قد تكون صفقة التبادل في زمن الإبادة هي الأصعب في تاريخ القضية الفلسطينية مقارنة بصفقات التبادل السابقة ومنها صفقة "وفاء الأحرار" وصفقة أحمد جبريل. ارتبطت حريّة الأسرى هذه المرّة بارتقاء عشرات آلاف الشهداء، ودمار هائل، وأوجاع لا تنتهي. وفي رحلة البحث عن الحرية، سنخوض نقاشات طالما تأجّل نقاشها، لنتعرّف على كواليس الصفقات، ونحاول الإجابة على أسئلة مشرعة: لماذا على المقاومة الفلسطينية أن تخطف إسرائيليين لتبادل بهم الأسرى؟ هل صارت صفقات التبادل هدفًا بحدّ ذاتها؟
ولأنّ "صفقة طوفان الأحرار" تختلف، نحاول الإضاءة عليها وعلى سابقاتها، الفوارق والظروف، وكيف نقيس النجاحات؟ ما الدروس التي تعلّمها المفاوض الفلسطيني، وما السلبيات التي حاول تجنّبها هذه المرّة؟ من يخفي بنود الصفقات، ولماذا؟ ومن المخوّل بأن يدير المفاوضات أصلًا؟ وما هو شكل هيئات التفاوض؟ ومن يُشكّلها؟ وهل الأسير الفلسطيني شريكٌ في قرار التفاوض على إطلاق سراحه؟ وهل يغيّر وجود الأسرى المحررين في طريقة التعاطي مع الصفقة وبنودها؟
ونناقش حقّ الأسرى في معرفة تفاصيل الإفراج عنهم، وتأثيرات الإبعاد على المحررين وعائلاتهم، آمالهم وتخوّفاتهم، ونقاش عن مبعدي كنيسة المهد الذين ما يزالون في الخارج رغم أكثر من عقدين على إبعادهم.
نستضيف في الحلقة 155 من "بودكاست تقارب" مؤيّد عبد الصمد "الشيص" من عنبتا/ طولكرم، والذي تحرر في صفقة "وفاء الأحرار" بعد أن أمضى 28 سنة في سجون الاحتلال، بعد أن كان تسلّم عضوية اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنوات التسعينات، وألّف داخل السجن كتاب "رسائل من وراء الشبك".
"بودكاست تقارب" برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
مؤيد عبد الصمد: [00:00:00.00]
من حق كل إنسان وكل فرد، ومن حقّ الأسير نفسه أن يعرف ما هي الشروط التي غادر فيها.
أحمد البيقاوي: [00:00:04.71]
اتفاق شاليط لليوم بنوده مغلقة؟ غير معلنة؟
مؤيد عبد الصمد: [00:00:09.27]
باعتقادي لم يتم الاعلان عنها بعد، لم تمر عليّ. الأسير متعجّل مثلما يقولون، يعني خلص يريد إتمام الصفقة، ونخلص. اليوم لو تسألني إنّه بعد أن تنتهي الأمور ويبقى هناك أسرى إنّه نروح نخطف يعني بنفس الطريقة. أنا أقول لك التكلفة ستكون أعلى. يجب أن تُعلن ما الذي توصّلت له بالضبط. يعني دون أن تترك مجالًا للاجتهادات لأنّ أثرها النفسي والصدمة ستكون أكبر. الأسيرات أخذن موقفًا واحدًا؛ لن نخرج لا في تبادل ولا إفراجات إلّا مع بعض. نقول حتى للفريق المفاوض، وللسيّد زاهر جبارين، أقول له: لا تكثروا من الإبعاد، يعني الإبعاد يعني تهجير 5000 عائلة فلسطينية. وشكرًا لهم أنّهم استطاعوا أن يصلوا لهذا المستوى من الصفقة.
مؤيد عبد الصمد: [00:01:05.06]
أنا رفيقكم وأخوكم ومناضلكم مؤيّد عبد الصمد "الشيص"، أسير محرر، وما زلت يعني في خدمة قضايا شعبي في كل الجوانب. سُعدت جدًا بهذا اللقاء في هذا "التقارب" والذي أثار عندي تساؤلات كثيرة، أعاد لي مفاتيح تفكير جديدة. لأنّه في النقاش وطريقة الحوار التي أدارها أخانا أحمد كانت ممتعة، وتثير "تحرّش فكري" كبير جدًا على اساس ان اعيد النظر في تساؤلات وفي اراء كنت احملها حول هذا الموضوع. كان موضوعًا شيّقًا. حاولت كل جهدي ان اقدّم ما استطيعه من اجابات احملها واقتنع فيها، وايضا "تقارب" جعل عندي "تقارب" أكثر في اكون منطقيًا أكثر وعقلانيًا اكثر في تفكيري حول هذه القضايا. قضية الاسرى قضية شائكة ومعقّدة نحترم فيها كل رأي وكل كل فكرة وكل عمل. شكرًا لكم.
أحمد البيقاوي: [00:02:39.76]
مرحبا واهلا وسهلا فيكم. في حلقة جديدة من "بودكاست" تقارب معكم انا احمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز الأسير المحرر مؤيد عبد الصمد. مع مؤيد اليوم في حوارنا سنرجع لتاريخ صفقات التبادل ما بين الفصائل الفلسطينية وما بين الاحتلال، في محاولة لفهم كواليس الصفقات، كيف تتم الصفقات؟ نقاط القوة عند كل جانب، عند كل طرف خلال التفاوض، دور الضامن أو الحديث عن الضامن أو الحديث عن من يضمن عدم اعادة اعتقال المفرج عنهم او اغتيالهم حتى، ونحتاج أن نفهم اكثر كواليس عن كيف تتم الصفقات وما نتائجها، بالعودة يمكن بشكل اساسي للصفقة الكبيرة التي دائمًا نرجع لها في الحديث عن الصفقات، صفقة احمد جبريل/ الجبهة الشعبية (القيادة العامة) وصفقة شاليط.
أحمد البيقاوي: [00:03:33.80]
قبل أن نبدأ أريد أن اشكركم مقدّما على مشاركتكم معي افكاركم ومواضيعكم ومقترحاتكم واسئلتكم لمعالجتها في "تقارب". وشكرا ايضا على اشتراككم في قناة اليوتيوب وقنوات الاستماع. "تقارب" بفضل هذه المشاركات تحديدًا يكون اقرب لكم. وشكرًا أيضًا لكل داعمي "تقارب" والمستثمرين في استمرار "تقارب" من خلال الرابط الموجود في وصف الحلقة. شكرًا لكم جميعًا وبهكذا نبدأ.
أحمد البيقاوي: [00:04:05.58]
أتعبتك معي أنا.
مؤيد عبد الصمد: [00:04:06.57]
له يا رجل! احنا متابعينكم.
أحمد البيقاوي: [00:04:10.02]
ترتيبات ولوجستكس وابصر ايش! هذه هكذا يعني محاولة للحصول على أفضل جودة. يعطيك العافية.
مؤيد عبد الصمد: [00:04:17.31]
صحيح يعني هذا فن نحن لا نعرف فيه.
أحمد البيقاوي: [00:04:22.35]
اول شيء أبو ماذا أنت؟
مؤيد عبد الصمد: [00:04:24.42]
انا ابو ناصر الدين.
أحمد البيقاوي: [00:04:26.34]
طب بعدهم ينادونك بـ "الشيص" أم لا؟
مؤيد عبد الصمد: [00:04:28.95]
ما زال الشيص، لو قلت لك الشيص عادي.
أحمد البيقاوي: [00:04:33.06]
الناس حين تقول لك اليوم، تناديك يا "شيص" يعني؟.
مؤيد عبد الصمد: [00:04:37.77]
يعني مقربين اه، يعني الأبعد أو الرسميين قليلًا "أبو ناصر". أنت من المقرّبين يعني.
أحمد البيقاوي: [00:04:44.10]
ههههههه. الله يسعدك يخليك ويديمك.
مؤيد عبد الصمد: [00:04:48.39]
الله يبارك فيك تسلم أخ أحمد.
أحمد البيقاوي: [00:04:49.62]
اول شيء كيف مشاعرك الآن بصفقة التبادل؟ يعني أريد تعطيني مشاعر، الطبيعيّة، المشاعر المربكة، متداخلة ومركّبة.
مؤيد عبد الصمد: [00:05:00.91]
طبعًا فرح عظيم جدا ويمكن اول ما سمعنا الاخبار ورأينا الاسماء وبدأ التنفيذ الاول يعني شعرت بنشوة وفرح ودفعت الشباب على الشارع طلعنا بالزوامير في السيارات وهتفنا. يعني كانت فرحة عظيمة. طبعًا لا يخلو الأمر أنّها لحظة توتّر والترقّب لأنه في كثير اصدقاء واصحاب واخوة واقارب. يعني كل واحد يتمنى انه يكون ابنه في المرحلة الاولى او في القائمة الاولى او الاسم الاول. وكل واحد يحب أن يكون صديقه. هذا يعني جعلنا نحذر ونقلق وخاصة انّ لنا اصدقاء. مع أننا زرنا بعض العائلات يوم أمس، يعني عندنا في البلد ابناء مؤبدات وشيء وطمأناهم، إنه يا عمي هؤلاء 600 مؤبد أفرجوا عن 200 والـ 400 اكيد سيطلق سراحهم، الأمر يحتاج قليلًا من الصبر. الذين ليسوا في المرحلة الأولى في المرحلة الثانية. وهذا شيء أكيد. في أيدي أحرارنا واحبابنا يعني شيء يضغطون من خلاله ويخرجون. الجميع، أنا متأكد، اجعلوا ايمانكم قويًا، وصبرتم سنين طويلة اصبروا 40 يومًا أخرى. فهكذا، يعني كنا فرحانين وايماننا قوي جدًا. نشوة أعادت لنا نفس الروح والمعنوية والنشوة التي عشناها ونحن على وشك أن نخرج ونطلع من باب السجن. نفس المشاعر تقريبًا.
أحمد البيقاوي: [00:06:45.87]
حسنًا، أنا قبل أن ندخل بالحكي على النتائج وغيرها وتفاصيل الصفقات، أريد أن اسألك سؤال: أنت راضٍ عن كيف تمّت؟ ليس النتائج.
مؤيد عبد الصمد: [00:06:58.46]
أكيد.
أحمد البيقاوي: [00:06:59.45]
هذه المرّة.
مؤيد عبد الصمد: [00:07:00.71]
هذه المرّة بكل تأكيد. اه رضا يعني عالي جدًا. ومثل ما قلت لك يعني هذه الملاحظات الصغيرة، لا أحكي فيها الآن لأن هناك كثير من المتربصين الذين يتربصون ويبحثون على التفاصيل الجزئية كي يسخّفوا الموضوع. لا. كل الرضا. ولا أخفيك يعني كل القائمين على هذا الموضوع، من زاهر جبارين وغيرهم كلهم. يعني انا أعرفهم معرفة تفصيليّة، أعرف قدرتهم وحنكتهم ووفاؤهم وإخلاصهم وإمكانيّتهم إنّه يعني فعلًا يدققون على التفاصيل التي يعرفونها أصلا وعايشوها. يعني غالبيّة القائمين على هذا الموضوع اعتقد انهم من زملائي الأسرى المحررين، ومثل ما كان الشهيد -رحمة الله عليه- صالح عاروري يعني كان صديق حميم، وكنت أعمل أنا وإياه في نفس المؤسسة (اللجنة الوطنية) ونتناقش باستمرار فأعرف حنكته، التي يعني أعطت نجاح لصفقة "وفاء الأحرار" اللي كانت يعني، كان هو يعني تقريبًا شبه المهندس يعني الذي تممها يعني، وأنا راض كل الرضا، وطبعًا مع التقدير إنه هي ليست فقط مرتبطة لو كانت يعني متعلقة فقط بصفقة لتحرير الأسرى كان الواحد يعني بقدر يعطي يعني ملاحظات أكثر أو تقييم أكثر. لكن كونها يعني مرتبطة أيضًا بوقف إطلاق نار وبوضع السياسة في غزة وإعمار يعني في أمور كثيرة. يعني صفقة التبادل هي جزئية وإن كانت جزئيّة مهمّة، ويعني يمكن تكون لا تقل أهمية عن بقية القضايا كونها قضية حيوية لكل شعبنا. لكن ارتباطها في الجزئيات الاخرى في اطلاق النار وادخال المساعدات والانسحابات إلى آخره. هذا يعني يجعل المسألة معقدة، معقدة كثيرًا، ويخلف على دين ربهم يعني في هذه الظروف التي تعيشها غزة وتعيشها المقاومة، وظروف الاسرى وظروف اليمين المتطرف داخل اسرائيل.
مؤيد عبد الصمد: [00:09:26.72]
والذي لا يفهم غير لغة الإبادة والعنف والتعنّت بشكل كبير، والعنجهية يخلف عليهم أن وصلوا لهذا المستوى من هذه الصفقة ومن هذه العملية، مستواها النوعي والعددي. وطبعًا الطريقة والآلية التي يتعاملون فيها. وكان عندنا ارتياح جدًا أن طريقتهم في التنفيذ، هذه المسألة التي أغاظت نتنياهو وأغاظت إسرائيل يعني مبعث فخر لنا يعني الجانب الآخر او الجانب الاسرائيلي. لا يريد أن يرى المناظر الانسانية والاخلاقية التي تمتّع بها شعبنا وتمتّعت بها مقاومتنا أو جنودنا الخارجين يعني من تحت الركام لكي يضربوا للعالم مثلًا رائعًا جدًا، ومثلًا نموذجيًا يعني انغاظوا وقُهروا، ولهذا قدّموا احتجاج للوسطاء أنّ الطريقة التي خرجت فيها الأسيرات الإسرائيليات هذه طريقة غير مقبولة ويجب تغييرها. لماذا؟ لأنهم رأوا العالم، إحدى الأسيرات تقبّل رأس أحد المقاومين وبكل اريحيّة، وتبتسم ابتسامة حتى غير مفتعلة أو ليست ابتسامة خوف ولا قلق. ابتسامة فعلًا عميقة. كل المحللين حين حللوا هذه الابتسامة العريضة. هذا معناه أنّها كانت مرتاحة ومتقبلة يعني حق الطرف الآخر الذي أفرج عنها، في إنه يعني يطالب بتحرير شعبه وتحرير الأرض وتحرير الاسرى، بالهدايا التي أعطوهم إياها، بالأثواب المزركشة الجديدة اللامعة، بالأعلام الفلسطينية، بالسلسلة التي تحمل خارطة فلسطين ترتديها إحدى الأسيرات، هذا أغاظهم، لا يريدون هذه القضيّة الأخلاقية. هذا الذي يبعث في نفسنا يعني الرضا، ونقول إنّ من أدار المعركة في غزة بشكل رائع جدًا وصمد هذا الصمود وحقق كل هذه النتائج الأشبه بالمستحيل في مواجهة كل العالم في مواجهه كل أسلحة الدمار في العالم. أداروا المعركة وحققوا، هذا أعتبره انتصار. رغم كل المآسي التي حدثت في غزة.
مؤيد عبد الصمد: [00:11:52.89]
ورغم أنه ما في معركة ما في مواجهة بدون شهداء وبدون دمار. وأصلا كان الدمار سيأتينا. يعني حتى بدون طوفان الأقصى ما كانوا مقصّرين فينا هنا في الضفة الغربية، في هذا القتل وفي هذه الإبادة وفي المخططات التي تستهدف الشعب الفلسطيني. يعني ليسوا مقصّرين، إدارة المعركة بهذه الطريقة والخروج بانتصار والحفاظ على نفس القوة التي صدمتهم صدم. يعني أنا تابعت أحد المذيعين الإسرائيليين وهو يعني يراقب كيف خرجوا في نفس السّاعة في نفس الدقيقة. خرجوا في كل المناطق باللباس الجديد، اللباس المنظم، بالطريقة المنظمة، في الوجوه المشعة التي لم يُنهكها التعب، كانوا يتوقعون أنهم سيخرجون من تحت الدمار، لكنهم خرجوا بهذه الصّورة المنظمة الهائله جدًا. هذا يعني صدم العالم كله. ونحن شعرنا بالفرح والفخر أنّ رجالًا كهؤلاء كانوا قادرين على أن يُديروا أيضًا صفقة وحوار وتفاوض أكثر من أطراف أخرى في الشعب الفلسطيني أدارت التفاوض لكن جلبت لنا مآسي هائلة جدًا في هذا الموضوع. نحن عندنا ارتياح وعندنا شعور بالفخر والاعتزاز بالصفقة. ويعني هذا ليس شعوري وحدي، انما شعور غالبية الناس وغالبية اهالي الاسرى، ومثلما قلت لك نحن زرنا البيوت كلهم متفائلين ومتأملين ويدعون، يعني شيء رائع، حتى لو أن اولادهم ليسوا مشمولين في هذه المرحلة، لكن عندهم أمل كبير بأن يُشملوا في مراحل أخرى. ويمكن شعبنا عنده من التراث. يعني نحن حين كنُّا موجودين في السجن يعني حين مرّت علينا ثلاث - اربع عمليات تبادل وعملية إطلاق سراح اسرى كثير . سواء كان في اوسلو من زملائنا الذين خرجوا بالالاف أو بصفقات الأخوة في المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله). واكثر من تبادل عايشناه وكنا فخورين لأي اسير يتم تحريره. ما كنا نحزن ولا كنا نزعل. يعني كان واحد صاحبي يتأمل في داخله إنه أكون أنا من الذين تحرروا في البدايات أو في كل صفقة يكون لي اسم، ويكون شعورنا وأملنا ومعايشتنا إنه يعني. وايمان بأننا سنكون، وحتى لو لم نكن، كنا يعني فخورين جدا وما نزال نقول الذي حررنا في النهاية مثلما قال حين كنت في غرفة الشهيد سمير قنطار يوم أن صارت العملية الاولى بالتبادل بين حزب الله وبين الطرف الاسرائيلي وأخرجوا يعني كثيًرا من زملائنا وكثير من عناصر الاخوة المقاومين اللبنانيين الذين كانوا معنا في الاسر وبقي سمير موجودًا في نفس الغرفة يعني ورغم انه الصفقة كانت من البداية أنّ على رأسهم سيكون سمير قنطار. لكنه لم يخرج في ذلك الوقت، يعني ما سمحت الظروف لانه كانت جثتين فقك، يعني التي بادلوها في المرة الأولى، مع هذا لم يفقد إيمانه وبالعكس يعني مكث معي ساعتين ونحن ونضحك ونتحدث. ما في خيبة، ما بتصيب الاسير الخيبة إذا تحرر زميله وبقي هو في الأسر، لأن عنده إيمان أنّ أي أسير ينتزع حريته كأني انا انتزعت هذه الحرية، وعندنا إيمان لانه نحن اصلا كنا يعني داخل السجن في المراحل السابقة لا أعرف الظروف هذه الأيام، ظروف القهر والإبادة والقتل المتعمد والانهاك الموجود. نحن كنا يعني اكثر التصاقًا بقضايانا الفكرية والعقائدية، وايماننا بالثورة وبالمقاومة بالتغييرات اكثر من اليوم بسبب الظروف. يعني ليس بسبب انه نحن "سوبر" لا، بسبب الظروف التي كانت موجودة في ذاك الوقت.
مؤيد عبد الصمد: [00:16:21.98]
فكان عقيدتنا أننا مؤمنون طالما هناك احتلال، طالما هناك ثورة، طالما هناك مقاومة ستضل قوافل الأسرى تأتي على السجون. وأنا حتى لو كنت موجودًا داخل السجن، سأكون متفائلًا جدًا بأنّ شعبنا متواصل ويواصل مسيرته، وبالتالي سيأتي يوم لن يحققوا حريتهم فقط، إنما حرية أقصانًا وحرية شعبنا وحرية أرضنا. هذا إيمان كان دائًما مزروع فينا، رغم مثلما قلت لك إنّه يعني من ناحية إنسانية ومن ناحية داخلية ومن ناحية ذاتية وأنانية كل واحد فينا يقول سأكون اول واحد ان شاء الله أن أكون اول واحد هيك (دعاء يعني). لكن إذا لم يكن أول واحد لا يصاب بخيبة امل. وهذا الذي انا أعتقد أن أسرانا الموجودين داخل السجون غالبيتهم اليوم عندهم هذه الروح وعندهم هذا التعبئة وعندهم هذا الامل وعندهم هذا الايمان بأن الخلاص الفردي له قيمة، لكن الخلاص الجماعي في مبادئنا وفي عقائدنا له الاولوية وهو الاكثر تقديسًا من مصلحتي الذاتية. يعني انا بإمكاني أن أصبر لكن المهم أن ينال شعبنا حريّته. وتنتهي هذه القضيّة. أنا واثق في قوتي لكن ربما لا أكون واثقًا من قوّة الاخرين على التحمل وعلى الصمود. فإذا تحرروا قبلي يعني يكون شيء رائع، وأنا يأتي دوري. يعني عندي قدرة/ ثقة في تحمّلي هذه المسألة التي أحببت أن أقولها لك يعني. ورغم كل ما يقال هناك رضا. رضًا كبير جدًا عن هذه الصفقة من وجهة نظري. نعم هناك أصوات ذات مواقف مسبقة ومواقف يعني حتى لو حررت لهم الأقصى وجلبته على طبق من ذهب وتقول لهم خذوه، سيقولون لك: لا، أنت أحضرته مع ابليس!
مؤيد عبد الصمد: [00:18:23.03]
هذه الفئات موجودة عندنا في شعبنا يغتاظون من إنجازات المقاومة، وتؤثر على مصالحهم، تؤثر على تفكيرهم. نوع من الحسد، نوع من الضغينة، نوع من العدائيّة لكل إنسان يسير بغير خطه ويمكن أن يحقق كل هذا. الآن ما حققته المقاومة لم تحققه الثورة الفلسطينية في كل تاريخها! أو لا نريد أن نقول أنها لم تحققه لكن هي تراكم. يعني المقاومة اليوم، إصرارهم ونضالهم هو استمرار للتراكم من 100 سنة، يعني منذ اليوم الذي بدأ الغزو الصهيوني لفلسطين ونحن _الشعب الفلسطيني_ يراكم، وكل مرحلة تؤسس للمرحلة التي بعدها، وحتى هذه المقاومة مستمرة لليوم فطريقنا طويل كما قال الحكيم رفيقنا: "على قصيري النفس أن يتنحَّوا جانبًا." يعني طريقنا، وحربنا طويلة، هذا الجيل اليوم حقق هذا هذا الإنجاز الرائع. صحيح لم نحرِّر الأقصى كما يتهكَّمون علينا، أننا ما حررنا الأقصى وربّما لا نحرر جميع الأسرى قد يظل في السجن هناك قامات موجودة لظروف معينة، ظروف التعنُّت ومسألة ميزان القوى للحالة التي يعيشها شعبنا. وفي كل المراحل ظل هنالك أسرى، لم يخرجوا، يعني حتى اليوم هنالك أسرى من قبل أوسلو وللأسف الشديد ربما خرج واحد منهم من ضمن العشرين الذين بقوا من قبل إتفاقيات أوسلو المشؤومة، وهو أبو شادي الطوس من الأسرى القديمين. أعتقد وكأنني قرأت اسمه، بينما العشرين الآخرين الذين هم أيضًا من قبل، ولم تأتِ أسماؤهم بعد في الدفعة الأولى. لكن سيأتي في الدفعة الثانية، و الدفعه الثالثة، ومهما بقي منهم من أحد، فطريق كسر القيد وتحطيمه، كطريق متجذِّر في قلوب المقاومين وفي قلوب شعبنا
مؤيد عبد الصمد: [00:20:27.45]
سيظل دائمًا، مهما بقي من أحد سيأتي اليوم الذي يلقى جيلًا سيحرِّره بالقوة، فهذا شيء حتميّ. هذه الأصوات يعني أشبه بأصوات النشاز. حتى شعبنا بأكمله كرهها وكره الطريقة المبتذلة التي يتحدثون فيها مثلًا عن إنجازات المقاومة في غزة. والله إذا العالم بأكمله يعترف أن ما حدث في غزة أشبه بالمستحيل بمن فيهم عدونا، والجنرالات الذين خاضوا الحرب والذين قاموا بوضع الخطة الجنرالات، وعن أي جنرالات نتحدث! لم يبقَ جنرالات أصلًا في غزة. يعني لم يحققوا شيئًا سوى الدمار والقتل والتدمير وقتل الأطفال وهدم المباني وهدم المستشفيات. هذه ليست حرب بل هذه إبادة وحشية. لم يحققوا شيء خلال 15 شهر. وفعلا في كل أهدافهم التي كانت معلنة أو حتى الأهداف التي أصبحوا يروجون لها الطابور الخامس خاصتنا. بدهم يرحّلونا وبدهم يفتحوا سيناء وبدهم كذا وكذا وكذا وكذا. يعني أنهم هم يرسمون المخططات لإسرائيل بما عليها فعله، كله كان مجرد كلام. في النهاية هم مجبرين على الانسحاب مش بفعل انه والله في هناك ضغط دولي عليهم لا لا. يعني في أكثر من أن يطلبوهم للجنائية الدولية وضاربين عرض الحائط بهذه المسألة وليست في حساباتهم أصلًا كونه هنالك قوة أمريكيه في ظهرهم؟! يعني ليسوا سائلين في هذه المسألة لكن يعني مخططاتهم في وجهة نظرهم هي فشلت لم تحقق أي شيء. وكل الأصوات اللي بنسمعها اليوم وخاصة لما طلعوا المجاهدين من بعد وقف إطلاق النار من أنفاقهم من خنادقهم من مخابئهم التي كانوا يقاتلون فيها طلعوا بهذه الطريقة قد صدمتهم وصدمت العالم بأنه لا يمكن القضاء على المقاومة مهما دمرت مهما قتلت من قادة مهما حرقت المستشفيات مهما قتلت الأطفال.
مؤيد عبد الصمد: [00:22:36.11]
وبالمناسبة يعني نسبة الأطفال من عدد الشهداء أكثر من الثلث تقريبًا بل وربما أكثر وربما يكون النصف وصل حتى! ليست لدي تفاصيل دقيقة لكن يعني رقم كبير جدًا قياسًا، إضافة للنساء والرجال. عندما وجدوا أن كل هؤلاء الجنود بآلياتهم، بعتادهم بلباسهم بكل شي موجود هذا شيء يعني يشكل للعالم أن هؤلاء يفعلوا المستحيل. هذا يمنحنا أمل بأنه مهما كانت هذه الصفقة فلا يزال لدينا هنالك سند. ما زالت لدينا قوة لشعبنا انه إذا صار في ثغرة هنا أو هناك سيتم ردمها في المستقبل. اذا بقي لدينا أسرى فسيكون هنالك جيل أيضًا يحطم هذا القيد.صحيح الانسان اللي في السجن واحنا كنا هيك كانت عندنا نظرية انه يعني الأرض ثابتة لكن جسم الانسان يفنى مثل جسم نائل البرغوثي. يعني بعد الأربعين سنة وخمسة وأربعين سنة فكيف بده يحتمل؟ لكنه يقول أنه يحتمل وبالفعل احتمل وها هو قضى هذه الفترة وما زال لديه أمل ومتمسك بأنه لن يقبل الإبعاد؛ "لن أقبل الإبعاد، أريد البقاء في السجن لأني منذ 40 سنة وأنا أكافح لأتمسك بالأرض، فلا أقبل البعد". يعني هذه تظل أشبه بحلم وجداني بالنسبة له وقدرة على التحمل. ربما غيره لا يقدر يتحمل نفس المسألة، ويقول أرض الله واسعة ومش مشكلة يعني وين ما كنا نكون أحرارًا ونكون حاملين لقضيتنا وحاملين أرضنا وحاملين أقصانا وبالعكس يعني احنا بنقول حتى الذين في الشتات يعني وكأنهم على أرض القدس حينما يتمسكوا بقضيتهم. والذي نصر قضيتنا أكثر هم أهلنا الموجودين في أمريكا وفي أوروبا و.. يعني لا ينتهي دور الفلسطيني إذا أُبعِد عن أرضه يعني، فهذا الشتات حالة مؤقتة دائمة.
أحمد البيقاوي: [00:24:49.78]
هاي المقدمة مهمة وهاي المشاعر مهمة، لكن بدنا نكتفي فيها بالرد على الإسرائيليين وبالرد على المغرضين. لأننا نريد أن نقف على أرضية قضيتنا الوطنية يعني على قضيتنا وهاي الأرضية. عشان كمان ممكن يكون في حديث نقدي أسئلة نقدية بدك تأخذني بالأحضان. يعني راح أسأل أسئلة من كل محل. وبعيدًا عن المغرضين، وهيك بجرب دائما حتى بهذا الحوار المنفتح الطويل اللي لفكرة تأخد حقها فيه انه نسأل كل الأسئلة. وأنا واعٍ لمشكلة أن المغرضين يحرقون أفكار من حقنا أن نناقشها. لكن السياق الفعلي لتقديمهم لها أو سياق استخدامها فعليًا واستغلالها يحرمك من نقاشها الموضوعي الواقعي. لكن أريد أن أسحبك هكذا قليلًا من بعد إذنك نطلع كمان طلعة، أريد أن أتركك تعرِّف نفسك كما تحب لانه كما تعرف كل واحد بعرفك بشكل وكل واحد يصفك بشيء فاليوم فعليا في 2025 اذا بدك تعرّفنا على حالك كما تحب.
مؤيد عبد الصمد: [00:26:07.15]
اه أنا يعني بعد كل هذا التاريخ الطويل، ما زلت أنا مؤيد عبد الصمد الشيص الذي يحمل وطنه وقضيته وقدسه وثورته ومقاومته ما زال يحملها في قلبه. وكما يقول المثل العالمي وأنا دائمًا استشهد فيه حتى في الكتاب الذي ألفته يعني حينما كنت في السجن(رسائل من وراء الشبك) يعني دائمًا أذكره لأحد الكتّاب العالميين اسمه كالديرون يقول: "أيها الناس الذين تأتون إلى الأرض في مهد من الجليد وتتركونها في قبر، حاولوا أن تلعبوا دوركم جيدًا." أنا إنسان ما زلت أؤمن أنّه حتى الممات ما يزال في لنا دور، ما يزال لدينا رسالة ستصل بما حققنا، ولا أتفاخر فيها ولا تكون عائقًا، وكثيرًا ما أسمع حولي: "يا زلمة عملت الذي عليك وكفّيت". لا كيف عملت اللي عليك وكفيت؟! يعني نحن حتى الممات حينما تتحقق كل أهداف شعبنا فنظل نعطي. أنا هذا هو (الشيص) الشجاع اليافع الصلب. وبالمناسبة؛ الشيص اختصارًا للشجاع اليافع الصلب؟ فما زال هو الشيص الذي يحمل أحلامه وأحلام شعبه وأحلام قضيتنا بأن نتحرر ونخلص وتسود العدالة والإنسانية. ليس فقط في أرضنا الفلسطينية بل في كل ربوع العالم. أنا هو هو الشيص لم يتغير. هذه هويتي ولهذا أسطيع القول أنني صعب و..
أحمد البيقاوي: [00:27:46.53]
كم مكثت في السجن؟
مؤيد عبد الصمد: [00:27:48.36]
ومتفاني حتى تتحقق رسالتي التي هي رسالة الآخرين أيضًا، ليست رسالتي الشخصية والذاتية فحسب. يعني نضالي وعطائي ليس حلمًا فرديًا. بل هو أيضًا جزء من أحلام شعب يشاركني فيه كل شعبنا وكل المجاهدين وكل مناضلينا وكل الأحرار. أنا يعني بمثابة لبِنة في هذا البناء المستمر، فإن أصاب أصاب. وإن أخطأ يكون أدّى دوره. وقد ينهدم حتى يُبنى عليه، فربما أُهدم ويُبنى علي، لكن الرسالة ستتواصل فهي رسالة شعب يحلم بالحرية.
أحمد البيقاوي: [00:28:24.69]
انت تحررت بصفقة شاليط صح؟
مؤيد عبد الصمد: [00:28:27.60]
نعم انا تحررت في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
أحمد البيقاوي: [00:28:31.89]
وكم أمضيت في السجن وقتها؟
مؤيد عبد الصمد: [00:28:34.71]
أنا أمضيت في السجن 28 عام، على فترتين الفترة الأولى من 1982 حتى 1985 ثلاث سنوات ونصف. وبعدها، خرجت من السجن ودرست في جامعة النجاح الوطنية اللغة الإنجليزية وآدابها، وهناك واصلت مشواري في النضال، ومن ثم تمت إعادة اعتقالي عام 1987. وبالمناسبة، في نفس التاريخ تم الاعتقال في المرتين؛ 14/6/1982 و 14/6/1987. وحتى اليوم أتشاءم من هذا التاريخ
مؤيد عبد الصمد: [00:29:06.96]
14-6 (حزيران). في 1987 قضيت 25 سنة متواصلة في السجنة الأولى وحين تحررت كنت طبّقت 25 سنة وشهرين.
أحمد البيقاوي: [00:29:20.43]
كم كان المفترض محكوميتك كاملة؟
مؤيد عبد الصمد: [00:29:23.10]
مدى الحياة. إحنا 9999 كانوا يقولون لنا، كان قبل أيام اعتقالنا سنّوا قوانين في الأحكام الإسرائيليّة، قبل الـ 1987 مهما كان عندك عمليّات ومهما كان عندك قتل، ومهما كان عندك رؤوس قتلتها كان يتم الحكم عليك بالمؤبد، وعندهم تعريف المؤبد يعني مدى الحياة. "maassar 'olam" بالعبري يعني إحنا للأسف الشديد نستخدمها اللغة، "maassar 'olam يعني مسجون مدى الحياة"، والورقة التي يعطوننا إياها التي هي ورقة الحكم 999999999.لكن بعد ذلك، لما بدأت الانتفاضة الأولى وغيروا القانون وصار إنه على كل قتل يتم الحكم عليك بالمؤبد. طبعا المؤبد مفتوح؛ يعني صحيح هناك قانون إنه يتم تحديد المؤبد بعد 7 سنوات، خاصّة الذين يحاكمون في المحاكم المركزيّة، لكن الذين مثلنا يحاكمون في المحاكم العسكريّة ولا واحد إلى اليوم حددوا له مؤبده، يعني إنه ظل مفتوح، يعني مثلا نائل البرغوثي حوكم في محكمة عسكريّة، إلى اليوم قضى 40 سنة لم يحدّدوا له مؤبده. فينا مثلا حوكموا على قضايا أمنيّة في محاكم مركزيّة في القدس حسب القانون الإسرائيلي الداخلي عندهم، يعني بعد 7 سنين يكون هناك لجنة لتحديد فترة المؤبد. طبعا لا يحدّدوها أقل من 35 سنة، وحسب سلوكك في السجن يحدّدوه. يعني مثل الأسير سامر المحروم الذي خرج من السجن معي في صفقة وفاء الأحرار، وأعادوا اعتقاله، وهو كان محدّد مؤبده لـ45 سنة، لما أعادوا اعتقاله هو الآن يعيد فيها، وإن شاء الله سيكون في المقدمة إن شاء الله في الصفقة هذه.
أحمد البيقاوي: [00:31:17.63]
وعندما اعتُقلت أول مرة كم كان عمرك؟
مؤيد عبد الصمد: [00:31:20.90]
أنا كنت 20 سنة. طبعًا أنا مواليد 1962، فما يغرّك الشباب يعني، ههههه.
أحمد البيقاوي: [00:31:25.46]
العمر كله.
مؤيد عبد الصمد: [00:31:28.10]
أنا عمري 63 سنة حاليًا. كان عمري 20 سنة حينما اعتُقلت وروحت، والاعتقال الثاني كان عمري تقريبًا 24 سنة ونصف. يعني لم أدخل عامي الـ25. قبل ذلك الاعتقال وأنا 19 عاما ذهبت لدراسة الطب في بنغلاديش لكن كما يقولون استقطبونا لخط النضال، ونحن كنا في الأرض المحتلّة لم نكن نعرف في ذاك الوقت في 1979، 1980 عندما أنهيت التوجيهي يعني لم تكن معالم الفصائل الفلسطينية والثورة واضحة بعد. وكنا نسمع في الثورة وننخرط في الأعمال الوطنية دون أن يكون انخراطنا بإدراك. عندما ذهبنا هناك تم تنظيمي وبعد ذلك ذهبت و تدربت في سوريا وفي لبنان. مكثت7 شهور قبل حرب لبنان عام 1982. يعني أنا في شهر كانون الثاني 1982 روحت من لبنان وعدت مرة أخرى إلى الأرض المحتلة والتحقت بالجهاز العسكري للرفاق ومارسنا بعض نشاطات، واعتُقِلنا قبل أن نبدأ، وبعدما تم الإفراج عني استكملنا أعمالنا وقمنا بعمليات مقاومة للاحتلال واستهدفنا مستوطنين، واستهدفنا جنود وحرس حدود، يعني في مجموعتنا كلنا 7 رؤوس "قتلى".
أحمد البيقاوي: [00:33:03.07]
وقتها، إيش تهمتك الأساسيّة؟
مؤيد عبد الصمد: [00:33:09.37]
تهمتي الأساسية، تقصد الاعتقال الأوّل أو الثاني؟
أحمد البيقاوي: [00:33:13.69]
الثاني، الثاني هو الاعتقال الدسم، ههههه.
مؤيد عبد الصمد: [00:33:16.93]
الثاني؛ تهمتي قتل ضابط حرس حدود وجرح آخر، ومشاركة في قتل ضابط إدارة مدنية "آلبرت بوخريس" في نابلس، وانتماء لمنظمة إرهابية للجبهة الشعبية آنذاك. وكانوا يسموننا مجموعة المسدسات، وعملنا عدة عمليات واستهدفنا أيضًا بعض المتعاونين معهم، يعني المتعاونين السياسيين.
أحمد البيقاوي: [00:33:46.96]
هذه مجموعة المسدسات بدها حلقة لوحدها هذه، هذه إرشيف، بدها حلقة لحالها لكن..
مؤيد عبد الصمد: [00:33:53.98]
إذا بدنا نحكي فيها بتخلص القعدة، هههههه.
أحمد البيقاوي: [00:33:53.98]
أنا لدي فضول أن أعرف فعليًا، حيث أنني أجرب دائمًا في تقارب وأسال عنه. في النشأة التي تحكي عنها هكذا منظمة وكأنه مسار مهني، لكن هنالك شيء ما قبل العشرين سنة حدث معك في حياتك، والذي جعلك تراكم مشاعر ما، سواءً خصومة مع الاحتلال أو عداء للاحتلال أكثر رفضًا أو فعليًا يعني ارتباطًا بفلسطين أكثر. إذا أردنا الرجوع للحادثة الأولى التي يمكنك تذكرها في نشأتك وطفولتك فهل يخطر لك شيء؟
مؤيد عبد الصمد: [00:34:31.24]
تقريبًا ربما كل تاريخنا وتاريخ كل فرد فلسطيني وحتى كل طفل فلسطيني هو يعني جزء منها التكوين التاريخي لشعبه. نحن مذ كنا صغارًا نشأنا _واحنا في الصف الأول ابتدائي_ نشأنا وعلى معرفة بأن هذا الاحتلال عدو، وهذا الاحتلال خطر و يجب مقاومته، ليش؟ لأنه اللي قبلنا عندما جئنا مثلًا اعتُقِل لي أخ في الـ 1968، حيث كان هاربًا على حدود الأردن ليلتحق بالفدائيين الموجودين في الأردن فاعتقلوه لمدة سنتين ونصف، بعدها اعتُقل لي أخ كان يدرس في العراق، فاعتُقل لمدة سنة ونصف، وفي الـ 1978/1979 تم اعتقالي لمدة أسبوعين، وربما قد تعرضت لتعذيب أشبه في التعذيب الذي كان موجودًا في أبو غريب. يعني حينما تحكي للناس يستنكروا، كانوا يعرُّونا ويستهزئوا بنا وكانوا يأتوا بالمجندات يستهزئن بنا، وكانوا يرفعونا فلقات ويجلدوننا في سلك كهربائي. فهذه هذه كلها طفولة كانت موجودة وإضافة لهذا في عام 1980 كنا في المدرسة في يوم العمال، طبعًا هو لم يكن يومًا للعمال فحسب بل كان هنالك أيضا شبه انتفاضة في الأرض المحتلة، سمَّوها انتفاضة 1980، الناس كانت منتفضة، وقد حدثت محاولة لاغتيال رؤساء البلديات بسام الشكعة، وإقامة جبرية على المناضل وحيد الحمد الله وعلى كريم خلف، وفي هذا الوقت كان في انتفاضة بس ما كانت الها قيادة اللي تخليها تستمر وتتواصل، ففي سنة 1980 خرجنا في مظاهرة ودخلوا وإحنا يعني كانت مظاهرة هائلة جدا في بلدي يعني.
مؤيد عبد الصمد: [00:36:29.04]
في بلدنا وامتدت طبعا على كل المناطق، كان مخيم بلاطة في ذاك الوقت ومخيم الدهيشة والجلزون يعني هي العناوين، كما هو مخيم نور شمس ومخيم جنين اليوم هي العناوين للبؤرة الثورية والمقاومة، كانت هذه المخيمات، فكانت ممتدة، فعملنا إحنا طلعنا مظاهرة صاخبة جدا، لما وصلنا الشارع يعني تصدوا لنا بالرصاص الحي، يعني كنا معتادين على الهراوات يعني كانوا في الزمن قبل لا يضربون الرصاص الحيّ، لكن كانوا يضربوننا بالهراوات والدبسات كنا نسميهم، ويلحقونها بالمصفحات ويحاصروننا ويعتقلونا. لكن هذه أول مرة يعني يستخدموا معنا الرصاص الحي، وهربنا على المدرسة يعني. دخلوا على ساحة المدرسة، كان يومها الحاكم العسكري للواء طولكرم اسمه، ليس محافظة، لواء طولكرم، الحاكم العسكري ونائبه، ولليوم يعني حافظين أسمائهم: واحد منهم اسمه عميد زيد دخلوا على المدرسة وظلوا لاحقين صديقي اسمه ناجح نادر أبو عليا، وكان في الصف الأول ثانوي في ذاك الوقت يعني حوالي 16، 17 سنة، وأنا كنت تقريبا على أبواب الـ18 سنة. لحقوه للمدرسة وقتلوه أمامنا. قتلوه في ساحة المدرسة. وهو يعني صار حتى يعثر عليهم بالأحجار والتراب. وإحنا كنا طبعا في ذاك الوقت شباب يعني صغار. يعني لسنا متفتحين على الدنيا، فانصدمنا يعني في هذا المشهد ودخلوا علينا على الصفوف يهدّدوننا، وما قدرنا نعمل شيء. بعد هذه المسألة كلها والأحداث، اعتقال أخ اعتقال جار، مداهمات، يعني أكلنا قتل إحنا مثلا من حرس الحدود وإحنا أولاد لما نكون ماشيين في الشارع: تعال أنت يا ولد تعال ويضربك، وأذكر لك يعني قصة: إحنا في طولكرم كان في عندنا ضابط بحرس الحدود اسمه بركات، هذا بركات سمك يديه يعني ما شاء الله! كان يأتي فقط يمسكنا إحنا الشباب ماشيين في الشارع هات هويتك، تعطيه الهوية يقولك هيا، أعطيني رقم الهوية، حافظ رقم هويتك؟ إذا حافظه يعني أنت نفدت "نجوت". إذا تقول له إياه يقول لك بدك تعطيني إياه من الآخر للأول. لا تعطيه إياه، أنت بدك تحفظه من الآخر للأول؟! يعني بدك تأكل قتلة "يتم ضربك" على كل الأحوال كان يظل يطعمنا قتلة. وبالمناسبة ضابط حرس الحدود الذي قتلناه أيضا في نابلس، في مجموعتنا في عام 1986 إحنا قتلناه، نفس الممارسة، كان معبّد أهل بلاطة العجل يعني من كثر الاستفزاز، ويتصرف، وهو درزي بالمناسبة يعني من طائفتنا الفلسطينية، المعروف ولكن من الخادمين للاحتلال. جميل فارس اسمه، نفس الممارسات، يعني كانوا يتفننوا ويبدعوا في الضرب. وبالمناسبة يعني إحنا عملياتنا في نابلس وجنين وفي رام الله في ذاك الوقت في 1986 كانت في عز دين ما تسمى القبضة الحديديّة التي فرضتها. كان رئيس الوزراء وزير الدفاع في ذلك الوقت إسحاق رابين. وكانوا أعلنوا القبضة الحديدية في الضفة الغربية لأنه كان في بوادر يعني تمرد وبوادر لعمليات وبوادر انتفاضة، يعني مقدماتها واضحة كانت موجودة. فكانت القبضة الحديدية نشروا كل قوات الطوارئ في الشوارع.
مؤيد عبد الصمد: [00:40:26.18]
يعني كان في كل شارع تلقى 4 جنود ماشيين، قدام 4 جنود، على يمينهم 4 جنود. وفي ظل هذه الأزمة.. طبعا إيش كانت ممارساتهم؟ بدهم يزهقوا الناس، ويزهقوا العالم حياته داخل فلسطين، طبعا كانت متبوعة بإجراءات سياسية مثل وقف التسويق الزراعي، مثل إقالة رؤساء البلديات في ذاك الوقت وتعيين رؤساء بلديات يعني من الموالين لهم أو على الأقل الصامتين، يعني الذين ليس لهم علاقة، كانوا يبحثوا عن مشاريع مثل مشروع التقاسم الوظيفي ما بين الأردن وإسرائيل، هم يديروا الضفة الغربية وتظل الأرض محتفظة فيها إسرائيل، مشهورات، يعني هذه المشاريع السياسية يعني التي عايشناها ومشروع الإدارة المدنية كلها أفشلت يعني، ولكن كانت في ذاك الوقت يعني كان إنك تخلق عندك التوجه الوطني التوجه الغاضب والتوجه نحو المقاومة. يعني إحنا والله من وإحنا شباب يعني مثلا لما نسمع صوت الثورة ونوصل رسالة، يعني نروح نبحث في الجبال يعني في نقاط ميتة، في شيء، نبحث عن أي أداة حتى نعبر فيها عن نضالنا وعن مقاومتنا لهذا المحتلّ، حتى في أسمائنا وفي حركاتنا وفي مظاهراتنا كلها يعني كانت تأخذ الرموز الوطنية. بالإضافة إلى إنه يعني كان في جيل أكبر منا يعني كان باستمرار جيل وطني بعد المظاهرات، مثلا نكون هاربين بين الشجر يقعدوا يحكوا لنا عن فلسطين يتحدثوا لنا عن عز الدين القسام، عن عبد الرحيم محمود، عن عبد الرحيم الحاج محمد، عن القادة الفلسطينيّين، يعني إحنا نكبر وإحنا حاملين كل هذه القضية وتاريخها.
أحمد البيقاوي: [00:42:20.25]
نشأة لا مفر منها، يعني لا مناص.
مؤيد عبد الصمد: [00:42:21.69]
ليس كشيء عام، إنما في التجربة الشخصيةـ يعني أكلنا قتل، انضربنا، وانسجنا وانحبسنا وإحنا أطفال يعني، وانقتلوا أصدقائنا في المدارس، وكنا نسمع القصص عن مثلا اغتيال تغريد البطمة في سنة 1980، منتهى الحوراني 1976 في جنين دعسوها في الدبابة. لينا النابلسي، يعني كل هذه الأحداث يعني كنا نعيشها وإحنا أطفال بدون ما حدا لا أمنا ولا حدا يأتي ولا في حتى قادة ولا تنظيمات التي تعلمنا، فنشأت معنا هذه الهوية، هويتنا النضالية. وباعتقادي يعني أنا أقول لك هذه ليست فقط عندنا، بل أيضا عند جيل اليوم، يعني أنا أستغرب أولادي أكبر واحد فيهم في الصف الرابع. واحدة في الخامس وواحد في الرابع، يعني يكونوا يحكوا عن مفاهيم في المقاومة أنا والله ما علمتهم...
أحمد البيقاوي: [00:43:19.47]
لكن أنا أعتقد أن هذه نشأتكم أنتم يعني أجيالكم، لم يكن هنالك مناص منها سوى أن تحتكّ وتشتغل أو تكون جزءًا أو تعبر. اليوم فعليًا في عوامل استهلاكية أكثر، في عوامل فردية أكثر. أنت اليوم قاعد بتحكي على خلاص جماعي. بتعرف حتى أجيالكم تظل تؤكد على فكرة هذا الخلاص الجماعي طوال الوقت. اليوم لا، احنا بمكان ثاني. أمر آخر انه أنت بتقول ما كنا محتاجين فصائل. فلا احنا اليوم محتاجين الفصائل أصلا. محتاجين كثير هذا التنظير والتأطير السياسي، لانه صار في كثير معلومات وكثير في تأطير. بنبسط أحيانًا لما بسمع أجيال جديدة أو أجيالنا حتى بمحل انها تجيب أفكار جديدة وبتطور أفكار، لكن كأنه هنالك نقاشات حسمت وتم الخوض فيها فلا داعي أن نرجع نخوضها مرة ثانية. يعني في تجارب انعملت فلا داعي نرجع نعملها مرة ثانية. فهيك بتحس في نقاشات بالتنظيم اليوم مختلفة ومختلفه أكثر.
أحمد البيقاوي: [00:44:14.67]
بدي أسالك أول اشي ثلاثة أسئلة صغيرة، وبعدها نتفرع منهم. لكن السؤال الأول الصغير؛ عند كل الأسرى الموجودين في صفقات التبادل يعني لكم من الذي يفاوض عن الصفقة. يعني أنت الآن في سياق الحديث قلت أنك تعرف من الذي يُفاوض؛ زاهر جبارين. أحد آخر ربما يقول لك زاهر يعني..
مؤيد عبد الصمد: [00:44:37.25]
جزء من الطاقم أما من الذي..
أحمد البيقاوي: [00:44:39.02]
نعم جزء تمامًا، هو جزء من الطاقم وكيف إحنا فاهمين فعليا متابعين إنه زاهر هو الذي يمسك ملف، يعني هو جزء بهيئة المفاوضات عشان ملف الأسرى، فمسموعيّات زاهر للعلن إنه هو شرس قوي صلب وهذا شيء يعطيكم هكذا اطمئنان أكثر، فكنت أرى مؤشرات عند بعض الأسرى أو أهالي الأسرى إنه لما يسمعوا إنه زاهر الذي يفاوض عن القصة يعطيهم راحة، هل يفرق معك أنت إنه أسير سابق أو ليس أسيرا سابقا الذي يفاوض بملف الأسرى؟
مؤيد عبد الصمد: [00:45:15.77]
بيفرق يعني من ناحية أولًا من ناحية منطقية انه اذا كان أسير سابق فبكون يعني بعرف خلال هالتاريخ الطويل شو حدود توجّهات الأسرى، شو آمالهم، شو مطالبهم، كيف لازم تكون يعني مثلًا في كل مرحلة من مراحل التبادل يعني صار في ثغرات محددة على الهامش. يعني ما بكون مشان أوجّه نقد لـ..
أحمد البيقاوي: [00:45:44.84]
سنحكيها. سنحكيها، لا تلقِ كلامًا على الهامش.
مؤيد عبد الصمد: [00:45:47.96]
لا لا هي يعني أمور على الهامش. قد تكون الظروف فرضتها. أو قد تكون يعني الاستعجال وأنا أقول لك في صفقة شاليط يعني كنت صديقًا لهم جميعًا هؤلاء؛ العاروري، زاهر جبارين، الشهيد يحيى أبو إبراهيم. يعني كنا نعرفهم حتى وهم في داخل النقب كانوا عاملين حلقة كخلية عمل لترتيب صفقة وفاء الأحرار. هذا كنا يعني نعرفه، وكانوا زملاؤنا وطبعا كانوا يعني يستمزجوا بعض الآراء من هالشباب من الأصدقاء من الفصائل الوطنية. فأنا بقول يعني فعلًا بتفرق انه اذا كان واحد يعني مهنيّ أو ذو اختصاص في قضية الأسرى بكون يعني ينتبه لأدق التفاصيل التي يحتاجها الأسرى أكثر من غيره. وربما طبعا أن ذلك ليس له علاقة، فربما يكون قائد ليس له علاقة في الحركة الأسيرة ويكون لديه خبرة وحنكة في التفاوض والإجبار أكثر. لكن الاطمئنان احنا من الناحية المشاعرية ومن ناحية منطقية انه واحد يعني عاش هذه الظروف وعاش ظروف الأسر فيعرف متطلباتها بالتفاصيل ومش رح يغفل عن قضايا.
أحمد البيقاوي: [00:47:14.12]
لكن أنت تطرح الأمر وترد على حالك فيه صحيح؟
مؤيد عبد الصمد: [00:47:21.35]
اه لأ أنا أقول..
أحمد البيقاوي: [00:47:22.31]
يعني تقول انه نحن نطمئن؟
مؤيد عبد الصمد: [00:47:28.96]
كنت أقصد أن القائمين على الصفقة ناس نعرفهم.
أحمد البيقاوي: [00:47:31.48]
لكن من مكان آخر كمان. يعني انت نفس الناس بتعرفهم في صفقة شاليط. وكمان كلهم كانوا أسرى موجودين. يعني مش لسه أسرى محررين غائبين. يعني واضح كان انه حتى مسارات التبادل الخاصة بصفقة شاليط تغيرت لما دخل أبو ابراهيم السنوار على موضوع اللجنة وتغير شكل المفاوضات كله. مع ذلك التحفظات اللي أنا واياك بنحكي فيها قاعدين هي نتاج كمان تفاوض أسرى فممكن يعني أنا بدي أفهم هل هذا حالة شعور كشيء عاطفي عندك أكثر بانه انت مطمئن؛ لانه في أسرى موجودين أو فعليا في اشي تقني كمان بيفرق؟
مؤيد عبد الصمد: [00:48:16.00]
لا انا انا يعني مطمئن من ناحية مشاعري لاني بعرفهم بعرف مستوى تفكيرهم يعني حتى يعني غالبيتهم برضه بحكوا في لجان الحوار وكان معهم زملاء في لجان الحوار مع ادارات السجون. مع انه مع اختلاف المسأله. يعني الحوار في اداره سجن مش زي حوار معه على مستوى قضيه عامه. يعني بتلخص قضيه هامه ومع خبراء. يعني بده يكون قدامك خبراء من الطرف الاخر من ناحيه عاطفيه وبرضو من ناحيه منطقيه. اه ما بقول انه لازم يكونوا هم من من الاسرى او هدول القادة هم اللي لازم يفاوضوا هم اللي لازم كذا. انا لا بجوز في ناس مهنيين وعندهم خبره خبرات في القانون وفي الاتفاقيات وفي اي مجال. يعني في العلوم السياسيه اكثر منهم اكثر من الاخر. يعني احنا ما بجوز حتى عقليتنا في داخل الاسره بحكم محدودية ما ما نتناوله من من كتب ومن ثقافه محدودة قياسا لواحد مهني مثلا يدرس يدرس القانون بشكل واسع جدا. بعرف تفاصيل. الصراع. بعرف. تفاصيل. التحليل النفسي للمحاور اللي قباله. هذا من ناحية منطقية. عادة لازم يكون يعني من الجهتين اصلا يعني. يعني يكون اول اشي مهني ما اعتقدش انه رح يكون مهني في كل اشي. بس هو ممكن انه يعني بعرف في جانب محدد انه التفاصيل ما يحتاجه الاسرى وترتيبات مدفوعات وشو شو الاولويات والى اخره. بس في اطار الحوار قد يكون حدا من القادة اكثر حنكة منه. وزي ما قلت لك يعني هذه المسألة بدها بدها بدها حرفيه ومهنيه غير انك انك تكون مناضل ولا اسير. يعني مثلا مهما وصّلت يعني.
أحمد البيقاوي: [00:50:09.12]
لا مفهوم، أنا صراحة بس بسألك لانه يعني واضح من وقت صفقة شاليط انه صار في روابط أسرى تثق ببعضها. عندها نفس التوجهات السياسية، علاقتها مع السجون، علاقتها مع تنظيماتها، علاقتها مع فصائلها، حتى لما تختلف التنظيمات بتلاقيها سلوك واحد أو رأي واحد وتوجهات واحدة. فصرت بقرأ بس انه تفضيلكم لفكرة وجود حدا من أسرى محرَّرين ويقود المفاوضات هو شيء عاطفي أم شيء تقني أكثر؟ أو شيء ضمن هذه الروابط الموجودة.
مؤيد عبد الصمد: [00:50:50.13]
لا، احنا حسب معرفتنا فيهم انه هم لديهم الكفاءات ولديهم التقنية في هذا المجال. ولكن كما قلت لك لوحدهم ما بكفوا، هم ربما بعرفوا جزء من الصورة بينقلوها. محاورين آخرين على درجة من المهنيه والقانونيه وقدرة على الحوار وقدرة على المناورة وقدرة على المراوغة ممكن يكونوا أكثر كفاءة منهم مثلًا. يعني وأعتقد انهم تنبَّهوا لهذه المسألة يعني. وحتى في صفقة وفاء الأحرار يعني ما كانت متروكة بس للأسرى يعني صح هم كانوا عاملين خلية واحنا كنا على اطلاع. وحتى جمّعوهم في النقب مرة حتى يجروا اتصالات تلفونية لتسريع العملية، يعني كان هنالك مجال، لكن كان لدينا إيمان انه ايضا إلى جانبهم كان هنالك ناس على اطلاع في هذه القضية على مستوى قيادي عالي فلديه القدرة أيضا انه يحاور ويفرض، وله علاقات دولية وله علاقات مع الوسطاء الآخرين. الأسير ربما لا يكون له...
أحمد البيقاوي: [00:51:50.25]
لانه أيضًا في نفس الوقت ووقت صفقة شاليط هو فعليًا كان هنالك نقاشات في 2009 و2010 ثم بعد ذلك تمت الصفقة في 2012. ففي سنة 2009 و 2010 لم يكن هناك فعليًا أسرى داخل لجنة التفاوض أو داخل التفاوض.
مؤيد عبد الصمد: [00:52:03.63]
لم يكن موجودًا.
أحمد البيقاوي: [00:52:04.89]
اه 2011.
مؤيد عبد الصمد: [00:52:06.75]
لا، أنا على حسب معلوماتي انه يعني حتى الشيخ الله يرحمه الشهيد صالح العاروري أُخرِج إلى مصر مع فريق فقط لأجل أن يسرِّع في هذه المسألة وليأخذ آراء الحركة الأسيرة وآراء خلية العمل اللي كانت موجودة.
أحمد البيقاوي: [00:52:28.32]
أقصد انه فعليا وقت شاليط وكيف تبين لي كمان في حلقة سجلتها مع شادي الشرفا فشرح لي هذه الجزئية ووضح لي اياها انه دخول اصلا ابو ابراهيم السنوار على خط التفاوض باللحظات الأخيره فانقلبت الموازين، كان التفاوض برا صار التفاوض جوا السجن. فهون حتى فتح لي سؤال انه بالضرورة لازم ملفات الأسرى يعالجوها فقط الأسرى بمعزل عن أو هم يكون عندهم القول الأخير أو لا. والسؤال هو تقني أو عاطفي. فيعني من هذا الباب.
مؤيد عبد الصمد: [00:52:58.74]
باعتقادي لا. يعني ليس بالضرورة لكن حضورهم ووجودهم ضروري.
أحمد البيقاوي: [00:53:03.03]
طبعًا طبعًا.
مؤيد عبد الصمد: [00:53:03.72]
ضروري لكن يعني ليسوا هم الأساس ليكونوا المركز. يعني كما قلت لك أن هذه مسألة تحتاج إلى اختصاص. تحتاج الى علاقات، إلى مرونة في الحركة إلى فهم أبعاد قانونية.
أحمد البيقاوي: [00:53:18.32]
خاصةً انه هنالك مؤسسات موجودة في الخارج اشتغلت للأسرى على مدار السنين شكلت معرفة وخبرة بالتعاطي وشكل تقديم قضية الأسرى بأكثر من محل.
مؤيد عبد الصمد: [00:53:29.36]
باعتقادي أنهم رجعوا لها؛ مثلًا كانوا يرجعون لمؤسسة الضمير، رجعوا لنادي الأسير، رجعوا لوزارة الأسرى في حينها، رجعوا لمؤسسة الحق، يعني لأجل أن يستأنسوا حتى يعرفوا القضايا التي يمكن أن ينجحوا في تحقيقها بشكل أكبر. لكنها لو تُركت للأسرى _طبعا هنا يوجد مأخذ وأنا لا أحب ذكره لكي لا يحدث إشكالية. يعني انه لو أن القضية لم تُترك _هكذا في ميزاننا_ للأسرى وظلت ماشية فالأسير على أحر من الجمر كما يقولون يعني بدنا نخلص لأنه هو الذي يكون في وجه المدفع، يعني هو بقلك يعني حتى لو تنازلت عن واحد اتنين ثلاثة أربعة خمسة وحققت الشيء العظيم. فيكون هنالك استعجال، شيء من الاستعجال قد يلعب دور. أعتقد في صفقة شاليط حدث هذا الأمر في جزئية صغيرة؛ انه كان في مثلا قادة محددين مش لازم تتنازل معهم، وخاصة انه يعني أخطر منهم وبنفس المستوى من الخطورة تم تحريره. فترك هؤلاء والله حتى نسرع ولربما انتظار ستة أشهر أخرى فممكن انك تغير الضغط أكبر. كان بالامكان انك تنجز ما تبقى من الحالات القيادية اللي ظلت في السجن. انك أيضًا تنتزع حريتهم في ذاك الوقت. طبعا لا نعرف يعني بالتفاصيل ما الذي حدث. لكن أنا أعتقد بانه صار نوع من التسرع الذي لم يؤثر على..
أحمد البيقاوي: [00:55:10.94]
يعني احنا بنعرف بس بدناش نحكي كل شيء، خلص بنعرف يا أحمد بس بدناش نحكي كل شيء. طيب بدي اسالك.
مؤيد عبد الصمد: [00:55:18.31]
لا هذا حكيناه. احنا لما طلعنا وطلبوا منا تقييمنا سواء كان في المستويات المغلقة أم في المستويات العامة، فحكينا عن هذه المسألة انه يعني صار في جزئيات ولكن في الإطار العام يعني في رضا عام يعني حتى صفقة وفاء الأحرار شيء..
أحمد البيقاوي: [00:55:35.83]
ما الجزئيات اللي بتحكي عنها؟
مؤيد عبد الصمد: [00:55:38.95]
يعني مثلًا جزئيات يعني القبول مثلا في..
أحمد البيقاوي: [00:55:43.45]
نتحدث عن صفقة شاليط الآن.
مؤيد عبد الصمد: [00:55:45.10]
في صفقة شاليط نعم، جزئيات مثلًا القبول بمبدأ الإبعاد على الأقل يعني لو صار في هناك مثلا كما يحدث اليوم مثلًا انه هنالك شيء اسمه إبعاد مشروط؛ يعني تقضي ثلاث سنوات ثم تعود، فهذه المسائل مثلًا غُيِّبت. يعني حتى لما بدك تُبعد أسرى فلا يوجد. عدم الانتباه أو مثلًا عدم انتزاع يعني نص صريح في اتفاقية التبادل مثلا أنه الأسرى يتم تحريرهم ويتم إنهاء ملفاتهم وعدم اعتقالهم مرة أخرى. هذه الجزئية مثلًا كانت غائبة، ووقعنا فيها بفخ حين أعادوا اعتقال حوالي 70 واحد من زملائنا وإخواننا نتيجة إهمال هذه الجزئية. على الرغم أن هنالك صفقات سابقة ممنوع اعتقالهم، ممنوع التعرض لهم إلا إذا قام بتهمة كبيرة جدًا، فتريد محاكمته فهذا شي آخر، لكن انك ترد تعيده على نفس التهمه وتعيده لحكمه بدون محاكمه جديدة، بدون تهم جديده، فهذا كان لا بد أنهم تنبهوا. ولهذه الجزئية يعني ربما أثرناها في ذاك الوقت، أما من ناحية الجوانب الأخرى مثلًا الصفقة كانت وطنية، كانت وطنية بامتياز، يعني شملت كل الفصائل وبنفس الأعداد وبنفسالنسب تقريبا. يعني الأمر كان مريحًا. وهناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تُحكى في حينها والتي كلنا آمنا، وأعتقد انهم سيستفيدون منها هذه المرة مع انه يعني كما قلت الظروف تغيرت عن ظروف صفقة شاليط، يعني احنا في تلك المرة كنا بالوساع يعني ما كان في حرب وما كان في دمار وما كان في إنهاك لغزة، ما كان في هذه الهجمة العالمية والدولية، وتراجع في محور المقاومة نتيجة ظروف الحرب يعني في بعض الجوانب هذه الظروف لم تكن موجودة أيام صفقة وفاء الأحرار أيام..
أحمد البيقاوي: [00:58:07.41]
أعتقد كانت موجودة شيص، لأنه اصلًا في 2008/2009 صار فعليا يعني تدمير وبعده حصار، الظرف الذي تغير يعني..
مؤيد عبد الصمد: [00:58:18.75]
القصد بأنه ليس بمستوى..
[00:58:19.11]
لا لا طبعًا ليس بنفس المستوى، تمامًا.
مؤيد عبد الصمد: [00:58:22.83]
يعني اليوم الأولوية الأولوية لـ..
أحمد البيقاوي: [00:58:26.10]
لوقف اطلاق النار طبعًا.
مؤيد عبد الصمد: [00:58:27.33]
قضية الأسرى قضيه محورية في أي تفاوض وفي أي حل. هي أصلًا كل طوفان الأقصى أصلا بدناش نقول يعني ارتكز على أن هدفه حتى نحرر أسرانا، هي قضية محورية لكن اليوم يعني لما تيجي بدك تقيس انه يعني..
أحمد البيقاوي: [00:58:43.65]
تحول إلى بند ضمن صفقة أكبر.
مؤيد عبد الصمد: [00:58:46.02]
إدخال الغذاء و.. هذا شي، لكن انسحاب اسرائيل، منعها من تحقيق مآربها في انها تحط قدمها في قطاع غزة او تعيد الاستيطان في غزه، او تقتطع مناطق عازلة في غزه، هذا أيضًا لها أولويه ليست بسيطه، فهذه لم تكن موجودة في ذاك الوقت إلا يعني في المطالب كان مطلب لكن يعني نحن بدنا تحرير أسرى.
أحمد البيقاوي: [00:59:07.56]
أنا فقط أشرت لهذا الموضوع ليس تقليلًا أو تخفيفًا مما يُقال اليوم على ظرف اليوم، لكن أحيانا نعود لصفقة شاليط لانها تمت بظرف 2011/ 2012 وكانت شوي غزة منفتحة. فكأنه يتم النظر أو التقييم انها تمت من غير دم. بالرغم من انه فعليًا يعني غزة عانت من سنين حصار طويلة طبعًا. لكن..
مؤيد عبد الصمد: [00:59:34.20]
عمره ما خلص الحصار من غزة ولا من فلسطين.
أحمد البيقاوي: [00:59:35.58]
صحيح مرّت غزة بسنين كثيرة وجدًا صعبة، لكن هناك أيضًا مأخذ لم تشير إليه أنت في قضية صفقة شاليط. بعرفش اذا نفسه رح يكون موجود اليوم، انه ما حدا عنده بنود الاتفاق. يعني أعتقد _لا أدري إن كنت توافقني، لكن أنا اللي بعرفهم وفي بحثي لما جربت ادور ما لقيت حدا ممكن يقول لي عن هذا الاتفاق هذه البنود اللي موجودة اتضح لي أن هناك مجموعات من الأسرى جربت تتفاوض مع حماس وما شاركوها وآخرين جربوا يتواصلوا مع مصر مباشرة عشان يحصلوا عليها قالوا لهم ارجعوا لجماعتكم وخذوها، ليش هذا التحفظ؟ ليش اخفاء الوثيقة هاي؟!
مؤيد عبد الصمد: [01:00:17.57]
نعم بالضبط في ذاك الوقت وربما حكيت لك يعني لما كان في مناسبة أخرى أننا تفاجأنا في بعض البنود اللي المفروض انها كما قلت أن تتوضح لنا. يعني أن نعرف بها، وليس فقط للأسرى أو أن تُعلن للملأ.
أحمد البيقاوي: [01:00:37.61]
من حق الملأ أن يعرف في تفاصيل الصفقات هذه أم لا؟
مؤيد عبد الصمد: [01:00:41.27]
صحيح من حق كل انسان وكل فرد ومن حق الاسير نفسه انه يعرف شو الشروط اللي مروح فيها. لما تفاجأنا مشان أكون موضوعي لما جينا بدنا نطلع واجوا بدهم يعملوا الترتيبات ويوقعِّونا على الوثائق ويأخذوا منا الـ DNAK ويسمِّعونا الموشح التهديدي، أتوا يوقِّعونا ويقولون: "انت عارف ما شروط الإفراج عنك؟" انه انت بدك تروح ضمن الشروط التالية؛ أول شيء عليك إقامة جبرية مثلًا، في جزء منهم كان عليه إقامة جبرية في محافظته، قول هذه ليست بالمشكلة الكبيرة، يعني أوقِّع انه أنا تبلغت انه علي إقامة جبرية، لكن تيجي تقول والله انه انت اذا قمت بأي نشاط إنساني أو أي تهمة قمت فيها وعليها حكم ثلاث شهور، يعني مثلا قمت بممارسة في القانون عليها حكم ثلاث شهور تعاد إلى حكمك السابق بدون محاكمة، أتوا يريدون إجبارنا أن نوقّع على هذه الورقة، وهناك بعض الشباب الذين سبقونا طلعوا قبلنا أتوا حاملين هذه الورقه نسخة عنها وموقّعين كما قرأنا. طيب هذه الجزئية كيف يعني تمت؟! طيب وارد جدًا أي أمر ممكن يلفقوه لنا كتهمة! فبمجرد أن تحكي في المقابلة عن الاحتلال الاسرائيلي فيعتبرونه انك تحرِّض وتؤدي لستة أشهر في السجن، مما يعني العودة لحكمك السابق. فراحوا الشباب الذين وقَّعوا _وكان عددهم حوالي10_بطلب سحب توقيعاتهم على هذه الشروط، أما نحن فرفضنا التوقيع تماماً، وقلنا: "ما معنى هذا؟! كأنكم تقولون لنا اخرجوا الآن، ولكن سنعيدكم متى وكيف شئنا!" قررنا عدم الخروج، وصاروا ينادون علينا أن نخرج فرفضنا وطلبنا مجيء الوسيط. وجاء فعلًا عندنا الوسيط المصري، ودخل الصليب الأحمر فقعدوا نقاش لمدة ساعتين.
مؤيد عبد الصمد: [01:02:50.80]
بعد ساعتين رجعوا لنا، جاء لنا الوسيط. وقف معنا في في ساحة سجن النقب. وقال لنا انتم غير ملزمين بالتوقيع على هذا البند. وغير ملزمين ولا أحد يوقّع. لكن توقّعون على أنّكم تبلغتن بشروط الافراج عنكم. التي أبلغكم فيها الصليب الأحمر. طبعًا وقّعنا. لكن ما هي الشروط؟ قال الصليب الأحمر الشروط انك تدخل على الضفة، ممنوع من السفر. ممنوع من كذا. ممنوع دخول مناطق اسرائيلية. اذا تتواجد مثلا في المناطق الاسرائيلية يعاد حكمك السابق بدون محاكمة، أيضًا تجاوزنا هذه المشكلة وطلعنا على الباصات. في الباصات وزعوا علينا نفس الورقة بدون توقيعنا. أنّه من ادارة السجون من السلطات الاسرائيلية انت يُطلق سراحك ضمن شروط واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة. اي تهمة عليك ستعود للسجن بدون محاكمة يعني. ما قبلنا حتى نستلمها يعني ورأونا حين مزّقناها ودسناها في الباص، وما اكترثنا لأننا أصلا رفضنا أن نوقّع عليها في حينه. لو كان في عندنا مثلا تفاصيل الاتفاق ونعرف هذه الجزئية ممكن حتى قبل أن يتوصلوا له. يعني كان المفروض انه مثلا مشاركة انه صار في كذا كذا كذا في توجّه واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة. يعلنوا المسودة مثلا وهذه الشروط. وقتها تقدر مثلا أن تشارك اكبر قدر من سواء كان الاسرى والفئات الاخرى ولا المؤسسات الحقوقية والمؤسسات في انه لا والله هذه الجزئية احذروا، سيغلبونكم عليها. يعني لا اعتقد انهم شاركوا المؤسسات الحقوقية في كل التفاصيل، مسودة الاتفاق مثلا. اليوم المفروض أنهم..
أحمد البيقاوي: [01:04:56.26]
أنت تتحدث عن اتفاق اليوم.
مؤيد عبد الصمد: [01:04:58.06]
أنا بحكي عن اتفاق شاليط أيامها.
أحمد البيقاوي: [01:04:59.89]
ااه لا زلنا نتحدث عن شاليط. طيب، شاليط لليوم اتفاق شاليط لليوم البنود خاصته مغلقة غير معلنه؟ يعني ما حدا قدر يعمل اختراق بالكشف عنها من معرفتك؟
مؤيد عبد الصمد: [01:05:15.94]
باعتقادي لم يتم الإعلان عنها بعدها.
أحمد البيقاوي: [01:05:19.18]
وهل تعتقد أن هذا جزء من الاتفاق؟
مؤيد عبد الصمد: [01:05:23.59]
والله ممكن ممكن، يعني شيء وارد لكن ما عندي علم يعني انه اتفقوا أو ظل سريًا.
أحمد البيقاوي: [01:05:31.87]
اذا تم المعرفة عند الشعب الفلسطيني فش اشي هالقد بيتخبى يعني.
مؤيد عبد الصمد: [01:05:37.66]
في النهاية سيتّضح الأمر.
أحمد البيقاوي: [01:05:39.34]
مش معقول يعني هذه الصفقة كاتفاق يعني..
مؤيد عبد الصمد: [01:05:43.00]
ربما بعد ذلك لم يعطونوا ولم يولُّونا اهتمام للمسألة يعني ما هية التفاصيل وما البنود الداخلية.. وهنالك أيضًا حتى صفقات أخرى ما كنا نهتم بالنتيجة وبالملامح الواضحة والمعالم والبنود التي قد نُفذّت. فاهتمينا فيها اكثر من تركيزنا على ما هيّة هذه البنود، وما الاتفاق السري وتفاصيله فأعتقد ما اهتمينا فيه، وبالتالي ما عرفنا. يعني صراحة أنا لو سألتني اليوم مثلًا ما هي بنود اتفاق وفاء الأحرار فليس لدي علم. ولأول مرة أُسأَل إن كان هنالك شيء سري! ممكن يكون في شيء سري.
أحمد البيقاوي: [01:06:25.71]
لا احنا احنا قاعدين نناقش، يعني أنا بطرح لك قاعد وبجمّع لك كل الأسئلة التي من فترة معينة نسألها تمام؟ سواءً أسرى زملاء لك ويعرفوها وأنت تعرف أنها يتم الخوض فيها وتُسأل. وشيء آخر على مستوى فعليًا في هذا الظرف عندما يُحكي بشأن الإبعاد فليس واضحًا لنا، يعني على مجموعات تواصل الصحفيين التي أنا موجود فيها فهنالك نقاشات ولا يمكن لصحفي أن يقول ويعطي الإجابة الحاسمة لأن القصة لا زالت غير واضحة. فبالنسبة لنا هذه التفاصيل _وأنا فاهم انه في وقف إطلاق نار في غزة ويتبعه صفقة، صفقة تبادل أسرى لكن صفقة تبادل الأسرى نخاف أن يكون التعامل معها مثل التعامل مع صفقة شاليط، ويكون هنالك بنود مثلًا غير واضحة للناس. وغير ذلك أن هنالك اعتقاد بأنه من حق الناس أن تعرف التفاصيل. يعني أن تعرف كيف تتم القصص.
مؤيد عبد الصمد: [01:07:19.26]
انظر، على ما يبدو فهنالك شي غير واضح. مثلًا عندما تم الإعلان في البداية وحتى من قبل المفاوضين ونشروا في الإعلام انه مثلًا أسرى صفقة شاليط هؤلاء 48 شخص، وبدهم يروحوا على بيوتهم، وكنا مسلِّمين بها. وباعتقادي انه كما عرفنا معلومات أن الوفد الاسرائيلي كان موافقًا على هذا الأمر. لكن عندما وصل الأمر عند رئيس الوزراء وعند نتنياهو وعاند وقال: "حماس بالغت في مطالبها كثيرًا." وحسب ما عرفنا من المصادر المقربة من وزارة شؤون الأسرى، بأن نتنياهو قال بالحرف الواحد: "اذا لم يريدوا الخروج من السجن للخارج فلن يكون هنالك صفقة." مثلًا فالوفد المفاوض الاسرائيلي وافق عليها، لكن سرعان ما أربك ذلك الناس، الآن لو في هناك مثلًا توضيح في كل مرحلة، احنا ما بدنا المراحل القادمة لأنني يعني أنا فهمت السيناريو هكذا انه احنا كل مرحلة من مراحل تنفيذ الاتفاق العام مع الاسرائيليين و_هن ثلاث مراحل، وأعتقد أنه سيبدأ خلال هاليومين التفاوض على المرحلة الثانية_ كل مرحلة ففيها المبادئ العامة موجودة بأن كل جندي مقابله خمسين. لكن ما التفاصيل؟ فأعتقد بأنهم الآن سيتفاوضون على المرحلة الثانية بتفاصيلها؛ من بالضبط؟ وما ونوعياتهم وأسمائهم وإلى آخره. لكن هذه المسألة كما تقول بأننا أيضًا بحاجة لنعرف. يعني أنا البارحة عندما زرت أم ابنها محكوم مؤبدين ويعني كانت محبَطة، فكنا نرفع من معنوياتها وأن لا تصابي بالإحباط، فهذه عملية ومن لم يخرج اليوم فسيخرج غدًا. ولا يوجد محاباة لأحد على أحد.
مؤيد عبد الصمد: [01:09:06.62]
فهي يعني تقول لي كلمة واحدة: "فقط يخبرونني بأنه هل سوف تشمل ابني الصفقة واسمه موجود؟ وإن شاء الله حتى لو مكثت أنتظر ستة أشهر بعد! فأنا فرحانة. أما أن أظل ماكثة هكذا ولا خبر!" فتقول لي: "والله مرة أغني مرة أبكي.." فقلت لها: "لا ابقي غنّي وكوني مبسوطة، أعرف أنك تفرحين لكل أسير سيخرج، وابنك سوف يخرج." وصرنا نشرح لها باللغة البسيطة بتفاصيل ما يحدث.ولن يظل ولا أي مؤبد إن شاء الله. فهذه كل التأكيدات التي وصلتنا. لكن اليوم مثلًا يشمل أنه اذا قدمنا بهذا القدر فسيعطونا بقدره. طيب لمَ لا تحكي مثلًا: "انه والله نحن لدينا ما يشمل كل هذا العدد أو العكس(ليس لدينا)مثلًا. خلي الناس تكون مثلًا واضحة زي أنت كمان كصحافي المفروض انك تكون على معرفة، المفروض مسودة الاتفاق التفصيلية تكون موجودة معك. باعتقادي قد أعطوكم الشيء العام أو احنا أخدنا الاشي العام كما يأخذه الكل في هذا المجال، فهذه المسائل يعني دعواتنا إلهم ودعواتنا لزملائنا ودعواتنا للإخوان بأن ينتبهوا لهذه القضايا. صحيح انه ممكن يكون في تبرير واحد انه مثلا الطرفين بكونوا متفقين مسبقًا، مثلًا أيام الصفقات السابقة كان يُمنع الاعلان عن أي تفاصيل حفاظًا على الحوار أو حفاظًا على التفاوض.
أحمد البيقاوي: [01:10:45.55]
طبعًا طبعًا.
أحمد البيقاوي: [01:10:46.15]
نعم مفهوم مفهوم، وأنا بعتقد ممكن أن تكون جزء من النقاش. بس بتصير انت فعليا بدك تعرف لما تشوف تكرار، فثمّة أمر آخر؛ احنا في بداية الإباده صارت صفقة، تمام؟ وتم إعادة اعتقال بعض من الناس مرة ثانية وتلك المرة كان المحامي خالد محاجنة يحكي لي، فأنت تصفن حين ترى..
مؤيد عبد الصمد: [01:11:10.81]
أنا أعرف الأسيرة أبو عجمية في كل تبادل روّحت!
أحمد البيقاوي: [01:11:13.66]
صحيح. وأنا أتذكر أنه كان..
مؤيد عبد الصمد: [01:11:15.22]
هذا الذي نقوله؛ انه احنا يعني لازم ننتبه لهذه الجزئية انه اللي بيروح يجب عدم اعتقاله على نفس التهم اللي حُكم عليها، أو لانه بصفته ابن حماس ولا ابن الشعبية ولا ابن فتح. يعني بدك تحاكمه اذا كان له نشاط جديد فليس هذا ما نقصده مثلًا حسب القانون، مع أننا نحن ضد الاعتقال أصلًا.
أحمد البيقاوي: [01:11:36.88]
طيب لديّ..
مؤيد عبد الصمد: [01:11:37.21]
لكن يعني هذه الجزئية كان لا بد أنهم ثبتوها في النص في أي نص من الاتفاق كان لا بد أن تتثبت.
أحمد البيقاوي: [01:11:44.06]
واضح لكلينا انه هي لم تكن مثبَّتة في التبادل اللي صار بداية الإبادة.طيب احنا بدأنا فعليًا أنك مطمئن عاطفيًا وتقنيًا على أنهم قد تعلموا أكيد من الأخطاء السابقة. وكيف أنك مدرك انه ذات العنصر المطمئِن وهو زاهر جبارين الأسير السابق أيضًا كان هو في لجنة التفاوض. باعتقادك ماذا حدث معهم حتى يكرروا خطأ سابق؟
مؤيد عبد الصمد: [01:12:12.14]
أنا باعتقادي والله حجم الضغوط الموجوده، يعني برضه هم لا يفاوضوا بكل أريحيه. يعني هم يفاوضون تحت النار أول شيء تحت العذاب وتحت الحالة الموجودة في قطاع غزة. وأيضا ضمن يعني حتى الوسطاء الموجودين بوجهة نظري لم يكونوا نزيهين.
أحمد البيقاوي: [01:12:32.75]
يضغطون! لا طبعًا طبعًا.
مؤيد عبد الصمد: [01:12:36.48]
يمارسوا نوعًا من الضغط، يعني خلّصونا من هاي الجزئية بدنا المهم كذا، المهم تدخل مساعدات، يعني أولئك أولوياتهم مختلفة عن أولوياتنا اللي احنا بنشوفها مثلًا كشعب فلسطيني، وأسرانا يعني مثلهم مثل قضية القدس. هيك احنا دائما في شعاراتنا مع انه يعني، هذه وسيلة وتلك هدف، لكنها لا تقل أهمية بالنسبة النا. بس بالنسبة للوسيط سواء كان مصري أم قطري أو غيره. ما هو قضية فلسطين لا تهمه، فكيف بدها تهمه قضية الأسرى! فاحتمال انهم يتعرضون لهذه الضغوط. لكن أيضًا نقول وندعوا انه يجب ان يتنبهوا لهذه المسألة. يجب أن لا يغفلوا التفاصيل. كما يقولون الشيطان قاعدلنا على كل التفاصيل. الشيطان يكمن في التفاصيل بمعنى انه يعني ثمة ثغرات هنالك. ومن تاريخ التفاوض وتاريخ حسب ما درسنا أن المفاوض الاسرائيلي أو المحتل وين في هناك ثغره فيحاول أن ينفذ اليها أو يتملص من وعوده أو يتملص من اتفاقياته كما صار مع المرحوم ياسر عرفات حينما جاء التوقيع أحضروا له خرائط ليست كالخرائط اللي كانت موجودة في اتفاق اوسلو، وحتى لولا مبارك صار يصر عليه: "خلصنا وقّع." وأمام العالم كله، بمعنى انه عندهم استعداد. في اتفاقية باريس الاقتصادية كلها ثغرات، اتفاقية المياه كل اشي يعني اله ثغرات. وبتصير بالنسبه لهم قانونية للاسرائيليين واحنا بنصير احنا مالنا حق شرعي، ما دمت موقّعًا على الاتفاق فأنا أقول يجب أن يتنبهوا لهذه التفاصيل يعني..
أحمد البيقاوي: [01:14:28.32]
إن شاء الله أنهم يتنبهوا إن شاء الله.
مؤيد عبد الصمد: [01:14:30.60]
إن شاء الله هذا أملنا ولدينا ثقة يعني لكن..
أحمد البيقاوي: [01:14:33.83]
إن شاء الله لا تتردد إن شاء الله هم بالتأكيد هي ليست أستذه.
مؤيد عبد الصمد: [01:14:38.72]
هنالك جوانب تغلب على جوانب نحن في غنى عنها، يعني كيس الطحين في غزة نفس مبدأ انك تروح أسير نفس الحاجة يعني هذه ضرورة وتلك أيضًا ضرورة. فكلاهما ضروري جدًا، فما تغلِّب طرف على آخر. وخاصة يعني في قضية الأسرى لماذا هي حساسة؟ كما قلت لك؛ الإنسان يفنى لكن الأرض قائمة، الحدود ثابتة التراب ثابت. لكن الأسير الذي يقضي 40 سنة لم تتاح له الفرصة. فأنا أقول لك وربما أحكيها مع الأسرى، حينما كنت أخفف من ألم إبعادهم للخارج أقول لهم: "يا عمي إبعاد إبعاد أتظنون أنه سيحصل هنالك فرصة أخرى قريبة لتحرير الأسرى؟! يعني بدك أخرى حرب مثل حرب غزة بل وأكثر دموية وأشد إبادة، حتى انك تعيد الكرَّة مرة أخرى و تخطف جنود وتحرر المزيد من الأسرى!" ها نحن نرى قديش كان الثمن غالي على شعبنا، قديش كان باهظ على غزة، قديش غالي على على أهالي الأسرى، يعني ثمن باهظ جدًا! هذا من ناحية عاطفية نقولها، بمعنى انه إبعاد إبعاد لا بأس. أفضل من البقاء في السجن. فلن يكون هنالك تكرار لفرصة أخرى. فلأجل ذلك _أنه لن يكون هنالك فرصة أخرى متاحة أو يعني أنها صعبة المُنال، صحيح أنه لا شيء مستحيل لكنه حقًا صعب المنال وجود فرصة أخرى لعملية تبادل جديدة، فعليهم أن يهتموا بالتفاصيل، وأن لا يتركوا ثغرة، وأن لا يتركون أسير. وخاصة في القضايا الجوهرية. يعني لماذا حتى اليوم الأسير سمير أبو نعمة منذ 38 سنة وهو قابع داخل السجون ولم تشمله أي صفقة! لماذا يُنسى؟! كان لا بد والله الأصل أن يكون في أول الدفعات؛ ليبعث الأمل بأننا نبدأ بمن أمضوا أطول السنوات خلف القضبان، كونه عليهم تحفُّظ ونحن بدورنا نكسر هذا التحفظ. لليوم للأسف الشديد لم يرد اسمه، لدينا ثقة أنه سيرد اسمه لكن لم يتبَّق له سوى ثلاثة أشهر أعتقد. وأظن أنهم مدركين لحالته الجسمانية والصحية والنفسية، فذلك تفرق معه اللحظة، وهو أمر مصيري بالنسبة له، فهذه الرسالة ضروري أن تصل من خلالكم
أحمد البيقاوي: [01:17:07.91]
طيب، أنت معلش بدي أكمل..
مؤيد عبد الصمد: [01:17:09.59]
كوسائل إعلام كصحفيين كمنشئين رقميين..
أحمد البيقاوي: [01:17:15.08]
أبشر أوصلت لك اياها، هذه تحديدًا سنتأكد أن تصل أكثر حتمًا. بدي اسألك كمان على قضية الأسماء تمام؟ في صفقة شاليط في ناس جهزت حالها جهزت أفراحها وجهّزت نفسيتها وانصدمت. ومنهم أسماء مقربة يعني مثلًا مثل حالة في طولكرم أذكرها جيدًا عباس السيد انه تم الاتصال والتأكيد على انه سيكون في الصفقة، وأعتقد زوجته السيدة إخلاص يعني..
مؤيد عبد الصمد: [01:17:48.32]
عبد الله البرغوثي كان موجودًا، وحسن سلامة أيضًا و..
[01:17:49.16]
صحيح، لكن في حالة عباس السيد تحديدًا كان ثمّة شيء استثنائي لأنني أتذكره جيدًا أن السيدة إخلاص تعاملت بعقلانية مع الأمر، لكن هنالك أسرى آخرين وذوي أسرى أيضًا تعاملوا بأقل عقلانية وواجهوا وشتموا ورفضوا وكتبوا واتهموا وعملوا أشياء كثيرة! فسياسة مشاركة الأسماء الآن فقط في هذه المرحلة وخاصة في حينها كانت الاتصالات من غزة لبعض القيادات وبعض الناس أنهم يشاركونهم البشرى يبشرونهم بانه ابنكم طالع في الصفقة، ففي هذه المرحلة استمر الأمر نفس الشيء أقل اتصالات ولكن فعليًا أكثر قوائم واجتهادات واتصالات، وحتى الناس ما زال لديها السلوك انه أنا بقدر اتصل على الشيص أسأله: "شفت اسم ابوي؟" ثم الشيص يسأل أحدًا ويرجع لنا بالإجابة، هذه الفوضى في الأسماء هل ممكن تفهمني ليش بتصير؟!
مؤيد عبد الصمد: [01:18:48.07]
كما تقول نحن عانينا من هذه المسالة منذ أيام صفقة وفاء الأحرار. وكل واحد كانوا يزوره أهله يقولوا له اسمك في الصفقة. فيعني هي مرهقة ومتعبة نفسيًا للأهل. وربما هذا الجانب أمر معقد، بين انه من حق الناس انها تطَّلع وتعرف التفاصيل، كما قلت من حق على الأقل وسائل الإعلام تعرف التفاصيل طالما انت عامل مسودّة وحتى لو لم يوقَّع عليها وبدك تعرضها، فبدك تعرض هذه التفاصيل حتى الناس تكون واقفة على أرضية ومستندة على معلومات قادمة من طرف موثوق وحازم. ابني موجود ولا مش موجود؟ اذا مش موجود هسا فيكون موجودًا في المرة الأخرى. لكن الذي حدث معنا في أيامنا نفس الشيء، كانت كثيرًا ما تأتينا المعلومات والأخبار وكل واحد يزوروه أهله ويأتون بأخباره ويؤمِّلوه. فهذه مسألة حساسة ومعقدة جدًا، في حين لازم انك انت تُعلم ما توصلت إليه بالضبط، يعني بدون ما تترك مجال للاجتهادات لانه بكون أثرها النفسي والصدمة أكبر. يعني أنا أعرف ناس عندنا هنا قيل أنهم نزَّلوا أسمائهم في المرة الأولى، طبعا على وسائل التواصل الاجتماعي الجميع يتداولون أسماءً بقولهم: "القائمة ستشمل فلانًا وفلانًاو.." لكن عندما تُعرض القائمة على الفريق المفاوض، يتّضح أن الأسماء غير موجودة رسميًا. طيب لماذا نسمح بخلق هذه الفجوة؟! فهذا الأمرح له تأثير نفسي كبير على الناس وعلى الأمهات وعلى التي انتظرت ابنها 30 و20 و و18 سنة وغير ذلك، ولها تأثير نفسي كبير على الأسرى. صحيح أن لهذه الأخبار وقعًا نفسيًا قويًا، لكن لا ينبغي أن نسمح باستمرار هذا الوضع، حتى لا نجد أنفسنا في نفس الدوامة مجدداً، فعلى الأقل لو توضَّح.
مؤيد عبد الصمد: [01:20:50.52]
اليوم باعتقادي صمتهم ربما قد أخذ بعين الاعتبار هذه المسالة؛ يعني احنا مقابل كذا فلدينا أسرى عدد كذا. التفاصيل حين نتفق مع الجانب الإسرائيلي نعلنها. فهذه لا بد أن يكونوا دقيقين فيها فعلا، يعني ما يكون في هناك تسريب أسماء إلا عندما يتم فعلًا اتفاق رسمي. وليس أن يحدث اتفاق مبدئي فحسب، مثل ما صار عندنا هنا حينما كان الفريق المفاوِض قد قبل يعني واستلم القائمة، فالذي حدث أن بدأت تتسرب الاعلانات قديش وكذا. في حين عندما جاءت الحكومه ووافقت عليها مثلًا فثمّة أمور مثل جماعة شاليط وممنوع يطلعوا ويجب عودتهم لبيوتهم، فتفاجئنا أنهم خرجوا خارج فلسطين. فكانت صدمة لدى الأهل. فلو أنهم من البداية قالوا التفاصيل فكان ممكن أن يهيئوا أنفسهم وأمورهم. مع أنه كما أقول لك أن هذه لا تمس الهيكل العام للقائمين عليه وضمن هذه الظروف الموجودة فيها. لكن أيضا يجب الانتباه لهذه التفاصيل. وباعتقادي احنا ربما ممنوعين من الحكي والتواصل فلا تواصل مع زاهر ولا مع فلان ولا مع غيره، فأنت مدرك تمامًا الظروف التي يعيشون فيها، ولا حتى على الإعلام نستطيع أن نطلع مثلا ونحكي في هذه المسالة خاصة يعني أنها قد تزيد من البلبلة أكثر مما أنها قد تفيد وتخدم. فلو مثلًا الآن أروح وأعلن بقولي: "والله على الفريق المفاوض أن لا ينشر ويلتزم ولاينسى هذه الجزئية." فالكثير من الناس سوف تستغلها وتصير تحرِّض وتقول: انظروا لما يحدث! مفاوضين يتناقشون بسخافة و..
أحمد البيقاوي: [01:22:36.60]
احنا عايشين بنقاشاتنا على تجنب فعليًا استغلال أي كلمة أنت بتقولها. هذا أسوأ حال احنا فيه! يعني انت في الوقت اللي بتشعر بالمسؤلية إنك لازم توصّل رسالة، وبدنا نفترض انت ليس لديك تواصل مباشر مع الهيئات المفاوضة لكنك شخص مسموع، فممكن تكتب منشور على فيسبوك ويصلهم تمام؟ وهناك حاجة لأن تتحدث لكن لان هنالك مغرضين ربما يستخدمون هذا المنشور ضدك فما بنحكي! مش معقول هذا أبدًا! ضرب من الجنون يعني.
مؤيد عبد الصمد: [01:23:07.53]
صحيح نعم هذه الجريمة عبء كبير. فهذه طبيعة الواقع الذي نحن موجودين فيه. يعني أنا لدي الكثير من الأمور لا أستطيع أن أعبر عن رأيي فيها في جوانب الأنا العليا فعليك أن تحسب حسابًا لمن حولك بأنك قد يُساء فهمك. فأنت تكون مساهم في البلبلة أكثر من انك تستفيد. يعني ممكن أنا في حوار مغلق بقدر أوصل لك هذه الفكرة ولنفعل كذا وكذا. لكن إذا بدي أعلن عن موقفي فهناك الكثير ممن يستأنسون برأيي ويهمهم، فقد يستغلوها مثلًا بطريقة خاطئة. صحيح أننا نأمل ونطمح أن يكون لرأينا ولتفكيرنا أن لا يكون هنالك حدود مغلقة، لكن للأسف الشديد فنحن محاصرون!
أحمد البيقاوي: [01:23:59.91]
محاصرين نعم.
مؤيد عبد الصمد: [01:24:00.54]
مفروض علينا هذا الواقع.
أحمد البيقاوي: [01:24:01.50]
محاصرين محاصرين.
مؤيد عبد الصمد: [01:24:03.06]
أنت كصحفي لا أعتقد انك ستستطيع التعبير تمامًا _صحيح يعني في برامجك تتناول كل القضايا المجتمعية والوطنية وبتقدر تعبر عنها_ لكن هنالك أمور أعتقد أنك تشعر بالتكبيل و.
أحمد البيقاوي: [01:24:19.51]
طبعًا طبعاً، وخاصه يعني أسوء شيء في هذا المشهد هو فكره انه الخوف من انه حدا يفهمك غلط. يعني دايما هيك. او الخوف من انه حدا يستغلك. فتشعر انه في فكره كثير مهم انك تناقشها. لكن لانه في مجموعه افتراضية أو مجموعة فعليا يعني مثل لما صارت أحداث جنين صارت حالة استقطاب على وسائل التواصل الاجتماعي فعليًا، فأنت تشعر إذا بدك تحكي كلمه..
مؤيد عبد الصمد: [01:24:44.74]
أريد أن أضرب لك مثل.
أحمد البيقاوي: [01:24:45.91]
نعم إذا بدك تحكي..
مؤيد عبد الصمد: [01:24:48.22]
نزَّلت منشور عن ابن صديق لي الذي استشهد، الطفل الذي استشهد في جنين نتيجة الاشتباك الذي حدث، نزلت المنشور بقولي: "ما ذنبك؟!" وكذا يعني، وهو ابن صاحبي يعني. ثم ألف واحد اتصل علي ويقول: "ما بك؟ أنت منحاز هنا ومنحاز هناك." والله يا عم شو منحاز؟!! أنا أحكي عن طفل استشهد! ثم يقولون انت بدك تساهم بالفتنة، وما إلى ذلك! لما أنا إنسان أُمنع أن أحكي عن ابن صاحبي! بغض النظر هو مقاوم أو ليس كذلك! بدي احكي عنه. شهيد بأي ذنب قتل هذا؟! بأي ذنب أطلقت عليه النار؟!
أحمد البيقاوي: [01:25:36.32]
للأسف ما في متسع لنقاش الأفكار. للأسف، وبالعكس أنت مُطالب بما أنك شاركت _ما بين قوسين_ يعني في (الحفلة الكبيرة) هذه الموجودة، فلازم تحكي موقف فبتصل عليك واحد بقول لك: ليش ما حكيت هيك؟ والثاني بصير يصحح لك، فيقول لك: "كان لا بد أنك قلت هكذا.." يعني بصير وكأنه أفصح وأفهم منك في النقاش، طيب، شيص..
مؤيد عبد الصمد: [01:26:01.97]
هذه هي طبيعة مجتمعنا للأسف، ليس لدينا لا سيادة قانون ولا حرية تعبير ولا..
أحمد البيقاوي: [01:26:07.61]
لا يوجد دوائر تطرح أفكار تليق الحمد لله! محرومين احنا والله!
مؤيد عبد الصمد: [01:26:11.20]
سنظل نصطدم فيها يعني للأسف.
أحمد البيقاوي: [01:26:13.06]
للأسف سنظل. بدي أسالك من مكان آخر، امبارح أو أول البارحة خرجت خالدة من السجن. لما شفتها فعليًا في أول فيديو فهي غير قادره، ومش متمالكة نفسها بعد، وواضح أنها مصدومة، فـ قستها لوحدي على أن ذلك مؤشر على الظروف الصعبة التي تعيشها، وكل الأسيرات المحرَّرات والأسرى، من مكان آخر انها أول ردة فعل لها عندما الصحفيين بدأوا يسألوا من غير مراعاة لظرفها _شيء مؤسف يعني_ فسألوها انه ما إحساسك؟ وبمَ تفكرين؟ وما أول رأي لك؟ فهي قالت لهم: "انه أنا منذ أشهر وأنا في العزل، مش قادره." يعني لا تقوى حتى على قول: "مش قادرة أحكي" بهذا المعنى. هذا المشهد أول شيء على صعوبته وعلى عدم مراعاة الصحفيين والإعلاميين، لكن أخذته لمنحى آخر انه خالدة أصلا هل كانت تعرف وهي في العزل انه هي طالعه؟ لانه كمان في حوادث صارت في شاليط سمعتها انه في ناس كمان كانت في العزل. وفجأة هبّت العافية وإذ بهم يفتحون الباب ويقولوا له: "مبروك ستخرج." أو اطلع من غير ما تودع رفاقك، فبرجع بودّع رفاقه مرة ثانية. قبل شوي انت كنت تحكي انه نائل مُصرّ على انه ما بده إبعاد للخارج. يعني طُرح اسمه لكنه لا يريد إبعاد للخارج. طبعًا هذا بناءً على سماعنا لذلك. ولديك أيضًا مشهد آمنة أبو منى عندما قُرِّر إبعادها على غزة ورفضت وطلعت. في هون سؤال متعلق بقدّيش الأسير اللي بتم الاتفاق على اسمه سواءً إبعاده أو إخراجه أو أيًا كان مصيره، فقدّيش الأسير شريك بهذا القرار خاصة لما بنحكي على أشكال قرارات تتجاوز الشيء الجماعي، بتحكي انت على إبعاد فردي لأحد من غير عودة أو بعودة.
مؤيد عبد الصمد: [01:28:03.36]
صحيح، شوف احنا في هذا المجال أول شيء معرفتنا في الأخ نائل البرغوثي. فأنا أقول لك نعم راح يصير، فأنا بمعرفته وبطريقة تفكيره فسوف يُصرّ على هذه المسألة، وحتى كمان شرحت كثير في إطار النقاشات معه والتفاعل مع الناس ومع الكوادر، انه إذا كان الموقف جماعي مثلًا اذا كان أسرى صفقة وفاء الأحرار يصرُّون على موقف موحد جماعي وليس فرديًا فينجحون في انهم ينتزعوا ما يريدون في المرحلة الثانية حتى لو أنهم بقيوا. طبعا هو اذا لم توقِّع انت فلن يخرجوك، قل لهم: "ما بدي أروِّح." فسيبقوك في السجن ويشطبوا اسمك من القائمة. لكن هذا يكون ضغط في المرحلة الثانية، والمفاوض الفلسطيني الذي يفاوض على مراحل الخروج من السجن، يأخذ هذه بعين الاعتبار انه لا احنا اتفقنا أن تُخرجوا هؤلاء. فيصبحوا أكثر إصرارًا عليهم انهم يروحوا على بيوتهم. فممكن تنجح بشكل جماعي لكن بشكل فردي صعبة وصعبه جدًا. يعني ممكن يبقوا نائل البرغوثي في السجن وتعيد الكرَّة حماس وترجعه. لكن لماذا لا يكون الجماعة 48 واحد اذا أخذوا نفس الموقف فذلك يخلق أزمه تحاول فرضها..
أحمد البيقاوي: [01:29:24.12]
لكن يا شيص مثلًا في حالة نائل، نائل فرضًا بكون عارف اليوم بانه يتم التفاوض على إبعاده أو إبعاده لغزة أو للخارج. يعني هو يكون عارف كيفية سير المفاوضات بما يخص اسمه أم لا؟
مؤيد عبد الصمد: [01:29:36.00]
لا لا أعتقد اليوم لا يوجد. يعني احنا أيامنا تختلف بانه كان هنالك تلفونات وكان يتم حديث مباشر مع خلية العمل الموجودة في السجن. يعني كنا نعرف جزئيات.
أحمد البيقاوي: [01:29:49.56]
ومع ذلك في ناس ما كانت عارفه وقتها.
مؤيد عبد الصمد: [01:29:51.27]
اليوم ما في تلفون ولا في جريدة ولا في تلفزيون ولا في اشي. يعني ممكن بعض السجّانين شوي ينقلوا لنا شوية أخبار، أكيد ما حدا بينقطع من الأخبار، المحامين ليس لديهم معلومات. يعني ما في تواصل. وأعتقد بأن نائل لا يعرف، لكن متى ممكن أن يعرف؛ بعرف قبل الخروج بعدة أيام. يعني مثلا احنا كنا عارفين لما جمّعونا مثلا أنا في سجن شطة وكنت في عزل وقتها وكنا مضربين عن الطعام وأصلا ما بنعرف شو اللي بيصير. يعني كنا 18 يوم معزولين عن العالم وفجأة سمعنا الأخبار تتناقل، أحد الرفاق كان طالع على العيادة، ولما طلع على العياده في سجن شطة يمر من بين السجناء الجنائيين _أقسام السجناء الجنائيين_ وهو مار على العيادة وهي بعيدة يعني تقريبًا من 50-100 متر. طول الوقت كلهم يتحدثون عن صفقة شاليط شاليط شاليط. وتبادل أسرى وهكذا. طبعًا احنا كنا ولا اشي لا عنا راديو ولا تلفزيون ولا شي. معزولين عن العالم ومضربين عن الطعام. ومعزولين كلنا في سجن شطة. فهو له أصحاب من الجنائيين اليهود فيعني سألهم خفية من وراء السجان؛ فقالوا له: هيك هيك فيه تبادل أسرى وهيهم نزلوا الأسماء في الجريدة، جريدة هآرتس الإسرائيلية، فهرَّبوا له الجريدة، وبدأ هو ينادي علينا انه اسمك موجود وذاك اسمه موجود. لكن ما كنا نعرف وين رايحين كل واحد فينا، فجمّعونا ولما وصلنا النقب قبل يومين فصاروا يفصلوا هذا القسم رايح على غزة، هذا القسم رايح على الخارج؛ على تركيا أو قطر أو سوريا. وهؤلاء اللي بدهم يظلوا هون. حينها فقط عرفنا انه احنا كل واحد وين رايح. أما قبل ولا حدا كان عارف انه انت بدك تطلع برة أو لا. يعني فقط هي أيام التجميع.
مؤيد عبد الصمد: [01:31:59.68]
أيام التجميع هي اللي خلتنا نعرف. هسه أعتقد اذا جمعوهم _وأعتقد كما سمعت خبر أنهم بيجمعون جزءًا منهم في سجن عسقلان، خاصة الخارجين على مصر_ في هذا التجميع فقط بكونوا عارفين انه هذا وين يروح وهذا وين. والإدارة من تلقاء نفسها بتصير تبلّغ انت برا انت كذا انت كذا. وبعد ذلك يكون قد وصل للإعلام في الجريدة، فيبلغونهم وبصيروا يعرفوا. يعني يقولوا لهم انه انت بدك تطلع على كذا وكذا. لكن قبل هيك ما كان حدا يعرف. أعتقد اليوم صاروا بعرفوا ما دام أُعلنت رسميًا ومصلحة السجون نشرت لأجل محكمه العدل العليا لمن يريد الاعتراض عليها. يعني صارت منشورة بشكل رسمي فبتوصلهم بهاي الطريقة أو تلك. سواء الإدارة بتبلغ أو حينما يجمّعوهم يبلغونهم، لكن يعني الغالبية العظمى بيكونوا الآن عارفين وين رايحين. في هذا الوقت ممكن انه يصير في تنظيم لاتخاذ موقف جماعي. وأنا أذكر لك أمر كجانب مشرق في تاريخ الحركة الأسيرة وفي تاريخ عمليات الإفراج يوم الأسيرات الفلسطينيات لما اجو بدهم يروحوا ويتحفظوا على جزء منهن، تحفظوا أيامها على 8 منعوا يروحوهن، كل الأسيرات حتى اللي بقي لها من حكمها أسبوع رفضت إنها تروّح واعتصمن في السجن، وبقين مصرّات على هذه المسالة لمدة أسبوع تقريبًا، معتصمات؛ ما بدنا نروح. وتضامنَّ بشكل جماعي لأنهم كانوا متحفظين على بضعة أسيرات من القديمات مثل: عطاف عليان و زهرة كرعوش و.. فكل الأسيرات اتخذنّ موقفًا واحدًا؛ لن نخرج لا في تبادل ولا ترويحات ولا إفراجات إلا وكلنا معًا. وفعلًا في النهاية تدّخل الوفد المفاوض وتدخل صائب عريقات وتدخل الله يسهّل عليه..
أحمد البيقاوي: [01:34:09.61]
لكن مثلا هسه اذا تكرر هذا المشهد أليس هو مشهد احتجاجي أصلا على الوفد المفاوض خاصتنا؟
مؤيد عبد الصمد: [01:34:16.72]
أعتقد لا. يعني اني ما بدي أروح، لانه في مرحلة ثانية هسا بدهم يتفاوضوا عليها. فبالعكس لازم تعطيه القوة انه احنا لا نقبل يعني هذه الشروط على الاقل لا نقبلها وبالتالي ما بدنا نستمر. فممكن يعني كورقة ضغط معهم، انه يعني ما دام ما بدك تروحهم فبتقدر تتصلب في موقفك أكثر يعني.
أحمد البيقاوي: [01:34:44.68]
لكن هذه حينما صارت سابقا فعليا انه بعض الأسماء مثلًا أصرّت أو أصرّت عائلاتها او حتى الوفد المفاوض تمسّك ببعض الناس أو استجاب لاحتجاجاتهم. ففُهم وقتها انه في اشي داخلي في احتجاج من الأسرى على الوفد المفاوض. فالآن المشهد الي انت قاعد بتقول لي اذا هم اقرُّوا فتمام. المؤبدات ستخرج إلى مصر ووزعوهم تمام؟ وانت قاعد بتحرّض فيهم على انهم يعملوا اعتصام جماعي.
مؤيد عبد الصمد: [01:35:14.70]
لا هو يعني ليس تحريضًا، هذا فعليا احنا كل أملنا بنقول حتى على الفريق المفاوض وللسيد زاهر جبارين، نقول له لا تكثروا في الابعاد يعني. الابعاد يعني تهجير 5000 عائلة فلسطينية. يعني حين يخرج 1000 أسير سيلحق يه خمسة من افراد عائلته إلى الأبد. بمعنى انت ستفرغ 5000. الإبعاد المسألة أيضًا وطنية، ولا أقول كنوع يعني نوع من التحريض. نحن نقول قدر ما تقدر أن تحصّل حصّل، يعني قد ما تقدر بالقوة بالاوراق التي بين ايديك بالثقل حصّل شيء مشرف وشيء كبير. لكن اذا بتقدر تحصّل هذه القضية يعني هؤلاء اصلا هم. يعني ما الذي يجعلهم يختلفون عن قضية الاسرى الآخرين. يعني مثلا واحد سيُبعد وهو مؤبد تقول له لا والله اعتصم لا تغادر. لا انا اقول له احمل حالك وروّح لن يتوفر لك فرصة اخرى. لكن هؤلاء قضيتهم لها طابع خاص إنه أنا تم الافراج عني وانت اعتقلتني وأعدتني لحكمي السابق كاختطاف. لأنه أنا في الاتفاق السابق انت لم تلتزم فيه واعتقلتني حتى بدون تهم. يعني نائل البرغوثي لم يعمل شيء وغالبيتهم أعرفهم ليس لهم نشاط، ما عملوا نشاط يعني معادي كلهم كانوا يهتمون يا في الدراسه يا في الزواج يا في في العمل الاجتماعي. وتم اختطافهم وإعادتهم. لهم خصوصية قضيتهم. اما لا أطلب من كل واحد مؤبد. لا تطلع للخارج، لا. يوم في السجن عن مؤبد في هذه الظروف. لا. حقق حريتك. ومثلما قلنا يعني ليس نهاية المطاف. انك انت ابعدت. ثلثي شعبنا في الخارج. في الشتات. وكله في خندق واحد نحو العودة. ويناضل للعودة. جزء من هذا الخندق تزيد عليه عدد ليس مشكلة. يعني فرض علينا ليس باختيارنا. لكن انا أقول عن هؤلاء القضية قضيتهم يعني بدل أن تصير بشكل فردي، وفردي صعب ان تنجح. يعني بدل ما انه نائل البرغوثي يتخذ موقفه..
أحمد البيقاوي: [01:37:32.69]
أن يحدث تعاطي معها بشكل جماعي نعم.
مؤيد عبد الصمد: [01:37:34.55]
نعم يتعامل معها بشكل جماعي باعتقادي انها حتى على الجانب الإسرائيلي سيكون هناك ضغط عليه انه ليش يعني هذه القضيّة تتعنَّت عليها وهي قضية جزئية؟ وأنك سبقو روحتهم هون انت ليش يعني؟ وما عندهم أي تهم!
أحمد البيقاوي: [01:37:51.71]
شيص بدي أسالك في سياق الإبعاد، معلش. هل بتعتبر انه مبعدي بيت لحم هم أسوأ حالة إبعاد؟ أم هناك أسوأ منها؟ يعني نناقش في ظروف الاتفاق.
مؤيد عبد الصمد: [01:38:06.68]
مبعدي كنيسة..
أحمد البيقاوي: [01:38:06.83]
اه كنيسة بيت لحم اللي طلعوا برا وعلى غزة.
مؤيد عبد الصمد: [01:38:10.97]
لا يعني أنا بشوف كل إبعاد هو مأساة بحد ذاتها. يعني مبعدي بيت لحم ذاقوا الأمرَّين والويل، وصار في هناك إجراءات سياسية و"إجراءات ثقة" إذا بدنا نعتبرها إجراءات ثقة.
أحمد البيقاوي: [01:38:34.07]
أنهكوهم إنهاكًا!
أحمد البيقاوي: [01:38:34.22]
ربما لم تكن معنا وقتها، لكن أظن وقتها _أنت شفت التلفزيونات عندما أبعدوهم أول شيء؟_
مؤيد عبد الصمد: [01:38:41.96]
نعم.
أحمد البيقاوي: [01:38:42.56]
وكانوا مطلعين رؤوسهم من الشبابيك، بتذكر هاي الصورة تمامًا ما بتغادرني بحياتي أبدًا. فنحن نتساءل عن مصيرهم يعني واحنا صغار قاعدين بنسأل انه هؤلاء وين بدهم يروحوا؟ شو بده يصير فيهم بالضبط؟ هل برجعوا أم لا؟ فش ولا أي إجابة بتوضح اذا بدهم يضلهم أو بدهم يرجعوا أو انهم رح يضلهم بالفنادق ولا بدهم يروحوا على مكان ثاني؟
مؤيد عبد الصمد: [01:39:00.81]
نعم أقول لك يعني اليوم مأساة.
أحمد البيقاوي: [01:39:03.45]
وحتى المُبعدين إلى غزة، ما قبل 7 أكتوبر كانوا كل فترة ينزلون على الحدود، ويُقال لهم: "يلا قرّبت عودتكم بدنا نرجعكم قريبًا" وكذا.
مؤيد عبد الصمد: [01:39:12.12]
بالضبط صح، واعتصموا فترة طويلة على الحدود، ولو كان هنالك وقفة شعبية أو وقفة من قيادتنا فكان بالإمكان حل قضيتهم. يعني هم بذلوا كل جهدهم على أساس انهم يرجعوا، واعتصموا جزء منهم اعتصم على الشيك(الحد الفاصل) يعني على حدود غزة. وكنا نسمع فيه ونحن في السجن وكنا نتابع لكن لم يكن هنالك ضغط شعبي، فلو كان هنالك ضغط شعبي وضغط من الفريق المفاوِض الفلسطيني الذي كان يفاوض على الترتيبات اللاحقة، لكان بإمكانهم أن يرجعوا بكل سهولة لكن هي ظلت مأساة. وأي مبعد يعني فمثلًا المبعدين في صفقة وفاء الأحرار جزء منهم استقر في الأردن يعني في حالات استثنائية يعني في اثنين ثلاثة عن طريق الواسطة حتى انقبلوا انهم يروحوا على الأردن يعني يشكون. يعني ظروفنا في الخارج تحمل نوع من المأساويه أكثر مما لو كنا مثلكم مثلا عند أهالينا ممكن نعمل مشاريعنا. لكن شو بدنا نعمل هناك في الخارج؟! اللي موجودين في تركيا رغم انه قديش متوفر لهم أشياء، مثلًا هارون ناصر الدين والشباب من الأصدقاء، قد توفّر لهم شقق وحياة وحرية تنقل وغيره الكثير. لكن يعني جزء منهم ما زال بالنسبة له أمر مأساوي أن أظل هكذا مبعَد عن وطني مبعد عن أهلي. وبالإضافة لذلك يعني حتى وجوده مثلا فهو ضمن قيود محدده، يعني ما بتقدر تنتقل على دولة ثانية تعيش فيها وتأخد حريتك تمامًا، أظنه هكذا. واللي في قطر نفس الشيء، دودين والشباب الآخرين. يعني المسألة ليست بقدر ما توفر لهم ظروف مادية وظروف معيشية فحسب! بينما تكون مكبَّل في التعبير عن آرائك، في التعبير عن فكرك، في التعبير عن قدرتك على العطاء، يعني احنا موجودين هون روحنا على أرضنا لو متنا من الجوع لا بدي أناضل بدي أحقق اللي في راسي، يعني بتقدر تجد ذاتك الوطنية وذاتك الاجتماعية وذاتك العائلية تقدر تجدها في وطنك عند اهلك لكن هناك حقيقةً مأساة!
مؤيد عبد الصمد: [01:41:36.25]
فأنا أعتقد انه أي إبعاد هو مأساة، ولكن مأساة عن مأساة تختلف. يعني انه ربما فُرض علي أمر مقابل انه إما أن أبقى في السجن وبعيش حياتي كلها في السجن في العذاب وفي الاضطهاد وخاصةُ في هذه الظروف. يعني لو في ظروف سابقة ممكن نتفهم شوي يعني بنقول ممكن ذلك، يعني مش مزايدات لكن اليوم بتصير مزايدات انك انت تحت العذاب كل يوم هذا حال الأسرى. وأنا زرت قبل فترة أسرى أمضوا 22 سنة في سجون الاحتلال وروحوا، يقول لي: "الصلاة ما بنصليها"، ليس لأنهم لا يصلُّون؛ بل يقول: "لأنه اذا صلّيناها و سمعوا واحد في الغرفة قال: "الله أكبر" فبفتحوا الغرفة وينهالوا بالضرب على كل من في الغرفة والسبب؟ لأنه قال: "الله أكبر" ليش صلى! فبقول: بنصلي في أعيننا، الطعام؛ فيقدموا لهم أردء الطعام.وهنالك الكثير من الأمور لدينا نحن لا نستطيع أن نتحدث بها أمام الناس، يعني أمور تمس أعراضنا وتمسنا. حين يضعون كلبًا عند باب الغرفة ويجبرونك على الزحف نحوه تحيته قبل الدخول. فهذه ليست مجرد ممارسات عابرة. صحيح أن العالم فضحها والكل يحكي فيها لكن عندما تجتمع كل هذه التفاصيل فتجد أنها تتفوق على سجني أبو غريب وغوانتنامو في الوحشية والشراسة يعني! فهناك الكثير من الممارسات الوحشية تجعل الأسير في حالة توتر دائم. أحد أصدقائي، وكان معتقلًا إداريًا، قال لي: "أحمد الله أني الآن أسير على قدميّ. ففي السجن ما كنت قادر حتى على المشي!" قال لي أنه رأى بأم عينيه أسيرًا _الذي استشهد لاحقًا_ كانوا يضربون رأسه بالحائط بلا توقف، حتى سال دمه، ثم أخذوه واستشهد بعد ذلك. فلما نيجي نحكي عن الإبعاد مقابل البقاء في هذه الظروف القاسية، وأعتقد هذه الظروف ستستمر. يعني اليوم لن يتراجع الاسرائيليون حتى لو وُجّهت إليهم مطالبات، لأن مبدأهم قائم على الفاشيّة..
أحمد البيقاوي: [01:43:47.76]
هذا نظام جديد الآن، نظام جديد للتعاطي مع الأسرى. بده معركة طويلة لترجع تسترد فعليًا، بده معركة طويله لترجع تخفف الاجراءات صحيح.
مؤيد عبد الصمد: [01:44:00.30]
يعني كل المعارك التي يخوضونها مش قادرة تنقذ ظرف إنساني واحد للأسرى!
أحمد البيقاوي: [01:44:06.03]
طيب شيص، بذات سياق المقارنة هل بنفع تفكر انه الإبعاد اليوم مثلا المفاوض الفلسطيني بمحل مش قادر يقدّم ضمانات لانه الناس اللي ممكن يتم الإفراج عنهم ما يتم إعادة اعتقالهم مرة أخرى، فبالتالي فضّل فرضًا إبعادهم في هروب لنقاش الضمانات؟
مؤيد عبد الصمد: [01:44:28.29]
باعتقادي انه ما قدر يضمن انه والله يُمنع اعتقالهم، وها هم الإسرائيليين يواصلون تهديداتهم، يقولون: لا تظنوا أننا سنكتفي بالاعتقال، بل سوف نغتال حتى. اليوم وصلني تصريح إسرائيلي على الواتس آب عبر أحد الزملاء. يحمل نفس الرسالة التهديدية أنهم مش رايحين يعتقلوا بل سوف يغتالون وكفى! والمستوطنين يهدّدون علنًا في هذه المسألة وباعتقادي انهم حاولوا إيصال رسائل سابقا. فأنا مثلًا، قبل ثلاثة أشهر، اقتحم ضابط المنطقة الإسرائيلي بيتي، وقال لي: "أي خطاب، أي تأييد، أي ظهور لك في جنازة، أو حتى وقوف على المقابر فسأعيدك إلى السجن المؤبد!" بمعنى انه يعني احمل تهديد مبطَّن بالتعذيب بالضرب بالكسر، مثال حي؛ المجاهد اللي اعتقلوه قبل شهرين من مخيم نور شمس هو زميل النا يعني وروّح، ما مكث أسبوع حتى قبل إعلان استشهاده! وهو بصحة كاملة وجيدة وصديق ونعرفه جيدًا يعني ما اله أسبوع معتقل يستشهد! لانه هويته التنظيمية واضحة رغم انه ما بعمل أي نشاط بس مجرد اعتقلوه. فاحنا قلنا غالبًا يحكموه إداري واذا به يعود شهيدًا! فاليوم هذه المسألة ربما هي في ذهن حتى العائلات عائلات الأسرى علمًا اني بحكي معهم حتى أحاول أرفع من معنوياتهم، فيقولوا لي: لا يا عمي احنا مبسوطين انه يطلع برا. يعني بدك يردوا يرجعوه مثل اللي رجعوهم من صفقة شاليط؟ وبدك كل يوم يقتحموا بيتنا؟!.
أحمد البيقاوي: [01:46:26.33]
تعرف الإجراء..
مؤيد عبد الصمد: [01:46:28.01]
كل يوم يكسروا لنا الدار كل يوم كذا. يعني بدنا نعيش في الويل. والله هناك أفضل وإن شاء الله بتنحل لجميع. المبعدين. يعني أعتقد ان هذه يأخذونها بعين الاعتبار.
أحمد البيقاوي: [01:46:41.03]
وللأسف للأسف كمان يمكن الواقع في السجون اليوم بتسمع أسرى سابقين بقول لك: لو بموت 100 موتة ولا برجع أقضي يوم في السجن. وهؤلاء انت تسمعهم بعنفوانهم و بقوتهم بصلابتهم..
مؤيد عبد الصمد: [01:46:54.83]
أنا أقول لك اياها بلساني
مؤيد عبد الصمد: [01:46:55.01]
لو بموت ألف موتة ولا أرجع يوم.
أحمد البيقاوي: [01:46:55.34]
اه ترجع يوم فعليًا بهذا الظرف تحديدًا.
مؤيد عبد الصمد: [01:46:58.58]
انظر، انت سألتني قبل شوي عن خالدة جرار، خالدة جرار يعني لها تجربة في الاعتقال. وخرجت قوية أكثر من مرة رغم أنها مريضة مرض يهد الحيل.خالدة جرار قبل أن تُعتقل هذه المرة والتي قبلها. لكن هذه آخر مرة اللي طلعت فيها يعني شيء مأساوي جدًا! والعزل لحاله حتى حين كنا في السجن لما كانوا المعزولين يخرجوا عندنا، يعني نخوض اضرابات عن الطعام حتى نرجّع المعزولين، كانوا يرجعوا لنا في حالة يُرثى لها. علينا أن نلزم شهرًا واحنا نؤهل فيهم بالضحك وتحسين النفسية وكأنك تعيده لتوازنه النفسي وتوازنه الصحي. يعني انت عارف انه واحد يظل مُمدَّد في زنزانة مغلقة ومظلمة ومرحاضه عنده وطعامه رديء، ويطلعوه يوم في الساعة مكبّل _هذا أيام ما كنا موجودين احنا في السجن_ مكبّل في يديه وقدميه عشان يطلع على الساحة. والساحة كلها مسقوفة 10 متر في 10 متر يعني مش ساحة! يطلع عليها فقط عشان يشوف الشمس ويرجع يتمدّد.كل يوم تفتيش. كل يوم يصادروا له ما يكتب، وكل يوم يصادرون منه كتبه، ممنوع أن تأخذ سوى القرآن. فمثل هذه المسائل قديش تؤثر في أولا: من ناحية جسدية؛ لا يوجد حركة، لا أحد يتفاعل معه، لا أحد يحكي جانبه. ونفسيًا هو في عزلة. انت عارف كنا نجرب العزل الانفرادي حين كنا نتعاقب فكنا من المشاغبين دائمًا، كانوا يعاقبوننا أسبوعين زنزانة. خلال أسبوعين لما ارجع على غرفة السجن أرجع بنفسية يعني تقول مكتئبه ليش؛ لانك انت طول ما أنت معزول مافي حدا تحدثه فتحدِّث نفسك وبتصير تتفاعل مع نفسك.
مؤيد عبد الصمد: [01:48:59.53]
وبصير تفكيرك في تداعياته، ومرات تجدنا بنغني ومرات نبكي. يعني هذا التضارب! هذا لما كنا أسبوعين فما بالك حين يمكثوا أشهر وسنين وهم موجودين في العزل. وفي حالات يعني للأسف الشديد يعني لا نخفي هنالك حالات تم تحريرها وهي ضاربة نفسيًا بسبب العزل الانفرادي اللي كانوا موجودين فيه. فهذه هي العزلة. وليس هذا فحسب يعني هي لسه مرأة، واطلع انت على بقية الأخوات الأسيرات، رغم انه برضه يتعرضن لنفس التعذيب ونفس التعنيف ونفس وسائل التنكيل، وشيء لا يذكر بالتنكيل فيهن حكينَ عنه الأسيرات لكن يعني على الأقل يتمتعن ببعض الحقوق مقارنة بالعزل القاسي الذي فُرض عليها. أولًا؛ امراة كبيرة. ثانيًا كانت معزولة تمامًا وسيُطلق سراحها بهذه الحالة. وهذا يفسر لماذا يحتجّ الاسرائيليين اليوم، ولماذا انتقد نتنياهو واحتجّ على طريقة إخراج الأسيرات الاسرائيليات وقالوا غير مقبولة واحتجوا للوسيط المصري؟! ببساطة، ما بدهم العالم يقارن بين كيفية خروج الأسيرة الإسرائيلية اللي كانت ومثل اللي قبلها بداية الحرب، الدفعة السابقة. وما بين الأسير اللي بيطلع وكان ما اله ست شهور داخل السجن ويطلع وكأنه من العصر الحجري! كأسرى فلسطينيين بسبب التعذيب. فما بدهم هاي الصورة تُقارن هنا وهناك! حتى ما يتعرفوا على وحشية الإسرائيلي. ووحشيه الاحتلال، والخروج عن القانون الإنساني، يفتقرون للانسانية. وما بين انظر لهؤلاء الذين تصفونهم بالارهاب. كيف يعني بناتكم وأسيراتكم يقبِّلن رؤوسهم احترامًا. وليس خوفًا أو قلق بل احترامًا واجلالا.
أحمد البيقاوي: [01:51:08.44]
أعتقد أنه حتى صور الأسرى لحظة خروجهم، سواء في الدفعة الأولى او الثانية، فكانت مدروسة وهي صور موجهة للمجتمع الإسرائيلي. بمعنى انهم يريدونهم أن يلاحظوا كيف هيئتهم، شكلهم وكيف لبسهم وكيف كانوا سابقا. حتى المقارنات اللي احنا بنعملها كفلسطينيين فعليا على فكرة أن نظهر للعالم ظلم الاحتلال. وهو بالنهاية بستفيد منا قاعد حاليا في مجتمعه انه انا هيك بتعامل مع الإرهابيين ولا المخربين أو أيًا كان. ففي لالها مقاربات وبشعر احيانا انه المقاربات الفلسطينية اللي احنا بنعملها مختلفة تمامًا عن المقاربات الاسرائيلية طبعا طبعا.
مؤيد عبد الصمد: [01:51:47.79]
طبيعتهم هذه العدوانية والوحشية يريدون أن يُظهروا مدى وحشيتهم ومستوى بطشهم الذي يتعاملون فيه هكذا ببساطة!
أحمد البيقاوي: [01:51:53.13]
بدي أسالك على صفقة أحمد جبريل؛ لانه بكل النقاشات بتلاقي لازم نرجع الها بالرغم انه الظرف مختلف، الحياة مختلفة، الواقع مختلف. حتى أحمد جبريل اذا بده ييجي يفاوض اليوم مش راح يحقق نفس النتائج الموجودة فالظرف مختلف، التفاصيل مختلفة. الأعداد مختلفة لكن مع ذلك بضل لما بنحكى على رتابة صفقة، وعلى رتابة بنود صفقة، وعلى قوة الطرف الفلسطيني. يُذكر دائمًا صفقة أحمد جبريل اللي هي 1985 ثلاثة جنود مقابل 1053 صحيح؟
مؤيد عبد الصمد: [01:52:31.16]
اه 1150 أعتقد.
أحمد البيقاوي: [01:52:31.37]
1150. 1150 أو 1053.
مؤيد عبد الصمد: [01:52:37.46]
تمام.
مؤيد عبد الصمد: [01:52:37.79]
نعم هكذا.
أحمد البيقاوي: [01:52:40.16]
ليش بنضل نرجعلها؟
مؤيد عبد الصمد: [01:52:42.56]
اه أنا بقول لك يعني هي بجوز في الوجدان لانه اول شيء كانت أول عملية تبادل بتصير بهذا المستوى. مع انه كان في قبلها عملية الـ79 نفس الحاجة بس مقابل 79 أسير مقابل جندي أو جنرال اسمه أبراهام ايامها في الـ79 هذا وقد أُسر في لبنان. بس هي يعني لأنها كانت النموذج الاول اللي صار بتقنيه عاليه جدا. يعني كيفيه الخروج، احنا تابعناها رغم اني كنت في السجن لكن تابعنا تفاصيلها والأخبار عنها كانت دقيقة، وقد تم فرض شروط على الاسرائيليين. وكيفية نقل الأسرى وتسليمهم! يعني فيها نوع من السيناريو الهوليودي أيامها. يعني كيف دخّل طيارة كأنه فيها اسرى واذا بهم جايين في طيارة ثانية! مثلا كهذا. هذه كلها في الوجدان موجودة وبالاضافة لذلك انه الشروط اللي فرضها أيامها أحمد جبريل مع انه هنالك مأخذ على أحمد جبريل وقد تصرف في اللحظة الأخيره مثلًا هذه مشهوره في انتقادنا لصفقة أحمد جبريل انه كان هناك تحفظ على 36 أسير فلسطيني ما قبلوا الاسرائيليين ورفضوا بأي حال من الأحوال التنازل عنهم. وقعدت مسودة الاتفاق 9 شهور وهم فقط بفاوضوا على الـ 36 أسير فلسطيني.فبعد ما صارت الصفقة حكى الطرف الإسرائيلي وخاصة اللي كان مسؤول طاقم المفاوضات في ذاك الوقت مش متذكر اسمه، حكى تفصيلة صغيرة انه قال: أنا رحت _راح على سويسرا_ حتى نناقش حول قضية 36 أسير وكان معي قرار من الحكومة الاسرائيلية انو خلص يعني اذا انهم مصرِّين على الـ 36 فلا بأس بدناش نعطل الصفقة فموافقين عليها. فبقول أنا بشكل شخصي قلت لهم: تعالوا يا عمي شو رأيكم نقسمهم بيننا وبينكم 18 بروحوا و 18 لا ؟ فوافقوا بعد 9 أشهر. فالآن خلص ما بتقدر تقول انه والله هاي جريمة ولا كبيرة.
مؤيد عبد الصمد: [01:55:09.08]
يعني هي جزئية صغيرة كانت على الهامش لكن دفعنا ثمنها انه بقي 18 أسير. 18 أسير غالبيتهم لم تشملهم عمليات لا التبادل ولا الإفراج ولا أي شيء! منهم شيخ الأسرى أبو رفعت، الملاعبة اللي توفي قبل كم يوم من القدس، واللي كان رفيق هيلاريون كابوتشي في عملياته. وظل مجموعة من الأسرى قضوا كل أحكامهم وروحوا أحكام طويلة ومؤبدة، وأبو السكر أيضًا. والحج ابو السكر رحمة الله عليه. هذول ظلوا يعني لكن احنا ما بدنا نقول انه والله يعني خطأ متعمّد يعني من الجانب المفاوض. وإنما جزئية كان بالإمكان مثلا الصبر أكثر شوي حتى ما يظل ملفهم الدامي هؤلاء الـ 18. واحنا لليوم يعني بنقول هذا نموذج صفقة. بس مش معنى ذلك انه يعني صفقة وفاء الاحرار في الظروف اللي صارت فيها يعني لا تقل أهمية وبالعكس يعني في أعداد وفي نوعيات اللي كانوا موجودين تقريبا نفس الرقم. اذا بدنا نيجي نأخذها من ناحية الأعداد، فنفس الرقم ونفس النوعيات. أنا أذكرهم اللي روحوا في ال 1985 غالبيتهم يعني كانوا من أسرى الدوريات وغالبيتهم أحكام عالية ومؤبدات يعني شيء كبير جدًا و كان له وقعه! بس لا يعني ذلك انه الصفقات اللي اجت وراها مش مثلها! احنا بنعمل موذج.
مؤيد عبد الصمد: [01:56:46.90]
انه يعني بنقول عنها انه في ذاك الوقت لما كان في اتساع، انه بتقدر تفرض الشروط أكثر وتدقق على التفاصيل أكثر. يعني مثلا في صفقة أحمد جبريل أو صفقة ال 1985 فرض انه يكون هنالك لجان من الأسرى أنفسهم في السجن، ويتواصلون مع الصليب ويتواصلون مع الفريق المفاوض في الخارج حول أعداد الأسرى والأسماء ويدققون فيها. فكان في هناك لجان وكان منها الشيخ أبو طير أطال الله عمره، ما بعرف اذا هو هسه في الأسر ولا روح، لكن كان صاحبنا وزميلنا، وكان هو جزءًا من هذه اللجنة اللي في داخل السجن واللي بتدقق في الأسماء ويبعثوا للي برا عبر الصليب الأحمر، وكانوا يرفضون انه تتم الصفقة حتى يوصلهم خبر الأسرى. فيعني كان في لجنة في داخل السجن، لكن اليوم مثلًا صعب انك تفرض لجنة في الداخل لانه صار في هناك مؤسسات تعرف كل التفاصيل عن ذاتيات الأسرى وعن إحداثياتهم وهذا قدّيش محكوم وهذا مين وهذا كذا.. فيعني موجود عند كل المؤسسات اذا بروحوا على وزارة الأسرى فيأخذون كل التفاصيل بروحوا عند كل تنظيم فلسطيني ويكون لديه لجنة تهتم بالأسرى بوخذ كل تفاصيل الأسرى، بروح على مؤسسة الضمير، أو بروح على نادي الأسير. وأيضًا حتى الفريق المفاوض يعني باعتقادي عندهم لجنة كبيرة تهتم بكل شؤون الأسرى، يعني ما بنقدر نقارن هذا الظرف بما عمل أحمد جبريل..
أحمد البيقاوي: [01:58:21.48]
احنا ما بنقارن لا..
مؤيد عبد الصمد: [01:58:23.49]
بدي لجنة من جوا ما بنقدر اليوم.
أحمد البيقاوي: [01:58:24.30]
أنا ما بقارن وبرفض المقارنة أصلًا دائمًا يعني خاصة في السياقات اللي بنعيشها. لكن عندي فضول أعرف ليش دائما بتم الإشارة لالها؟ يعني..
مؤيد عبد الصمد: [01:58:35.16]
هي ممكن بس لانها كانت أول عملية نوعيّة..
أحمد البيقاوي: [01:58:37.98]
ولفتني انك حكيت وجدانيًا هيك بدأت إجابتك.
مؤيد عبد الصمد: [01:58:42.21]
وجدانيًا ااه، انت عارف ليش؟ هذه الصفقة هي التي مهدّت فيما بعد للانتفاضة الأولى ليس مّهدت يعني كانت جزء من التراكم للشعب الفلسطيني، أخرجت كوادر أخرجت منظِّرين. أنا عشت معهم في فترة السجن الأولى، كانوا على مستوى عالٍ من التنظير، على مستوى عالٍ من القيادة، وانظر يعني غالبيتهم بعد ذلك أمسكوا زمام المفاصل السياسية في الفصائل الفلسطينية، وحتى في السلطة الوطنية يعني غالبتهم من الأسرى المحررين من الـ 1985. إضافة لذلك لما راحوا على الجامعات صار فيه نهضة في الجامعات، يعني لها تأثير معين رسخ في وجداننا أن هؤلاء أسرى الـ1985. أو هي نموذج كما نحكي في القصص الخيالية؛ كيف أن أحمد جبريل خبأ أسيرًا، يعني لا أقصد كشخص بل كيف يعني التنظيم خبأ الاسرى مشان ما يصير في محاولات اختطافهم وهم في الجو ونقلهم لاسرائيل وبالتالي إلغاء الصفقه. وكما حدث في الـ1983 لانني أيضًا عشتها داخل السجن صار في مأساة من هذه المآسي، لما تم التفاوض على الأسرى الثمانية اللي كانوا موجودين في لبنان في أيدي حركة فتح لدى الشهيد ياسر عرفات. صارت عملية التبادل أخرجوا كل أسرى سجن أنصار3 اللي كان موجود في لبنان، كان فيه 5000 أسير فلسطيني وأفرجوا عن الارشيف، لكن الأسرى الفلسطينيين هون في الداخل صارت فيهم مأساة حقيقية. يعني جزء منهم اللي كانت مطلوبة أسماؤهم طلعوا على الطيارة ورجعوهم! انا طلع من عندي كنت في سجن نابلس وطلع من عندي ثلاثة اربعة من الرفاق واخوة كانوا يعني محكومين احكام عاليه كل واحد يعني بقي لحكمه ربما 10 او 15 سنه وطلعوهم وألبسوهم بدلات زرقاء حطوهم بالزنازين ورجعوهم علينا ثاني يوم واحنا بنفكر انهم طلعوا! فصار في مآسي. هذه مثلا انتبه لها أحمد جبريل انه لا، لا يعقل. فصارت طريقة التسليم واحد واحد بطلعوا الباصات بتطلع الطيارات ثمّ أسلمك كذا.. عبر الصليب. فكانت فيها دقة هوليودية مذهلة.
أحمد البيقاوي: [02:01:07.46]
فيها تفاصيل، وأعتقد كمان فيها تفاصيل أكثر وفيها بعد أكثر لما بنناقش قضية الإبعاد مجرد تفصيلة صغيرة مثل انه لازم الأسير يقضي أسبوعين قبل عند أهله وفي بيته.
مؤيد عبد الصمد: [02:01:19.34]
شهرين لا شهرين.
أحمد البيقاوي: [02:01:20.60]
شهرين!
مؤيد عبد الصمد: [02:01:21.02]
لما خالد دلول شهرين مكثوا..
أحمد البيقاوي: [02:01:22.25]
يقضي شهرين قبل أن يتم إبعاده فهذه تفصيلة لافتة.
مؤيد عبد الصمد: [02:01:27.17]
بالضبط يعني.
أحمد البيقاوي: [02:01:28.22]
هذا شيء يتتجاوز الوجداني بالمناسبة.
مؤيد عبد الصمد: [02:01:31.34]
مش بس وجداني فحسب! كمان في هناك أمور إيجابية.. ليش احنا بنقول انها تكون هي النموذج، صح هي صارت في ظروف تختلف عن الظروف اللي موجودة حاليا ونأمل الخير.. مثل هذه الجزئيات كان اهتم فيها. يعني مثلا انه حتى الأسرى انه كانوا يحضرون لهم ملابس و كذا. وأنا أذكر حينها أتوا فرضوا لنا في سجن جنين وفي سجن الجنيد جمعوهم في الساحات. والصليب الأحمر أحضر ملابس على أساس أن يرتدوها، ومش انه الواحد يروح في الملابس المفروضة عليه من قِبَل إدارة السجن. فهذه التفاصيل محفورة في الوجدان. يعني قدّيش كانت دقيقة قديش كان فيها نوع من الجمالية يعني وإضافة للعدد الكبير والعدد النوعي. فهي قد حفرت في وجداننا هكذا، رغم أنها كان فيها تفاصيل. فقد انتبهوا حتى للدقة من مفاوض كهذا! حتى هم الاسرائيليين أنفسهم قالوا: "زي هيك ثعلب ما عمرنا شفنا!" في المفاوض اللي كان يفاوضنا في صفقة أحمد جبريل في الـ1985. لما يجي يفرض عليهم، الناس ما معهم هوية يعني هم فلسطينيين لكن الهم أهل هون. وأنا أذكر عدة أشخاص أعرفهم وعشت معهم ومن بلدنا؛ عدنان منصور من شويكة، خالد دلول من نابلس، بدر القواسمة من الخليل. يعني كلهم اللي كنا عايشين معهم وقعدنا معهم، ورحنا سلمنا عليهم، قعدوا وعاشوا مع أهاليهم شهرين وانبسطوا في جو بلادنا، وبعد ذلك تم تنفيذ الإبعاد للخارج، لانهم فاقدين الإقامة و الهوية، يعني ما معهم لم شمل.
مؤيد عبد الصمد: [02:03:17.59]
فهذا يعني يؤكد انه طالما هنالك إرادة فتقدر ان تفرض أمور أكثر. ولكل صفقة ظروفها. هذا شيء صحيح، يعني حتى اللي صار في صفقة شاليط ربما حتى ما نلاقيه اليوم؛ بحكم انه الظروف اليوم اختلفت اختلاف جذري وكبير ومعقد، ولم تكن يعني هذه صفقة تبادل فحسب! بل هي صفقة إنهاء عدوان، إنهاء حرب، إغاثة ناس، إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة يعني هذه أيضًا بتضغط على الجانب يعني صفقة التبادل هي جزئية من الصفقة الكلية اللي قاعدين يناقشونها. يعني برضه انه ينفتح معبر رفح كأنك بدك تفتح سجن. يعني أيضًا بدك تفتح على أهلنا في غزة المأسورين والمحاصرين من سنوات طويلة كانت ما قبل الطوفان. منذ زمن وهم في نفس الحصار. لكن انت تيجي تحقق هذا الاشي فهاي أيضًا جزئية. فراح تكون الظروف مختلفة. فما راح نقول والله هاي ثغرات وأنتم ضعاف. لا. ممكن حكم الظروف الموجودة اليوم تختلف عن تلك الظروف، لكن احنا نأمل وننادي ونرفع صوتنا انه ما تغفلوا هذه القضايا؛ لان قضايا الاسرى اذا تركت وراك شيء فيظل ملف مؤلم ليس بحق الأسير نفسه، بل بعائلته وحتى لدى شعبنا؛ أن يظل أناس كانوا رمزًا للعطاء ورموز لنا مدى الحياة مغيَّبين في السجن! يعني يظل كملف دامٍ!
أحمد البيقاوي: [02:04:52.65]
طيب، هنالك سؤال عادةً الناس تسأله في الصالونات المغلقة وربما قد سألوك اياه هكذا يعني بصوت خافت، فبدي أجرب أسالك إياه وتجاوبني عليه عاطفيًا وسياسيًا تمام؟ عادة دائمًا في نقاش على قضية تحرير الأسرى يعني بمعنى انه قدّيش الثورة أو المعارك لازم تنشغل بتحرير أسراها، وبمعنى انه مثلا في حالة مثل اللي احنا موجودين فيها اليوم انه تغيرت الظروف اللي في الطوفان(طوفان الأقصى)كان الطوفان فعليًا لتحرير الأسرى، تغيرت الظروف الموجودة فيفترض انه احنا فرضاً _يعني هنالك جهة تقول انه لا بد أن نستغل المختطفين الرهائن الأسرى أيا كان اسمهم الموجودين لتحقيق غايات وأهداف لصالح أهل غزة أكثر ضمن انه الظرف تغير على سبيل المثال، من مكان آخر فعليًا بقلك: لانه ظرف الثورة طال أو ظرف القضية الفلسطينيه طالت فانت مش قاعد بتحكي عن أسرى بعد عشر سنين بيطلعوا أو بنعمل اشي اليوم وقاعدين بنطلعهم، وكاني حتى أحببت اللغه اللي انت بتحكيها انه مش رح يكون ممكن بعدين انك تطلع. فإذا كان في فرصة اليوم للإفراج عن مجموعة من الأسرى أن يخرجوا. النقاش مربك لانه مش بس عاطفيًا بنفع تناقشه ولا سياسيا بنفع تناقشه. بالنسبة لي كأحمد يعني من المكان اللي ما ذقت الأسر ولا في حدا قريب جدًا مني، حتى أقدر أحكي بهذا الشيء على مستوى عاطفي. لكن مثلا تأثرت بصورة وليد دقة فبالنسبه لي لما كنت أشوف 290 أسير من المؤبدات، أو اقترب خروجهم، فبالنسبة لي وكأنه 290 واحد رح يواجهوا مصير وليد دقه واللي هو واجهه فعلا يعني، استشهد داخل السجن يعني بهذا المنطق. ففي نقاش عاده الناس تحكيه بصوت خافت انه طيب احنا ليه بدنا نشتغل؟ هؤلاء هم اختاروا مصيرهم وهم اختاروا يقاوموا، جزء من مقاومتهم اليوم جزء من معركة هم اختاروها الاعتقال، ومن مكان ثانٍ قلت لك الوجهتين، فيعني صعب هو السؤال هذا لكن بدك تتحملني فيه.
مؤيد عبد الصمد: [02:07:07.50]
لا ولا يهمك بالعكس أنا مثل هيك أسئلة ومثل هيك تناقضات في الآراء وفي المواقف اللي بنسمعها هون وهناك يعني حول قضية الأسرى شيء مهم جدًا انها تتوضح الأمور بشكل ليس فقط وجدانيًا وعاطفيًا، يعني أنا بوجداني وبعاطفتي كوني جرّبت الأسر ما بتمنى يضل ولا أي واحد في الأسر ولازم نبذل كل جهدنا انه كلهم يتحرروا. عاطفيًا وأيضًا كجزء من الوفاء، فحين يقال انه والله هذا اختيارنا بأنفسنا.. نعم احنا اخترنا وكل أسير فلسطيني كل مقاوم فلسطيني هو من اختار طريقه. وكنا نتوقع نتيجة ذلك، فكنت قبل ما أروح بدي أنفذ عملية أو أي عمل محدد كنت أقول يعني ربما لا أعود لأمي وقد استشهد، فيعني هذا اختياري بإرادتي. وكنا مدركين أن طريق الأسر يعني أنك تخوض هذا الكفاح والنضال وبالتالي قد يكون مصيرك ان تقع في الأسر. وأنا لما دخلت في فترة الأسر الثانية كنت عارف شو طبيعة الأسر، يعني أنا عشت ثلاث سنوات ونصف، وأعرف تمامًا عذابه وظلمه ومعاناته والكثير. لكن في نفس الوقت كنت بعرف منيح ومدرك انه السجن ليس محطة قتل فحسب! حتى لو نتيجتها انه يستشهد فيها الواحد. بس برضه في مراحل كنا نشعر بالفخر لما الواحد يطلع من السجن وبده يرجع مرة أخرى! فكانت السجون في ذاك الحين محطات بناء، محطات للثقافة، محطات للعطاء. كانت مكانتنا التنظيمية حتى عند تنظيماتنا الها دور فاعلي. لكن اليوم ربما الأسرى مهمّشين منذ ما بعد أوسلو. فلم يعد للأسرى ذلك الثقل والاعتبار الذي كان لهم في السابق!
مؤيد عبد الصمد: [02:09:01.76]
في السابق كنا مثلًا احنا لا تستطيع التنظيمات أن تتخذ قرارات دون الرجوع للأسرى بهذه الوسيلة أو تلك؛ لمكانته لوعيه وللثقافة التي يحصل عليها داخل السجن، لدوره التنظيمي، لدوره الكفاحي، لمكانته المميزة، كانت موجودة هذه المسائل هذه القيم والمعايير داخل السجن. فعشان هيك أنا بقول لك يعني لما احنا كنا موجودين في حالة الأسر قبل _صح بنحلم بدنا الحرية_ بس ما كان يهمنا روحنا ولا ما روّحنا؛ لاننا كنا نؤدي دورنا كلنا الثائر والإنسان الحر يستطيع أن يبقى حرًا حتى وهو مكبّل بالقيود وفي السجن! هذه كانت جزءًا من القيم ليست الوجدانية فحسب بل حتى العملية. يعني كنت وأنا في السجن _وكان الكل يستغربون مني_ ما عمري فكرت اني اذا ما روّحت بدي أتأزم و أشعر بالضيق، بالعكس بكون مبسوط ومرتاح؛ ما في عندي مسؤوليات تقع علي مباشرة، لكن لدي خط متتابع وخط مقاوم وخط نضال ماشي فيه، طالما أن هنالك رفاق أقوياء في الخارج، طالما أن الثورة قوية في الخارج، طالما المقاومة قوية في الخارج..فلا نقلق. فما كنا نقلق بأي شيء، بالعكس كنا نعيش بكل أريحية. بس لما شعرنا مثلا في زمن محدد فتسلَّل إلينا الإحباط واليأس في فترة من الفترات مثلا بعد أواسط التسعينات بعد اتفاقيات أوسلو بالنسبة لي: المشؤومة. وبالنسبة لغيري. فيعني قد أُصبنا بالإحباط؛ لانه اولًا يعني كان يتم القضاء على المفاهيم الثورية اللي كانت موجودة. التنظيمات انخفضت فعاليتها الكفاحية، هبطت في مفاهيمها النضالية، الوضع السياسي والانتهازي حتى رفاقنا إخواننا اللي كانوا معنا في
مؤيد عبد الصمد: [02:10:59.74]
الأسر وترعرعنا في نفس الخندق وعلى نفس القيم صرنا نسمع قصصهم بأنهم مثلا يبحثون عن وظائفهم، عن مصالحهم، عن رتبهم، وعن كذا وكذا.. وتخلَّوا عن جزء من المبدأ! فلم يعد حتى يقلق في قضية أسرى أو أي شيء. في هذه الفترة لما انت تشعر انه الذين خلفك أو سندك ليسوا متواصلين وسالكين بنفس الوتيرة والقوة اللي انت بتحلم فيها فيصيبك نوع من من الإحباط. فعشان هيك بقولك انه تراجعت اليوم المعايير، يعني اليوم اللي بدخل على السجن يقول لك: لا ما بدي أروح على السجن. وأنا نفسي أقولها: أنا لو بدي أموت ما بروح على السجن. على العكس لما كنت مثلًا في فترة شبابي انه السجن شرف عظيم الي، فبالعكس يعني فترة عطاء أخرى أكثر يعني. داخل السجن كنا نربي ونرعرع أجيال، يعني معظم الكوادر كنا نُحزِّبهم ونعطيهم عن تاريخ فلسطين وعن القيم الثورية وكل تجارب شعوب العالم نُدرِّسهم إياها، كنا في الفلسفة ندرس في الاقتصاد.. يعني كنا نشعر أننا نقيم شيء. بس اليوم شو بدي فيها الفلسفة داخل السجن؟! فهناك قتل وضرب وتنكيل والكثير. وإضافة لذلك انه المجتمع اللي كنت أستند إليه انه هاي الثورة متواصلة؟ فلا فقد أُحبطت وخفتت فعاعليتها الكفاحية. فهذا يلعب دورًا في مستوى التأثير في اني أفضل البقاء في السجون أو لا، أو أن يتم إبعادي، خلال هذه الفترة. لكن اليوم لا اليوم اختلفت كثير المعايير طبعًا بسبب تغيير الظروف سواء كانت السياسية أو الكفاحية أو
مؤيد عبد الصمد: [02:12:51.96]
الواقع اللي بنعيش فيه كشعب فلسطيني وكثوريّين، يعني تراجعت عندهم قيم انه والله الأسر بمثابة شرف لي وخلخال وكذا وكذا وكذا وكذا.. لكن اليوم السجن الي معاناة وقتل بطيء. يعني أنا بقول لك في عنا حالات اليوم بكونوا مطلوبين للاحتلال فكلنا بنروح ننصحهم، لا يا عمي روح سلّم حالك للأمن الوطني واقعد هناك معزّز مكرّم ولا تروح على السجن. السجن اليوم فيه قتل فيه اغتصاب، لم تعد الحركة الأسيره قوية وذات أركان مثل زمان تمكنها تتحرك! ما في الها دور سياسي ولا حتى دور نضالي في ظل هاي الظروف، وكأنه الواحد عايش فردي! احنا ما عمرنا عشنا في السجون بشكل فردي. كانت الجماعة هي اللي تحركنا، كانت وحدة السجن هي اللي تحركنا ومؤسساتنا. فعشان هيك ما كان أي سجان يستطيع يوقّف أمام أسير، وبالعكس كانوا يأتون في فترة من الفترات ويتوسّلون إلينا انه ما نقاطعهم! وكانوا يبعثون 100 واسطة، ويروحوا للجنة الحوار متوسِّلين: "تخليش السجن يقاطعنا ولا الأقسام تقاطعنا" فكانوا يخافون منك؛ لانه كان في هنالك إرادة جماعية. لكن اليوم بسبب الظروف مش لانه احنا فقدنا هاي الإرادة الجماعية؛ لانه ظروف القتل والفاشيّة الاسرائيلية والعنجهيه وخاصة بعد طوفان الأقصى تنامت بشكل واسع جدًا. فانت صرت اليوم ذهابك للسجن تمامًا كأنك بدك تروح على الموت والقتل! فما حدا يعني بيجي اليوم يفاضل ما بين اني أظل خارج السجن، أو استشهد اذا بدي أقدِّم، وبدهم يبعدوني فيبعدوني ولا اني أظل داخل السجن.
مؤيد عبد الصمد: [02:14:42.66]
فهذه التناقضات في التفكير يعني صح احنا اخترنا هذه الحياة واخترنا هذه الطريقة. يعني ردًا على السؤال اللي انت طرحته انو في ناس لسان حالهم بقول: "طب يعني ليش بدنا نحررهم هؤلاء الأسرى؟ ليش نضحّي في أهل غزة لأجل الأسرى؟! ماهم اللي اختاروا طريقهم!" نعم نحن اخترنا هذا الطريق لكن هل احنا اخترناها لأنفسنا يعني؟ اخترناها لمجد لنا؟ على العكس يعني لما واحد بيجي يقول لي: أسير محرر بقوله: أغلق فمك، أنا الآن مواطن مثلي مثلك. يعني لا أتفاخر اني قضيت في السجن هذا القدر، وأنني قدّمت بهذا القدر.. المسألة في شو اللي بدي اعطيه هسا، فانت ناقشني عن شو اللي بدي أقدمه الآن وشو اللي بدي أقدمه لاحقًا. وكثير في أشخاص مثلي في مثالياتهم أو حتى في حياتهم العملية مثلي هكذا يعني، بس إحنا ما اخترنا هذا الطريق وبالتالي صح سنتحمله، بس برضه أنا اخترته عشانك، يعني أنا لما حملت السلاح، لما انخرطت في المقاومة، لما انخرطت في النضال و الوطن مشان عزبة ابوي يعني؟ أو عشان أمجاد شخصية لي؟! لا اخترتها ببساطة لانها حالة وطنية لا يمكن لشعب انه يعيش حر وكل فرد من أفراده ساكت، فلا بدنا عشان نحرر شعبنا، ولأجل الإنسان هذا طبعا اللي بحكي هيك انه ليش نحرره.. وحسب طبعا شو منطلقه إذا كان منطلقه والله انه..
أحمد البيقاوي: [02:16:25.77]
لا لا أنا..
مؤيد عبد الصمد: [02:16:27.69]
استهتار بهذا.. فبقول له أنا اللي جبت لك وظيفتك. والأسير اللي جاب لك وظيفتك وجاب لك مكانتك. يعني دون النضال فما مكانة الشعب الفلسطيني؟!
أحمد البيقاوي: [02:16:38.31]
لكن ما قصدته ليس بمعنى أنهم تُركوا يعني ما سمعت حدا بحكي بقضية بشكل الترك.
مؤيد عبد الصمد: [02:16:45.09]
لا مش انت القصد، اللي حكوه.
أحمد البيقاوي: [02:16:46.98]
لاحتى اللي بحكوا. لا أنا ما شفت حدا صراحه. يعني ما شفت حدا كيف ما بدك تسميهم مغرضين ولا جواسيس ولا أيا كان يقول لك: الله لا يقيمهم. يعني ما شفت اشي زي هيك بس بقصد بمعنى انه جزء من معركة انت اخترتها لما رحت تعمل عملية كانت إما أن تستشهد وإما تُعتقل. والاعتقال فيه مسار مواجهة مع الاحتلال هيك كان دائما يتم الحديث عنها. ففعليا انت اليوم صفينا بمحل انك انت قاعد بتعمل عملية عشان تحرر أسرى، تمام؟ في الوقت اللي حتى الاسرائيليين بوقت سابق كان هنالك معايير للاعتقال؛ بمعنى انت ما عندك كميات آلاف المعتقلين الموجودين اليوم.
مؤيد عبد الصمد: [02:17:23.58]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [02:17:23.88]
اليوم الاسرائيليين غيروا حتى منطقهم بالتعاطي مع الأسيرات والأسرى، فباتوا يجمعون أعداد كبيرة من الأسرى، وليس فقط بقدر أعداد صفقة شاليط، لم يعد الحديث عن مئات، بل عن آلاف! نكون قد بدأنا 7 أكتوبر بخمسة آلاف أسير فبنطلع منها بـ 12000 فرضًا. فالقصد هذه التفصيلة..
مؤيد عبد الصمد: [02:17:39.85]
ما هم أكثر من 20 ألف اليوم أهل غزة والمفقودين، صحيح.
أحمد البيقاوي: [02:17:43.36]
أقصد انت بتصفّي فعليا في دائرة اللي هو الإسرائيلي بسحبك لعنده. في وقت سابق مزبوط كانت صفقات التبادل وبعتقد لحد صفقة شاليط ما بعدها في اشي ثاني وأنا مش عارف حتى اسأل السؤال الصح لأني مش قادر بس في مشكلة أو في شكل تعاطي أو فيه شكل تحليل أو شكل تفسير، هو مش بحد ذاته اللي كنا نفكر فيه في وقت شاليط ووقت جبريل وغيره بقضيه صفقات التبادل أو حتى تعاطينا مع المعتقلات ككل. لم تعد اليوم جولة كما كانت، وبحكي هذا الحكي بمنطق انه يعني أنا كأحمد منذ كنا صغارًا بنتعامل انك انت ممكن تتثقف ممكن تكسب تعليم ممكن تروح مع أبطال تتعلم بكذا لكن اليوم لا! اليوم هي عقوبة حقيقية ممكن تنقتل فيها بالكامل بس مش لحالك مع آلاف الناس.
مؤيد عبد الصمد: [02:18:31.57]
يعني لكل اللي موجودين نعم صح.
أحمد البيقاوي: [02:18:35.26]
أنا سألتك السؤال شيص، اسمح لي فقط، أنا سألتك السؤال لأنك انت حكيت هيك ووصفتها وصف، يعني كل اللي سّجلته عندي انت قلت: خليهم ينتبهوا اللي بيفاوضوا انه كيس طحين تدخله على غزة هو بأهميه كمان انك تطلِّع أسير من السجن.
مؤيد عبد الصمد: [02:18:49.99]
نعم صحيح.
أحمد البيقاوي: [02:18:51.28]
فهذه المقاربة هي لافتة فعشان هيك فعليًا سألتك السؤال هذا.
مؤيد عبد الصمد: [02:18:57.58]
هو حسب يعني مثلًا أنا أغاظني كثير انه مثلا لما بسمع كثير الناس بيحللوا انه يعني ليش كل هالحرب اللي قامت في غزة؟ للأسرى؟ يعني طوفان الأقصى ما كان هدفه _وأنا ربما تابعتها من أول ما صارت لما صحيت الصبح وشفت كيف الحاله، حتى الأحداث اللي صارت الدخول والاختراق ومن الجو ولآخره_ ما كان الهدف بس انه بدهم أسرى، يعني أنا يعني ما بعرف ايش بالضبط الله أعلم شو كان الهدف، بس يعني حتى الأهداف المعلنة مش انه احنا بدنا ننزل وانه المقاومة في تناميها وفي تراكمها اللي صار في قطاع غزة أنتج طوفان الأقصى انه احنا قادرين على اننا كمان نحرّر أشبار من أرضنا، وهذه حكوها القادة الميدانيين والكفاحيين وحكاها السنوار انه احنا قادرين نحرر أرضنا وسنحررها. مش بس بدنا نظل في دفاع وفي حصار وإلى آخره. طبعًا جاءت قضية تحرير الأسرى تحصيل حاصل. وأنا كنت أضحك من الصبح، كل واحد صار يحمل واحد ويروح فيه. يعني ما كان مخطط انه والله بدنا نجيب هالعدد الكبير و لو كان مخطط يعني بنجيب جنديين لكن ما تأدي لكل هذا الثمار. هذا اللي كان يغيظني يعني انه الهدف احنا في حياتنا انه في نضالنا مش بس والله احنا بدنا المقاومة تنمو وتكبر بس عشان تقوم في عملية الخطف وتحرر الأسرى، مش هذا المطلوب. عملية تحرير الأسرى تأتي في السياق. بيجي في إطار جزئية من جزئيات نضالنا اللي عنا اهم، يعني عنا القدس وعنا الأقصى وعنا الأرض الفلسطينية وعنا الاستيطان وعنا الاحتلال، وعنا حقنا في الحياة، وعنا كسر الحصار على غزة. ليش قلت لك كيس طحين يعني أهم؛ لانه كيس الطحين لما يدخل يعني بحرية وإلى آخره انك انت كسرت الحصار المفروض على غزة عقابًا لها لانها اختارت طريق متلًا طريق الكفاح.
مؤيد عبد الصمد: [02:20:56.77]
هذه المسألة فأنا يعني اليوم لو بدك تيجي تسألني انه بعد ما تنتهي الامور و يظل فيه أسرى انه نروح نخطف يعني في نفس الطريقة أقصد يعني انه نروح بس نكرِّس عمليات محددة لخطف أسرى عشان نبادلهم؟ لا لأني أنا بقول لك التكلفة راح تكون أعلى من هيك مش من اليوم من يوم ما روحنا احنا في صفقة وفاء الأحرار اتخذ الكنيست الاسرائيلي واتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارات بانه لن نخضع لأي ابتزاز تفاوضي حول الأسرى وأسموه لكن لا أذكره، فعشان هيك لما كانوا جنود يقعون في الأسر وصارت أكثر من حادثة في رفح يقصفوهم ويقتلوهم ولا انه يوقع في الأسر. "يمنع على الجندي الاسرائيلي وقوعه.." وهذا قانون أسنّوه يعني. وانه لم تحاور ولم تفاوض ولم يتم إطلاق سراح أسير خلال عمليات تفاوض. هذا قانون سنُّوه عندهم الاسرائيليين، فزاد العقبات بشكل كبير بمعنى انه انت مشان الثمن اللي بدك تدفعه تدفعه عشان تختطف مشان تبادل أسرى، فرح تدفع ثمن غالٍ جدًا جدًا. إذا جلعاد شاليط اللي اختُطف مكث ست سنوات وهم رافضين يعني يتعاطوا لكن لما فُرضت الظروف وصار حتى في ضغط أكثر على الإسرائيليين أكثر منا احنا، احنا كفلسطينيين عمرنا ما ضغطنا على مفوض يخلصنا ونخرج بأبخس الأثمان. لا ما كان عندنا. بس عند الاسرائيلين كان في عليهم ضغط، كانت مظاهرات تطلع في فرنسا لانه حامل هوية فرنسية جلعاد شاليط. فكان ضغط عليهم وضغط من الأهالي وكان اله حملة كبيرة جدًا ضد الحكومة الاسرائيلية اللي خلتهم في النهاية يخضعوا لهذا التفاوض ويروحونا الناس. اليوم، يعني لولا انه المسالة مرتبطة أيضا بوقف إطلاق نار وترتيبات مشان غزة..
أحمد البيقاوي: [02:23:00.98]
صحيح ما كانت صارت.
مؤيد عبد الصمد: [02:23:01.73]
باعتقادي لو ظلتالقضية فقط قضية أسرى فسيمكثوا عشر سنوات وما بيهتموا.
أحمد البيقاوي: [02:23:05.60]
ما هم لا بالعكس حاولوا يقتلوهم أصلا. يعني هي طوال الحرب.
مؤيد عبد الصمد: [02:23:09.83]
وعمليًا يعني قدّيش يعني..
أحمد البيقاوي: [02:23:11.96]
وقتلوا منهم الكثير.
مؤيد عبد الصمد: [02:23:13.07]
كان بالإمكان الوصول أصلا لصفقه اتفاق قبل تسعة أشهر بدلًا من كل هذا العناء. وكل الانتقادات الاسرائيلية الداخلية تقول لهم أنه كان بالامكان أن نقوم بهذه العملية نفسها قبل تسعة أشهر. فلماذا كل هذا العناء؟! وقد عرضتهم للخطر، ومات منهم الكثير. يعني انت لم تحرر! فمشان هيك أنا أقول لك يعني الأجواء والظروف اللي محطوطين فيها اليوم بتخلينا نقول ااه لا احنا مش مع انه والله يتركز كل نضالنا فقط لأجل تحرير الأسير. تحرير الأسير بيجي جزء من الأهداف جزء من العملية السياقية النضالية. وطوفان الأقصى لمّا صار حتى لو ما صار طوفان الأقصى تظل هي هي نفس الحاجة القتل كان موجودًا عنا. بدي أضرب لك مثال كيف اليوم بحكوا عنا عن الضفة الغربية، وبيهددوا بدهم ينشروا كتائب في كل مكان، وانه يعني إذا وقَّفت الحرب هسه على غزة فجاء الدور على الضفة! شو اجى الدور على الضفة؟! يعني هو كان متوقف القتل والخطف والضرب؟! صحيح أقل من المعركة والحرب التي دارت على غزة. بس احنا من قبل طوفان الأقصى وهم يوميًا اقتحامات لجنين و بلاطة ولكل مكان! وها هو القتل قائم، والاغتيالات، و الأسر و اقتحامات البيوت. يعني هذا لم يتوقف على الضفة! وحتى القصف الجوي عبر الطيران صار يستخدم في طولكرم وفي جنين وذلك قبل طوفان الأقصى وبعد طوفان الأقصى. فيعني لا يمكننا انه نقول والله الضفة كانت سالمة، فالسياسة والمنهجية الاسرائيلية في قتل شعبنا الفلسطيني لم تتوقف منذ تأسيس هذا الكيان حتى اليوم. وبالعكس بل يزداد ضراوة، يمينية وفاشية يومًا بعد يوم.
مؤيد عبد الصمد: [02:25:02.27]
وكأنه يركن ظهره على الموقف الأمريكي الذي أيضا يزداد تطرفه وتزداد شراسته وغطرسته، ويربطونا في هذه المعادلة الكونية وبعدها كلها بتطلع في أعناقنا هون في "اسرائيل" كونه الرأسمال اليهودي هو المسيطر على العالم؟ بالتالي أي اضطرابات في العالم لازم يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني! هذه هي الحقيقة اللي قاعدة بتصير. يعني قبل الطوفان لو ما صار طوفان الأقصى ما كان في هناك قناة الغور اللي بدهم يبيدوا غزة وبدهم يهجِّروا، وصفقة العصر اللي كانت قد طرحتها الإدارات الأمريكية؟! شو هي صفقة العصر اللي كانت؟ تهجير جزء من غزة وتوسيعها في سيناء مقابل يعني يصير في هناك ممر آمن للتجارة عبر سوريا على موانئ غزة وحقول الغاز اللي بدها تسيطر عليها "إسرائيل" يعني حتى قبل طوفان الأقصى، كان في هناك بوادر انه في هناك مخطط للإبادة قائم مش بس في الحصار وانه والله بدنا نشوف لنا طرف يعني نسلم السلطة لطرف آخر. لا كان في هناك حاله إبادة. زي ما بصير عنا هون إباده رغم وجود السلطة! في حدا يدير السلطة عنا في الضفة الغربية وما شاء الله عنه. بس هل قادرين انهم يوقفوا الإباده؟ هل قادرين يمنعوها؟ امبارح المستوطنين حرقوا بيوت في الفندق وبدهم يهدّموا بيوت؛ لانه جندي إسرائيلي قتل مستوطن بالغلط فحرقوا بيوتنا وحرقوا سياراتنا، يعني في حدا في الضفه الغربية شو موفِّر من الحماية؟ شو مانع عنا القتل؟ شو مانع عنا الإباده؟ حطوا بوابات حديدية اليوم على كل مداخل المدن من الخليل
مؤيد عبد الصمد: [02:26:50.12]
لقلقيلية لطولكرم. كلنا صرنا في كره منعزله. يعني حتى لو بدنا نروح نقطع الجبال ففيه 100طريق إلتفافي و100 طريق ترابية لحتى نقدر نوصل ومعرضة للخطر من الجو. فيعني ما توقفت الحالة، ما نقول والله للي كانوا بقولوا انه الأسير اختار هيك وبالتالي لليش هو كان طوفان الأقصى! طوفان الأقصى ما كان _وأنا على قناعة تامة_ ما كان وما قام بتحرير الأسرى هو قام كرد استباقي على مخطط كان ممنهج ضد أهل غزة وضد شعبنا الفلسطيني، وهذا الاستباق صار من ضمنه اختطاف الأسرى والناس العاديين صاروا يخطتفوا. فهذا يعني اللي حبيت أقوله وكما قلت لك يعني احنا لم نكن ننتظر حتى الأسير الفلسطيني في فترة من فترات الضغط، وضربت لك مثل كيف سمير قنطار تصرف وكيف احنا كنا نتصرف لما يصير في تبادل، يعني ما يكون في عنا ردات فعل ولا يكون في عنا والله انه خُذِلنا وهكذا. أنا يعني كنت في الأسر، تجد أصوات زي هيك أصوات ضعيفة يعني. وكثير منهم لسان حالهم يقول: "خذلونا و نسيونا وهمَّشونا."! فلا كيف همَّشوكم؟! يعني هم اللي بعثوك؟ يعني انت لما جيت تناضل داخل السجن ألم تأتِ وتناضل بناءً على مبدأ وعلى ثبات، وعلى كذا؟! اذا اليوم ما صار لك نصيب تخرج بيصير لك بكرة نصيب. يعني هذا إيمان عندي مش ايمان فقط في دمي، عفوا.
أحمد البيقاوي: [02:28:37.89]
لا لا بسيطة. أنا بدي أشكرك كنت فكرتك أنهيت وفقط أود شكرك على هذا الحوار.
مؤيد عبد الصمد: [02:28:44.82]
عفوًا. هذا يعني صدقًا ليست وجهة نظر عاطفية. وتجد مئات وآلاف وأنا اقول لك كلهم حتى اللي اليوم يفاوضون والموجودين والطاقم الجديد في إطار حماس وحتى في إطار الفصائل الأخرى. يعني احنا بنعرفهم وعشنا معًا. وتربّينا مش بشكل مثالي، ولا بشكل وجداني فقط لحاله. تربينا بشكل عملي يعني في لجان الحوار كنا نفس العقلية ونفس التفكير، وفي الانقسامات ورغم الخلافات، كنا مثلا في داخل السجن نموذج وأضرب لك مثل يعني أيام ما صار الانقسام في 2005 /2006 صار الانقسام وصار الحسم في غزة أو كيفما يسموه الانقلاب يعني بغض النظر عن تسميته. اللي صار الانقسام الفلسطيني فجاءت الإدارة فصارت بدها تفصل المنتمين لكل من حماس وفتح ومنظمة التحرير. وفعلًا بعثتهم على السجون بس كلياتنا كلياتنا كنا يعني متفقين وفش حدا بيقدر نكون موحَّدين يعني صحيح انقسمنا أقسام..
أحمد البيقاوي: [02:30:08.69]
بس معلش هسا انت مثالي زيادة عن اللزوم. بدي أحكي لك وجدانيًا انت. انت بتحكي بحب عن تجربه الأسر!
مؤيد عبد الصمد: [02:30:17.03]
أنا أضرب لك مثل.
أحمد البيقاوي: [02:30:18.53]
لا يعني وقت أحداث الانقسام. نحن نعرف فعليًا بأنها انعكست داخل السجن، وكان جزء من مشاكلها.
مؤيد عبد الصمد: [02:30:24.53]
ولا ولا ولا مرة صار أي مشكلة في ذلك.. أنا بدي أضرب لك مثل.بتعرف توفيق أبو نعيم اللي صار وزير الداخلية في حركة حماس في غزة؟
أحمد البيقاوي: [02:30:35.57]
اااه.
[02:30:36.02]
هذا كان في إجماع عليه من قبل كل الفصائل، فروَّحنا وهو ممثل معتقل لكل السجن رغم انه يعني حماس كانوا أقلية وفتح ومنظمة التحرير كُثُر لكن رفض الـ..
أحمد البيقاوي: [02:30:48.44]
تمام هذه حالة، فأنت ممكن تستمر وتذكر لي أسماء
مؤيد عبد الصمد: [02:30:53.54]
لا لا ليست حالة. في السجون أنا عشت في كل الأقسام، وعشنا في إطار سجن موحد بقينا لعام 2004 وخضناه موحّدين و..
أحمد البيقاوي: [02:31:05.37]
الله يرضى عليك أنت قاعد بتنفي في شيء فعليًا هو عاطفي ووجداني ورومانسي ومثالي على السجون لأنه.. فقط ثواني ثواني ثواني فقط اسمعني بوجهة النظر.
مؤيد عبد الصمد: [02:31:17.04]
أنا بدي أسمع، لكن أنا أقول..
أحمد البيقاوي: [02:31:18.60]
لا هو المشكلة كنا.. اسمح لي فقط بهذه من بعد إذنك. أنا بس ليه بحكي قاعد هذا الاشي لانه هذا بده حوار لحاله. كيف السجن فعليا يتفاعل مع الخارج؛ مع القضايا الي بتصير بره، وكيف خصوصية السجن وخصوصية الحركة الأسيرة وكيف تغيرت على مدار اذا بدنا ناخذ آخر 15 سنة أو من الانتفاضة الثانية وبعدها. تمام؟ بس بقصد انه دائما احنا بنقول انه السجون هي مرآه فعليًا لشو بصير برا على مستوى سياسي أو غيره. إذا زادت حالة الفساد الي برا بتزداد حالة الفساد اللي جوا، واذا ازدادت فعليًا حاله الاستقطاب داخل حركة فتح تنعكس عليكم جوا ففعليا حتى بذات التفاصيل هذه إذا..
مؤيد عبد الصمد: [02:31:59.45]
احنا على مستوى انه والله نتأثر في الانقسام فلا يمكن لأحد أن لا يتأثر بهذا الانقسام. لكن هل انعكست هذه الحالة علينا؟ وصار انقسام في الحركة الأسيرة؟ لا أبدًا.
أحمد البيقاوي: [02:32:10.34]
لا لا، إن شاء الله لا.
مؤيد عبد الصمد: [02:32:12.92]
هكذا يقولون، قيادتنا ظلت واحدة، لجان الحوار ظلت واحدة، الإضرابات نخوضها بشكل موحد. صحيح صار هنالك فصل. لكن أنا أقول لك في حينه كان ضروري، مثلًا في سجن نفحة خاصة، لأنه كان يتركز في إخواننا الأسرى من قطاع غزة. فكان الفصل ضروري في الغرف لأن هذا ابن عمه مات، هذا ابن عمه قتل، وهذا لديهم ثارات عائلية.. يعني أصبح فصلًا سكنيًا، ولكن لم يصير هنالك أي فصل تنظيمي ولا فصل وحدوي داخل السجن، ولا شفنا مشاكل ولا شفنا دم سفك في السجن نتيجة الانقسام الذي حدث في الخارج أبدًا. وأتحدى أي واحد يجيب حادثة واحدة بأنه حدثت مشاجرة بين الفصائل على خلفية الانقسام الذي صار بالخارج.
أحمد البيقاوي: [02:33:00.04]
وأنا متأكد راح ييجيلك تلفونات من رفاقك ومن أصحاب من داخل السجن على الموضوع هذا. أنا متأكد راح يجيلك تلفونات. أنا أعرف قصتين فسيتصلون عليك.
مؤيد عبد الصمد: [02:33:12.43]
في سجن ايشيل كان لدينا كوادر منهم نعيم أبو الكعك من حركة فتح وأبو فيروز الله يفك أسره يروح. فبعد عشرين سنة تمت إعادة اعتقاله. ومجموعة من المثقفين الكوادر الذين كانوا موجودين فتح وكنت أنا من الجبهة الشعبية، وأيضًا من الجبهة الديمقراطية. وكان أيضًا كوادر من حماس والجهاد الإسلامي في نفس السجن ايشل. وكنا يوميًا نعقد ندوات ومناظرات في داخل السجن كل واحد شيء. مثلًا أنت ابن الشعبية؟ تعال اليوم بدك تحكيلنا عن فلسفة الماركسية مثلًا وعن فلسفة الاشتراكية، وما موقف كذا وكذا وكذا، أنت ابن حماس بدك تحكيلنا مثلًا عن فكرك وما نظرتك للمجتمع؟ وما نظرتك للصراع؟ وكذا. وكنا نسمع كل ذلك، وكنا موحدين لبعد الانقسام. يعني أنا روحت ونحن في هذه الحالة. لكن بعد الـ 2000 يعني تقريبًا بجوز لأنه ضعفت أصلًا الحركة الأسيرة بعد إضراب الً 2004 الذي فشلنا فيه في تحقيق أهدافنا وانهزمنا الهزيمة الوحيدة. أعتذر، طالع صوتي؟ مش طالع!
أحمد البيقاوي: [02:34:21.74]
لا لا طالع تمام. تمام. صوتك تمام.
مؤيد عبد الصمد: [02:34:29.15]
لا يوجد صوت.
أحمد البيقاوي: [02:34:36.80]
هلا، بدهم بس يحطوا اللاب توب بالشاحن. عامة احنا فعليًا يعني.. على ما يبدو لا تسمعني. ولا مش سامعني؟ ايوه. ألو. ألو الو الو الو الو.
مؤيد عبد الصمد: [02:35:04.21]
تسمعني الآن؟ بدون مايكروفون هسا.
أحمد البيقاوي: [02:35:06.37]
لا لا ليس مهمًا أنا فقط كنت أود شكرك فعليًا لأن البطارية نفذت لديك وأتعبتك.
مؤيد عبد الصمد: [02:35:13.15]
أنا سعيد جدًا، ولأول مرة يعني أدخل في نقاش كهذا مع أننا يعني في الندوات نُسمع صوتنا لكن بهذا الشكل الشامل هكذا وبالطريقة هذه لموضوع محدد فلا. بل أنا أشكرك، أنك أثرت لدي بعض التساؤلات. يعني لنضعها في رأسنا و نعيها في عقلنا عندما نفكر فيها فشكرًا لكم.
أحمد البيقاوي: [02:35:33.46]
يعطيك ألف عافية، وأتمنى ما أكون أثقلت عليك في الأسئلة. شكرًا للمساحة الواسعة التي منحتني اياها وأعطيتني أسأل كل الأسئلة ممنون لك. ويعطيك ألف عافية.
مؤيد عبد الصمد: [02:35:45.49]
طيب شكرًا لك، تسلم. تحياتي.