة العبرية بالكامل، في الـ 48 هم كانوا يرون انه بالضبط يتم التبشير أو الإشارة إلى أنه ستكون هنالك مجازر أو هدم بيوت ويرونها، ويوجد جانب من النقاش على مستوى أخلاقي كما تفضّلت حضرتك، من مكان ثانٍ وائل ثمّة شيء سياسي، يعني أنا بالنسبة لي فأسألك من محل وأعتقد انه صار في قلق كثير، بتعرف كما يذاع الذين في الـ 48 سيرحِّلونا، واحنا الذين بقينا، وفكرة انه يعني ليس المهم أن تعبر عن رأيك، لكن المهم أن تبقى قاعد في دارك، أو مش مهم تعمل كذا. فأنت صفي الأمر بك بمحل وكأنك المهدد بشكل مباشر، وكأن ماكنة إعلامية قاعدة تهددك، وانت قاعد وترى الاسرائيليين والله قادرين ها هم عملوا مجازر في غزة، وقادرين أن يهجِّروا الناس، وبالتالي قادرين على أن يهجِّروننا. أنا مش قادر أعرف يعني ساعدنا نفهم ماذا يعني التعرض لهذا الإعلام من خلال هذه اللغة من غير أن يكون هنالك الحاجز الموجود؛ عدم معرفتي للعائلات الموجودة حواليك،كيف يؤثر الأمر عليهم؟

 

وائل عوّاد: [00:58:56.85]
تشعر انه في مجموعة ناس قد جُنَّت، تشعر انه هنالك وحش جريح يضرب كل محل، وممكن يضربك، وممكن يفعل بك أسوأ شيء ممكن فيك، وهذا الشعور جاء وقت غزة، وازداد حين رأينا انه صار هنالك تهجير في الضفة الغربية. بانه اه والله الذي هجَّر مخيم جنين والناس صامتة والعالم صامت، وهنالك حوالي 40، 45 ألف مهجَّر، يعني العدد زاد، آخر أسبوعين ربما قد وصلنا فوق الخمسين ألف مهجَّر، وفي الضفة وفي جنين التي نحن نروح عليها، هي قريبة علينا، احنا بنشتري من هناك، اذا جاءوا وأغلقوا على منطقه معينة في منطقة المثلث مثلًا وقالوا هذه الآن صارت للضفة تهجير أو قالوا قصفوا منطقة معينة، قالوا لهم معكم يومين تذهبوا إلى الأردن، في شاب من عندكم طلع وأطلق رصاصة بعرفش وين، صرنا نشعر بانه هذا ممكن يصير، بتعرف أحمد، في كثير ناس في الداخل بهذه الفترة حوّلت مصاري للخارج، أنا لي أصدقاء يشتغلون في بنوك، قالوا في كثير ناس لديهم توفيرات هنا، فتحت حساب خارج البلاد وحولت؛ لانه صار الأمر جدِّي وممكن بأي لحظة يحدث أي شيء. احنا قبل 75 سنة تهجّرنا فقط. في ناس لا زالت تروح على بيت اهلها في صفّورية أو في أرض أهلها في معلول(من القرى الفلسطينية المهجِّرة)، أو في الشجرة. لا أحد كان متوقع في الـ 48 أن يحدث هذا! اليوم الموضوع أعقد، اليوم علاقتنا فيها علاقه اقتصاد بين بعض. لكن اذا جاءوا على منطقة معينه، وجُنَّ جنونهم وقالوا أنتم لا، وفي حالة عجز عالمي وعربي موجود، وتسمعهم كيف أنهم يحرِّضون، وكيف يحكون، والأخطر سامع بهذه اللغة يحلَّل كل شيء، يحلل يعني كل شيء يصبح حلالًا! أي أي شيء يخطر في بالك، يعني بالأول كانوا يقولون قصفنا هذه البيوت؛ لانه خرج منهن صواريخ، بعدها صاروا يقولون: قصفنا هذه البيوت؛ لانه نريد أن نرى أنهم مغلقين علينا.

 

وائل عوّاد: [01:00:57.13]
أو حتى نشعر بالطمأنينة انه يوجد بيننا مساحة فارغة. بعدها ويقولون قصفنا هذه البيوت هكذا؛ لاننا نريد أن نضم هذه المنطقة. أول الحرب كنا نسمعهم يتناقشون مع بعضهم؛ "حرق البيوت كان صح ولا غلط؟ أو قدّيش نحرق بيوت في غزة؟" يعني في أشياء حتى بين أول الحرب وآخر الحرب لم يعودوا يتناقشون فيها، تسمعهم أول الحرب قالوا بالعبرية إنه الصاروخ الذي قصف مستشفى المعمدان كما تذكر المجزرة الكبيرة التي كان فيها 500 شهيد أول الحرب، هذه لسنا نحن من فعلها، أبو عبيدة أطلق صاروخ علينا والصاروخ وقع هناك بالخطأ. بعد شهرين صاروا يقتلون 1000، ويقولون نحن من فعلها، والذي لا يعجبه الأمر لا يهم رأيه أبدًا. كنت قد سمعت في قناة 14 قبل فترة قصيرة؛ إذا وزارة الصحة في غزة قالت مثلًا هنالك 100 شهيد، فيقولون وزارة الصحة تدّعي انه هنالك 100 قتيل هناك، 100 مخرّب طبعًا يحولونها للهجة خاصّتهم، الآن هذا الحلو كان بتكون ماسك الانستغرام وترى صورة الأطفال مستشهدين، وتتطلّع على التلفزيون وليس هنالك صورة أطفال، في قصف فقط من بعيد، لا يوجد زوايا من تحت، في الإعلام العبري لا يصوِّرون غزة من تحت، فقط من فوق، تتطلّع وترى على شاشة تلفونك من تحت وتسمعهم يقولون: قتلنا 500 أو 300 "مخرّب"، وأنت تتطلع على الصورة هل ترى التناقضات؟ فالأمر قاسٍ، يعني كنت أقول لك في قناة 14 كانوا يقولون على رأيهم في وزارة الصحة الفلسطينية انقتل 100، الآن حين جَّددوا الحرب، وزارة الصحة قالت انه قد استشهد 429 واحد في اليوم الأول، تذكر في تجديد الحرب؟ هل تعرف ماذا قالوا في القناة 14؟ قالوا قتلنا حوالي 500، يعني لم يعودوا يعملون الرقم لتحت، بل صاروا يدورونه لفوق! يعني انه انت قدّيش قلت لي، 420؟ انا أقول لك، قلت لك 500 هيا اذهب. هنالك حتى تسلسل! الإعلام العبري خلال الحرب فيه شيء يا رجل مفترس.

 

أحمد البيقاوي: [01:03:04.08]
لأجل ذلك وائل، حين تسافرون ترتاحوا من العبري؟!

 

وائل عوّاد: [01:03:08.22]
حين أنزل على جنين أرتاح من العبري، وليس فقط أرتاح بالعبري، مرة أخرى ليس كلغة وبدون أي توجه عنصري، بدون أي توجه عنصري، لما تمثّله. حينما يكون في ناس كثير كبار بالعمر يحب أن ينزل على جنين، ومش لإنه جنين شوي أرخص من الداخل، ومرات ينزل ويضع بنزين ومشوار، لو انه بقي هنا فكان أرخص له بكثير، طيب؟ ومستعد ينتظر الحاجز ومستعد هكذا، أنا حين أنزل على جنين أو على رام الله، أتنفس هواء مختلف. أقول لك؟ اذا وقعت عليّ مخالفة، أليسوا أحيانًا يضعوا لنا هذه على السيارة أو على العجل بسبب أننا صفّينا في محل غلط؟ والله أكون مبسوط، أكون سعيد انه في سلطة تابعة لنا، تعرف؟ والله انبسطت انه في مخالفه مكتوبة على السيارة انه انت اصطفّيت في محل غلط، ولازم تدفع 500 شيكل، وتقريبًا 12 دولار لل.. مكتوب بالعربية، أُسعد كثيرًا انه في حدا أعطاني مخالفه بالعربية، قضايا تأتيك قضايا محاكم مثلًا أو مراسلات داخلية للسلطة الفلسطينية، فتقرأها، الآن لا يكون أعجبني الذي كتبته السلطة، طيب؟ أبدًا. لكن بكون مبسوط بانه في بالعربي شيء مكتوب، وله طابع رسمي، وله طابع حقيقي. فنعم طبعًا السفر يعني فيه استراحة. وربما يعني قلت لك المخ صعب أن يفصل بين الأشياء، في النهاية الأشياء بتلزق(ترسخ)، هي ملزقة بين لغة وبين الممارسات المتعلقة في اللغة وخصوصاً بعد 7 أكتوبر.

 

أحمد البيقاوي: [01:04:51.49]
أنت تعرف سابقًا كنّا محتاجين نعمل هذا التأكيد؛ ليس شيئًا عنصريًا، مش اشي عنصري! لكن الواحد أصلا يعني اليوم مع نيتفليكس، مع الشبكات الموجودة؛ أفلام وموسيقى وكله.. الواحد بسمع كل موسيقى العالم يعني! من غير ما حتى يقعد يسأل وين هذا ومين هاي. لكن أنا بالنسبة لي، بكون في مكان وائل، اذا بسمع لغة أجنبية مباشرة أذني تتوتر وأنا أتوتر لغاية ما أتأكد أن هذا ليس عبريّ؛ لأني انا أصبح أرى أن بنية الشخص الذي أمامي هي بنية مقاتل، يعني ما بقدر أتعاطى انه هؤلاء ثلاثة عاديين قاعدين بمطعم جانبي، ما بقدر أراهم هكذا. أرى انه في ثلاث جنود آخذين إجازة من القتال، وقد جاءوا هنا. أو ممكن يتم استدعائهم وينزلوا على القتل، هكذا أتعامل معهم. يعني مجرد أن أسمع اللغة.

 

وائل عوّاد: [01:05:36.10]
وانا افكر أن المذنب بالموضوع هو المجتمع الاسرائيلي بالآخر، هو الذي حكى معنا حين كان يأتي على سيرة هذه اللغة كان يستخدم فقط هذا يعني الذي كان يستخدمه يعني، انه نحن ليس عندنا مشكلة مع لغات أخرى. المشكلة كيف هم يفسّروا هذا الموضوع. يفسّرونه بأنك انت "لاسامي" وبأنّك أنت "عنصري" لكن هذه...

 

أحمد البيقاوي: [01:05:58.81]
خلصنا منها هذه، نحن تعبانين منها هذه. يعني هو يفكر كيف يريد، احنا خلص يعني عايشين طوال حياتنا ونحن نبرِّر يعني، بتعرف انو منذ كنا صغار تربّينا على انه ليس لدينا مشكلة مع اليهود لكن لدينا مشكلة مع الصهاينة، تمام؟ طلعت هذه يعني في السنين الأخيرة لم تعد كافية. فأنت لازم تكون ما عندك مشكلة مع كل الصهاينة، بل عندك مشكلة مع بعض الصهاينة! أو يعني طوال الوقت يحاولوا أن يجرجروك لمكان ثانٍ، وتعرف نفس الأمر حين تأتي وتتطلع اسرائيل كيف تشتغل على البروباجاندا في الإعلام، كيف تفرض روايتها، لفتني رقم بتعرف في مواقع حين تدخلها يكون في إعداد لغة الموقع على مستوى شبكة الانترنت هنالك تقدير يحكي بانه 0.4 من واجهات المواقع على مستوى شبكة الانترنت باللغة العبرية، كويس؟ يعني موجودة اللغة العبرية ضمن إمكانية الوصول، و0.5 موجودة اللغة العربية! تخيل! و1.6 تركيا. الأتراك مثلا، تأتي وتتطلع انت يا رجل بتصير تقول انه 6 مليون واحد ضمن الذين يحكون هذه اللغة كلغة أولى تمام؟ وعندك تقديرات تحكي انه من 2 - 4 مليون أو 2 - 3 مليون يحكونها بأقل، فانت احسب انه فيه 10 مليون موجودين، غير كافي انك انت تفرض لغتك على مستوى العالم، على كل واجهات المواقع إلا شكل الابتزاز كما أنت أشرت قبل قليل، لقضية استخدام المحرقة، واستخدام التهديد، واستخدام كذا وكذا وكذا. لدرجة انه بصير فندق ما في اسطنبول أضع علم اسرائيل حتى يكون ودود معك! يعني ودود مع هذا الشعب، ودود مع هذا المجتمع، موقع ما بده يروّج حاله كما يفعلون حين يختارون ويضعون علم المثليين(الشّواذ) أو رمزيات، فيضعوا أيضًا علم "اسرائيل" أو اللغة العبرية، حتى يستعرض رسائل ما. فواضح لي أيضًا أن اللغة بحد ذاتها هي يوجد لها رسائل، حضورها يوجد له رمزيات ودلالات أيضًا.

 

وائل عوّاد: [01:07:54.57]
 وحين يأتي الموضوع على المسألة الاسرائيلية أو المسألة الصهيونية في العالم، فله قوانينه الخاصة فيه. يعني أي دولة أخرى لو عملت واحد على ألف من الذي يحدث في غزة لتعامل العالم كله معها بطريقة مختلفة أو على الأقل لكان سرعة رفضه لها أعلى بكثير. لكن أريد أن أقول شيء بين قوسين لصالحهم في الويكيبيديا، ما عندي الأرقام بالضبط، ولكن المعلومة متأكد منها. يعني أنا نسيت الأرقام ولكن متأكد من دقة المعلومة، هم نشطاء جدًا هناك، نشطاء جدًا في ما يسمى بالحسبة الإسرائيلية، أو شرح الموقف الاسرائيلي. فهناك طواقم، و وزارة و تمويل. وعلى فكرة أحيانًا أراه عربيّ لا يمثلنا بأي شيء، طيب؟ سأترفّع عن ذكر أسماء أصلًا، قرفان أذكر أسماء أصلًا، ولكن من هؤلاء يعني لا يمثلنا ولا يشبهنا بأي شيء. يجلَب على الإعلام العبري لوحده، حسب استطلاع لجمعية احتمال، جمعية عربية عبرية، قالوا هذا الشخص أُحضِر إلى الاعلام العبري ليمثل العرب الفلسطينيين أربعة أضعاف كل أعضاء الكنيست العرب المنتخبين مجتمعين لحاله! وعنه تقارير وتلفزيونات ومش عارف ايش. ووزارة الخارجية الاسرائيلية، ووزارة ما يسمى "الهسبراه" (شرح الموقف يحبون أن يسموها) تأخذه تقريبًا كل اسبوع هو ومجموعة معه على أماكن مختلفة في العالم، من أجل أن يشرحوا وجهة النظر الاسرائيلية. شغل العرب؛ الشباب العرب في الموضوع هو شغل فردي. الشباب لحاله يقرر يمنتج أو يكتب أو يعمل فيديوهات، أو يشرح أو يعمل مظاهرة في جامعته، أو.. فهم من ناحية إصرارهم على إدخال لغتهم في كل مكان، على شرح موقفهم، تنظيم شرح الموقف، تمويل شرح الموقف، اقامه استغلال السفرات التي في كل الدنيا لشرح الموقف وبشكل نشيط جدًا. يا اخي بتعرف؟ بن اغفير نشيط، نشيط نشيط! بروح على القدس، يأتي إلى الناصرة، بطلع على حيفا، بروح هون وبروح هون، بسافر بصور، برجع من واشنطن مباشرة يذهب.. يا أخي ببحث على أحد نشيط عندنا بهذا الشكل عندنا بالكاد تجد! يوجد شيء قاسٍ؛ انه احنا أصحاب قضية عادلة، ولكننا لسنا أحسن محاميين لها. هم المفروض أنهم المتهم وأنهم أصحاب القضية التي بلا عدالة، وعندهم محاميين يشتغلون على الموضوع. سأزبطها مرة أخرى  بما أننا صرنا داخلين مونتاج  وعالقين.

 

أحمد البيقاوي: [01:11:00.85]
قل لي، اللغة هذه الآن بحد ذاتها اذا بنرجع في تاريخها وائل، يعني بنقول انه هذه اللغة يتم فرضها فرضًا من أول يوم. يعني يتم انتزاع الاعتراف فيها من أول يوم، من الصورة لفكرة انك انت ممكن تكون في بلد ما وتجد العبري موجود، فتأتي تسأل ليش ما في عربي؟ وفيه عبري؟! بقول لك لانه جاءنا اسرائيليين وطلبوا أن نضع اللغة، في اسطنبول تأتي وتسأل ليش حاطين علم اسرائيل على الباب؟ يقول لك لانه جاءنا سياح اسرائيليين وطلبوا. احنا فعليًا ما بنطلب، يعني في اشي حتى احنا واضح لي انه ما بنفكر بمنطق النشر والانتشار حتى على مستوى أفراد، ومهما احتفينا بالجهود الفردية انه فرد يمنتج ويعمل لكن هو ما بشتغل ضمن عمل مؤسسي أو عمل مؤسساتي هكذا كبير جامع للذي يعمله، هم واضح لي هكذا. وبمكان ثانٍ أيضًا رأينا انه حتى منطق عملهم في السفارة هم بجانب منه على سبيل المثال تدريب محررين في ويكيبيديا، تدريب محررين كالذي أنت ذكرته، أظن كان في يعني زميلة أو صديقة مشتركة اطلعتنا كانت يعني ضالعة في ويكيبيديا، فوقتها صدمتني حين قالت لي بتعرف انه المحتوى العبري الموجود على ويكيبيديا ممكن يتجاوز المحتوى العربي.

 

وائل عوّاد: [01:12:17.01]
اه هذا الذي أقول لك إيّاه.

 

أحمد البيقاوي: [01:12:17.97]
كانت معلومة صادمة اصلا بالاساس، بعدين بتصير تعرف انه في تدريبات كانت تتم بشكل مؤسس مؤسساتي لفرض هذه اللغة ولفرض الرواية، وصارت اللغة هي مدخل للرواية، وائل.

 

وائل عوّاد: [01:12:32.07]
احمد في احدهم تاعون المناظرات او "الهسبارا" العرب. كنت في مناظرة معه، مسحت فيه الأرض، يعني موجودة على اليوتيوب الأشياء. لكن بعد اسبوع محرر القناة رآني بالبلد يقول لي هل تعرف أنه بعد المناظرة أخذوه على.. الذي يُدربّه لمسرح. ما اسمه المسرح العالمي الذي يطلعون عليه "تيدي"؟ المسارح العالمية اخذوه إلى هناك كي يدربونه، وأحضروا له مدربين خاصين للغة، وللعبراني وللعربي وللانجليزي. ووضعوا المناظرة، وأحضروا له...

 

أحمد البيقاوي: [01:13:15.19]
تيدكس تقصد؟

 

وائل عوّاد: [01:13:16.03]
تيدكس متأسف. وجلبوا له خبراء في لغه الجسد، وخبراء قانونيين، وخبراء في التاري قعدوا معه، وكانوا يحطّوا المناظرة ويوقفوا شوي شوي شوي حتى يقوّون عوده، في أي نقاشات أخرى. لكن بدي أحكي لك على هذه السيرة ذكّرتني بقصة العنصرية، بتعرف انه في مقامات ليهود من قبل النكبة، مثل مثلًا مقام النبي صموئيل، طيب؟ هذا كان قبل النكبة. لم يخطر ببال أحد من الفلسطينيين في الداخل وكنا الأكثرية نهدمه. يعني احنا ثقافتنا العاديه ما فيها عداء تجاه الآخر. قبل النكبة في ناس كانت تعيش في طبريا يهود، قبيل النكبة حين صارت بداية النكبة في ناس في قرية الشجرة كان فيها عرب وكان فيها يهود وهي قرية ناجي العلي، راحوا عند اليهود انه اطلعوا احكوا لنا معهم، كان في سذاجة يا أخي في التعامل! انه فكروا بانه الأمور ممكن تمشي بطريقة مختلفة، يعني قصدي أن أقول لك بانه يوجد في مرج بن عامر بلد يهودية بجانبها بلد عربية، طبعًا كان في مقبرة للبلد العربية، ومقبرة للبلد اليهودية، قبل النكبة البلدة اليهودية انتقلت للسكن في مكان آخر، تمام؟ رأوا بأنهم طوروا أحياء يهودية جديدة فتركوا البلد، وأولاد البلد الفلسطينيين صاروا يهتموا ويأخذون بالهم على المقبرة اليهودية. لما صارت النكبة راحوا هجّروا البلد العربية، فلم يعودوا موجودين. اليوم المقبرة التي بجانب قرية سيرين وعولم والحذفة في مرج ابن عامر. المقبرة الإسلامية اليوم هي لرعي البقر، والمقبرة اليهودية أكمل المحافظة عليها لكن هذه المرة من قِبَل اليهود، وزبطوها ورتبوا الأمور حواليها وسيّجوها. فأقولك يعني إذا جئت وتطلعت على تسلسل الأشياء، لا من ناحية لغة، ولا من ناحية مقامات أو رموز يعني عاديناهم قبل النكبة!

 

أحمد البيقاوي: [01:15:35.07]
بدي أحكي لك كمان شغلة وائل قبل معلّش بدي أقاطعك، كنت بفكر أيضًا انه ما في اشي سارت أموره معهم على مستوى اللغة سوى بالبلطجة! يعني لن آخذ الشيء الأكاديمي النخبوي، يعني هذا بحث آخر، تمام؟ هذا يحتاج إلى سياق آخر ربما يعني حلقة لوحده حول الأكاديمية الاسرائيلية والمعرفة الاسرائيلية اذا في معرفة كافية بالعبري أصلًا حتى تتصدر للعالم أو لا. لكن مثلًا خذها على مستوى الأغاني، انت بتعرف كل فترة بيطلع على يوتيوب وعلى كل مكان في أغنية ترند بتقلب في كل مكان عند الامتحان الحقيقي ليش؟ لانه الناس سمعتها، أحبّتها، تمام؟ أو كان في مستمعين كفاية لهذه اللغة. هذه اللغة فعلياً يعني أنا ما بتذكر انه كان في أغنية ترند غير ما قبل الانتفاضة الثانية، وممكن ترند في طولكرم يعني، لكن خارج سياق فلسطين مثلًا فتتطلّع انت على سبوتيفاي، تتطلع على يوتيوب، على كذا.. أعلى 20 على مستوى العالم أنا ما بتذكر متى كان في يعني حتى ما بعرف، ما خطرلي، بجوز كان مرة أو مرتين، لكن ولا مرة كان فعليًا كيف بعرف في أغنية عبرية ترند على مستوى العالم؛ لانه مش قادرين يفرضوها ولا بالهسباراة ولا بمؤسسات ولا بغيرها. انت فعليا يعني تحتاج لغة موجودة لها مستمعين، ولها أناس تتجاوب معها، فترفع الأغنية(بنسب المشاهدات). بعدها بقية الكوكب يسمعها وتصبح ترند. أنت ربما حجم الاشي يبين بنمط مثل هذا؛ يعني انه انت بالإمكانيات التي تتساوى فيها مع بقية اللغات الثانية من غير بلطجة ليس بوسعك أن تفرضها.

 

وائل عوّاد: [01:17:06.61]
لذلك أنا بستغرب تصديقًا لكلامك عزيزي بانه شو يعني واحد قاعد بيسمع أغنية بالعبراني(اللغة العبرية)؟ يعني وين الجماليات في الموضوع بالذي تفعله؟! أبدًا لا شيء حلو في ذلك! أو مثلا حين صار التطبيع، مالكم طبّعتم شباب(جعلتم أمر الاحتلال طبيعيًا)؟! "معجبين بالتكنولوجيا الإسرائيلية"! كل العالم فيه تكنولوجيا، كل العالم فيه تكنولوجيا، في اشي يسمونه تكنولوجيا الزراعة الاسرائيلية، أرني إياها طيب! الخضرة هنا أغلى من كل محل، أين التكنولوجيا خاصتك يعني؟! في فيلم عايشين فيه، حادث سير صغير يحدث في شارع رقم 6 هذا الذي يقطع اسرائيل في الطول، تقفل لنصف الدولة، احتراق القليل من الأحراش قبل كم يوم قرب القدس.. مكثوا ثلاثة أيام وهم يطفئون فيها، قبلها احتراق أحراش قبل كم سنة الحريق الكبرى الكبير في الكرمل، استعانوا في كل دول المنطقة، ويقولك تكنولوجيا و تكنولوجيا! تمام هنالك تفوق عسكري وهو بالأساس تفوق عسكري جوي على كل المنطقة، وهو بمساعدة امريكية.. تمام، أما الإعجاب الزائد فلا، الآن ممكن تقل لي ذاك والله صوته حلو، والله تلك الفكرة أعجبتني فتمام، أما الإعجاب الزائد فلا أقدر أن أفهمه إلا بكونه جزء من عقدة الآخر تجاهك، أو عقدتك من الآخر، واذا بتعرف في مقولة في علم النفس انه "المقموع يُثار إعجابًا لاحقًا بالقمع" الاشي طلع حسب اعتقادي لكن من هناك، فبتروح على محل فلافل صغير، فيقول لك بدك بلفة أم ببيتا؟ بيتا تعني خبزة عربية، فأقول له: رغيف خبز. "اه يعني ببيتا" يا حبيب امك يا زلمة، فبقولك يعني لا تفهم يعني ثمة أشياء يا اخي..

 

أحمد البيقاوي: [01:19:08.43]
لكن انت..

 

وائل عوّاد: [01:19:09.15]
مش فاهم علي يعني؟!

 

أحمد البيقاوي: [01:19:10.77]
انت وائل قديه في ناس في مناطق 48 لا تعرف عبري؟ أو لا تعرف عبري جيّدًا؟

 

وائل عوّاد: [01:19:16.44]
فيه يعني ليس كثيرًا. تعرف العبري فيه اللغة الأكاديمية المركزة..

 

أحمد البيقاوي: [01:19:21.12]
قسّمهم إلى أجيال.. قسّمهم إلى أجيال.. اذا بدنا نحكي اجيال آباؤنا يعني، جدودنا، جدودنا آباؤنا ثم أجيالنا.

 

وائل عوّاد: [01:19:28.02]
الأجداد أقل، الآباء أكثر، لكن الملفت أن الأبناء الآن أقل، ليش؟ لانهم يتطلّعون على الدنيا، يتطلّعون على اليوتيوب، يتطلعون على التيكتوك، يعني مثلًا مرة من المرات كانت أصعب لغة عند طلاب المدارس كانت الانجليزية، الآن لا يوجد قلق بالانجليزي أبدًا، ما يسمى امتحان "البجروت" الذي هو موازي للتوجيهي يعني، بالانجليزي الأغلب ينجح، لكن بالعبراني فهنا المشكلة، تجد الكثير من الطلاب بالانجليزية لديهم خمس وحدات والذي يمثل يعني وكأنه أعلى مستوى، وبالعبراني بالكاد وحدتين وماشيين؛ لانه أيضًا صاروا يرون بأن الدنيا أوسع، على حسب قولك حين يمرقون على مواقع التواصل الفيديوهات الحلوة التي تطلع لهم هي بالاسباني وبالفرنسي ومش عارف من وين، وبالعربي أيضًا، لا يوجد عندهم فيديوهات بهذا القدر من الإبداع تطلع لهم باللغة العبرية فيصيرون يستوعبون شيء آخر. وطبعًا جامعات العالم انفتحت، لدينا طلاب يتعلمون بالضفه، في عنا طلاب يتعلمون بالأردن، في طلاب يتعلمون في روسيا، يعني شكل الدنيا تغير فيعني تسير الأمور وتنجح دونها. طبعًا بدك تتعلم محامي، مثلا تشتغل في الإعلام متأسف في محاكم إسرائيليه فلا بدّ أن تكون ممتاز في اللغة العبرية، لكن اذا أردت أن تشتغل في (High-Tech)(تقنيات التكنولوجيا العالية-عالمية)كل الجلسات أصلًا التي هي مع وكالات أو مع عمال يكونون من الخارج، دوليًا. فبوجود السوشيال ميديا باعتقادي جعلت اللغة تتراجع، يعني أنا كنت أفكر أقول أم لا أقول لكن خلاص خلينا نقول.

 

أحمد البيقاوي: [01:21:07.57]
لا قُل، قُل..

 

وائل عوّاد: [01:21:09.49]
في بعض العرب في الداخل صدَّقوا بانه كونه يعرف العبرية فهو مميز، البعض يعني، واليوم تخفّ الظاهرة، أول ما فتحت الأردن يكون معه بضعة دولارات 100 دولار نازل على عمان مفكر حاله انه هو يعني أحد خاص الآن؛ لانه يعرف العبريّة، ومعه بضعة دولارات، كثير من شبابنا الذين بدأوا يتعلموا في الأردن أولها كان يرجع بفكرة ثانية، يقول لحظة الأردن جميلة، لحظة هنا لا يوجد أمن وأمان، هناك الأمن والأمان ممتاز، بالذات احنا العرب في الداخل كما تعرف كل يوم عندنا جرائم قتل فصارت هجنة! بتعرف شو يعني هجنة؟ يعني انه اشي كثير. انه والله عشت هناك ولا واحد أُطلق عليه النار لسنة أوف يعني! فاهم؟ بالشارع عندنا كل يوم واحد يُطلق عليه. فإذن هذا دلالة على التطور هناك والتخلف هنا، هذا العقد الأول بين الدولة والمواطن، الحق بالأمن، الدولة هي التي أخلّت به معنا. الشباب مثلًا الذين كانوا يطلعوا على مصر في البداية يظنّ نفسه وكأنه قادم يعني وين! من أرقى ما يكون لشيء آخر! اسمع اسرائيل متطورة في بعض الأشياء، وعندها شوارع واسعة وعندها.. ولكن أي مأزق تدخل فيه وأنت ترى، وأصلا جهد كبير، وهذا قسم من الاسرائيليين ينتقدونه، جهد كبير المفروض أن نصبّه على حياتنا اليومية، ولكننا نصبّه على الجيش والطخ والقتل ووو. ونقودنا راحت هناك! فالانفتاح على العالم..

 

أحمد البيقاوي: [01:22:42.94]
هي نظرة الإعجاب أيضًا تعرف يعني حتى لفترة من الفترات كانت انها اكثر بلد متطورة في المنطقة. بعيدًا عن حالة كل الاستثمار. الاستثمار الذي عُمل لتكون "احسن بلد" في المنطقة. لكن في اللحظة التي فيه دولة او دولتين فتحت استثماراتها لدول اجنبية، لمستثمرين اجانب، صارت الناس الذين عندك فعليا يروحوا ركض عليها بشكل واضح يعني انه لماذا؟ لأنه إعجابًا بأنّ أولئك هم المتفوقين هم الذين عندهم الأبراج وعندهم التكنولوجيا. فحتى الكذبة هذه بسرعة انهارت.. يعني سريعًا.

 

وائل عوّاد: [01:23:18.14]
هنالك واحد يقول لي: أنا مبسوط على التطبيع مع الإمارات قلت له: شاب من الخط الوطني، قال لي أكثر اشي؛ لانه اليهود صاروا يذهبون لهناك، حتى يفهموا انه هدِّؤوا من روعكم قليلًا!  هنالك عمارات أعلى من تل أبيب بكثر في الدنيا، ما بكم؟! وهنالك عرب مسؤولين عن محل شوارعه أرقى من شوارعكم بكثير، هدِّؤوا من روعكم قليلًا. فيقول لي انه هذا هو الجانب وكأنه الذي أعجبه في الموضوع.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:41.21]
ومن مكان آخر نفسهم عرب الـ 48 حين يذهبون هناك يرون انه فعليًا ليس اليهود الذين يبنون هذا الشيء الأنجح في هذه المنطقة، انه الاشي سهل، انه يحتاج نقود ويلزمه قرار، يعني إذا في عندك أي دولة موجودة أو أي مدينة اليوم قررت أن تبني برج أو.. فيعني قصّة كبيرة.

 

وائل عوّاد: [01:23:59.05]
وبدك حدا لا يأتي يُخرّب البرج أيضًا. يعني في حالتنا نحن حتى حين نقرر ونعمّر يأتون ثاني يوم يقولون لك في تحت هناك، كان واحد يحكي مع واحد قال له بدنا ابصر ماذا نفعل يوقِع البرج!

 

أحمد البيقاوي: [01:24:14.11]
طيب وائل بدي أسالك أنا بفتح راديوهات محلية الصبح، تمام؟ بدنا نعمل نقد لزملاء الآن، أو لأصدقاء، أفتح راديو الناس كل فترة؛ أحب أن أتابع الصباح، اذا جلبوا فعليًا واحد اسرائيلي فيضعونه من غير ترجمة، على افتراض انه كل أهل الـ 48 يعرف اللغة، وأنا سألت، جسست النبض وبحثت انه ممكن يكون هنالك أناس تعرف، لكن ليس الكل متمكِّن من هذه اللغة بالكامل، هنالك جيل ما يعني غير متمكن من اللغة هذه أو لا يعرفها، والأجيال الجديدة فعليًا الذين حتى يدرسون لغات أخرى فتصير اللغة العبرية لغة ثانوية يعني، ماذا يعني انك انت فعليا في مجتمع الـ 48 وتستخدم هذه اللغة، هل تحكي مع الاسرائيليين أكثر من العرب؟ أم أنك تحكي عن نوعية ما من العرب؟ أم أنه تقصير تقني يعني موارد؟

 

وائل عوّاد: [01:25:09.25]
أنا أيضًا فيه تقصير تقني الموضوع حسب رأيي، وإن كنت أفضّل بأنه حتى لو كل الدنيا تعرف هذه اللغة، افرض لغتك على الأرض يعني، افرض، حاول ما استطعت يعني، وهذا ليس محلًا تعليميًا الراديو يعني لا تقل لي أعلّم الناس عبراني هناك؟ في تقصير تقني وفي واذا طالعين من...

 

أحمد البيقاوي: [01:25:36.73]
هو ممكن يكون تقصير تقني وميزانية، لكن النقاش بالآخر رسالة سياسية حين تُعمل يعني انا فتحت من الخارج، فأنت يصيبك كل الاسئلة التي بالحوار، يتعرّض الواحد لها، وليس عنده إجابة عليها، لماذا فعليًا فجأة قلب البث عبري؟ صاروا مذيعين رئيسيين موجودين فلسطينيين عرب لغتهم العربية ممتازة، قلبوا يحكوا عبري! تتكلمون مع من؟ فجأة صرتم بتحكوا مع من بالضبط؟ هكذا زي تقلل الجمهور بشكل مباشر.

 

وائل عوّاد: [01:26:06.13]
وفي عقدة أخرى، أحيانًا أحسّها أحمد مثلاً يكون هنالك اجتماع فيه 200 أحد عربي، وثلاثة يهود، فتجد قد انقلب كل النقاش بالعبراني(اللغة العبريّة)! ليش يا حبيبي؟! قال حتى هؤلاء يفهموا، وأصلًا أولئك فاهمين تلقائياً. لا لا ليس هكذا! اللغة هي ليست فقط من أجل أن أعرف، ومجامع اللغة في الدنيا هي ليس فقط مرفوع ومنصوب ومش عارف ايش! اللغة هي شيء مركزي، اللغة هي هوية. هنالك محاضر أحترمه جدًا في جامعة حيفا يعلِّم شرق أوسط، كان أغلب محاضراته يعملها باللغة العربية، وهو محاضر جامد يعني، فكان اليهود يعترضون، فكان يقول لهم: سأعطيكم المواد بالعبريّة اذا أحببتم أن تقرؤوها، وغير ذلك دبّروا أنفسكم، أو مثلًا تعليم القضاء الشرعي في اسرائيل في اللغة العبرية مثلاً، أو مثلاً ترى أستاذ معه دكتوراه في العربية ولكنه يهوديّ. فقط يستخدم المصطلحات التي ييريد أن يستخدمها يعني الأكاديمية التي يريد أن يعلِّمها بالعربية. وباقي المحاضرة تدار باللغه العبرية، طيب اذًا انت تعرف العربية جيدًا، ومعك دكتوراه بالعربية! هو يريد أن يؤكد على شيء معين. السؤال لماذا هو لا يخجل أن يعمل ذلك، وأنا أخجل أن أعمله؟ فثمّة شيء يعني نعم.

 

أحمد البيقاوي: [01:27:32.65]
طيب، تعرف من مكان ثانٍ ثمّة عقدة لكن أيضًا مسارك بحد ذاته ومسار الناس حين نكون نناقش أحيانًا ترجمات عبرية، والنقل عن الاسرائيليين وكذا ونذهب باتجاه شيء ما يعني، لكن تعرف كمهنة حكيمة  هكذا من ناحية ثانية؛ انه الذي يعرف العبريّة جيدًا، ولغته العبرية عظيمة بإمكانه أن يعمل برنامج عظيم، ويعمل برنامج ترجمة صحف عبرية، ويعمل قناة يوتيوب. يعني أيضًا كل هذا النقد من مكان ثانٍ بالذي نحكيه يفتح آفاق! ثمّة شيء والذي أصبح لا بد أن نعرفه عن المجتمع، فيصبح هنالك نقيضه، في حالتك أنت كيف تتعامل معه؟ يعني انت قد أخذت على عاتقك مسؤولية انه لا داعي أن تعرفوا العبرية، أنا أعرفها فأنا أوصل لكم كل شي.

 

وائل عوّاد: [01:28:20.65]
أنا ما قلت ذلك؛ يعني لم ندَّع لا أنا ولا أنت خلال اللقاء الذي نسمعه؛ بانه مش لازم نعرف عبري، وضد انه نعرف عبري، صحيح؟ يعني أنا لا ادّعي ذلك، السؤال كيف يتم التعامل مع اللغة؟ حلو؟ هل تقدر أن تعرفها، وترفض هيمنتها عليك أم لا؟ هيمنتها الثقافية عليك هل تقدر أن تتعامل معها كلغة أنت تعرفها؟ أم أنها تعقِّدك وتصفي علاقتك فيها علاقة عقدة طقس، هناك كان النقد خاصتنا، تمام؟ اما انك تعرف عبري أو فرنسي او انجليزي او هندي أو ايديش_ على رأيهم أن العبرانية من الايديش اليهود_ ويوجد ناس تعرف آرامي أيضًا في البلد هنا تتعلم. وعلى فكرة أهم واحد دكتور يحكي عن العلاقة بين الآرامي والعبري هو دكتور أكاديمي عربي في البلاد من دار "بصل" لكن الذي أريد قوله بانه احنا..

 

أحمد البيقاوي: [01:29:16.22]
أريد أن أوقفك. نحن لم ندّع لكن نحن بالآخر رأينا إنّه هذه اللغة يعني أنا أفكر إنّه من الأفضل أن الشعوب العربية لا تتعلم هذه اللغة، إنه أنا ما بدي أتعلم هذه اللغة، لأنه أنا بالنسبة لي كأحمد، يعني أتعامل أنا ومحيطي أننا سنكون بصحة أفضل وبصحة نفسية أفضل. حين يكون في عندنا حاجز بيننا وبين كل هذه المعرفة الاستعمارية، وبين كل أدوات القمع الموجودة. ومبسوط جدًا إنّه أنا أعرف الكلمات الكافية لأفتح باب وأعطيه (بطاقة) هوية وأخلّص، وفائض اللغة لن يساعدني بالتخلص من الاحتلال.

 

وائل عوّاد: [01:29:52.03]
وترفع بلوزتك.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:53.23]
وارفع بلوزتك وأنزّل بنطلوني. يعني بهذا المنطق فعلًا يعني. فحتى فعليا إنه الحثّ عليها لا يساعدنا. لكن أنا أحكي لك إنه نحن ما حكينا.

 

وائل عوّاد: [01:30:04.09]
لم اقل إنّه الناس لازم تروح تصير في بالمناهج العربية تعليم لغة عبرية. لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:08.86]
لا تأخذ كل شيء "اكستريم"- للناحية الأقصى. أنت تلعب كل شيء "اكستريم" يا أقصى اليمين لأقصى حد.

 

وائل عوّاد: [01:30:14.80]
لا لا

 

أحمد البيقاوي: [01:30:14.98]
طيّب مصطفى قبلاوي مثلًا حدا مؤثّر موجود كان عنده مقولة، إنّه يا جماعة يا أهل الضفة الغربية يجب أن تتعلموا لغة (عبرية) كي تعرفوا تتعاملوا مع الاحتلال وتعملوا.. أنا وجهة نظري قلتها من بداية الحوار، كويس؟ وأنت وجهة نظرك واضحة. لكن ليه فعليًا..؟

 

وائل عوّاد: [01:30:32.80]
هذه مقولة سطحية.

 

وائل عوّاد: [01:30:34.54]
يعني هاي مقولة. أروح أتعلّم لغة كاملة، والله أنا اقول لك ماذا؟! إذا في شاب من رام الله فُتّش كم مرة على الحاجز، ويقول لي أنا معي سنة فاضية بعد التعليم، ماذا أفعل بها؟ أقول له: روح وتعلّم فرنسي. أروح أتعلّم عبري لأجل إذا أوقفوني على الحاجز يفهم إذا يشلح البنطلون أو البلوزة؟ لا انا أفكر أنّ هذه مقولة سطحية وليس لها علاقة، ولا تحميك، وهو نفسه الشخص الذي حكيت عنه يحكي عبراني، وهذا لا يحميه من البهدلة يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:31:07.21]
طب أنت الآن أرجعنا لمكانك. كويس؟ ما هي معادلتك انت بالتعاطي مع هذه اللغة على مستوى شخصي خاصة بأنك قاعد تتوجّه وتخاطب جمهور عربي؟ يعني كيف ما بدك تثير إعجابهم؟ وكيف في معادلة ما إنه في شخص مهني يعمل شيء عظيم وممتاز وما شاء الله عليه. كويّس؟ ومن مكان ثاني أيضًا في انتقائية بالأخبار الموجودة عندك التي يمكن يدعي المشاهد انّه لو تعلم العبرية سيصير عنده معلومات أكثر من الشيء الذي تعطيه إيّاه.

 

وائل عوّاد: [01:31:42.34]
أوّلًا لا، يعني ما عندي شعور انّه يجب أن أثير إعجابهم، بأنه أنا هويتي وموقفي هو هو كما هو. وعلى التاريخ لا نقاش. هنا كان في فلسطين واحتلوها، ممكن نحكي على النقاش على مصالحة تاريخية. تمام؟ الذي يعجبه يعجبه، لا يعجبه بلاش. وعلى فكرة في عدة تجارب تقول كلما تحاول أن تتوجهن أكثر وتثير إعجابهم أكثر، كلما تعاملوا بطريقة سيئة أكثر. كلما استوطوا حائطك وركبوا ظهرك يعني.

 

وائل عوّاد: [01:32:15.91]
في انتقائية بالأخبار أفكر أنّه في انتقائية بالأخبار. لكن قلت لك قبل قليل إنّه أيضًا كثير ناس الذين يعرفون عبري في الداخل يُحبّون أن يشاهدوا الفقرة، لأنّ فيها أيضًا "فشّة غل" وفيها نوع من الانتقاءات والأشياء التي أعملها لا حدا يقدر. يعني المواطن عنده كثير شغلات يسويها بإمكانه أن يروح ويتابع كل القنوات الاسرائيلية وكل المواقع وكل الراديوهات كي يتصيّد فيها الأشياء المهمّة أو الأشياء التي ممكن أن تؤثر. انا أستخدم البرنامج كي اصارحك. أولا كي أقول، وأعكس للعالم العربي ما يحدث هنا. ثانيًا في التعليقات التي أقولها كي أُفهِم الذي يشاهد انّ هذا الإسرائيلي او هذه اللغة العبرية هي ليست يعني شيء فوق الخيال، هم يخبّصون، وهم يتعادون ويعادون بعضهم، وهم ليس عندهم منطق مرّات. وهم يناقضون بعضهم، هذه العقدة انّ أمامك واحد يحكي عبري معنى ذلك أن كل شيء ممتاز هناك. أو كل شيء ذكي هناك. تخلّى عنها قليلًا انزل عن هذا التصوّر، فأيضًا أحاول أن استخدم الفقرة لهذا الهدف، دون أن تستهين بالطرف الآخر، ولكن دون أن تعطيه أكبر من حجمه. لا أفكر بإنه الناس الذين يعني كل شجار أو كل حرب دولة مع دولة اخرى. على كل أبناء الدولة هذه أن تتعلم على لغة الآخر بالكامل!

 

وائل عوّاد: [01:33:44.62]
في فكرة معيّنة تقول نافذة نطل عليهم لنر ماذا يفعلون. لسنا بحاجة لأكثر من ذلك، وما تبقى ليس بحاجة لأن نعرف عبري كي نفهمه. تنظر من الشُّبّاك تفهم، تخرج مشوار في البلد تفهمه، حابب تطلع من البلد وتوقّف على حاجز على محسوم تفهمه. يعني عندنا كثير طرق لنفهم العقل الإسرائيلي، والطريقة الإسرائيليّة. ليس ضروريًا أروح والله.. مرّة أبو مازن قال: "كل يوم أسمع أبصر أيّ مغني يهودي (موشيه الياهو) أتذكر هذه المقولة، كل يوم. ولك لماذا؟ يعني شو؟ أكيد ليس كل يوم يسمع لكن قصده أن يتملّق. تلاقي حتى الذي يسمع لـ "ام كلثوم" وعلى فكرة في مسرح في يافا متخصص: ام كلثوم، فريد الاطرش، عبد الوهاب، ويهود يأتون ليغنّوا يعني فاهم، وبالذات الشرقيين وأصول عراقيّة أو سوريّة او هكذا لكن ولا واحد فيهم مستعد وبالذات في مستوى قائد يطلع يقول والله أحب أن اسمع ام كلثوم، وإن كان يعرف عربي.

 

وائل عوّاد: [01:34:52.57]
يا اخي في "افي ديختر" هذا الذي كان رئيس "الشاباك" يعرف العربيّة ممتاز. طيّب. لا يقبل أن يحكي غير عبراني، وإذا يريد أن يستخدم العربيّة فقط لأجل إذا يريد أن يبتسم لشخص او اذا داخل على رئيس مجلس حين كان وزيرًا، يقول له "السلام عليكم" وهو داخل، ومش عارف شو. وأنا متأكد أنه يعرف لهجة عربية منيحة، لكن يستخدم لهجة عربية خاصّة باليهود. هو يريد أن يفصل، هو حاب يفصل فهذه العقدة، والله تعال كي نتعلّم تعال نتعرف، نتعرف من لغة أنّه يجب أن نعرف. أمّا من لغة إنّه كي تصير تفهم لازم تعرف اللغة. بلا هبل!

 

أحمد البيقاوي: [01:35:40.24]
هذه هكذا لما قبّعت (استفزيت) معك. خلص يعني فش داعي نضل نجامل بعض.

 

وائل عوّاد: [01:35:46.21]
لا لا ليس هناك حاجة. قلت لك يا اخي مرّات يا اخي، طرف يحتل طرف آخر ويهيمن عليه.

 

وائل عوّاد: [01:35:56.44]
نحن في كثير كلمات نستخدمها في فلسطين. (سأعيد تشغيل التسجيل) آخر مرّة، أتوقع.

 

وائل عوّاد: [01:36:09.13]
أقول في كثير كلمات -للمقارنة- نستخدمها نحن في فلسطينيّتنا في لهجتنا الفلسطينية، أصلها تركي. تعرف مثلًا "خضرجي" هذه الـ "جي" معناها هي كلمة تركيّة. طيّب إنه صاحب المهنة. او مثلا كلمة "بشكير" يعني "المنشفة". او الحجات بقولوا "اوتوموبيل" عن "اوتو موبايل" يعني يسمونه "اوتوموبيل". مأخوذة من الانجليز في كثير كلمات. يعني قد أعدّ لك ألف كلمة تركيّة تُستخدم في المصطلحات اليوميّة. لا أحد يشعر أن معهم مشكلة، بالعكس اللغات تتزاوج وتتطوّر والعامية أيضًا تتزاوج وتتطور، مع العبرية هناك مشكلة، وهذا ليس من منطلق عنصري، من منطلق ماذا أحضرت لك اللغة؟ يعني او مثلا كلمة "خان الشواردة" او خان لا أعرف ماذا. هذه كلمة "الخان" هي بالمصطلح التركي. المحل الذي كانوا يضعون فيه الدواب. يعني أنا لأنني كنت في "مجمع اللغة العربيّة" فترة. تطرقنا كثيرًا لأشياء في اللغة الآرامية، وفي اللغة التركية. وتحكي انت عن مئات المصطلحات التي تستخدم بشكل يومي من اللغة التركيّة. لا أحد يشعر مع الموضوع بأنّ هناك مشكلة. لكن هنا تشعر بمشكلة. يعني تحس ان الذي أمامك لم يستخدم لغة جديدة، هو استخدم شيء له اسقاطات ثقافية، له إسقاطات تتعلق بالاحتلال. وهناك تكون تعرف يعني نقدنا عن الموضوع، إنما ليس هناك علاقة بين.. يعني بالعكس قلت لك اذا حدا معه قليل من الوقت وحاب يتعلم لغة جديدة، يبحث عن لغة يعني يختار لغة منيحة ثانية، يعني قصدي تُعبّر له عن اشياء ثانية. اقول لك: لغة يحكيها عدد ناس أكبر بالعالم كي يستفيد منها أكثر، لغة فيها كتب أهم بالعالم كي يقدر يقرأ ثقافات أكثر. الآن الذي معه وقت يروح يتعلم عبري لأجل إذا أوقفه جندي.. ياااه

 

أحمد البيقاوي: [01:38:26.44]
ماشي. وائل أنا أريد أن أترك لك المايك. لكن قبلها فعليا أريد أن اسألك إذا رأيت حدا وضع اسمه على فيسبوك بالعبري. بماذا تحس؟.

 

وائل عوّاد: [01:38:40.87]
لا أحب لا أحب. لا أريد أن أقول شيئًا آخر!

 

أحمد البيقاوي: [01:38:45.73]
لا، بدك تقول شيء ثاني، شو لا أحب!

 

وائل عوّاد: [01:38:47.20]
اسمع اذا كان شاب صغير ومش عارف حاله. أقول خربط ولازم يضبّط أموره. أمّا إذا كان حدا كبير وعارف حاله ماذا يفعل. يعمل لي نوع من الحاجز تجاهه، لأنه ليس هناك حاجة. لا حاجة. والله ما في حاجة. اعطني تفسيرًا لها آخر غير أنّه تملق ليس له طعم. تفضّل..

 

أحمد البيقاوي: [01:39:13.60]
أنا أنا سأقول لك انّه تحديدًا فقط هذه نقطة الجيل الجديد. لإنه تعرف كانوا بدأوا يحكون عبري. فحين نلتقي مع اصحاب من (مناطق 48) كانوا يتغلبون انه يعني كيف؟ يعني كيف سيطلع بديل "محشيڤ" مثلًا في حينها يعني (أي حاسوب بالعربية). فحتى راحوا بالتعريب ذهبتم أنتن بالتعريب بالتطرّف فصرتم تستخدمون "حاسوب" لا أحد يستخدم حاسوب. يعني هو لابتوب او كمبيوتر، انتهينا تكنولوجيا جاءت يعني غربيّة وجاءت بالانجليزي وبقيت بالانجليزي. لكن أنتم فعليًا يعني لأنه الأساس اللغة بالتكنولوجيا كانت عبري فكنتم تعرّبون بهذا الشكل. اليوم انا أحس أنّ الجهد هذا لم يعد يُعمل مع الأجيال الجديدة، هي مرتاحة كثير مع حالها. هي اذا تريد أن تكون رائعة تكون رائعة بالانجليزي. اذا أرادت أن تسمع اغاني تسمع اغاني اجنبية اكثر. ممكن يقول لك في اغنية افريقية بكذا او بتنزانيا كان في اغنية كذا، هكذا ممكن ينتزع اعجاب ما هو محتاجه او انتباه ما هو يحتاجه، فلم نعد فذ ذلك المكان. صراحة الأجيال الجديدة مريحة يعني مطمئنة. ورأينا نماذج أيضًا وائل انّه في ناس اجتهدت كثير أيضًا، تعرف اللغة وتمتهنها وتحكي مثلما يحكي الإسرائيلي كي يدخلوا مثلا مهنة الاعلام الاسرائيلي لكن رأوا انّ الاعلام الاسرائيلي هو مكان عنصري جدًا.

 

وائل عوّاد: [01:40:31.73]
كان الاعلام الاسرائيلي في بعض النجوم، وأنا أحترم ماذا حاولوا. طيّب. ودخلنا أوّل ما دخلوا: كل الاعلام.. المحلل العربي لأوّل مرة في الاستديوهات وكذا وكذا ويعطيهم العافية على الجهود المحترمة. يوم 7 اكتوبر 2023 قالوا له: يعطيك العافية لا تعُد هنا. استضافوه مرتين ثلاثة (مجموعة يعني وليس شخصًا بعينه). يعني استضافوه مرتين ثلاثة في البرامج التي لا تُشاهد كثيرًا. بعدها قالوا لهم خلص يعطيكم العافية. لا تكملوا. يعني حتى هناك انهارت النظريّة عند اول منعطف.

 

أحمد البيقاوي: [01:41:11.00]
وهناك يهمهم هم يعني بتعرف أنا فقط أفكر فيها لأنه وقتها كان يُحكي قديش إنه اللغة العبرية القوية حين لا يعودوا يميّزونك تفتح لك أبواب. تعرف يعني كل خطوة بهذه السياقات حتى لو خطأ الواحد يقعد يفكر فيها بشكل إعجاب، لكن عند أول امتحان نحن نعرف انّ هذا ليس لنا، هذا عنصري يعني.

 

وائل عوّاد: [01:41:33.14]
قلت لك الذي يقول...

 

أحمد البيقاوي: [01:41:34.01]
وخسارة فيهم هذه الخبرة.

 

وائل عوّاد: [01:41:35.33]
يعني الذي يقول (الغين) هذه من داخله يطلعها كي يُقلدهم. أنا لا أقدر أن اسمعه. لا أريد أن أقول كلمات ثانية الآن، عشان ميكروفون ولكن لا أقدر أن اسمعه.

 

أحمد البيقاوي: [01:41:46.52]
ماشي، أنا سأعطيك المايكروفون..

 

وائل عوّاد: [01:41:48.71]
يعني هو اليهودي يلفظ الحرف غلط. أنت رايح تلفظ غلط مثله كي يعني تصير يهوديًا هكذا! اعطني مثالًا واحدًا لواحد عمل نفسه اسرائيليًا على الآخر. هم لا يريدوننا أصلاً يهود. هم مظبوط لا يريدوننا فلسطينيين لكن هم أيضًا لا يريدوننا  يهود. اذا تقول لي على أزمة هوية نحن لا نعرف حالنا هم أيضًا لا يعرفون ماذا يريدون فينا أكثر. ما نحن لا نعرف حالنا أصلًا يعني!

 

وائل عوّاد: [01:42:17.11]
المايك يا صديقي. أوّلًا شكرًا على المقابلة عزيزي أحمد. على اللقاء الذي استمتعت فيه، وساعدتني بأن اكتشف حالي في بعض النقاط صراحةً، طريقة حوارك جميلة وعميقة وتنكش في محلات، يعني يمكن هي من المقابلات القليلة التي بعد أن أنهيها. سأفكّر مع حالي كثير عن حالي. عادةً الناس يسألونا سياسة وتغطية أحداث. وما رأيك بهذه، وشوية فلسفات، فالواحد يقولها ويخلص وعارف موقفه منها. اللقاء هنا. نكشني أنا. ستغلبني بعد اللقاء ليس خلال اللقاء، بالتفكير.

 

وائل عوّاد: [01:43:01.51]
واللغة هوية ونحن نرثها كما ورثنا الأرض. التنازل عن اللغة، تشويه اللغة هو مقدّمة لتشويه الهوية، وتشويه الهوية هو مقدّمة لتفكك كل شيء آخر. كل شيء آخر. كل شعب أراد أن يقوم، قام بالأساس بأنه وحّد اللغة ورتّب هويته، ورتّب علاقته بنفسه وعلاقته مع الآخرين. إذا ضُربت اللغة معنى ذلك أنه ضُرب عصب أساسيّ بالهوية. فنحن نحافظ على اللغة ونوجد حالة من الغربة تجاه لغة القمع. هذا حاجة إنسانية لها علاقة ليس فقط موقف وطني وأخلاقي إنما لها علاقة بتطوّرنا الإنساني. لها علاقة بكيف نتقدّم، لها علاقة كيف الشارع يصير نظيفًا. لها علاقة كيف الشب يصير سعيد.

 

وائل عوّاد: [01:44:10.69]
بتعرف؟ اليوم أرقى شباب وأكثر الشباب تلاقيه بيشتغل في نص "هرتسيليا" مسؤول عن شركة هايتك فيها، تحته شاب عربي تحته في 200 موظف يهودي، او مدير قسم في رمبام (مستشفى بحيفا) او لا أعرف ماذا، كل الذين تحته أطباء يهود. تلاقيه حين يحكي معك. وإذا معتزّ بنفسه يهتم أن يحكي عربي نضيف، لأنه في علاقة مباشرة بين هذا الحكي وبين ليس فقط اعتزازك بشعبك وبين احترامك لنفسك، لنفسك. الناس تقول لك هذه رومانسيات. كل الدنيا ارتقت لأنّه في رومانسيات. واحدة من المشاكل عندنا في الداخل. كل شعوب العالم عندها علم تتطلع عليه، يمتلئ قلبها بالفخر. عندها نشيد وطني تسمعه يقشعرّ بدنها وهي تغني كلماته. نحن هنا لا، النشيد الوطني (الإسرائيلي) لا يمثلني "ارتس يهودا يروشلايم" أي "أرض يهود، الأرض اليهودية وعاصمتها القدس". الروح اليهودية الهائجة. هذه الكلمات لا تمثلني طبعًا. هل بقي عندي شيء يومي أقدر أن استخدمه؟ في شيء يمثلني ويقرّبني من هويتي. أروح امسكه وأتخلى عنه؟! وعلى شو؟ على شيء بعد مطار اللد ينتهي؟ يعني مش أحسن يعني.

 

وائل عوّاد: [01:45:40.54]
الآن حين أحكي مع يهودي أهتم أن تكون لغتي العبرية ممتازة. وأنا حين أتممت اللقب الدراسي الأول والثاني وكمان لقب أوّل كلها أنجزتها باللغة العبرية، والوظائف باللغة العبرية. حين كنت أطلع اعطي بتعرف العرض او "البريزنتيشن" أمام الطلاب الذين كانوا كلهم يهود، أهتم بلغة عبرية قوية. أمّا فيما تبقى، ليس هناك حاجة إلّا إذا تقول بأنّ هويته واعتزازه بنفسه أشياء ليست ذات قيمة!

 

أحمد البيقاوي: [01:46:17.74]
وائل. شكرا جزيلا.

 

وائل عوّاد: [01:46:19.33]
شكرا عزيزي.

 

أحمد البيقاوي: [01:46:20.38]
يعطيك الف عافية.

 

وائل عوّاد: [01:46:21.73]
سررت باللقاء معكم. والله صدقًا أحمد. تعرف انا الذين يعرفونني أيضًا بالسوشال ميديا وهكذا. بشكل عام أنتقد، لا أتملّق أحدًا ولا أقول أشياء يعني أعرف أن أقول أشياء سيئة. أهون لي أن أقول شي سيء على أن أقول شيئًا جيّدًا. تعرف الصحافيون يذهبون على الاشياء على الانتقادات وعلى "التفلسف"، لكن اللقاء كان حلو بالنسبة لي، صعب شوي لأنه ساعدتني أن أبحث في نفسي اكثر مما أنكش الآخر. وأصعب طريق هو أنت بينك وبين حالك، بينك وبين الآخر أقل عقد وتكون أجرأ هناك.

 

أحمد البيقاوي: [01:47:01.81]
شكرا جزيلا لك ويعطيك الف عافية. ممنون لك.

 

وائل عوّاد: [01:47:04.63]
يسلّم يديك صديقي. شكرا شكرًا. مع السلامة.

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025