في ١١ سبتمبر كان عمري تقريبا ١٢ او ١٣ سنة وشوية وقت زيادة، مش ذاكر بالزبط، بس الاكيد انه اليوم اللي كنت بوكل فيه باجيت الشاورما الكبير، وعلى تلفزيون المطعم كانت صورة الابراج والدخان طالع منها، الحديث في المطعم كان انه ممكن الجبهة الشعبية او حزب الله اللي عملها، بنط كمان واحد بحكي فتح أقدر تنظيم فلسطيني على تنفيذها، ماهيي الطلقة الاولى، بس الكل كان متفق انه اكيد حدا من جماعتنا عملها، ورجعت أيام العمليات في الخارج، وانه هاد اقل واجب للرد على الأميركان والاسرائيليين.
فترتها كانت انتفاضة، وكان عنا شعور انه اي شي في العالم احنا وراه، وانعمل عشاننا احنا.
بالتزامن مع حديث المطعم وعشاق سيخ الشاورما تاع مستر بيكر، بتمر مظاهرة - على الأغلب- للجهاد الاسلامي من باب المطعم، وماشية باتجاه دوار ثابت ثابت، وعلى درجات منظمة التحرير او فتح القى في الجماهير الشيخ رياض بدير كلمة توليع وتشعيل، وعلى اصوات التكبيرات انا وصلت، ولحقت وقتها جزئية كان الها علاقة بتأييد العمل، وكمان مرة تشعيل الجماهير.
يمكن كنت مشغول بساندويش الشاورما الثاني او الثالث، بس ركزت في كلمة المُباركة للشيخ رياض، واللي أكدتلي انه الجهاد الاسلامي ورا العملية، ويمكن تبناها وقتها أو أوشك يتبناها، أو تجنب يتبناها!.
وأنا بدوري نشرت فكرة انه الجهاد الاسلامي ورا العملية، كونه شيء جديد ما تم الحديث عنه في المطعم، وأكدت على الموضوع بين المشاركين حولي، مهوي مش معقول الشعبية ولا فتح ولا حزب الله يكونو عملوها والجهاد الاسلامي يطلع في مظاهرة ويتبناها، بس كمان الناس كانت تحكي انه الجهاد صعب يعملها، وممكن يكون تبناها زي ما فترتها كانت التنظيمات بتبنى عمليات مش الها.
روحت البيت، وعلى صحن بغلي من الفاصوليا الخضرا، طبخة بيتنا المكررة حتى اليوم، حاولت أقنع إمي، بس كان الموضوع صعب بالرغم من حججي القوية، وتأكيدي على اللي سمعته!.
اجتمعنا مع السيد الوالد المسا بس روح من الشغل على صحن فاصوليا آخر، وحاولت أقنعه، إلا انه عمل علي حفلة طويلة من المسخرة بعد اصراري الأطول على اقناعه.
انا بقدر أتذكر اليوم كثير منيح انه المدرسة والشارع واولاد الحارة كانت على خلاف حول مسؤولية أي تنظيم عن العملية، ولحد ما فهمت مين القاعدة وشو بسوو في الحياة، كنت على قناعة تطورت مع تطور المعلومات والأحداث، إنه القاعدة تبنت عملية مش الها، والشباب داخلين على خط التنظيمات الفلسطينية، وكان الأكيد الأكيد انه انعملت عشانا!.
ولا ننسى بالتأكيد وهم العملية القادمة اللي حتكون في نص تل أبيب، واللي خلانا نقعد فترة لا بأس فيها واحنا نستنى عمليه كبيرة لإلهم، وحطيناهم على قائمة التنظيمات اللي ممكن تنفذ عمليه، وممكن تتبنى عمليه مش الها، وممكن تنظيم ثاني يتبنى عملية الهم!.
بعيدًا عن كل هاي التفاصيل، إلا انه ساندويش الشاورما كان عظيم جدًا، ولحد اليوم هوي أزكى من الفاصوليا اللي لسه بتنعمل بشكل اسبوعي في بيتنا، ولسه طعمه في ثمي، وفي النفس الوقت هاد اليوم وكل تفاصيله نقل وعيي ووعي ناس كثيرة من ساندويش الشاورما ودوار ثابت ثابت والتنظيمات الفلسطينية لخارج حدود فلسطين لفهم العالم كله، وكل الاحداث اللي بتصير فيه، وكسر ولو بشكل جزئي انه فلسطين محور الكون، والناس بتفكرش الا فينا، وعشاننا بس!.