أتفهم الغزيّ الذي استغرب أنّي أمرّ من حاجز في الضفة الغربية وأتوقف بجانب جندي دون التفكير بدهسه، أتفهم نظرات اهانته لي وقتها، ولكني لن أتفهم على الإطلاق ذلك من شخص أو جهة تدّعي فهمها وعرضها وتغطيتها لكل فلسطين، خاصة لو كانت إعلامية، وحملت شعار كل فلسطين. الأفضل للجهات الإعلامية التي لا تستطيع تغطية فلسطين، كل فلسطين، لعدم قدرتها، أو لمشاكل وملاحظات وتخوفات تنبع من عدم فهمها لواقع وخصوصية غزة والضفة الغربية ومناطق ال٤٨ وتجمعات اللاجئين في الخارج، وحدود الاختلاف ما بينها، الأفض
ل أن تقدم نفسها على أنها غزاوية أو ضفاوية أو لمناطق ال٤٨ فقط، او إعلام المخيمات، على سبيل المثال. هذا أفضل من ادعاء تغطيتها لكل فلسطين، وكل الفلسطينيين، وكل الوطن، وهي غير قادرة على فهم خصوصية كل منطقة. نستطيع تخيّل نوعية تغطيتها لكل فلسطين!. سيكون الاختصاص في مناطق معيّنة أفضل مئة مرة لها وللمتابع من أن تقدم ادعاء لا تقدر عليه، حيث الأسوء في تقديمها بعض المناطق كما تفهمها هي، وكما تحب ان تراها، ولذلك تركز على تفاصيل محدودة لا تعكس الواقع بتاتًا، وتضلل المتابع. الاحتلال قسّمنا جغرافيًا، وأظنّه ينجح في تقسيم وعينا، فلنحاول فهم خصوصية كل حالة ومناسبة ومخيم ومدينة وتقديمها كما هي، دون تقليل أو مبالغة، وبلاش نزيد الطين بلّة. لا يجوز مقارنة صاروخ غزة بحجر الضفة ورصاصها، ولا أيٍ منهما بالعمل على الهوية في مناطق ال٤٨ والشتات، كلٌ له معركته، والتي لا تقل أهمية عن غيرها، فبالنهاية، استمرارها حتى تكاملها ما سيوصلنا لمعركة أكبر يومًا ما.