من سيزور متحف الإبادة في غزة؟
12 نوفمبر 2025
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
يسري الغول
ضيف الحلقة
يسري الغول

النجاة من الحرب.. لا تعني نجاة الأجساد فقط!

غزّة لم تخرج بعد من الإبادة، وما زالت في حالة ركود وفي مرحلة البحث عن الذات، إلا أنّ مجتمعها يُعيد بناء نفسه من جديد، ويحاول أن يُعيد تعريف النجاة نفسها.

في هذه الحلقة من #بودكاست_تقارب نحاور الروائي والكاتب الفلسطيني يُسري الغول، الذي عاش حروب الإبادة ونزوحها بتفاصيلها. بقدرته العالية ومخيّلته الواسعة، يشرح لنا التغيّرات التي أصابت المجتمع الفلسطيني في غزّة خلال الحرب وبعدها، وكما يقول: "ما يحدث في غزّة هو شيء غير عقلاني وغير منطقي!"

🎯 في هذه الحلقة من #بودكاست_تقارب نحاول أن نفهم:
📍 كيف يُعيد المجتمع الغزّي تشكيل نفسه بعد الإبادة؟
📍 هل نجا أهل غزّة فعلًا؟
📍 كيف تؤثّر الإبادة على خيال الكاتب ورؤيته للحياة؟
📍 كيف تغيّرت العلاقات والقيم داخل المجتمع؟
📍 كيف تكون الكتابة أداةً لتوثيق واقع الإبادة والنزوح؟
📍 وكيف يكون شعور الخذلان من أبناء الشقّ الآخر من الوطن؟

💥 ونناقش أيضًا:
🔍 كيف تتحوّل الصدمة الجماعية إلى وعيٍ جماعي؟
🔍 ما الذي يجعل غزّة قادرةً على النهوض في كلّ مرة؟
🔍 كيف يعيش الغزّي بين الذاكرة والنجاة؟
🔍 كيف تكون محاولات النجاة عبر الأبناء والتعليم؟
🔍 ما الذي حدث للنساء والأطفال بعد أن انتُزعت تفاصيلهم اليومية؟
🔍 ما ضريبة الكاتب الحرّ في غزّة؟

🧭 الضيف: يُسري الغول
روائي وكاتب فلسطيني من غزّة، صدر له أكثر من أحد عشر عملًا أدبيًّا. أسّس عدّة مبادرات محليّة وعالميّة، منها: تجمّع قرطبة الثقافي، ومبادرة شغف الثقافية، إضافةً إلى تجمّع المشكّلين الدوليين – محور غزّة المنبثق عن منتدى دافوس، وله مقالات عديدة حول الواقعين الثقافي والسياسي الفلسطيني.

🎙️ المحاور: أحمد البيقاوي
مدوّن ومحاور #بودكاست_تقارب من مدينة طولكرم، يعمل في إدارة الإعلام والمحتوى، وساهم في تأسيس عددٍ من المنصّات والمبادرات الإعلامية الفلسطينية.




نقدم إليكم تفريغ الحلقة نصيًا:

يسري الغول: يعني في تقارب حاولت أن أوصِلَ صوتي الذي هو صوتُكم، على أمل أن أكونَ نجحت، وأرجو أننا نحن نستطيعُ إيصال السرديّة الفلسطينية لكلّ العالم، نحنُ اليوم في الصدارة ونحن سنغيّرُ العالم لصالحنا وسيكون الأفضلَ إن شاء الله لفلسطين، يعني هنا أشكرُ أحمد أشكركم وأشكرُ كلّ المستمعين، وأعتذر عن أيّ خلل أو إخفاقٍ أو إجابة يعني لم ترق لأيّ مستمع أو مشاهد، وإذا كان هناك أيّ تعديل أو أيّ طرح أو حتّى نصيحة فأنا أسمعُ جيّدًا شكرًا

أحمد البيقاوي: مرحبًا وأهلًا وسهلًا بكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم أنا أحمد البيقاوي وحوارُنا اليوم مع الكاتب يسري الغول، حوارنا اليوم من غزة، ويتحدّثُ عن الواقع الجديد الذي حدث في غزة، نحاولُ مع الكاتبِ من خلال قدرته العالية على كتابة الصور والمخيلة الواسعة، أن يُخبرنا عن كيفيّة تغيّر المجتمع، أو يُشاركنا التفاصيل الصغيرة، التي تساعدنا فعليًّا على فهم وإدراك ما مر به أهلُ غزة، وما يحصل اليوم في المجتمع الغزاوي بشكل أساسيّ، وبشكل خاص صورٌ وتفاصيل إنسانية صغيرة توضح لنا على شكل معاناة يتجاوز فكرة الهدم، هدمُ المكان وفكرة الدّم، فكرة حتى معاناة الأحياء بحدّ ذاتها، ومن مكان آخر نحن نرى أو سوف نرى في هذا الحوار ستشاهدون معنا في هذا الحوار كيف المجتمع اليوم الآن يمرّ بشيء يتجاوزُ فكرة الحديث عن الحروب كيف تعمل تفكيك مجتمعي أو تفكيك اجتماعي، بقدر ما أنّ المجتمع اليوم يقومُ بإعادة تشكيل نفسه بشكلٍ آخر، بنفس الوقت سوف تستمعوا لحوارٍ يتحدّث عن قدرة الكتابة والأدب على المرور أو على توثيق ونقل المعاناة، ونقل الصور والحياة التي.. التي.. مرّت خلال الإبادة، وبنفسِ الوقت فعليًّا المعاناة التي تحدثُ ويعيشها اليوم هناك شيء بقي عالقًا في رأسي فعليًّا أكّد عليه ضيفنا في أكثر من نقطة يسري الغول أنّنا نحنُ أو أنهم يعيشون في طور الصدمة، وللآن لم يدخلوا في طور ما بعد الصدمة، فيمكن بقي عالقًا في عقلي، لأنّ غالبية الحوارات أو غالبية التفاصيل التي سوف تسمعوها هي في هذا الطور أكثر، وسوف تسمعون ايضًا صورًا وتفاصيلًا وقصصًا صغيرة، تحكي لنا على كيف أنّ الابادة لم تنتهِ بعد، وليس المفروض أن نسأل السؤال كيف؟ كيف الحياة سوف تكون أو ماذا بعد الإبادة؟ بقدر ما أننا نحنُ اليوم في مرحلة أخرى من هذه الإبادة. قبل أن نبدأ أريدُ شُكْرَكم على اشتراككم في قناة اليوتيوب، وقنوات الاستماع ومشاركة هذا المحتوى مع كل شخصٍ، ممكن أن يكون مهتمًا فيه، شكرًا على مشاركتكم أفكاركم مقترحاتكم للمواضيع والأسئلة "بودكاست تقارب" بفضل هذه المشاركات يكون أقرب لكم دائمًا، ولمن يحب ويسعى للمعرفة والتواصل معنا أكثر وأكثر ومعرفة تفاصيل صناعة هذه الحلقة وصناعة "بودكاست تقارب" سوف تجدون تفاصيل أسبوعية تصل لكم عبر النشرة البريدية ورابطها موجودٌ في الوصف وشكر خاص دائمًا لكلّ من يساهم في استمرار محتوى تقارب وتطوير محتواه من خلال الرابط الموجود في الوصف، وبهذا نبدأُ. ونحن هكذا وفقًا للشباب جاهزين خبرونا

يسري الغول: تمام، وأنا مستعدٌّ يا صديقي

أحمد البيقاوي: آه لكن بعد إذنك جوّالك إذا بعد إذنك .. تعمله.. تعمله.. صامت تم تم تم تم تم.. الله يعطيك ألف عافية وشكرًا جزيلًا يعني على على هذا القدوم نعم نعم أستاذ يسري أخ يسري نحنُ فقط للتأكيد، الحوار لا نعدّل فيه بالمونتاج، فيبقى مثل ما هو يعني.. فقط نقومُ بمعالجة الصوتِ والمكساج.. نعم فقط منعًا منعًا فقط.. فإذا هناك شيءٌ فعليًا تريد منّا منّا ماذا نسمّيه.. سوف تجدني أصرُّ على أسئلة نعم وأتوقعُ إجاباتٍ أكثر دائمًا، أهلًا وسهلًا بك ويعطيك ألف عافية

يسري الغول: الله يعافي قلبك لا تقلق إن شاء الله

◆ ◆ ◆

 

أحمد البيقاوي: أول شيء من.. من.. عندك حتى هذا الموقع

يسري الغول: لا والله يعني أتوقّع الطريق بحدود حوالي 3 كيلو ونص يمكن سيرًا على الأقدام، لأنّه لا يوجد مواصلات

أحمد البيقاوي: من من متى لا يوجد مواصلات عندك؟

يسري الغول: والله هو شوف يعني قطاع غزّة وتحديدًا مدينة غزة يعني لا يوجد فيها مواصلات بالشكل المناسب، خصوصًا داخليًّا، يعني المواصلات ممكن أن تكون يعني فقط في بعض النقاط المعيّنة يعني من مدينة غزة إلى الوسطى أو إلى مثلًا "تبّة النويري" أو يعني مناطق معينة من أجل بعد ذلك قطع الطريق إلى المناطق الأخرى داخل قطاع غزّة مشيًا على الأقدام، لأنّ "إسرائيل" دمّرت غير البنية التحتية "إسرائيل" دمرت الذي هو جميع وسائل المواصلات يعني الباصات، الجرافات، الشاحنات، السيارات، جميعهم كانت يعني الدبابة تمشي في الشارع وتُدمّر

أحمد البيقاوي: يعني ما.. هذه المشاهد يعني يعني.. تعرف شاهدنا قليلًا منها يمكن من من.. أيّام يعني من.. أيّام الانتفاضة الثانية أو أيام الاجتياحات أو أيام هيك .. صورٌ فقط أتخيّل فعليًا يعني بكمية الدمار التي أبقى لم أستطع تخيّله حتى على مستوى مخيلة، يختلف عندما ذهبت على.. دخلت على سوريا على مخيم اليرموك رأيتُ حجم الدمار الذي كان موجودًا، فأنت تعرف، تشعرُ أنه.. رأيت انصدمت بكيف أن الصورة عاجزة على أن تعكس الواقع الموجود، يعني كنت أقوم ببناء مخيّلة طوال الوقت، لكنّ الواقع يبقى كثير أقسى، أنا لديّ سؤال أول

يسري الغول: هو نحنُ فعليًّا بدأنا الآن ولا

أحمد البيقاوي: نحنُ بدأنا؟

يسري الغول: تمام.

أحمد البيقاوي: إن شاء الله أنا أريدُ سؤالك أوّل شيء لماذا الجميعُ يقول لي أنّك أنت أفضلُ من يصفُ غزّة وأهلها؟

يسري الغول: يعني هو سؤال تريدُ إرجاعنا للنرجسية على هيك، انظر يعني أنا .. أدّعي أنّني أحدُ أبرز الكُتّاب الفلسطينيين في الأدب الفلسطيني المعاصر، وأعمالي لي 11 عملًا تُرجمت إلى أكثر من 15 لغة وتدرس في الجامعات العربية ونُشرت في العديد من الصحف والمجلات العالمية مؤخرًا، "The Point" و World literature today الأدب العالمي اليوم، وبصراحة دائمًا حتى أطلبُ من الناشر أنه أنا لا أقبلُ أن يكون اسمي رقم 2 في أيّ عمل أنا أريدُ تقديمه لأنه أنا أدّعي يمكن عضو الكُتّاب الوحيد في مدينة غزة وشمالها الذي بقيتُ صامدًا في شمال غزة ولم أنزح باتجاه الجنوب رغم كلّ وسائل الموت، وتعرضت للأسف لأكثر من حالة يعني اغتيال غير منظم يعني لأنه اعتباطاً، لأنّ كلّ شيء كان مستهدفًا سواءً المواطن العادي وغير العادي، المتعلم وغير المتعلم، المثقف وغير المثقف، وتعرضنا لحالة تجويع طبعًا كتبتُ عنها في كتابي الذي صدر مؤخرًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، والذي هو "النزوح نحو الشمال، سيرةُ الجوع والوجع" وحاليًا أعكفُ على كتابٍ جديدٍ بعنوان "الليلة الأخيرة في غزة" أو "الطريقُ إلى المعمداني" للآن يعني ما رسينا على بر في اختيار عنوان الكتاب الجديد الذي سيصدرُ أيضاً في بيروت

 

أحمد البيقاوي: طيب، إذا أريد سؤالك أن تخبرنا عن غزة التي أنت تُحبّها؟

يسري الغول: انظر هي غزة أنا أُحبّها بكلّ أحوالها، ولكن غزة هي مجرد مكان، بمعنى أنه مكانٌ وُلدت فيه، مكانٌ نشأتُ وترعرعت في شوارعه، في أزقته في أحيائه، نشأنا في مخيمات.. يعني مخيمات لم تكن مثالية يعني هو مخيم استيقظت وجدتَ نفسك في مكان، فالنوستالجيا، تلقائيًا يصبحُ الحنين للمكان وأنا يمكن سافرت وزرت أصقاعًا كثيرة من العالم، وأعطيتُ محاضرات بالمناسبة في كبرى الجامعات العالمية، وكنتُ مؤخرًا يعني كنتُ في في.. أو ليس مؤخرًا عفوًا.. يعني قبل عقدٍ من الزمن كنتُ في جامعة كولومبيا في منهاتن في نيويورك، فالمكان يبقى الحنين له بشكل ليس طبيعيًّا، لماذا؟ لأنك أنت عشت فيه حيواتك كلها، الحبُّ والخوف، والجوعُ والألم والأصدقاءُ والأعداء، يعني ولذلك غزّة يعني هي المكانُ الجميلُ بكلّ أحواله، هو غزة مجردُ مكانٍ كان يسعى أصحابه أن يصنعوا منه مدينة جميلة "طوباويّة" مثاليّة لكن للأسف دائمًا المثالية في السماء، بينما الطغاة هم الذين يصنعون الأوطان على الورق وعلى الحقيقة وعلى الأرض يعني سواءً الاحتلال أو..

أحمد البيقاوي: وإذا أردتُ سؤالك فعليًا أنت يعني.. سافرت وخرجت وتعاطيت مع مع جنسيات كثيرة وفلسطينيين كثار إذا أردتُ سؤالك فعليًا على صفاتٍ خاصة تُحبّها في في أهل غزة.

يسري الغول: يعني تريدُ الصراحة يعني، للأسف نحنُ في غزّة أهلُ غزّة عندهم غريزة أو مندفعين أو أنا أسميهم أنه نحنُ نحملُ السلّم بالعرض "مشان الله يا غزة يلّا" تجدُ المواطن الغزي الذي يتعرّضُ لكل أنواع الاضطهاد والحصار والقتل، ثم بعد ذلك تجده يحمل السلاح ليقاتل من أجل من ينتصر له، بمعنى أنّنا نحنُ مثل الفيلم الهندي الذي يأتي مصابًا بمائة رصاصة ويقوم حتى يُقاتل لأنه عشان كيف .. هذا هو الغزّاوي الغزّي الذي الذي.. للأسف يعني قدّم تضحيات في لحظة ما قد يشعر النخبويّ في غزّة أنهُ هل كان الآخرُ يستحقّ أن نُضحّي من أجله؟ ولكن من أجل الوطن طبعًا، كلّ شيءٍ يهون. يعني ولكن المواطن هذا شيءُ آخر يعني تعريف المواطن يعني لا أريد تعريف الإنسان أتحدّث على تعريف المواطنة، المواطن الفلسطيني في الوطن والشتات، في غزّة وفي الضفة، وفي الداخل المحتل، ولذلك هل كان الآخر يستحقّ؟ أين السند الذي كان يهتف للمواطن الغزّي عند أعتاب المسجد الأقصى؟ "مشان الله يا غزّة يلّا" هل فعل ما يعني.. يعني ما يجب أن يفعل للمواطن الغزّي عندما كان يتعرض للإبادة والقتل هذه الأسئلة لا أعتقد أنّ الجميع يحاول سؤالها لأنه يشعر أنه معيبٌ أن نحكي نحنُ أبناء وطنٍ واحد وشعبٍ واحد، لكن لا.. أنا كمواطن فلسطيني يرزحُ في قطاع غزّة ويتعرضُ لكلّ حالات القهر والقتل والحصار والتجويع، لم أشعُر أنّ أهلي في الشق الآخر من الوطن كانوا يشعرون بما أشعر به، وللأسف عندما كُنّا نشاهد حالات الأفراح والأتراح أيضًا بشكلها المُبالغ أحيانًا كان يُشعر أنه يعني موتوا بصمت ونحن سنقرأُ أنخابنا على يعني على أشلائكم.

أحمد البيقاوي: بالأسئلة هذه التي أنت تسألها تُسائِل الناس التي التي التي.. في الشق الثاني من الوطن أو يعني إذا يجوز أن نقول يعني اه ما بين قوسين ولا لا؟ أقصدُ الاسئلة هذه عندما تُفكرها أم تُسائِل أكثر من من بنى توقعًا منهم.

 

يسري الغول: انظر يا عزيزي يعني أنا لا أسالُ لا أهلنا الذين في الداخل ولا أسألُ العرب أسألُ من يقود يعني دفّة الحكم في قطاع غزة إلى متى سيبقى الفلسطينيُّ في غزة يدفع الثمن؟ ألا يجبُ أن يحصل على استراحة محارب؟ سؤال مهم جدًّا، وبعدها أساسًا هناك أيضًا يعني أسئلة كثيرة أخرى، ما تعريفُ المقاومة؟ هل هي المقاومة المسلحة فقط هل المقاومة المسلحة غاية أم وسيلة؟ تمام؟ سؤالي الثاني هل المقاومة هي حكر على جهة معينة أو على تنظيم معين؟ أو على دين معيّن أو على مذهبٍ معين؟ تمام السؤال الثالث أيضًا ما هي المقاومة؟ هل نحنُ نعرف الأدوات الموجودة بين أيدينا؟ هل هي تتوافق مع طبيعة الظروف الحالية التي نحنُ نعيشها كفلسطينيين في غزة؟ وهل النتائجُ تليق بحجم التضحيات التي التي قُدمت خلال عامين من الإبادة ولذلك الأسئلة ليست للآخر، يعني للأسف العربي يعيش في ظل أنظمة شمولية راديكالية ولذلك أنّه يلا ما يفعله يخرجُ تظاهرة بعشرة أشخاص عشرين شخصًا فقط، ولذلك أنا لا أدينُ أحدًا بقدر ما أدينُ نفسي، لماذا ذهبتُ إلى هذا الاتجاه؟ طبعًا أنا لا أنكرُ كي أيضًا تفهم أنه لا أنكر.. لا أنكر مشروعية المقاومة بكل وسائلها وسبلها المتاحة، ولكن أحيانًا أُنكر أُنكر الظروف أنكر الأدوات، أنكرُ الآخر، سواءً الآخر المقصد العربي المسلم بلا بلا بلا يعني أنت تعرف كيف، حتى منظومة القوانين الدولية ظهر عوارها اليوم المؤسسات الدولية اليوم مؤسسات حقوق الإنسان الجنايات الدولية عُصبة الأمم أو ما يعرف بالأمم المتحدة واتخاذ قرارات، العهود الخاصّة سواء الذي هو العهد المدني، العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بلا بلا بلا والعهد الخاص بالحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية جميعه بان عواره. بمعنى أنّه للأسف مثل ما يُغنّي علي الحجار أنتم شعب ونحنُ شعب، العالمُ اليوم يعني فسطاطين، فسطاطٌ الذي هو الأسياد والنظام النيوليبرالي الجديد الذي بدأ ينقلبُ على نفسه ولا نريد الحديث بالسياسة كثيرًا، تمام؟ والعالم الذي هو دول العالم الثالث التي هي مجرد حجارة الدومينو في يد اللاعبين، الرأسمالي والاشتراكي، الذي يريد يحركه، يعني نحنُ مجرّد حجارة دومينو يحركونها كيفما شاؤوا ولكن وحتى الأنظمة الشمولية هي أنظمة تبحثُ عن البقاء في سدّة الحكم ولذلك هي تسعى بقدر ما تستطيعُ إلى إرضاء الذي هو المستعمر.

أحمد البيقاوي: ولكن نحنُ في "بودكاست تقارب" نحاولُ دائمًا هكذا نبحث، يعني ندخلُ في الضيف، في تفاصيل حياته، بنشأته حتى نتعرف عليه، فعادة مكتوبٌ عنك الكثير من الأوصاف، وكلّ شخصٍ يجتهد فعليًّا يعني يُعرّفك بشكل، أو يجتهدُ يخلطُ التعريفين مع بعضهم، ففي "بودكاست تقارب" نُفضّل إعطاء الضيف هذه المساحة الحرّة، حتى يُعرّفنا عن نفسه مثل ما هو يحب فتفضل شاركنا.

يسري الغول: الله يسعدك يا أحمد شكرًا أنا مواطن عندما أرسلُ لأصدقائي رسائل، قبل أن أعرّفك عن نفسي دائمًا عندما أصدقائي مثلًا أحدهم يكون مشغولًا فلا يجيب فأقول له دولتك معك المواطن يسري الغول، يعني كي تجيب علي طبعًا هم يفهموا يعني تلقائيًّا، حتى لو كان وزيرًا يعني أرسلُ له ولكن يعني الفكرة أنّه أتعامل بهذا النّفس، أنا مجرّد مواطنٍ عادي، يعني إنسان اسمي يسري الغول ولدتُ في مخيّم الشاطئ عام ألف وتسعمائة وثمانين، برجُ الأسد تخرجتُ من الجامعة الإسلامية تخصصُ اللغة الإنجليزية، وأمتلك ماجستير علاقات دولية، وكنت على وشك الدكتوراه، لكن الظروف لم تسمح، سافرتُ إلى العديد من أصقاع العالم، أعطيتُ محاضرات في الناتو في.. حتى ذهبت إلى الكونغرس وإلى العديد يعني الخارجيات الأوروبيّة كنت هناك أجلس مع وزراء وسفراء، خريج برنامج تحالف الحضارات الأمم المتحدة، ومؤسس Global Shapers Community محور غزة في تجمع المشكلين الدوليين، طبعًا عندما عدتُ من أذربيجان، يعني أنا أسستُ هذا المحور، وهو محورٌ عالمي منبثق عن "دافوس"، أسستُ حالة ثقافية فلسطينية أدّعي أنّها كانت أكثر بروزًا من الحالة الرسمية الفلسطينية، تجمع قرطبة الثقافي مبادرة شغف الثقافية، إبّان الانقسام كنت أُحضر كل المنقسمين على الطاولة تعالوا ذبّحوا بعضكم نريد الحديث في فكر الإخوان المسلمين، ونريد الحديث في فكر الملحدين، نريد الحديث عن الحلاج، نريد الحديث عن محمد أحمد الراشد، نريد الحديث عن يوسف القرضاوي، نريدُ الحديث عن عن عن الصادق النيهوم وعبد عبد الإله بلقزيز، وغيره وغيره تمام ولذلك يسري الغول يعني ابن حالة مليئة بالتناقضات يمكن، وأنا أمشي حتى كنتُ أتحدثُ مع نفسي، أقول كم أنّ الإنسان يعيشُ حالةَ اغترابٍ عن نفسه، إذا ما أدرك أنه هو هو خليط من المتناقضات، الإنسان هو عبارة عن كائن شيطلائكي بيجمع الخير والشر تمام ولذلك يعني يسري واحد من هالشباب الموجودة في غزة وشاب الشعر يعني

أحمد البيقاوي: يعطيك الصحة والعافية، ولكن أنت بنشأتك كانت عائلتُك عائلة مسيّسة؟

يسري الغول: لا أحد في غزة عائلته غير مسيسة ولا أحد فينا كان غير مسيس، لكن النضج هو الذي يلعبُ دورًا أين تذهبُ أنت لاحقاً تمام؟ بمعنى أنه عندما تكون منغلقًا في بيئةٍ معينة يعني أنا دائمًا أقولُ مثلًا قبل أن أوضح لك السؤال، أنه نفس المدرسة نفس المدرسين نفس المنهاج تعليمي سينتج نفس الطلبة ولكن ماذا لو فكرنا أن ننتقل بابننا إلى مدرسة أخرى بمعلمين آخرين، بثقافات مختلفة برؤية مختلفة؟ أكيد سوف يصبح الإنسان لديه قدرة على الاطلاع ورؤية الأشياء بشكل مختلف، ولذلك أننا نحن كيف لا، أن الانسان أكيد يولدُ وفق بيئة معينة، شوف أنا لديّ سؤال وسامحني، البيئات المتشددة سواءً دينيًّا أو مذهبيًّا أو فكريًّا أو سياسيًّا أحيانًا أحزنُ عليهم، ماذا أتحدث أقولُ يعني مثلًا لو شخص استيقظ وجد والده طبيب واستيقط من النوم يأخذه بالسيارة على مدرسة خاصة ويذهب ويدرس بعد ذلك في مركز لغة إنجليزية، يعني أكيد تلقائيًّا هذا الطفل سوف يخرج متعلمًا، حسنًا شخص والده مثلًا عامل أو مثلًا يعملُ على -كارّة- يوقظُ ابنه بالكرباج ويقول له يلا ولا يذهب للمدرسة ويحمل حجارة ماذا سيصبح؟ دكتور؟ ولذلك البيئة هي التي تحكم، ولذلك عندما نُفكّر أن نُحاكم الآخرين، يجب أن نَضع أنفسنا مكانهم ومكان الظروف، وهذا يأخدنا لسؤال صعب جدًّا يعني أنا أحيانًا عندما آتي بـ.. يعني أنا آسف جدًّا يا بحكي كيف ربنا سوف يحاكم النّاس، أحيانًا القاتل نفسه يكون هو نتاجُ ردّات فعلٍ تعرّض لها في سياق حياته، السارقُ كذلك، الكذا الكذا تمام طبعا أنا لا.. يعني أنا لستُ لستُ دولة حتى أحاكم ولكن أنا أحكي لك أنّه كيف تنشأ الأشياء والأفكار، وهذا الخليط بسبب ذلك دائمًا عندما كان أحدُ يزعجني من الأصدقاء، أقول له شيئًا أنت أتمنى عليك إن شاء الله ربنا يكرمك وتسافر وتلف العالم، عندما أنت تمتلك الجرأة في يوم من الأيام تُفطر مع البوذي، تتغدى مع اليهودي، وتتعشى مع المسيحي، وتتحدّثُ مع شخصٍ متطرف للصهيونية، وتدردش مع شخص متطرف الذين نسميهم مناصر لفلسطين يعني مناصر لفلسطين، وأنّ هؤلاء الذين أيّ شخصٍ يريد محاولة الاعتراض عليهم ونقول له أنت زي ما بقولوا أنت معادٍ للسامية تمام، نحنُ دعنا نطلق مصطلح Anti-Palestinian أعداء الفلسطينية لأنّ أعداء الفلسطينة أعداء الإنسانية يعني أعداء الإنسانية تمام، ولذلك المجتمع نشأ في بيئة للأسف بيئة منغلقة محاصرة ولذلك أصبحت رؤاه للأشياء قاصرة بسبب ذلك أحيانًا ممكن طفل صغير لأنّ آفاقه أوسع يستطيع إعطاءك مشورة أعمق من أن يعطيك إيّاها شخصٌ يعني يمتلك من الخبرة والتجربة بكثير، اسمح لي أخبرك شيئًا صغيرًا، أول أسبوع من النزوح خرجنا طبعًا، أنا نزحتُ من الشمال إلى الشمال، بسبب ذلك كان كتاب اسمه نزوح نحو الشمال سيرة الجوع والوجع، هذا كتابي رقم 11، بالمناسبة ابني أسامة كان في صف ثاني إعدادي يعني كم عمره بيطلع يعني 14 سنة يعني أو 13 سنة مثل هيك يعني.. ونحنُ خارجون نحملُ حقائبنا فابني ينظرُ لي طبعًا ابني يحبّ السياسة كثيرًا يعني كان دائمًا عاليوتيوب يشاهدُ جو حطّاب، يشاهدُ التاريخ الإسلامي يُشاهد تاريخ المسيحية، تفكيره هكذا يعني غارق في هذا هذه العوالم، فيقولُ لي ونحن خارجون يقولُ لي تعلمُ يا بابا يبدو أننا انتقلنا من مرحلة تحرير فلسطين لمرحلة تحرير غزة اليوم الذي أنا أراه بالفعل يعني كلام ابني طبعًا أنا لم يُعجني كلامه في تلك الحقبة يعني قبل سنتين فقلت له لا يا بابا مرحلة إن شاء الله الموت والتدمير إلى مرحلة التحرير، ونحنُ الآن في مرحلة التحرير، لكن التحرير لن يأتي في حالة الركود التي كانت تعيشها الحالة الفلسطينية، تمام ولا نعلم يعني نحنُ ننتظر الظروف المؤاتية حتى نحكم على صدق كلامنا من يمكن الطفل كان.


 

أحمد البيقاوي: ماذا يعني الرؤية من التدمير إلى التحرير؟

يسري الغول: يعني أنا أقول دائمًا لأصدقائي، رأيت الصورة انت اليوم يمكن على الفيس عندي طبعًا حولي كلّه دمار البيت الوحيد يعني الليلة الساعة 2 الفجر لم أستطع النوم، خرجتُ على السطح لا يوجد لا يوجد إلا كلاب يعني في الحارة، فقط اشي.. فأنظرُ مكان ركام، فدائمًا أقولُ لأصدقائي أنّ غزّة أصبحت بهذا الحجم من الدمار، ليس لأجل الإعمار، لا غزّة ستُصبح متحفًا كبيرًا يحجّ إليه الناس ليعرفوا ماذا فعل.. ماذا فعل الفلسطينيُّ الغزيُّ حين انتصرَ على العالم، ولم ينتصر على الإسرائيلي فقط، ليُحرّر هذه الأرض من هذا العدو الذي هو سواءٌ كان يهوديًّا أو مسيحيًّا أو مُلحدًا هو مجرد احتلال، ونحنُ نُحارب احتلالًا، تمام، وأنا على يقينٍ تمامًا أننا نحنُ أقربُ ما نكون إلى تحرير فلسطين.

أحمد البيقاوي: بذات سياق فلسطين كيف نشأت علاقتك مع فلسطين؟ نحاولُ دائمًا أن نفكر أنه هناك حادثة يعني أو مجموعة من الحوادث هي فقط هناك حادثة التي نقلت العلاقة من مكان رومانسي لهذا العنفوان الذي أنت تتحدثُ به فبتقدر تستحضر أول قصة بالطفولة والنشأة تشاركنا إياها

يسري الغول: يعني انظر لا أعلم حسن حظي أم سوءه يعني أنا حتى حكيت وكتبت قبل كم يوم منشورًا أنّ الثورجيّة الذين مثل حالتنا ليس لهم مكانٌ في المشهد السياسي للأسف رغم أنه نحنُ البارزون أو الأبرز في الحالة الفلسطينية في قطاع غزة، لماذا؟ لأنّنا نحن لسنا دولة الباشوات نحنُ أبناء المخيمات تمام؟ أنا نشأتُ في بيئة جميعهم ثورجيّة، يعني عمي كان أحد المسؤولين الفلسطينيين في سوريا اللواء عبد الكريم الغول رحمة الله عليه، وكان أحد ثلاثة من خبراء التصنيع في القنابل وشيء.. ابن عمي عدنان الغول الرجل الثاني في كتائب القسام بندقية الغول طبعًا، ليس لي علاقة، يعني حتى إذا الإسرائيلي يُشاهدنا أنا ليس لي علاقة فيه، كتائب الشهيد سامي الغول أيضًا ابن عمتي مسؤول في كتائب شهداء الأقصى، وابن عمتي كايد الغول عضو مكتب سياسي للجبهة الشعبية ابن عم يعني ما شاء الله جميعهم يعني حاضرين في الحالة السياسية، ولذلك هذه البيئة.. عمتي يعني توفيت في مصر كانت مطاردة لم يسمحوا لها دخول غزة، فقد جاءت مرة واحدة عبر الأنفاق ثمّ عادت إلى مصر وتوفيت في مصر، لأنها كانت مطلوبة للاحتلال الإسرائيلي، عمتي الثانية عندما جاؤوا لبناء بيتها طبعًا عند الحفر وجدوا سلاحًا قديمًا وصدئًا، وبمعنى هو الفلسطيني في غزة كي فقط أختصر عليك، البذرة في غزة مقاومة، البذرة في غزة والسنبلة تنتمي إلى فلسطين ولذلك إشكالية الاحتلال أنه أنّه هو مهما حاول أن يفعل مع كلّ مواطن في قطاع غزة لن يستطيعَ أن ينتزع جذوة المقاومة، هو مشكلة "إسرائيل" أنه هي تُحارب شعبًا يختلف عن بقية شعوب أهل الأرض، هو يؤمن تمامًا بعدالة قضيّته، أنا أقول لك أنّك تكونُ تمشي في الشارع، الناس تموت وتُصاب، يأتي أحدٌ يقول لك ليفعلوا ما يريدون، يقتلونا، سننتصر سنتين شوف يعني يتعامل وفق شوف.. إذا امتلك الإنسان الإرادة والإيمان المطلق بحقّه، ولديه خطة استراتيجية وهدف لا أشك أنه قد يحقق هدفه في اللحظة المناسبة. ثيودور هرتزل عندما كتب الدولة اليهودية قال بعد خمسين سنة سوف نقيم أو نعلن دولة "إسرائيل" وبالفعل في 67 68 أصبحت هناك دولة اسمها "إسرائيل" يعني ونحن إن شاء الله يعني أنا أتوقّع يعني لا يوجد عندنا ميناء ولا عندنا مطار، ولكن سيكون عندنا دولة كاملة مترامية الأطراف، تعرف لماذا؟ لماذا أنا أقول لأصدقائي على فكرة أصدقائي في القنصلية الأمريكية دائمًا يتواصلون معي وغيرهم يعني طبعًا، فعندما يتحدّثون معي أقول لهم الاحتلال الإسرائيلي من أغبى أنواع الاحتلال في هذا العالم، الاحتلال الإسرائيلي يعتمدُ على بقائه في الأنظمة الشمولية التي تحميه "إسرائيل" دولة محاصرة بدول نُسميها دول الطوق ما هي دول الطوق؟ مصر الأردن سوريا لبنان فلسطين من الذي يحمي "إسرائيل" من هذه الشعوب؟ الأنظمة الشمولية الأنظمة الشمولية ترتهن بالإدارة الأمريكية أو النظام الرأسمالي العالمي الذي يقود العالم، ماذا لو انشغلت الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها؟ وهذا ما سيحدث عمّا قريب، والإرهاصات يعني تُبين يعني اليوم فوز زهران ممداني هذا التغيير في الذوق العام، بالمناسبة قبل أسبوع أنا أشاهد.. أقرأ في صحيفة لوس أنجلوس تايمز وأنت تعرف ولاية لوس أنجلوس يعني مقدرات وموارد طبيعية وشركات وشيء عملاق، هناك صفحة كاملة سوداء Israel committing genocide "إسرائيل" ترتكبُ إبادة جماعية بمعنى تصرّ على ارتكاب الإبادة الجماعية، أن الذوق العام الامريكي بدأ ينفضّ وينفضُّ عن الاحتلال الإسرائيلي بمعنى أنّ "إسرائيل" ستبقى وحيدة "إسرائيل" الذي يحميها في لحظة مجنون مثل البوعزيزي ممكن يحرق نفسه المنطقة تشتعل، بسبب ذلك، مرّة أنا كتبت على موعد مع الثورة، ولذلك "إسرائيل" يعني أنا لو كنت مكان هذا الاحتلال لعقدتُ سلامًا مع العالم، حتى السعودية والتطبيع وغيرها من بلدان العالم العربي لن تستطيع أن تحمي هذا الاحتلال، ولذلك اليوم عقلية الثأر "إسرائيل" زرعت في نفوس الجيل العربي الجديد، الثأر من هذا الاحتلال، جعلت الطفل يشعر بالكراهية للإسرائيلي والمرأة والعجوز، ولذلك فكرة الانتقام من الإسرائيلي أصبحت يعني شيئًا يُشرب مع الماء ويؤكل مع الطعام، ولذلك مهما حاولت الأنظمة العربية، اليوم السينما العربية مثلًا والدراما العربية لغت فكرة فلسطين تمامًا، وأنا كتبت مقالًا عن هذا الموضوع لكن هل تستطيعُ أن تُلغي هذا الشيء في عقل ووعي ووجدان الإنسان العربي؟ طبعًا لا. العربي مشغولٌ بمتطلبات الحياة اليومية، اليوم للأسف، تم إشغال العربيّ بالتفكير بالمأكل والمشرب ووو.. لكن بعد ذلك ماذا لو عاد العربي إلى الوعي، والإنسان العربي إنسانٌ عملاقٌ في تفكيره وفي أدائه ولكن للأسف دائمًا القوّة هي التي تغلب ويمكن أنا لي وجهة نظر أنا وأنا آسف جدًّا أن أقولها، أنه أحيانًا جلاوزة السلطان أو العسس أو الأنظمة والتبع يحاولون دائمًا أن يحقروا وأن يحتقروا وأن يحاربوا صاحب الفكر ولذلك يعني للأسف تاريخنا الإسلامي غارق بالدم بقتل العلماء والمفكرين، يعني أُعدم الحلّاج يعني اتهم بالزندقة، قتل ابن سينا او اتهم ابن سينا بالكفر ابن حيان غيره غيره ممنوع كلما خرج صاحب فكر تم محاربته ابن رشد.. حتى يبقى مجموعة الرعاع المتزلفين، يعني أنا أذكر هنا في يوم من الأيّام طبعًا الكرسي في مسمار يعني يخزني بس مش مشكلة في يوم من الأيام نيلسون مانديلا عندما سلم الحكم لخلفه جاء له وقال له أنا لا أذكر اسمه بالمناسبة فقال له انصحني يا رئيسي فقال نيلسون مانديلا لا تضع حولك دائمًا من يقول لك دائمًا نعم نعم ونحن العرب لا نحب يا عزيزي إلا من يقول لنا دائمًا نعم نعم فاهم كيف

أحمد البيقاوي: نحن نحن أنا أنا في "بودكاست تقارب" مبدئيًّا لا أستطيع أن أقول لك نعم نعم وعندما أسأل سؤالًا فعليًّا أركّز على التفاصيل سؤال السرد الذي سردته لي اياها هذه جدًّا مهمة بسياق يعني تحديث هيك كيف تُفكر في علاقتك في فلسطين أكثر من كيف تطورت علاقتك بفلسطين؟ أنت نشأت أريد الرجوع للأساس نشأت يمكن وانت في بيئة محاطة مسيسة من كل مكان ففرص أنك تنجو بما بين قوسين من هذا التسييس ضعيف.

 

يسري الغول: لا نجوت اليوم نجوت بالمناسبة أنا.

أحمد البيقاوي: الآن.. بنشوف ما هو مفهوم النجاة ومفهوم النجاة ولكن إذا يجوز اعذرني مرة أخرى أريد إعادتك للسؤال فقط نستحضر مع بعض حادثة حادث الطفل يعني تستحضر الطفل الذي بداخلك الذي حدثت معه حادثة أولى وهزته وغيرت مفهومه لفلسطين أو تعريفه لها

يسري الغول: أنت تريد أن تحبسنا يعني ولا تمنعنا من السفر؟

أحمد البيقاوي: يكفي.. لا ما هو نحنُ يعني هذه الطفولة مبدئيًّا يعني مرق عليها من سنين ما يكفي أنه تتسامح عليها.

يسري الغول: يعني أتذكر في يومٍ من الأيام عندما كنّا في المرحلة الإعدادية، كانوا طبعًا الأنشطة الطلابية التنظيميّة الأطر التنظيمية، يمكن هذا الموقف لن أنساه يعني فدخلت علي أمي وأنا كنتُ أكتبُ أنا خطّي جميل أيسر أشول فمعروفٌ عندنا نحن أهل يسار اليد يعني أو Left Handers يعني نُشكّل نسبة 12 في المئة من المؤثرين حول العالم من سكان العالم وخمسين في المية من المؤثرين حول العالم بالمناسبة يعني اه فدخلت وجدتني أكتب ماذا تفعل؟ لا شيء فقالت للوالد يعني، فوالدي كان خائفًا علي لأنّه تعرض للاعتقال.. فثاني يوم أمسكني وقال لي انظر يابا رأس مالك شهادتك شفت هذه الورقة الكرتون هي رأس مالك أنت غدًا لو حُبست أو حدث فيك شيء لأنك تعرف الاحتلال ما شاء الله في الضفة الغربية يعني أطفال يُعتقلوا يعني لو انحبست لو صار معك أي شيء لا أحد سوف ينفعك ويومها بكيت يعني يمكن اليوم أنا وصلتُ لقناعة أنه أحيانًا يجب أن نُقاوم أحيانًا بوسائل مختلفة كثيرة يعني هناك وسائل يمكن هذا الحدث من أكثر الأحداث التي أثرت فيّا طبعًا وأكثر من مرّة أمسكني اليهود لكن لم يكونوا يعتقلوني يعني يضربوا وهكذا ومناوشات وتخرج أمّي تدافعُ عني ويضع "أم 16" في صدرها ويريد قتلها والله هذا وأنا يمكن في ثاني إعدادي يعني كان عمري 13 سنة ونص 14 سنة يعني لليوم أتذكر وهذا في حارة في بلوك اثنين في مخيم الشاطئ يعني ومرة ومرة كنت عند المدرسة فكنا طلابًا مُفلسين، فنذهب نرمي حجارة على جيبات الاحتلال في شارع النصر، ففي يومٍ من الأيّام كنا راميين ومروحين في الشارع لم نكن منتبهين أنّه آتٍ علينا جيب للاحتلال لأنه ما كان ظاهرًا عريشة لم نكن نعرف أنه هو جيب للاحتلال يعني هوب وإذ به جيب ونهربُ من بين الأزقة فأنا صرت أركضُ ووجدتُ الجندي بجانبي يركض فهو تركني لأنه كان يبحث على الأطول مني والأعرض فأنا دخلتُ في بيتي، بعد قليل اللي هو جاء يهوديّ يعني إسرائيلي، عفوًا مش يهودي، يعني أنا أحترمُ الديانة اليهوديّة، وكل الأديان لا توجد مشكله معهم، ثم قال لها أين هو؟ فالمرأة تقول له ها هو ماذا تريد منه؟ قال لها أريد الطفل، المهم حدثت مناوشة بينهم، جاء ليأخدني، فهو أمسكني خرجتُ على رأس الشارع فجاءت امرأة أخرى، طبعًا أيام الشال والداير، شدّتني ابني يا خواجة حدثت منازعة راح لا أعرف يعني أتوقع يومها شدّني من أذني قليلًا ضربني شلوط والحمد لله مشيت.

 

أحمد البيقاوي: أنت عندما تقول لي نجوتُ ما مفهومك للنجاة وكم غيّرت فيه هذه الإبادة؟

يسري الغول: يعني انظر مفهومُ النجاة أكبرُ من مفهوم الوطن وأكبر من مفهوم .. حتى مفهوم النجاة أنّك تنجو بنفسك، أن تعرف نفسك، يعني أنت تعرف ماذا أنت تريد وأين ستذهب إذا أردت أن تعرف إلى أين أنت ذاهب عليك أن تعرف أين أنت الآن، ما هي الأرضية التي أنت تقفُ عليها ويكون عندك مفاهيم أخلاقية، الأنسنة، many nations, many cultures, one humanity أمم متعددة، ثقافات حضارات متعددة لكن الإنسانية واحدة ولكن كل هذه البوصلات لا يجب أن تحيدك عن هدفك الأساسي، أنا أعتبر نفسي جزءًا من لا يتجزأ من كل يعني مقدار التأثير دائمًا أنا يمكن قليلًا عندي إيمان بنفسي أنه أنا أصنع تاريخًا، ولست يعني شخصًا يكتب التاريخ فقط، ودائمًا أقول لهم إنه ما أكتبه اليوم سيصبحُ مرجعًا لكم غدًا شئتم أم أبيتم، سواءً أهل اليمين أو أهل اليسار، واليوم الحمد لله مثل ما قلتُ لك يعني مكتوب عني أكثر من 15 إلى 17 رسالة ماجستير ودكتوراه، يعني ويمكن في هذا الموقف يحضرني شيء في يوم من الأيّام ذهبت لحضور رسالة ماجستير لطالبة، طبعًا اسمها دعاء حمادة بُترت قدمها في الحرب فكنت أصغر من ذلك، وشعري كان جميلًا يعني فذهبتُ لأحضر مناقشة الماجستير التي هي عن البناء السردي في مجموعات البناء التركيبي في مجموعات يسري الغول السردية أو القصصية، فذهبتُ فدخلت القاعة، طبعًا كان حضورٌ كثير وأهل الطالبة ولا أحد يعرفُ أنّي من أنا، يعني فذهبتُ وجلست في الخلف، فالدكتور يعني جهاد حمدان ينادي علي يعني، يوقف المناقش الخارجي ويقول له اسمحلي فقط نُرحب بالكاتب الكبير الأستاذ يسري الغول بلا بلا بلا.. فيقول تفضّل فقط للأمام، طبعًا أهل الطالبة لا يعرفوا من الشاب الذي جاء يعني فالفكرة أنك تعرف نفسك وتعرف هدفك وتعرف ماذا تريد وأكبرُ مشكلة يعاني منها الفلسطيني، نحن نعيشُ حالة التيه، نحنُ اليوم غارقون في التيه، وللأسف نتشعبّ ودائمًا، أنا أقول يعني الذي يريد الذهاب لهدفه سيواجه يعني معيقات كثيرة يمين وشمال يريد تجاوز كل المعيقات من أجل الوصول إلى الهدف يعني النجاة أنّي أصبحت مع الجميع وأصبحت لست مع أحد أصبحتُ مع نفسي.

أحمد البيقاوي: والنجاة اليوم بعد الإبادة؟

يسري الغول: يعني النجاة اليوم يعني لكن قبل أن أجيبك على هذا السؤال، ابني أنس دائمًا يقول لي يابا صديق الجميع هو صديق.. هو ليس صديقًا لأحد قلت له هو أحيانًا التجربة مع الحياة تجعلُك تصبح صديقَ الجميع كي تأمن شر الجميع لأنّه للأسف اليوم المجتمع متوحش، المجتمع نتيجة ندرة الفرص أصبح نجاحك فشله حتى لو لم تكن أنت تنتمي إلى مجال العمل الخاص به، يعني أنت لو مثلًا نجار هو مثلًا مهندس أو بلّيط أو دكتور لو رآك ناجحًا سيصبح نوعٌ من الغيرة والحساسية والكراهية لماذا هو ناجح وأنا لستُ ناجحًا؟ ولذلك فكرة النجاة من الحرب هو أنه نحن أجسادنا ما زالت بخير اليوم لا يوجد مستشفيات لا يوجد عيادات طبيّة، لا يوجد أدوية، لا يوجد أدوات وللأسف يا صديقي اليوم يعني أكثر شيء يُحزنُني قصة المؤسسة التعليمية، قطاع التعليم وأحاولُ قدر ما أستطيع داخل بيئتي أنه أنا أنجو بأولادي، ولكن يا الله كيف أنجو فيهم، ولا يوجد إنترنت ولا يوجد كهرباء، رفضت أن أشتري لوح طاقة شمسية مسروق بخمسين شيكل، قلت حرام يعني لا أريد القول لك اليوم أندم، لكن أعود وأقول لك، يا عمي حسنًا أنا اليوم أمشي مسافات كي أشحن الجوالات، ونستيقظُ من الصباح، طيب الشريحة "السيليكوم" التي أشبكُ عليها إنترنت كي الأولاد يطوروا إنجليزياتهم مثلًا تكون لا يوجد طاقة يعني في الجوال يعني حالة.. نحنُ نعيشُ حالةً مُدلهمّة، نحن شوف نحن نعيش القيامة، دائمًا يعني أتحدث مع الشباب المؤطرين وأبناء التنظيمات أقول لهم هو النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة انظر إلى غزة، هذه هي الساعة نحن الآن الآن.. نعيشُ أهوال القيامة المرحلةُ الثانية هي لن تكون مرحلة جهنم لا مطلقًا، هي مرحلة الراحة يعني مرحلة الراحة.. المسلمُ يرى أنّ هي مرحلةُ الدخول إلى الجنة والنعيم المقيم مرحلة النار، الآخرين يرونها أنها أنت روحك تُحلّق بين النجوم، آخرين مثل الهنود يروها أنه هي تنتقل إلى روح إنسان واستنساخ، وحتى هناك أناس يرونها تنتقلُ إلى روح يعني حيوان حتى جرذ، يعني لكن أنا أرى أنها هي مرحلة الراحة.. يكون حينها آن للجسد أن يستريح وأن يتحرر من عبء.. آن للروحِ أن تستريح، وأن تتحرر من عبء الجسد.

أحمد البيقاوي: طيب إذا أردت يعني.. أيضًا تركيز سؤالي أكثر وأقول لك .. من ماذا نجوت في هذه الإبادة؟

 

يسري الغول: يعني هو نحن حتى اللحظة لم ننجُ يا صديقي، لكن أنا أشعرُ أننّي نجوتُ كيسري ككيان قائمٍ بذاتي حتى هذه اللحظة، لكن أنا لا أضمنُ بعد دقيقة.. "إسرائيل" وهذا ديدنها تُخِلّ بالاتفاق، تقصف مكانًا أنا أكون أمشي فـ تُصيبني شظية في مكانٍ تقتلني كما قتلت ابن أختي مثلًا، أو كما أنها عملت على إصابة أخي وأصيب في النخاع الشوكي والآن مشلول، يعني مفهوم النجاة الآن هو النجاة أنه حتى هذه اللحظة أنا لم أمت بعد، لا فكرًا ولا جسدًا، آه أنا لم أمت لا فكرًا ولا جسدًا "إسرائيل" لم تقتل الشغف بداخلي أنا ما زلت أن أبحثُ عن أهدافي وأسعى بكل ما أستطيع وباستماتة لتحقيقها.

أحمد البيقاوي: فقط لأنه أريد أن تساعدني لرؤية الأوجه أو المستويات المتعددة للإبادة غير الموت، الموت رأيناه ونعرفه ومفهوم يعني في فكرة النجاة، ولكن حتى عندما يعني انخفضت وتيرة الموت، إذا بنفع أن نقول اليوم أو توقف ولو مؤقتًا وإن شاء الله تدوم، الناس ما زالت تُناقش أو تطرح مستويات متعددة من استمرار الإبادة، فعندما أسألك من ماذا نجوت؟ لأنك أنت شهدت أوجهًا متعددة للإبادة وليس فقط بالمفهوم الحصري للموت بنفع أحكي هكذا؟

يسري الغول: انظر هو فكرة النجاة قلتُ لك أنا تحدّثتُ على صعيدي الشخصي، ولكن في المقابل على صعيد الآخرين التي كان لديه شركة أو كان لديه مؤسسة ودُمّرت بالكامل ولم يستطع أن يعود لإنشاء شركته، الطفل الذي مات.. الأب الذي اليوم.. أو الأم التي انثكلت أو ثكلوا بالطفل أو الطفل الذي انبترت قدمه ويقوم بوضع مثلًا ماسورة يعني "مجاري" يعني أجلّكم الله، الفتاة التي فقدت زوجها أو حبيبها أو خطيبها، الرجل الذي فقد زوجته الذي فقد أولاده شو لا أحد نجا أنا أقول لك أنا نجوتُ كيُسري ككيان، ولكن على صعيد الآخرين .. لا لا أحد نجا، يمكن حتى أنا هناك هناك جزئية ما لم أنجُ في ما يتعلق بموضوع أبنائي الذين أنا كنت أحلم أن آخذهم لمربع، والاحتلال أخذنا لمربع آخر، "إسرائيل" عمدت إلى تدمير كل شيء، تدمير البنية التحتية، "إسرائيل" عمدت إلى تدمير الإنسان، المكون الإنساني من الداخل، "إسرائيل" عمدت إلى تدمير كلّ القطاعات، يعني مثلًا المدرسة التي كان يجب أن تكون هي مكان لتعليم الأطفال الصغار وصناعة الحياة، أصبحت مكانًا مرتعًا للموت، أن يأتي النازحون أو النازحون بآبائهم وأبنائهم ليدفنوه في ساحة المدرسة يقوموا بدفنهم بساحة المدرسة، تأتي الطفلة التي عيد ميلادها مثلاً بعد أسبوع أو بعد يومين، تذهبُ بجانب قبر أمّها في المدرسة في الساحة الخلفية، وتتمدد بجانب القبر، وتقول لأمها، والله يا أمي أنا اليوم عيد ميلادي وجائعة ونفسي بالكيك أنا مفهوم النجاة بالنسبة لي مختلف، أنا لا أفكر بالطعام والشراب بالمناسبة أنا أريد أن أقول لك شيئًا، لأنه أنا بقيت في شمال غزة، أنا كنتُ أذهبُ للموت حتى أحضر علبة فول سعرها شيكل يعني أقل من ربع دولار وكانت المسافة بيني وبين الدبابة حوالي 300 متر، وفي مرة من المرات يعني كانت الهاوتزر القذائف المدفعية تضرب علينا في النهاية الحمد لله يومها طلعت يعني بـ17 كيلو طحين يعني مشي الحال يعني ووزعناه يعني ماشي يعني الكل جائع الكل يريد يبحث عن الطعام

أحمد البيقاوي: برأيك ماذا قتلت "إسرائيل" اجتماعيًا في المجتمع؟

يسري الغول: "إسرائيل" أحيت حبّ الكراهية لـ"إسرائيل"، و"إسرائيل" أحيت فكرة التحرر من عبء الاحتلال لو مات كل الكل الفلسطيني، "إسرائيل" أحيت بداخلنا فكرة أنه ما معنى الحياة، نحنُ لم نكن نفهم معنى الحياة اليوم بدأنا نفهم معنى الحياة، "إسرائيل" قتلت الأجساد، قتلت الأماكن والبيوت. ولكن حتى دائمًا أنا في قصصي وأتمنى منك أن تقرأ يعني أعمالي، أنا آخر شيء أيضًا من ضمن الأعمال التي صدرت لي في بيروت جون كينيدي، هذه أحيانًا مجموعة قصص قصيرة، وأنا دائمًا آخذُ الناس لمربع الموت ولكن بالشكل الفنتازي، وليس بالشكل المتعارف عليه، يعني أضرب لك مثالًا أن أطفالًا يريدون الذهاب مثلًا يذهبوا ليقطعوا الشجرة أيّ شجرة؟ الشجرة التي أنزلت آدم من السماء، فيذهبون عند مستوطنة فيها شجرةُ تفاح، وفجأة يموتُ الأطفال، أو يختفون، يظهرُ خبر عاجل ويكتب أنه لا يوجد أطفال لا يوجد لهم أثر هل هم صعدوا ليقطعوا الشجرة أم قتلهم الاحتلال؟ فكرة أن الركام أنا دائمًا عشان تحكي قتل ماذا "إسرائيل" قتلت.. "إسرائيل" دمرت الأمكنة والأبنية والأجساد ومثل ما قال أرنست همنغواي A man can be destroyed but not defeated، من الممكن لك أن تُدمر الإنسان لكنّك لا تستطيعُ أن تهزمه. هم لم يستطيعوا هزيمة الإنسان الفلسطيني مثل ما قال يعني عمر المختار، نحن قومٌ لا ننهزم ننتصر أو نموت، تمام الآن "إسرائيل" دمرت الركام حتى دائمًا أنا أتخيل في اللاوعي بداخلي وهناك قصص التي التي حتى الآن لم أكتبها لأنه أنا منشغلٌ في كتابة اليوميات والسرديات، والتي هي non fiction stories، لكن أنا عندي مجموعة قصص يعني أحاول تجهيزها عندما تهدأ الدنيا، إذا وجدنا وقتًا وإذا عشنا طبعًا، أحاول أن أصنع من أبطالي فرانكشتاين جديد يتجمعوا من الركام أو من أشلاء القتلى لكي يبطشوا بقاتلهم، أحاول أن أحضر الأشلاء، أحاول آتي بالركام لأصنع الإنسان العملاق Halk الأخضر الذي يضرب الطائرات التي تقتُل الأطفال يعني أحاول أن أصنع من اللاوعي الذي بداخلي الذي اكتسبته من السينما والدراما والقراءة، أن أصنع عوالم جديدة في الكتابة لأقول أنّ "إسرائيل" لم تقتل "إسرائيل" أحيت.

 

أحمد البيقاوي: أنا أقفُ على هذه الأرضية، وأريد أن تساعدني نشوف ونتعرف على المجتمع أكثر، أنا أفهمُ فكرة الركام والبناء والمكان والإبادة المكانية بمفهومها، يعني وتعرف هناك جزءٌ كبيرٌ من التعاطي مع الأخبار خلال الفترات الماضية كان يعني يُركّز على هذه القصص، أريد منك أن تساعدني أكثر أن أتعرف على ماذا حدث في المجتمع، ماذا حدث في غزة باليوم يوم، اليوميات الصغيرة يعني أنا مهتمٌ بالتفاصيل الصغيرة جدًا حتى هذه قصة علبة الفول تعني لي شيئًا لأنه هي ليست مجرد فقط الذهاب والذهاب لتجيب علبة فول بقيمة أقل من ربع دولار بقدر ما أنك تفتح لي أفقي أو تفتح لي مخيلتي على نوع الحياة التي أنت كنت تعيشها، فإذا يمكن فعليًّا أيضًا أن أسألك من من مفهوم القيم الاجتماعية أو من مفهوم المجتمع اليوم، نحنُ عندما نأتي لنحكي عليه مرة أخرى، "إسرائيل" ماذا قتلت اجتماعيًّا في هذا المجتمع مقابل فعليًا ولكن حتى أيضًا أفترض .. يعني لأكون واضحًا، هناك تكافل الاجتماعي الذي شاهدناه في أماكن كثيرة، شاهدنا فعليًا حالة من اللُحمة الاجتماعية، بالنسبة لي حتى فكرة النزوح بالعائلات، العائلات التي أصبحت يعني عائلات جديدة قد تكون تشكلت بمفهوم عائلة الأقارب، العائلة التي تنزح مع بعضها، هذه الصور التي أنا يعني ساعدني أن أتواصل معها وساعدني أن أُراكم يعني أعرفها وأفهمها.

يسري الغول: طيب انظر أنا إجابة سؤالك يعني سأذهب لها شقّين، الشقّ الأول أنت تسعى للشق الإعلامي أنه "إسرائيل" قتلت وإنه نحن من خلال البروباغاندا الإعلامية أننا نحن نتحدث لأن "إسرائيل" بالفعل قتلت وهو الشيءُ المشهدُ المادي والذي هو قتلت الشيء المادي، الذي هو قتلت البشر، دمرت الأمكنة، أنهكت البُنية التحتية، عملت على تعطيل القانون الدولي الإنساني، وانتهكت كلّ القوانين الشرعية والقانونية ووو.. الشق الثاني الذي أنت تتحدّث فيه هو العوامل الاجتماعية، شوف أي شعب يرجع يرزحُ تحت الاحتلال لابد أن ينقسم إلى قسمين، قسمٌ خيّر وقسم شر، قسم حق وقسم باطل، أن يظهر عوار الناس وأن يظهر خير الناس بمعنى أنه أن العملة عندما نلمعها تبين معدنها الأصيل تمام، ولذلك إذا نحن أردنا الحديث عن هذا الجانب اليوم للأسف برز ثلة وهي عبارة عن حالة وليست ظاهرة، من أراد أن يرتزق من قتل الفلسطيني وإيذاء الفلسطيني بالتزلف إلى الاحتلال أو التقرب من الاحتلال أو الدفاع عن فكرة السلام مع هذا الاحتلال الذي لا يؤمن بنفسه ويؤمن بيهودية الدولة ولكن في المقابل أثبت الفلسطيني لنفسه أنه إنسان عظيم بمعنى أضرب لك مثالًا، آخر فترة زوجتي اتصلت علي بتبكي أنا كنتُ في شمال غزة، و هي نزحت على الزوايدة ولا يوجد مكان ولا تعرف.. ووضع كرب وبتعرف خيمة وتخيل أنك تريد دخول الحمام ومعطيات يعني لا يمكن تخيلها مجرد شوادر في شوادر، ولا يوجد يعني لا يوجد وسائل مريحة التي ممكن يتم التعامل معها، فبالصدفة أحد أصدقائي زوجته استشهدت وهي حامل وابنته استشهدت ووالده وأمه استشهدوا فاتصل علي هو ولست أنا، أنه يسري أنا لديّ أرض موجودة في الزوايدة، وأنا الأرض كنت أريد البناء فيها وتركتها، هات عائلتك واهرب من الموت وتعالوا عندي، فذهبت وحملت نفسي وذهبتُ، طبعًا نصبتُ خيمتين هناك وسكنت زوجتي وأولادي طبعًا يومها، ورجعت على غزة تمام؟ الفكرة التي أريد قولها أنّ الناس اليوم عندما الشخص يجدُ أحدًا في الشارع لا يجد ما يأكل، الجيران يعودوا للعادات القديمة، أنه يعطوا صحن العدس أو الفول أو أو لا يوجد طبعًا فواكه، ولا يوجد خضرة ولا يوجد لحوم، "إسرائيل" حرّمت كل شيء علينا يعني جديد.. يعني للأسف هي "إسرائيل" حاولت وأنا كتبت مقالًا حديثًا الآن من يومين في الميادين نت عن ما يحصل في الفاشر وغزة، والتي هي محاولة المحاولة.. التي هي يعني تقويض الأمن تمام؟ لم تستطع "إسرائيل" لماذا؟ لأن الجين الفلسطيني لا يقبل باستعداء الأخ لأخيه، الكل بدأ يتكاتف، حالة الكراهية أو العداء أو الجيرة التي أحيانا تكون شاذة، لا اليوم أصبح هناك تقارب أصبح هناك محاولة، هذا الكلام ليس بالمناسبة ليس من أجل والله عرض على الإعلام، لا أكيد هناك جوانب سلبية كثيرة ولكن ليس مثل الذي يقولون نريد النظر للجانب الممتلئ من الكأس، لا شعبنا بخير شعبنا فيه خير.. شعبنا عظيم شعبنا الذي يُخرج اللقمة من فمه حتى يُطعم الناس، عظيم يعني قبل يومين صديق لي من الأصدقاء صحفي كتب على صفحته على الفيس بوك يحكي أن امرأة عجوز هناك شخص يعمل ينقل يحمّل ويوصل يعني ينقل المساعدات له من مكان لمكان، فالمرأة العجوز عندما وصلت المكان طبعًا أعطت الشاب أموالًا وفتحت الكرتونة وقامت بإعطاء الشاب معلبات فلم يقبل قالت له يمّا والله أنتم الزمن جار عليكم وخذ يما احنا يكفوني فاهم كيف؟ هذا هو الجانب المشرق من الإنسان الفلسطيني العظيم الذي فتح بيوته أهلُنا في الجنوب، وأهلنا في الوسطى الذين فتحوا الأماكن وفتحوا البيوت والأراضي يعني أنا هناك مخيم كان قريبًا في منطقة الزوايدة اسمه مخيّم الزيتون كان عبارة عن أشجارٍ ممتلئة بالزيتون، قام صاحب الأرض بقطع كل أشجار الزيتون التي عُمرها يمكن أطول وأكبر من عمر دولة الاحتلال قال لي يا عمي أنا لو لم آوي الناس، من الذي سوف يآويها، لا مشكلة الزرع غدًا بنبني.. نزرعُ بدلًا منه، مثل ما البيت غدًا نبني بدلًا منه، تمام، وإن كان طبعًا هذا لا يبرر بالمطلق أن نصمتَ على حقوقنا وعلى مظلوميتنا، ويجب أن نُوجّه الرسالة إلى العالم، أن العالم ويمكن لولا السوشال ميديا والإعلام الاجتماعي وحضرتك وجميعُ الشباب الناشطين أنهم يتواصلوا ويوصلوا صوتنا إلى العالم، خصوصًا مع الإعلام الجديد السوشال ميديا ما قدرنا إيصال صوتنا لأن "إسرائيل" البروبوغندا الخاصة بها التي كانت مسيطرة الماكنة الإعلامية على كلّ أدوات العالم اليوم حتى السوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة بدأت تتعاطى مع مظلومية الفلسطيني، ويمكن نحنُ قرأنا أعتقد الليلة خبرًا لا أعرف من الذي يحكي أنّ مؤسس ويكيبيديا يقول أنا لا أنا حيادي، أنا لن أقف إلى جانب البروباغندا الصهيونية بس لا لا لا حق الأمر بحيادية السي أن أن باتت تشعر بالحرج ولذلك باتت تتحدث عن آلاف الأطفال وعن حقوق الطفل، لقد انتهك يعني انتهك الاحتلال حقوق الطفل وانتهك حقوق المرأة اليوم اليوم لم يعد انتهك أنوثة المرأة تعرف ماذا يعني تنتهك أنوثة المرأة

أحمد البيقاوي: ماذا يعني؟

يسري الغول: يعني أكبر جريمة يا رجل ..

أحمد البيقاوي: ماذا يعني؟

يسري الغول: أكبر جريمة، المرأة التي كان يجب أن تذهب على الكوافير وتعمل آيلاينر ومنكير وبديكير وتهتم بأناقتها أنثى أنثى امرأة تهتم بالعطر باللبس اليوم أصبحت تلبس ملابس الصلاة وتجلس عند فرن النار والحطب والـ ما اسمه وتشعل النار بالبلاستيك الذي جميعه مسرطن، نعم انتهك أنوثة المرأة المرأة.. التي كان يجب أن يكون لها غرفتها الخاصة، خزانتها الخاصة المراية الخاصة بها مرايتي يا مرايتي. تمام اليوم انتهكت أنوثة المرأة، أيضًا انتهكت طفولة الطفل، الطفل الذي كان يجب أن يكون في المدرسة، يكون في الملعب يكون في الحديقة يكون على التلفزيون اليوم الطفل أمام التكية ينحرق، الطفل اليوم على طابور المياه يتقاتل مع زملائه بسبب أنا دوري وليس دورك، ولم يعد يذهب على المدرسة، الطفل اليوم هو يحاول بين الركام يبحثُ على حطب، الطفل يحاول أن يساعد أمّه ووالده إذا أمطرت الدنيا أو وقعت الريح، "إسرائيل" استطاعت بكلّ غباء أن تُجيّش العالم لينتظر سقوطها المدوي والمريع عما قريب إن شاء الله.

أحمد البيقاوي: أنا أنا أريد أريد مرة أخرى أريد هكذا يعني قدر الإمكان بالتفاصيل الصغيرة التفاصيل مرايتي يا مرايتي شفت هذا المستوى من التفاصيل لأنه يعني بوصف الحلقة سوف نهتم كثيرًا ببث الرسائل التي نريدها يعني التي نريدها وبالمقدمة فقط نحتاج العيش معك، لأن الذي أنت تقوله هناك خطاب جمعي أنا أفهمه، لكن نزلني أخ يُسري للمكان الفردي لأنه الوقت.. بذات الوقت الآن يحكى كثيرًا ولستُ متأكدًا يعني أنا أصبح حتى لديّ شك، يُقال أنه فعليًّا الحرب أخرجت نزعة فردية أكثر، فأنا فرحٌ أنه خطابك خطابٌ جمعي، ما زلت تتحدثُ فعليًّا على المجتمع كجمع كبير، لكن هذه النزعة الفردية، أتعتقدُ أنه هناك مبالغة في ذكرها يعني من ماذا أنت تسمع؟ أو تعتقد أنه هي فقط هناك شيء مؤقت نظرًا لظرف الإبادة بحدّ ذاته؟

يسري الغول: انظر قبل أن أجيبك على السؤال أريدُ أن أحكي لك القصة التي جميعنا يعرفها انه الكي جي بي الروسي عندما اعتقل أحد عملاء الاستخبارات الامريكية CIA فـ عندما استدعوه قالوا له نحنُ نعرفُ أنك تُخابر وتتواصل مع CIA الأمريكي أو مع الاستخبارات العالمية أو تمام.. الإمبريالية العالمية لكن نحنُ لا نعرفُ ماذا أنت تفعل، تمام يا صديقي لا نعرف ماذا أنت تفعل، نحن لم نر شيئًا ملموسًا أنت تقوم به مع الاستعمار العالمي الأمريكي، قال أنا فقط كان دوري شيءٌ بسيط، وضعُ الرجل غير المناسب في المكان المناسب، اليوم الذي أنا أريدُ إيصاله لك قبل أن أجيبك على هذا السؤال أنه للأسف هناك البروبوغندا الصهيونية التي تروج عبر للأسف أدوات الاحتلال من الخونة أو الجهلة أو الجاحدين أو الحاقدين، ولذلك أصبحوا هم يحاولون التنظير التي هي حالات فردية التي أنت تتحدّث عنها ولكن أنا مؤمنُ تمامًا، أنّ هذه ليست ظواهر، هي مجرّد حالات إذا أردنا الحديث عن حالات سلبية لأنه أمام حالة سلبية هناك 100 حالة إيجابية لم يذكرها أحد، نحن للأسف يحاول كثيرٌ من الناس وهي ليست يعني أهدافًا نبيلة، إن محاولة إظهار أنّ الفلسطيني أصبح متوحشًا، نعم هناك نوعٌ من التوحش لأنه قلتُ لك هناك ندرة، ولكن هذا لا يعني أن الفلسطيني أصبح إنه يقتلُ أخاه أو أنه يسرقُ مال أخيه أو أنه يضطهد أخاه

أحمد البيقاوي: لا لا يعني لا يعني أخ يسري لكن نحن أيضًا يجب أن نرى نفسنا في المرآة، يعني أنا أنا معك بأنه نحنُ برنامج فلسطيني وهذا حوارٌ بين فلسطيني وفلسطيني والجمهور الفلسطيني، فنحنُ لسنا بالمحل الذي لدينا شك في نفسنا ولا في أنفسنا ولا بقدرتنا على مقاومة الاحتلال أو استرداد أنفسنا، ولكن أنا أحتاج دائمًا يعني أن تُسلحنا بالمعرفة، تسلحنا تجعلني أدركُ المستوى التي نحنُ نصلُ له اليوم التي نريد وقتًا لنقف عليه يعني لا نسترده أو ماذا حدث معنا في السنتين تلك مطلقًا، أنا أفهمُ بشكلٍّ مطلقٍ أنه هناك كميات من الحالات التي سوف أخوضها أنا وأنت وأنت يعني للمستقبل أكثر أسألك عليها، كيف وصلنا لمكان أصلًا أنه هناك أناسٌ يعني يزدرون الشهداء أو فعليًّا أناس يعني أصبحت يعني تتعرض لمحرمات و تخوض لمحرمات لم يكن مجتمعنا ممكن أن يخوضها فاهم يعني هذا الشيء أيضًا كيف يمكن أن يكون مدفوعًا حتى بحسابات السوشال ميديا المزيفة أو بحملات فعليًا لضرب هذا المجتمع فقط أحاول معك فعليًّا نرى الوجوه التي يعني الضرر الذي أصابنا مع الحفاظ على أنه نحن تقفُ على أرضية يعني قوة وأرضية أنه إن شاء الله بهذه الروح التي انت تتحدّثُ بها سرعان ما الفلسطيني يسترد نفسه.

يسري الغول: أعود وأقول لك مرة أخرى يا صديقي ما حدث في الفاشر هو الذي كان سيحدث في غزة بمعنى حالة الفلتان، قصة الهيجان وأحيانًا الانتفاض في وجه الشهداء، أنا أحيانًا أكون يعني أسبّ وأشتم يعني أنا جزءٌ من هذا الكل، يعني يعني عندما أرى مستقبل أولادي لكن هي حالة لا وعي نتاج ظروفٍ قهرية يعني أنا لا أخفيك سرًا، أنا أحيانًا أضرب أخماسًا بأسداس، يعني يعني حتى أحيانًا زوجتي تقول لي استهدي بالله خلص، يعني ذهبوا وقضوا تمام، ولكن هذا لا يعني أنه أنا في اللاوعي بداخلي أيضًا مؤمن أنّه لا يمكن لأي أمة ترزح تحت نير الاحتلال ألّا تُقاوم، هذا أمرٌ هذا انظر وإلا يصبح هناك مشكلة في الإعدادات البشرية، هناك احتلالٌ هناك مقاومة. لكن قلنا المقاومة هل هي مسلحة أم كلّ أنواع المقاومة بلا بلا بلا تمام، لكن الفكرة يا عزيزي أنه نحنُ اليوم مثل ما حضرتك تتحدّث نريد التركيز عن أنا.. بيني وبينك مش قادر أحكي لانه ذبحتني تمام، نريد أن نتحدّث، أنه اليوم عندما تجد شابًا مبتورةً قدمُه ورغم ذلك الآن يحاولُ أنه يقوم بخدمة الناس ويسجّل أسماءً ليساعدَ الناس، أنه مثلًا في تحصيل الطرود الغذائية أو امرأة عجوز تجلس متهالكة تأتي لتقوم بتقديم أكل لأسرة أخرى، أو شخصٌ وجد شبابًا وأسرة نازحة عند "النويري" يقول لهم يا جماعة أنتم أين في الشارع؟ طب تعالوا عندي فقط لو سمحتم فقط لليل لغدًا، الفكرة التي أريد قولها الناس جاعت أنت اليوم يا عزيزي مع احترامي الشديد لكل من يستمع لي الآن نحنُ اليوم في غزة نعيشُ حالة.. حتى الآن نحن نعيشُ مرحلة الصدمة للآن لم نعش مرحلة ما بعد الصدمة أنت اليوم أصبحت طبيعي جدًا أن تُحضر يعني تذهب تأكل شاورما في أيّ مكان تشربُ بيبسي في أيّ مكان أو بلاش بيبسي عشان بلاش بلاش نرحّل من غزة تمام آه بتشرب ولا بهدلنا الدنيا يلا معلش.. ما أريدُ قوله أنه اليوم أصبح الشباب يأتي يفتح على التيك توك ولا على الانستغرام يرى فقط وجبات الأكل وجبات الطعام، كيف الخروف المحشي والمشوي لماذا؟ لأن له سنتين هو يا رجل لم يجد حبة بطاطا أنا أتذكّر في يوم من الأيّام عشان أنت الذي تريدُ التفاصيل الصغيرة كنت أمشي في شارع الصحابة في السوق هناك فوجدتُ شخصًا يضع حبة بندورة فأنا أنظرُ يا إلهي بندورة يكتبُ هو الرجل صاحب الذي وضع حبة بندورة التصوير بحبة البندورة بشيكل الذي يريدُ أن يتصوّر بحبة البندورة بشيكل لأنّها غير موجودة كانت يعني يمكن سنة وشيء تمام تخيّل طفل يُولد.. انت حضرت الفيلم الأمريكي البنت التي كانت يعني رجل اغتصب اختطف فتاة وأخفاها في مخزن ووضع لها فقط تلفزيون واغتصبها وبعد ذلك حملت وولدت والبنت أصبح عمرها ست سنين وهي في غرفة أربعة في أربعة مثلاً ولم تعرف شيئًا من الحياة فأصبحت أصبحت تسأل ما هذه هذه سماء يعني هو في عنجد صار هناك شيء اسمه Culture Shock الصدمة الثقافية اليوم هذا الجيل الجديد بدأ يتعرض للصدمة الثقافية لسة نحنُ نعيشُ مرحلة الصدمة، لم نعش مرحلة ما بعد الصدمة، الأطفال هؤلاء الذين لا يعرفون ماذا يعني موز تمام، ولذلك نحن نعيش على المعلبات، في فترة من الفترات لأنّي أنا أداوم في عيادة مع بعض الأصدقاء وأنقذنا عيادة مخيم الشاطئ، كان يأتي عندنا حالات يعني الجروحُ لا تلتئم والجروح يعني لماذا؟ لأنه لا يوجد أكل طيب أنا أضربُ لك مثالًا، ثانيًا يا عزيزي، الآن الكتاب الذي أريد أن أسميه الطريق للمعمداني، وأنا في الطريق فقط أجلسُ أتخيّل الأشياء أو أرصدها، هناك انفصام في المجتمع أصبح، وأنا آسف جدًا، يمكن يغضب منّي، كتبت مقالًا طبعًا أرسلته للنشر لا أحد وافق أن ينشره كتبت مقالًا عن الذي هو يعني مش عارف ماذا سمّيته أنه نحنُ أصبح في غزّة شيءٌ illogic غير عقلاني مش Rational مطلقًا، تعرف ماذا يا صديقي أن أصحاب البيوت الفارهة والفلل والشقق الوثيرة والبيوت الراقية في مدينة غزة نزحوا إلى الجنوب خوفًا من الموت فأين سكنوا؟ سكنوا في الخيام وعاشوا حياة لا تُوصف، بينما أهلنا الذين في مناطق أخرى في مناطق مثلًا نائية حدودية كانوا يعيشون حياة ليست متوسطة بل حياة يعني ولا بيروقراطية، حياة سيئة للغاية يعيشون على مثلاً الجياد والأحصنة وعربات الكارّو وغيره وغيره وغيره ذهبوا وانتقلوا من المعيشة من بيئة البيت الزينكو المدمر الذي تنزل عليه المياه ثم ذهب وعاش في الفيلا فصارت كارّة الحصان وكارّة الحمار موجودة بجانب بيت.. باب الفيلا فهمت كيف فأصبح هناك انفصام داخل المجتمع، هذا الشيء طبعًا أنا كتبته لأنه نحن بحاجة إلى دراسة الحالة الفلسطينية بعد الحرب هيّا لنعود لندرس الحالة الفلسطينية والسلوكيات الفلسطينية بعد الحرب مثل ما انت تتحدث حتى إذا أردت أن تعرف إلى أين انت ذاهب، عليك أن تعرف أين أنت الآن كيف نقوم بالحالة الفلسطينية؟ تمام ولذلك هذه الأشياء.. الآن الوالد على السيرة يعني أريد عمل فلاش باك، الوالد بُترت قدمه يعني قصف بيت أختي وللأسف وصارت حالات قصف ومفاضلة بين الإصابات والشهداء وتم بتر قدمه جلس الوالد حوالي شهر في المستشفى مستشفى المعمداني، طيب نحنُ كنا سنُحضرُ له الأكل وونحضرُ له .. أقسم لك بالله لم نكن نعرف أن نحضر شيئًا له، يا الله ماذا نحضر له ماذا يريد أن يأكل؟ ماذا سوف يأكل؟ حتى عدس لا يوجد، شخص مريض مبتور القدم، معه سكري وعنده سرطان لوكيميا، ويريد أن يأكل، تفضّل يا سيدي لا يوجد سمك ولا يوجد لحوم ولا يوجد خضار ولا يوجد فواكه، والمعلبات معلبات البازيلاء التي يعني لا أحد كان ينظرُ لها كان ثمن العلبة حوالي 30 شيكلًا، وطبعًا لا يأخذوا فكة لا يأخذوا كاش وهذه العملة مثقوبة أم في مشقوقة وهذه رجلها عوجاء وهذه العين التي في الـ 20 شيكل مغمضة ولا يوجد فكّة، وحلني هات وخلص هذه الحالة الفلسطينية في الخبز حتى أيضًا بالعافية سوف تجدها، ماذا انت تريد الحديث عن فلسطين تريد أن أحكي لك عن غزة عن الشارع يا سيدي.

 

أحمد البيقاوي: واحكي لي عن المدينة أيضًا

يسري الغول: يعني أحكي لك قبل أسبوع وأنا أمشي في مخيم الشاطئ، صورت عالفيديو أتمنى أن تُشاهده على الانستجرام اللي نزلتوه، يا الله نفترض امرأة حامل تمشي في الشارع عبارة عن أكوام من الركام كيف المرأة سوف تمشي؟ طب نريد الحديث الآن على السيستم نظام الصرف الصحي، نظام الصرف الصحي يا عزيزي الذي تدمر الآن أصبح طبعًا جميعه ما شاء الله ونحنُ ما عندنا يعني شركات تنتج غاز الميثان يعني مثل تركيا يعني وننتج فعندنا ننتج حشرات جديدة يعني كان فيه البعوض يعني كنت الليلة يعني أقول لزوجتي وأنا أقتل البعوض بس أضيء في الكشاف أضرب على الحائط أنه البعوض طبعًا ما شاء الله يعني يمتصّ الدم يعني، الآن أصبح هناك حشراتٌ صغيرة يعني أصبح الشخصُ يفكر أصبح عنده هوس أنه طيب أنا يعني حماتي عندي لأنه أولادها ليس عندهم بيوت، دُمرت كل بيوتهم، فلا يوجدُ مكانٌ تستطيع إسكانها فيه، فقالوا نريدُ أخذها عندك، عند بنتها، الآن في الليل أستيقظ الساعة 2 الفجر، وهي امرأة عجوز فيصبح عندما أضيء الكشاف وأضرب لها تصير زوجتي يسري الضوء على عيني وأنت فاهم هذه الحياة في غزة.

أحمد البيقاوي: ماذا تغير أيضًا بمفهوم المدينة غزة كمدينة ماذا تغير فيها أيضًا غير فكرة البيوت التي تحدّثت لي عنها يعني فكرة العائلات والبيوت.

يسري الغول: انظر يعني غزة كانت يعني أنا أذكر فيلم أعتقد لعادل إمام أنّ مصر كانت مصرين يعني مصر فوق المقطم ومصر تحت المقطم المشهد الفيو من فوق الذي يعرضوه الشباب الجميل والمدينة والكافيهات كان جميلًا ولكن في المقابل غزة كانت تحت حصار، غزة التي لم يكن يعرضها الفيديو ولا تعرضها الكاميرا ولا ترصدها العدسة، كم من عشرات آلاف الطلبة كانوا يحصلون على منح لم يكونوا يستطيعون السفر، آلاف الإقامات لم يكونوا قادرين أن يسافروا، المعابر مغلقة الحصار لا يوجد مطارات، لا يوجد موانئ ستة وستين في المائة حالة بطالة، طلاب جامعات لا يوجد وظائف فرص عمل لا يوجد غزة مكتظة بالسكان يعني ثلاثمائة وخمسة وستين كيلو متر مربع والشاب يصبح عمره خمسة وعشرين سنة، طيب هو يريد بدأ حياة جديدة، يريد يتزوج بده، طيب ما هو لا يوجد وظيفة ولذلك غزة غزتين، ولكن غزة اليوم دمرت شكلًا ومضمونًا، ولكن بقي الأمل الذي أنا دائمًا أقوله، وأنا أرجو أنه يعني يكون ما احنا نقول دائمُا الكتاب الذين مثل حالاتنا ليست هرطقة ولكن نحن نسلُ الأنبياء وأنا دائمًا أقول لهم أنا مريد في حضرة الحياة ونحن نرى ما لا ترون، دائمًا الكاتب هو الذي يستشرف المستقبل أنا أقول لهم أن غزة ستظل متحفًا كبيرًا يزوره الناس وهذا الذي قلته في البداية وسأظل أقوله سوف يأتوا بالسيارات على أطراف مدينة غزة كما كان اليهود المستوطنين عفوًا الإسرائيليين وليس اليهود المستوطنين أو الإسرائليين يأتون على أطراف غزة على تخوم غزة ويؤشر لأبنائهم هذه غزة التي دمرناها سيأتي العالم ليقف على تخوم غزة ويقول هذه المدينة هي التي غيرت العالم، وهي التي أشعلت فتيل بركان غير فكرة الكون كله غزة لم ولن تغير غزة فقط، غزة ستُغير العالم غزة شرارة أشعلت فتيل العالم، اليوم غزة التي أنا لا أريد أن أحكي كلامًا كبيرًا، مثل ما أنت حكيت منظومة القيم ومنظومة اللي هو هو القوانين الاستعمارية التي وضعها الاستعمار بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عصبة الأمم جميعه انهار مع حرب غزة ولذلك على العالم الذي قبل على "إسرائيل" أن تمارس شريعة الغابة أن ينتظر ماذا سيحدث للعالم عندما يتحول إلى غابة

أحمد البيقاوي: أنت أنت متبني فكرة أنّ المجتمع في إعادة تشكيل.. في طور إعادة تشكيل أكثر من أنه في تفكيك مجتمعي حدث.

 

يسري الغول: المجتمع في غزة المجتمع في غزة حاليًا في حالة ركود يعني لا تشكيل ولا شيء هو الآن في مرحلة البحث عن الذات

أحمد البيقاوي: لا أقصد إعادة التشكيل أو تفكيك

يسري الغول: لا هو انظر يعني نحن مثل البازل أو الميكانو، نحن المجتمع الفلسطيني من اليوم الذي خُلق نشاشيبي حسيني، ضفّي غزة غزاوي مهاجر هرباوي مجدلاوي حمامي بلا بلا بلا وقاعدين وهذا معنا وهذا علينا وهذا أبيض وهذا أسود لا لا أنا أتوقع أنه الآن غزة أقرب ما تكون إلى حالة الاستسلام إلى ما سيأتي فتعيش حالة الـ ما ورائيات مثلما أنت الآن والمستمعين يعيشون يعيش حالة الـ ما ورائيات فيما بعد الموت لا أحد عاد من الموت وقال لنا ماذا شاهد، ولكن هو لديه يقين أنه سيذهب إلى الجنة وأنّ هناك إله عادل ولذلك كذلك الفلسطيني يؤمن أن هناك إله عادل ونحن ذاهبون الى فلسطين التاريخية

أحمد البيقاوي: على مستوى العادات والتقاليد

يسري الغول: انظر مستوى العادات والتقاليد قبل أن تسأل السؤال تغيرت منظومة الإعدادات يعني المرأة لم تكن تخرجُ بملابس الصلاة اليوم في الشارع يعني جميعهم بملابس الصلاة.

 

أحمد البيقاوي: بس هذا من مكان يعني مثلًا بالنسبة.. فكرة الحجاب أو الجلباب أو ملابس الصلاة يوجد لها أكثر من إشارة لكن أيضًا رأينا مثلاً بفترات الاجتياحات بالذاكرة البعيدة يعني فترة الانتفاضة الثانية والذاكرة البعيدة أنّ النساء مثلًا كانت تلبس ملابس الصلاة وتلبس الجلباب كأسلوب حماية كان في مثلًا الناس كانت تذهب على المساجد أكثر أو خلال الفترة بس قصدي ذهاب الناس للصلاة ما هي الأشياء التي تغيرت بهذه الفترة؟

يسري الغول: أول شيء خلال فترة الحرب شمال غزة لم يكن هناك مساجد تؤذّن كانوا بعض الأشخاص تطوعًا يضعون سماعات في بعض الحواري للأذان حتى في رمضان لم نكن نجد أكلًا يعني كنا ماذا يعني كنا نذهب.. بالمناسبة على سيرة التفاصيل الصغيرة أخرج أنا وزوجتي وأولادي نذهب نبحث على خشاش الأرض يقولون سلّيق ولا ماذا؟ السليق البلدي الذي هو كنا ندعس عليه ونمشي عليه أصبحنا نبحثُ عليه ونأكله وعشبة اللسان نغسلها ويمّا ما ألذها جئت بعد أن بدأت الأشياء تدخل آكل وأقول ماذا كنا نأكل؟! الذي تغير أنّ الناس اليوم أنا لماذا آتيك بهذه الملابس؟ كان ممكنًا أن آتيك بشكل مختلف وطريقة تعاملي حتى مع حضرتك بشكل مختلف وطريقة حضوري إلى هذا اللقاء بشكل مختلف اليوم الناس.

أحمد البيقاوي: كيف يمكن تكون مختلفة؟

يسري الغول: لا هذا موضوع ثاني لاحقًا أقوله لك عليه خلف الكواليس

أحمد البيقاوي: لا أنت تقول لي كان ممكن آتي ..

يسري الغول: يعني أنا أنا كيسري لا أظهرُ على أيّ فضائية أو أي وسيلة إعلامية إلا أن تأتيني السيارة لباب بيتي وأنها مدفوعة طبعًا تمام؟ ليس هنا الفكرة الذي أريدُ قوله أنه اليوم مثلًا أنه لا يوجد خزانات يعني مثلاً الغرفة التي طبعًا بيتي الجدران تفرغت.. لا يوجد خزانات وأغلب الملابس أصبحنا نوزعها وأبقينا عددًا من الملابس كي في ما اسمه.. نضعهم في أكياس وهات وخلصني لما تطلع ملابس وبعدها تصير وت زورنا أحيانًا الفئران كي تأكل قليلًا لا يوجد يعني خلاء. أريد إيصال لك يا صديقي وأرجو أنك تتفهمني جيّدًا أنه اليوم لم يعد هناك شيء كما كان سابقًا، كل شيءٍ تغير حتى نحن ولكن أنا مؤمن تمامًا أنه خلف هذا الألم العظيم أملٌ أعظم وخلف هذا الهم العظيم هناك فرح أكبر وأنه يعني مثل الذي نقول في الدين وفي الأثر هل رأيت جحيمًا قط؟ قال لا والله يا رب ما رأيت جحيمًا قط المسمار بيضل ينخز في

أحمد البيقاوي: بالمناسبة على سيرة المسمار الناس ذهبت أكثر باتجاه باتجاه الدين باتجاه الصلاة باتجاه التسليم أو العكس في ظرف مثل الذي أنت شاهدته

يسري الغول: والله انظر يعني أنا لم أشهد تغير الناس عادية نحن.. انظر أهل الشام بالعاده شعب دينه دين فطرة، ببساطة ليس دين التكلف يعني هو العلاقة مع الله أصلًا وأنا لا أريد أن أنظّر هي العلاقة مع الله هي علاقة علاقة ناعمة علاقة جميلة، علاقة هكذا بين الحبيب والمحبوب فاهم كيف؟ علاقة مع الله علاقة روحانية أكثر منها علاقة شكلية وإن كان طبعًا كل دين له منهجه وأبجدياته وأدواته تمام ولذلك لا الناس الناس عادية الناس اليوم فقط المساجد، لا يوجد مساجد تذهب تصلي فيها، وأنا مرة كتبت أن المساجد الباقية يا جماعة اعملوها مراكز إيواء. أسكنوا الناس فيها أو افتحوها مراكز تعليمية علّموا الناس، الصلاة تُصلى في البيت فقط أو في الخيمة، لكن أنا أريدُ أحدًا يُعلّم ابني. "إسرائيل" اليوم يا عزيزي دمرتنا ليس في الأكل والشرب "إسرائيل" منذ أكثر من عقدين ويمكن من بداية تأسيسها تحاربنا في الكلمة والقلم "إسرائيل" اليوم لما كانت معارض الكتب تمنع من من أن تُقام في غزة ما معناها؟ "إسرائيل" عندما كانت تعتقل الكتاب ويكتب الكاتب الفلسطيني تحت اسم مستعار ما معناه "إسرائيل" اليوم ما هي كانت تخاف من السردية الفلسطينية التي اليوم نحن اليوم بفضل شباب السوشيال ميديا وبفضلكم تغيرت تغيرت 180 درجة العالم بدأ يدرك الحقيقة تعرف لماذا يا أحمد؟ أقول لك لماذا؟

أحمد البيقاوي: لماذا؟

يسري الغول: لأن الجيل الجديد أكثر نضجًا ووعيًا في فهم قضيته من الجيل القديم الجيل القديم كان يتعامل مع القضية.. في شيء اسمه في علم السياسة بالمناسبة الهرم البوروخوفي، تعرف هرم ماسلو الخاص بالاحتياجات الإنسانية بوروخوف هو مفكر روسي عمل شيئًا اسمه الهرم المقلوب، فهم يسمونه في علم السياسة الهرم البوروخوفي الهرم يبدأ الوطن أولاً الحزب ثانياً المصلحة الشخصية أخيرًا اليوم أصبح الهرم المقلوب كان زمان عندنا نحن العقلية العربية والفلسطينية الذي هو المصلحة الشخصية أولًا الحزب ثانيًا الوطن أخيرًا، اليوم شباب السوشيال ميديا وشباب الميدان والشباب المحترمين بدأوا يعيدون الاعتبار إلى الهوية الفلسطينية اليوم على السوشيال ميديا الذين يعملون لا ينتظرُ.. لا ينتظرُ أحدًا يقول له شكرًا، لا ينتظرُ أنّ أحدًا يقول له لك مكافأة مثل حالاتنا طبعًا نحن اه هم غير، هم مؤمنين بعدالة القضية تمام هو يقاتل باستماتة وأنا كذلك طبعًا أنا أفتخر أنني أعتبر نفسي عرّاب ثقافة المقاومة الفكرة انه اليوم الشباب لديهم لغات مختلفة قديمًا كان الشاب الوطني في نظر سكان قطاع غزة هو الشاب الملتزم ابن المسجد الذي يربي لحيته، لا اليوم الشاب الذي يلق مارينز والذي يدخن لكن عنده انتماء وعنده عنده مناصرة لقضيته على السوشيال ميديا يعني نحن اسمح لي يعني أنا أقول اليوم يعني أنا كيسري كمواطن فلسطيني في غزة بيلا حديد عندي أهم من أهم رجل دين في الوطن العربي أو حتى رجل قومي عروبي عندي يعني ممثلة تعرفها ميا خليفة، وقفت مع فلسطين طيب أين أنتم يا دعاة ووعاظ السلاطين يا أدعياء القومية والعروبة أين؟ ماذا فعلتم لفلسطين؟ لغزة؟ أقول لك ماذا فعلوا ولا بلاش؟

أحمد البيقاوي: ماذا فعلوا؟

يسري الغول: أدخلوا أكفانًا وماء لغزة لغزة هذا الذي لا أحد يستطيع قوله للأسف العربي إنسانُ خاملٌ أو يراد له أن يصبح خاملاً حتى بلغة الدين يعني وعاظ السلاطين أحياناً يعيشونك في جو حتى بقى طغمة الحكام هي التي تسيطر على مقدرات الدول، ولذلك دائمًا حتى أنا يعني أنا آسف جدًا أنا أريد إعطاءك منهج حياتي أنا دائمًا أتعامل أقول لأولادي المجتمع بين بين فريقين أسياد وعبيد إياكم أن تكونوا مع العبيد، عيشوا مع الأسياد حتى لو لم تمتلك شيكلًا أو دولارًا، كن سيدًا كن سيد نفسك ويوم أن تفكر بهذه العقلية ستصل إلى المكان الذي تستحقه

أحمد البيقاوي: أخي ماذا يعني أن تسحب شخصًا تنتزعه من مكانه وتضعه في مكانٍ آخر وتضعه في خيمة

يسري الغول: بالمناسبة أنا جربت الخيمة يومين يعني انتهاك الخصوصية عزيزي أنا أضرب لك مثالًا متزوج أنت يا أحمد؟ لا نيالك هههه الله يعطيك الصحة حبيبي.

أحمد البيقاوي: يسعدك

يسري الغول: الآن.

أحمد البيقاوي: ما العلاقة؟

يسري الغول: الرجل يريد الجلوس مع زوجته طيب لا يوجد إلا خيمة مع أولاده هذا جزء من انتهاك أنوثة المرأة وانتهاك رجولة الرجل وإلا س يصير في حالات، في شغلات لا أحد يستطيعُ الحديث عنها كتبتها في مقال لمجلة "الفراتس" أو تحقيق صحفي أن الخيمة هي شاشة عرض وتحدثت مع صديقي في القنصلية الأمريكية عمر حمد مسؤول الملف الاقتصادي كان في غزة وبالمناسبة رن علي قبل قليل قلت له يا صديقي الخيمة هي عبارة عن شاشة عرض المرأة عندما تريد تغير ملابسها الداخلية في الليل ماذا سوف تفعل؟ ألا تريد إضاءة الكشاف طيب هي الخيمة هي عبارة عن شاشة إذًا انتهكت أنوثة المرأة أين حق المرأة؟ المرأة عندما تريدُ دخول الحمام تريد الاختباء من الناس حتى من أبنائها من زوجها، الطفل الذي اليوم أصبحت حياته عبارة مجرد تفكير شوف هو أين يحصرك؟ وهذا اللي حكيت لك اياه في البداية يا عزيزي "إسرائيل" تحصرك في مربعات هي تريدها ولكن هي تحصر نفسها وهي لا تعلم إلى مربعات ستودي بها إلى الهاوية هاي الخيمة يا عزيزي.

أحمد البيقاوي: غالبية الحلقات التي كنت أسجلها كانوا دائمًا يتحدّثون على يعني أمثلة مثل الذي تتفضل فيها وتقولها، مثلًا الفتاة التي تقف على الدور في مدرسة النزوح تفصيلية معينة بداخل الخيمة أو الذهاب باتجاه عيادة أو حتى فكرة يعني صديق يقول وقت القصف الناس كلها بتنزل فالصبايا والستات أيضًا ينزلوا فعليًا من دون سواءً غطاء صلاة أو غيره يعني أحد الأصدقاء يحكي فعليًا في في "بودكاست تقارب" بحلقة منفصلة يقول فعليًا أنا رأيت كل نساء الحارة فعليًا من غير من غير ملابس الصلاة حتى ففي مشاهد اجتماعية على يعني على مستوى المرأة أو على مستوى

يسري الغول: أنا آسف أنا آسف أنا آسف جدًا يمكن أنا شخصٌ معروف عني شخص أفكاري متحررة يعني، لكن أنا لا أقبل المصطلح الذي حضرتك قلته أنه هو قاله طبعًا أنت تنقل على لسانه حتى مجرد رؤيته لنساء الحارة بغير ملابس هي تعتقد أنا بالنسبة لي أصلًا أنا آسف جدًا يعني أنا حتى أقول لابنتي يا أبي إذا سافرنا أو إذا قدر لنا أنا أنصحك ألا تلبسي الحجاب، يعني أنه شيء عادي لكن أنه في هذا المكان أن يأتي يفرض على أن يتحدّث أن نساء حارة ما رأيتهن بغير ملابس الصلاة يعني أعتقد هذه من الخصوصيات التي نقولها في سياق معين بس مش في سياق

 

أحمد البيقاوي: سياق مقبول جدًا يعني هو قالها بسياق أنه فعليًا عندما يكون هناك قصف أو يحدث هناك شيء يوجد مشهد أمام عينيه يصف لنا اياه من بشاعة هذا يعني هو لا يقول أنه يسترق النظر على النساء، يعني ينظر لهم فبحكي على أشياء مختلفة، يعني مثلًا صديق آخر أو ضيف آخر محافظ جدًّا أو محافظ كان يقول لنا على فكرة القصف في مدرسة الإيواء عندما الناس فعليًا تجتمع على بعضها حتى تحتمي من الموت فيقول فعليًا تختلط تختلط يعني تختلط الناس ببعضها بأكتر من شكل، لكن لماذا انت تحسست من هذا؟

يسري الغول: لا، أنا أحترم خصوصية شعبنا، لا أنا أقولُ لك

أحمد البيقاوي: الحرب فعليًّا أبقت خصوصية؟

يسري الغول: ماشي لا الخصوصية خصوصية يا عزيزي

أحمد البيقاوي: سؤال يعني هذا أيضًا سؤال، ماذا تبقى من خصوصيتك في الحرب؟ يعني بعد ما أنت خرجت من مكانك وذهبت خرجت من مكانك أو انتزعت من مكانك وفرض عليك الخروج من مكانك وأن تذهب باتجاه أماكن أخرى أو بيوت أخرى أو خيمة أخرى أنا أفهم أن هناك شيئًا يجب أن نحافظ عليه لكن ماذا تبقى؟

 

يسري الغول: شوف يا عزيزي حتى نحن أيضًا لا نزعج نزعج أصدقائي الموجودين في المكان ما لهم أنا أريد أن حكي عشان احنا في احنا بالعافية بنجيب إنترنت ما انت عارف الفكرة

أحمد البيقاوي: بس مش فاهم ايش في في حدا يعني تدخل؟

يسري الغول: لا الصوت شوية يعني أيضًا كمان يعني عشان تخلص بدري هههههههههه الله يسعدك يا أحمد آه أريد القول لك أنّ "إسرائيل" انتهكت كل شيء وهذا أنا قلتهُ لك هذا، ولكن يا عزيزي أنه يبقى هناك جانب من جوانب الخصوصية فاهمني يا أحمد؟ يعني أنت الآن بقدر ما "إسرائيل" أنها هي دمرت وقصفت والنساء خرجت حتى بغير ملابس الصلاة لكن في بعض المواضع إذا لم يحدث حدث طارئ ترجع الخصوصية يعني تتمدد فاهم كيف؟ هذا الذي أنا أقصده يا عزيزي

أحمد البيقاوي: هم عم يحكوا فعليًا أن الكهربا بدها تقطع اه بس يعني هو فعليًا بعد ساعة ليس الآن

يسري الغول: لا بعد ساعة بدها تقطع والله ما أنا عارف أنا السماعات بالمناسبة

 

أحمد البيقاوي: طب خلي معتصم يغير لك إياها

يسري الغول: اطلع على المستشفى بعدين لأنها لا يوجد لها

أحمد البيقاوي: معتصم ممكن ممكن شو اسمه يكون عنده سماعة ثانية

يسري الغول: هو بالمناسبة موجودة يمكن لكن بالمناسبة للحديث عن هذا الأمر يمكن كشف عوار مجتمع أنه للأسف هذه الأشياء أسعارها زهيدة جدًّا اليوم أصبحت أسعارها تفوق الخيال لأنها أصبحت نادرة كما البشر يعني

أحمد البيقاوي: طيب أنا أريد إعطاءك مساحتك يعني لتحدثنا عن الكتابة عن المخيلة عندما نقول فعليًّا أن الإبادة قتلت مخيلتك؟

 

يسري الغول: انظر هو الكاتب لا يوجد أحد يستطيع قتل مخيلته إلا إذا هذا كُويتب يعني يعني شوف نحن يمكن أحد أكبر المشاكل التي أعاني منها في علاقتي مع رفاق الحرف والقلم أنه أنا لم يقدمني حزبٌ ولا تنظيم ولم تقدمني جهة رسمية أو غير رسمية دائمًا أقول أنت أنت من يقدم نفسك اليوم، التاريخ هو الذي ينصف الكاتب، اليوم الكتاب يقف في المكتبة، إذًا هذا الكتاب هو يستحق أن يستمر فإنه يدوم، ولكن إذا طبّل له بعض الأصدقاء على بعض الجهات التنظيمية يدوم فترة ثم بعد ذلك يختفي، ولذلك الكتابة يا عزيزي يعني بالنسبة لي أنا لا تتوقف ولا تنضب لأنه أنا أقرأ أكثر مما أكتب ودائمًا أحاول أن أعولم النص الأدبي ويمكن اسمح لي من خلالك أقول دائمًا للشباب الذين يريدون يعني السير في ركب الكتابة عليهم أن يقرؤوا كثيرًا، يعني حين سئل فولتير عمن سيقود العالم قال الذين يعرفون كيف يقرأون وحين يعني دائمًا بيحكوا فيه مثل باللغة الإنجليزية A reader of today is a leader of tomorrow قارئ اليوم هو قائد الغد بمعنى يا عزيزي أن اليوم الذي يقرأ هو الذي يستطيع أن يستشرف المستقبل ويفهم الحاضر المخيلة اليوم أصبحت غارقة بالدم يا الله يعني لقد أصبح الخيال نقطة في بحر الحقيقة دائمًا كانوا يقولوا في بعض الأمثلة أن العلم يدين للخيال بالشكر لأنه لولا الخيال ما وصل العلم إلى ما وصل إليه اليوم ولكن لا أعرف كيف ندين للحقيقة التي كانت أكثر يعني جموحًا من الخيال الدم الموت القتل القصص التي لا تتوقف انت لو سألت نفسك الناس الآن التي تحت الركام يعني صديقي عادل عندما توفيت أسرته كان في طابق عمارة من سبع طوابق نزلت عليهم فهو بقي واستشهدت كل أسرته فكانت يده في يد بنته كانت في حضنه فأنا أسأله ما الأفكار والمشاعر التي انت مررت بها في لحظة انت تحت الركام وتنازع وكنت أتوقع أنك ستموت ويدك تمسك بيد بنتك التي استشهدت وشعرت أنها أنها أصبحت باردة وأيقنت أنها ماتت تخيل يا عزيزي تخيل كم من آلاف القصص والحكايات موجودة تحت الركام تخيل كم من ملايين القصص للأطفال الجوعى ماذا يفكروا وماذا يحلموا ماذا يريدون؟ ماذا لا يريدون عندما كان القصف يحدث وابنتي أنا مع الخوف تهرب وهي بنت صبية في حضني خائفة تموت هذه الأشياء كيف يمكن للتاريخ أن ينساها؟ ولذلك لحظة الكتابة هي لحظة خطيرة جدًا للكاتب الذي يعيش ويغرق في تفاصيل الحياة اليومية التي حضرتك بتبحث عنها

أحمد البيقاوي: هل يمكن أن تشاركني شكًّا بقدرة الكتابة على على توثيق واقع عشته؟

يسري الغول: نحن بحاجة إلى مئات السنوات وملايين الكتب ومليارات الصفحات لتوثق عشرة في المئة مما حدث في قطاع غزة ولذلك نحن كلما يعني تحدثنا نحن نتحدث عن غيض من فيض يعني شيء نقطة في بحر أنا مجرد واحد يعني أنا بعد قليل أريد أن أذهب عالجنوب، اتصل علي شخص لا أعرفه وقال لي أنا أسير محرر أريد الذهاب على أريد أن أخبر تجربتي لتكتب رواية، فأنا قلت له والله رواية صعب لكن أنا ممكن أكتب كمقالة أو عبارة عن قصة صحفية لمؤسسة الدراسات الفلسطينية أو أي جهة أخرى أنه عن تجربة السجن هؤلاء الأسرى الذين تم اعتقالهم هذا الشاب الذي تم اغتصابه في سدي تيمان ما هي اللحظة التي عاشها؟ بماذا كان يفكر؟ بماذا فكر بعدما حدث ما حدث معه؟ بالمناسبة أنا من فترة كنت مع في لقاء مع الام بي آر اللي هو "ستيفن سبيك" فسألني حتى عن الأسرى الرهائن الإسرائيليين، فيقول لي لو أنه تم الإفراج عنهم يعني هل كنت هل كانت غزة يعني ستنتهي الحرب وما إلى ذلك؟ فأنا جاوبته قلت له نحن لدينا 22 ألف رهينة أيضًا نحن لدينا رهائن تم اغتصابهم هل من الممكن أن نتحدث عنهم؟ هل ممكن نتحدث عن حالة التجويع الممنهج التي يتعرضوا لها؟ فنحن نحن عبارة عن مجموعة قصص، نحن حكايا وقصص

أحمد البيقاوي: كنا نرى كتابات كثيرة يا أخ يسري من شباب يعني كتاب جدد اكتشفناهم، كم تعتبر أن الكتابة كانت في وسط الإبادة أيضًا هي أسلوب لتفريغ أو أسلوب للنجاة أيضًا خلال الإبادة؟

يسري الغول: يعني أنا سأخبرك شيئًا ويمكن تضحك أو تعتقدها هي حالة جنون في البيت الذي كنت نازحًا فيه ،كانوا اليهود يقصفوا بالهاوتزر على المنطقة إبّان اجتياح الشفاء في مستشفى الشفاء في المرة الثانية أو الثالثة أعتقد فطبعًا زوجتي وأولادي نزلوا على الطابق الأرضي واختبأوا في غرفة غير ظاهرة وأنا بقيت أكتب على اللابتوب كنت أتحدث مع نفسي يسري أنت الوحيد الموجود من كتاب قطاع غزة الموجود في شمال غزة من الكتاب المعتبرين يقع على عاتقك مسؤولية كبيرة جدًا ماذا ستفعل لو مت؟ أكتب وثّق نحن بحاجة إلى إيصال صوتنا للعالم وهذا الشيء الذي دفعني أنه أنا أنشر كتابي نزوح نحو الشمال وحاليًا مثل ما تحدّثتُ لك الليلة الأخيرة في غزة يجب إيصال الصوت للعالم والله حتى مرات يعني مرة من المرات وهذه ليست مجرد قصة التي أقولها كانت القذائف تطلق فأنا أقول لزوجتي تعالي نرقص! تقول لي أنت مجنون! قلت لها تعالي لنرقص على أنغام القذائف تعالي نوثّق لأنفسنا أننا في لحظة الموت كنا نبحث عن الحياة وأننا من بين براثن الموت كنا نغتنم فرصة لنقول لأنفسنا أننا يعني نجحنا باقتناص لحظة فرح لأن "إسرائيل" تريد أن تقتل الفرح بداخلنا وليس فقط تريد تقتلنا "إسرائيل" تريد قتل المعرفة والعلم "إسرائيل" تعمل على كي الوعي ولذلك نحن مقابل كي الوعي نحن نجابه هذا الوعي اللي هو بيحاربوا بالسردية الفلسطينية الجديدة اليوم انثنت السردية الفلسطينية وعولمتها

 

أحمد البيقاوي: ماذا يعني أنسنة السردية الفلسطينية؟

يسري الغول: الذي هو التركيز على التفاصيل الصغيرة التي حضرتك تحكي عنها قديمًا كانوا المقاوم للأسف يجيبوا الطفل ويحملوه سلاح، في حين بالمقابل إنه الإسرائيلي كان إنه السلاح يعني بيجيبوا اليهودي وهو بيكتب على القذيفة الهاوتزر التي يريد ضربها بالمدفعية على الطفل الفلسطيني ويصورونه ولا أحد يحكي في العالم لأنه قوي لكن الفلسطيني كان يقول لك هذا حامل سلاح ويدين الفلسطينيين هؤلاء هم اتخذوهم دروعًا بشرية لا نريد أن نحكي عن الطفل الذي يحب الحياة الذي يحلم، اللي كان نفسه يذهب عالمدرسة، الذي كان نفسه يحتفل مع والده بعيد ميلاده الذي كان نفسها أن تأكل كيكة هاي الإنسان يا صديقي

أحمد البيقاوي: مرّت عليك لحظات غير قادر أن تكتب؟

يسري الغول: كثير كتير جدًّا، لكن ليس لأني غير قادر، لأني أنا غير قادر لأن المسافة من بيتي لمخيم الشاطئ طويلة وأريد شحن اللابتوب أو أنه مثلًا.. اللابتوب الماوس معطل و لا يوجد في البلد ماوس، أو أنه والله أنا أريد أن أكتب وهناك أعباء ألو تعال املأ ال مياه أريد الذهاب لأنزل وأملأ مياه تفضل يا سيدي حلني وإذا لم أملأ المياه لن تجد مياهًا لتغسل وجهك، تفضل تكتب ولا تملأ المياه؟ يمكن أنت تفكر الشيء عادي أنت الآن تذهب على المغسلة تغسل وجهك وتمسح تمام نحن لا يوجد سطل طب تريد تعبئة مية حلوة تريد أن تذهب وتحتطب وتعبي وتحضر حطب شفت هذه الانسانية وهذا الذي يأخذك للعولمة أيها العالم نحن هنا دمنا أحمر لدينا أحلامنا وآمالنا.

أحمد البيقاوي: وحافظت طوال الوقت على قدرتك يعني غير الشيء اللوجستي أو التفاصيل اللوجستية اللي تتفضل فيها سواء من ماوس أو فكرة انشغالك بتعبئة المياه لكن حافظت؟

يسري الغول: تفضل أريد أن أحكي لك قصة تهمك كثيرًا أنا كنتُ أكتب مذكراتي كنتُ أكتب مذكراتي في مكان عملي كان مكتبي في تل الهوا في يوم من الأيام لما حدثت الحرب وطبعًا لم أذهب على المكان.. بعد فترة اليهود انسحبوا من تل الهوا فذهبتُ هناك أهم شيء كنت أفكر فيه 3 دفاتر مذكرات دفتر أحضرته من ماليزيا ودفتر اشتريته ودفتر أحضرته من فرنسا أعطوه لنا في فضائية أربعة وعشرين فرنسا ودفتر أخذته من غزة قلت الله يستر ما يكون حدا سرقهم يعني فيها "بلاوي زرقا" وكتبت مقال الكتابة على صفيح الحرب ونزلت في مجلة World Literature Today وكانت أول مقالة في الصحيفة ومثلما قلت لك أنا أعمالي دائماً في أول.. فذهبت الحمد لله اللصوص لا يقرأون فوجدتُ الأوراق قال لك دفاتر ممتلئة ماذا أريد منها ارمي، أخذتها وأحضرتها للبيت وكنت خائفًا حتى أن الاحتلال يجدها يعني فهل تعرف ماذا فعلتُ فيها، في لحظة من اللحظات لا يوجد حطب ذهبتُ وأحرقتها تخيل أن تحرق الكتب كان عندي 2000 عنوان في البيت يخرج هكذا الدخان دخان ماركيز كافكا على باولو كويلو على على نجيب محفوظ وعلى المنفلوطي على وولي سوينكا على غيره وعلى غير ع غرامشي على هيجل ع نيتشة يا سلام تطلع طبخة محترمة من العدس ههههه

أحمد البيقاوي: لماذا أصبحت تركز الآن بقضية الأنسنة تقول هذا مدخل يعني لم أكن أراه مسبقًا؟

يسري الغول: لا مش مركز أنا من بداية حياتي أركز على الإنسان

أحمد البيقاوي: لكن الآن فعليًا لماذا بتقول أنه الآن يعني يعني بتذكر فيه

يسري الغول: لأنه أنت

 

أحمد البيقاوي: شيء يتجاوزك قصدي

يسري الغول: شوف أنا في عندي أؤمن بشيء يا صديقي أنه اليوم عندما نشاهد فيلمًا بتحب السينما أنت يا أحمد عندما نأتي لنشاهد لا نريد الحديث عن فيلم مثلًا أجنبي لـ توم كروز أو ويل سميث أو لا أعرف من نتحدث على فيلم عربي عشان المشاهد أنا أحب مثلًا مثلاً والله أحمد حلمي أنا أحب أحمد حلمي كبطل في السيناريو تمام كبطل في الفيلم ولكن في الحقيقة أنا لا أعرفه لم أعشه لم أشاهد جوانب الإيجابية والسلبية هذا ما أريد أن أفعله في صياغة النص الخاص في السرد الخاص بي في الرواية في القصة، في المقال في القصة الصحفية في التحقيق الصحفي مظلوميتي أنا أريد من الإسرائيلي المستوطن الصهيوني المتطرف أن يبكي عندما يقرأ لأعمال يسري الغول، هذا ما يجب أن يؤمن به الكاتب الفلسطيني العربي لماذا؟ لأنّ ذلك الذي يبقى في مخيلة الانسان أما مثل ما قلت حضرتك يعني الأدلجة والسياسة فلها أصحابها تذوي وتموت بعد أسبوع من كتابة المقال.

أحمد البيقاوي: أيضًا خلال الحرب في كتاب من خارج غزة يعني كتبوا وجربوا الكتابة، لستُ متأكدًا إذا اطلعت على كتاباتهم فقط من ماذا أنت عشت وشفت؟ هل في قدرة عند

يسري الغول: صديقي أتعبتني جدًّا قبل أذني عذرًا سامحني

أحمد البيقاوي: لا تمام خليني غير لك اياها

 

أحمد البيقاوي: يلا الآن فعليًّا يعني أنا كنتُ آخر شيء أسألك قبل أن تسحب السماعة أقول لك فعليًا أنت عشت واقعًا وتعرف الكتابة عمومًا خلال السنتين الماضيتين أصبح هناك نقاش وجدل على أنه هل هناك أحد من خارج غزة يجوز أن يكتب عن غزة؟ هل يوجد أحد من خارج غزة يجوز له أن يكتب عن الإبادة وتفاصيلها وبذات الوقت

يسري الغول: أنه أيمن العتوم كتب عن غزة وعن.. مفهوم! يعني مفهوم انظر الكتابة ليست حكرًا على أحد كل إنسان يستطيع أن يكتب ما يريد هو في النهاية اجتهد يعني هو صنع عالمه الخاص وتحدث عنه ولذلك الهجوم على أيّ شخص من خارج غزة يكتب عن غزة سواءً حتى لو كان يدين غزة في النهاية هذا الأمر يعني يعبر عن سذاجة من يحارب وضحالة مستواه الفكري والعقلي لا أحد يحارب الكلمة طالما أن الكلمة حقيقة أو حق اليوم أنا كفلسطيني ابن غزة أنا الأحق والأجدر بالكتابة عن فلسطين ولكن هذا لا يعني أنه فقط الفلسطيني المطلوب منه يعني أرنست همنجواي عندما كتب عن الحرب الأهلية الإسبانية هل يجوزُ للإسبان أن يقولوا له والله لا يجوزُ أن تكتب رواية "لمن تقرع الأجراس" لماذا طيب؟ لأنّه أنا أمريكي؟ هو كتبها من منظوره حتى وإن كان هو موجودٌ في أسبانيا في تلك الفترة أو ما إلى ذلك، ما أريدُ قوله هو وداعًا للسلاح، أنا لا أعرف أيّ رواية فيهم صدقًا، الذي أريدُ قوله أنه أنه نعم فليكتب الجميع عن غزّة، بل نحن يجب أن نُعزّز من قدرة الآخرين على أن يكتبوا عن غزة بإرشادهم بالأفكار والقصص والمعلومات والحكايات لكي يوصلوا صوتنا إلى العالم طالما أنهم يؤمنون بعدالة قضيتنا، هذا يا عزيزي الذي نحنُ يجب أن نفعله، لكن أنا أتوقع أنه.. بالمناسبة أنا يعني لا أُحبّ كتابات هذا الشخص أو ذاك أنا لا أريد أن أسمّي الآخرين، أحيانًا هو الأدب ذائقة مثل نسبي كل شيء نسبي، الجمالُ نسبي ولذلك كثير من الكتاب الذين يخرجون من رحم الأفكار الإسلامية، ليس كثيرًا أحبّ القرآة لهم بصراحة، يعني لا يوجد عندي توجه معين أو أفكار معيّنة، الفكرة لكن في النهاية يجب أن يقرأ أن أقرأ أو يجب أن أحترم الاختلاف بيني وبين الآخر يعني مثلًا الذي كتب رواية القوقعة مسيحي، وسُجِن في السجون السوريّة، واتُهم بأنّه إخوان مسلمين وهو كان في باريس، قال نكتة يعني عابرة تمام، أريد القول أنه جميلٌ أن يكتب الآخرين عن فلسطين، ولا يحاربني ولا ينتزع حقي ولم ينتزع فرصتي لكن هذا يأخدنا لنفس المربع يا صديقي أنه للأسف المواطن الفلسطيني في غزة تحديدًا بات يشعر أن نجاحك فشله، أنه هو نجحت روايته فهو يشعر أنه هو فشل فأصبح يُحارب الروائي أو الكاتب علمًا أنه أنا لم أقرأها ولا أريدُ قرآءتها تمام لا بدنا نسمع

أحمد البيقاوي: كيف تُحافظ على هذا الاتزان يعني كيف تستطيع أن تفصل أن تفصل هكذا مستويات؟ يعني أنت شخص فعليًا ممكن أن يكون لديك موقف شخصيّ أو موقفٌ عام وبنفس الوقت ترى أهميّة الكتابة عن غزة والكتابة عن فلسطين بهذا الظرف، وأنت معنيّ أن تُعزّز أن الجميع يتحدّثوا .. يكتبوا.. ويتحدّث، ولكن لأنه مبرر أنه يستطيعُ الكتابة عن الإبادة بنى عالمه الخاص، يعني أنا أرى معادلة مركبّة كثيرًا كيف تستطيع عمل هذا الاتزان بالموقف

 

يسري الغول: هناك على السوشيال ميديا شخصٌ اسمه المنخل أو المنخل لا أعرف، دائمًا يسبّ علي فهو مرة كتب يقول أنا لا أعرف ما دينه يُسري الغول يومٌ هكذا ويومٌ هكذا، هي الفكرة ليست هكذا، أنا أحاكم الموقف يا عزيزي يجب أن نفصل، أن نفصل بين فكرة، بين فكرة وبين حاملها، وبين الفكرة وبين ناقلها اليوم، نحنُ لدينا لدينا مشكلة يا عزيزي، نحنُ مثل ما قلتُ لك الناس من الداخل تشوهت أنا.. أنا لا أحب أن أقرأ لأيمن العتوم صدقًا يعني لا أحب أقرأ له لكن هل هذا يعني أنه أنا أحجر عليه؟ من أنا؟ ماذا أشكل أنا في العالم في الكون حتى أحجر عليه؟ أنا من أنا حتى أحجر على شخص يؤمن بفكرة معينة أو بدين معين أو بمذهب معين ولذلك هي ليست فكرة أنه مركبة لأننا نحن اعتدنا في العقل العربي كلما جاءت أمة لعنت أختها أننا نحن الذي ليس معي ضدي! لا يا أخي أنا لستُ معك ولست عليك أنا أرى أنك يعني أصبت هنا وأخفقت هناك أنت أحسنت هنا وأسأت هناك أنت يجب أن تقف هنا ويجب أن لا تقف هناك أما أنه أنا أكون يعني معك في الخير وفي الشر هذا لا ينفع ما هو عندما قال انصر أخاك ظالمًا ومظلومًا قال كيف أنصره ظالمًا ومظلومًا، قال أنّه ظالم، أنّني أنا أريد تقويمه، مظلومٌ أقف معه، فهمت أيّ كاتب كتب عن غزة أنا يجبُ أن نُصفق له، ويجب أن نقول له شكرًا حتى وإن كان ما يكتبه يخالف رأيي، هو ماذا قال فولتير أنّنّي على استعداد أن أدفع عمري ثمنًا لمن يخالفني رأيه أن يبوح برأيه وبالمناسبة الفرنسيين هم أول من انقلب على هذا الكلام أي واحد..

أحمد البيقاوي: بذات السياق أنت تستطيع إسقاطه للصحفيين والإعلاميين، يعني أنت أنت تتحدث بسياق الكتابة، الكتابة الأدبية عامّة، ولكن بسياق الإعلام والصحافة تتوقع من العاملين في الصحافة والإعلام أن ينتهجوا نفس النهج

يسري الغول: والله انظر يعني اليوم للأسف حتى الأدب مؤدلجٌ اليوم، دار النشر هذه تنشرُ لك تلك لا تنشُر لك، هذه تقدمك لجائزة، تلك لا تقدّمُك، الجائزة العالمية هذه والعالمية تلك والعالمية تلك لا تعطيك لماذا؟ لأن النسق ذاهبٌ باتجاه التطبيع مثلًا فكيف سوف تفوز بجائزة؟ تمام وكذلك الإعلام اليوم الإعلام .. هذا الإعلام موجه تبعًا لتيار كذا والحزب كذا ولتنظيم كذا ولون كذا ودولة كذا وجماعة كذا يعني هي عندما صحيفة عربية قالت "إسرائيل" تجتاح عاصمة حماس أين المهنية في هذا العنوان؟ ويأتي يقول لك والله الصحيفة صحيفة مهنية من الدرجة الأولى هل فهمت كيف؟ بمعنى لا لا لا دعنا نكون واضحين العقل العربي للأسف

أحمد البيقاوي: طيب أخ يسري عندما تكتب وترسلُ مقالات وتقول رفضوا في أكثر من سياق، قلت لي هذا رفض نشرَ هذا المقال، ورفض نشر هذا المقال، ينشر من.. يعني يرفضون النشر من ماذا؟ لا يوجد معايير تحريرية، أم من وجهة نظر لا يريدون أن تخرج للخارج يخافون من ماذا؟

يسري الغول: إنهم لا يمتلكون الجرأة التي أمتلكها أنا

أحمد البيقاوي: أنت ماذا تمتلك جرأة؟

يسري الغول: أنه أنا أقول لا في وجه من قالوا نعم.

أحمد البيقاوي: متى قلت؟ لا، والباقي قال نعم خلال الفترة الماضية

يسري الغول: الآن سوف أقوله لك، يبدو أنت فاتك ما قلتُه، الآن أول شيء، ما قيمة المثقف إذا كان مجرد أداة؟

أحمد البيقاوي: أفهم أنا أنا أفهم، أنا لم يفتني الذي أنت قلته أنا الآن أحاول.. معلش على أنسنة على أقول لك التفاصيل التفاصيل الصغيرة

 

يسري الغول: هل نمتلك الجرأة أن نقول أنه أنه أصبح المجتمع مثلًا أصبح لديه انفصام أن الغني يسكن في خيمة والفقير في..

أحمد البيقاوي: ما المشكلة أن ينشروه

يسري الغول: لا مشكلة أنت هكذا تمتهن فئة من المجتمع، أنت هكذا تتطاول، على المجتمع، مرة حدثت قصة في الجامعة الإسلامية لن أنساها ما حييت، سأذكّرك فيها أيضًا خلف الكواليس يا عزيزي يعني الذي أريد قوله لك هو أنه.. نحن لا نمتلك الجرأة لنقول لا ما هو ماذا يقول عجبني رحمه الله أمل دُنقل، عندما قال مُعلّقٌ أنا على مشانق الصّباح وجبهتي بالموت محنيّة لأنني لم أحنها حيّة اليوم تأتي مثلًا عند هذه الجماعة تنتقد يُقطع راتبك أنا انقطع راتبي، وجماعة ثانية استدعتني بدل المرة خمس مرات والإسرائيليين منعوني من السفر، والدول العربية ممنوع لـي 11 سنة ممنوع من السفر لا تجعلنا نحكي كثيرًا الله يرضى عليك يعني خربانة بلكي تصلحنا، صرت ألزم الحياد أما أني أمشي مع التيار مطلقًا لا السمك الميت وحده من يجري مع التيار أنا لا أجري مع التيار لا لا أرغب بالحصول على حظوة من هذه الجماعة أو تلك وإن كان عندي الطموح السياسي ولكن طموحي الأكبر أن أحفادك سيقرأون أدبي مرغمين غصبن عنك عندما أكون أنا في مربع الصدارة لأنقل صوت أبناء شعبي ما الذي ينجح الأدب الشعبوي، صوت الناس، الناس الذين لا أحد يسمع صوتهم وليس الأدب المخملي

أحمد البيقاوي: طيب أريد أسأل سؤال معلش.. أنت بالبداية حكيت تريد س نستدعي نرجسيتك في تعريف نفسك وأنا سأجرب أستدعي نرجسيتك فعليًا بسياق يعني

يسري الغول: أنا لستُ نرجسي بالمناسبة هذه حقيقة يعني

 

أحمد البيقاوي: ههههه

يسري الغول: لا حقيقة أنا صنعت نفسي، أنا بالمناسبة.. والدي عامل من عمال الداخل المحتل ولم نكن نجد رسوم الجامعة درست في الجامعة الإسلامية أربع سنوات لم أكن آخذ إيجار الطريق كنت أذهب للجامعة مشيًا وأرجع مشيًا بعمري لم أدخل كافتيريا الجامعة، وأحكيها لأولادي بحرقة ولكل زملائي، وعندما كنت آخذ بعض الأموال، أذهب وأشتري فيها كتبًا عند ناصية الجامعة الكتاب بـ 2 شيكل لحد أن أصبحت أ عمالي الحمد لله مثل ما قلت لك ما حدث معي أذهب وأحضر رسالة ماجستير ودكتوراه عن أدب يسري الغول ولذلك اليوم لا لا ليست نرجسية ولكن أنا دفعت ثمنًا .. ثمنًا.. شعري هذا شاب، وأنا كم عمري؟ 45 سنة، بنت صبية يعني الواحد يهتم بنفسه الكتاب يظنّوني 70 سنة، حرام عليكم لأنه نسيتك تمامًا، ولذلك نحنُ اليوم يا عزيزي صوت الناس أنا لا أخفيك سرًا مرة من المرات تكلم معي أحد الكتاب الفلسطينيين قال نريد قصة من قصصك أن تُدرج ضمن منهاج الصف التاسع لطلبة الأراضي الفلسطينية، قصة من قصصك فذهبت وأرسلتُ له مجموعة قصص بعد فترة جاءني وكان عضو لجنة في المنهاج الفلسطيني قال والله اعتذروا ورفضوا لماذا؟ قال والله أنت كنت تتبع لتيار سياسي معين كذا كذا وفلان رفض واللجنة صار مداولات فأنا دائمًا أحكي حتى لأولادي أنه أنا اليوم للأسف أدفع الثمن ولكن أنا مؤمنٌ أنّ الذي أدفع ثمنه اليوم ستأتي لحظة والجميع يردّ لي الثمن، بسبب ذلك أقول لهم دائمًا أن الذي يعترض طريقي اليوم هو الذي سيفرش لي البساط الأحمر غدًّا على خلفية مقالاتي.. أنا ممنوعٌ من السفر هنا وهنا، على خلفية مقالاتي اليوم أنا انقطع راتبي، على خلفية مقالاتي اليوم أنا لا أحظى بمنصب ومكانة كبيرة يعني مدير عام حاليًا أو أقل قليلًا، ولكن ليست هنا الفكرة أنا أكبر من هكذا بكثير أنا أعتبرُ نفسي يعني أحد رموز الأدب المعاصر، شاء الرئيس أم شاءت الحكومة أم شاءت حماس أم شاءت الفصائل الفلسطينية أم أبت في النهاية أنت قدمت نفسك تمام؟ ولذلك اليوم عندما كبريات المجلات العالمية تنشر أدبك بالمناسبة قبل شهر مجلة ذي بوينت الامريكية عملت.. نشرت قصة من قصصي طبعا نزلت في صحيفة هآرتس بالمناسبة يوم الجمعة في الصفحة الأولى، وترجمتها إيلانا هاميرمان فبعد أن ترجموها، قالوا لي نحن نريد عمل لقاءٍ معك، المترجم الخاص بي طبعًا شاب في سنك اسمه جراهام ليدل هو بروفيسور في جامعة ميشيغان، وأنا بالمناسبة رُشّحت مرتين على التوالي لبرنامج الكاتب العالمي الذي هو الآي دبليو بي في جامعة أيوا، عشرات الفرص ذهبت مني للسفر والمشاركة ولكن لا مشكلة لا مشكلة جميعه يأتي، إن لم يأتي الحمد لله أنا نِلتُ شرف أنني صنعت Self Made أنا كنت مثل ما قلتُ لك، يعني عندما أذهب على الجامعة، أستغل الوقت وأنا ذاهبٌ للجامعة، أحفظ كلمات إنجليزيّة وأطور نفسي وأفعل، وأعمل وو و... الآن أصبحتُ يسري الغول الحمد لله وجوجل وجوجل Me على قولة الله يرحمه عص على جوجل يعني

أحمد البيقاوي: الله يعطيك الصحة والعافية يا أخي يسري، نحن في نهاية كلّ حوار في "بودكاست تقارب" نُعطي مساحة مفتوحة للضيف كون هذا الحوار يعني يعتبر هكذا شهادة ورواية يعني تاريخية بسياق الرواية الفردية أو بسياق روايتك الشخصية عن نفسك ومعرفتنا يسري الغول بسياق الرواية الجمعية فأعطيك المايك بمساحة مفتوحة تفضل

يسري الغول: شوف الوطن يُبنى على أكتاف الرجال والوطن ليس مجرد أرض وإلا لربنا لم يقل فسيحوا في الأرض والوطن عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم، إذًا يجب قراءة المشهد بشكل جيّد، في يوم من الأيام كنتُ في بروكسل عزمني صديقي يومها لبيت دعوة الغذاء في مقر حلف الناتو بالمناسبة فاجأني صديقي اسمه محمد هللو محمد هللو أسرته جميعها استشهدت جميعها أمه وأبوه وإخوته وأخواته وأولادهم وأحفادهم، بقي محمد وزوجته وأولاده الذين يتواجدون في بروكسل لهم عشر سنين أو عفوًا 12 سنة، فأنا عندما ذهبتُ عنده هناك وعزمني على الغداء، فذهبت المغرب يعني ذهبتُ لطعام العشاء عنده فكان يعني ربنا يكرمه يعني زوجته ووالده وأنجبوا صبيًّا اسمه يوسف، فقلت له ألا تريد الرجوع على غزة، فأصبحنا نتحدّث على الوطن والوطن فسألني سؤال ما هو الوطن؟ ما تعريف الوطن بالنسبة لي ولك؟ طب ما تعريف الوطن بالنسبة ليوسف الذي ولد في بروكسل؟ هل هو الوطن الذي وُلد فيه جده؟ أم الوطن الذي ولدت فيه اندفن في جده عفوًا؟ أو الوطن الذي نولدت فيه جدته ووالده؟ أم الوطن الذي وجد فيه كرامته وأدميته؟ شوف يعني أنا وجهة نظري أنّه للأسف سيظل الفلاسفة والأدباء الحالمين يبنون ممالكهم في الخيال ويظل الطغاة هم الذين يبنون ممالكهم على ممالكهم على الأرض أو ممالكهم اللغة إنجليزية لا تعتبوا علي وماجستير ودكتوراه علوم سياسية تمام الذي أريد قوله أنه يعني كل إنسان عظيم كل إنسان لكن على كل إنسان فينا أن يبحث عن الجوهرة التي بداخله يبحث عن نفسه بداخله ويجب أن يجتهد، إذا اجتهدت اليوم سترتاح غدًا، لكن إذا لعبت اليوم ستتعب غدًا، بسبب ذلك دائمًا أنصح أولادي تتعب ترتاح ولكن بتلعب ستدفع ثمنًا غاليًّا، ولذلك نحن في غزة تعبنا كثيرًا وقريبًا جدًا سنرتاح والراحة ستكون أبدية إن شاء الله.
 

أحمد البيقاوي: أخ يسري شكرًا جزيلًا لك يعطيك العافية

يسري الغول: أهلين يا أحمد الله يعافيك

 

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025