بنشرجي يتحدّى الرواية الإسرائيلية.. لماذا لا يسكت عيسى فايد
01 مايو 2025
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
عيسى فايد
ضيف الحلقة
عيسى فايد

في زمن يُقمع فيه الصوت الفلسطيني، وتُحاصر الكلمة، وتصير النيّة تهمة، تصبح حرية التعبير مخاطرة، وتصبح الرواية الفلسطينية ساحة معركة مفتوحة.

في هذه الحلقة من بودكاست تقارب، نحاور الناشط الاجتماعي عيسى فايد، في حوار مكاشفة نادر من الداخل الفلسطيني (48)، عن تحدي القمع الإسرائيلي، ودفع ثمن الكلمة الحرة، ومقاومة محاولات خنق الرواية الفلسطينية، اقتصاديًا واجتماعيًا وقانونيًا.

🔹 لماذا يختار البعض الصمت، ويصرّ آخرون على التعبير مهما كان الثمن؟

🔹 كيف حاولت المؤسسة الإسرائيلية خنق عيسى فايد؟

🔹 ما هو شكل القمع الخفي الذي يواجهه المؤثرون الفلسطينيون في الداخل؟

🔹 كيف تحوّلت فزعة المجتمع العربي إلى درع حماية بعد الاعتقال والمقاطعة؟

🔹 لماذا نشر الرواية الفلسطينية واجب حتى لو كان الخطر شخصيًا؟

🔹 كيف نواجه الإبادة الصامتة للرواية الفلسطينية في الداخل؟

⭕️ نناقش أيضًا:

📍 محاولات الخنق المالي والاجتماعي للنشطاء الفلسطينيين
📍 الفجوة بين المؤسسات الحقوقية الفلسطينية وواقع القمع
📍مسؤولية المؤثرين تجاه الرواية الفلسطينية

📍القمع غير المعلن في الداخل: تهديدات، تحريض، تدمير اقتصادي، عندما يتحوّل الصمت إلى مشاركة في الجريمة

🧠 الضيف: عيسى فايد (أبو ريتاج)
ناشط اجتماعي وإعلامي فلسطيني من يافة الناصرة، أحد الأصوات الحرة القليلة التي أصرت على التعبير رغم الملاحقة والخذلان.

🎙️ المحاور: أحمد البيقاوي
 

نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:

عيسى فايد: [00:00:00.00]
نحن تربينا بعنصرية كبيرة يعني، يعني نحن اعتدنا انّ هؤلاء "أسيادنا"، هذا الخواجا، هاذا الذي يفهم. هذه بلد مسيّجة ممنوع أن نقترب منها. هؤلاء يبيعون حليب، هؤلاء يفهمون أكثر منّا!

 

عيسى فايد: [00:00:08.85]
اسرائيل عملت لنا خط (واضح هكذا؟) تقول لنا أنتم تتكلّمون هنا على اليمين. ثم تزيح الخط.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:16.68]
لكن في الحرب صار الموقف ثمنه كثير غالي. لماذا أكملت؟

 

عيسى فايد: [00:00:21.00]
في الاعتقال، حكوا لمرتي (زوجتي) إذا أردت أن تطلقيه. نحن مستعدين أن نساعدك. قلت لها لماذا لم تردي عليهن؟

 

عيسى فايد: [00:00:30.33]
قبل سنتين. قبل الحرب كانوا عاملين كل المؤثرين أصحاب الأرقام أنا أسميهم دعايات في مستوطنة "معاليه ادوميم" يعني. قال لم يكونوا يعرفون أنّها مستوطنة! ماذا يعرف هؤلاء؟ ماذا يعرفون؟

 

عيسى فايد: [00:00:41.13]
أنا حين حققوا معي للمرّة الأولى، حين تم توقيفي، لأنني قلت بالفيديو انه نحن يجب أن ننشر الرواية الفلسطينية حتى لو تعرّضنا لخطر. اتّهموني بالتحريض.

 

عيسى فايد: [00:00:50.34]
ليس هناك عذر. أيمن عودة على رأيه نحن "الكتيبة الصامتة" ما شاء الله عليك!

 

عيسى فايد: [00:00:56.88]
يعني انا حين تعرّضت لكل هذه المضايقات. توجهت لمنظمات حقوقية قالوا لي "حلّ عنّا" لسنا فاضين لك.  هم على أرض الواقع عندهن تقسيمات وتمييز.

 

عيسى فايد: [00:01:08.35]
بعد أن نشرت الفيديو على ما أذكر يوم 5 (شهر 11) يعني كميّة العرب الذين جاؤوا (للتضامن) ليست طبيعية يعني فهمت. رفعوا (المعنويات) فهذا المقطع عليك أن تقصّه. لا تُدرجه! لا تضعه (في البرومو).

 

عيسى فايد: [00:01:23.56]
بدون صوت، في زباين.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:25.18]
هههههههههههههه.

 

عيسى فايد: [00:01:27.22]
السلام عليكم يا جماعة معكم عيسى فايد (البنشرجي). كنا مع الأخ أحمد بيقاوي. بيقاوي أم بيكاوي؟ نحن نقول (كاف - ك).

 

أحمد البيقاوي: [00:01:36.25]
بالقاف.

 

عيسى فايد: [00:01:36.43]
في حوار.. - القاف، أحمد بيقاوي- في حوار شامل؛ ذبحني. حكيت له من وقت اشتغلت مع أبي بالعمار (البناء)، إلى حبّة (البامبا) وحتى اليوم. أتمنى أن تحضروا الحلقة وشكرًا للأستاذ أحمد على هذه المنصّة التي أعطيتني ايّاها.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:53.32]
قُل لهم هذا حوار غير مُمنتج ليس فيه قص. طلبت أن تقُص، ولن أقُص.

 

عيسى فايد: [00:02:00.87]
لا تقُص. (المقطع) في آخر الحلقة. هذا حوار غير ممنتج، وليس فيه.. الزلمة جاء لي، جاهز ذبحني وهو يسألني.

 

عيسى فايد: [00:02:10.38]
السّلاااااام عليكم.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:34.35]
مرحبًا وأهلا وسهلا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم أنا احمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز عيسى فايد ابو الرتاج. في واقع الـ48 وفي زمن الإبادة تحديدًا أصبح القمع على الكلمة والمحاسبة على النيّة، وأصبحت العقوبات مجانيّة وواسعة. ولكن رغم أن الموقف صار ثمنه أغلى، ولكن بقيت أصوات حاضرة وموجودة وأصوات الناس اصحاب المسؤولية الوطنية والاجتماعية قوية وحاضرة وموجودة. احدهم ضيفنا لليوم عيسى فايد ابو ريتاج.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:10.27]
عيسى تدرّج على مستوى التأثير، تعرّف على مساحات الاعلام وادوات الاعلام وتعرّف على الخطاب والمعرفة، وأصبح اليوم احد ابرز الناس التي عندها موقف واضح وصريح رغم الملاحقة ورغم المتابعة.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:24.10]
في حوارنا اليوم سنتعرّف على مساحات التأثير داخل مناطق ال48، على كيفية التعامل مع التحريض والقمع، وكيفية التعاطي مع كون الابادة حاضرة وموجودة، ومع ضرورة اتخاذ موقف ما. في لحظة ما.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:42.55]
سنرى عيسى كيف يمرّ بكل هذه التفاصيل.

 

أحمد البيقاوي: [00:03:46.69]
قبل أن أبدأ أودُّ أن أشكركم مقدّمًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب ومشاركتكم هذا المحتوى مع كل شخص ممكن أن يكون مهتمًّا فيه. شكرًا لكم على مشاركتكم معي افكاركم ومقترحاتكم للمواضيع والضيوف والاسئلة. ونرحب دائما باستقبال مقترحاتكم. وندعوكم لتشاركونا في الإعداد وفي كواليس التسجيل أيضًا. وشكرًا لكل من يساهم في دعم تقارب وفي استمراره من خلال الرابط الموجود في الوصف. وهكذ نبدأ.

 

عيسى فايد: [00:04:19.03]
ها هي الماء. تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:21.22]
وأحببت الإعلان في المحل عندك على المايك. إنه أنا في التسجيل الآن.

 

عيسى فايد: [00:04:32.74]
لا تضحكوا. بقدر أحكي أيضًا عن طريق التلفون، بالمحل.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:35.62]
اه والله. طيب عيسى احنا الآن بدأن. اهلا وسهلا فيك. نوّرت الكوكب.

 

عيسى فايد: [00:04:40.87]
يا هلا بيك. الكوكب نوّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:43.96]
فقط اعطنا واحد "السّلام عليكم" - (كناية عن طريقة الضيف في التّرحيب).

 

عيسى فايد: [00:04:46.63]
السّلااااام عليكم.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:50.59]
أهلا وسهلا فيك. أين قهوتك؟ ومياهك؟ قلت لي موجودة. لم أرها أنا.

 

عيسى فايد: [00:04:55.71]
الماء ها هي. القهوة (...) شربت عند الحج صباحًا. الحجة ذهبت على الخليل. أبوي عمل قهوة.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:04.35]
الله يخليلك اياهم يا رب. عيسى قل لي انت كيف باليوم يوم، مسيطرة بين الشغل وبين السوشال ميديا. السوشال ميديا وقت يا اخي!

 

عيسى فايد: [00:05:18.39]
آه وقت كبير، خصوصًا إذا بتحكي محتوى.. أحيانًا. ليس دائمًا أحكي محتوى فيه سرديات تاريخية او احداث سياسية. عليك أن تبحث كتيرًا، ليس مثل المحللين الذين ببحثوا على موقع "هآرتس" ويأتون ليُسمعوننا. عليك أن تسمع عدة اطراف وتصل للتحليل الصح.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:40.92]
لا، أنا أنتبه أنّك تُتابع اخبار جيّدًا، يعني انت ليس... التحليل شيء يتطلّب أن تقرأ، وتأخذ موقف، تعمل تلفونات. لكن قصدي حتى على مستوى المتابعة الإخباريّة انت وكأنّك شغّال بالصحافة يعني، متابع بالتفاصيل.

 

عيسى فايد: [00:05:57.56]
تستغرب! لا، لس كما تفكر. إذا تتابع اخبار تصير اسير هذه الاخبار، اسير هذه المعلومات، تصير انت تسير خلفها. يعني الاخبار فيها هندسة رأي عام يعني، فهمت. لا ينفع أن تسمع الاخبار دائمًا. تصير انت ببغاء لهذه الاخبار. يعني انا حين أسمع أخبار وأحس أنني صرت اتأثّر فيها، أتوقّف. حسب الأخبار التي أسمعها.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:24.44]
وكيف تُحس أنك تأثّرت فيها؟

 

عيسى فايد: [00:06:25.91]
يعني أصير أصدّق رواية، انا فير مقتنع فيها قبل ذلك.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:32.90]
آه اوك. قصدك انت بالآخر بتحكي قاعد تناقش إعلام إسرائيلي أكثر.

 

عيسى فايد: [00:06:38.51]
آه أكثر حتى لو مش اعلام اسرائيلي، حتى إعلام عربي، أعرف إنه كل إعلام في عنده أجندات معيّنة. ليس هناك هذه الاستقلالية.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:47.99]
طب عيسى نحن في "تقارب" نحب الضيف أن يُعرّف نفسه كما يحب. عندك فرصة تاريخيّة، لا تترك الناس كلّ مرّة تُعرّفك بشكل جزئي. تمام. ونحنا نحب التفاصيل. يعني خذ راحتك، وعرّفنا على حالك كما تحب الناس أن تعرفك.

 

عيسى فايد: [00:07:05.40]
عيسى فايد (47 سنة) تزوج للمرة الثانية، ليس امرأتين. زوجتي، عندي 4 بنات وولد. اعمل في مجال الاطارات "بنشرجي". شعب... لا أريد أن أقول كلمات يعني مدح، يعني (أنا) إنسان عنده غيرة لشعبه ولمجتمعه. أحب دائمًا أن أضع الصورة التي اراها الأصح لشعبنا. ليس الصورة التي فيها ضحك على الناس.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:41.01]
وهذا العمل من متى انت دخلت عليه؟

 

عيسى فايد: [00:07:44.43]
دعني أقول من عام 2014.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:46.05]
في حرب 2014؟

 

عيسى فايد: [00:07:49.56]
في العام 2014 عملت صفحة يعني، لم يكن هنالك شيء أصلا.. قبل 2014 دعنا نقول انه كانت بداية أو منتصف 2014 كنا قد بدأنا نقدر أن نعمل فيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي، نضع فيديو وليس رابط اليوتيوب.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:02.55]
يعني تقصد وقت صفحة "تغيير الحدايد" أم انك تتحدث عن سياق قبل ذلك؟

 

عيسى فايد: [00:08:09.00]
قبلها بفترة صغيرة يعني عملت فيديو؛ البنت كان عندها مشكلة بالمدرسة، فعملت فيديو فأتفاجأ وإذا به قد حصّل 600 مشاهدة! فقلت من هؤلاء الذين يشاهدونني؟! فكانت أول مرة أعمل فيديو يعني، كان هنالك فيديوهات يعني دعني أقول في فيسبوك، كنت اذا بدك تعمل فيديو باليوتيوب لا بد أن تضع الرابط.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:27.87]
اه والله! هذا 2014 هكذا كان! لم يكن هنالك فيديوهات؟

 

عيسى فايد: [00:08:31.77]
لا لم يكن يوجد.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:34.71]
طيب، متى شعرت أنك تورّطت في القصة هذه ههه؟

 

عيسى فايد: [00:08:39.66]
صرت أعمل فيديوهات، عملت فيديو مرة حصّلت 600 مشاهدة! استغربت يعني، والناس يقولون لي احكي! وينتظروننا! كنت أنا وواحد نحكي أشياء اجتماعية، وكنا الأوائل الذين نحكي أشياء على هذه الشاكلة؛ يعني اشياء اجتماعية، مشاكل اجتماعية بالبلد يعني. وبعد ذلك صارت الانتخابات. أتذكر أنني عملت الصفحة 2010 و2011 قرروا انتخابات جديدة، وتوسّعنا قطريًا، فبدأنا نحكي عن أعضاء الكنيست ورئيس المتابعة وانشهرنا..

 

أحمد البيقاوي: [00:09:12.01]
يعني ضربة الشهرة صارت 2014، لكن انت اصلا كنت قد بدأت 2010؟

 

عيسى فايد: [00:09:18.91]
لا. في سنة 2014. 2010 يعني في الفيس بوك، قبل الماسنجر.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:24.16]
اه يعني من الأيام الاولى. طيب متى شعرت أن صوتك أصبح يُسمع؟ وخارج أراضي ال48؟

 

عيسى فايد: [00:09:32.92]
حينما صرت أروح مناطق والناس تسلّم علي! فأقول له مين حضرتك؟ لم يسبق لي يعني رؤيتك! فأستغرب.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:42.34]
وأول المشاهد..

 

عيسى فايد: [00:09:44.41]
جاء أوّل واحد وتصوَّر معي! فأنا ظننته قد شتمني! فقال لي:كيف حالك؟ قلت له: أهلين. قال لي: انت عيسى فايد؟ أريد أن نتصوّر معك؟ قلت له: انت تتسلى علي؟! قال: لا والله أنا أتابعك. فهذه كانت بداية الـ 2014.

 

أحمد البيقاوي: [00:10:04.39]
طيب عيسى، كيف لا تحب الناس أن تعرِّفك أو تصفك؟

 

عيسى فايد: [00:10:11.77]
لا أحب المديح. لا أحب قول: أنت أحد كبير_مع كل الاحترام_ لكن لا أحب المديح؛ لأن هذا لا أدري كيف أقولها لك يعني، كل الاحترام الك، مواقفك منيحة مثلاً هذه الأشياء لا تستدعي المديح، فهذه أشياء يعني لازم تكون بالفطرة! فنعم لا أحب المديح. وحتى لا أرد على الرسائل؛ تصلني الكثير من رسائل المديح فلا أرد عليها. وهم يظنّونني أنني متعجرف ومغرور متباهٍ بنفسه! لكن لا أحب هذه الأمور؛ "عاش الملك المعظم".. لا أحب هذه الشغلات.

 

أحمد البيقاوي: [00:10:42.89]
مش فاهم! يعني اذا انت عامل اشي منيح، والناس تشعر انك قد فعلت شيء منيح وتقول لك: شكرًا. فلماذا انت خايف؟!

 

عيسى فايد: [00:10:48.89]
انا مش عامل شيء منيح. هذا الشيء الطبيعي لازم يكون!

 

أحمد البيقاوي: [00:10:52.70]
تمام كونه اشي طبيعي فمنيح. يعني هو من قال ان الطبيعي عاطل؟!

 

عيسى فايد: [00:11:00.26]
لكن ثمّة أشياء يا عمي؛ الأشياء التي دعنا نقول انه عملها واحد وأخد موقف ترفَع له القبعة عليه، فلا داعي أن يُلاقى بالمديح! ومش لازم يأخذ جائزة عليه حتى! يعني أذكر حين كان هنالك حادث غرق، والذي مكثت فيه يومين وأنا أشتغل، وبالآخر دعونا مجلس البلدية ليكرمونا! فلم أذهب للتكريم! لماذا تكرِّمون الناس يعني على الشيء المفروغ منه عمله ولازم تعمله أصلاً وهو الصح والطبيعي؟! فأن أذهب؟ لا أبدًا لا أذهب.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:29.54]
لكن تلك مظاهر تكريم شيء ثاني يعني. لكن أقصد انه على مستوى ناس متابعين صادقين رأوك انك تمثلهم او تحكي مثلهم او تُعبّر عن صوتهم، وأحدهم قال لك: شكرًا، يعطيك العافية. لماذا يزعجك الشيء؟

 

عيسى فايد: [00:11:43.12]
منيح. لكن هذه مقولات "كبير" و"كل الاحترام و"الله اصيل" و"فش مثلك" و"لو في مثلك في 48" انا يبعثون لي دائمًا. في ناس ينشرونها ويُسعدهم المديح يدغدغ نرجسيّتهم. أنا ضدّها.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:56.80]
انت تحمي حالك يعني. تعمل يعني.. هذا شيء داخلي بينك وبين حالك.

 

عيسى فايد: [00:12:01.36]
نقص أحسّه نقص. الانسان حين يكون عنده نقص يُسعد بهذه الكلمات وينشرها. وصلتني رسالة وصلتني.. انا في ناس تزعل انه تبعث لي. أقول له شكرا.

 

أحمد البيقاوي: [00:12:17.47]
طيّب عيسى في "تقارب" نُجرّب دائمًا أن نسأل كل حدا فينا على المشهد الاول الذي عمل هذه الصدمة على مستوى الهوية الية والعربيّة. فإذا أريد أن أرجع فعليا لطفولتك، لنشأتك. ما هو المشهد الذي تستحضره، وترك عندك علامة، جعلت علاقتك مع ، مع إسرائيل، مع العرب بشكل مختلف.

 

عيسى فايد: [00:12:49.75]
والله في كتير احداث يعني. دعنا نقول بدأت أتابع اخبار. انا مواليد 1977 خلينا نقول اخر 1988 عمري 11 سنة كنت اسمع بالراديو اتفاق حرب الطائف بلبنان، ونهاية الحرب الاهلية بلبنان. بالتسعينات انا كنت أبيع جرايد آخذ 20 أغورة على الجريدة، أبيع جرايد الجمعة. وحرب الخليج وبشهر 8 آب دخل صدام على الكويت، وأرى الجرائد: وصول حاملة الطائرات بدأت افهم، كان في عندنا كان بالحارة عندنا مثل كان في واحد سمّى ابنه "خوميني" كان يحب ايران، وابي كان يحبّ صدام (حسين) فلم أكن افهم هذه القصة.. العراق. بدأت يعني الانتفاضة الاولى في جباليا. جيب جيش اسرائيلي بغزة صدم يين وقتلهم. يعني من وقتها بدأت الاحداث يعني في. خلينا نقول في اشياء تاريخية مش ممكن تنزعها لكن العلاقة العنصرية او الاحتلال هذا شيء واضح يعني بالفطرة يعني لا شيء يغيّره يعني. يعني يعني في كلمة.. حتى الانتداب انا ضد كلمه الانتداب البريطاني. بالنسبة لي هذا احتلال كان، لكن أحيانًا يلمّعون. والحج يقول لي "المندوب السامي" أي سامي يا زلمة! هذا كان مُحتلّ. الاسماء يعني تستغرب يعني ونحن نتناقلها يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:29.38]
أعطني أيضًا مشاهد اكثر اذا بدي ترجع تتذكر. يعني بدي أنعش لك الذاكرة، هكذا تستحضر كيف تدرّج الشيء، أنت فعليًا عم تحكي لي اول مشاهد في الـ 1988.

 

عيسى فايد: [00:14:40.93]
اه 1988-1987.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:42.61]
لا تستحضر شيء قبل.

 

عيسى فايد: [00:14:45.07]
لا 10-11 سنة لا. طفولتي لا يعني طفولتي كانت صغيرة بالعكس ونحن صغار كنّا نكيف، كنا نقول اسرائيل قوية. يعني قبل أتذكر الاولاد كانوا يقولوا فش دول عربية يقدروا لنا. كنّا نعدّ حالنا يعني.. هيك طلاب بالمدرسة بعد ذلك بدأ الوعي يأتي. اليوم الوعي افضل حسب رأيي. يعني انا مثلا في ناس تختار في الانتخابات جماعة منصور عباس بتقول له "وطني" كأنها شتيمة يعني إهانة يعني كأنه يتاجر كلمة وطني في ناس تخجل فينا انا يعني بالتسعينات بعد اتفاقات اوسلو انا سُعدت يعني قلت فعلًا هناك "سلام" اتفاقيات اوسلو غزة وأريحا أولا وكنت استغرب لماذا (حزب) التجمّع يعارض هذه الاتفاقيات لم أكن أعرف يعني هذه المراوغات ليس أنه تربيت وأعرف كل هذه. اليوم تطورنا يعني صرنا، نرى إنه.. هذا الواقع، الاحتلال لا شيء يجمّله.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:46.46]
طب إذا بدي آخذ بحالتك انت حين تقول لي على مشاهد عنصرية. ما هو أول مشهد انت شهدته؟ يعني عرّفك على معنى العنصرية؟

 

عيسى فايد: [00:15:57.26]
اسمع نحن تربينا بعنصريّة كبيرة، يعني في الداخل بحكي أنا. يعني الواحد يتربى على شغلة يا عمي صعب يكتشف انّ هؤلاء.. يعني نحن اعتدنا ان هؤلاء "اسيادنا"، هذا الخواجا، هذا الذي يفهم، هذه البلدة مسيّجة يمنع أن تقترب منها. هؤلاء يبيعون حليب هؤلاء يفهمون اكثر منّا. نحن هكذا تربينا هكذا عشنا يعني. الآن انت حين تكبر تصير تكتشف هذه الشغلات انّ هذا تصرّف غلط، يعني تصير انت تنتبه.. انا مرّة اشتكيت على شركة منعوني من دخول منتجع وكان المُحكّم اشكنازي فهم كانوا بالأعياد اليهودية يضعوا سعر مثلًا 50 شيكل وبأعياد الإسلام يضعون 100 شيكل تذكرة الدخول. فجاء المُحكّم قال لي أنتم في ناس بقدر ما يصيرون عنصريين، وأيضًا الضحيّة، فهم يعتادون على هذا الشيء، ويعتقدون أنّ هذا شيء طبيعي يعني. الآن المشاهد العنصريّة في كل محل لدرجة أنّك في الشمال لا تحسّ فيه يعني!

 

أحمد البيقاوي: [00:16:51.41]
قصدك كل يومياتك هي يوميات عنصريّة ضدّك.

 

عيسى فايد: [00:16:55.04]
أنت تصير تنتبه إلى أنه هذا النهج، حتى المشكلة أنّ الضحيّة يصير يلومك، ويقول لك خلص يا زلمة ويصير يلومك. هو مقتنع انّ هذا خلص. يعني هذا الموجود.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:09.23]
بس ارجع عيسى..

 

عيسى فايد: [00:17:10.94]
انا أريد تأمين سيّارة اليوم مثلًا. إذا (كتبت) أنني ساكن بيافة الناصرة سأتغلّب، وإذا وضعت أنني بحيفا يتم تأمينها يعني. يعني هذه شغلة بسيطة اليوم أمام السيارة؛ تُغيّر عنوانك يقابلونك بشيء غير!

 

أحمد البيقاوي: [00:17:24.86]
لكن ارجع للمشاهد الأولى، إلى كيف أنت فعليًا رأيت سلسلة مشاهد. في سلسلة مشاهد جعلتك تتعرّف على مفهوم العنصريّة أصلًا. يعني مفهوم التمييز.

 

عيسى فايد: [00:17:39.52]
يعني لما تكون انت ماشي بسياره بأمان الله. ويوقفك شرطي، ويقول لك..

 

أحمد البيقاوي: [00:17:44.68]
هذا اليوم صح. ارجع ارجع ارجع للطفولة ارجع للطفولة عيسى..

 

عيسى فايد: [00:17:48.73]
الطفولة حين كنت (أكون) مع أبي. حين كنت مع سيدي وستي وأبي. حين كنت ادخل على كيبوتس (تجمّع زراعي استيطاني) ويكون يرتدي حطّة ليست حمراء يعني، بيضاء وسوداء (عراقيّة كنا نقول عنها) حمراء وبيضاء كانوا يخلعونها ويوقفوننا، وين رايح؟ يوقفونه، ويقول لأبو مثلا وين رايح؟ شو بتعمل هون؟ يعني يمنع أن يدخل على هذه المحلات وهو مواطن عادي، يحكي معاه باستعلاء. انا ألاحظ هذه المشاهد. لماذا يسألون؟ لماذا نحن لا نسألهم؟ ليش نحن لا نوقفه؟ وهو داخل على بلدنا وحارتنا ونقول له: وين رايح؟ وهذا العربي الذي يدخل لازم يؤدي الطاعة. لازم يقول: اسأل عنّي يوسي، أعرفه هنا، عمّرت له، اشتغلت له. لازم نحن دائمًا يكون عندنا الدليل أننا مواطنون جيّدون (منيح).

 

أحمد البيقاوي: [00:18:38.94]
ولم تكن أنت في مرحلة من حياتك معجب فيهم؟ او تتطلع على حالك بشكل اقل منهم؟

 

عيسى فايد: [00:18:50.28]
معجب معجب. بإجرامهم. يعني انا لم أتوقع أننا في مرحلة أن نشاهد هذا الإجرام. أحكي عن الآن، انّه الانسان ممكن يصل لهذه المرحلة من الوحشية يعني. تقول يعني كيف الإنسان ممكن يفرح بمجازر وإبادة بهذه الكميّة، وهو شعب يقول عن حاله أنّه مرّ بمجازر وإبادات بمناطق معيّنة! انت تقول يعني شو فيه؟ يعني انسانيتك لو صار شيء عكسي. لا تحتفي بإبادة عشرين الف طفل او 14 الف امراة. يعني ما الشيء الذي يجعلك ترتاح نفسيًا وأنت ترى هذه المشاهد. يعني أقرأ التعليقات، أقول في شيء يعني غير طبيعي. يعني في اضطراب ما بعد الصدمة، سمعتها حديثًا أنا، إنّه في صدمة. طيّب يعني شهر/ شهرين لتشفي غليك. طيّب وبعدين يعني؟ في شيء غير طبيعي.

 

أحمد البيقاوي: [00:19:53.27]
هذا شيء جديد انت رأيته؟ ولا من زمان كنت تميّزه؟

 

عيسى فايد: [00:19:56.87]
لا لم اتوقع أن يكون بهذه الوحشية يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:20:01.64]
انت لم تشهد الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، صح؟

 

عيسى فايد: [00:20:05.39]
بس كان يا عمي يضحكوا علينا. كان مثل إبادة طواقم الاسعاف الهلال الأحمر، قبل جمعة عملوا تحقيق. دائمًا كانوا يطلعوا تحقيقات من اجل تهدئة الرأي العام. او إنّه يعني في عندنا محاكم كي يهربوا من المحاكم الجنائية ويهدّئون العالم. لكن أمس عامل يقول لي النكبة، اليوم ذكرى -على فكرة- سقوط حيفا. يقول لي لهذه الدرجة كان آباؤنا جبناء. قلت له تجرؤ اليوم أن تضع "لايك" او تكتب منشور، وتقول عن آبائنا! حتى نحن حين نكون في وضع طبيعي دون حرب. هادئ، حين تقرأ عن النكبة تحاول أن لا تصدّق انّ هذا الشيء صار، لكن حين تعيشه بهذه الفترة. فانت تقول ما الذي مرّ على شعبنا.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:00.40]
وعيسى متى أحسست أو تقدر أن تستحضر أول موقف أحسست انّه يتوجّب عليك أن تأخد موقفًا.

 

عيسى فايد: [00:21:08.77]
بالزمانات كنت لئيمًا أكثر.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:11.56]
اكثر لينًا؟!

 

عيسى فايد: [00:21:13.33]
لا. لئيم.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:14.56]
لئيم! آه. شو يعني لئيم؟

 

عيسى فايد: [00:21:17.59]
لم أكن أعمل حساب. كنت احكي أنا. عندي كثير كثير مشاكل. على الحياة الشخصية، لا أسكت. اليوم انا يعني اكثر دبلوماسيّة. يعني كيف اقول لك يعني كنت احمل السلّم بالعرض. يعني واحد يغلط معي انزل عليه. يعني انا اقول لك كنّا نسافر. انا أسافر كثيرًا مع شركة اطارات. اغلبهم يهود، في قسم عرب. يقولون لي من أين أنت؟ أقول لهم أنا من . يعني يستغربوا حين أقول لهم أنا ي. العرب الذين معي يقولوا لي شو بدّك بالمشاكل! قول أنت من اسرائيل. اقول لهم أنا ي ي يعني انا ي أعرّف حالي كي. يعني اليوم اذا بقول لمن أذهب معهم مشوار، انا ي. سيلقون بي من الطائرة. في ناس تقول لك كن ذكيًا، قليلًا! يعني انا كنت أستفزّهم. حامل السلم بالعرض، لا أعرف إذا أنا فعلًا حامل السلم بالعرض يعني عنجد. انت على ما تعوّدهم، وكيف صار عندي كتير نفور يعني من بعض زملائي في العمل. لم يعودوا يقتربون مني. أنا أحكيلك عمّا قبل الحرب. فما بالك اليوم؟ يعني بعد ما صار تحريض عليّ يقولون آه، هذا زمان هيك. هذا يعني شيء بسيط يعني الذي أحكيه أنا، يعني تعريف هويتي يعني، انا لا أعدّها إنجازًا يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:22:48.75]
لكن انت الآن لما ترجع يعني بتحكي بخلفيّتك، لأنه تعرف هذه تُفهم وكأنه يعني انت واحد من الناس الذي يعلن موقف، يأخذ موقف. فأنا أحاول أن أفهم الخلفيات. يعني انا وايّاك نتعرف مع بعض. ففي جانب منه، إنه أنت اصلا شخصيتك "لئيمة" كما تقول لي اه، يعني عندك مشاكل على مستوى شخصي.

 

عيسى فايد: [00:23:07.92]
في هذه الكلمة يعني الإنسان الذي أراه، يعني اذا انا قلت له ي لن أجامله المعنى. اما أنا لا أقنع الناس أن تتورّط.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:18.72]
بس انت ما مرق عليك فترة كنت تعرّف حالك "اسرائيلي"

 

عيسى فايد: [00:23:22.80]
لا تقريبًا لا. قليل يعني. لا اسرائيل قليل. إلّا في حالة جواز السفر.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:31.47]
اه لكن يعني مثلا.

 

عيسى فايد: [00:23:32.88]
فقط أقول له انا عربي ي اعيش في دولة اسرائيل.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:40.92]
طيب متى فعليا يعني.. استحضر لي موقف او حدث عام الذي أحسست انّه هذا دفعك لأن تُعبّر عن موقفك.

 

عيسى فايد: [00:23:52.35]
اي موقف؟ الي أم؟

 

أحمد البيقاوي: [00:23:54.42]
لا؟ لا بحكي ب يعني ككل.

 

عيسى فايد: [00:23:57.93]
إنّه أنا اقول ي ولّا اقول اسرائيلي؟

 

أحمد البيقاوي: [00:23:59.67]
لا انا بحكي مثلا بالانتفاضة الثانية مرّت مثلا مررت انا بالانتفاضة الثانية لم أشعر انه يعني لم أكن أشعر انني سآخذ موقفًا. حين صارت احداث الانقسام أحسست انّ المفروض عليّ أن آخذ موقف (بين حماس وفتح يعني). فأن أقول لك من عندك انت الحدث الذي تستحضره، والذي كنت حاسس انّه يجب أن تأخذ موقف فيه.

 

عيسى فايد: [00:24:18.71]
بال 2000.. الانتفاضة الثانية حينما تم رمي جنود دخلوا على رام الله وألقوهم من الشبّاك. وذكرى الشهداء. انا بلشت حين ألقوا بالجنود في رام الله. كنت مع رحلة باليونان، والخبر رأيناه مثلما شاهدنا 7 اكتوبر فتح التلفزيون وشاهدنا، كانوا يشتموا انه كيف يعني ألقوهم انه وقتها بالالفين، وحين استشهد عندنا 13 شهيد. يعني بدأت آخذ يعني وطنيتي. يعني انه في شيء انه نحن وضعنا ليس مساواة ومساواة، وانخراط في اجهزة الدولة. هنا بدأ الشيئ. يعني هويتي تبرز أكثر مع وعي أكثر واعي.

 

أحمد البيقاوي: [00:25:17.29]
محيطك (سياسي) مسيّس؟ عائلتك اهلك ناسك اصحابك، مسيّسين؟

 

عيسى فايد: [00:25:23.83]
اذا أقول لك انا ابوي يعني الحجة عندي اكثر يعني مواقفها مرنة. ابوي زلمة (83 سنة) مثل باقي العرب عادي يعني. بس انه ولا مرّة قعدنا وحكينا سياسة يعني معروفة. مثلما أقول لك يعني معروف يعني عروبتنا و. انه الشيئ ليس للحديث، انه ليس انجاز، انه أبوي يقعد معي. نحن شايفين الصورة صح. أهلنا يروننا الشيء الصح. أهلنا يعني أتذكّر حياة ستي أم ابي. كنت أريد أن اتزوج تقول لي لا. ستي، لا تتزوّج من هؤلاء، يذهبون على الجيش (يخدمون في الجيش الإسرائيلي) كانت قاطعة يعني. ستي كبيري. أحكي لك ستي توفيت في الـ 2003 عمرها كان 90 سنة كبيرة ستي. وفي ستّ (أم أمي) تعتبر اسرائيل اهون من الانجليز. يعني بعدها على قيد الحياة، مواليد 1929 تهجّرت إلى سوريا ورجعت وبعدين رجعت، تسللت يعني بالرجعة. وهي راجعة ماتت معها ابنتها. كانت تحدّثني مثلما تحكي معي انت تقول لي ماتت ابتهال، وقعدت أعيّط على ابتهال وصارت أخت سيدي (جدّي)  تقول لها خلص طولي روحك الله يرحمه. قال آه نحن هاجرنا على سوريا ونحن راجعين توفيت عند سوريا ودفناها، ابنتها يعني. فأنت تسمع هذه، هي حكت لي إيّاها مثلما أحكي معك. يعني مش قالت لي إيّاها قبل وأنا أعرف القصة قبل، يعني اكتشفت انّ عندي خال متوفية، فهي تقول الانجليز كان يبدّعون فينا، يعني اسرائيل أهون -بالنسبة لها- فهذا تتطلع عليه الانسان البسيط هكذا يرى الأشياء يعني يتطلّع أيضًا على المستوى الشخصي (...) لكن هم قلة وعي. بس انا أرى القصتين كيف يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:20.24]
المحيط الذي أنت تحكي عنه، يعني انا أرى أنه محيّط مسيّس إلى حد ما، لأن المحيط النقيض له..

 

عيسى فايد: [00:27:26.54]
أخوالي أكثر.. أخوالي مسيّسين اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:30.14]
كيف مسيسين؟

 

عيسى فايد: [00:27:32.42]
يعني يتعاملوا بالسياسة، يحكوا بالسياسة، يكتبون..

 

أحمد البيقاوي: [00:27:36.92]
آها، أوك. يعني انت محاط بدوائر مسيّسة. يعني كانت فكرة انه الوعي الوعي العربي الي..؟

 

عيسى فايد: [00:27:42.83]
لكن لا أتفق معهم.. هم اكثر اكثر.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:45.32]
سنرى سنرى أنت تضع ضدهم (حاطط حطاطهم). لكن أقصد عيسى بهذا المحيط او شكل العيلة اللي انت طالع منها. هذه ليست عيلة.. يعني هي نموذج لعائلات مسيسة او تخلق وعي وطني الى حد ما. يعني هيك لكن في بالمقابل -عفوا فقط أحاول اقول- انه يعني هذا ليس النموذج في الـ 48 صح؟ يعني ليس كل العائلات هكذا. في عائلات تختار تعمل النقيض تخفي هاي التفاصيل الوطنية الموجودة أو التفاصيل التي ممكن تعمل تناقضات عند البني ادمين. يعني قصّة ستك (جدّتك) في ناس تختار ما تحكيها، صح؟

 

عيسى فايد: [00:28:21.33]
لا بحكيها أتفهمّها لستي. حكت هي، بتحكي عادي يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:26.10]
لكن في ناس ثانية لا تحكيها. يعني لا تحكيها للأحفاد.

 

عيسى فايد: [00:28:29.88]
آه طبعًا. كانت تقول لي الانجليز كان يضعون الزجاج ويُسيّروننا عليه. إذا أمسكوا بفدائية. يعني ستي كانت واعية. من 1929 وحتى 1948  كان عمرها 19 سنة. كانت واعية لشو بتحكي يعني. ابوي مثلا ابوي جديد.. نحن لا نحكي في السياسة كثيرًا. يعني انا أقول له أريد أن أفهم تاريخكم. انت تقول نحن من زرعين، زرعين بجانب صندلة وجنين. أقول له لكن انت قلت لي سيدك كان عنده حنطور بحيفا. قال نحن كنّا مزارعين، واندمينا (اتهمنا بالقتل) روحنا (رُحّلنا) على حيفا، بعدها  على بلدة الشيخ التي تهجّرت... أبي يعدّ نفسه مجدلاوي من مجيدل، أقول له طب أنت كيف مجدلاوي؟! أنت جئت من حيفا. قال نحن جئنا على المجيدل في 1943، يعني بالنكبة 48 يعني جديد اعترف لي. يعني انا بيافة الناصرة في مجدلاوي في معلولية في لاجئين كثير يافا. في بلاد ليس فيها لاجئين لأنّ أهل البلاد الاصليين منعوا اللاجئين أن يدخلوا عندهم!

 

أحمد البيقاوي: [00:29:28.41]
طب من محل تاني بعيد انت ما علاقة كل هذا المحيط بشغلك في البناشر؟

 

عيسى فايد: [00:29:35.94]
البناشر بالحظ. انا بالأساس كنت اشتغل بالعمار وتعلمت هندسة، كان صعب يعني ما مشي معي، بعدين "ونشات". بعدها فتحت محطة غسيل سيارات، ثم جاء واحد قال لي شو رأيك بماكنة بناشر. والحمد لله البداية كانت صعبة، لكن الآن الأمور أهون قليلًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:29:53.58]
لكن انت اصلا بدأت بشغل العمار (البناء) من أي سنين؟.

 

عيسى فايد: [00:29:57.54]
مع ابوي يعني طلعنا (طوبرجيّة) يعني طوبرجي- بنّاء أكثر من أنني (بنشرجي) - بناشر سيارات.

 

أحمد البيقاوي: [00:30:02.79]
في اي سنين؟

 

عيسى فايد: [00:30:05.44]
أبي كان يأخذني معه دائمًا. كنت أبكي كي أذهب مع العمّال. يعني انا بلشت الثانوية بالـ1995 واشتغلت لسنة 2000 - 2002.

 

عيسى فايد: [00:30:14.17]
لكن كنت مع ابي قبل.

 

أحمد البيقاوي: [00:30:15.67]
اه قبل.. عيسى أنا أجرجر بالتفاصيل جرجره (أي أسحب الكلام منك بصعوبة) أنا أحب التفاصيل.. بالمقابلات الثانية الناس تجيب على قدر السؤال وتلتزم بالوقت. خذ نفس، واسترح، قاعدين مع بعضنا/ شاركني تفاصيل. انت ماذا كنت تشتغل قبل البناشر؟ كنت مع ابيك من اي عمر؟

 

عيسى فايد: [00:30:39.31]
ابوي كان يأخذني معه كل يوم جمعة/ أحد على الشغل.

 

أحمد البيقاوي: [00:30:42.49]
هذا في ايّ سنين؟ كم كان عمرك وقتها؟

 

عيسى فايد: [00:30:46.36]
يعني 8-9 سنين كنت أذهب معه على الشغل.

 

أحمد البيقاوي: [00:30:48.31]
اممم.

 

عيسى فايد: [00:30:49.00]
خلينا نقول 1991 أنا كنت "طوبرجي" جيّد. أحمل وزره سموها وزره على الأرض لأنني كنت صغيرًا، وابوي كان يأخذ شغلة يربح فيها شغلة لا. سأحكي لك حكاية (أمي لا تعجبها هذه القصة): كان أبي شريكًا مع واحد، شريك مع عمي، كان يشتري مؤن بالزمانات ليس مثل اليوم. طحين.. يوم أحد كان أتذكر الجو البارد، بالليل وثاني يوم مدرسة، الاستحمام كان صعبًا وقتها على البابور. المهم. اشتروا مؤن. عمي قال له اعطينا هدية للولد كيس شو بسموها (بمبا-شيبس). قلت لابن عمي.. - ابي لم يأخذ، كان عنده عزّة نفس- قلت لابن عمي أعطني واحدة، عطاني واحدة فقط. عادي كنا اولاد. وضعتها في فمي، ساعة وأنا أتلمّظ بها في فمي، كي لا تنتهي. يعني كان في طفولة صعبة عندنا ونحن عرب الداخل، وضعنا المادي بدأ يتحسّن بعد حرب الخليج بعد. الوضع قبل ذلك كان الوضع مأساوي يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:31:56.72]
طب هل هناك علاقة لأنه انت يعني تشتغل بمسار او تشتغل بشيء بعيد عن السياسة. ما يعطيك مساحة اوسع من انّك تعبّر وتكوّن أفكارك مثلما تريد.

 

عيسى فايد: [00:32:10.64]
أوّل شغلة لست متفرّغًا، عندي مصلحتي، ولا أشتغل الاعلام. الشيء يعطيني قوة، ويكون عندي في استقلاليّة برأيي. يعني أنا حين بدأت أعمل فيديوهات في احد المواقع قال لي إذا بدك نعطيك شبّاك (نافذة) هنا، بحيث تنشر فيديوهاتك حين جلسنا وتحدّثنا، ولكن قال لي: بس فش تحكي عن محمد بركة. قلت له باي باي. ههه في كثير اشياء يعني. ممنوع تحكي على هذا.. دائمًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:32:42.35]
بس بالاساس أصلا انا قاعد أتطلّع إنه في يعني النمط عادة الناس الذين يشتغلون بمساحة التأثير إمّا يكونوا شغالين بمساحات مسيّسة ويقبضون منها او وسائل اعلام يقبضون منها. او من مكان ثاني يشتغلون اعلانات. أنت لا تشتغل اعلانات؟

 

عيسى فايد: [00:32:58.64]
لا آخذ مصاري (دون مقابل).

 

أحمد البيقاوي: [00:33:00.96]
يعني أقصد ليس مصدر دخل اساسي لك كبقيّة المؤثرين في مناطق الـ48.

 

عيسى فايد: [00:33:05.94]
لا لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:06.57]
وهذا يعطيك مساحة انه موقفك فعليًّا يضل يعني أقل ضوابط عليك.

 

عيسى فايد: [00:33:13.35]
أكيد، في ناس تحاول تضغط في ناس تحكي معي هكذا، في ناس جماعتنا، وهذا، مع أنني لا أسب عليه عليه. يعني أنا أنتقده، أنتقد تصرّف شو أنا منتقد يعني؟! لا أحكي على شي شخصي أحكي على اشياء ليس كما الناس تفهمها.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:31.65]
طب هسّا انا..

 

عيسى فايد: [00:33:32.40]
بالنسبة لي بالنسبة لي.. افيخاي أدرعي (الناطق باسم الجيش الإسرائيلي) ويوسف حداد هم افضل من كثير ناس عندنا مزروعين وغير ظاهرين. هذا واضح. يعني أنا أقول للناس، في ناس تلعب بالحكي وتضحك عليكم. في ناس شكاوي قدّموا ضدّي، وأنا مقدّم ضدهم شكاوي.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:50.91]
طب عيسى الآن هذه المساحة نفسها، مساحات الحريات التي هي على مستوى صغير كيف حكينا عنها؟ يتصلون عليك يضغطون عليك. وإذا في حدا يشتغل بالتأثير بالاعلانات يخاف أن يخسر اعلانات. في الـ48 اصلًا مساحات التعبير ومساحات التأثير هي مساحات واسعة؟

 

عيسى فايد: [00:34:08.80]
لا، هذه الفترة ابدًا، حتى خطرة صارت، خطرة جدًا. مع إنه أنا لا أريد أن أقول للناس أنّها خطرة. لا نريد أن نعمل تكميم أفواه. لكن أيضًا لا نريد أن نورّط الناس. يعني في مشكلة كبيرة. يعني أمس تحدّثت مع شخص إنه اسرائيل وضعت لنا خطًا (واضحة الصورة؟) تقول لنا انتم تتحدثون هنا عاليمين، ثم تعمل إزاحة عاليمين على اليمين، بعدها تُمسك بالخط وتضعه هنا، وتقول لنا أنتم تجاوزتموه، يعني هذا الشيئ ظاهر يعني باعتقال صحفيين ومؤثرين، وفي كتير اعتقالات. في كثير اعتقالات لأناس لا تعرفها.

 

أحمد البيقاوي: [00:34:53.32]
وما قبل الحرب أصلا كان عندكم مساحات واسعة لتحكوا الذي تريدونه؟

 

عيسى فايد: [00:35:00.25]
اه. احسن لحد معيّن مع انه أنا تم اعتقالي يعني وتهديد مرتين أو ثلاثة، اذا أحكي عن اشخاص معينين. كنت أسب على رئيس الحكومة (نتنياهو) لا أحد يحكي معي. اشخاص عرب عندهم اجندات ومدسوسين ويشتغلوا ما يسمى (الهاسبراة) لنشر الرواية الاسرائيليّة هذه القصص انا يعني سُجنت عليها.

 

أحمد البيقاوي: [00:35:24.82]
طب حين نحكي على مساحات تأثير اصلا في ال 48 من يؤثّر على من اكثر؟ يعني اليوم حين نحكي مؤثرين في الـ48 اصلا وانت تقول لي ليس هناك مساحات تأثير واسعة.

 

عيسى فايد: [00:35:37.75]
بالنسبة لي يعني الناس تتأثّر من كل شيء. يعني كل شيء تتأثر فيه يعني. يعني أي خبر ضع له موسيقى، تلفزيون مكان، قصّة حزينة لجزّار، سيُحبّونه ويتعاطفون معه. في كثير ناس. تتأثر بكل شيء. المسلسل تتأثّر به، ألن يتأثروا بحكي سياسي؟! في ناس عندها استقلاليّة لكن التأثير موجود بمعزل عن الكميّة.. في تأثير لكل شيء الناس تشاهده.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:12.71]
طب عيسى من يقمع في مناطق الـ48؟ يعني في شيء عائلي في شيء حزبي؟ في تليفونات في شيء قرابة؟ في شيء جريمة؟ لو تعددها لي..

 

عيسى فايد: [00:36:22.13]
ماذا يقمع؟

 

أحمد البيقاوي: [00:36:22.88]
اه يعني يضبط يقمع، يحاول أن يُسكتك. يعني إذا أنت فعليًا بدك تأخذ كلّ حريتك وتمارس كل حريتك. من أين يأتي لك تلفونات؟ كي نفهم التصنيفات.

 

عيسى فايد: [00:36:35.60]
جاءني تهديدات من مجرمين. جاءني من ناس تُهدد، من مشايخ. من محامين، محامين ليس تهديد. حكى معي ضابط قال لي، خليه يهدي شوي.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:51.17]
لكن هؤلاء حين يتصلون مثلا على ماذا يأتون؟ يعني الجريمة أين كان مستوى احتكاكك معها؟ كي يتصل عليك؟

 

عيسى فايد: [00:36:58.58]
كان يراجعني ناس كنت اكتب عنهن يبعثون لي أناس يهددوني. ناس مش يهددني بتلفون ومسبات هذه في منها كثير وتهديدات. لكن أحكي ناس من المعروفين بانهم مجرمين في البلد او يتصلون، امسح، لا تكتب مرّة أخرى!

 

أحمد البيقاوي: [00:37:18.41]
وانت وقتها في حادثة مثلا الجريمة، كنت كاتب على شخص؟ ولا على يعني واعي على ماذا تكتب؟ أم تفاجأت؟

 

عيسى فايد: [00:37:29.99]
واعي عادي.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:30.20]
طب والمشايخ؟

 

عيسى فايد: [00:37:33.53]
المشايخ لا يعني كيف بدي أقول لك! المشايخ يحبّون بعضهم. في مشايخ لا يعجبونني أنا. مشايخ التيك توك. الذي يضل يحكي لي كل شي، ميراث ويصيح، وموسيقى واختك، والناس تُباد، الآن لنقل الفترة صعبة. لكن قبل الحرب كان اقتحامات في الاقصى لا تقل لي في بالاقصى. احكي منيح. لكن حين يكون محتواك كله أقصاوي/ قدساوي. بيّن للناس المشروع الصهيوني الخفي. تأتي وتقول لي في بالمسجد الأقصى 3300 نافذة. 420 بلاطة هذا طيّب. احكي لي المشروع مش تحكي هذا كي تُسكت كل حكيك على الاقصى والقدس!

 

أحمد البيقاوي: [00:38:20.72]
مش فاهم.

 

عيسى فايد: [00:38:22.43]
يعني في ناس، مشايخ معينين يحكي طول النهار عن الميراث وعن الاختلاط وعن.. كله منيح دينيا. أنا أحكي قبل الحرب بعد حرب يمكن اعطيه العذر إنّه خائف او.. يأتي ويحكي عن الاقصى وعن القدس يقول الاقصى وقبة الصخرة فيها 4 ابواب. يا عم احكي لنا عن معاملات الاحتلال عن محاولات التهويد عن سرقة الناس اراضيهم عن محاوله بناء الهيكل المزعوم. احكي لي سياسة، لتوعية الناس لا أن تقول له اه خلص من 7 حتى 11:30 لا تدحل، وافسح مجال. أنا هذه لم أكن اعرفها. عرفتها يعني كنت أذهب إلى الأقصى، أقول أين الاقتحامات؟ فش اقتحامات يعني! بعدها عرفت إنّه من بعد صلاة الفجر لصلاة الظهر وبعد صلاة الضهر لبعد صلاة العصر. يعني يمنعونك أن تدخل. أول أمس توقفت واشتريت شيئًا من الناصرة، قال والله ذهبت على الاقصى في رمضان ولم يتكلّم معي أحد! قلت له ولا أنا حدا حكى معي، لكن إن شا الله يحكوا معك عشان تعرف مع من يحكون! هن 900 الف مصلي يمسكوهم ويضربونهم؟ يضربون الف! انت لم تكن موجودًا هذه المرّة بالحظ. في المرة القادمة. لا تُدافع. يعني كن واعيًا اكثر من هيك!

 

أحمد البيقاوي: [00:39:36.31]
اوك الاحزاب، انا فاهمها. على مستوى المؤسسات الأمنية الاسرائيليّة. هل فعليًا تعرّضت لاشياء؟

 

عيسى فايد: [00:39:48.00]
اعتقلت هناك عدة مرات.

 

أحمد البيقاوي: [00:39:52.17]
اخرها التي في الحرب بشهر بعد الحرب او اول شهر.

 

عيسى فايد: [00:39:55.23]
بالحرب آه، دعسوا عليّ، ضربوني. اعتقلت اربعة ايام، وكنت عامل حسابي يعتقلوني. في الاعتقال جاؤوا قالوا لمرتي (زوجتي) اذا تريدين أن تطلّقيه، نحن مستعدون أن نساعدك. قلت لها لماذا لم تردّي عليهم؟!

 

أحمد البيقاوي: [00:40:09.84]
ههههه

 

عيسى فايد: [00:40:09.99]
وفقط، هاي اول الحرب، الاعتقال كان بسيط. لكن الاشياء التي صارت بعد الاعتقالات، أغلقوا لي الحسابات البنكية، لم يعد زبوني بإمكانه أن يدفع عبر بطاقة الاعتماد. مظاهرات قبالة المحل. محاولة الاعتداء وحرق المحلات عدّة مرات. يقفون أمام المحل وقبل دخول الزبون يقولون له هذا ارهابي لا تدعمه، لفترة معينة، ألغوا لي تأمينات المحل، تأمينات السيارات، يعني اقتصاديًا، لكن شعبنا -الحمد لله- جاء للدعم. دعم. دعم. دعم. دعم. الحمد لله.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:50.54]
كيف؟

 

عيسى فايد: [00:40:52.49]
جاؤوا ليشترون.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:54.83]
آه يعني مقابل فعليا هذا القمع كله وتسكير الكرتات عليك وكلشي والبنوك.

 

عيسى فايد: [00:41:00.71]
والشغل عندي انا فاتح المحل في منطقة يهودية يعني. الشغل انخفض بنسبة 80 بالمئة. اليوم لا يوجد يوم لا يأتي فيه زبائن عرب. الآن قبل وأنت تأخّرت كان في زباين اثنين، قلت لهم الزلمة مستعجل وينتظرني. يعني يوميا يأتي عرب عندي. لم يكن يأتي عرب عندي بالزمانات.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:21.20]
الآن يأتون (تعبيرًا) عن موقف.

 

عيسى فايد: [00:41:23.18]
اه موقف يمشون 50-60 كيلومتر ليس يعني...

 

أحمد البيقاوي: [00:41:28.40]
طب عيسى. عيسى أيضًا ما الذي فتح الموضوع مع زوجتك انه إذا تريدين أن تطلقينه. هذا اسلوب عندهم انهم يعزلون الناس اجتماعيًا؟

 

عيسى فايد: [00:41:35.84]
طبًعا طبعًا اسلوب طبعًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:38.24]
كيف؟

 

عيسى فايد: [00:41:38.66]
طبعا. يحاولون.. يحاولون كل الطرق. يحاولون طبعًا..

 

أحمد البيقاوي: [00:41:48.89]
في اشكال ثانية لمحاولة عزلك اجتماعيًا؟

 

عيسى فايد: [00:41:54.08]
العمال يهددونهم اذا تشتغلون عنده تعرّضون حالكم لمشاكل، وهكذا. في كتير دائمًا يضغطوا. يعني سفالة غير طبيعيّة.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:07.40]
قل لي.. قل لي.

 

عيسى فايد: [00:42:10.40]
العمال، يتصلون بالعمال يقولون لهم أنت تشتغل عند عيسى، هذا تعرف. نحن نريده، يمكن أن تعرّض حالك لمشاكل مستقبلًا. هات هويتك ماذا تفعل هنا؟

 

أحمد البيقاوي: [00:42:23.06]
طيب وعلى مستوى مثلا محيط/ اصحاب/ عائلات/ بعائلتك هل في ناس فعليا صار مثلا صارت تقلق منك؟ فضلت يعني أن تتجنّبك؟

 

عيسى فايد: [00:42:33.20]
اه في طبعا. انا أقول لك شغلة قبل فترة أطلقوا النار على شخص من أقاربي. جاءت عنده الشرطة. قالوا له احتمال عيسى فايد! قال لهم أنا وعيسى أصحاب. قال لهم لم تظبط معكم أنا وعيسى أصحاب! فما بالك لو كان لي خلاف معه،  ويوجهه ضدّي؟ يوجه التحريض ضدي؟

 

أحمد البيقاوي: [00:42:59.33]
طب عيسى ماذا عندهم أيضًا من اساليب عندهم يعني؟

 

عيسى فايد: [00:43:02.69]
يعني في واحد اعتقلت على منشور بنت صبيّة من جامعة تل ابيب قبل فترة، أخذوها تحقيق. قلها أريد أن أدخل على الانستغرام. قال لها آه شو تتابعين عيسى فايد؟ قالت له آه شو بتابع يعني؟ قال لها: حلو.. يعني في كتير ناس بعثوا لي كانوا التحقيق. تعرف عيسى؟ مع أنه حين أوقفني عنصر المخابرات. ماذا قال لي؟ قال لي انت لا تهم أحدًا. لا تفكّر حالك مؤثر على حدا! تعرف انت قليل القيمة. قلت له أنا عارف انا لا أؤثّر على حدا، لكن أنت لماذا أحضرتني هنا؟ صح؟ خلص. روّحني. يقول لي لت تفكّر أن هناك شيء عليك نحن نريد أن نربيك 4 أيام.

 

أحمد البيقاوي: [00:43:49.92]
طب بمكان ثاني انت ذكي باللعبة القانونيّة.

 

عيسى فايد: [00:43:55.20]
يعني هذه الفترة ليس هناك ذكي!

 

أحمد البيقاوي: [00:43:56.01]
أنتبه.

 

عيسى فايد: [00:43:56.61]
ليس هناك ذكي.. فش ذكي.

 

أحمد البيقاوي: [00:43:57.93]
لا، أنا أنتبه فعليًا يعني انه مثلا بالستوري تكون تشير او تلعب لعبة انه مثلا في بند قانوني هنا او في ثغرة قانونية هنا او يدخلوا لكم من هنا او هنا، وعندك دايما إنّك تتعب المحامي/ المحاميّة، يعني واضح انّ هناك لعبة قانونيّة تتيح لك معرفة قانونية أو تتيح لك أن توازن بين الموقف وما بين المساحة التي ممكن أن تدير موقفك فيها. او كيف تقدّمه. كم تلعب هذه اللعبة؟

 

عيسى فايد: [00:44:31.62]
دائمًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:44:32.52]
دائمًا؟

 

عيسى فايد: [00:44:33.81]
نعم، لكن أنا بروح على محاكم من منطلق مبدأ، حتى لو خسرت، أنا ما بزعل مطلقًا، فعادي مش شرط أربح، يعني في واحد أنا أشتكي عليه ويشتغل في هية الرواية الاسرائيلية، هو جندي سابق، كان يخرج بفيديوهات يقول هذا عيسى عميل(خائن)، يروح ويصوّر حارات إسلامية بجنوب افريقيا. كان بلندن، وكان .. وكان يصوّر يعني، هكذا يقولون؛ ويدخل الأقصى ويصوّر المصلين من أجل أن يمسكّم. فكان يتحدث هكذا في الفيديوهات، وهو قدم شكوى ضدي، فيقول انه أنا معرّف حالي كداعم يدعم القضية الية. قلت له طيب الله معك! أنا عميل ولا فقط تريد أن تشوِّه صورتي؟ هو يقول قاضيني حتى يؤثر عليها ضدي، وكل هذا يدعم ويناصر القضية الية. يعني هو يقول هكذا حتى ذلك يكون فكرة تأتي ضدي! قلت له: لكنكم تقولون عني بأنني عميل! يعني قرّر هل أنا عميل أم أنا مناصر للقضية؟

 

أحمد البيقاوي: [00:45:46.15]
اه. لكن عيسى أنت لماذا يعني ذهبت لهذه المساحة؟ كان من الممكن في الحرب تحديدًا يعني، ممكن قبل كان هنالك مسار لطيف وردي حلو. ممكن تلعب لعبة يعني أحزاب وتنظيمات وكنيست وبلدية وموقف على الأقصى وموقف خارجي مجاني يعني. يعني ممكن هكذا ما بين قوسين اسميه (مجاني)، لكن في الحرب صار الموقف ثمنه كثير غالي، ليش؟ ليش كملت؟

 

عيسى فايد: [00:46:13.09]
مشكلتي أصلا ليست أنني كّملت يعني، كل ذلك أخذت موقف عليه، يعني هذا الموقف يعني ممنوع نحكي فيه. يعني احنا ما عملنا ولا اشي! احنا أي عذر سيسألنا اياه التاريخ أو المستقبل تمام؟ فليس هنالك عذر. أيمن عودة على رأيه: "احنا الكتيبة الصامتة". ما شاء الله عليك يعني هذه المجازر، القيادات عليها يعني اثم كبير، وجدوا لك مبررات يريدون فقط أن يهرِّجوا على منبر الكنيست ويهدئوا من روع الناس انه احنا أخدنا بثأركم، ووبخناهم. أنا وكثير ناس قد  تأذّت، وتقول: ما بك ما بك؟ ويعني أنا أقل يعني، فهنالك أناس قد قمعت أضعاف؛ سجِّنت ودمرت، يعني تأثرت لا أريد القول انها دمّرت حياتها، هذا فيه كم كبير لكن هنالك نفس قيادي، في نفس قيادي كبير بهذه الفترة، هذه الفترة يعني ممنوع تتحدث عن شيء سوى على الإبادة التي تحدث في غزة.. لا يوجد عندنا.

 

أحمد البيقاوي: [00:47:13.96]
وانت لماذا قررت أن تحكي؟ ليه تحكي اذا ممنوع؟

 

عيسى فايد: [00:47:17.41]
ماذا أحكي! عادي أنا لم أعمل إنجاز كبير يعني. هي المؤسسة الاسرائيلية تتوعّد لي من قبل، فهذه الفترة شغّلت الاشي ضدي وضد كثير ناس يعني الذين هم متحضّرين، ولم يقولوا شيء يعني! يعني مثل سعيد حسنين الصحفي ما حدا حكى اشي! عن ماذا حكينا كلمة؟ احنا ما عملنا، شو عملنا احنا يعني؟! يعني أنا حققوا معي بسبب أنني في البداية..

 

أحمد البيقاوي: [00:47:38.42]
أنت أيضًا.. تمهل تمهل، أنت تستمر بالتقليل من الأمر حتى أيضًا نضع الاشي بسياق جمعي. لكن وكأن الناس الآن من برا الـ 48 يفهم الموضوع، ويظن أن الاشي كثير سهل! لا انت فعليًا في حالة صمت عام. أنا قادم لمقابلتك لأنك تحكي! يعني أنا واياك بنعرف، كاتب عنك وحاكيين عن بعض منذ 2014 و 2015 ومتقبلين. لكن اليوم أنا قرعت بابك؛ لأنه رأيت انه ثمّة مسار مختلف عن مسارات مختلفة أرسلنا للمحل الذي انت الآن لديك موقف في الإبادة وهذا مش اشي سهل يعني انت ترى قيادات سياسية حتى ساكتة!

 

عيسى فايد: [00:48:15.20]
نعم أكيد أكيد، احنا بنحكي وانت بتقول انه أنا بحكي وأتعرض لمضايقات، لكن يا عمي هذه مقابل الإبادات التي تصير عند شعبنا بغزة يعني وبالضفة أيضًا، ليس فقط بغزة! يعني بتروحوا على مخيم جنين، طولكرم نور شمس، يعني احنا وكأننا عملنا شيء عظيم ذو شأن! يعني مزبوط احنا بدنا نُري العالم الخارجي بانه احنا نعمل، لكن يا عمي احنا..

 

أحمد البيقاوي: [00:48:43.19]
لا انا ما بدي افرجي العالم الخارجي. انا بدي افهم.

 

عيسى فايد: [00:48:45.83]
لا أقصد المعنى المعنى، أكيد نتعرض لمضايقات وقمع وتدمير وتدمير مصالح، وملاحقات قانونية. لكن يعني هذا كما يقولون الذي نقدر أن نعمله. يعني لازم يكون في مظاهرات، لكن لا يوجد قيادات، ولا مظاهرات جدّية، ولا  ولا.. غير المظاهرات، انسَ المظاهرات، لا يوجد قيادات التي بصفتها تتابع قضايا المعتقلين، قضايا الذين دمِّرت بيوتهم..  يعني حتى اليوم أكبر مصيبة أن المناضل الذي يطلع مظاهرة يعتقل ولا يجد أحد يقف معه! هذه مأساة. يعني أنا حين تعرضت لكل هذه المضايقات، توجهت لمنظمات حقوقية قالوا لي: اغرب عنا، لسنا متفرِّغين لك، يعني أنا حاربت كل هذه الأشياء ووضعت  محامية مني أنا، هم فقط شاطرين يشحدوا على اسمنا بأوروبا، منظمات حقوقية وبعثنا مكتوب، أما هم على أرض الواقع عندهم، عند التقسيمات والتمييز بين.. احنا عنصريّين بين بعضنا؛ ابن الشيخ والشيخ، وابن عضو الكنيست، وبالرئيس الذي يمثلوه، أما بنشرجي أنا ونحبه لكن هو ليتدبّر حاله بحاله، هكذا طلعولنا الموضوع.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:06.52]
على صعيد الملاحقات هل طرقت ابواب مؤسسات؟

 

عيسى فايد: [00:50:10.45]
طبعًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:13.24]
وانت بالستوري كنت توجّه كلام على مؤسسات كثير؛ مؤسسات حقوقية انهم لا يقفون مع الناس.

 

عيسى فايد: [00:50:19.72]
لا لا يقفون. وأنا لأقل لك شيء. يعني هنالك محامية حقوقية كانت تشتغل موظفة في مركز حقوقي كبير اسمه "عدالة"؛ اكبر مركز، وحين عملوا لي تقييد على حساب البنك والفيزا، ودفع الفيزا، ذهبت قعدت معها قلت لها لا أريد بالمجان، واذا بها طلبت مني 60000 شيكل! طيب أنا أنهيت كل هذا الموضوع فقط بـ 7000 شيكل، وهي تطلع لي كل مرة وتحكي بالتلفزيون. طيب يعني كيف تستغلون مصائب الناس؟! طيب خذ مصاري، خذ مصاري كلها جلسه يعني! ونحن عارفين يعني.. لا ينفع أن تحكي أنت لست محامي تجاري، أنت عامل حالك في الصف الأول للحقوقيين، وتحضر مؤتمرات، وتحمل مايكروفون وتقعد تزاود على الناس! لا ينفع هذا الحكي! هذا شيء يقهر! يعني أنا كان صاحبي أشرف أبو علي صاحبي بالفعل انحكم 10أشهر، ومكث 14 شهر؛ لأنني لم أجد محامٍ يزوره! وأتوسل إليهم وخذ مصاري، وخذ مصاري، بالآخر وجدت محامٍ يزوره، قال لي بدي 2500 شيقل، قلت له: خذ 3000 وزره. يعني المحاميين ليسوا طبيعيين اليوم!

 

أحمد البيقاوي: [00:51:31.39]
انا انتبهت لشغلة أيضًا، انه بتعرف لما طلع الحديث عن صفقة التبادل الاولى تفاجأت بأعداد المعتقلين في الـ48. يعني لم يكن هناك أرقام واضحة. لم يكن هناك رصد لهم. فلمّا صارت القصّة أحسست أنه على مستوى صحافة/ إعلام، والناس كانت خائفة. واضح لحتى يعني أكثر من طرف او اكتر من عامل ساهم بإنه نحن لا نعرف بهذا العدد من المعتقلين او في ناس معتقلين على خلفيّة رأي يعني.

 

عيسى فايد: [00:52:05.05]
فش فش آه بالضبط فش فش مركز يتابع هاي الناس. يعني في ناس انا أعرف صبيّة كانت معتقلة وطلعت بالصفقة، لكن المحاكم تواصل ضدها، يعني هي كانت رهن الاعتقال. لكن المحكمة أكملت، يعني المحاكم كملت ضدها، وليس طلعت وخلّصت.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:30.35]
طب عيسى أنت واع لهذا الكم من الملاحقة؟

 

عيسى فايد: [00:52:37.13]
آه طبعا.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:38.51]
ولا يضعفك؟

 

عيسى فايد: [00:52:41.00]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:42.11]
ولا مرّة جاءتك لحظة ضعف أو تعب؟

 

عيسى فايد: [00:52:47.84]
لا أفكر للوراء.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:50.21]
لا أحب "العنترة" في تقارب أنا

 

عيسى فايد: [00:52:51.83]
لا لا. أنا في تلك المرة كان لدي البارحة..

 

أحمد البيقاوي: [00:52:54.59]
يعني بني آدمين احنا اه ههه؟

 

عيسى فايد: [00:52:57.14]
لا لا. أكيد بني آدمين لكن يعني.. لا لا ليست "عنترة"(عنف).

 

أحمد البيقاوي: [00:53:02.78]
لا لا أنا بقول لك، أنا لا أحب العنف. يعني بالآخر أنت حدا واقف على قدميك وصلب، ممتاز.

 

عيسى فايد: [00:53:07.22]
لكن أنا يا عمي..

 

أحمد البيقاوي: [00:53:07.46]
لكن يضعف البني آدم يا أخي.

 

عيسى فايد: [00:53:12.05]
لا لا. لكن أنا بالحارة أنا تربّيت، أنا كنت أتزحلق على زينكو، وأنا كنت أربط كلب بسيخ.

 

أحمد البيقاوي: [00:53:18.56]
ماشي ماشي، وبتوقع (تسقط) عن الزينكو وبتعيط، عادي، لا يحدث شيء.

 

عيسى فايد: [00:53:23.37]
أنا ذهبت إلى الأقصى ثلاث مرات، وأنا كنت مسجون قبل هذه المرة، يعني أيام، ليس سجنا طويلا. اعتقلت عدة مرّات. هذا الشيء لم يكن فجأة، يعني أعرف هذه التصرفات، إنه مش عنتر، والله لست عنتر. يعني أنا امبارح كان عندي مندوب شركة يهودية، يقول لي، يخرّف يعني، صار له زمان ما جاء عندي، معلّمه لم يعد يشتغل معي، لأجل هذه الأحداث، أقول له أنت كيف قدرت تكمل بهذا التحريض يعني؟! وهو يعرف إيش صار. قلت الحمد لله. يعني لست عنترة، عادي يعني هسا واحد اسمه طير من هنا يعني انا. إيش لازم أضبّ العدّة وأروّح؟ ليست هكذا الحياة.

 

أحمد البيقاوي: [00:54:03.30]
لا مش هكذا  الحياة، بس في شيء يعني أيضا هذا المسار، تعرف في شيء إنساني أيضا عنا إحنا لازم نعبر عنه. لازم  نطلعه.

 

عيسى فايد: [00:54:12.90]
ولا يمكن أحس للحظة إنه أنا تندمت على شغلة عملتها، أنا أحكي على مستوى الأمور الوطنية، يعني ممنوع منعا باتا، ممنوع. إذا مفكّر انكسرت أنا، خلص، ضبّ العدّة وروّحنا.

 

أحمد البيقاوي: [00:54:31.35]
ههههه. يا أخي في شيء، النديّة بالعلاقة مع الإسرائيليّين موجود عندكم، وأحسّ بالمقابلات خاصّة مع أهل الـ 48، في شيء مختلف عنا؛ أنتم من قد ما عاشرتوهم وشغالين معهم، صار في شيء ندّيّ بالعلاقة لا تريد أن تظهر له حتى أنك تعبت أو ضعفت بمحل. أو إنه مثلا يعني لا تريد أن تظهر جانب الضعف قليلا، كأنه أنت فاهم إنه هو سيستغلّ هذا الضعف، أو هذا التصريح بهذه المقابلة إنك أنت ضعفت.

 

عيسى فايد: [00:55:01.56]
طيب، ههذه هي غاية.. يعني دافيد بن غوريون قال: إسرائيل قائمة على  إنه حربها قائة على الحسم. لازم تكسر الشخص الي قبالك، كسرا، كما فعلوا سنة الـ67،  هذا الذي لازم تحاول تعمله،إذا أنت كسرت الطرف الي يقابلك أنت وصلت لقمة الكون. هسة هذا التفكير هو انبسط عليه. هو كسره.

 

أحمد البيقاوي: [00:55:33.43]
طيّب بنفس الوقت هل في ثمن يوم يوم تدفعه على مستوى عائلتك؟ على مستوى الشغل؟ غير الأشياء التي أنت قلت لي إياها.

 

عيسى فايد: [00:55:47.02]
نعم طبعًا هنالك الكثير! تروح على بنك تحسّ أنهم يخافون منك، تروح على ضريبة ويأتون عندك فأنت وقعت، دائمًا يعني، لكن هنالك أيضًا مقابل، ففي المقابل شعبك يحتضنك..

 

أحمد البيقاوي: [00:56:06.01]
هل ينفع أن تحكي لي على الاثنين مع بعض؟ يعني الأثمان التي تدفعها يوم يوم هذه مهمة لي، تمام؟ لكن أيضًا مهم أن أرى الصورة المقابلة، لكن أنا أر يد أن تعطيني تفاصيل.

 

عيسى فايد: [00:56:19.36]
أعطيك تفاصيل؟ أنا مثلا عندي بطاقة الاعتماد ما يسمى السقف خاصّتها منخفض، وأحاول أن أرفعها، لكنهم لم يقبلوا أن يرفوا لي إياها! إذا أردت تأمين سيارة، ومنذ جمعتين(أسبوعين) أريد تأمينها لكن حين يرون عيسى فايد فيرجع لك، يعني فاهم؟ يعني هنالك الكثير من الأشياء.. حتى في المحل قالوا له: هذا شخصية مشكلجية(كثيرة افتعال المشاكل) فهمت؟ يعني كل شيء تحضّر أن تقابله هذا! حتى هنالك الكثير من شركات الإطارات أعمل معهم ولا يتابعونني. يعني البارحة هنالك شركة إطارات بشتغل معها، كانوا واضعين أسماء محلات الإطارات بمنطقة حيفا، ولا يضعون اسمي! فبعثت له، وأنا بعرف الخلفية؛ لماذا لا يضعون اسمي، لكن كل شيء ليس بهذه السهولة يعني..

 

أحمد البيقاوي: [00:57:08.02]
يعني بالمقابل ما كانت هيّة الاحتضان؟

 

عيسى فايد: [00:57:13.33]
هذا الشيء أنا اخترته يعني بحب ورضا، وأنا لست هذا الذي فاتح طول النهار موطني! لا بل أنا هكذا بالفطرة يعني، يعني بناتي أقعد معهن وأفهِّمهن شغلة، فينتهى الموضوع فيكنَّ قد أخذن ذلك على فكرة وشخصية معينة، فأشرح لهن ما هذه الفكرة، وأفهّمهن ذلك، وفي النهاية هم يقررون. يعني لست طوال النهار قاعد وأحكي لهن عن النكبة، لا أريد أن يتعلموه كيف انا تعلمته بالفطرة؛ لأن الانسان بطبيعته يحب الشيء الهيِّن عليه، يحب الرواية الهيِّن عليه، ممكن احنا يصوتون للكنيست 15 عضو حتى يريِّحوا أنفسهم من الخروج بمظاهرة على "تل ابيب" يقول لك هؤلاء انتهى أمرهم، لا بد أن يطلعوا، ويظنون أن الذي عملوه انجازات!

 

أحمد البيقاوي: [00:57:58.54]
طيب هل في يوم شعرت فعليًا انه انت بدك يعني تخفّف، تنسحب، تغيّر من...؟

 

عيسى فايد: [00:58:08.92]
لا أغير لا لا. أغير لا طبعًا لا. لكن أن أنسحب أو أخفف اه بخفف هذه الفترة، أكون أود أن أنشر شيء فلا أنشر. مثلًا يوم ذكرى سقوط حيفا، قبل الجمعة كان ذكرى دير ياسين ما كنت أحكي قبل الحرب انه مجزرة دير ياسين هي كانت يعني المجزرة التي أحبتها الحركة الصهيونية، لماذا؟ وكما يقولون نقلوا البلدات العربية حتى يهربوا، يعني أول مجزرة كانت مجزرة دير ياسين، التي هي ثلث البلد، وهي كانت مصدر التهجير، حينما أهلها هجِّروا من حيفا ولا من المجدل الذين كانوا على قناعة أنهم راجعين، غير أنني أرى أن هنالك دول استقبلتهم ووطّنتهم، وهنالك دول لمن يقرأ التاريخ قاوقجي كان يمنعهم أن يتهجروا يعني، فأنت تصبح تفهم أكثر الصورة، من الزلّات أننا كنا نحترم الدول التي تبنتهم وبالتالي كان هنالك اتفاق للحركة الصهيونية(جنيف)!

 

أحمد البيقاوي: [00:59:12.38]
طيب عيسى الناس التي تخاف أو تأتي تقول لك أنا مخنوق، والله الذي أنت تفعله ممتاز وهكذا، ويعبّر عن خوفه؛ عن أن يتمنى أن يعبر لكنه غير قادر..

 

عيسى فايد: [00:59:24.20]
نعم يوجد الكثيرين من هذا النوع .

 

أحمد البيقاوي: [00:59:24.59]
شو بتحكي معه؟

 

عيسى فايد: [00:59:27.08]
أنا أفهمه، وأحبه، وأحترمه. أنا لا أحب الناس التي تلومك، ماذا تستفيد من "الخراريف"(الكلام الفارغ)؟!  طرقات، بنات، ما شأنك بكلامهم الفارغ؟ أنت لديك مصلحة. أنت مكيف. هههههه. والله مكيّف يعني؟ إيش مكيّف يعني؟ يعني  لا أعرف كيف كل واحد بفكر، يعني خلص نسكت، إحنا مكيّفين وعندنا مصلحة. أنا لو لا أعمل عمايلي والله كان عندي شغل مئات الأضعاف، لكن يعني كيف التفكير، بمرق هونا محلات بناشر عرب، اللي معلّف علب، أصفن فيهن يعني، وأنا والله أضعهن في جيبتي الصغيرة. يعني مضحكين، إنه ليش. الحمد لله، والله كله رضا من رب العالمين ورضى والدين.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:23.37]
 [01:00:23.13] مرة ثانية.  [01:00:23.61]ماذا تتخرّف(تتحدث) معه؟ يعني هذا الذي تعذره، ما الحوار الذي يدور بينك وبينه؟

 

عيسى فايد: [01:00:30.57]
أغلب شعبنا هيك.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:32.64]
فاهم، عشان هو اغلب شعبنا.

 

عيسى فايد: [01:00:35.61]
لانه فاهمك وما قدرت تسوي ويشتغل محل كذا انه..

 

أحمد البيقاوي: [01:00:41.31]
اعطيني نموذج لحوار صار مؤخرًا مثلا بينك وبين حدا.

 

عيسى فايد: [01:00:45.48]
هذه دائمًا تصير. قبل قليل كان عندي قاعد واحد..

 

أحمد البيقاوي: [01:00:48.87]
آه شو صار؟

 

عيسى فايد: [01:00:50.22]
قال لي: كيف حالك؟ أنا من زمان أود رؤيتك، أنا أتابعك، وبحبك و متفق معك. وأنا أحيِّيك على مواقفك والله. الله يسعدك والله استمر، إن شاء الله دائما تثبِّتنا جميعاً. وهذه هي، ودائمًا موجودة.

 

أحمد البيقاوي: [01:01:03.27]
لكن ألا تشجع الناس فعليًا على أن تعبر عن رأيها؟

 

عيسى فايد: [01:01:09.18]
الآن في هذه الفتره لا. ليس الأمر انه بسبب أحد، لا لا. لكنني لا أريد تحمُّل خطيّته، بكرة يأتيك عميل(خائن) يقول لك: صورته وهو فاتح محل بناشر بحيفا. يعني بدي الإنسان كمان اذا صار معه اشي لا سمح الله انه هو يكون مقتنع بهذا الأمر، يعني أرى منشورات، رأيت لواحد مشهور، انحبس وهو عامل حاله قائد(يتصنَّع) في هبّة الواحد والعشرين، كاتب انه ورّطتم الشباب وحبستوهم لنرضى عنهم! الواحد اذا أراد أن يعمل شيء فيتحمل، أنا اذا سجنت يعني ما بدي ألوم هذا الذي لم يقف معي! هو لم يقف معي فهذه مشكله فيه، لكن أنا مواقفي مقتنع فيها. يعني انا ما بقدر اشجعه على شيء ينشره! حتى المرأة عندي(زوجتي) تقول لي: مسموح أن أنشر هذه؟ مسموح أنشر هذا؟ قلت لها: اسمعي بدنيتك فيحضرونك. إياك أن تقولي عيسى قال لي ذلك، حتى لا تورطينني وحتى لا تلومينني. فهمت كيف انت؟ يعني أنا حينما حققوا معي المرة الأولى وكنت قد توقفت، بسبب أنني قلت بالفيديو انه احنا بدنا ننشر الرواية الية حتى لا نتعرض لخطر، أدانوني بالتحريض! هكذا تماًما! هذا الفيديو لم تعجبهم هذه الكلمة! ما كانت هذه الكلمة يعني؟! يعني نسمع فقط هاجاري؛ الناطق باسم الجيش وننشر روايته؟!

 

أحمد البيقاوي: [01:02:27.10]
والله هالكلمة بتسوى على فكرة. يعني الواحد يروح يواجه عشانها اذا واصل السقف لهون.

 

عيسى فايد: [01:02:33.49]
أول تحقيق معي على هذا الفيديو. بسبب أنني قلت احنا بدنا ننشر الرواية الية، ما بدنا نتبنى فقط الرواية الاسرائيلية حتى ولو تعرضنا لخطر، ولو تعرضنا لخطر، فهذا اعتبروه تحريض، والحقيقة أننا تعرضنا لخطر.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:49.42]
وعيسى شو كمان؟ شو كمان اتحقق معك؟ على شو كمان.

 

عيسى فايد: [01:02:53.17]
هذا الفيديو

 

أحمد البيقاوي: [01:02:54.25]
فقط هذا. حادث واحد.

 

عيسى فايد: [01:02:56.68]
وقعد معي ما يسمى مسؤول المخابرات ساعتين ثلاثة.

 

أحمد البيقاوي: [01:03:03.53]
هذا متى؟ الذي كان في الأربعة أيام أم التي قبلها؟

 

عيسى فايد: [01:03:05.96]
لا بل الـ 4 ايام. التي بعدها جاء عندي ما يسمى "البوليس السري"، قال لي: أي ساعة تغلق؟ قلت له: 8:30، قال: أريدك أن تغلق اليوم أبكر، قلت له: ليه؟ قال لي: سمعنا انهم يتظاهرون هنا، قلت له: ما بدي أغلق، قال لي: طيب، فراح وأحضر لي أمر إداري؛ انه لازم أغلق للصبح حتى يفسحوا المجال للمتظاهرين أن يتظاهروا، ووقتها كان ممنوع التظاهر ضد الحرب، اعتقلوا ما يسمى القيادات، يعني لم يكن هناك أي تظاهر بشهر 11 بدايته، فأنا أغلقت المحل، وإذا به يقول لي: تعال أنت لأنك صوّرت فأنت معتقل، اعتقلوني ومدَّدوا اعتقالي، ولم يكن ثمّة يعني سبب لاعتقالي، فقال: لا، بل وصلنا شكوى جديدة. ما الشكوى يا حبيبي؟! قال مرّت سيارة من أمام المحل، وسمعوا صوت يقول "اذبح اليهود" وجاءوا لأخذ الكاميرات، فالكاميرات تسجل صوت في الخارج، حتى لا يتضح دليل براءتي. فأخذوا تسجيل الكاميرات ولم يرجع، يعني يلبسونك تهمة، يعني ممكن واحد يهودي يوقّف ويقول: "اذبح اليهود.." ثم يقولون لك هذا من المحل طلع! ويعتقلونني يعني! عدّ يعني القوة والقدرة ليفعلوا ذلك والوقاحة.

 

أحمد البيقاوي: [01:04:30.86]
لهذا القدر متأهبّين هذه الفترة؟ مستنفرين عليكم!

 

عيسى فايد: [01:04:35.24]
يريدون أن يسحقوا الناس اذا مش قانونيا اقتصاديا، كما فعلوا بالضفه الغربيه. أنا أقول لهم دائما الجيش حتى يظهر بمظهر _حتى وحدة 101 التي كانت تعمل مجازر كانت تلبس أدوات قتاليه ليست من الجيش الاسرائيلي، يعني السلاح، كانوا لا يجلبون زي عسكري مكتوب عليه الجيش، حتى يبرر لنفسه المجازر حتى يقولوا انه هذه مناوشات بين السكان، يعني كما يفعلون اليوم في الضفة الغربية؛ ههه هجوم مستوطنين وحرق بلدات! حتى يكون الجيش وكأنه يعني الحكم الفاصل بينهم. وهنا نفس الشيء، حينما نبلش به يأتي ويتظاهر هنا عشان يكسِّر لي المحل، حتى يقولوا مناوشات! وانتهى الأمر فككناهم عن بعض! مع انهم يعطون القوة للطرف خاصتهم. هذه السياسة معروفة. هكذا قامت "دولة اسرائيل".

 

أحمد البيقاوي: [01:05:28.84]
طيب بمكان ثانٍ هل هنالك ناس مثلك أيضًا، يعني يحدث معها نفس الشيء ويأخذون نفس الموقف؟ هل تعرف؟

 

عيسى فايد: [01:05:39.79]
مشاهير على السوشيال ميديا لا. أما أناس عاديين فنعم طبعًا. يعني مواقف ثابتة وتعرض لمضايقات كثيرة، وسجن. فتم إقفال أفواه الكثير من الناس.

 

أحمد البيقاوي: [01:05:54.28]
الآن سنأتي لهم مشاهير السوشال ميديا. لكن فهِّمني فعليًا في اليوم بيومه. الناس على مستوى ميداني.

 

عيسى فايد: [01:06:01.26]
نعم يوجد، هنالك أناس الذين أعرفهم..

 

أحمد البيقاوي: [01:06:04.41]
لانه عيسى أنا لا أخفيك يعني، أنا الذي فهمته انه الحاله في الـ 48 ما بعد الإبادة متجهة نحو أسرى لأكثر. يعني كل الادعاءات الخاصة بقول: "انه الدوله هي القوية، والعرب آكلين الويل.." وما على هذه الشاكلة..

 

عيسى فايد: [01:06:19.47]
على المدى البعيد، لكن لا.. وحسب الجمهور الذي عندك كما تعرف يعني، ففي هيك وفي هيك. لكن انا أرى الناس أغلبها.. يعني لازم احنا ننقل الذاكرة، وننقل للجيل القادم الأحداث كما هي لا أن يضحكوا علينا.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:38.70]
ماشي باليوم يوم فعليًا الآن، الناس صارت ترى حالها وتعرّف حالها أكثر ية، أكثر عرب، بعد 7 اكتوبر والاباده؟ أم أكثر اسرائيليه؟

 

عيسى فايد: [01:06:47.73]
لا أكثر يه. ليس أن تعرِّف حالها داخليا يعني، أكثر ية.. أكثر أكثر بعد المجازر.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:55.63]
هكذا برأيك؟ الوعي السياسي وسع؟

 

عيسى فايد: [01:06:57.70]
رأوا ذلك، ويشاهدون، فلا يصحّ أن تكذب عليهم بالمجازر وبما يحدث.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:02.47]
لكنهم كانوا يعرفونه، كانوا دائمًا يرونه، الجديد هو مستوى القمع!

 

عيسى فايد: [01:07:07.84]
لا ليس بهذا الكم! يعني عندنا الرواية الية ناقصها كثير نشر وعي، حتى أهلنا في غزة يعني ولا في مخيم جنين ما تهجّروا من هون! يعني انت جزء منا رغمًا عن رأسك، هؤلاء لم يكونوا ساكنين هناك، واحنا ساكنين هنا فصرنا هكذا! لا. هؤلاء كانوا هنا!. لكن هنالك وعي.

 

عيسى فايد: [01:07:33.76]
في وعي صادق. خلينا نقول.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:38.50]
مش فاهم.احكيلي لماذا انت بهذا القدر قد أخذت الرواية الية بشكل شخصي! يعني انت بتحكي عنها بعنفوان يعني.

 

عيسى فايد: [01:07:50.68]
لانه هنالك قله وعي في السرديّة، ماذا تمثل الـ 1948 عند الناس؟ فقط النكبة وانتهت الحكاية! تهجّروا.. من الذي تهجّر؟ لا أحد يعرف! 500 قرية أم أكثر؟ ما هنّ القرى هذه؟ لا أحد يعرف من هن! هل لنا أقارب؟! لا. احنا شعب تشتت يعني تمزق، لا يوجد تسليط ضوء على مجزرة كذا ومجزرة كذا، يعني مجزرة كفر قاسم نعرفها، دير ياسين يعني قليلاً، تهجير حيفا تهجير فحسب! مجرد كلمة! طيب ماذا صار في تلك الأحداث؟ كيف تهجرت؟ ليس لدينا الوعي الذي يحكي لك كيف سارت الأمور. غدًا يقولون حرب غزة؛ استشهد فيها فوق الخمسين ألف، وانت الحكاية! أهي الحرب هكذا صارت؟! ليس هكذا!.

 

أحمد البيقاوي: [01:08:29.00]
وأنت ترى حالك باليوم يوم هذا أنك تعمل دور ضمن هذه الأدوار الأكبر في الرواية؟

 

عيسى فايد: [01:08:35.21]
ااه طبعاً.

 

[01:08:36.08]
ماذا تفعل؟

 

عيسى فايد: [01:08:38.39]
أنشر فيديوهات من قبل الحرب، وأحكي عن كل شيء وأشدِّد عليه، ففهِّمني كيف تتخذ القرارات. يعني أنا قبل الحرب كنت اقرا عن حرب الـ67، وكيف أن الحرب كلها قامت على إغلاق مضيق تيران. اليوم الحوثيين منذ سنة ونصف مغلقين تيران ضد السفن الاسرائيلية، كيف انه اسرائيل أحيانًا حتى هنالك ناس يعني لديهم الغباء الغير طبيعي! اليوم يعني لو صارت صفقة وتحرر الكل، هل تظن أن اسرائيل تتوقف؟! ها هو أكبر دليل في لبنان؛ انه ليس لديها الحجّه مرة أخرى أن تعتدي، عندها حجج فارغة يعني، في ناس تقولك: خلاص أعطوهم ما يريدون وينتهي الأمر! لا لا ليست هكذا تدار الأمور يعني. يعني لازم يكون هنالك أكثر وعي، ها هم في لبنان يعني "اسرائيل" تقصف لبنان، تقصف سوريا بدون رادع، رغم ان هناك اتفاق وقف اطلاق النار.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:39.59]
ما بحكي لك كمان كمان على قطع الصوت. احكي لي اتفضل.

 

عيسى فايد: [01:09:46.82]
ايش احكي؟ لو تعيد السؤال.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:49.01]
اه لا هو قطع انت قطعتني لم يقطع الصوت ههههههه.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:55.10]
كنت بدي ارجع اسالك على الأسرلة مره ثانية عيسى، معلش اسمح لي أن أشكك أكثر بالذي أنت تقوله، كويس؟ أنا فاهم انه الناس ممكن يعني كل فكرة المجازر والخوف والتضامن وكذا يجعل الناس على مستوى عاطفي ونفسي تقف مع الأطفال وتقف مع.. يعني لا مفرّ كل الكوكب يحكي عن الإبادة فطبيعي الناس في الـ 1948، لكن المقولات التي في الـ1948 دائما الناس كانت تروح باتجاه الأسرلة أكثر فيها، والتي تمثل انه في دولة، وفي اقتصاد واحنا مواطنين هنا. وأنا ما شأني بالعرب، واليين؟ ومقاتلين، وذبّحوا بعضهم، ويخطئون و.. في هذا الوقت هنالك ادّعاء يقول: انه هذه المقولات الآن تشتغل أكثر في المجتمع، يعني الناس التي تدعوا للأسرله، أو هي قاعدة الآن تتأسرل أكثر(تجعل منها اسرائيلية) او تعرِّف حالها كاسرائيلية أكثر وتمارس ما بين قوسين (اسرائيليتها)، الآن تكثر. انت الذي تقوله لي النقيض، أنا بجرب أفكك، اذا كان النقيض نقيض عاطفي نفسي تجاه الإبادة وتجاه الأطفال، أم على مستوى سياسي وهوية ية وعربية هنالك شيء بالفعل نقيض؟

 

عيسى فايد: [01:11:07.08]
أنا أرى الجهل انه بالفعل هنالك نقيض يعني، انه غير العاطفة صار هنالك وعي، المخابرات هنا تشتغل بشكل مخيف. يعني الذي ترى عنده بعضًا من منشورات، ومواقفه وطنية فيحضروه، ويعطونه تهديد. في ناس كثر ممّن أعرفهم أنا قد انكسرت، يضع حلقة وبصير يعني بعيد الاستقلال. يعني فرأيت قبل الحرب كنت أرى من الشكل وأعرف انهم مروا بفترة تهديد ترهيب وليس انه يخاف، ففي ناس ضعفاء النفوس فيخاف.

 

أحمد البيقاوي: [01:11:44.91]
مش فاهم فهمني. فهّمني.

 

عيسى فايد: [01:11:46.72]
يعني أنا بعرف شخص معين كان ينشر مواقفه الوطنية _قبل الحرب أحكي أنا_ قالوا له المخابرات تعال، أحضروه مرتين ثلاتة، حشروه، هدّدوه.. فلم يعد كما كان، لم أره إلا وهو قد قصّ الحز، وصار يحتفل ويضع أغاني أشبه بـ لا يوجد بعد دولتنا" وتأسرل، بل وحتى أكثر من مجرد تأسرل، بل صار حتى صهيوني! لكن على مستوى الفطرة للقمع الاسرائيلي والاضطهاد والعنصرية هي تجعلنا نبدأ. يعني احنا اليوم حينما نرى اطباء اللي اكبر العرب نسبه اليهود هي وبيتعلموا هن يتخطوا. هن بطلوا بحاجه للدوله ان تخطوا تعليم واحد بالدوله يشتغلوا بوزارة المعارف يشتغل بشركة الكهرباء. يعني صار انه احنا صرنا احنا العرب. أنا أرى العرب، أغلب العرب الذين أعرفهن مستقلين من الناحية المادية، يعني بالمصالح. يعني حينما يشتغلون بشركات هواتف، شركات كهرباء، السنة اسرائيل بشكل عام يأخذون دَيْن ويعملوا عنها موضوع انه بروفيسور كذا أنقذ كذا، وانه هذا انجاز اسرائيلي، لكن الواقع هو الشيء المختلف. يعني خليك تتعايش وتتفوق. يعني عندنا نسبه المتعلمين هي نسبة كبيرة جدًا، يعني الذين يذهبون لصالح مستقلة، وليس في سلك الدولة. يعني لم يعد يطلب منك انك خدمت بالجيش. لم يعد هنالك! يعني العرب قدروا يدبروا حالهم بشغل بأشغال التي ليست بحاجة لها رضا المؤسسة الاسرائيلية عليها.

 

أحمد البيقاوي: [01:13:18.79]
لكن ليش الذهنية دائما انه موجود وحاضر انه هو مرتبط بالمؤسسة الاسرائيليه أو يخاف أو لنه لا يريد. يعني في هذا كمان.

 

عيسى فايد: [01:13:27.97]
لانهم لئيمين، يعني هم اذا وضعوا أحدًا برأسهم يربّون العرب فيه! يعني بغض النظر أي شيء يعمله يتصيّدون له، يعني واحد زلّ بكلمة لدكتور معين وقال انه حكاها بالغلط، فلا يوجد لدينا شيء بالغلط! فالعرب أصبحوا يبحثون عن شيء انه يبتعد عن هذا الضغط وهذا التهديد خاصتهم. يعني الذي أريد قوله يعني أنا رأيت انه النسبة قليلة، يعني تجد بيوت أبا عن جد وهن المشروع، ومشروع اسرائيلي، وهنالك أناس لا يفعلون ذلك.

 

أحمد البيقاوي: [01:14:07.32]
طيب عيسى في الإبادة هنالك مشهد ثانٍ أنتم رأيتوه في الـ 1948 وكيف أن البلد هذه كلياتها قلبت معسكر. يعني انه الناس حامله M16 وحاملة سلاح بواريد طويلة كلها، وبواريد على جنبها. الصور بحد ذاتها هي مرعبه يعني الواحد يشوفها على مستوى صور.

 

عيسى فايد: [01:14:26.37]
لا لا. أنا بالنسبة لي، أراه وأشمئز، يأتونني الزباين ويكونوا واضعين ذلك، وأقول ما هذا؟! هسا أي واحد عمل حركة يمكن يطخّوه، يعني الأمر مضحك، قبل الحرب لم يكن أحد يأتي علي جندي معه سلاح قليل جدا. اليوم غالبهم يأتي مع السلاح.

 

أحمد البيقاوي: [01:14:51.83]
نظرتك لهذا المجتمع تغيّرت بعد هذا المشهد؟

 

عيسى فايد: [01:14:59.57]
أنا يعني كتب عليّ عشرات آلاف المنشورات، عشرات الآلاف بكل معنى الكلمة، ويمكن أن أبعث لك اذا أردت أن ترى يعني، عليها آلاف التعليقات، الزبائن الذين كانوا يقولون اااه طوال حياته كان إرهابي، وهؤلاء الزبائن الذين أعرفهم يعني وبشكل شخصي! فالذي عليهم كان قوي كثير. يعني في زبائن كانوا من سنين عندي، وأكثر كونهم أصحاب يعني نتحدث، ويعرفون مواقفي السياسية، وأتناقش بالسياسة معهم والذين لم يعودون يصلون إلي.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:30.65]
مفهوم؟ لما فعليا بدي اجي اقول انه هذا المشهد. يعني المجتمع الاسرائيلي كان في اخذ وعطاء مثلا. بعرفش كيف من عندكم اليوم؟

 

عيسى فايد: [01:15:40.05]
لا اليوم تغير.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:41.55]
دائما كان في عندكم نقاش تعايش ونقاش كذا. بس باللحظة اللي انت شفت انه هذا المجتمع معسكر كله مسلح..

 

عيسى فايد: [01:15:48.90]
وغير انه مسلح، اليوم هو يحكي معك انت وهو أعلى منك! أعلى منك يعني لا تتحدث ولا كلمة، يعني هو يأتيك وهو مدعوم، اليوم يعني مدعوم من قبل نشأتها _في ناس يسمونها شرطة بن غفير، أنا أسميها اسرائيل. من واقف على رأسها؟ وزير وهي فيها اضطهاد وقتل ضد أبناء شعبنا، فهم صاروا أكثر قوة و أخذوا ظهر وسند حكومي ضدنا؛ لانه بقدر واحد تكتب تعليق لواحد يهودي فتنحبس. أما اليهود يسبّوا عليك وسنقتلك ونطردك فلا أحد سيسأله.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:30.00]
اعطيني تفاصيل يوميات اكثر.

 

عيسى فايد: [01:16:35.28]
يعني يمرق. يسب عليك يبصق عليك اليوم معهم جيب شرطة يقول لك طب ادخل جوا يصيح عليك انت الضحية.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:44.52]
وهذا كيف انعكس فعليا على محيطك على الناس الموجودة في ال 48؟ يعني انت كيف تلمس أنه انعكس عليهم سلبا ولا ايجابا؟ صار في فرص للتعايش اكثر؟ الناس في 48 معلش -اسمح لي- الناس بال 48 هلا عم تركض اكثر باتجاه المجتمع الاسرائيلي عشان يعني تلبي. بتعرف في ناس علقانة بالمواطنة والامتيازات طوال الوقت، ففي ناس ممكن تركض اكثر باتجاه المجتمع الاسرائيلي وفي ناس خلص ممكن كيف انت حكيت هيك اللي هو خلص بتبعد وبديش. انا بديش اكون قريب من هذه المحيطات.

 

عيسى فايد: [01:17:19.59]
لا أنا أرى انه حتى ولو.. حتى هل تعرف انا اليوم اذا بدي ارفع، أنا بدي اروح محل بدي "نيشان" يعني حتى هم مهما تعطيهم طعام فقط يريدون طعام، أشخاص انه يتبنّوا روايتهم هم لم يعودوا يهمهم أن يسألوا، يعني هم لا يريدوننا، لأننا نحن بالنسبة لهم نحن كلنا جزء من الإرهاب، هيك هيك هيك تعامل معنا بعد الحرب. غزة فيها محل شوارما كذا ومحل لحم كذا. وزّع وجبات مجانا للجنود وتبنّوه مؤقت بعدين خلص انتهى دور تاريخك.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:55.81]
اه طب ايه سبب كل هذا القمع اللي بتحكي عنه كل هاي المشاهد؟ انت المفروض تسامح المشاهير ليش تحطهم؟

 

عيسى فايد: [01:18:06.49]
أسامحه لو.. اسمع المشاهير ينقسمون لقسمين؛ يعني في شخص كان مرَشح حاله لأكبر حزب ويعد حاله وطني الذي انت تحبه، والذي يعمل تنمية بشرية وتكوين شخصية وما يحكي لي اشي عن الحرب وله 100 عذر و100 سبب أنا لا أحترمه هذا الانسان، انه ما يحكي عن الحرب، ويوجد التافه هذا الذي ينشر له أواعي، وحفلات، ويتسامج، بتلك الدعايات، انه لو عمل الفيديو وشاركه لمجزرة بغزة فهو مش عامل انجاز. في ناس تظن أنهم عاملين انجاز، نشرت يقول لك يعني فهمت؟ ولكن يحترموا يحترموك. يعني انا لم أعد أقدر على أن اطلع على الفيديو ليس لانني أخاف بل لأن نفسيتي تعبت، من كمّ القتل الكثير هنا بالداخل، وفي بلدنا! رغم أنني ضد إظهار الانكسار هذا أمام الاسرائيليين. أنا ضد، ضد ذلك، أنت ترى المشاهير، أدخل بالحساب المزيّف بالعربي، وأرى كيف عايشين؛ حفلات، دبي..! طيب اخجل على دمك قليلًا! يا اخي! ما في داعي تنشر، لكن يعني مكّمل حياتك الطبيعية ولست متأثر؟!

 

أحمد البيقاوي: [01:19:21.25]
طيب ما هو هذا عيسى الذي أنا كنت أجرب من أول الحوار أجرب أن أفهم المجتمع اكثر منك وهكذا.. لما انت بتيجي تدخل على يعني مجتمعات من المؤثرين الذين أنا صراحة مش قادر افهم يعني انه في اشي بيتعلق بإنه لازم تعمل إعلانات فأفهمه بيني وبينك، وأقول تمام، هذا الزلمة أصلا يعني صنعته ليست مثلك عنده مصلحة بعيدة عن التأثير ويحتاج أن يقبض ثمن الاعلان خاصته، لكن هنالك مستوى من المشاركات والسذاجة الشخصية ومشاركة تفاصيل أشعر انها مش زابطه يا اخي، وخاصه انها ليست ساسيه. يعني لا أحكي قاعد على شيف ولا صاحب مطعم مجبور يشارك أكل حتى يعمل دعاية لمطعمه، لا أقصد هذا بل أحكي عن ناس يوم يوم تستعرض بكيف قاعده بتبني حياة، وتكبّر حياه وكذا. في الوقت الذي أنت المفروض أن تكون مزعوج، يعني منكّد عليك؛ لانه اليوم في مجزرة. وأنا صراحة ما بطالب الناس بشيء يعني لاني بعرف انه في كثير عوامل لا بد أن تندرس كثير يعني. لكن في مسؤلية يا أخي يعني في اشي مش منطقي! انه انت قاعد بتستعرض بسفرك وروحاتك وجياتك ومبيعاتك وكذا. وبينفع بنفع انك تختصر بالعرس. وبينفع تختصر بالاعلانات، وبنفع تختصر بالأكل، وبنفع تختصر بكذا. بس هذا الحكي كله ما صار.

 

عيسى فايد: [01:20:35.43]
يعني حتى العرس، العرس هذا قل فرحة العمر ماشي؟ أما الحياة اليومية، أما بعد، أما بعد يعني حتى صاحب العرس لو لم ينشر يعني، أنا حين اعتقلت في 16/10 كان عندنا حمام اذا شغّيل تزوج يستحم عنا. وامي قالت ما خلصنا من العرس واذا بهم يعتقلوه. كم الناس الذين في التعليقات كانوا يوبخون الحجة، ويقولون: عرس! هذا أول الحرب يعني، فهمت كيف؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:21:03.69]
نعم.

 

عيسى فايد: [01:21:04.95]
لكن أنا..

 

أحمد البيقاوي: [01:21:07.29]
بدي احكيلك انا بالنسبة لي بفهم أيضًا من محل تانٍ انه هاي فرحة العمر يعني فاهمها. لكن قصدي أنتم عندكم فيه مبالغات يا اخي. سبع أيام و8 أيام و9 أيام و13 طباخ على 14 مغني على 5000 واحد!

 

عيسى فايد: [01:21:22.53]
في ناس منقطعة منقطعة بتعمل بجد تنقطع عن العالم الخارجي، حتى لو تقول غزة، لو حتى مكتوب واحد من بلد لا يهمه؛ لانه يعني خلص دائما هالفرحة. في ناس منقطعة عن مشاكل العالم. لكن انظر انا بتابع كما حكيت، وقلت لك أتابع المشاهير أكثر وليس الناس اللي العادية، ثم يعدم من رأسي العقل ايهاب!

 

أحمد البيقاوي: [01:21:51.49]
شو في اشياء انت لا تتقبلها منهم مطلقًا. بسنتي الابادة هاتين؟

 

عيسى فايد: [01:21:59.14]
أن يعملوا دعاية لمستوطنة، يعملو دعاية لشركات يعني مقاطعة، هذا شيء يقهر، يعني قبل سنتين، قبل الحرب كل المؤثرين أصحاب الأرقام أنا أسميهم كانوا عاملين دعايات في مستوطنة "معاليه ادوميم" بحجة أنهم لم يكونوا يعرفون أنها مستوطنة! ماذا يعرف هؤلاء!  بدي أعرف ما الذي يعرفونه! في ثقافة يا أخي! ستقول لنا عن النكبة؟! ماذا عن كل الأراضي المحتلة عام1967 التي قد قسِّمت؟! طيب يعني يعرفوا على الأقل أن هنا يوجد مستوطنة وهنا يوجد.. للأسف لا يعرفون! ولا يهتمون، الأموال قد أعمت أبصارهم!

 

أحمد البيقاوي: [01:22:40.81]
هذا عذرهم. يعني هذا تفسيرك؟

 

عيسى فايد: [01:22:43.66]
واضح. أنا قلت لك، الذين نحكي عنهم ليسوا نفس الأشخاص.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:48.91]
الآن جايين للقسم الأول، لكن القسم الثاني الذي انت تحكي عنه.

 

عيسى فايد: [01:22:52.42]
لكن أنا أراهم تمادوا بقلة أدبهم! يعني أنا أتابعهم تقريباً بشكل أسبوعي، فأدخل واتطلّع، فأراهم بالفعل قد تمادوا وأنهم لم يعودوا يهتمون بالحكي هذا! في الزمانات كان يعني كما تقول بالنسبة لنا وكأننا مللنا، كان يصير حدث جمعة جمعتين يمسكوا حالهم، ثم يرجعوا لحياة الناس. لكن هم تشعر وكأنهم لم يعودوا يهتمون!

 

أحمد البيقاوي: [01:23:12.67]
لكن أيضًا، تعرف من مكان ثانٍ انت متى ترى انه يعني لا هنالك حداد ممكن يطلع لما الواحد يتم إطلاق النار على أحد من بلده، ولا ينشر. أو لا سمح الله فقد حدا من أصحابه بجريمة أو بكذا. يعني يصير هنالك شكل من أشكال الحداد، فهنا ينفتح عندي سؤال أنا، يعني أنت مش تقول وكأنه ماكينة شغل ولا ينفع أن تتوقف أبدًا. فثمّة شيء تشعر انه بالفعل يبدو أن هنالك انتقائية لمستوى الأحداث الموجودة، أو كيف أنت وصفتها؛ هنالك انقطاع كامل يعني سواء بقرار أو كنتيجة يعني.

 

عيسى فايد: [01:23:43.72]
لا خلص يعمل حاله انه أنا مللت، وبدي أعيش حياتي، يوجد الكثير من الناس بهذا النوع، وينظرون للمواضيع هذه بهذا المنظور.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:51.13]
طيب من ناحية ثانية القسم الأول الذي انت قلته الذي هو يعني..

 

عيسى فايد: [01:23:56.44]
مثل دبي، أنا لا يمكن أن أذهب للإمارات، يعني أنا في ناس في كثير عندي من معارف الحلقة الضيقة لا يذهبون إلى الامارات. وفي ناس تذهب وتنشر! يعني وقت التطبيع مثلا! مثلاً في شركة إطارات التي نروح معهم مشاوير مجانًا، كانوا قد ذهبوا إلى دبي مرتين، أنا لم أذهب معهم. فكنت أقول له لا أنا ضد فكرة ابراهام؛ اتفاقيات ابراهيم، فيصفنون فيك يعني انك انت لا تذهب هناك! لا أذهب. لو كانت أحلى دولة بالدنيا، مقاطع لها. فأنا مقاطع الإمارات ومقاطع مواقفها.. ويوجد أناس ليسوا فاهمين ماذا هناك!

 

أحمد البيقاوي: [01:24:42.60]
شو بتتوقع منهم ما سير الخط هيك وانت يعني حدا فاهم الثمن، وفاهم ما تبعات الملاحقة، وعارف انه الموقف خاصتك انت فعليا يعني مش قاعد تعممه، أو يعني الموقف الذي هو موقفك وموقف الناس الذين بمثيلك، لكن بنفس الوقت عندك توقعات، ما التوقعات التي حتى تكون عادل معهم وغير قاسٍ معهم؟! ما التوقعات منهم بظرف مثل ظرف الإباده؟

 

عيسى فايد: [01:25:08.97]
انه أول شغلة مشاهد البذخ هذه وانه احنا كما قلت عرس، تمام عملت عرس _حتى ما تحرمهم من كل متع الحياة_ احتفل أسبوع يعني لكن مش كل حياتك احتفالات! وكأنه الحياة طبيعية! مطاعم اغاني، سفر.. لا ينفع هذا البذخ تظهره أمام هذه المجازر!

 

أحمد البيقاوي: [01:25:36.50]
انت قاعد بتقول للناس أن ينافقوا يعني!

 

عيسى فايد: [01:25:38.42]
مش ينافقوا، يعني ما ينشروا. ممكن ينافق قليلًا يعني أنا عارف! يعني بينه وبين نفسه على الأقل. يعني أنا أتيته على قدر عقله، فاهم علي؟ هو منافق. شو ما كان يكون. حتى لو هو نشر فيديو عن مجزرة أو حدث وطني أو اشي معين يبقى منافق! هو نشر ذلك من أجل أن يرضي الجمهور خاصته. لا أود أن أقول لك شغلة، في شخصية قيادية أنا بحبها. عمل عرس لابنه، أقام ولائم عشاء وما عمل احتفال، وفي ناس حتى لاموه، لكن هو لم ينشر، وفي شخصية قيادية تهرِّج دائما عمل عرس عرس! حلو؟ وبالآخر قالوا انه العريس عمل، الآن أنا لا أنتقده بهذا الشكل الشخصي فهمت كيف؟ أنا لا أحب أن أزاود، لكن هذا الموضوع لا يتم المزاودة فيه، يعني سألت أنا قالوا انه مش العروس بل العريس جلب مطربين..

 

أحمد البيقاوي: [01:26:36.39]
مممم طيب من ناحية ثانية حين تقول لي هنالك نموذج أول الذي هو الشخصيات القيادية أو التي عندها مساحات تأثير وكذا.. وما حكت، هؤلاء ما عذرهم؟

 

عيسى فايد: [01:26:50.85]
في ناس لو لا تحكي أحسن، يعني بالعكس يأخذون القضية كذريعة، الذي يرفع علم  على قمة ايفرست ليكون أول ي. أنا بالنسبة لي عندما آخذ الاشياء الوطنية كذريعة من أجل.. يكون ذكي هذا، وبروح على الأقصى ويصوره من باب المطهرة، حتى يكسب إعجابات بالعيد! القضية ليست أن تنشر صوره فيديو وعلم ! القضية برأيي أنها لا بد أن تنشر الوعي. تنشر الوعي، تحكي للناس فهّمني الصح. وليس فقط صورة.. وفي ناس لو لا تنشر أحسن؛ لأن الناس تنغرّ فيه أن هؤلاء وطنيين ومناح، وهنّ عندهن أجندات معينة أجندات ضد القديم، يعني مثل تلفزيون "مكان" كان فقط للاسرائيليين، لما جاء يعمل معه مقابلة قبل جمعة انه يحكوا عن قضيتي، كيف رحت محكمة، انا مخابرات بحكي قضيتي لكن يروّجون لبرنامج الفقرة التي بعدها، ثم يروجون برامج للأشياء الثانية. فانا ما بدي أفقد هذه الشرعية.

 

أحمد البيقاوي: [01:28:02.61]
أيضًا كنت مآخد نفس الموقف، رأيتك لم تذهب، وحكيت عن هندسة الراي وقتها.

 

عيسى فايد: [01:28:09.00]
مثل هآرتس الصحفيين نعتبرها، وليس كباقي الصحف يعني، جاءت حكت معي قالت لي: أنا بالانجليزي أتحدث. قلت لها: لا. تدفع الرأي العام. أنا مواطن ي. تشكّى على هذه وربح من محاكم.. لا. كانت الصحافة الاسرائيلية. اه ليل. حتى أقهر الذين تهجّموا علي.

 

أحمد البيقاوي: [01:28:29.59]
لماذا عندك هذا الموقف من الصحافة الإسرائيليّة؟

 

عيسى فايد: [01:28:34.30]
لانه بهذه الفترة كثير تحريض يقع علينا. يعني حتى يروّجون ليدخلوك على شيء أشبه بمشاكل اسرائيلية بين القضاة، وزارة القضاء ورئيس الحكومة يعني، انه في قضاء يعني خلينا نقول مستقل باسرائيل، يُنصف مواطن عربي يعيش في الداخل. أنا ضد انه هذا الترويج. أنتم أين كنتم حين كان يتهجم علينا المستوطنون ويشتموننا، والمظاهرات والبوليس؟ يعني لو كانت المسألة انه البوليس أغلق المحل من أجل أن يتظاهروا فلا يأتون، أما انه ربحت قضية فيأتون!

 

أحمد البيقاوي: [01:29:14.56]
عيسى كل هذا الحوار كيف يؤثر قاعد على بيتك؟ يعني انت حين تروّح بناتك، ابنك، زوجتك يخليلك اياهم يارب، يكونون قد رأوك، وأيضًا يرون الأحداث كلها ككل. هل في استكمال للنقاش الموجود أو الحياه التي أنت تخوضها، يكملون معك نقاش في الدار؟

 

عيسى فايد: [01:29:37.21]
اه في نقاش، يعني أنا أقول لك، كنا سنسافر قلت لهم لن يكون سفر إلا حين تنتهي الحرب. ولا أنا وزوجتي سافرنا بذكرى زواجنا في 28/7، وكان قد استشهد السنوار وقتها، لا لا ليس السنوار بل إسماعيل هنية، قلت لها سافرنا 3،4 أيام حتى نرتاح، يعني ما نشرنا كثير. بعدين كنت لا زلت تعبان، ولا أريد أن أري الاسرائيليين.. إلى أن تنتهي الحرب.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:11.00]
وبجانب ثانٍ على مستوى الوعي مثلاً في بناتك وابنك؟

 

عيسى فايد: [01:30:17.12]
لوحدهم يعني، يعني أرى ابنتي ناشرة شيء فبكيِّف يعني انه أنا استثمرت صح. بدي الاشي يفهموه بالفطرة، وليس أن أغز أنا برأسهم القصة، بل أن يروا هم الحقيقة وكيف يرونها.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:31.01]
واليوم راضٍ انت فعليًا من مستوى علاقتهم على مستوى هويتهم، وعلى مستوى علاقتهم؟

 

عيسى فايد: [01:30:36.29]
بيجي بقول يابا بشتغل معنا حدا يابا ويين! يستغربون يعني انه هم قدّيش متأثرين بالاسرائيليين. فهمت؟  فبعرف انه أنا فطرتي صحيحة وهم كذلك. فيستغربوا من الناس قدّيش متأثرين بهم يعني!

 

أحمد البيقاوي: [01:30:51.56]
باليوم يوم هل في سلوكيات مثلاً لا يعملونها أو يحرصون أن يعملوها وما بعملوها؟

 

عيسى فايد: [01:31:00.05]
كـ كوكاكولا الإسرائيلية احنا مقاطعين لها في دارنا، تأتينا مثلًا هدية فنزّلها، يعرفون تمامًا وهكذا تربّوا من زمان. يعرفون جيدًا أننا مقاطعين مثلًا محلات، ويعرفون يعني عن قناعة، وليس لأنني أجبرهم. يعرفون انه دبي سوف لن يذهبوا إليها. قضي الأمر.

 

أحمد البيقاوي: [01:31:24.59]
ومقتنعين أو  يجادلونك؟

 

عيسى فايد: [01:31:26.93]
لا، مقتنعين.

 

أحمد البيقاوي: [01:31:28.97]
مقتنعين؟ هسا هم إذا شاهدوا الفيديو لا أحد سيكتب لا مش مقتنعين؟ إذا شاهدوا الحوار هذا؟

 

عيسى فايد: [01:31:37.97]
أووف، ههه، مجاكرة بي، لا هم مقتنعين، يعني مقتنعين الحمد لله. في هذه الحبسة  عرفوا يعني،  يعني لما أكتب شيئا بنتي الثانية ألاقيها تبعثلي، يا أبي، بلاش تكتب اليوم، يأتوا يقابلوك، فاهم؟

 

أحمد البيقاوي: [01:31:56.93]
اه، فهم صاروا يعملوا عليك رقابة أخرى هسا.

 

عيسى فايد: [01:32:00.41]
اه، أجّل، ليس لا تكتب.

 

أحمد البيقاوي: [01:32:02.99]
كيف أثّرت عليهم آخر تجربة اعتقال؟

 

عيسى فايد: [01:32:08.16]
عادي، يسألوا يطمئنوا على الشغل. آه يابا، كيف، يسألوا دائما يعني

 

أحمد البيقاوي: [01:32:14.64]
لا، قصدي بعد ما أنت طلعت الأربعة أيام كيف رأيتهم بغيبتك؟ بعد ما رجعت.

 

عيسى فايد: [01:32:22.23]
المرأة تخاف قليلا، البنات أثبت قليلا. الآن تزعل المرأة..

 

[01:32:25.47]
ههههههه.

 

عيسى فايد: [01:32:25.74]
يعني هن رأوا اللؤم بالتعامل، فهن ما يخافوا، بل بزيدوا عزيمة.

 

أحمد البيقاوي: [01:32:34.92]
طيّب، أنالا ألومك. تمام؟ لكن عندي سؤال استفساري، تمام؟

 

أحمد البيقاوي: [01:32:39.99]
 اه، الحجة! إيش مالها الحجة؟

 

عيسى فايد: [01:32:45.15]
ثاني اعتقال نشر صحفي الفيديو لما سكروا المحل وتظاهروا واعتقلوني. قالت له بعثت له رسالة، دخلت على حسابها الفيسبوك، بعثت له مشان الله احذف الفيديو، هسا يرجعوا يحرّضوا عليه مرة أخرى. يعني لا تريد الفيديو ينتشر، فهمت؟ أقول لها مالك حجّة؟ والله خلص يكفي تحريض، بعدين أمي ترافقني دايما معي، لكن رأيتها عملت حساب لهذه الأمور.

 

أحمد البيقاوي: [01:33:10.72]
طيب أنت حكيت فعليا إنه يعني بسياق تلوين يحكوا لك، أو بسياق لوم، يأتون ويحكون لك إنه تلهّى ببناتك أو في أولادك ودارك وهكذا. لكن...

 

عيسى فايد: [01:33:21.28]
 بالأقصى يقول لك صلّ بالشمال، ووجّه وجهتك للأقصى.. 

 

عيسى فايد: [01:33:24.01]
يعني عادي دائما هذا الاشي موجود.

 

أحمد البيقاوي: [01:33:27.70]
تمام لكن أنا أسال هنا من محل يعني إنساني عادي أب انت فعليًا بالآخر، وعندك عاطفة كبيرة تجاه يعني عيلتك نراها. الله يخليلك اياهم. قدّيش يعني عندك خوف من انه هذه الاختيارات أو هذه المسارات التي انت تمشي عليها تنعكس سلبًا أو يصيبهم شيء منها؟

 

عيسى فايد: [01:33:50.41]
وحدث طبعًا. طبعا لما انا يعني هسا انا مش عم. طب يعني بعد الاعتقال والمقاطعه الكبيره اللي صارت. انا يعني خلينا نقول 13 شهر 16 شهر 12 شهر وبلاش تكشف انه سكرو لك هدول للثبات والهاي مش قالوا لي ادفع مبروك كله بمرق عندهم وفي الزباين. ولو كنت اشهر 5 11 كان انشهر يعني مكنش في داعي انا قلت كلمه انا حياتي خلص يعني انتهت لازم اغير. واذا واحد قال لي صار عندك بنات شوية بنات خلونا نفكر بالموضوع وجيت اطلعت على الصور عندي حط هون وسافرت قلت انا منيح يعني استمتعت بهاد شوي اللي فاتت يعني انا قلت خلص بس بعد ما شفت الفيديو بتزكر 5 11. يعني كان بيت العرب لاجئه مش طبيعيه وبس قد رفعوا الاشي هذا مقطع من قصتك. مش تحطوا.

 

أحمد البيقاوي: [01:34:57.71]
لا نقص شيء احنا، لا نقصّ اشي.

 

عيسى فايد: [01:34:59.15]
ما تحطوا بروفا، ببلّغ عليك.

 

أحمد البيقاوي: [01:35:02.84]
بنحط برومو هههه.

 

عيسى فايد: [01:35:06.74]
بالمقابل أتندم أن أضع هذه الأشياء، لا تسألني هذه الأشياء.

 

أحمد البيقاوي: [01:35:11.06]
لا أرأيت هذا، يعني أنا أشعر بنصر الآن. "عنتر" تمامًا من أول الحوار ايوه ههههه.

 

عيسى فايد: [01:35:17.06]
لا اجت صحفية..

 

أحمد البيقاوي: [01:35:19.43]
يا زلمة انت خضت طوشة(معركة) مع مؤسسات ومع.. هههه.

 

عيسى فايد: [01:35:24.83]
جاءت قبل سنة صحفية عملت معي، وقلت لها لا تنشري هذا المقطع. قالت لي طيب. فأنا حين أحكي كيف أجمع الناس وكيف انهم دعموني، بنزّل دمعتي لا أستطيع أن أتحكم!

 

أحمد البيقاوي: [01:35:38.57]
قل لي، قل لي عن هذه اللحظة، شو يعني وقفة الناس معك؟ شو يعني وقفة المجتمع مع بعضه؟ شو يعني انك انت فعليًا بالفعل..يا عيسى اسمعني أنا بدي تعطيني التفاصيل.. شو يعني؟ تفضل ايوه.

 

عيسى فايد: [01:35:52.58]
أنا 15 سنة في حيفا، أسوأ شهر كان هو شهر 10 حينما حرّضوا علي، وأفضل شهر كان هو شهر 12. بعز الحرب والتحريض، كمية العرب الذين قدموا عندي غير طبيعية. وفي ناس صاروا يحكي معي يقول لي: ابعث لي حساب بدي عجال، بقول له ليش: بقول لي يازلمة بدي أحولك مصاري، ما بدي عجال. فانت مدرك درجة فطرة الناس قدّيش منيحة! يأتونني من القدس احنا بنحكي عن القدس وأنا بحيفا! بعاد عن بعض 170 كيلو!

 

أحمد البيقاوي: [01:36:28.25]
الحمد لله الحمد لله. والله هذا شيء يسرّ القلب.

 

عيسى فايد: [01:36:34.85]
مع إنه الكل راهن، وأنا يعني قلت أنا صعب جدًا أقوم مرة أخرى. لأنهم ما كانوا يأتون قبل العرب، والله من زمان ما أتوا، ماكانوا يأتوا قليل يعني، يوم الجمعة يأتي زبون كان!

 

أحمد البيقاوي: [01:36:50.12]
لعائلتك ولبناتك هل تشعر انك تبني لهم اشي لقدّام أكبر؟ يعني انك تعمل لهم اشي مهم، في المستقبل سيميزونه ويعرفونه أكثر وأكثر؟

 

عيسى فايد: [01:37:02.46]
طبعا التعليم بالهاي بقول ان تتعلم موضوع قال في الشغل مش في الشغل بالآخر يرجع للإنسان نفسه، كيف ربنا يوفقه وكيف هو يثيت نفسه بالموضوع اللي يشتغل فيه ويتعلمه.

 

أحمد البيقاوي: [01:37:17.52]
عيسى، إحنا في نهاية الحوار بالعادة نترك الضيف، نعطيه المايك ونقول له عقّب كل شيء، وكما تعرف إحنا -فقط للعلم- إحنا لا نقوم بمونتاج للحلقة، تمام؟ ما في مونتاج يا غالي، ما في قصقصة، وبالبرومو أيضا. ههههههههه. أنا بدّي أعطيك المايك يعني لأي شيء تريد قوله، أي رسائل، أيّ قصة، أيّ تفصيلة. وأنت تعرف يعني أنت لا تحبّ المديح، لكن أنت تعرف يعني قديش أغيب أغيب ثم أرجع، أو بالنسبة لي أما متابع لهذا المسار، وحقا في بهذا المسار يمكن لما حكيت معك، حكيت مع صديقة، وبقولها في شيء بأوصاف بالوصف الذي أنت قمت بتعريفه. يعني الناس لما تحكي على  أو العلاقة بالتأثير عيسى تحوّلها لشغل، فتصير تحكي عنها كشغل. تمام؟ لكن إنه عادي هذا الشيء الطبيعي كما أنت قلته إنه في بلد إذا ما حكيت كلمة على العائلة الفلانية بكرا عائلتك، ما حكيت على أولاد الناس بكرا يصلك، يعني على أولادك الشيء. ففي شيء هكذا نظيف بالمسار كله، تمام بالتعبيرات كلها. وكان يهمّني فعليا كثير إنه أكسر العنتر هذا الموجود، يعني تعرف في هذه وجهة نظر فقط أقول لك إياها: إحنا تربّينا إنه لازم نظلّ أقوياء، لكن أيضا أفكر  إنه لازم نبقى أقوياء، لكن أيضا أفكر إنه مهم نرى لحظة هذا الضعف الذي إحنا نرجع نقف أقوياء فيها. يعني كيف لا نسمح لها أن تتملّكنا، لأن البعض يقول إنه يصير يستغلّك بلحظات الضعف يا عيسى.

 

عيسى فايد: [01:38:58.12]
أنا من الظلم الذي يقع عليك حتى حين يضربوك ويهينوك، لكن بكيت في السجن، فضربت حالي كف، وبقول: مالك يا! اجمد. يعني كنت أوبّخ نفسي ههه.

 

أحمد البيقاوي: [01:39:13.72]
جاءت لك مرة ثانية، أود أن أكملها، فسأعيد لك السؤال مرة ثانية، في لحظات هذه القوة التي انت تستمدها من حقك، وشعبك وإيمانك، ومعرفتك، وعيلتك، وناسك، حكيت لي الآن على لحظة ضعف حينما أغلقوا لك المحل أو حينما حاصروك على مستوى اقتصادي، فهل كان في لحظات ضعف ثانية كانت شديدة عليك، ورجعت وقّفت على قدميك بسرعة ما بعدها؟

 

عيسى فايد: [01:39:38.08]
متى يعني؟ بهذه الفترة؟ في كثير بحياتي كثير سموا نقاط اللي هي..

 

أحمد البيقاوي: [01:39:44.68]
احكي لي عنه..

 

عيسى فايد: [01:39:47.08]
ضعف كثير. أنا زلمة يعني خلينا نقول كل شغله يعني مصلحتي ما ورثتها من والدي، ولا بعت نصف دونم أرض وفتحت مصلحة! بنيتها أنا، ولا أي يوم بعطّل، انا طوال السنة بشتغل، 7 أيام بالأسبوع، واقف لمصلحتي، بشتغل، ومرات وحتى لو بتشتغل لا تسير الأمور معك كما يجب. الأمر ليس هيِّن يعني، وكله توفيق رب العالمين، ومرات ربنا يسهل لك إياها. لكن ممنوع الواحد ييأس، لازم يستمر بالتجربة، أنا هذا الذي أؤمن به. وأنا دائما بروح على الشغل، في مرات بتشتغل على الفاضي، بتقول مش زابطة معي. ما بقدر انفصل عن الواقع انا، لكن بقدر ما الواحد يمرّ بأشياء لكنه يعني ينساها. يعني كثير أحداث بتصير مع الواحد وبنسى، بنسى هذه المواقف الصعبة، وبقول وين كنا وين صرنا! أنا دائمًا بقول حتى تبقى ناجح اطّلع للوراء هكذا، وأبصر الفترة التي تجاوزتها. يعني انت تخطّيت كثير حواجز بحياتك، وانت اليوم هنا، لكن يعني المشاكل هذه بالنهاية لا بد أن تتعامل معها، لا أن تهرب منها التي تحدث أمامك، وصدّق يعني كله يمشي، وكله يتسهل بالآخر. فالحمد لله رب العالمين.

 

أحمد البيقاوي: [01:41:06.14]
عيسى، وكأنني أحس أنّك صرت تحكي كمدرب التنمية البشرية!

 

عيسى فايد: [01:41:09.86]
طبعًا (...) يعني ما ينفعش أن نقيس التنمية البشرية على واحد عنده قوة تحمّل. في حدا مختص بالتنمية البشريّة. هذا أشهر واحد عندنا. على رأيه ليس كل الناس عندها قوّة تحمل. طب ما انت تعلّمنا قوّة التحمّل يا اخي! يا اخي بعدين جد جد جد يعني ليس عنترة، لكن مزبوط تعرضنا.. في ناس قلت لك تعرّضت اكثر من عيسى فايد، ولم تأخذ حقّها في التعبير يعني لازم. في ناس طردت من عملها وتوقف شغلها وفي السجن لها سنين، دفعوا ثمن أكبر بكثير مني.

                                                                                                 

أحمد البيقاوي: [01:41:47.45]
عيسى. المايك معك. احك كل شي لم نحكيه. تعرف هذا الحوار. يعني كأنّه محطّة محطّة بالعمر. حوار في العمر. يعني لك المساحة الكاملة والمايك معك. نوثق بتاريخ التسجيل وبالواقع الموجودين فيه. تفضّل المايك معك.

 

عيسى فايد: [01:42:11.45]
الحقيقة هي ما تراها. الحقيقة ليست التي يريدون أن تراها. حين انت تؤمن بحقيقة وصدق قضيّتك. ابق مؤمنًا فيها للآخر. حتى لو انك أحسست انه في شي اهتز وحاولوا يهزون إيمانك وتفكيرك بصدق قضيّتك. والحقيقة التي نعيشها، لا تهتز، وابق مؤمنًا بأنّ الفرج آت آجلا ام عاجلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أحمد البيقاوي: [01:42:41.60]
يعطيك ألف عافية. عيسى. شكرًا جزيلاً1

جميع الحقوق محفوظة © 2025