جهاد العف، عامل من غزة، خرج بتصريح للداخل الفلسطيني بحثًا عن لقمة العيش. اشتغل، عاش، وتنفّس للمرة الأولى منذ سنوات الحصار.
لكن في 7 أكتوبر، تغير كل شيء!
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي دون تهمة. قضى أيامه في موقع احتجاز جماعي مع آلاف العمّال الغزّيين، قبل أن يتم الإفراج عنه، لا بقرار سياسي، ولكن على إثر إصابته بجلطة في الكتف.
خرج من السجن ليجد نفسه عالقًا مع آلاف العمّال الغزيين، في رام الله: لا يستطيع العودة إلى غزة، ولا يمكنه إيجاد عمل، وليس هناك من يسأل عنه!
في هذه الحلقة من "بودكاست تقارب"، نستمع إلى شهادة مؤثرة للعامل جهاد العف الذي يحكي عن اللحظات الأولى بعد الحرب على غزة، عن الاعتقال، عن العيش في العراء، عن الشك، الوحدة، الغضب، وعن جراح لا تلتئم.
هذه ليست قصة جهاد لوحده، بل حكاية آلاف العمّال الغزّيين العالقين في مدن الضفة الغربية، وسط غياب شبه تام لأي دور رسمي فلسطيني في متابعتهم أو حمايتهم، وتقصير خطير من السلطة والمؤسسات ذات الصلة.
نسأل:
🔍 ماذا رأى جهاد في المعتقل؟ وكيف خرج من بين 5000 معتقل؟
🔍 ما تفاصيل الحياة اليومية لعامل غزّي عالق في رام الله؟
🔍 لماذا يشعر أن لا أحد يراه أو يعبأ به اليوم؟
🔍 كيف يرى العلاقة بين غزة والضفة بعين مَن عاش على الهامش؟
🔍 ماذا يريد عمّال غزة من أهالي الضفة؟
🔍 من يتحمّل مسؤولية الوضع الصعب الذي يعيشونه؟
⭕️ نناقش أيضًا:
📍ما الذي يمكن فعله لعمّال غزة في الضفة؟
📍هل الجهات الرسمية والأهلية مقصّرة؟
📍 ما الذي تعنيه الكرامة حين لا تملك بيتًا أو وظيفة؟
📍 تفاصيل الهروب، النجاة، ثم التشتّت
📍 الحنين إلى غزة رغم كل شيء!
🧠 الضيف: جهاد العف
عامل من حي الرمال/ غزة، أُفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بظرف صحي بعد اعتقال تعسفي خلال الأيّام الأولى للحرب، ويعيش اليوم في رام الله.
🎙️ المحاور: أحمد البيقاوي
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
جهاد العف: [00:00:00.00]
يعرفك من غزة لا يرضى أن يُشغلك! هذا ما سأوصل لك إيّاه وأحاول أن لا أحكيه. وها أنا قلت لك. يعرفونك من غزة لا يرضون أن يُشغّلوك. ما رأيك؟.
جهاد العف: [00:00:09.78]
قبل فترة قمنا بدفن كذا واحد يعني من العُمّال (عمّال غزة) جاءتهم جلطات، وماتوا ضغط. يا أخي كلّه ضغط، تفكير، ضغط، قلّة شغل، قلّة عمل.
أحمد البيقاوي: [00:00:19.68]
متى صارت مسؤوليتك أن تستأجر دار لوحدك؟
جهاد العف: [00:00:23.52]
حين قالولنا.. وطردونا من الردانا (مجمع رام الله الترويحي).
جهاد العف: [00:00:26.22]
يا ابو حميد حين بدأوا يُدخلون تصاريح للعمال، بدأت غزة ماذا؟ بدأت تشُمّ (تلتقط) نفسها، لأنه نحن منذ 17-15 سنة حصار كان.
أحمد البيقاوي: [00:00:36.57]
أنا وصلني شعور أنكم مثل المطاردين؟
جهاد العف: [00:00:39.30]
مئة في المئة كلامك.
أحمد البيقاوي: [00:00:41.07]
كيف؟
جهاد العف: [00:00:42.03]
وضعونا في الباصات إجباري.. إجباري. أحضروا الباصات إجباري وطلبوا منّا إخلاء رام الله، رغم إنه لم يسئ أحد لرام الله!
جهاد العف: [00:00:51.87]
يعني إذا "شركة جوال" لم ترحمنا، تقطع عنك الدقائق لأن تطمئن على عائلتك. يقولون لك: "لا أنت برام الله".. يُفكّرون إنّه نحن برام الله نجمع النقود بالآلاف!
جهاد العف: [00:01:01.63]
أريد منه 7000 شيقل. لا يرضى أن يعطيني إيّاهم، وكثير عمال أُكل حقّهم.
أحمد البيقاوي: [00:01:06.97]
انت معلمك عربي ولا يهودي جوا؟
أحمد البيقاوي: [00:01:09.34]
انت أين كنت تتمنى لو أنّ حظك بدل رام الله؟
جهاد العف: [00:01:13.39]
طولكرم وجنين. اه والله اهل جنين ناس طيبين ممكن يشغلونا.
جهاد العف: [00:01:19.45]
انا أبحث على شغل لا أبحث عمّن يعيطنا حسنة أو صدقة. أبحث على شغل كي نعيش. نحن طوال عمرنا نعيش بكرامة، ونريد أن نموت بكرامة، يا ابو حميد.
جهاد العف: [00:01:29.20]
يعطيكم العافية. حيّاكم الله. معكم أخوكم الجهاد العف من حي الرمال شارع الشهداء (غزة). أتشرّف بالأخ أحمد، نحن من عمال غزة الموجودين في الضفة الغربية بعد الاحداث 7 اكتوبر. حاليًا نحن موجودين في رام الله. في عندنا معاناة، وفي عندنا مأساة كبيرة. ويعني أنا لفت نظري في هذا إنه لقينا من يهتم ويسأل على عُمّال غزة الموجودين في الضفة الغربية. يعني هذه اهم نقطة انه اللفتة وهذه ان شاء الله محسوبة لكم، انكم سألتم عن اهاليكم الموجودين في في الضفة الغربية الذين من غزة. هذه أهم حاجة انه يعني في اهتمام من الصحافة، بدأت ترجع الصحافة تهتم فينا انه نحن موجودين وعالقين ووضعنا تعيس.
أحمد البيقاوي: [00:02:48.07]
مرحبًا وأهلا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم انا أحمد البيقاوي، وضيفي لليوم العزيز جهاد العفّ ابو محمد. حلقتنا اليوم حلقة خاصة بدأنا فيها كنّا سنخصصها حلقة العيد، حلقة فيها ذكر وإعادة تقديم صور الأعياد في غزة وصور الحنين للعائلة وغيرها من خلال التواصل مع أحد عمال غزة العالقين في الضفة المشغولين كما كنّا نعتقد في التواصل أو في لحظة العودة التي ترقبوها لعائلاتهم وناسهم في غزة. ولكن تفاجأت فعليًا أنّ همّهم أكبر من ذلك، همّهم باليوميات، بمعيشتهم في الضفة تحديدًا، في توفير فرص عمل او التفاصيل المادية التي تتعلق بإعانة أنفسهم وإعانة أهاليهم، وأوضاعهم القانونية. مشاكلهم في حريّة الحركة، تفاصيل تتعلق بإيجار البيوت، تفاصيل تتعلق بيومياتهم وتفاصيل أخرى من كثرة عزّة نفس ضيفنا رفض أن يُصرّح عنها خلال التسجيل. ولكن قبل هذه الحلقة أخبرني عن جانب منها.
أحمد البيقاوي: [00:02:48.07]
سأحكي لكم إنّه أيضًا هذه الحلقة خاصة قليلًا لأنّ ضيفنا -مشكورًا- ابو محمد وافق ان يقوم بهذه الحلقة معنا. ورغم تأكيده قبلها أننا لسنا محتاجين أن نعمل فرقة أو فتنة ما بين أهالينا في الضفة وأهلنا بغزة. هو حريص جدًا بكل شيء سترونه حذرًا بكل شيء يقوله. ولكن مع ذلك في واقع حقيقي يجب أن نطلع عليه ونراه لأنّ الواقع الذي يعيشونه صعب او يمكن يجب أن يوضع على الطاولة مهما كانت تبعاته. ويمكن يجب أن نتوقف عن المجاملة او تجميل مجتمعاتنا مثلما نُحبّ.
أحمد البيقاوي: [00:04:43.65]
شكرًا لضيفنا الذي وافق على هذا اللقاء في الوقت الذي العديد من عمال غزة العالقين في الضفة رفضوا أن يجروا هذا الحوار معي، رفضوا أن يحكوا عن معاناتهم، عن يومياتهم، على الأشياء التي يحتاجونها، لمخاوف أمنية ولمخاوف اجتماعية، ولمخاوف تتعلق بالسلطة، بمؤسسات حقوقية، بالمجتمع، بالناس الذين يعيشون فيها أو البلاد التي هم يعيشون فيها بهذا الظرف. ولكن هذا واقع صعب لابد منا أن نأخذ مسؤولية فيه ونعالجه كما هو.
أحمد البيقاوي: [00:05:22.07]
قبل أن أبدأ أودُّ أن أشكركم مقدمًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب، ومشاركتكم هذا المحتوى مع كل مهتم فيه. شكرًا أيضًا على اشتراككم في قنوات الاستماع، شكرًا على التفاعل مع هذا المحتوى يساعدنا هذا الأمر بتوسيع الوصول لهذه الحلقة. وشكرًا لكل من يدعم بودكاست تقارب، الدعم المادي المباشر من خلال الرابط الموجود في الوصف، الذي يساعدنا بتطوير إمكانياتنا وتطوير تطوير الإنتاج واستمرار إنتاج الحلقات.
أحمد البيقاوي: [00:05:53.50]
شكر خاص في هذه الحلقة للعزيزة ديانا بطو على ترشيحها الضيف، شكر للعزيز سعد الوحيدي الذي رافقنا في هذه الحلقة وكان له دور جدًا مهم في إراحة الضيف وإعطاؤه مساحة حميمية أكثر ساعدني فيها؛ لأن الضيف كان جدًا مشدود، وشكرًا أيضًا للعزيزة ريهام المقادمة التي لبّت طلبنا بآخر لحظات بأن تكون موجودة معنا في كواليس تسجيل الحلقة، حتى توفر لي وللفريق أيضًا الدعم في إجراء هذه المقابلة.
أحمد البيقاوي: [00:06:25.24]
وبهكذا نبدأ.
جهاد العف: [00:06:26.80]
يقول لك محمد (إنّه) جاهز.
أحمد البيقاوي: [00:06:29.77]
انت متأكّد أنّه جاهز؟
جهاد العف: [00:06:31.78]
هو حكى لي ذلك (المُصوّر)
أحمد البيقاوي: [00:06:33.79]
انت تُحس -من عيونه- أنه جاهز؟
جهاد العف: [00:06:37.00]
أريني أبو حميد؟ جاهز.
أحمد البيقاوي: [00:06:41.47]
ابو محمد يعطيك العافية.
جهاد العف: [00:06:43.24]
الله يعافيك يا حبيبي.
أحمد البيقاوي: [00:06:44.35]
الله يسعدك.
جهاد العف: [00:06:44.83]
غلّبناك معنا نحن.
جهاد العف: [00:06:47.41]
ان شاء الله تبقى خير للعُمّال كلها يا ابو حميد.
أحمد البيقاوي: [00:06:50.75]
ان شاء الله يا رب. حياك ويعطيك الصحة. بدأوا يتحركون حولك هيهم. اعطهم إشارة، قل لهم لا أريد حركة حولي.
جهاد العف: [00:06:59.51]
لا أحد حولي؟ أين هم؟
أحمد البيقاوي: [00:07:01.85]
اه محمد ذهب؟
جهاد العف: [00:07:03.47]
لا محمد حولي، لا يوجد أحد عندي سوى محمد.
أحمد البيقاوي: [00:07:06.71]
نريد أن نقول لمحمد أن يجلس حتى لا يشتت تركيزك.
جهاد العف: [00:07:11.48]
لا عادي، الأمور تسير على ما يرام. ماذا نفعل يعني.
أحمد البيقاوي: [00:07:15.41]
وجلب لك قهوة وماء و شاي؟
جهاد العف: [00:07:17.39]
والله جلب لي قهوة وماء.
أحمد البيقاوي: [00:07:19.97]
طيب إذًا الأمور طيبة.
جهاد العف: [00:07:21.71]
طيبة إن شاء الله دائمًا بوجودك يا أبو حميد، يا رب.
أحمد البيقاوي: [00:07:24.14]
حياك الله، أهلا بك أهلا بك.
جهاد العف: [00:07:25.97]
الله يسعدك يا عمي يا رب.
أحمد البيقاوي: [00:07:27.68]
نحن أوّل شيء في هذا البرنامج نترك الضيوف يُعرّفون عن حالهم، فأريد أن تعرّفنا على حالك. غير أنّك ساكن عند دوار أبو مازن.
جهاد العف: [00:07:38.27]
لا أنا لن أتطرّق لسيرة غزة نهائيًا.
أحمد البيقاوي: [00:07:41.78]
ها؟ عن ماذا سنحكي إذًا؟!
جهاد العف: [00:07:43.73]
آه.. سنحكي عن معاناة العمال الموجودين في الضفة الغربية.
أحمد البيقاوي: [00:07:46.87]
اه اه مفهوم لكن نحن فعليًا نريد أن نتعرّف عليك أيضًا. يعني نعرف مين الناس.. وأين كنت تعيش بغزة على الاقل.
جهاد العف: [00:07:52.90]
اه اه اه هذه.
أحمد البيقاوي: [00:07:54.55]
لا، أسئلة أمنية، لا، ليس هناك اسئلة أمنية وأسئلة سياسية. نهائي.
جهاد العف: [00:07:59.08]
بدناش نبعد عنها. أنت حاول حين تسألني.. انت عارف الموضوع يعني، لا أريد أن أوجّهك. انت فاهم الموضوع.
أحمد البيقاوي: [00:08:05.89]
خلص توكل على الله. نحنا بدأنا الحوار، فتوكّل على الله، ولا تقلق، مثلما اتّفقنا.
أحمد البيقاوي: [00:08:15.37]
أنا فقط أوّل شيء أود أن اسألك إيّاه، وأقول لك: نترك الضيوف يعرّفون على حالهم. فتفضّل عرّفنا على حالك. قبل هذه الحرب وقبل هذه الأيام كلها ماذا كنت تعمل؟ وأين كنت تعيش؟ وماذا كنت تفعل بحياتك؟
جهاد العف: [00:08:28.48]
والله الحمد لله كنّا عايشين. منذ كنّا أولاد، ونحن يعني ما شاء الله في غزة معروفين وسمعتنا حلوة. معك أخوك جهاد العف من غزة/ حي الرمال. نحن كلّنا عندنا محلات ونعيش، كلّنا تجار. كلنا في غزة. يعني والوضع الحمد لله معروفين لكل البلد. لكل قطاع غزة معروفين، من السلك للسلك (من الشمال للجنوب) كما يقولونها عندنا في غزة. والحمد لله رب العالمين.
أحمد البيقاوي: [00:08:57.36]
دار العف. وين ساكنين؟ من وين الأصل أصلًا؟
جهاد العف: [00:09:00.84]
غزازوة نحن، حي الرمال.
أحمد البيقاوي: [00:09:03.36]
حي الرمال.
جهاد العف: [00:09:03.99]
الأصل الأصل الأصل حي الدرج.
أحمد البيقاوي: [00:09:07.20]
الأصل الأصل الأصل، الدرج.
جهاد العف: [00:09:08.97]
آه الأصل، أجدادنا في (حي) الدرج. نحن حي الرمال.
أحمد البيقاوي: [00:09:14.43]
وطوال عمرك تعيش بغزة؟ أم سافرت. رحت وجئت؟
جهاد العف: [00:09:17.91]
لا والله، طلعت عالسعودية وطلعت على مصر وطلعت تجوّلت قليلًا خارج البلد.
أحمد البيقاوي: [00:09:24.72]
وماذا كنتم تشتغلون في غزة؟ دار العف، بماذا تتنوع أشغالهم؟
جهاد العف: [00:09:29.64]
نحن تجار سيارات، محلات قطع غيار سيارات، مطاعم شاورما. يعني أغلب مطاعم الشاورما الموجودة في غزة فابن أخي فهد العبد صاحب صنعة الشاورما هو رقم واحد في غزة في صنع الشاورما. ومعروفين عند انصار، شارع بين أبو مازن وعند أنصار، نحن هناك مقرنا. أنا ساكن في شارع الشهداء في غزة يعني بعد مقاطعة السرايا بمئة متر لغرب غزة.
أحمد البيقاوي: [00:10:03.62]
ألم أقل لك أن لنا زميل لنا من دار الوحيدي، ها هو دخل معنا الآن، وهو يسمعك. سعد..
أحمد البيقاوي: [00:10:13.13]
والآن نكتشف انه جارك الآن ابو محمد. سعد، ألست جار أبو محمد أنت؟
سعد الوحيدي: [00:10:25.22]
تقريبًا يعني حيّ واحد بس البلوك مش نفسه.
سعد الوحيدي: [00:10:25.82]
هو جار شكرو أنا جار أبو مازن.
جهاد العف: [00:10:25.82]
صحيح، نحن جيران أبو مازن.
سعد الوحيدي: [00:10:29.12]
ونحن جيران أبو مازن. الريّس جار الكل.
أحمد البيقاوي: [00:10:30.86]
نعم ألست أقول لك بأننا حي واحد نحن! انت من أين من الوحيدية؟
سعد الوحيدي: [00:10:38.24]
أنا وحيدي، دوّار أبو مازن. برج الحرية. المهندس عبد الهادي، أبو سعد.
جهاد العف: [00:10:41.85]
آه انت ابو بكر ما طبيعة قرابتك به أبو بكير؟
سعد الوحيدي: [00:10:45.39]
ابن عم أبي.
جهاد العف: [00:10:46.11]
نحن حبايب نحن وإيّاه (عشرة عُمر) جيران العُمر نحن وإيّاه.
سعد الوحيدي: [00:10:49.68]
انتم الخير والبركة، عمي.
جهاد العف: [00:10:51.48]
منذ أيّام ما كان فاتح مدرسة سواقة عند "جامع العباس" ونحن جيرانه. وما زالت. حمزة ومحمد.
سعد الوحيدي: [00:11:01.11]
بكير وبكر.
جهاد العف: [00:11:02.01]
وبكير كلهم اصحابنا وأولادنا، دائمًا عندنا في المطعم زبائننا أيضًا. غير أنهم جيران، زبائننا في المطاعم هم.
سعد الوحيدي: [00:11:10.59]
وأبو جميل؟ ماذا يكون لك؟
جهاد العف: [00:11:10.80]
ابن أخي.
سعد الوحيدي: [00:11:14.67]
اه والله انا بشبهك على أبوه بصراحة
جهاد العف: [00:11:14.94]
أبو الفهد أخي. صحيح.
سعد الوحيدي: [00:11:17.28]
اه صحيح.
جهاد العف: [00:11:17.43]
ألم أقل لك نحن جيران يا أحمد، وأهل نحن وإيّاهم.
أحمد البيقاوي: [00:11:20.19]
اه اه ومعنا أيضًا زميلتنا رهام، لست متأكدًا إذا تعرف تفتح المايكروفون، جئت وضغطتها، قلت لها تعالي لأنه كانت تساعدني بالتواصل بالحلقة. فقلت لها تعالي يمكن أن تتعرّفي على الضيف. رهام بإمكانك أن تحكي شيئ، أم لوقت لاحق؟ ريهام المقادمة، الآن سأفحص، أنا لا أعرف ريهام أين تسكن لكن ممكن أن تكون ساكنة جنب "دوار ابو مازن".
جهاد العف: [00:11:47.60]
المقادمة أغلبهم جنوب وشمال.
أحمد البيقاوي: [00:11:53.09]
لكن حين يصح لها أن تنضم فعليًا نفهم منها. لاحقًا سنرى ما هي قصتها.
أحمد البيقاوي: [00:11:58.37]
قل لي لماذا كل الناس التي في (حي) الرمال ساكنين بجانب دوّار أبو مازن. كلما أسأل أحدًا أين في الرمال؟ يجب أن يقول لي: دور ابو مازن.
جهاد العف: [00:12:05.72]
هذه المنطقة كانت فارغة نحن سكنا بها في 1986 كانت فارغة المنطقة هذه، ومع دخول السلطة بدأت الأراضي تُباع. يعني أغلبها الاراضي هذه كانت كلها كروم عنب من عند الأزهر لغاية شارع 10 كانت هذه كلها كروم عنب. فالذي جاء من الخارج أو كان في الشرق بدأ يشتري فيها. وكانت الأراضي بتراب المصاري (رخيصة) كانت، ليست غالية كهذه الأيام. هذه الأيّام المتر (المربع) لا تأخذه بألف دينار- 800 دينار قبل الحرب.
أحمد البيقاوي: [00:12:47.11]
مم. مم. مم. مم.
جهاد العف: [00:12:48.94]
اه. فكان الكل يشتري فيها. الذي يود أن يتوسّع ينزل غربًا. ينزل غربًا. ينزل غربًا. إلى أن نشأت مدينة من أجمل مدن العالم. يعني ليس على قدر غزة فقط، أو على قدر فلسطين. من اجمل المدن صارت منطقة الرمال وتل الهوى.
أحمد البيقاوي: [00:13:02.83]
والله رأيتها والله رأيتها.
جهاد العف: [00:13:04.57]
الرشيد يعني شيء جنون. الواحد حين يتذكّر كيف كانت وكيف صارت كما يقولونها على النت. يعني يتشتت مخّه الواحد. أشهد بالله انه هذه بلدنا تبعنا فيها. وُلدنا فيها وعشنا فيها يتقطّع عليها الواحد، يتأثر من الداخل. من الداخل الواحد يرى هذه المناظر كيف كان عايش وكيف صارت حاليًا، ينصدم. يعني الواحد تأتي له أيّام والله العظيم انه لا يعرف أن ينام عليها هالبلد، لأنّه خسارة عليها. راحت هكذا. والله راحت هكذا البلد.
أحمد البيقاوي: [00:13:39.19]
هذه مشاهد ثقيلة صعب الواحد أن يستوعبها، خاصة يعني أنا حين أكون أشاهد حدا يشارك صور حارته أو داره أو منطقته. يعني أجنّ عليه والله.
جهاد العف: [00:13:51.55]
أخ أحمد أهل غزة طيبين، ويعني لا تهون عليهم العشرة، وشبابها طيبين ولا تهون عليهم بلدهم كيف راحت. يعني انت شاهد النت كيف شاهد الشباب عالنت يتمزّقون على بلدهم. كل واحد ينشر لك كيف.. أنا أتفرّج على التوكتوك أشاهد كيف.. ينشر لك كيف كانت غزة، وكيف صارت الكل يتمزّق عليها البلد، لأنها اسمعني أنا سافرت في الخارج اقسم بالله كنت دقيقة بدقيقة أنهي الشغل وانتظر وقت الذهاب على غزة.
جهاد العف: [00:14:25.60]
كنّا نصلي الصبح وننزل على الميناء. يا ريت عندنا أنت يا أخ احمد ونذوقك من سمك غزة.
أحمد البيقاوي: [00:14:32.26]
أكلت أنا منّه الصراحة، وبقي عالق ببالي "ابو حصيرة"
جهاد العف: [00:14:35.98]
اووووه
أحمد البيقاوي: [00:14:36.31]
يعني في أشياء هكذا يذوقها الواحد هناك يعني خلص لا ينساها.
جهاد العف: [00:14:40.39]
اسمع والله البقعة هذه الأربعين كيلو، الشاطئ، السمك الموجود فيه. أقسم بالله ليس موجودًا في العالم كله بطعمه.
أحمد البيقاوي: [00:14:48.67]
اممممم.
أحمد البيقاوي: [00:14:49.87]
أينما تذهب ليس هناك بطعمه. كل شيئ له نكهة عندنا، عندنا الرز/ القدرة. تعال عند شاورما فهد وكل يا معلم، ليس لها مثيل. شاورما فهد عندنا.
أحمد البيقاوي: [00:15:02.02]
أود أن أسألك من أزكى فلافل هناك؟
جهاد العف: [00:15:05.59]
انا بالنسبة الي آكل عند "الخزندار"، فلافل الخزندار.
أحمد البيقاوي: [00:15:10.60]
آه يعني ليس أبو طلال.
جهاد العف: [00:15:11.44]
وأبو طلال.. أبو طلال هو..
أحمد البيقاوي: [00:15:12.85]
من أزكى يعني؟ انت صاحب الخزندار؟
جهاد العف: [00:15:16.12]
انا صاحب الخزندار وابو طلال يعني، بين هذا وهذا، يعني.
أحمد البيقاوي: [00:15:22.33]
اه اه.
جهاد العف: [00:15:23.02]
والله راحت الأيام هذه.
أحمد البيقاوي: [00:15:24.40]
والعربية ولا النابلسية (الكنافة) تفضّلها انت؟
جهاد العف: [00:15:27.97]
أنا أفضل الاثنين، أنا لا أحب الفواكه. فقط الحلويات، ابو السعود عندي مُعتمد، مُعتمد. الله يسهّل عليك يا ابو السعود. يا الله ما أجمل هيك كنافة يا احمد! يا الله ما أجمل هكذا طعم!
أحمد البيقاوي: [00:15:42.64]
لكن قل لي: لماذا أنا فعليًا جرّبت (الكنافة) العربية وطعمها غريب، لا يزبط أن تأكلها غير عند ابو السعود.
جهاد العف: [00:15:51.10]
ليس لها نكهة إلّا عند أبو السعود. ليس لها نكهة إلا عنده. اسمع أنا أكلت في جميع أنحاء الضفة الكنافة النابلسية. أقسم بالله ليس هنالك طعم مثل أبو السعود أبدًا، لن تجد.
أحمد البيقاوي: [00:16:03.73]
الآن سنقلبها مناطقيّة بالكنافة، بالعربية بالعربية أشهد إنّه "أبو السعود" لكن بالنابلسية نحن فعليًا... يعني تحس النابلسية خُلقت لأجل الناس أن تزاود على بعض فيها. لكن العربية خالص ملفها، ملفها عند ابو السعود، النابلسية أشُكّ للأمانة.
جهاد العف: [00:16:21.82]
لا لا لا، الكنافة النابلسية عند أبو السعود رقم واحد. ابو السعود خذ بالك فتح (فرعًا) في مصر.
أحمد البيقاوي: [00:16:28.03]
نعم نعم رأيته. الله يبارك له.
جهاد العف: [00:16:30.32]
والله خسرناه. إن شاء الله تعود هذه البلاد، ونرجع نأكل عند هذا وعند هذا. الحياة والله صعبة.
أحمد البيقاوي: [00:16:38.51]
يا رب يا رب.
جهاد العف: [00:16:40.22]
الأمور صعبة يا أحمد.
أحمد البيقاوي: [00:16:41.24]
يا رب. ابو محمد أود أن أسألك: بذاكرة كل واحد فينا فعليًا يكون في مشهد من المشاهد ونحن صغار، يتعلق بفلسطين، يتعلق بالاحتلال، يتعلّق بواقع بلد، عمل منّك هيك شيء فلسطيني عزز هويتك الفلسطينيّة. فإذا أودّ أن أرجع لأوّل مشهد وأنت صغير وعيت له، أو رأيته. ماذا يخطر لك؟ من أوائل المشاهد؟
جهاد العف: [00:17:07.25]
ونحن صغار كنّا نغادر من المدرسة -هذه ولا عمري أنساها- نلبس الشورتات وعلى البحر. أنا كنت ساكن عند فندق الامل على الميناء.
أحمد البيقاوي: [00:17:16.55]
آه
جهاد العف: [00:17:17.42]
نروِّح من المدرسة وننزل على البحر. نبقى حتى ما قبل المغرب ونحن نسبح في المياه، هذه ولا عمرها تُنسى هذه. آآآخ يا أحمد راحت الأيام هذه كُلّها!
أحمد البيقاوي: [00:17:27.89]
وارجع لي أيضًا، أعطني مشاهد، ما صار عندك فعليًا مشاهد مثلًا.. أنت مواليد أيّ سنة؟.
جهاد العف: [00:17:36.59]
1972.
أحمد البيقاوي: [00:17:38.51]
أصعب سنين بطفولتك مع الاحتلال كانت أي سنة؟
جهاد العف: [00:17:45.14]
طول عمرنا.
أحمد البيقاوي: [00:17:46.64]
طول عمرها. أوائل المشاهد تتذكرها؟ تتذكر مشهد صعب. صعب تنساه. بطفولتك؟.
جهاد العف: [00:17:53.90]
في الانتفاضة الأولى.
أحمد البيقاوي: [00:17:56.30]
ماذا صار؟
جهاد العف: [00:17:57.65]
في الانتفاضة الاولى جاءنا الجيش على البيت. كنا ساكنين على المفترق. كانوا الشباب يرمون الحجارة وهم صغار، يرموا حجار ونحن ساكنين على المفترق. جاء الجيش. سحبني من البيت. كانوا كاتبين على الحيطان الشباب -هذه لا تُنسى- قالوا له امسح الحائط من هنا. أحضرنا دلو من الطلاء الأبيض، وفرشاة كي نُلطّخ الكتابة الموجودة على الحائط. أنا وابن عمي -هذا منظر عمري لا أنساه- ابن عمي يمسك الفرشاة، جاء الجندي وقال له ليس هكذا، ووضع الفرشاة في دلو الطلاء، وطلى له وجهه!
أحمد البيقاوي: [00:18:40.88]
وااااالاااااو.
جهاد العف: [00:18:44.24]
هذه لا تُنسى، هذه ههههه لكن أقسم بالله ورغم أنّها كانت انتفاضة لكن كانت أيام حلوة، لأنّ الواحد في بلده، مهما يحصل يبقى في بلده. ولا عمرها بتنسى. كنّا نصلي الصبح وننزل على جامع، أُصلّي الصبح في جامع الكتيبة، بجانب أنصار، وانزل على الميناء الصبح. هذا قبل الحرب يعني بأشهر يعني معتادين على ذلك. ليس من اليوم متعودين على ذلك انزل على الميناء انتظر اللنشات (قوارب الصيادين) وهي خارجة وآخذ منها السمك. هذا الذي لا أقدر أن أنساه. يطلع لنا فرّيدة، يطلع لنا السويسي، يطلع يعني شيء فظيع (أصناف سمك) نفطر نفطر نفطر فطور، نشوي ونأكل سمك. نحن مثل السمك لو أخرجتنا من الماء نموت.
أحمد البيقاوي: [00:19:39.77]
أنت في غزة ماذا كنت تشتغل أبو محمد؟ ماذا كنت تعمل؟
جهاد العف: [00:19:44.63]
أنا كان لي محل قطع غيار سيارات، وتاجر سيارات، وعندي أولادي -الله يخليلك- فاتحين مخبز لإنتاج أرغفة شاورما يعملون خبز، لفائف شاورما ويوزّعون على مطاعم غزة.
أحمد البيقاوي: [00:20:01.91]
آها
جهاد العف: [00:20:03.32]
اه عندي مخبز. كلّه راح، والبيت راح.
أحمد البيقاوي: [00:20:05.57]
كم ولد عندك؟
جهاد العف: [00:20:08.33]
الله يخليلك؛ عندي أربع أولاد وبنت.
أحمد البيقاوي: [00:20:10.97]
ما شاء الله ما هي أسماؤهم؟
جهاد العف: [00:20:13.22]
عندي: جيهان ومحمد وأحمد وإبراهيم وفهد.
أحمد البيقاوي: [00:20:18.53]
ما شاء الله يخليلك اياهم. يا رب.
جهاد العف: [00:20:20.39]
يحفظك، ان شاء الله يا عمي يحفظك ربنا.
أحمد البيقاوي: [00:20:23.22]
يسعدك، أين هم اليوم؟
جهاد العف: [00:20:25.89]
وين أراضيهم؟! في غزة موجودين.
أحمد البيقاوي: [00:20:28.62]
أين في غزة؟
جهاد العف: [00:20:29.88]
في خيم، في حي الرمال..
أحمد البيقاوي: [00:20:32.73]
على اتصال معهم؟
جهاد العف: [00:20:34.29]
اه على اتصال معهم. الحمد لله رب العالمين.
أحمد البيقاوي: [00:20:37.38]
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
أحمد البيقاوي: [00:20:40.80]
طيّب وأنت متى بدأت تشتغل في الداخل الفلسطيني (عامل في السوق الإسرائيلي)؟
جهاد العف: [00:20:44.13]
في ال 2021 يعني منتصف الـ 2021 بعد كورونا.
أحمد البيقاوي: [00:20:49.41]
هذه المرحلة التي بعد 2021 حين بدأوا يعطون تصاريح لغزة، صح؟
جهاد العف: [00:20:55.56]
نعم صحيح. أنا معي تصريح، معي ملف تجاري، عملت عليه تصريح، وطلع بناءً على المحل ولأنه معي رخصة مواصلات، وأشتري قطع غيار سيارات.
أحمد البيقاوي: [00:21:09.75]
وحين صار 7 اكتوبر كم كان لك بالداخل؟
جهاد العف: [00:21:14.91]
كان لي سنتين واربعة أشهر تقريبًا.
أحمد البيقاوي: [00:21:17.97]
سنتين واربع شهور، تذهب وتعود
جهاد العف: [00:21:20.06]
اه أذهب واعود.
أحمد البيقاوي: [00:21:21.44]
كل قديش (كم طول فترة المكوث والعودة؟)
جهاد العف: [00:21:23.09]
أيّ وقت، لم يكن هناك قيود. في أي وقتي تطلع تنزل لكن يعني تطلع الساعة 8 معك حتى الساعة 3 العصر تغادر.
أحمد البيقاوي: [00:21:32.66]
وأنتم تصاريحكم كانت صفر صفر؟ بأي وقت تذهب وتعود؟ أم أنها محددة؟
جهاد العف: [00:21:37.64]
لا، تطلع من البيت الساعة 7 يعني يفتح المعبر ويستقبلك الساعة 7 الصبح. يستقبل العمال لغاية 3 العصر، وأنت عائد لغاية 6-7 المغرب كان يستقبل العمال. كانت الأمور سالكة.
أحمد البيقاوي: [00:21:54.65]
كنت تذهب وتعود أم كنت مقيم بالداخل، عايش بالداخل؟
جهاد العف: [00:21:58.40]
والله انا مرّات كنت أشتغل بالداخل، يعني يصح لي شغل لا أقول لا، لأنه البني آدم أهم شيء يكون عملي في حياته، إذا لم يكن عمليًا في حياته يكون فاشل.
أحمد البيقاوي: [00:22:13.34]
مم. مم. مم.
جهاد العف: [00:22:14.66]
يعني رغم انّه السن كبير لكن لم تكن تفرق معنا. نشتغل في كل شيء، نشتغل.
أحمد البيقاوي: [00:22:20.14]
طب يا أبو محمد أنت حين دخلت فعليًا أو أوّل مرة دخلت كم كان مرّ عليك ولم تدخل على مناطق 48؟
جهاد العف: [00:22:27.52]
من 2005
أحمد البيقاوي: [00:22:30.16]
اه، متغيّرة عليك كانت وقتها؟
جهاد العف: [00:22:33.61]
كثير كثير كانت متغيّرة.
أحمد البيقاوي: [00:22:37.57]
أين اشتغلت أوّل فترات؟
جهاد العف: [00:22:40.78]
والله تجوّلت، أقول لك لم اتجوّل! في كل منطقة اشتغلت، اشتغلت في البحر الميت اشتغلت في فنادق امور مثل هذه، يعني الشغل كان منيح، كانت الحياة كويّسة. الحياة كانت جنّة بالنسبة لنا. يعني أنت تخيّل انت لم تخرج من بلدك يعني من 2005 الى 2021. حركة 16 17 سنة صحيح؟.
أحمد البيقاوي: [00:23:07.90]
اممم اه.
جهاد العف: [00:23:09.13]
انت تخيّل إنّك أنت تطلع يعني كيف ما تكون تُحس حالك.. لأنه نحن كُنّا محاصرين. انت تعلم. بتعرف الكلام هذا. كنا محاصرين. ممنوع نطلع وممنوع ننزل. كل شيئ عندنا ممنوع.
أحمد البيقاوي: [00:23:24.90]
يعني انت فعليا بقيت على إغلاق غزة من 2005 إلى 2021. إلى أن بدأت تتنفس، تطلع خارج غزة.
جهاد العف: [00:23:32.70]
صحيح صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:23:35.28]
اه اه.
جهاد العف: [00:23:36.42]
كنّا محاصرين، وطلعنا.
أحمد البيقاوي: [00:23:38.13]
بالله قُل لي كيف كان الشعور بالأوّل: أوّل ما دخلت. ماذا تتذكر؟
جهاد العف: [00:23:44.19]
اول ما طلعت. أين تتوقع أنّي ذهبت يا أبو حميد؟
أحمد البيقاوي: [00:23:47.88]
أين يا غالي؟
جهاد العف: [00:23:49.23]
طلعت وصليت في المسجد الأقصى (القدس). تخيّل أنت الموقف هذا!
أحمد البيقاوي: [00:23:57.21]
في قشعريرة هناك تصير، صح؟
جهاد العف: [00:23:59.73]
شعور لا تتخيله! أوّل ما طلعت من غزة، ولا رحت لأيّ منطقة. طلعت من (حاجز) ايرز. وقلت للسائق: أين سيارات القدس؟ فأشار لي عليها، رحت عليها. فتحت الباب، وقعدت دون شعور، بدون شعور يعني، انا غير مُصدّق لنفسي بأني أنا طالع. غير مُصدّق حالي أنّي ذاهب على مناطق الـ48 وعلى الداخل. حياة يا راجل حياة! بلادنا حلوة. أقسم بالله بلادنا حلوة.
أحمد البيقاوي: [00:24:34.00]
كثير حلوة.
جهاد العف: [00:24:35.08]
كثير، والله أحلى جوّ. أحلى مناخ في العالم. احلى مناخ في العالم. يعني أنت عايش في اسطنبول وعايش في تركيا. ليست مثل غزة. ليست مثل رام الله، ليست كجوّ الداخل. نحن جونا يختلف عن العالم كلّه. أحلى بلد في العالم.
أحمد البيقاوي: [00:24:56.56]
لكن (هناك) رطوبة، رطوبة، ابو محمد الرطوبة عاطلة،.
جهاد العف: [00:24:59.89]
غزة فيها رطوبة.
أحمد البيقاوي: [00:25:00.52]
في الحرّ لا ترحم. اه.
جهاد العف: [00:25:01.66]
غزة، غزة (فيها) الرطوبة. الضفة ليس فيها رطوبة. رام الله..
أحمد البيقاوي: [00:25:05.17]
طولكرم مليئة بالرطوبة يا رجل.
جهاد العف: [00:25:07.51]
الساحل كلّه رطوبة. الساحل كلّه رطوبة. لكن تعال شرقًا، ليس فيها رطوبة. أنا موجود في رام الله حاليًا ليس فيها رطوبة.
أحمد البيقاوي: [00:25:15.75]
رام الله أظن فيها أجمل طقس.
جهاد العف: [00:25:21.84]
اه بعدين رام الله ترى فيها الأربعة فصول خلال ساعة. تبدأ أوّل شيئ خريف، بعدها تشد شوي تصير مطر. ندخل فصل الشتاء هذا كله في ساعة يكون بعدها تصير الدنيا ربيع. بعدها تعطي أجواء حارّة، جوّ رام الله لا يوجد منه في العالم. للأمانة بلادنا حلوة.
أحمد البيقاوي: [00:25:45.06]
طب والذي يقول لك فعليًا إنه الناس التي تربّت على البحر او على الساحل صعب عليها أن تعيش من غير بحر. صدقت أم لا؟
جهاد العف: [00:25:53.61]
انا قلت لك إيّاها؛ نحن مثل السمكة إذا أخرجتنا من الماء نموت. والآن نحن ألسنا في بلادنا قاعدين، ورام الله أرضنا وسلطتنا ودولتنا يعني بلد واحدة. أنا أُعد حالي، أنا الآن لو جئت تقول لي اطلع على اي دولة في العالم لا أطلع إلّا على غزة. يا رام الله يا غزة. غير هيك لا أفكر أن أطلع. ليس هناك إمكانيّة أن اطلع من هنا. رام الله بلدي وغزة بلدي. أتقبّل رام الله، لكن روحي وحياتي وتفكيري كله في غزة. رام الله أتقبلها لأني قاعد في بلدي ووطني قاعد ولا أطلع من رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:26:32.68]
ابو محمد هات لنر أول شيء، لحظة 7 اكتوبر انت ماذا كنت تشتغل وقتها؟
جهاد العف: [00:26:38.50]
كنت أشتغل في فندق.
أحمد البيقاوي: [00:26:41.71]
ماذا تشتغل في الفندق؟
جهاد العف: [00:26:43.72]
ماسك كل شيء والله كنت أنا بالفندق، يعني تقدر أن تقول ماسك كل حاجة كنت اشتغل فيها.
أحمد البيقاوي: [00:26:50.92]
في ايّ منطقة؟
جهاد العف: [00:26:51.67]
أوفيكيم (مستوطنة إسرائيلية في النقب/ غرب بئر السبع)
أحمد البيقاوي: [00:26:56.53]
أوك
جهاد العف: [00:26:56.53]
وكنا نتعامل مع بعض يعني نحن وإياهم في الأمور يعني عادي، وليس هنلك أيّ قصص وليس هناك أي مشاكل. وكنا نعيش عيشة جيّدة في الفندق. لكن بعدها الدنيا اختلفت يا اخ احمد. الدنيا اختلفت على الآخر.
أحمد البيقاوي: [00:27:10.92]
لكن انت منذ متى كنت تشتغل أوّل شيء بالفندق هذا؟
جهاد العف: [00:27:14.22]
انا قعدت فيه فترة الفندق، يمكن مكثت فيه سنتين، تجوّلت في الخارج، ومكثت في الفندق، يعني آخر حاجة أنا رسيت بالفندق. أنا قعدت فترة طويلة فيه.
أحمد البيقاوي: [00:27:25.56]
وغالبية الناس التي كانت بالفندق عرب ولا يهود؟
جهاد العف: [00:27:31.62]
لا، هي صالة أفراح.
أحمد البيقاوي: [00:27:34.50]
صالة أفراح.
جهاد العف: [00:27:35.73]
اه صالة افراح هي كانت. كان عندنا عدد كبير يأتي أيامها. الأعداد كبير كثير كانت. أنا عارف يا أبو حميد!
أحمد البيقاوي: [00:27:50.85]
وحين صارت اللحظة هذه، الخبر. خبر لحظة 7 اكتوبر.
جهاد العف: [00:27:56.82]
أنا كنتُ نائمًا.
أحمد البيقاوي: [00:27:59.13]
كنتَ نائمًا؟
جهاد العف: [00:28:00.42]
اه والله كنت نائمًا. جاء الحرّاس وأيقظوني. قالوا لي: أسرع، إلحق. أقول لهم: ماذا هناك؟ قالوا: صوت، الدنيا.. الدنيا انقلبت. يا أولاد: ماذا هناك؟ قمت مفزوعًا من النوم، ونظرت. الدنيا شيء جنون. شيء لا يتخيّله العقل كان ساعتها. أنا عارف!
أحمد البيقاوي: [00:28:18.47]
وكان معك ناس من غزة وقتها في الشغل؟ في الصالة أو بالفندق.
جهاد العف: [00:28:22.58]
نحن كنا تقريبًا يمكن 6 عمال.
أحمد البيقاوي: [00:28:25.40]
6 عمال.
جهاد العف: [00:28:26.39]
اه 6 عمال تقريبًا.. اه كنّا 5 عمال من غزة صحيح، 2 في غزة، ونحن كنا، 2 غادروا لغزة، لأنها كانت سبت، كان جمعة، وفي عيد موجود كان على ما أذكر أيامها عندهم (اليهود) ونُجهّز الصالة لأن الأعياد انتهت، ونجهّز الصالة كي يبدأون الشغل. نحن كنا نجهّز الصالة بحسب أعداد الضيوف، نجهز الصالة يعني على رقم أعداد (المدعوّين) للفرح، نجهز طاولات ونجهز كراسي ونجهز نعمل يعني إعادة ترتيب للصاله من جديد.
أحمد البيقاوي: [00:29:08.11]
كم كان لك وقت حينها، لم تذهب لغزة؟
جهاد العف: [00:29:11.89]
لا أنا كنت كل اسبوعين أغادر. كنت كل اسبوعين أروِّح، كل عشرة أيام مثلًا كل اسبوع. يعني حين اشتاق للأولاد أروِّح، كنت آخذ أيضًا قطع غيار سيارات. واتصل على التُّجار، ماذا يحتاجون قطع غيار سيارات للفك، كنت آخذ منهم وأرجع بالبضاعة للمحل.
أحمد البيقاوي: [00:29:34.54]
وأنت تُعدّ من الناس التي كانت ترجع كثيرًا أم قليلًا على غزة؟ إنه في ناس كانت تقعد اكثر ولا ترجع.
جهاد العف: [00:29:41.20]
لا، آه في ناس كانت تمكث شهر ولا تعود، وشهرين. لا أنا كنت كل اسبوعين أروّح كلّ أسبوع أروِّح لأجل شغلي أيضًا كان في غزة، وكنت أطمئن على الاولاد وأتفقّد المحل فلا أقدر ان لا اعود. لكن كانت بلادنا جوا (في الداخل) حلوة، جوا البلد كانت حلوة.
أحمد البيقاوي: [00:30:02.90]
هذه اللحظة التي قلت لي عنها وهي كل شيء تغيّر فيها، ينفع أن تُعطيني الساعات الأولى لها، لحد أنت في عندك تجربة اعتقال وقتها صح؟
جهاد العف: [00:30:11.78]
صحيح صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:30:13.55]
اعتقالك كان في أي يوم؟
جهاد العف: [00:30:17.81]
ثالث يوم.
أحمد البيقاوي: [00:30:19.28]
ثالث يوم! هذه الأيام الثلاثة ماذا صار فيها معك؟
جهاد العف: [00:30:22.55]
الثلاثة أيّام هذه لم نكن قادرين أن نقف على أرجلنا مع الخوف. أُغلقت الدنيا وقعدنا في المكتب، وأغلقنا على حالنا. نهائي، يعني كيف أقولها لك؟ كانت بشكل لا تتصوره. يعني الرعب لا تتصوره. نحن لم نتخيّل الموضوع. لم نكن نعلم بايّ خبر. ماذا يحدث. ليس عندنا خبر ولا ولا عندنا أي فكرة عن الموضوع، أغلقنا على حالنا. وليس عندنا أيّ خبر. وأتّصل على المعلم: جد لنا حلًّا، أخرجنا، هو أيضًا كان خائف أن يأتي أيضًا. الوضع كان صعب. بقدر ما اقول لك الوضع كان صعب. صعب. خوف ورعب وموت كلها. وعدّت. الحمدلله رب العالمين. الذي له عمر يعيش يا أبو حميد، الحمد لله.
أحمد البيقاوي: [00:31:17.08]
بعد الثلاثة أيّام هذه فعليًا جاؤوا واعتقلوكم من الموقع أم خرجتم لمحل ثاني، واعتقلوكم؟
جهاد العف: [00:31:23.44]
طلعنا طلعنا. هو نحن طبعا هي كانت أقرب شيء عندنا حاجز اسمه.. يؤدي على الظاهرية في حاجز "ميتار".. حاجز ميتار. طلعنا على حاجز ميتار يومها. ومن حاجز ميتار تم اعتقالنا، ليس لوحدنا طبعًا أخذوا يومها معنا يمكن كل العمال الذين بدأوا يغادرون من الداخل، لأن العمال كانوا في الداخل يومها. نحن كان عددنا يمكن 15 الف عامل على ما اعتقد موجود بالداخل. كان عدد كبير يا أبو حميد.
أحمد البيقاوي: [00:32:04.38]
عندك فكرة أين كانوا موزّعين أو كيف كانوا موزعين؟
جهاد العف: [00:32:07.11]
كل واحد في شغله. كل واحد في شغله. اسمع العمال مغلوبون. كل واحد يبحث على ماذا؟ على معيشة أولاده. يعني آخر سنتين يا ابو حميد. حين بدأوا يدخلون تصاريح للعمال، بدأت غزة تشُمُّ نفسها. لأنه نحن 17 سنة ولا 15 سنة. اول شيء حصار كان، وعندنا يعني كل شيء لا شغل ولا عمل ولا شيئ، وكلها حياة عذاب كانت في غزة. لا تنسى إنه كان حصار لا طلعة ولا نازلة وليس هناك شغل وأجار العامل متدني يعني في غزة انت عارف كان بالنسبة لأجور العمال في غزة يعني نسبة بسيطة يأخذوا العمال، لا يكفيهم مصاريف وبيت وأولاد ومصاريف بيوت. انت عارف الحياة ليست رخيصة مثلما كانت الناس متخيّلة إنه في غزة الحياة رخيصة وبتقدر تعيش بعشرة شيكل. لا غير صحيح هذا الكلام هذا. الحياة كانت غالية وليس هناك دخل، لكن متى بدأت العمال تسرح وبدأت تشتغل العمال، صارت غزة تشُمّ (تلتقط) أنفاسها. يعني الأمور صارت تتحسّن في البلد. صارت الناس يعني الذي نفسه في حاجة يقدر أن يشتريها، الذي في نفسه ياكل يقدر يجيب أكله. الذي مثلا أنا يأتي واحد مثلي يشتغل، له أخ قاعد، يساعد أخوه، يساعد ابنه. أنا زوّجت اثنين انت فاهمني كيف أبو حميد، في الفترة هذه. يعني الأمور كانت بدأت غزة تلتقط نفسها، وصار الذي صار. ولا حول ولا قوّة إلّا بالله. ماذا سنعمل؟
أحمد البيقاوي: [00:33:46.67]
كم مُدة سجنك أبو محمد؟
جهاد العف: [00:33:50.69]
والله تقريبًا أيام لا أعرف بالضبط، لا أتذكر، ليس كثيرًا يعني، حركة 18 يوم 20 يوم تقريبًا هكذا مكثت.
أحمد البيقاوي: [00:33:59.76]
الحاجز الذي تقول لي عنه، كنتم يعني خطّتكم كانت إلى أين تتجهون؟
جهاد العف: [00:34:06.27]
على الضفة، ليس أمامنا إلّا أن نذهب على الضفة. أنا دخلت، أخذونا من الحاجز، قعدنا من الساعة تقريبًا 9 الصبح لـ 8 بالليل، وأخرجونا من الحاجز وبعدها لا نعرف أين ذهبوا بنا، بعدها قعدنا الفترة تلك لا نعرف أين. أنا الذي أخرجني من السّجن أنه أصابتني جلطة في كتفي، وأخرجوني على مستشفى رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:34:38.70]
يعني في الوقت الذي أنت خرجت أنت ما طلعت وكإنه إفراج جماعي. أنت خرجت وما يزال في أناس خلفك.
جهاد العف: [00:34:49.86]
أنا الذي كانوا محتجزين تقريبًا 5200 واحد معتقلين معنا.
أحمد البيقاوي: [00:34:56.84]
5200 أين كنتم معتقلين؟
جهاد العف: [00:34:59.66]
لا نعرف أين. المقر الذي كنّا فيه نحن لا نعرف أين.
أحمد البيقاوي: [00:35:06.92]
وقعدتوا من 18 -20 يوم؟
جهاد العف: [00:35:09.26]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:35:10.64]
ومنقطعين بالكامل عن كل شيء.
جهاد العف: [00:35:13.25]
اه بالكامل. لا نعرف ماذا يحدث.
أحمد البيقاوي: [00:35:20.87]
تتذكر أي ظروف كان الاحتجاز فيها؟
جهاد العف: [00:35:27.32]
الاحتجاز كان صعب. كان صعب لأنه لم يكونوا مهيّئين لهذه الأعداد. كنا ننام.. كيف اقول لك؟ يعني مواقع عندهم كانت فارغة يعني منطقة خالية وكلها محاطة بسور صخر متراصّ فوق بعضه. لا نعرف نحن أين كنّا وليس هناك سقف. كنّا ننام في العراء. يعني كانت الأمور صعبة لأن العدد كان كبير كبير كبير.
أحمد البيقاوي: [00:36:06.25]
وبعدها أبو محمد، أنتم أخذوكم، تقول لي أخذوك على مستشفى في رام الله!
جهاد العف: [00:36:13.51]
أرسلوني على حاجز قلنديا. أنا لقيت حالي على حاجز قلنديا لا أعرف أين كنت أنا، لقيت حالي على حاجز قلنديا. فكّ القناع عني وقصّ المرابط البلاستيك وقال لي تجاوز الحاجز هذا. أنا لا أعرف، ظننت أنني سأذهب على مستشفى والله، لأنه الذين هناك حين صارت معي الحالة أخذني على العيادة الموجودة عندهم، وقال لي بدي أخرجك على مستشفى، الدكتور الذي هناك الدكتور قال لي سأذهب بك على مستشفى أنت في معك جلطة في كتفك. وطلّعني على وين؟ على أساس أنني ذاهب على مستشفى! لا أعرف أنا إلى أين ذاهب!
أحمد البيقاوي: [00:36:57.48]
يعني هنا يكونوا قد غيّروا رأيهم حتى في الطريق!
جهاد العف: [00:37:00.12]
أنا لا أعرف ما الذي صار كلّه هذا، لا أعرف. وحين خرجت طلعت من الموقع هذا السجن الغرفة يعني ليست الغرفة (نسيت اسمه) المهم طلعونا ونادوا على اسمي وعصبوا عيني وبعدها لقيت حالي على حاجز قلنديا (شمال القدس) فقط هذا الذي أتذكره الآن.
أحمد البيقاوي: [00:37:23.43]
انا لماذا كنت اتصور إنه أنتم احضروكم يعني بأعداد كبيرة ووضعوها في رام الله وفي طولكرم وجنين. يعني انت الذي تقوله انه في ناس أيضًا عادوا فرادى؟.
جهاد العف: [00:37:33.90]
لا.
أحمد البيقاوي: [00:37:34.17]
أعدني لو سمحت من الأول، أرجعني من الأول في ناس دخلت لوحدلها؟!
جهاد العف: [00:37:39.12]
هنالك أناس بعد الحدث دخلت لوحدها، هنالك أناس جاءت على حواجز الضفة الغربية من الشمال ودخلت، هؤلاء ما مرّوا عليهم. أمّا الذي مرّ عليهم أخذوه (اعتقلوه). انت فاهم كيف؟!
أحمد البيقاوي: [00:37:56.08]
ما قصدك؟ مرّ عليهم ابو محمد؟ لا أفهم يعني.
جهاد العف: [00:37:58.60]
يعني الذي كان مغادر من الشغل وتوجّه على حاجز قلنديا اعتقلوه. والذي ذهب على حاجز ترقوميا أخذوه. والذي ذهب على الحواجز.. في ناس لم يكونوا أول يوم.. من أول يوم غادروا، هؤولاء لم يكونوا يعتقلونهم. هؤولاء الموجودين في رام الله حاليًا. وهم طبعًا أحضروا ناس على رام الله أيضًا، هم أيضًا أخرجوا ناس (عمّال) كثير على رام الله، كانوا يأخذونهم وأرسلوهم على رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:38:22.24]
يعني أنت تقول لي الآن أن هنالك ثلاثة تصنيفات للموضوع، وحبّذا لو تتذكر هكذا يعني وتساعدنا فقط قليلًا بتفاصيل الوقت أو الفترات الزمنية. أنت حين دخلت دخلت لظرف طبي أو صحي بعد عشرين يوم، وحين وصلت كانوا هنالك أناس..
جهاد العف: [00:38:36.79]
أنا خرجت بظرف طبي ولست لوحدي، كان معي شاب يغسل كلى، وكان معي واحد أيضًا مريض قلب. يعني خرجنا تقريبًا خمسة مرضى من السجن. نعم خرجنا 5 مرضى.
أحمد البيقاوي: [00:38:51.51]
ودخلت أنت بعد ذلك بحدود 20 يوم تقول لي.
جهاد العف: [00:38:54.84]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:38:56.73]
طيب، وآنذاك حين أنت وصلت كان أصلا هنالك عمال قد وصلوا، وفي رام الله موجودين؟
جهاد العف: [00:39:02.61]
أنا جئت هنا على حديقة الردّانة، كانوا قد أخذوني على الردّانة، فوجدت ربما آلاف من العمال آلاف وجدتهم قد وصلوا قبلي.
أحمد البيقاوي: [00:39:12.33]
وهؤلاء الذين قبلك كانوا واصلين، هم نجحوا لوحدهم، دخلوا بداية ما صار الحدث، لوحدهم دخلوا ومرقوا؟
جهاد العف: [00:39:18.90]
نعم نعم لوحدهم دخلوا ومرّوا.
أحمد البيقاوي: [00:39:20.70]
يعني أنت تقول لي أن هنالك ظرف ما، أنت لو أنك مرقت قبل بيوم أو يومين لكنت مرقت، أنت دخلت بعدها بثلاث أيام فاعتقلوك؟
جهاد العف: [00:39:28.02]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:39:29.82]
مممممممممممممم. يعني الذين مرّوا بالأيام الأولى أول يوم وثاني يوم..
جهاد العف: [00:39:35.79]
أول يوم مرّوا، لا أعرف ثاني يوم كيف كان الوضع، يعني أنا لم أكن أعرف.
أحمد البيقاوي: [00:39:40.11]
لكن على حظك أنت ثالث يوم حدث الأمر.
جهاد العف: [00:39:43.17]
ثاني يوم هم بدأوا يعتقلوا شباب، لأننا وجدنا الكثيرين أيضًا موجودين داخل السجن، من ثاني يوم كانوا يعتقلوهم.
أحمد البيقاوي: [00:39:51.84]
طيب في داخل السجن أبو محمد هل كان هنالك أي تحقيقات، أم أنه فقط إجراء لغاية ما يقررون ماذا سيتخذون بشأنكم؟
جهاد العف: [00:39:57.48]
لا، يعني لا أعرف لكن أنا بسبب أنني كبير في السن فلم يحققوا معي.
أحمد البيقاوي: [00:40:04.35]
هل كان هنالك فرق آنذاك؟!
جهاد العف: [00:40:08.61]
نعم كانت تفرق بين السن الكبير والصغير.
أحمد البيقاوي: [00:40:12.93]
لكن قصدي أن أسأل لأن غالبية الناس التي دخلت للداخل الذين كان معهم تصاريح، فهم مشيَّك عليهم أمنيًا من قبل (أجري عليهم فحص أمني).
جهاد العف: [00:40:20.88]
طبعًا. عمي هم لا يدخلون أي أحد إلا حين يشيِّكون (يفحصونه) عليه أمنيًا مئة بالمئة. لو أي غبارة (نقطة) عليه فلن يدخل. لا تدخل؛ مفهوم الكلام هذا. كل العمال الموجودين كلهم لا شيء عليهم (أمنيًا). نحن أناس مسالمون يا أبو حميد. ناس مسالمة نريد أن نعيش.
أحمد البيقاوي: [00:40:42.55]
طيّب وصلتم رام الله يا غالي.
جهاد العف: [00:40:46.06]
وصلنا رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:40:48.34]
وصلتم رام الله.
جهاد العف: [00:40:48.97]
وبدأت المعاناة.
أحمد البيقاوي: [00:40:50.95]
بدأت المعاناة. يعني ليس انتهت المعاناة!
جهاد العف: [00:40:53.89]
بدأت المعاناة لغاية الآن نعاني يا أبو حميد. لغاية الآن نعاني. يبقى أهل الضفة أولاد بلدنا. ماذا سنحكي يا أبو حميد؟! الحمد لله رب العالمين. بدأت المعاناة واشتدّت علينا يا أبو حميد والآن في شدة أكثر. آآآااخ ماذا سيقول الواحد؟!
أحمد البيقاوي: [00:41:23.02]
أبو محمد أنا مهووس بالتفاصيل، فأنت تعرف، اسألك، وأعطني التفاصيل قدر الإمكان.
جهاد العف: [00:41:34.30]
أحمد، الشاشة عندي مُغطّاة.
أحمد البيقاوي: [00:41:38.05]
يعني لا تراني تقصد؟
جهاد العف: [00:41:39.58]
لا
أحمد البيقاوي: [00:41:41.21]
طب هات لنر محمد إذا يُعدّل لنا إيّاها.
جهاد العف: [00:41:46.31]
الآن تمام.
أحمد البيقاوي: [00:41:49.58]
لأجل ذلك فعليًا أنت يعني صرت تعطيني إجابات قصيرة. لم تعد تراني يا أبو محمد.
جهاد العف: [00:41:57.65]
اه بالضبط.
أحمد البيقاوي: [00:41:59.12]
لا فعليًا أريد منك أن تعطيني الإجابات الطويلة.
جهاد العف: [00:42:04.46]
جاهزين يا أبو حميد
أحمد البيقاوي: [00:42:06.11]
قبل ان نذهب على رام الله قليلًا، أود أن أرجع لقضية هذه الفترة الزمنية، التي لم يحك عنها جيّدًا، مع الوقت تظهر. لكن انت حين خرجت تقول لي فعليًا إنه أنت كبير في السن، كم كان عمر الصّغار حين تقول لي إنه مثلًا كان في صغار بالسن معكم بالسجن!
جهاد العف: [00:42:23.72]
هم آخر فترة أدخلوا عمّال أعمارهم 28 سنة.
أحمد البيقاوي: [00:42:29.96]
يعني أقل عمر كان مسموح أن يأخذ تصريحًا 28 سنة؟ هكذا تقصد؟
جهاد العف: [00:42:34.55]
27 - 28 اه دخلوا. 27 - 28 دخلوا.
أحمد البيقاوي: [00:42:41.59]
ومن الناس الذين رأيتهم في نقطة الاحتجاز أو المعتقل أو المعسكر ولّا أيًا كان. حتى شكله يمكن أن يكون معسكر سرّي. يعني ممكن أن يكون.
جهاد العف: [00:42:52.48]
لا أعرف انا أين كُنّا!
أحمد البيقاوي: [00:42:53.89]
هل هل. هل تعرف ناس لليوم غير معروف مصيرهم؟
جهاد العف: [00:42:59.32]
لا، أعرفش الكلام هذا أنا.
أحمد البيقاوي: [00:43:01.36]
يعني الذين كانوا حولك في السجن خرجوا معك؟
جهاد العف: [00:43:05.20]
لا، الذين كانوا معي غادروا، حسبما أعرف، كلهم، رحّلوهم لم يجلبوهم على رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:43:10.45]
اه.
جهاد العف: [00:43:12.01]
مكثوا أظن شهر وقليل (في الاعتقال) وبعدها رحّلوهم كلهم على غزة.
أحمد البيقاوي: [00:43:20.41]
يعني فرقت معك انت لو لم تحدث معك الجلطة فعليًا كان أنت الآن في غزة؟
جهاد العف: [00:43:28.06]
كان في غزة الآن أنا.
أحمد البيقاوي: [00:43:30.67]
واااال.
جهاد العف: [00:43:33.19]
لكن هم أفرجوا عنّي كمريض كي أتعالج في رام الله.
أحمد البيقاوي: [00:43:38.64]
الآن فهمت عليك قليلًا، قليلًا.
جهاد العف: [00:43:40.53]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:43:42.12]
هل عندك عندك تقديرات للناس التي رجعت على غزة من العمال؟ انت تقول لي رقم لا أعرف كم هو دقيق، سنفحصه لاحقًا، وهو 15 الفًا، كم تتوقع عدد الذين غادروا منهم؟
جهاد العف: [00:43:55.71]
السجون كانت مليئة بالعمّال عدد غير طبيعي. كان عمال جنون فوق الـ 5000 واحد. كثير كثير كان أكثر من 5000.
أحمد البيقاوي: [00:44:09.15]
والذين نزلوا على الضفة كم أعدادهم؟ في تقديرات
جهاد العف: [00:44:13.62]
حاليًا في 3700 واحد تقريبًا. هُنا، حاليًا.
أحمد البيقاوي: [00:44:18.09]
3700
جهاد العف: [00:44:19.35]
ورُحّل تقريبًا 4000 واحد أيضًا. رحّلتهم السلطة، عملت لهم تنسيق مع الجيش ورحّلوهم على غزة.
أحمد البيقاوي: [00:44:29.16]
هؤلاء رُحّلوا متى؟ بوقف إطلاق النار الأوّل؟ الهدنة الأولى (نوفمبر 2023).
جهاد العف: [00:44:33.36]
تقريبا في الهدنة الأولى، الهدنة الأولى رُحّل عدد من الشباب من العمال.
أحمد البيقاوي: [00:44:43.10]
طب والبقية أين؟
جهاد العف: [00:44:45.47]
البقية موجودون في الضفة هنا، موزّعين، يشتغلوا، ليس يشتغلون فعليًا، هيهم قاعدين هنا موجودين، من يصح له شغل يوم يومين. ألم أقل لك بدأت المعاناة من ساعة ما دخلنا الضفة، يا أبو حميد.
أحمد البيقاوي: [00:44:58.13]
أنا سأسألك أول شيء الآن سندخل للمعاناة بالتدريج، لكن انت هنا أوّل مرة تدخل ع رام الله.
جهاد العف: [00:45:05.24]
لا أنا كنت أدخل على الضفة الغربية.
أحمد البيقاوي: [00:45:08.36]
متى؟
جهاد العف: [00:45:09.95]
في التسعينات وفي الثمانينات كنا ندخلها عادي، الضفة الغربية.
أحمد البيقاوي: [00:45:14.48]
كم تغيّرت عليك كانت بعد أن دخلت عليها في 2003؟
جهاد العف: [00:45:19.46]
كثير كثير كثير متغيّرة، كان حاجة اسمها الطيرة من رام الله التحتا وتحت لا شيء. ليس هناك طيرة كانت. يعني كل الدنيا متغيّرة لقيتها الضفة. نابلس لم يكن فيها إلّا جبلين بين الجبلين هذه نابلس. الآن كلّها بنيان حتى الجبلين كانا فارغين. نظرت هذه المرّة ووجدت كل نابلس بنيان. كثير متغيّرة الضفة كانت، يعني للأجمل متغيّرة، وبناسها. ناس كويسين والله. عندك انت نابلس ما شاء الله عليهم. عندك طولكرم. عندك الخليل. ما شاء الله عليهم. الخليل كنت دائمًا أذهب لها، أتسوّق منها يوم الجمعة. مرّات أنام في الخليل. أشتري الذي بنفسي، وآخذه معي للأولاد حين نروِّح. آخ يا أبو حميد راحت.
أحمد البيقاوي: [00:46:17.19]
هذه أي سنين. يا ابو محمد الذي تقوله؟
جهاد العف: [00:46:20.64]
فترة التصريح.
أحمد البيقاوي: [00:46:22.86]
فترة التصريح؟.
جهاد العف: [00:46:24.06]
اه.
أحمد البيقاوي: [00:46:25.02]
يعني هو التصريح بالنسبة لكم انتم كان يُدخلكم على الضفة، ليس فقط تدخلوا وتشتغلوا في الداخل وتعودوا.
جهاد العف: [00:46:30.92]
كان مكتوبًا فيه: "كل إسرائيل والضفة الغربية باستثناء ايلات".
أحمد البيقاوي: [00:46:35.42]
اه تمام. اه اه. فأنت فعليًا أصلا سبق وجئت على رام الله. يعني ليس فجأة وجدت حالك في رام الله.
جهاد العف: [00:46:43.73]
لا
أحمد البيقاوي: [00:46:45.26]
تألفها؟ تعرفها؟ اه.
جهاد العف: [00:46:46.10]
تآلفت عليها رام الله. رام الله من أجمل بلاد فلسطين يا رجل مالك. لا تُترك يجب أن يمرّ عليها الواحد، رام الله، بلادنا حلوة أحكي لك، بلادنا حلوة يجب أن نأتيها ونزورها ونتعرّف عليها وعلى أهلها ايضًا، لا تقدر أن تتركها!
أحمد البيقاوي: [00:47:02.63]
والله يا أبو محمد حين ننتهي، إن شاء الله تمرّ على خير هذه الأيّام السوداء، سآخذك ونطلع خارج البلد كي ترى بلادنا حلوة، لكن في بلاد أحلى. ما رأيك؟
جهاد العف: [00:47:13.19]
لا لا لا لا.
جهاد العف: [00:47:15.08]
لا، لا يوجد أحلى من بلادنا. مهما يكون الخارج أجمل، فليس أجمل من بلادنا ولا بجو بلادنا حتى.
أحمد البيقاوي: [00:47:23.09]
نحن مشكلتنا ليست رابطتنا مع البلد، يعني ليست رابطة جمال البلد لكن يعني..
جهاد العف: [00:47:28.94]
يا عمي احنا رابطة عاطفية داخلية.
أحمد البيقاوي: [00:47:31.42]
تمامًا تمامًا هذا هو رابطة عاطفية.
جهاد العف: [00:47:33.55]
بالضبط رابطة عاطفية هذه.
أحمد البيقاوي: [00:47:36.31]
أبو محمد، أنا لماذا أقول لك فعليًا على قصة الجمال، يعني الذين مثلنا تغرّبوا، طلعوا درسوا في الخارج وهكذا. كما تعرف منذ كنا صغارًا كانوا يقولون لنا: "بلادنا أجمل بلاد.. بلادنا أجمل بلاد.تمام؟
أحمد البيقاوي: [00:47:48.46]
وأمر ثانٍ..
جهاد العف: [00:47:48.97]
تظل عالقة في قلبك، وفي ذهنك.
أحمد البيقاوي: [00:47:50.47]
نعم نعم.
أحمد البيقاوي: [00:47:52.30]
الآن في البداية حين تخرج للخارج تنصدم، وتقول والله يا عمي هنالك بلاد أحلى من بلادنا، لكن أنا رابطتي مع البلد ليس جمالها، رابطتي مع البلد شيء ثانٍ.
جهاد العف: [00:48:01.03]
عاطفة عاطفة. رابطتنا أن مخَّنا وحياتنا وعقلنا وكله في بلادنا. أنا أقول لك أنني سافرت للخارج وأنتظر بالدقيقة أن يأتي ميعاد التذكرة حتى أرجع إلى بلدي، وكنت عائش في الجنة، وأنت تعرف عشت في مصر وعشت في السعودية وهنا وهناك. لا يوجد مثل بلادنا. لا يوجد مثل غزة والضفة لا يوجد. مثل بلدنا لا يوجد بلاد. أقسم بالله في العالم كله كجوِّنا لا يوجد. ها أنت عايش في اسطنبول هل تقارن جو رام الله وجو غزة مثل جو اسطنبول؟
أحمد البيقاوي: [00:48:34.38]
والله عمي أبو محمد، لو أن هنالك هداة بال قليلًا لما وجدت أحدًا خرج! حتى كنت أتطلع..
جهاد العف: [00:48:41.85]
عمي لا يمكن تركها!
أحمد البيقاوي: [00:48:42.36]
كنت أتطلع على الشباب في غزة. انت تقول لي من 2005 محاصرين، حين اتطلّع حتى 2020-2021 حين بدأت الشباب أكثر تُهاجر 2019-2020-2021 تخيل حتى كل سنين المعاناة من 2005- 2016-2017- 2020 بدأت تخرج هذه الأعداد الكبيرة. لكن إنّه الناس كانت متمسّكة بالبلد يعني بيديها ورجليها، تبحث على أيّ بصيص أمل طوال الوقت.
جهاد العف: [00:49:13.74]
ابو حميد الشاب يطلع من عندنا من غزة، حلو؟ يطلع يشتغل ويأخذ جنسيّة في الخارج. لكن حين يقرر أن يتزوّج لا يتزوّج أجنبية يأتي يأخذ فتاة من غزة. أنت فاهم كيف؟ يمكن انت عندك الأمور هذه موجودة.
أحمد البيقاوي: [00:49:32.27]
لكن لماذا يفعلون ذلك؟ الفلسطينيون عمومًا، ليس فقط أهل غزة، وشباب غزة، كل الفلسطينيين تقريبًا، لماذا نفعل ذلك حسب تفسيرك؟
جهاد العف: [00:49:40.46]
انت الآن موجود في تركيا، اعتبر حالك لست متزوّجًا وتريد أن تتزوّج، من أين تأتي بزوجتك؟ أنا سآتي عليك أنت، لا أريد أن آتي على قدر أناس ثانية، من أين تأتي بها؟
أحمد البيقاوي: [00:49:49.85]
والله تحرجني هكذا أنت.
جهاد العف: [00:49:51.77]
نعم احكي يلّا. أنت متزوّج من أين يا أبو حميد؟
أحمد البيقاوي: [00:49:55.85]
أنا أنتظر انتهاء الحرب حتى ربنا ييسر الأمور إن شاء الله.
جهاد العف: [00:49:59.81]
لكي تأتي بها من الضفة الغربية.
جهاد العف: [00:50:02.81]
ذهنك أين؟ وتفكيرك أين؟ وعاطفتك أين؟ في بلدك مهما تتغرّب. تتجوّل تتجوّل تتجوّل وتبقى البلد هذه في ذهنك، لا تروح. نحن الفلسطينيون هكذا، لا نقدر أن نعيش بدونها. تعال وأعطني جنسيّة الآن، وراتب شهري في الخارج، لا أطلع.
جهاد العف: [00:50:28.59]
انا جاء ابني يريد أن يهاجر. في الأيام التي بدأت الشباب تهاجر، قلت له يا نموت هنا يا نعيش هُنا، خارج البلد لا. رفضت أن يخرج أولادي. عندي أولادي رفضوا النزوح على الجنوب وبقوا في الشمال أثناء الحرب. ما رأيك؟ ما الفرق بين غزة (الشمال) والجنوب. سامعني؟
أحمد البيقاوي: [00:50:56.82]
سامعك. سامعك.
جهاد العف: [00:50:58.20]
اه ما الفرق بين غزة والجنوب؟ غزة وخان يونس؟ ولا حاجة. لم يرضوا أن يتركوا غزة بقوا في غزة. صعبة الأمور يا ابو حميد انّك تتغرّب. نحن اعتدنا على نمط معيّن. صعب ان نعيش خارجًا. صعب، حين نخرج نشتاق لها (غزة) لا نقدر أن نبتعد عنها. لم يعد في العمر ما يكفي لنتركها. نحن معاناتنا الآن هي العمال الموجودين في رام الله يا ابو حميد.
أحمد البيقاوي: [00:51:32.84]
كيف بدأت المعاناة معك في رام الله؟ أول شيء؟
جهاد العف: [00:51:36.14]
بدأت المعاناة هنا الكل حين نتقدّم للشغل صعب أن يُشغّلونا، يخافون. يقول لك أنا أشغّل غزاوي حاليًا لا، لا أقدر أن أشغّله. بدأت المعاناة من النقطة هذه. أجرة البيوت غالية لا تقدر انت هنا. يعني العامل الذي كان معه 5000 شيكل من معلّمه من هنا شغّال فيهم. انتهو، خلصوا. مصاريف غزة حين يأتي العمّال ليشتغلوا هُنا كي يغطوا مصاريف أهاليهم لا يقدرون. لا يوجد شغل هنا. العمل هنا قليل كثير يا ابو حميد بهدلة، نحن وضعنا مزر هنا، يعني أنا لي فترة دون شغل، لست لوحدي، كذا عامل دون شغل، تقريبًا 80 في المئة من العمّال (الغزيين) في رام الله دون عمل.
أحمد البيقاوي: [00:52:27.16]
لكن أنت متى صار أصلًا، متى جاء لك شعور إنه انت عليك أن تشتغل يعني، هذا متأخر. الأيام الأولى حين أنت وصلت لم تكن بدأت المعاناة.
جهاد العف: [00:52:35.68]
المعاناة بدأت من يوم الحرب يا أبو حميد.
أحمد البيقاوي: [00:52:41.44]
فاهم، لكن أقصد فعليًا انت حين وصلت رام الله الذي فهمته من بقيّة الشباب الذين تكلمت معهم إنه كل واحد أخذه وقت لحد ما فكّر إنه مكوثنا برام الله سيطول.
جهاد العف: [00:52:55.75]
نحن فكّرنا..
أحمد البيقاوي: [00:52:56.35]
هذا الذي أحاول أن أقوله.
جهاد العف: [00:52:57.61]
فكّرنا إنه شهر وتتوقف الحرب، شهرين بالكثير وتخلص الحرب، أقصى حد ثلاثة أشهر. فكّرنا خلص بعد ثلاثة أشهر. كنا نقول بعدها خلصت. الحرب الآن صار لها سنة و8 شهور - تسع شهور. دخلنا في التاسع. بدأت المعاناة بعد شهرين من الحرب، كنا نقول خلص ربك يُيسّر، قليلًا وتقف الحرب، وقليلًا سنعود. عندنا كذا عندنا كذا عالفاضي.
أحمد البيقاوي: [00:53:23.71]
يعني انت مكثت تقريبا شهر وشيء برام الله، على أمل فعليا العودة.
جهاد العف: [00:53:29.56]
على أمل الرجعة. كنّا في الردانة، السلطة وفّرت لنا سكن الردانة في عين مصباح، عملت سكن جماعي، هو كان نادي كرة سلة، يلعبون فيه، ووفرت لنا إيّاه البلدية مع الأخت ليلى غنام ووفروا لنا إيّاه، وكانوا لا يقصّرون حرام، يُحضرون أكل فطور وغداء وعشاء أول شهرين، يعني على مدى شهرين فطور وغداء وعشاء، وأعطونا ملابس، أوّلها يعني الواحد يحس بمعاناة إنه تفكيره كله منحصر بمصير أهله في غزة؟ مصير اولاده؟ مصير اخوته؟ مصير اولاد اخوته؟ مصير العائلة؟ مصير البلد؟ انت فاهم كيف؟ فبعدها. بعد استقرت الأمور إنه لا توقّف للحرب. بدأ الواحد يُفكر يشتغل كي يقدر يصرف على الموجودين في غزة. لأن الحياة صعبة عندهم لا أكل ولا شرب ولا مياه والحياة يعني صعبة ماديًا والشيئ غال عندهم. يعني عندك انت هلقيت كيلو السكر عندهم في غزة 240 شيكل. اي شيء، حبّة البصل بـ50 شيكل يشترونها يعني العملة ليس لها قيمة هناك يا أبو حميد، مهما بعثت هناك لا يغطي مصاريف يومين، وانت هنا أيضًا تحتاج مصروف. الحياة تعرف انت في رام الله وفي الضفة الغربية كيف؟ يعني نسبة عالية عالية المعيشة عندكم هنا في الضفة عالية المعيشة يعني صعبة الأمور، نحن الآن تائهين عارف ايش تائهين توهان عندنا ولا حد يعني أجلس مع الشباب الغزازوة الموجودين في رام الله هنا الكل تائه، لا يعرف أن يشتغل ولا يعرف أن يعيش. ولا عارف يبعث لأولاده. نحن هنا (الأونروا) تعطينا عن طريق مكتب العم، بتوجيهات مكتب العمل، تعطينا كل شهرين إلى ثلاثة 700 شيكل.
جهاد العف: [00:55:24.60]
700 شيكل يا تدفع آجار بيتك. ماذا تعمل فيهم؟ ماذا ستعمل الـ 700 شيكل؟ يعني انا لي طلب واحد عند أهل الضفة، لأنهم هؤلاء بلدنا وهؤلاء اخوتنا. ويعني كيف أقولها لك؟ يعني المفروض نتحمّل بعض لو كل واحد شغّل واحد عنده لا أريد أن أقول لك يتصدّق عليه أو يعينه أو يقف معه كي يعطيه له حسنة مساعدة، لا، يُشغّله. يعتبره إنه هذا خلص منهم. يعني نحن منكم. نحن منكم وأنتم منّا. أنت فاهم كيف؟ يعني انا أطالب اهل الضفة بالكامل عامّة، إنه كل واحد يأخد واحد. كل واحد يأخد واحد يتبناه يشغّله عنده، لا يعطيه حسنة أو صدقة يأخذه ويتبناه يشغّله عنده كي يقدر هو يعيش هنا، ويقدر أن يُساعد أهله ولو بأيّ شيء. ولو بكيلو طحين في الأسبوع يبعث لهم كيلو طحين حقّه 110 شيكل يا أبو حميد وكل واحد عنده أطفال نحن سنّ كبير الموجودين في رام الله هنا، كل واحد عنده أطفال وعنده عائلة وعنده بيت. أنا الله يخليلك؛ أحفادي مع أولادي كلهم 21. وقاعدين بلا شغل أنت تعرف، لا في عمل ولا في شغل. الذي يطلع ممكن وهو ماشي يُقصف ويروح الله يسهل عليه. على فكرة الذي يموت يرتاح.
جهاد العف: [00:56:47.78]
وفي عُمّال هنا توفوا جاءتهم جلطات وتوفوا. يعني قبل فترة دفنا كذا واحد من العمال جاءتهم جلطات وماتوا، ضغط يا أخوي كلّه ضغط، تفكير، ضغط. قلّة شغل قلّة عمل. يعني تأتي علينا أيّام هنا في الضفة الغربية الوضع صعب، كعُمّال موجودون من غزة وفي الضفة وضعنا صعب للغاية وضعنا صعب.
أحمد البيقاوي: [00:57:20.47]
أبو محمد أريد أن أمسكهم وحدة وحدة كي افهم عليك فعليًا الشيء، ونوصّل يعني نفهم على بعض أكثر، أول شيء انت حين وصلت رام الله قعدت في سكن خاص وقتها كان في نقاش على فكرة اريحا وإذا أنتم بدكم تقعدوا وتبقوا في المكان السكن العام او تريدون أن تذهبوا وتأخذوا شقق، كان في طوشة وقتها صح عالموضوع؟ هذا صار وفي عمال رفضوا.
أحمد البيقاوي: [00:57:45.94]
اه. ما الذي صار وقتها؟
جهاد العف: [00:57:47.11]
في عمال رفضوا الذّهاب على أريحا. أنا لم أذهب على أريحا، على فكرة. أنا بقيت في رام الله هنا موجود. في عمال موجودين في أريحا حاليًا موجودين عمال في أريحا في الامن الوطني لكن ليس لهم شغل أخذتهم السلطة وسكّنتهم عندها في عدد ليس كبيرًا. أما البقيّة كله يبحث على رزق كي يقدر يصرف على أولاده لأنّ الحياة صعبة هنا في غزة يا أحمد، الحياة صعبة لو أنت اشتغلت هنا بـ 2000 شيكل وأرسلتهم (لغزة) الـ 2000 شيكل لا يقعدون ثلاث أيام عندهم اربع ايام. أقل بيت أقل بيت في غزة يحتاج مصروفًا في اليوم 500 شيكل ولا توفّر طبخة عادية، ممكن يمشيها فول عدس أي شيء بده 200 شيكل. بدك تعمل صحن سلطة في غزة يُكلفك 250 شيكل يا احمد. طب هؤلاء أطفال بدهم يعيشوا نحن بلد واحدة، المفروض هم يقفوا مع العمال كي يقدروا يساعدوا أهاليهم العمال وربنا يبارك، يعني انت حين تتبنى واحد لا تعطيه حسنة ولا تعطي له صدقة، شغّله، شغله لا تتركوهم هكذا عائمين لا تتركوهم. أنا أناشد اهل الضفة كلها لا يتركوا العُمّال لأن كل عامل من العمال وراءه عائلة كاملة في غزة.
أحمد البيقاوي: [00:59:09.20]
الآن أنت برأيك من الذي عنده الحل لهذا الموضوع؟ تناشد من أنت جهات رسمية أم عائلات؟ أم مصانع؟
جهاد العف: [00:59:14.27]
أنا أناشد الكل.
أحمد البيقاوي: [00:59:18.08]
من الكل؟
جهاد العف: [00:59:18.47]
كل واحد اله.. كل فرد في الضفة. كل سلطة، أناشد السلطة، أناشد الوكالة (الأونروا) أناشد المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الانسان ايضًا أناشدهم. هؤلاء ضائعين نحن ضائعين يعني. تعال انزل معي انا الآن مستعد أن آخذك على كذا عامل. اقسم بالله ما في عندهم حياة يعيشونها، حياة يعيشونها ما في. أغلبهم قاعدين. أنا منذ فترة أبحث على شغل، وأنا زلمة كبير سنّي كبير، أبحث على شغل. لماذا؟ كي أقدر أعين أهلي وأقدر أعين أولادي. حياتهم صعبة، ولست لوحدي، أنا أحكي عن 3750 واحد (عامل) موجودين في الضفة الغربية.
أحمد البيقاوي: [01:00:00.77]
طيّب أبو محمد أنت حين نزلت على رام الله انت والناس الذين مثلك. كم أخذكم وقت لتحسّوا بثقل الموضوع، إنه أنتم يجب أن تُصرفوا على عائلاتكم في غزة، وبنفس الوقت يجب أن تعينوا حالكم؟.
جهاد العف: [01:00:16.08]
من أوّلها والله يا ابو حميد، والله من أولها.
أحمد البيقاوي: [01:00:18.66]
انت قلت لي الواحد جاء معه 5000 شيكل 6000 شيكل صرفهم بسرعة.
جهاد العف: [01:00:23.31]
أغلب العمال جاؤوا دخلوا معهم مصاري. أغلب العمال طبعًا كانوا آخر الشهر وفي نحن أكل حقّنا أيضًا، أنا مُعلّمي (المسؤول الإسرائيلي عنّي في العمل) لا يرضى أن يعطيني الشهر الذي اشتغلته عنده، لم يدفع لي إيّاه. لي عنده 7 الاف شيكل، ولا يقبل أن يعطيني اياهم، وكثير عمال.
أحمد البيقاوي: [01:00:42.93]
هذا المعلم جوا؟ في الداخل
جهاد العف: [01:00:44.91]
المعلم في الداخل ما أعطاني إياهم..
أحمد البيقاوي: [01:00:46.83]
انت معلمك عربي أم يهودي؟
جهاد العف: [01:00:49.44]
لا يهودي.
أحمد البيقاوي: [01:00:50.91]
لماذا لا يريد أن يعطيك اياهم؟
جهاد العف: [01:00:51.90]
لا يقبل أن يُعطيني إيّاهم. لا انا ولا العمال الذين معي كلهم، لا يقبل أن يُعطيني إيّاهم. يعني في عُمّال أخذوا رواتبهم. نحن لم نأخذ رواتبنا لليوم. لا يقبل أن يعطينا رواتبنا لم يعد يرد علينا. لا يرد على التلفون، ونحن غير قادرين أن نعمل ايّ شيء. لمن نشكي وأبوك القاضي؟! انا المجموعة التي كانت تشتغل معي في الفندق كلهم لم يأخذوا رواتبهم.
أحمد البيقاوي: [01:01:24.32]
انتم وقتها كانت 7 اكتوبر. يعني 10 اكتوبر كان لكم 10 ايام. قصدك انت فعليًا في شغل 10 ايام؟
جهاد العف: [01:01:30.83]
شهر و10 أيام.
أحمد البيقاوي: [01:01:32.75]
شهر وعشرة أيام! لم تكونوا قبضتم الشهر الذي قبله؟
جهاد العف: [01:01:35.21]
نحن كل 10 الشهر نقبض (الراتب)
أحمد البيقاوي: [01:01:37.97]
كل العمال أم أنتم فقط في الفندق؟
جهاد العف: [01:01:40.52]
نحن في الفندق، وفي كثير مثلنا يدفعون الرواتب في 10 الشهر. هم طبعهم أن يدفعوا بـ 10 الشهر، في كثير (عُمّال) لم يأخذوا رواتبهم.
أحمد البيقاوي: [01:01:48.14]
يعني أنت أصلًا تقول غالبية الناس التي كانت موجودة. هي أصلًا لم تكن قد قبضت (أتعاب) الشهر الذي قبله؟
جهاد العف: [01:01:54.74]
صحيح. ولم يأخذوا رواتبهم. أنا واحد من الناس التي لم تأخذ راتب، وأرنّ عليه لا يرضى أن يرد عليّ. أنا والمجموعة التي معي كلهم. الشباب العمال الذين كانوا معي ولا واحد أخذ راتبه، في شاب له 14 الف شيكل، لم يأخذهم، في شاب له 10 آلاف شيقل لم يأخذهم. ماذا تحكي؟ ماذا تقول؟
أحمد البيقاوي: [01:02:21.96]
احكيلي احكيلي. انت فعليا حين جئت على رام الله كان عندك سكن؟ نحن كنا فاهمين في الاول ابو محمد في نقطة قبل. يعني أظن يختلف الشيء من بلد لبلد يعني من مدينة لمدينة من محل لمحل صح؟ ولا لا؟
جهاد العف: [01:02:37.50]
صحيح يختلف الشيء.
أحمد البيقاوي: [01:02:39.18]
يعني رام الله أصعب شيء؟
جهاد العف: [01:02:41.76]
كل الضّفة صعبة، حياتها صعبة، كنحن موجودون هنا فيها، أهل البلد لا، عايشين ومتأقلمين لكن نحن عايشين حياة صعبة، يعني الآن أنا مستأجر بيت اتأخر عن صاحبه ليومين يقول لك أفرغ البيت، اطلع سآتي بمستأجر غيرك. لا نعرف أين نذهب يا أحمد.
أحمد البيقاوي: [01:03:00.89]
لكن انت متى صارت مسؤوليتك قبلها أن تستأجر بيتًا لوحدك؟
جهاد العف: [01:03:05.90]
نحن حين قالوا لنا.. طردونا من الرّدانة.
أحمد البيقاوي: [01:03:09.50]
حلو. متى طردوكم؟
جهاد العف: [01:03:11.60]
طردونا، قالوا لنا خلص، الردّانة سنُسلمها للبلدية.
أحمد البيقاوي: [01:03:14.72]
يلا اطلعوا على أريحا..
أحمد البيقاوي: [01:03:15.35]
بعد كم؟ (وقت)
جهاد العف: [01:03:16.67]
بعد تقريبًا شهرين وقليلًا.
أحمد البيقاوي: [01:03:19.28]
يعني حين كانوا ينقلونكم على اريحا كانت الفكرة انه يجب أن يُسلّموا القاعة التي انتم موجودون فيها.
جهاد العف: [01:03:25.40]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [01:03:27.17]
فتم إغلاق الباب إنه انتم يا إمّا تذهبون على اريحا يا إمّا تبقوا. وغالبية الناس حسبما فهمت منك، بقيت برام الله، الذين طلعوا على اريحا عددهم قليل.
جهاد العف: [01:03:36.08]
الذين لم يخرجوا على أريحا... لا هنالك أناس خرجت على أريحا ورجعت على رام الله لانه ليس لديهم شغلة ولا عملة، جاءت تشتغل في رام الله، ويوجد ناس ركبوا الباصات وقعدوا حوالي ثلاث شهور أربع شهور وتركوا أريحا ورجعوا مرة أخرى على رام الله حتى يشتغلوا؛ لأن أريحا لا يوجد بها شغل انت بتعرف أريحا مدينة سياحية ولا يوجد فيها شغل، جاءوا يشتغلوا هنا، الذي بيده صنعة ألمنيوم، بيده صنعة حدادة، الذي بيده صنعة ممكنكة(ميكانيكي)، واتضح أن العمال كلهم صنايعية (حرفيين). كل واحد يبحث عن الصنعة التي يشتغل فيها، عارف من يقبلنا حالياً من الموجودين وليس كلهم يعني؛ البلدية. وأخذت كفايتها أيضًا. وأنت عارف ماذا قد يشتغل في البلدية يعني البني آدم! ماذا قد يشتغل.
أحمد البيقاوي: [01:04:18.91]
ماذا يشتغل؟
جهاد العف: [01:04:19.96]
زبّال(عامل نظافة) مزبوط ولا لا؟ هذا الشغل الموجود حاليا في رام الله، وأخذت كفايتها أيضًا. أنا اشتغلت في شركة 4 شهور وأقعدوني، انتهى العقد وأقعدونا. 4 أشهر، يعني ماذا قد تعمل انت؟ مش عارف الواحد ماذا يقول! ولا ندري نناشد مَن أو يطالب من من أن يقفوا معنا. أنا أقول لك إياها، انا أبحث عن شغل، لا أبحث عن واحد يعطينا حسنة أو صدقة، أبحث عن شغل حتى نعيش. احنا طوال عمرنا عايشين بكرامة وبدنا نموت بكرامة يا ابو حميد، انت فاهم؟ انا أبحث عن شغل، لا أبحث عأ صدقة اعيش من ورائها، لا. بل أنا أريد أن أشتغل بعرق جبيني وأرسل لأولادي ليعيشوا. لست أحكي عن نفسي فقط بل أنا أحكي باسم العمال كلهم.
أحمد البيقاوي: [01:05:10.17]
إن شاء الله ربنا يهوِّنها. أنت ساعدني أيضًا يعني أنا أحاول أن أفهم عليك أكثر القصة، وعسى النتيجة يعني يساهم الأمر بالمناشدات التي تحاول أن توصلها. لكن دعنا نتعمّق هكذا ألف باء، انت تقول فعليًا انه بعد شهرين انت أصبح لا بد أن تصرف على حالك ببيتك.
جهاد العف: [01:05:27.66]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [01:05:28.71]
ولا بد أن تستأجر الدار، لازم تستأجر دار.
جهاد العف: [01:05:31.95]
ولازم آكل واشرب..
أحمد البيقاوي: [01:05:33.54]
ولازم تبعث مصاري على غزة؟
جهاد العف: [01:05:35.28]
لازم ابعث مصاري على غزة، وكلهم هذا حالهم.
أحمد البيقاوي: [01:05:39.51]
نحن نحكي عن سنة وستة أشهر الآن ابو محمد صحيح تقريبا؟
جهاد العف: [01:05:44.64]
تجرَّعنا الويل يا أبو حميد. أنا لست قادرًا أن أحكي، بيني وبينك، أنا مش قادر.
أحمد البيقاوي: [01:05:48.36]
ليش مش قادر؟
جهاد العف: [01:05:49.53]
مش قادر أفسِّر يا رجل!
أحمد البيقاوي: [01:05:50.16]
ليش؟
جهاد العف: [01:05:50.49]
لو فسَّرت سيزعلون، انت فاهم كيف؟
أحمد البيقاوي: [01:05:53.80]
من سيزعل؟
جهاد العف: [01:05:55.12]
أهل البلد كلهم سيزعلون، لو انا بدي افسر كيف احنا عايشين يا رجل! لا أريد أن أضرب في أي جهة من الجهات. نحن نعاني يا ابو حميد. أقسم بالله العمال الموجودين في الضفة كلهم متمرمطين. أنا حين أحكي لك أقسم لك يعني ولست أتبلّى أو يُظنّ بنا أننا نريد الصدقة والمعونة، لا نريد، ما نريده هو أن يسعوا لنا في شغل، حياة يسعوا لنا بحل. أنت من غزة لا أحد يتطلع فيك، هذا معنى كلامي لا أحد يتطلع فيك. لا أريد أن أقول لك أننا حين نلفّ لشغل حين يعرف أنك من غزة لا يقبل أن يشغِّلك. هذا الذي أردت أن أوصله لك، لم أرد أن أحكيها وها أنا قد قلتها لك، يعرفوك من غزة لا يقبلوا أن يشغلوك، ما رأيك؟
أحمد البيقاوي: [01:06:43.39]
طيب هل يمكن أن تعطيني مواقف؟ انت يعني تحكي لي كلام عمومي نوعًا ما، تقول لي أنهم لا يريدون أن يشغّلوكم، أو أنك تذهب تسأل عن شغل فيقول لك انت من غزة لا أريد تشغيلك، هل يمكن أن تقول لي انت مواقف صارت معك؟
جهاد العف: [01:07:00.96]
مش قادر والله أقول لك يا أحمد، انت فهمتني وكفى، أنا مش قادر أقول لك تفاصيل الذي صار. لانه لو أقول لك يصعب عليّ. فلا، دعني كما أنا جامد. تمرمطنا يا أبو حميد، اقسم بالله عانينا يا أخوي. تمرمطنا لأبعد حد! ولا أحد يرحم، ولا يشعر أحد بنا، ولا مؤسسات ولا.. وقلت لك إياها يعطوننا 700 شيكل كل شهرين ثلاثة، 700 شيكل تكون انت مكسور عليك إيجار بيت هنا ثلاث شهور، ولا يغطي الثلاث شهور، هنالك أناس نامت في الجوامع، وناس نامت في الشوارع ليس معها أن تدفع إييجار بيوت. وأغلبهم كبار في العمر، لا يقدروا أن يشتغلوا في الطوبار، أنت فاهم كيف يعني؟ الرجل يعني بعمر 60 سنة هل يقدر أن يحمل ويطلع فيه على الثاني وعلى الثالث يشتغل في البناء؟ لا يقدر أن يشتغل في البنيان. متمرمطين والله يا ابوحميد جدًا. معاناة لا تتخيلها، كل ما يخطر في بالك موجود. أنا لا أريد أن أشرح، مش قادر اشرح حتى أظل متماسك. لا حول ولا قوة الا بالله.
أحمد البيقاوي: [01:08:23.51]
أنت تدخِّن ولا لا؟
جهاد العف: [01:08:25.40]
نعم.
أحمد البيقاوي: [01:08:26.87]
محمد يسمحلك أن تدخّن عندك ولا لا؟
جهاد العف: [01:08:30.41]
لا ما دخَّنت من ساعة ما دخلت.
أحمد البيقاوي: [01:08:33.05]
اه لكن محمد بالعادة يدخّن، يسمحوا لكم أن تدخِّنوا، تدخِّن محلك ولا لا؟
جهاد العف: [01:08:38.48]
لا لا لا.
أحمد البيقاوي: [01:08:40.04]
لا. وأنت لا تدخِّن في التسجيل؟
جهاد العف: [01:08:42.53]
لا، لا أدخِّن بالتسجيل.
أحمد البيقاوي: [01:08:43.82]
مدخِّن مبالغ أنت أم مدخِّن خفيف؟
جهاد العف: [01:08:47.12]
والله الأيام هذه الله يعلم يعني الواحد له خاطر أن يأكل السيجارة أكل الواحد، الحياة صعبة يا ابو حميد. ليس هنالك حاجة نفشُّ غلَّنا فيها يا رجل لا يوجد.
أحمد البيقاوي: [01:09:01.09]
أنا كنت مدخّن وبطَّلت ابو محمد، هذه دواوين؛ قصة انك تفرِّغ بالسيجارة. هذه نحن كمدخّنين نقولها، لكن ليس هنالك شيء اسمه فشّة غل بالدخان(هروب من الضغط بالتفريغ من خلال التدخين).
جهاد العف: [01:09:12.94]
لا ليست دواوين، لا تقدر والله.
جهاد العف: [01:09:15.64]
حاولت أن أبطله ما قدرت، مش قادر أجد البديل، فلا صعب الأمر.
أحمد البيقاوي: [01:09:24.88]
غالي يا ابو محمد. انا كيف فهمت أيضًا من القصص التي سمعتها، يوجد جهات رسمية لكن أريد أن أعدهم حتى أفهم كل دور وكل جهة ما دورها. مثلًا أنت تفضّلت وقلت لي أن الاونروا تعطيكم 700 شيكل، هنالك أناس حكت لي على مكتب العمل الذي هم قد حاولوا أو جرّبوا ينسقوا لكم من أجل أن ترجعوا، من الجهة التي هي في السلطة يمكن أن تكون الآن تتعاطى في الموضوع؟ رأيت في البداية كان هنالك حديث عن بلدية رام الله والبيرة والمحافظة، انه أيضًا كان لهم دور، هل يمكن أن تفصِّل لي إياهم هذه الجهات الرسمية التي في رام الله بمحيطكم، والتي تعاملت أو لها علاقة بملفكم؟ وأول شيء ابدأ الله يرضى عليك من الأونروا، ما علاقة الاونروا بكم حتى تعطيكم 700 شيكل؟!
جهاد العف: [01:10:08.33]
سبق وقلت لك، مكتب العمل نسَّق مع الأنروا، الأنروا تجلب من المساعدة القطرية، انتظر لأريك الرسالة، بمقدوري أن أريك إياها كيف تصلنا، موجودة عندي.
أحمد البيقاوي: [01:10:21.08]
ما المكتوب؟ يعني هي الرسالة ممّن؟ من الاونروا أم من مكتب العمل أم من.. اقرأ لي اياها فقط.
جهاد العف: [01:10:26.45]
أبو حميد.
أحمد البيقاوي: [01:10:29.69]
معك.
جهاد العف: [01:10:31.01]
أحتاج محمد حتى يقرأها لأنني لا ألبس النظارة.
جهاد العف: [01:10:43.76]
ها هي، هل تقدر أن تنزِّل لي إياها؟
أحمد البيقاوي: [01:10:46.42]
لا، فقط دعه يقرأها بصوت عالٍ.
جهاد العف: [01:10:49.03]
اقرأها يا ابو حميد بصوت عالٍ.
المصوِّر: [01:10:54.70]
تم تحويل مبلغ 700 شيكل نقدًا من الأونروا بالشراكة مع وزارة العمل الفلسطينية وبدعم من الهلال الأحمر القطري. يمكنكم الصرف من الوكلاء نقدًا وفورًا بدون أي عمولة أو خصم وليس إجباريًا - المشتريات/ شبكة الوكلاء.
جهاد العف: [01:11:09.85]
فهمت يا ابو حميد من أين؟ من الهلال الأحمر القطريّ.
أحمد البيقاوي: [01:11:12.76]
طيب أنت أين سجلت اسمك مع من؟ مع مكتب العمل؟
جهاد العف: [01:11:18.28]
مكتب العمل الذي نسّق أول ما جئنا، وتتبل فينا، والمسؤول عنا حاليا مكتب العمل.
أحمد البيقاوي: [01:11:26.92]
اه يعني انت فعليا مكتب العمل اول اشي رتب لكم، سجل أسمائكم، عمل لكم حصر، وبدأ يعمل لكم معونة شهرية التي هي 700 شيكل؟
جهاد العف: [01:11:36.07]
ليست شهرية، بل كل ثلاثة شهور أو..
أحمد البيقاوي: [01:11:38.38]
كل ثلات شهور 700 شيكل؟!
جهاد العف: [01:11:39.85]
نعم، أو شهرين.
أحمد البيقاوي: [01:11:41.68]
يعني هذه منحة حتى ليس شيء ثابت؟ بمعنى انه كل شهر يعطوك؟
جهاد العف: [01:11:46.74]
لا ليست ثابتة، هم حينما يجلبوا مساعدات من الخارج يعطونا إياه عن طريق الأنروا والهلال الأحمر القطري. بتصلنا كل شهرين كل ثلاثة، وليس كل شهر.
أحمد البيقاوي: [01:11:57.36]
ومكتب العمل يرتب لكم أشياء ثانية؟ يعني انت هل يدخل عليك غير الـ 700 شيكل هذه؟
جهاد العف: [01:12:02.52]
إطلاقًا نهائيًا. لاشيء.
أحمد البيقاوي: [01:12:05.19]
طيب الحديث عن البيوت والمناطق، البيوت لماذا مثلا في نابلس وفي جنين لا زال هنالك مناطق مهيأة لعمال غزة، وموجودين وقاعدين فيها وفي رام الله لا؟
جهاد العف: [01:12:16.50]
لا أعرف هذا الأمر يعود للسلطة.
أحمد البيقاوي: [01:12:19.77]
هل تعرف انت عمال في طولكرم او جنين؟
جهاد العف: [01:12:24.24]
لا يوجد في طولكرم، ولا في جنين، موجودين فقط في أريحا وفي نابلس، أما في جنين وطولكرم لا يوجد مواقع أن يقعدوا العمال. لأ، فقط في نابلس وفي أريحا، العمال الموجودين يقعدون وبعدها..
أحمد البيقاوي: [01:12:41.75]
والله ورسوله أعلم انه يوجد.
جهاد العف: [01:12:44.30]
لا لا لا.
أحمد البيقاوي: [01:12:45.74]
في طولكرم والله ورسوله أعلم أنه في بيت الضيافة الخاص بالبلدية.
أحمد البيقاوي: [01:12:50.06]
يعني هكذا أنا فاهم.
جهاد العف: [01:12:52.52]
موجودون العمال كما أنا أعرف في أريحا وفي نابلس، هذا الذي أعرفه أنا. لم يسبق أن يعرض علينا أحد أن نذهب إلى جنين أو إلى طولكرم. قالوا فقط أريحا ونابلس هذا الذي قالوا لنا ان نخرج إليه.
أحمد البيقاوي: [01:13:08.90]
أنا فاهم فاهم، أنا أقول لك فقط أن هنالك أناس أيضًا دخلت على جنين، كما تعرف بسبب الحواجز، وأيضًا دخلت على طولكرم، تمام؟ وهنالك تعامل لكن أحاول أن أراه انه ليس نفسه في كل البلاد. يعني في رام الله هنالك تعامل، بأريحا هنالك تعامل مختلف، نابلس هنالك أيضًا تعامل مختلف.
جهاد العف: [01:13:24.02]
في الخليل لا يوجد.
أحمد البيقاوي: [01:13:25.22]
الخليل لا يوجد.
جهاد العف: [01:13:26.15]
في رام الله لا يوجد، المفروض أن يعملوا موقع في رام الله؛ لان أغلب العمال يشتغلون في رام الله. رام الله منطقة آهله بالضيوف الذين يأتوها. ويقدر أن يسيِّر أموره فيها. يعني هنالك أناس تسلِّك حالها تشتغل يوم يومين ثلاثة ايام في الشهر، عشر أيام في الشهر. الشباب الصغار بمقدورهم أن يتدبّروا حالهم، لكن السن الكبير كحالنا لا يقبلوا أن يشغِّلوه.
أحمد البيقاوي: [01:13:53.53]
طيب، ابو محمد في البداية الصحافة والإعلام جاءت عملت لكم تغطية جدًا كبيرة، وانا ممتن يعني شكرًا انك وافقت أنتعمل معي هذا الحوار.
جهاد العف: [01:14:03.58]
تغطية اعلامية قوية عملتها علينا في البداية الصحافة.
أحمد البيقاوي: [01:14:06.76]
في البداية، لكن بعدها رأيت أنكم قد أخذتم موقف سلبي أنتم اليوم من الصحافة والاعلام.
جهاد العف: [01:14:13.78]
لا أحد يسأل عنا، لا صحافة ولا إعلام يا أبو حميد. لا أحد يسأل. أقول لك هنالك عمال قد توفّاهم الله. ولا يتم ذكرهم هؤلاء العمال، الذي يموت لا أحد يدري عنه. يعني يأتي اثنين ثلاثة من الذين يعرفونه يأخذوه وكفى الله يسهّل عليه!
أحمد البيقاوي: [01:14:35.95]
أنت دفنت بيديك أناس؟
جهاد العف: [01:14:38.06]
لا انا والله أنا ذهبت قدّمت التعازي لأناس توفِّيت.
أحمد البيقاوي: [01:14:41.09]
تعرفهم؟
جهاد العف: [01:14:42.74]
نعم عن طريق الشباب "لنذهب نقدم التعازي". كما تعرف هنالك شباب يعرفون بعض أغلبهم، توفي فلان، لنذهب لتقديم التعازي، هذا هو الوضع.
أحمد البيقاوي: [01:14:54.83]
وأصبحتم عاملين لحالكم عائلة مع بعض؟
جهاد العف: [01:14:58.91]
لا والله يا أبو حميد لا والله الكل متمرمط، والكل متفرِّق. لكن نرى ونعرِّف بعضنا احنا من وين، كنا نعرف بعض في الردّانا، كنا قاعدين مع بعض، نرى ونسلِّم على بعض، نسأل عن بعضنا؛ كيف وضعك، والله قاعد، كيف وضعك، والله متمرمط، نسأل بعضنا.. الوضع متمرمط والله..
جهاد العف: [01:15:14.60]
متمرمطين العمال. أنا أقول لك وأرجع أناشد أهل البلد، وأناشد السلطة، وأناشد المؤسسات الأجنبية، وحقوق الانسان أن يقفوا ويتعاملوا مع العمال بروح؛ البلد من دون عمال لا تنشأ، لانهم هم العمال الذين ينشؤون البلاد هذولا، نحن الذين ننشئ البلد؛ من بنى، من صناعة،كل شيء العمال! الذي حدث انه خلص نهملهم هؤلاء(العمال). احنا بلدنا راحت كلها يا أبو حميد وانت تعرف الكلام هذا، بيوتنا وسياراتنا ومحلاتنا وبلدنا وأولادنا وأهالينا كلهم رحلوا، يعني أقل ما فيها أن تأتي تقف مع واحد مقطوع! لازم تقف معه ابن بلدك هذا، لا تعطيه صدقة ولا حسنة، شغِّله.
أحمد البيقاوي: [01:16:06.85]
طيب يا ابو محمد انا أيضًا كنت فاهم شيء، صِّححني اذا أنا مخطىء، بالأول كان هنالك احتضان اجتماعي يعني كبير موجود، أنا ليس بمقدوري أن أسأل في حالة طولكرم؛ لان طولكرم وجنين أصلا يعني انضربت. والذي أنا متأكد منه أن الناس كانت تتسابق فعليًا على توفير احتياجات هؤلاء الناس تحديدًا، هذا متأكد منه.
جهاد العف: [01:16:31.09]
صحيح هذا صحيح.
أحمد البيقاوي: [01:16:32.88]
برام الله متضح لي أن ثمّة شيء مختلف.
جهاد العف: [01:16:36.84]
في رام الله لا أحد يتطلع على أحد، لا أحد يسأل عن أحد، وأنا على فكرة خذ بالك أنا لا أقدر أن أطلع من جنين، من رام الله للخليل، ومن رام الله لأريحا، من رام الله لجنين نحن لا يمكننا أن نطلع.
أحمد البيقاوي: [01:16:52.89]
الآن هذه سنتحدث عنها حرية الحركة، لكن حتى أتأكد منك، الحالة الاجتماعية في طولكرم حين كنت أسأل لغاية تسجيل هذه الحلقة يقولون لي أنه حين صارت قضية النزوح من المخيمات، الذي بصيب الناس، الذي يصيب الجماعة، يعني الذي مثل حالتك يصيب الناس فعليًا التي هي طالعة من المخيمات أو النازحين والعكس، أن البلد فيها طامة كبرى موجودة في نابلس وفي جنين، بحالتك أنت حين تقول لي انه لا يوجد أحد يتطلّع على أحد في رام الله، حتى من البداية تقول لي لا أحد يتطلع على أحد في رام الله؟
جهاد العف: [01:17:23.82]
نهائيًا من البداية.
أحمد البيقاوي: [01:17:29.31]
لماذا رام الله بشكل خاص هكذا؟
جهاد العف: [01:17:30.48]
لا أعرف كيف. انا أتمنى أن أفهم ذلك.
أحمد البيقاوي: [01:17:36.88]
يعني أنت هذه فكرة موجودة برأسك وأنا الآن سألتها أم أنها انطباع لدى زملائك وأصحابك من هناك؟
جهاد العف: [01:17:42.76]
انطباع الشباب كلهم إلا من رحم ربي. لا أستطيع أن أقول كل رام الله، لكن إلا من رحم ربي.
أحمد البيقاوي: [01:17:50.68]
يعني يتمنون لو انهم طلعوا أو أنهم يمكثون في بلد ثانية؟
جهاد العف: [01:17:55.60]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [01:17:56.77]
أنت أين كنت تتمنى لو أن حظّك وقع بدلًا من رام الله؟
جهاد العف: [01:18:01.54]
والله أنا لم أجرّب.
أحمد البيقاوي: [01:18:04.72]
طيب حسب ما سمعت؟
جهاد العف: [01:18:06.64]
حسب السمع طولكرم وجنين.
أحمد البيقاوي: [01:18:08.35]
انت تحب أن تكون أين؟
أحمد البيقاوي: [01:18:09.61]
طولكرم وجنين.
جهاد العف: [01:18:10.87]
طولكرم وجنين.
جهاد العف: [01:18:11.20]
اه والله. أهل جنين أناس طيبون ممكن يشغّلونا، لكن أنت تعرف وضع جنين لا يوجد فيها شغل، وضع جنين يعني الأمني لا نقدر نحن أن نعيش هناك. نحن بسبب هويتنا غزة فلا يمكننا أن نعيش هناك. فالأفضل لنا نحن هنا في رام الله أن نعيش.
أحمد البيقاوي: [01:18:33.87]
طيب أنا وصلني شعور أنكم أشبه بالمطاردين. يعني هذا حقيقي؟
جهاد العف: [01:18:39.42]
مئة بالمئة كلامك.
أحمد البيقاوي: [01:18:41.19]
كيف؟
جهاد العف: [01:18:42.72]
لا تقدر يعني أن تتنقل من محافظة لمحافظة نهائيًا، هم يرون هويّتك فيُحمِّلوك يعتقلك الجيش على الحواجز.
أحمد البيقاوي: [01:18:51.72]
أين يأخذك بعد أن يعتقلك؟
جهاد العف: [01:18:53.13]
لا تعرف انت أين تتجه. الذين خرجوا لم تصلنا أخبارهم أين راحوا. يعني أن تسأل مثلًا هل رجع، لم يرجع، لا تعرف أي شيء عنه. يأخذونه مجهول. أنت فاهم كيف الوضع عندنا؟ يعني أيضًا لا تقدر أن تتجول. يعني لا تخرج هنا أو هناك ولا تتجول في الخارج، نظل قاعدين يعني ملتزمين انت فاهم كيف ملتزمين يعني؟ مبتعدين عن كل شيء. الوضع عندنا ليس سهلًا يا أبو حميد. الوضع الأمني عندنا ليس سهلًا أبدًا.
أحمد البيقاوي: [01:19:34.88]
هل هنالك أي تحذيرات أمنية اتّخذتها أنت رسمية بأن لا تتحركوا، ولا تخرجوا خذوا بالكم قد يعتقلونكم؟
جهاد العف: [01:19:40.82]
احنا نرى بأعيننا، لا أحد يوجِّهنا يا ابو حميد، لا أحد يسأل عنا، ولا أحد يقول لنا أين أنتم؟ ليس هنالك دائرة مسؤولة عنا نهائيًا. ولا أحد يقول ولا بني آدم يسأل! يعني كيف أقول لك إياها؟ منسيِّين. انت فاهم كيف منسيين؟ نحن منسيون. ولا أي جهة تسأل، وليس لها أي علاقة فينا. مكتب العمل الذي هو مسؤول عنا في الـ 700 شيكل وكفى. غير ذلك لا يوجد أي شيء نهائيًا، حتى تأتيك الرسالة أنه وصلتك الرسالة وقرأناها معًا انه لك 700 شيكل كل شهرين ثلاثة. غير ذلك لا يوجد. أي شيء يحدث معنا، أي أحداث.. ليس هناك أي أحد يعتني بك. كانت في البداية مسؤولة عنا الأخت ليلى غنام. أول الأمر، أول شهر. يعني مركز إيواء أن يجعلوه في رام الله لنا لا يوجد. ونحن حين طلعنا أيامها على اريحا طلعنا على عاتق السلطة، عملت تنسيق وأود أن أنبهك على حاجة، حينما طلعنا على أريحا السلطة عملت لنا تنسيق حتى ندخل أريحا. انت فاهم كيف؟ يعني الأمور صعبة لنا نحن هنا عمال غزة، لا يمكننا أن نتجول، ولا أن نطلع على شغل..
أحمد البيقاوي: [01:21:24.02]
طيب والذين رجعوا من أريحا على رام الله الذين قلت لي عنهم هؤلاء أيضًا أخذوا تصريح؟
جهاد العف: [01:21:31.04]
هؤلاء كل واحد تدبّر أمره. يعني يُغامر إما أن يتم الإمساك به أو.. لانه يريد أن يعيش. يسمع أن رام الله فيها شغل. لكن يأتي على رام الله فيقعد ولا يجد شغل. يعني ربما هنالك شباب اشتغلوا، الشباب الصغيرة يمكن أن أقول لك أنهم اشتغلوا. بينما السن الكبير الذي مثلنا فلا أحد اشتغل.
أحمد البيقاوي: [01:21:56.00]
وأنت قلت لي الآن لأننا كنا نعدِّد قبل قليل الجهات الرسمية قلت لي فعليًا أن الست ليلى غنام هي التي كانت مسؤولة عن ملفكم.
جهاد العف: [01:22:04.85]
بداية الأمر كانت هي المسؤولة عنا، وكانت تأتينا على الردّانا(مجمّع رام الله الترويحيّ) وتسأل عنا. وعلى فكرة كانوا يجلبوا لنا كل شيء يعني احتياجات من ملابس و.. أول شهر لم يقصِّر أي أحد من المؤسسات، لم يقصِّر أحد نهائيًا أول شهر. لكن بعد ذلك انتهى الأمر، فجأة كل شيء انتهى. حتى المياه كانوا يجلبوها لنا بالمشاتيح(صناديق كثيرة)، بعد شهر كلها انتهت، ولم يعودوا يجلبوا أي شيء. بعد شهر تقريبًا وبضعة أيام. كل شيء توقف. ماذا أقول لك يا أبو حميد؟
أحمد البيقاوي: [01:22:43.52]
لماذا هكذا حدث؟ أنتم كيف تفسرون الأمر بين بعضكم؟
جهاد العف: [01:22:48.53]
التفسيرات كثيرة؛ نحن منسيّون.
أحمد البيقاوي: [01:22:53.54]
يا أبو محمد يا أبو محمد الله يرضى عليك تظل تقول لي "منسيين". أنا أعرف أنك منسيّ. لا بل قل لي ما تريد قوله.
جهاد العف: [01:23:00.62]
ماذا سأقول لك؟ لا أحد مهتم فيك يعني أنت..
أحمد البيقاوي: [01:23:03.11]
تمام، لكن أنا الآن أريد أن أفهم قصتك، حسنًا؟ تقول لي انه في أول شهر كانت ليلى غنام حاضرة، وكنا نرى الفيديوهات، كانوا يركضون ركضًا. رام الله تحديدًا مختلفة عن بقية البلاد، طولكرم وجنين قصة ثانية، يعني هناك لو أنني أسجِّل مع أحد من هنالك فسأجد الأمر مختلف. في رام الله واضح أن ثمّة شيء مختلف، صحافة وإعلام حضر من البداية، والناس هبَّت من كل مكان تريد المساعدة، وتجلب الطعام والشراب والفراش والأغراض وو..
جهاد العف: [01:23:34.65]
كل شيء في أول شهر قلت لك..
أحمد البيقاوي: [01:23:36.09]
لم يبقَ مسؤول رسمي لم يزركم. وبعدها ماذا حدث؟ أين ذهب هؤلاء جميعًا؟
جهاد العف: [01:23:40.56]
بعدها كلنا وضعونا في الباصات إجباري، إجباري خذ بالك، جلبوا الباصات إجباري وأخلوا رام الله. رغم انه لم يفعل أحد أي شيء يسيء لرام الله يعني، الشباب لم يفعلوا شيء يسيء لرام الله. أخرجونا من رام الله إجباري يعني..
أحمد البيقاوي: [01:24:02.58]
أين أخرجوكم من رام الله؟
جهاد العف: [01:24:04.50]
أركبونا في الباصات اجباري. أنا لم أقبل أن أركب في الباصات. سحبت حالي وذهبت على جنب. ظللت أمشي لا أين أنا ذاهب. أنا لا أريد أن أعيش في رام الله، رام الله أمنيا أحسن منطقة لنا. رام الله أمنيا منيحة وهادئة بالنسبة لعمال غزة، وقلنا أن فيها حركة شغل، لكن الآن لو أردت أن أخرج خارج رام الله فلا أقدر أن أخرج خارج رام الله يا أبو حميد، لا تستطيع المغادرة.
أحمد البيقاوي: [01:24:33.08]
أبو محمد، كل هذه المشكلة التي أنت فيها الآن، وقلبك فعليًا يعني أنا أراك من بداية ما سّجلنا اللقاء، وحين اتصلنا في البداية عليك وأنت عقلك في غزة أو عقلك مع العائلة، ماذا يحدث معك؟ فوق كل هذه الظروف، هل هم يعرفون ما تعاني منه؟
جهاد العف: [01:24:52.49]
يا أبو حميد هذا العذاب هم الله يعينهم على حالهم! الله يعينهم على ما عندهم من هموم تكفيهم! أنا لا أقدر أن أحمِّلهم همي أيضًا. أقول لهم يحدث معي كذا وكذا وكذا ولا أجد عمل ولا كذا! لا أقدر على أن أحمِّلهم فوق الذي يحملونه على ظهورهم! انا كل ربع ساعة كل ساعة ألف على الأولاد واحد واحد على التلفونات: "كيف انت؟ ما اخباركم؟ ماذا أنتم عاملين.." اطمئن عليهم، هذا عذاب لوحده يا أبو حميد. أقسم بالله هذا عذاب لوحده يا عم؛ انك كل دقيقة تسمع خبر على شاشة التلفزيون أو يأتي واحد يقول لي والله المنطقة هذه صار فيها كذا. ألو أنتم بخير انتم بخير؟ هكذا نحن دائمًا شغلنا الشاغل. اذا شركة جوال لا ترحمنا كانت تنزِّل لنا دقائق مجانية، وألغتها ويقولون لك لا أنت في رام الله. وهي شركة جوال أيضًا. يعني شركة بغنى عن كل الدنيا، قادرة أن تعمل لك فواتير مجانية. لكن هنا إن لم تُعبِّئ رصيد لا يمكنك أن تصل لأولادك. ويأتي يقول لك كانوا ينزلون لنا 200 دقيقة مساعدات منذ اول الحرب، الآن قطعوها حين عرفوا أن جوالك في رام الله وانت في رام الله فيقطعون عنك المعونة شركة جوال نفسها، تقطع عنك الدقائق أن تطمئن على عائلتك، يقول لك لا انت في رام الله، يظنون أننا برام الله لدينا الآلاف شركة جوال لحالها أيضًا. اذا لم تدفع ما عليك تنقطع فاتورتك، يقول لك لا انت لست في غزة انت في رام الله. يظنون أننا في رام الله شغّالين نقبض آلاف. أقول لك أننا من كل مكان نحن متمرمطين يا أحمد.من أي جهة تولّي وجهك لها أنت متمرمط. لا يدري الواحد ماذا يقول أقول الحمد لله وكفى.
أحمد البيقاوي: [01:26:38.27]
أنا سأترك لك الميكروفون، اذا أردت أن تحكي أي شيء، أي رسالة، أي قصة، يعني هذه مساحتك لأي شيء تودّ أن تقوله.
جهاد العف: [01:26:55.01]
انا أقول قفوا مع عمال غزة، عمال غزة منكم وفيكم، أولادكم! بلدهم راحت وعيالهم راحت وبيوتهم تهدّمت. يوجد هنا شباب كل عائلته رحلت، وبقي لوحده هنا، قفوا معهم، شغّلوهم، ساعدوهم حتى يقدروا على مساعدة أهاليهم في غزة. نحن شعب واحد، وأولاد وطن واحد. لسنا قادمين من الخارج هنا ورمينا حالنا عليكم، لا! المفروض هنا كلنا أن نبقى يد واحدة جسد واحد. هذا الذي أنا أطالبه، أطالب الحكومة، وأطالب مكتب العمل أن يكون أنشط من هكذا بالنسبة للعمال، ويوفر لهم عمل. مكتب العمل نحن ملتزمين، إحنا جئنا حاليا على كشف مكتب العمل، مكتب العمل المفروض أن يوفر لنا عمل، يوفر لنا يعني ماذا أقول لك؟! مش عارف كيف أشرح لك ذلك، مهما شرحت لن تفهمونا، مهما شرحت! لانهم لا ينوون أن يفهمونا يا أبو حميد. وهم مدركين ويحسّون بكل شيء. لكن الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار. هذا ما أستطيع أن أقوله لك. والله يعين الشباب، هنالك أولاد غير قادرين حتى أن يأكلوا، أناس حياتهم عذاب، وأولادهم يعيشون بجوع وفي خيام، وأولادهم استشهدوا.ماذا ستحكي؟! من ستناشد؟ ماذا يمكن أن يقول الواحد؟! حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا ما يقدر أن يقوله الواحد. ولا حول ولا قوة الا بالله.
أحمد البيقاوي: [01:28:32.26]
أبو محمد يعطيك ألف عافية.
جهاد العف: [01:28:34.57]
الله يعافيك أبو حميد.
أحمد البيقاوي: [01:28:36.04]
وشكرًا جزيلًا. واعذرني على كثر المبالغة بالأسئلة. أنا أعرف أنك مثقل أصلًا. يعني مثقل باليوميات، ومثقل بالتحديات التي تواجهها ومثقل أيضًا..
جهاد العف: [01:28:53.29]
الحمل ثقيل يا أحمد!
أحمد البيقاوي: [01:28:57.04]
للأمانة للأمانة يعني.. تفضل.
جهاد العف: [01:29:00.70]
الذي نحن نحمله على ظهورنا لا جبال ولا جمال قادرة أن تحمله! ونحن نحمله.
أحمد البيقاوي: [01:29:09.49]
أنا للأمانة أود أن أقول لك بأنني متفاجئ جدًا. يعني حين تم موضوع الحلقة وأننا سنشتغل عليه، ومكثت أبحث وأنقِّب على القصة يعني تفاجأت بكمية التفاصيل التي هي نحن لا نعرفها، أو كنا معمِّمين نماذج والذي أنا أعرفه من محيطي في طولكرم معمَّم في كل محل. لكن تفاجأت جدًا بأن رام الله تحديدًا يعني ثمّة نقاش آخر خاص بها، ووضع مختلف، وكما تعرف مع زحمة الأخبار انطبعت بأذهاننا صورة التضامن الذي رأيناه بأول يوم يعني بأول شهر. الآن أنت أكّدت لي انه هنالك فارق كبير بين أول شهر وما بعده. فممنون لك على هذا الحوار، شكرًا. أنا أعرف قدّيش كان ذلك يعني ثقيل عليك.
جهاد العف: [01:29:55.84]
اختلاف من الأرض للسماء، مختلفة من الارض للسماء الدنيا كلها يا أبو حميد. ابو حميد أنا غير قادر على أن أحكي على كل حاجة على البث المباشر، الوضع صفر. انت عارف كيف يعني أن الوضع صفر يا احمد؟
أحمد البيقاوي: [01:30:14.16]
الله يعطيك الف عافية.
جهاد العف: [01:30:15.63]
الوضع صفر صفر صفر.
جهاد العف: [01:30:18.09]
لا يريد الواحد أن يتحدث عن الوضع حتى لا يُقال انه يتحدث على البث المباشر يريد أن يطلب العون، أو أن يستعطف الناس؛ "انظروا لحال شباب غزة كيف وضعهم وكيف حياتهم يسألون الناس!" لا لست مستعد بأن أذلّ نفسي وأقول لواحد ساعدني أو قف معي. ربما أقول له شغّلني يا أحمد، لا أقول له بأن يعطيني صدقة أو يتصدّق علي لا سمح الله، ولا أريد من أحد أن يتصدق علينا! لكن المفروض يا أحمد أن يشغّلونا! أقسم بالله يعني هذه حياة عذاب نحن نعيشها اليوم. انت إيجار البيت حين تتأخر عليه يُقال لك هيا احزم أمتعتك واخرج يا أحمد! حسبنا الله ونعم الوكيل على الذي جرى يا شيخ.
أحمد البيقاوي: [01:30:57.60]
يعطيك العافية وشكرا جزيلاً أبو محمد.
جهاد العف: [01:31:00.75]
الله يعافيك يا ابو حميد. الله يسعدك يا رب.