الفن والفنان الفلسطيني.. ماذا يواجهان اليوم؟
19 نوفمبر 2025
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
صالح بكري
ضيف الحلقة
صالح بكري

دور الفنّ يكمُن في تأبيد حالةٍ مُلهمة للأجيال!

الفنّان الفلسطيني تُفرَض عليه أدوار أكبر ممّا يُفرض على أيّ فنّان في مكان آخر، يُطلَب منه أن يكون صاحب حضور سياسيّ، وذاكرة جماعية، ومسؤولية أخلاقية، إلى جانب مواجهة تقييدات الاحتلال في إغلاق المسارح، وتحدّي محاولات التفرقة، ومقاومة محو الرواية.. وغيرها من الأدوار التي يحملها الفنّانون الفلسطينيون الوطنيون.

صالح بكري واحد من الأصوات التي اختارت طريقًا مبكرًا واضحًا منذ 2008: لا عمل داخل السينما الإسرائيلية، لا تطبيع مع منظومة القمع، وفنّان يحمل فلسطين معه أينما ذهب.

في هذه الحلقة تجدون حوارًا عن الفن كمساحة نجاة، وعن الفنان الإنسان، والسينما كأداة مقاومة، وعن الحياة في الداخل الفلسطيني تحت ثقل القمع، والمنع، والإبادة.

وتجدون أيضًا ترشيحات لأفلام فلسطينية مهمة في تثبيت روايتنا، إلى جانب نقاش حول الأعمال التي يرى صالح بكري أنها تنشغل بتقديم صورة المجتمع المتردّي ولا تخدم قضيتنا.

 🎯 ونتوقف عند أسئلة:
📍من هو صالح بكري؟
📍ما معنى أن يحمل الفنّان قضيته أينما ذهب؟
📍كيف يواصل الفنّان صالح بكري أداء دوره عندما يُحرم من جمهوره الطبيعي؟
📍كيف أعادت الإبادة تشكيل نظرة الفنان للحياة والإنسان والفن؟
📍كيف يمكن أن يرى صالح بكري وجه ابنه بوجوه كل أطفال غزة؟
📍 لماذا يخشى الاحتلال اجتماع الفلسطينيين على خشبة مسرح واحدة؟

💥ونناقش أيضًا:
🔍لماذا تُعَدّ مقاطعة السينما الإسرائيلية واجبًا ثقافيًا وسياسيًا؟
🔍 كيف يتقاطع الفنّ مع المقاومة ورفض الاحتلال؟
🔍 ما الأهم في العمل الفني: التقنيات المبهرة أم النص والممثل؟
🔍 كيف نقلت لنا هوليوود نموذج الفردانية وتضخيم الأنا؟
🔍 لماذا يحتاج الفنّان إلى العزلة ومتى يذهب صالح بكري إلى عزلته؟
🔍 ماذا تغيّر في مجتمع الـ 48 خلال العامين الأخيرين؟
🔍 ما دور الفن اليوم؟ وكيف يمكن أن يُخلّد مرحلة كاملة من الذاكرة؟
🔍 أي أفلام فلسطينية تُعدّ ضرورية لتثبيت روايتنا؟
🔍 ترشيحات وتوصيات أفلام فلسطينية وتناقشنا في توصيات وك..

🎥 الضيف: صالح بكري
ممثّل وسينمائي مسرحي، واحد من أبرز الأعلام السينمائية الفلسطينية الحديثة، والذي ساهم وشارك في أعمال سينمائية بارزة آخرها فيلم “فلسطين 36”، وحصد خلال مسيرته على عددٍ من أهم الجوائز في مهرجانات عالميّة.

🧭 المحاور: أحمد البيقاوي
مدوّن ومحاور #بودكاست_تقارب من مدينة طولكرم، يعمل في إدارة الإعلام والمحتوى، وساهم في تأسيس مبادرات ومنصّات إعلامية.

🎙️بودكاست تقارب، هو برنامج فلسطيني حواري، انطلق عام 2021، حتى هذه اللحظة أنتج ما يقارب 200 حلقة، ويهدف إلى توثيق الرواية الفلسطينية.

 

 

 

نقدم إليكم تفريغ الحلقة نصيًا:

صالح بكري: السّلام عليكم جميعًا أنا صالح بكري ممثّلٌ مسرحيٌّ وسينمائيٌّ أحاولُ أن أكتبَ مؤخّرًا أسعدني جدًّا لقاء أحمد في هذا البودكاست وتحدّثنا مطوّلًا عن أمور فلسطينيّة وفنيّة وسياسيّة استدعت عندي ذكرياتٍ وتجاربَ جعلتني أتساءلُ حتّى عن كم أنا أعرِفُ وهل أنا فعلًا قادرٌ على أن أخوض في مسائلَ معقّدة تخصّ مجتمعنا وتخصّ حياتنا في الدَّاخل الفلسطينيّ 1948 وكم أنا مؤهل أن أخوض في هذه المسائل، أسئلة فعلًا هكذا تصير تثير فيَّ نَهَمِ المعرفةِ أكثَر عن وضعنا وتجعلني أفهم كم أنا ما زلت لا أعرِفُ على قدرِ ما أعرِفُ ما زلت لا أعرِفُ وتزيد تزيد مثل ما حكيت من نَهَمي للمعرفة وهذا العدوى أو الانطباع الّذي تأخذه من الحديث مع أحمد البيقاوي ومشكور.

أحمد البيقاوي: مرحبًا وأهلًا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من بودكاست تقارب معكم أحمد البيقاوي، وضيفي لليوم العزيز صالح بكري مع صالح نمشي برحلة عن الفنّ أكثَر من الفنّ نفسه من خوضِ بتعريفات ونخوض بمواضيع مثل ما أحبّ أن أحكي عن كثير من القضايا، ومثلما أحبّ أن أرى الفنّ بمعنى عمل يتجاوز نقاش فيلم أو نقاش كاميرا أو نقاش مسرح أو مسرحية وأداء ممثل فقط، بقدر ما أنّه هو تعبير عن واقع نراه تعبير عن مخيلة وكم أيضًا يوجد له إسقاطات سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرًا يؤثّر ويتأثر. اليوم نجرّب أن نحكي مع صالح في إسطنبول خلال زيارتِهِ لعرض جانب من أعماله أيضًا لتمثيله هذه الأعمالِ وتمثيل قضيّتنا كسفير فنخوض أيضًا بنقاشات حول هذا الدّور بحدّ ذاته الّذي واقعنا الفلسطينيّ يفرض على النّاس الفنّانين أدوارًا أكبر من ماذا من الممكن أن تكون أدوار الفنّانين في بلادٍ ثانيةٍ في واقع ثانٍ وبذات الوقت فعليًّا نخوض بتفاصيل الأعمال الفنية كيف نحبّ أن نراها وكيف نفكر أنّه يجب أن تكون ستجدون هكذا صالح صريح واضح قريب من القلب والنّقاش الّذي هو موجودٌ اليوم هو استمرارٌ لنقاش من البارحة لليوم ونحن نخوضه وأعتقد أيضًا س يستمرّ وهكذا هناك وثيقة تاريخية أو شهادة تاريخية أنا أعتز أنّه يعني عملناها وكانت مع شخص صالح بهذا الوضوح وبهذا الصّدق وهكذا. قبل أن نبدأ أريد أن أش كركم مثلما أشكركم دائمًا وأشكركم مقدّمًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب وقنوات الاستماع ومشاركتكم هذه الحلقة وهذا المحتوى مع كلّ أحد ممكن أن يكون مهتمًّا فيه شكرًا لمشاركتكم معي أفكاركم ومقترحاتكم للمواضيع والأسئلة تقارب بفضل هذه المقترحات يكون أقرب لكم دائمًا شكرًا للعزيزة علا وتد الّتي من الأساس ساهمت فعليًّا بشكلٍ خاصّ بتنسيق هذا هذا الحوار والتفكير فيه وشكرًا لكل من يسعى أو يودّ معرفة كواليس هذا الحوار ماذا صار فيه أيضًا؟ وماذا س يصير فيه لاحقًا في النّشرة البريدِيّة الّتي رابط الاشتراك فيها موجودٌ في الوصف وشكرًا دائمًا لكل من يساهم في استمرار تقارب ودعم محتواه ودعم تطويره من خلال رابط الدعم الموجود في الوصف وبهكذا نبدأ.

صالح بكري: تفضّل يا أحمد.

أحمد البيقاوي: لماذا هكذا تتحلّف (تتوعّد لي)؟

صالح بكري: أحمد يا أحمد البيقاوي؟

أحمد البيقاوي: صحيح.

صالح بكري: من أين آتٍ الاسم؟

أحمد البيقاوي: البيقاوي من الضفة الغربيّة الأصل غنايم يعتبروننا يعتبروننا فعليًّا.. يعني.. يجوز من هنا تأتي هذه قصّة الـ 1948 بطريقة أو بأخرى، أهلًا وسهلًا.

صالح بكري: أهلًا فيك.

أحمد البيقاوي: مرّة ثانية وثالثة ورابعة أنرتَ إسطنبول.

 

صالح بكري: أسعد الله قلبك.

أحمد البيقاوي: يعطيك العافية.

صالح بكري: والله الله يعافيك.

أحمد البيقاوي: صالح أوّل شيء أنتَ بإسطنبول رأيت جلست مع ناس أو خضت حوارات مع الجمهور وتلقيت أسئلة والليلة عندك أيضًا أسئلة الجمهور الّذي في إسطنبول تقدر تصف أسئلته بصفات هكذا أو مستوى ارتباطه قضية بالقضية مستوى متابعته لما يصير عندنا في البلد تقدر أن تصفه؟

صالح بكري: بصراحة يعني ليس كفاية يعني ليس كفاية يعني لم يكن عندي لقاء معمّق مع الجمهور كان لقاء بعد الفيلم وكان التفاعل هو بالأساس على عملي وعلى السّينما وعلى الفيلم ولم أقدر أن أشكّل صورة عن مدى عُمق انخراطهم بقصّتنا بالسردية الفلسطينيّة ماذا يصير في فِلسطين؟ لم أقدِر أن أشكِّل صورة فعلًا الّذي أقدر أن أقول لك، لكن أنا رأيتُ تفاعلًا ورأيتُ أنّ النّاس تشعرُ معي يعني شعرتُ أنّهم يشعرونَ معنا متواصِلون مع القصّة متواصِلون مع فلسطين قريبون للقلب والصحافة مثلًا اللقاء مع الصّحافة المختلفة كان مثيرًا يعني والأسئلة كانت يعني تدلّ على معرفة في حيثيات الوضع الفلسطيني.

 

أحمد البيقاوي: وأنتَ تمشي في الشّوارع بالحواري هذا الّذي كنا موجودين فيها عندما ترى علم فلسطين هنا أو جرافيتي هكذا أنتَ تلفّ بعواصم كثيرًا كثيرة فـ أنا أحاول أن هكذا أن أ مسك إذا في شيء من يعني من رحلاتك يميّزها.

صالح بكري: فعلًا يعني خرجت أنا كم مرّة خلال الإبادة كنت في كندا كنت في.. ومؤخّرًا يعني آخر يعني قبل كم شهر فقط إلى أن استطعت أن أخرج يعني نفسيًّا استطعت أن أذهب على مهرجان السّينما أو على احتفالية سينما لأنه لم أرَ أنه خلال السنتين أنّه يوجد عندي قابلية أو جهوزية أن أكون جزءًا من أيّ احتفالية كانت فنية، يعني كنت أشهد فقط على المأساة ولم يكن عندي، لكن بعدها شعرت أنّه لا من واجبي أن أستمر وأن أحكي عن ماذا أشعر وماذا وماذا مرّ عليّ كفلسطيني وكإنسان في مواجهة الإبادة لأهلنا في غزّة فكنت في كندا وكنت في إسبانيا وكنت في السويد وأسطنبول.

أحمد البيقاوي: كم ثقيل بهذه الفترة أنّك تكون يعني النّاس تتعامل معك أنّك سفير لـ قضية.

صالح بكري: الآن سأحكي لك، فـ في هذه الأماكن الّتي كنت فيها العلم الفلسطينيّ والشعارات الفلسطينية متواجدة في كلّ مكان إن كان في كندا أو إسبانيا أو السّويد السّويد أنا خرجت بمظاهرة طويلة عريضة يعملونها كلّ يوم سبت يغلقون شارعًا كبيرًا في في ستوكهولم ويمشون بمظاهرة مهيبة وهذا يعني بعدما عملوا الصفقة الأخيرة وعمليًّا حرب الإبادة اتّخذت.

أحمد البيقاوي: لـ وقف إطلاق النار.

 

صالح بكري: اتّخذت وتيرة مختلفة عن الوتيرة السّابقة وقف إطلاق النار الّذي هو ليس وقف إطلاق نار فـ كان فـ كان وجود جماهيري مخيف يعملونه كلّ يوم سبت كلّ يوم سبت لمدة سنتين لليوم في ستوكهولم يمشي النّاس بالآلاف في ستوكهولم ويديرون مظاهرة حماسية مع طبول وعملوا عملوا مشهدًا يعني فلم يكن بصراحة لم يكن يعني غريبًا بالنسبة لي أن أرى بأسطنبول شعارات وأعلام وهذا حتى يعني كنت متوقع أكثَر من الّذي رأيته في أسطنبول وما رأيت كفاية صراحة يعني من مدينة الّتي هي يعني مثل إسطنبول فهكذا بالنسبة لسؤالك الثاني الّذي هو كم هو السؤال أيضًا مرّة أخرى؟

أحمد البيقاوي: هذا الحوار امتدادٌ لحواراتنا البارحة وليس مقابل الـ Q&A ينفع أن تتجاوز سؤالي حتى هههه.

صالح بكري: لا لا لا لا.

أحمد البيقاوي: كنت أقول فعليًّا أنّه عندما أنتَ تقف اليوم أمام الجمهور يختلف اليوم الوضع عن عن عن ما قبل 7 أكتوبر وما قبل الإبادة بالسّابق أنتَ كنت تكون تحمل رسالة كفنان اليوم أنتَ في مسؤوليّة أكبر عليك عندما أنتَ تأتي يعني يُحكى أنّه صالح قادم عنده حوار في المكان الفلاني نحن نتعاطى أنّه في فعاليّة فلسطينية وفي أحد قادم ليوصل صوته سردية الفعاليات الّتي هي م وجودة حتى على مستوى الستاند أب كوميدي مثلًا في في البلد النّاس تذهب و تفكر أنّه يريد أن يحكي عن عن الشّيء السّياسيّ الّذي يص ير فالتّوقّعات منكم عندما تلفون وتتجوّلون اليوم هي أكبر من من ما الّذي مضى، وأعتقد بمكان ما يضع مسؤولية وثقل يعني هكذا أشعر فهو فعلًا يضع مسؤوليّة أو ي شعر بمسؤوليّة وثقل عليكَ أكبَر منَ منَ السّابق؟

صالح بكري: أحاول أن أقيسها هي ليسَت يعني ليسَت رياضيّات المسألة هي كأنه أكيد شهدناه بهاتين السّنتين أعطاني تعلّمت الدّروسَ من أهلِ غزّة دروسًا في الحياة في المقاومة في الصّبر في الصّمود من كلّ النّاس في في غزّة وأنا أشعر أنّه يعني لو أعيش أيضًا وهذه حكيتها عدّة مرّات لو أعيش أيضًا عشر حيواتٍ لن ي كفّوا لأحكي كلّ الّذي أريد أن أقوله عن الّذي رأيته في غزّة، الّذي حدث هو أنّه نحن يعني رأينا النّكبة الّتي لم نرَها يعني أنا رحمهم الله جدّي أجدادي توفّوا وجدّاتي توفّوا فأنا خلال الإبادة كنت أتمنى لو على قيد الحياة لأني رأيتُ الّذي لم أقدر أن أراه في أعينهم قبل لم أرَ النّكبة. أنا ابنُ الـ 1977 ولدت في الـ 1977 لم أرَ نكبة رأيت مجازر رأيت قتلًا صحيح لكن لم أرَ نكبة هذه كانت نكبة ورأيت ال نّكبة في أعينهم رأيت النّكبة في وجوههم في جسدهم في حركة جسَدهم في شَكلِهم في وجوهِهِم وكنتُ أريدُ أنا كلّ الوقتِ كنتُ أقولُ يا الله يا لَيتَهم على قيدِ الحياة لكن هكذا أجلسُ معهم من هذا المكان الّذي أنا فهمتُ فهمتُ ماذا صار وأرجعتني للنّكبة يعني الإبادة في غزّة أرجعتني للنّكبة كلّ الوقت النّكبة كانَت حاضِرةً أكثَر من أيّ مرّة ثانيةٍ يعني يعني دائمًا النّكبة والنّكبة مستمرّة لكن خلال الإبادةِ في غزّة النّكبة حضرَت وفهمتها وعندما رأيتها أكثَر فالمسؤولية من هذه الزّاوية صارت أعمق لأنه صار فيها صار لها بعد بصريّ بعد شاهد ليس فقط أحد قرَأَ عنِ النّكبةِ ليسَ فقط الّذي سمع أجداده يحكونَ عن النّكبَةِ لا، أنا رأيتُ النّكبَةَ لكن أنا أيضًا شاهدٌ أوّل على النّكبَةِ وهنا يبدأُ الاختلافُ في التّوجّهِ عندي كـ فنّان تجاهَ الاتّجاه الّذي أفعله وتجاهَ العالمِ وتجاهَ قضيّتي.

 

أحمد البيقاوي: تشعرُ بهِ وأنتَ جالسٌ أمامَ الجمهورِ بِثقلِ من هذا الدّور؟

صالح بكري: دائمًا يعني هذه دائمًا كانت موجودةً يعني دائمًا يعني بالعادة البلاد تحملكَ البلادُ تحملُ أصحابَها نحنُ نحملُ بِلادنا يعني سليمان منصور عندما رسَمَ جبل المحامل وكانت معلّقة في كلّ بيتٍ فلسطينيّ في تلكَ الفترة ليسَت من صدفة، نحن نحملُ بلادنا ونمشي فيها، من وقت سرقوها ودمروها وهجّرونا، فـ نحن نحملُ بلادنا وهذا ثقلٌ ثقلٌ مهيبٌ ورهيبٌ لماذا الإنسانُ يجب أن يحمل بلاده ويمشي فيها؟ المفروض العكس، مفروض البلد أن تحملك وتمشي فيك ليس أن تحملها أنتَ وتجوب وتصول في بلاد النّاس الضّيّقة وأنتَ تحمل بلادك تطالب بحقِّكَ فـ أكيد عبءٌ عبءٌ عبءٌ كبيرٌ وحملٌ حملٌ ثقيلٌ، لكن أرجعُ وأقولُ غزّة أعطَتني قوّةً لأيضًا 10 حيوات.

أحمد البيقاوي: ماذا غيّرت فيك غزّة بالسّنتين هاتين؟

صالح بكري: الحمد لله أنا هذه جملة الحمدُ لله على كلّ حال أنا كثيرًا أثّرت فيّ كثيرًا أثّرت فيّ أنا صرت أقول الحمدُ لله لها معنًى آخر عندي صارت بالنّسبة لي حكمة الحياة، الحمدُ لله على كلّ حال وصلت سجون أميركا الحمدُ لله هناك شخص أعدموه في سجن أفريقي أميركيّ أعدموه في سجن أمريكي نسيتُ اسمه أعدموه في السّجن طلبوا منه أن يحكي آخر جملة قال الحمدُ لله على كلّ حال، يعني غزّة وصلت إلى السّجون في أمريكا، لم يبقَ مكان لم تصل إليه غزّة فهذه واحدة من الأشياء الجوهرية التي تعلّمتها مهما صار، مهما صار، مهما صار، مهما صار، الحمدُ لله على كلّ حال.

أحمد البيقاوي: الحمدُ لله، صالح في تقارب نحن لا نكتب يعني تحت الـ.. التعريف وفي المقدّمة أنا لا أحكي تعريفك، نعطي الضّيف ليعرّف نفسه كما يحبّ، واضح أنّه يعني في متغيّرات كثيرة بالسّنتين هاتين ففعليًّا يعني يعني هكذا إذا كان التّعريف في هذه السّنة بـ 2025 بنهاية 2025 لصالح بكري مختلفٌ عمّا قبل سنتين و3 و4 يعني فـ لكي لا نحمّلك أيضًا تعريفات أو نسقط عليك تعريفات، فـ عرّفنا عن نفسك كما تحبّ.

 

صالح بكري: لا أعرف.. أنا ابنُ يافا والبعنة ابنُ البحر وابن الجبل، ووجدتُ التّوازن لي في حيفا لأنّه يجمع البحر ويجمع الجبل ويلمّ شملي الشّخصيّ، حيفا تلمّ شملي الشّخصيّ، أعيش في بلد أشعر دائمًا بأني أنا ناقص، لأنّ أهلي ليسوا موجودين، أشعر دائمًا بأنّه أنا ممنوع من التّواصل مع شعبي في الدَّاخل الفلسطينيّ الموجودين ممنوع من التواصل معهم أشعر بأنني أنا مشروخ ومشلول لأنه لست قادرًا أن أتواصل مع مع أولاد شعبي في الدّاخل الفلسطينيّ، عدا عن الشتات، دائمًا عندي احساس بأنه أنا أريد أن أرجع ألملم نفسي لأنه أنا مشتّتٌ كممثّلٍ وكفنّانٍ أشعر بأنه أنا ناقصٌ دائمًا لأنّ جمهوري ليسَ موجودًا، جمهوري الطّبيعيّ الّذي كان منَ المفروضِ أن يكون موجودًا من حولي ومعي يدعمني ويرفعني ويحبني ويعطيني القوّة لأن أكمل وأستمرّ ليس موجودًا، ليس موجودًا بفلسطين، أغلب الفلسطينيين لاجئين أو في الشتات وممنوعين من العودةِ والموجودينَ داخلَ فلسطينَ ممنوعين من التّواصلِ بشكلٍ طبيعيّ مع بعضِهِم، يعني أنا عندما أعرض في حيفا أعرض لأولاد الدَّاخل وفقط لهؤلاء "المشحرين" الذين بقيوا في فلسطين التاريخية، أنا لكي ابنُ الضّفّة يراني يجب أن أطلع على الضّفّة، ولكي أرى مسرحًا في الضّفّة يجب أن أذهب إلى الضّفّة الضّفّة لا تقدرُ أن تأتي إليّ. نفس الشّيء غزّة غزّة غزّة أصعب وأصعب غزّة دائمًا دائمًا سجن، أنا بحياتي لم أكن في غزّة أنا لم ألتقِ مع جمهوري في غزّة كفنان أحكي الآن ولا حتّى جمهوري في غزّة التقى فيّ فعليًّا على خشبة المسرح، يعني السّينما بهذا بهذا بهذا البعد هي الوسيط الوحيد الذي استطعتُ أن أتواصلَ فيه مع جمهوري في كلّ مكان في العالم، ولذلك السّينما بالنسبة لي نوع من أنواع التعزية، نوع من أنواع الانتصار الصّغير في حالتي الممزّقة والمشتتة، فعندما أريد أن أحكي عن نفسي أريد أن أحكي عن هذا لأنّه أنا هكذا. بطبيعةِ الحال أنا ابنُ هذا ابنُ هذا الكوكبِ كَوني وُلدتُ على هذا الكوكب، وفلسطين هي جزءٌ من هذا الكوكبِ وليست فقط جزء من هذا الكوكب، فلسطين هي من.. فِلَسطين ثريّة بروح الله مهد الدّيانات على حدّ قول محمود (درويش) أمّ البدايات وأمّ النّهايات ثلاثة أرباع العالم له علاقة بفلسطين فعليًّا له روحانيًّا له علاقة في المكان فمن أكبر الجرائم الجرائم الّتي ممكن أن تعملها بفلسطين هو أنّكًَ تجعل من دينٍ أن يهيمن عليها، لأنّها هي للكل لكل الدّيانات، فعندما تأتي باسم الدّين تريد أن تُهيمِنَ على هذا البَلَد، فأنتَ تعملُ أكبرَ جريمةٍ للعالم، أجمل شيء بفلسطين بالنّسبة لي هو أنّها هي كونيّة، وأنّه إذا عملتَ شيئًا جيّدًا بفلسطين تعمل شيئًا جيّدًا لكلّ العالم، وإذا عملت شرًّا بفلسطين تعمل شرًّا لكلّ العالم. فأنا ابنُ الكوكب كَوني أحبّ النّاس كلّهم أنا بالنسبة إليّ مثير بالنسبة إليّ للبني آدمين البني آدمين مثيرين بالنسبة إليّ أكثَر من السّعادين (القردة) النّاس تذهب على جنينة (حديقة) الحيوانات لكي ترى سعادين لكن عندما ينزلون في الشّوارع لا أحد ينظر على أحد لا أحد يهمّه أحد لا أحد ل ا أحد يسمع يا رجل النّاس لم تعد تسمع لم تعد ترى يهمني البشر والبشرية تهمّني يهمني من من من من مع من أنا أعيش على هذا الكوكب الصغير والغريب في هذا الكون؟ فهو يعني همي المحلي على المستوى مستوى البلد فلسطين وفقط أعطوني أعطوني أعيش بشكل طبيعي لكي أقدر أبحر أينما أردتُ.

أحمد البيقاوي: دائمًا كنت تعرّف نفسَكَ بهذا الشّكل الجمعيّ؟

صالح بكري: هو الوعي أيضًا شيء يعني الشّخص يظلّ يَعي أكثَر كلّ الوقت ويتعلّم ويصبح أوعى ويصير يعرف يعني يعرف حاله أحسن مع الوقت، أو المفروض أن الإنسان يطمح أن يعرف نفسه يعني، فكأنه وأنا دائمًا يعني منفتح للمعرفة يعني عندي أحب أعرِفُ أحب أعرِفُ وأحبّ أعرِفُ نفسي أيضًا من أنا، فدائمًا أبحث عن حقيقتي وعن الحقيقة بشكل عامّ، لأنه في شيء دائمًا يثيرني بأن أعرِفَ أكثر، وهكذا فأكيد تغيّر مفهومي لذاتي مع السّنوات ومع الجيل ومع العمر ومع التّجربة. يتغيّر الشّخص يا صديقي نتغيّر نحن كائنات من لحم ودم وروح، نتغير كلّ الوقت، هذا إذا كان في عندك حبّ للمعرفة، إذا لم يكن عندك حبّ للمعرفة لن تتغيّر أبدًا.

أحمد البيقاوي: الآن على فكرة أنّه الفنّانين ويعني في حالة من الإيجو والنّرجسيّة والفردانيّة والأنانيّة في فنانين يحكون أنّه مزبوط (صحيح) يعني في شيء بهذه العوالم الإبداعيّة يجعل الإنسان هو المركز، أنتَ تؤيّد هذه الفكرةَ يعني وتعمل على عكسها لتصل لمكان أنّكَ تعرّف نفسَكَ تعرّف نفسَكَ بهذا الشّكل الجمعيّ.

صالح بكري: يعني أنتَ تحكي عن الفردانيّة؟

 

أحمد البيقاوي: يعني أنا أسأل.

صالح بكري: يعزّز الفردانيّة وفي الـ..

أحمد البيقاوي: في الكار عندكم (قطاع العمل) واه هناك شيء شيء يعزّز الأنا أنتَ عند ما الآن أقول لكَ يعني عرفنا على نفسَكَ كما تحبّ يعني عرّف نفسَكَ كجزء من كلّ شيء والأنا غابت بشكل كبير، يعني هذا لا بأس من مكانٍ ثانٍ لا يشبه الفنّانين يعني أو الفنّانين الّذين نحن نعرفهم ربّما.

صالح بكري: يعني نعم هناك هي كلّ يعني.. التّمثيل بشكلٍ خاصّ هو هو نوع من الفنّ الّذي الأداة الأداة الأساسيّة عندَ الفنّان هي جسده وروحه يختلف عن بقيّة المهن يعني النّجّار عنده المنشار وعنده الإزميل وعنده عنده أدواتٌ يستعملها، الحدّاد يعني بقيّة الأشغال أو الفنون الرّسم الموسيقى يريد آلة موسيقيّة بينما الممثل جسده وروحه هي أداته، ولهذا هكذا دائمًا في هذا المحل الحسّاس قليلًا أكثَر من اللازم بالتعاطي مع الحياة ومفهوم الحياة ومفهوم التّمثيل ومفهوم الفنّ بالنسبة للممثل بشكل خاصّ، لأنه هو الموجود فـ مباشرةً هناكَ الميول نحو الفردانية ونحو حبّ الذّات، ونحو هذه أسهل بالنسبة للممثل، لأنّه هذه هي ذاته، من ناحية ثانية هوليوود هوليوود والمفهوم الهوليوودي بالأساس للممثل ضخّم من هذه الفردانيّة ضخَّم من هذا الأنا، فعندما ترى البوستر الّذي هو ما يسمّى بالدعاية عند الفيلم الّتي ما هي بالعربي البوستر؟

أحمد البيقاوي: بوستر مُلصَق.

 

صالح بكري: مُلصَق الدّعاية لدى الفيلم تنظر عليه فترى اسم الفنّان الكبير الممثّل وصورته على الواجهة ودائمًا هذه القصص المتعلّقة بـ أنّه يعني هذا النّجم لا أعرِفُ من والنجم لا أعرِفُ من هو، وللأسف الشّديد في عالم السّينما يتبنّون هذه الثّقافة الأمريكيّة الهوليووديّة السّيّئة وإن شاء الله تكون بائدة (زائلة) يا رب قريبًا هذا النوع من الثّقافة الّذي ضخَّم من الأنا وضخّم من الفردانيّة وركّز عليها وهكذا، فـ لا أنا أرجع لـ.. يعني لـ مفاهيم أساسيّة في التمثيل، مثلًا ستانسلافسكي الّذي هو أوّل من وضع المنهج منهج التّمثيل روسي طبعًا، حكى جملة جوهرية الّتي أنا أؤمن فيها، "حِبّ الفنّ الّذي فيك، لا تحبّ نفسَكَ بالفنّ"، يعني الفنّ هو يعني أنا بالآخر الفيلم أو المسرحية الّتي أنا أعملها هي الشّيء لستُ أنا الفيلم والمسرحيّة، لأجل هذا عندم ا أتناولُ سيناريو أنا لا أنظر على الدّور الّذي اقترحوه عليّ أنا أنظر على الفيلم ماذا يقول، الفيلم. . الفيلم كمقولة ماذا ماذا يعالج الفيلم؟ ماذا يقول الفيلم؟ أو ماذا تقول المسرحيّة؟ هذا المهمّ ليس مهمًّا الدّور كبير صغير شرّير جيّد هذا ليس مهمًّا المهمّ ماذا الفيلم يقول؟ ماذا نقول من خلال الفنّ الّذ ي نفعله، فهكذا يعني من هذا المكان.

أحمد البيقاوي: وتمشي معك الأمور بهذا الشّكل؟ يعني بمحيط ووسط يقدّم نفسه يسوّق نفسه والناس ترى أنفسَها كأفرادٍ ونجومٍ ويعني ليس الفنّ أو أدوارها الّتي تعرّفها أو ثقافتها أو بـ كم هي على السوشال ميديا تعمل وتجمع الكثير من الأشياء وتشارك كثيرًا يعني تمشي معك الأمور من غير أن تعمل كلّ هذه القصص؟

صالح بكري: نعم أقول لك لماذا.

أحمد البيقاوي: لماذا؟

صالح بكري: لأنّه لا تفرقُ معي لا تفرقُ معي إذا لم تمشِ معي، فهمتَ عليّ؟ يعني إذا لم تمشِ معي لا تفرق معي، أذهب وأتصيّد سمك أذهب وأعمل شيئًا ث انيًا، إ ذا لم يبقَ إذا لم يبقَ مكان للإنسان الّذي يحاول أن يتجاوز الإيجو عنده (الأنا) ليس فقط بالفنّ بالعالم لا يوجد حاجة لأن تكمل، يعني اذهب واعمل شيئًا ث انيًا، أنا أذهب وأبتعد أنا أبتعد، ليس ليس عندي مشكلة أبدًا أن أبتعد عن كلّ عالم الفنّ، أصلًا في مرحلة بحياتي كنت صار يعني كان صار يتشكّل عندي حلم أنّه لا أريد أن أمثّل أنا صار عندي صار يتشكّل عندي حلم أنّه يعني في مرحلة معيّنة ممكن أن أعتزل التمثيل لأجل كلّ الـ.. لأجل هذا كيف الهيمنة عند عند هوليوود على على علينا يعني في كلّ المجالات في كلّ مجالات الفنّ يعني في في هيمنة في هيمنة وللأسف في تبني لهذه الهيمنة، لا يوجد فكر مبدع عندنا يحاول أن يخترق هذه الهيمنة ويشكّل حالة الّذي تقول والله في حالة بديلة مضادّة لهذه الحالة الموجودة في العالم فنّيًّا. لا نفكّر بشكل مبدع، يعني مثلًا كلّ مهرجانات السّينما best actor ماذا يعني best actor؟ ماذا best أصلًا لماذا كلمة best؟ best يعني أفضل، أفضلُ ممثّلٍ أفضلُ ممثّلةٍ أفضلُ أفضلُ مخرجٍ أفضل.. لماذا أفضل؟ لماذا أفضل؟ كلكم خمسُ محكّمين، عندكم ذوقكم الخاصّ، وصار هناكَ جدالات بينكم وهناكَ موافق وهناكَ الّذي هو غير موافق، وفي النّهاية يقولون الأفضل، ماذا يعني؟ من الّذي قرّر؟ من الّذي قرّر الكلمة هذه الكلمة أو الجائزة تكون تعبّر عن أفضل؟ ينفع مثلًا أن تكون مثلًا تقدير؟ لا يكفي تكون تقدير مثلًا جائزة تقدير هذا الفيلم أو هذا الفنان على عمله في هذا الدّور، أو على تقدير هذا العمل السّينمائيّ، هذا المخرج لماذا أفضل؟ من أفضل؟ لا أحد أفضل من أحد. فكأنه هذه أسئلةٌ لا أحدَ يطرحها يعني في في المهرجانات لا تنطرحُ لأنّه في تبني تبني أعمى لحالة معينة فرضتها أمريكا بحكم احتكارها للاستوديوهات الكبيرة والسينما الكبيرة واحتكارها للتّوزيع في العالم كله وتوزيع السّينما وهكذا.

 

أحمد البيقاوي: أنتَ عندما دخلت الكار (التمثيل)كنت يعني كنت تحمل هذا الفكر أو مع الوقت صار عندك..

صالح بكري: دخلت الكار ولم أكن أعرِفُ شيئًا بالدّنيا ودخلتُ الكار كنتُ ما زلتُ ببداياتي يعني بدايات تّشكّل الوعي عندي، الوعي السّياسيّ والفنّيّ بدايات يعني التّجربة مع التجارب، طبعًا أنا يعني أبي ممثل يعني وأنا وصغير ولدتُ لأبٍ ممثّل، فـ تقدر أن تقول أنّه وضعي قليلًا مختلف عن أحدٍ لم يأتِ من خلفيّة فنّيّة، يعني في البيت قليلًا مختلف لأنّه وأبي مسيرته مسيرةٌ كفاحيّةٌ كانت يعني كان مناضلًا وكان دمه حاميًا ومكافحًا فكأنّه جذوة الكفاح جذوة النّضال هي مستمدّة منه بالأساس، ولأنّه كان بالنسبة له عندما يعني أنا من طفولتي أتذكّره إلى اليوم، كلّ فيلم كان يأتي، كان مصيري بالنسبة إليه مصيري مصير حياة أو موت، وكثير أشياء رفض أن يعملها كثير من الأشياء، في عمليّةِ الرّفضِ أيضًا كانت جزءًا من الحالة لأنّه كنا يعني وأنا وصغيرٌ كنّا يعني حالتنا على قدر حالنا يعني كنّا لن أقول فقراء لكن كنّا يعني نعيش على قدر الحال يعني فكان عندما يأتي عمل وأبي يرفضه يعني كان شيئًا أنّه كان عاطلًا عن العمل كان يعمل بالبناء فترة، فـ عندما كان يأتي عمل بهكذا ظروف ويرفضه كان شيئًا بالنسبة له، أبي رفضَ الفيلم رغم أنّه بحاجةٍ لعملٍ رغمَ أنّهُ عاطلٌ عن العَمَلِ رفضَ وكانَ يعني يحكي لماذا رفضَ ويحكي لَنا لماذا يرفضُ هذا الفيلمَ ولماذا وما هي قصّة الفيلم يجلس ويحكي لنا أو ما هي قصة المسرحية ويجلس ويحكي لنا لماذا رفض؟ هل تفهم كيف؟ فكان جزء من تكويني كطفل هو وجود هذا الإنسان وصراع هذا الإنسان في عالم في عالم قاسٍ، الصّهيونية في ذلك الوقت في الثمانينات كانت مسيطرة على ولليوم يعني مع أنّه اليوم بعد الإبادة يعني بدأوا يكسّروا ويوقّعوا ويتهافتوا، شخص وراء الآخر، الصّهاينة، وإعلامهم من السّي إن إن وغيرها، في تلك الفترة كان في مواجهة منظومة إعلامية كاملة متكاملة، تشعر أنّه رجل يقف لوحده يقاتل طواحين هواء، يعني فهذا الجوّ الّذي أنا كبرت فيه ومع الوقت حفرت يعني بحثتُ على على أسلوبي على طريقتي وعلى على من أنا داخل هذا العالم كيف أخترق هذا الظل الّذي هو أبي لأنّ أبي كان ممثّلًا شهيرًا، ولليوم أيضًا كان هناك صعوبة في اختراق هذا الظّلّ وإثبات نفسَكَ كفنّان وممثّل، ففي الكثير من الأبعاد الّتي من هو أنا يعني الّذي هو اليوم يعني يجلس أمامَكَ يعني؟

أحمد البيقاوي: صالح بينك وبين نفسِكَ هذا يعني كنت تشعر بثقل بمراحل ما من من أنّه اسم أبيك هو الّذي ي عرّفك؟ اليوم ممكن أنه هناك ناس تنظر أنّه أنتَ شخص محظوظ يعني أيضًا عندك إمكانيّات أنّك تذهب وتأتي لأنّه لأنّه أنتَ يعني ابنُ والدك الّذي فتح لك أبوابًا لم تكن ممكن أن تكون مفتوحة بلا ناس آخرين هم مضطرين أن يأخذوا خياراتهم وغير راغبين بها مثلًا.

صالح بكري: الآن يعني أريد أن أق ول لك شيئًا، أنا تعلمت من أبي وتعلمت من أبي الكثير من القصص يعني أهم الأشياء يعني الجواهر الأساسيّة عملنا كممثلين الجواهر الأساسية واحد اثنين ثلاثة أربعة، يعني من أبي هذه ليس عندي شكّ فيها يعني لكن كنت منفتحًا، كلّ الوقت أتعلّم من الآخرين وأترك أبواب للإلهام مفتوحة، ولذلك تعلّمت من تجارب الآخرين، منهم من كان يعني يعني صار في يعني منهم كُتّاب يعني ليسوا موجودين يعني ماتوا، فـ تعلّمتُ كثيرًا من خلال تجربتي وقراءاتي وقراءاتي واهتمامي بأن أعرِفُ وأتعلّم أتعلّم وأترك الباب مفتوحًا للإلهام والملهمين، أتعلم منهم وأتعلم وأستفيد. إذا كان عبءًا عليّ أكيد بـ مرحلة بحياتي معيّنة الشباب خصوصًا يعني العشرينيات كان صعبًا لأنّه صعب الشّخص ببداياته يعني أيًّا كانت يثبت نفسه فـ كان من الحريّ عندما يكون عندك ظلّ تريد أن تخترقه فأيضًا هذا يعني يعني مثل ما تقول عبءًا مضافًا تقدر أن تقول، لكن هي البدايات دائمًا صعبة يعني دائمًا صعبة، من ناحية ثانية يعني هذا أيضًا إيجابيّ لأنّه أعطاكَ التّحدّي مع نفسِكَ أنّكَ تتحدّى يعني، فأنا أحبّ أن أتحدى بطبيعتي أحبّ أن أتحدّى، وهذا أعطاني هذه هذه المساحة المتعلّقة بالتّحدّي، المتعلّقة بالتّحدّي حتى قدراتي ما أقدر عليه، وتحدّيت نفسي يعني تحدّيت ماذا أنا أفكّر عن نفسي، يعني حتّى على هذه المستويات، التّحدّي التّحدّي هو الأمر الّذي اكتسبته من من وجود الوالد، ومن خبرته ومن خبرتي، وهكذا يعني تجارب أيضًا التّجارب تعلّم يعني عندما تخرج وتعمل لوحدك في معترك الحياة، أكثَر شيء يعلّمك والفشل يعلّمك أكثَر بزيادة من النّجاح، الفشل علّمني علّمني أكثَر بكثير من النّجاح، الأشياء الّتي عملتها ولستُ فرحًا فيها هي أكثَر بكثير أشياء أثّرت أكثَر بكثير من الأشياء الّتي نجحت.

أحمد البيقاوي: كيف علاقتكَ مع العائلة؟

 

صالح بكري: بتجنّن، أحلى عائلة عندي، والله بهذه أنا محظوظٌ جدًّا يعني أنا الحمدُ لله في محبّة كبيرة مهيبة يعني بيني وبين إخوتي كلّهم يعني يعني أنا أعطي روحي لأخي ليس فيها مجال للشّكّ يعني هل تفهم؟ وكلّنا هكذا يعني كلّنا أخوة هكذا وكل شخص فينا مختلف كَون بحدّ ذاته يعني، وشخصيّة بحد ذاتها، وحضور بحدّ ذاته صوت بحدّ ذاته، يعني كلّ شخص فينا قصّة، وتاج رأسنا الوالد والوالدة طبعًا، وبيت محبّ بيت دائمًا كان دافئًا داعمًا حاضنًا، دائمًا أحبّ أن أ رجع على البيت أرى أهلي أجلس مع أخوتي وأتواصل دائمًا لليوم مع أنّي أنا أعيش بحيفا بعيد عن قرية البعنة حوالي 40 دقيقة عندنا أخ في في الشّتات لكي نستكمل الحالة الفلسطينيّة آدم، فـ هكذا في في هذه الحالة العائلة دائمًا كانت ودائمًا كانت داعمة وحاضنة.

أحمد البيقاوي: أنتَ تحبّ فكرة العائلة بعيدًا عن أنّه علاقتك بأخوتك يعني لذيذة ولطيفة وقريبة، لكن فكرة العائلة بحدّ ذاتها تحبّها؟

صالح بكري: طبعًا طبعًا أحبّ العائلة.

أحمد البيقاوي: ماذا تعطيك؟

صالح بكري: تعرف معنى الأخوّة بالعائلة، تعرف معنى أن يكون أن تكون ماذا يعني أنّكَ تكون أخ، تعرف أنّه مهما صار ومهما صار، دائمًا يوجد أحد بظهرك، دائمًا يوجد أحد معك، ولا مرّة سيتركك، ولا مرة سيتنازل عنكَ، ولا مرّة بأيّ حالة كانت، يوجد عندك جسم كامل متكامل بظهرك، داعم لك ويحبّكَ ويدعي لكَ بالخير عندما تخرج من البيت وعندما ترجع على البيت، هذه العائلة. يعني بنفس الوقت أنا أؤمن أنّه الحياةَ لا تساوي شيئًا بدون أصدقاء مثلًا، لا تساوي شيئًا بدون أصدقاء، فـ يعني العائلة الّتي ليس فيها صداقة ليس فيها ليس فيها حبّ ليس فيها.. ليس ممكنًا أن تكون بنّاءة يعني لأنّ الصّداقة من الصّدق والصّدق مهمّ لكي تعرف تعرف الآخرين فعلًا يعني إذا لم يكونوا صادقين معكَ ليس ممكنًا أن تبني صورة ليس ممكنًا أن تفهم يتمّ خداعك الصّدق مهمّ جدًّا.

 

أحمد البيقاوي: وعائلتك الصّغيرة صالح العائلة الّتي تبنيها.

صالح بكري: نعم يعني انظر يعني هي حالة فيها ويعني أنا عندما جاء صفا عندما جاءَ صفا على الحياة ابني عمره 6 سنوات اليوم، أنا فهمت أنّه الـ ـ.. فهمت الحياة لأنّه اكتملت الحياة وأنا أفكّر أنه الّذي لم ينجب ولدًا كأنّ الحياة توقّفت عند حدٍّ معيّن لم تكتمل، نحن بالعربيّة نقول الّذي يتزوّج يكمل نصف دينه ليس الّذي يتزوّج بل الّذي ينجب ولدًا، الّذي ينجب ولدًا، الّذي ينجب أولادًا ولدًا أو فتاةً يعني ليس مهمًّا فأشعر أنّه اكتملت حياتي مع الولد صرت أفهم أكثَر الحياة هذه واحدة، اثنين هناك شيء بالطّفل من الصّعب أن تعبّر عن إحساسك يعني بالحبّ وتعلّق الطّفل فيك وأنتَ تعلّقك تعلّقك بالطّفل يعني صعب أن تعبّر عنه بالكلمات، لستُ قادرًا يعني لا أعرِفُ كيف أعبّر عنه لكن هو كبير يعني مهول مهول.

أحمد البيقاوي: ماذا غيّر فيك عندما جاء؟

صالح بكري: إحساس أكبر بالمسؤولية لملمني لملمني (رتّبَني) كنتُ كلّ قطعة بمكان مشتّت رأسي مشتّت هو جاء ركّز تفكيري ركّز لي ماذا صرت أعرِفُ أعمل سلّم أولويّات ماذا يجب أن أعمل وماذا بعدها وماذا بعد وماذا بعده؟ كأنّه صار في.. صرت مرتّبًا وشكله الشّيء instinctive يعني له علاقة بالغريزة يعني مثلًا تستيقظ في الصّباح الباكر، لماذا؟ لأنّه يوجد عندك مخلوق صغير يجب أن أهتمّ به لأنّه غريزة، هناكَ شيء غريزيّ يتحوّل عندك يركزك تصير تعرف تمامًا ماذا يجب أن تعمل لكي تعمل كذا كذا كذا لكي.. فـ لملمني هكذا وركّزني صار طريقي أكثَر واضحًا، صرت أعرِفُ أكثَر يعني مثلًا أنا وقت الفراغ أعمل عندما أكون معه أحاول أن أكون معه وأحاول أن أكون.. أفرح من الوقت معه، لأنّه يشعر بشعور عندما أنتَ ت لعب معه لكي تلعب معه وتسلّيه أو لأنّه أنتَ تلعب معه فعلًا لأنّه هو يعرف، أنا أحاول أن ألعب معه فعلًا أنّه أفرَح باللّعب معه وأنا لستُ شابًّا صغيرًا أنا صار عمري تقريبًا خمسين وأكثر قليلًا، فـ ليس سهلًا هذا الموضوع على فكرة لأنّه تصير تفكّر أكثَر من اللّازم مع الوقت تصير بعد الـ 40 تصير أكثَر مشغولًا هنا وأقلّ حيويّة وعفويّة وتلقائيّة يرجعك على التلقائية عندكَ يرجعك للمكان هذا لأنّه حرّر قليلًا حرّر قليلًا ارجع ارجع العب العب اركض معه في هذه ه ذه.. وتشعر أنّه يوجد أيضًا الطّفل يوجد أنّه كلّ ولد يُخلق بشخصية يُخلق بشخصية كأنه هو هكذا يعني build in يعني تُخلق معه الشخصية الولد وصرت أتعلّم أذهب معه لستُ أنا مثلًا أنا أحبّ البحر إذا هو لا يحبّ البحر لا يوجد حاجة أن أحبّبه ب البحر هل تفهم كيف؟ إذا أنا أحبّ الجبل أحبّ الطبيعة إذا هو لا يود أن يذهب على الطّبيعة مثلًا يود أن يجلس في البيت أنّه ليس مفروضًا أنّه لا تعال نذهب على الطبيعة يعني ليس غصبًا يعني اذهب معه، هو يحبّ هكذا اذهب معه دعه يعيش هو يحبّ لا تعيّشه ما أنتَ تحبّه لا تفرض عليه ما تحبّ أنتَ لا هو سيجد طريقه لوحده وهو قادم مع شخصية يعني من ربنا فاحترم احترم مع ماذا هو قادم يعني أعطِه مساحته يعني ليكون من هو يريد أن يكون.

أحمد البيقاوي: فـ أيضًا هاذه أسئلة تفاجئ طبعًا تفاجئ يظلّ يفاجئك لأنّه كلّ الوقت يكبر ويكبر بسرعة، فكل وقت يفاجئك في تعابيره، في تعابيره، في اكتشافه للغة، في اكتشافه للتعبير اللغويّ، فكلّ الوقت يظلّ يفاجئك في المراحل الأولى من السّنوات، شيء فيه قلق طبعًا خلال الإبادة كنت أرى صفا في كلّ أولاد غزّة كلّ أطفال غزّة أرى وجوههم أرى صفا أرى صفا ابني في كلّ الأطفال هؤلاء وأخاف عليه أقلق عليه ووجوده خلال يعني واحد عندما يكون يعيش في هكذا حالة مع طفل صعب صعب كثيرًا يعني أن ترى كلّ هذا وتعيش مع طفل بين الـ.. بين النّاس هؤلاء الّذين يذبحون بأهل غزّة يعني أعيش بينهم في حيفا فـ هناك كان يعني حالة يعني سآخذ وقتًا لأستوعب أنا أصلًا ماذا مرقت بهاتين السّنتين؟ يعني تخيل اليوم جلست أفكّر يا الله لو أعيش في غزّة يعني ماذا؟ يعني أكيد ما زلت لا أكون أستوعب ما زلت ماذا يصي ر معي أنّه لم يعد هناك تفجيرات وقتل ومذابح بهذه الكثافة الّتي كانت يوميًّا يوميًّا لمدة سنتين يوميًّا وأنتَ لا تعر ف حياتك مضمونة أو لا بأيّ لحظة ممكن أن تُقصف وممكن أن تموت، ماذا معنى الحياة وماذا يعني وماذا وماذا ماذا كيف ممكن أن تستوعب هكذا شيء؟ لا أعرِفُ لا أعرِفُ أنا لا أعرِفُ ماذا مرّ أنا ما زلت لليوم أحاول أن أفهم ماذا مرّ ولا أعرِفُ إذا سأفهم بيوم من الأيّام بماذا مرّينا لا أعرف. تقول لي كلّ هذا وتحبّ العزلة؟ كيف يعني؟ يعني عائلة وأصحاب وناس وعندما تعرف نفسَكَ تعرف مجتمع وشعب وأخوتك وأبوك وأمّك حماهم الله لك وزوجتكَ وصفا وكلّ هذه القصص يعني كلّ هؤلاء الأفراد وتحبّ العزلة؟


 

صالح بكري: هو.. هو.. تريد أن تعبّئ نفسك.

أحمد البيقاوي: تعبّئ ماذا؟

صالح بكري: تشحن نفسَكَ، أريد أن أشحن نفسي .

أحمد البيقاوي: أنتَ تشحن نفسَكَ عند ما تكون لوحدكَ أو مع النّاس؟

صالح بكري: عندما أكون لوحدي أشحن أشحن أعبّئ أستوعب ماذا أ خذت من النّاس وماذا أعطيت يعني عندما أكون مع النّاس أعطي وأحبّ أن أعطي، أعطي وأعطي كثيرًا وهذا جهد جهد يتطلّب منك جهد.


 

أحمد البيقاوي: تحتاج أن تجلس لوحدك لتجد نفسك.

صالح بكري: نعم أرجع وأشحن.

أحمد البيقاوي: تشحن طاقة اجتماعيّة.

صالح بكري: نعم مئة بالمئة، أشحن طاقة اجتماعيّة، أشحن أشحن نفسي أفهم ماذا أخذت ماذا استوعبت من العالم ماذا أعطاني الكون ماذا أعطاني؟ أنّه في ماذا اسمه جيم جارموش مخرج محترم مرّة كان عنده ماستر كلاس في مراكش وحكى جملة أحببتها كثيرًا قال أنا أحترم ماذا ال كون يعطيني عندي احترام لـ ماذا أرى ولـ ماذا أستقبل، فـ لأجل.. والعزلة هي جزء من هذه من هذه بالنسبة لي هي جزء من هذه الحالة المتعلّقة باحترام ماذا أنتَ استوعبت ماذا أعطاك اليوم؟ ماذا نهارك هذا كان؟ يعني ماذا مرّ عليك خلال هذا النّهار؟ فأنتَ عندما ترجع مع نفسك تجلس مع نفسكَ وتفكّر في ماذا قلت لزوجتكَ وماذا قلتَ لابنكَ وماذا ابنك قال وماذا زوجتكَ قالت لك وماذا صاحبك قال لك وكيف تعاملت مع صاحبك بالتلفون؟ وكيف تعاملت مع صديقتك عندما جلستم تشربون كلّ هذه القصص؟ يعني تجلس وتحاسب نفسَكَ تقول والله هنا عملت خطأ هنا أو هنا هذه قصة ممكن أن تكون مثيرة كمشهد مسرحيّ مثلًا، الإلهام يأتي عندما تجلس تتأمل الأشياء وتفكر فيها وتتأمل وتفكر فيها تريد أن تجلس مع نفسكَ.

أحمد البيقاوي: تجلس مع نفسِكَ كثيرًا؟

 

صالح بكري: كل يوم أنا بحاجة أن أجلس مع نفسي يعني هي حاجة شخصية يعني شخصية الآن أنا اليوم جلست مع نفسي عندك هنا في البيت على البلكونة (الشّرفة) جلست وشربت قهوة وتفرّجت وتأملت وفكرت لكن عندما أنا معك الآن أنا معك.

أحمد البيقاوي: صالح في تقارب نظلّ نحفر بالعلاقة مع فلسطين، يعني لا نأخذها كعلاقة مسلّمة وهكذا نحن يعني بمفهوم الشعارات نحن نخلق ونخلق حب فلسطين وأريد أن أستبق معك فعليًّا الإ جابات يعني المرفوضة في تقارب الّتي هي نحن خلقنا وخلقنا في حبّ فلسطين، أو خلقنا ووجدنا أنفسنا بفلسطين وهكذا لأنّه نفترض دائمًا يعني دائمًا ي كون هناك إجابة مثل هكذا وبعدها السّؤال الثاني أرجع أؤكّد في حادثة صارت أمام عينك أو صارت معك أو أنتَ شهدت عليها الّتي فرضت عليك الاشتباك في هذه القضيّة سواء أكثَر يعني اشتباكًا لصالح فلسطين وفكرته أو أكثَر اشتباكًا مع فكرة الاحتلال ورفضه إذا أردت أن ترجع وتستحضر الحادثة الأولى الّتي نشأتك وطفولتك عملت لك واحدة من هذه المحطات أو هذا الـ switch (الانتقال) في العلاقة ماذا تستحضر؟

صالح بكري: طفولتي أستحضر الأغاني طفولتي الباكرة أستحضر الأغاني أستحضر صبرا وشاتيلا أستحضر أغاني مارسيل خليفة يعني هذه طفولتي المبكرة أستحضر بطفولتي بعشر سنين، يعني عندما صار عمري 10 سنين الانتفاضة الأولى والحجارة وأستحضر في تلكَ الفترة التي هي فترة حتى قبل الانتفاضة الأولى نعم في وقت الانتفاضة الأولى عشر سنين أس تحضر شباب البعنة عندما جاءت الشرطة الإسرائيلية كنت عمري 10 سنين جاءت الشرطة الإسرائيلية على البعنة وأنا كنت أقف على الشباك لأنّ أمي كانت تخاف علينا، لا تسمح لنا أن نخرج، كنت أقف على الشّبّاك أنظر على الشّارع والشّباب كانوا يرمونَ الحجارة على الشّرطة، والشرطة جاءت على البلد لكي تنزل لكي تعتقل الشباب الّذين علّقوا علم فلسطين على السّرو، ويكتبون شعارات PLO منظمة التحرير الفلسطينية على حيطان الكنيسة أمامنا، فـ جاءت الشرطة تعتقل الشباب وولّعت، فأنا جيراني الشباب الّذين كانوا جيراني ويرمون الحجارة هؤلاء كانوا بالنسبة إليّ أبطالًا كطفل أنا أنا عندما أكبر أريد أن أراجد معهم أريد أن أصير أجارِد على أجارد نحن نقول بالضفة يقولون أراجد.

أحمد البيقاوي: أنتم تقولونَ أجارِد؟

صالح بكري: أجارِد بصير أجارِد على الـ.. على الشّرطة، وفعلًا عندما يعني يعني كبرنا يعني كان يعني واحد من أحلامي الّتي تحققت أنّي جارَدت (رميت الحجارة) على الشّرطة، في الانتفاضة في بداية الانتفاضة الثّانية عندما قتلوا 13 شابًّا من عندنا، أنا كنت واحدًا من الشّباب يعني الشّباب الّذين نزلوا يعني طبعًا، وكانت أحلى فترة في حياتي، كان هذان الأسبوعان الّلذان نزلنا فيهما على الشّوارع وراجدنا على الشرطة وعلى الجيش كانت أحلى فترة في حياتي هذان الأسبوعان وعندما توقّفت الانتفاضة أوقفوا لنا إيّاها، قياداتنا العظيمة بعد قتل 13 شابًّا كانت أسوأ فترة بحياتي لدرجة أن أصابني insomnia (الأرق) يعني لم أعرِفُ أن أنام لمدة أسبوعين وحتى أعطوني مكتوبًا في المستشفى أذهب عند psychiatrist يعني طبيب نفسي ولم أذهب لكن كانت من أجمل أيام حياتي هذين الأسبوعين لأنّه.. أكثر شيء طبيعي تعمله تحت الاحتلال هو أنّك تقاومه، إذا لم تقاومه تمرض، والمرض يعشّش فيك (يسيطر عليك) ويقتلك من الدّاخل، النّاس الّذين صحتهم النّفسيّة تمام هم النّاس الّذين قاوموا الاحتلال كأطفال وكفتيان ورجال هؤلاء صحّتهم النّفسيّة النّاس الّتي كبتت وخافت واختبأت هذه الحالة خلّفت أمراضًا عندهم، أو ممكن كانت تخلّف أمراضًا عندهم، هذه حالة مرضيّة، الخوف والكبت حالة مرضيّة، عندما تخرج الّذي فيك أنتَ عمليًّا تخرج ماذا يفعل المرض الّذي يحاول الاحتلال يغرزه فيك، تخرجه وتقاوم، فأيّامها.. اليوم أنا أرى المقاومة بأسلوبي بخطّي بفكري هي مقاومة بالسينما السّينما بالمسرح بالشّعر بالموسيقى هذا هذا الخطّ عندي المقاوم ومؤمن فيه وأفكّر أنّه هذا يعني واجب ليس بطولة واجب ضروريّ لنا كشعب وللعالم لكي يعرف من نحن لأنّ الفن أو المقاومة من خلال الفن السّينما والمسرح هو تحويل أداتك الفنية التي هي بمثابة بندقيتك الفنية لبندقية خالدة إلى شيء خالد صحيح يعني لا يقتل ولا يسفك الدّماء لكنه خالد هذه المقاومة عندنا.

 

أحمد البيقاوي: عندما تقول لي الكبت والضغط يعمل أمراضًا أنا أتخيل أنّه مجتمع الـ48 اليوم يعني مرضى إذا أنتَ تقول لي أنّه نفَّست عن نفسِكَ (ارتحت) أ نّك رميت يعني حجرين أو يعني بالانتفاضة الثّانية.

صالح بكري: قليلًا أكثر.

أحمد البيقاوي: قليلًا أكثَر.

صالح بكري: هههههههه

أحمد البيقاوي: لكن هي تلكَ المرحلة كلّها حتى أصلًا يعني لم تطل فكرة الحجارة يعني حتى عندما نتغنى فيها بالانتفاضة الثانية لم تطل بالانتفاضة الأولى طالت الحجارة يعني، لكن أنتَ تقول لي فعليًّا على أنّه على أنّه هذا المجتمع كله مريض فعليًّا صحيح؟

 

صالح بكري: صحيح يعني هي الحالة العامة حالة مريضة لكن آسف آسف هي هي هذه كانت غلطة غلطة غلطة شكرًا إذا المجتمع كلّه مريض.

أحمد البيقاوي: مكبوت يعني

صالح بكري: هو كلّ فلسطين مريضة يا صديقي هي كلها فلسطين مريضة لأنّ فلسطين مقسّمة وكل شخص بحتّة (بمكان)، وممنوع كلّ أحد يحاول أن يلمّ الشّمل فكريًّا ثقافيًّا مقاومة، كلّ أحد يحاول أن يلمّ شمل فلسطين، إما يقتل وإما يعتقل إما يهجّر وإما يتم نفيه فهي كلّها فلسطين بحالة مرضية بوجود الاستعمار منذ وجود الاستعمار.

أحمد البيقاوي: هذا مفهوم طبعًا نحن لا نعيش حياة طبيعية.

صالح بكري: منذ فترة كنت مع أبي بالسّيّارة في البعنة الّتي هي القرية الّتي ولد فيها أنا ولدت في يافا، لكن البعنة مثل يافا بالنسبة لي يعني ليسَت كثيرًا تختلف عن عن يافا من ناحية حبي وعلاقتي في البعنة، أنا وهو كنا نمشي بالسيارة أنا كنت أقود يقول لي أبي انظر ماشيين هكذا بالزواريب الضّيّقة بين العمارات وانظر كيف شكل البعنة صارت مثل مخيم اللاجئين مثل مخيم الأمعري، قلت له مخيم الأمعري أحسن يابا، أنّه هناك ليس هناك هذه أزمة الهوية ليسَت موجودة يعني ليس هناك أحد في مخيم الأمعري تسأله ما هي هويتك؟ يقول لك فلسطيني هنا تحكي لبعض الناس، بعض النّاس ليس الكل لبعض النّاس أنت فلسطيني يصيرون يضحكون عليك، ففي هذه الحالة موجودة، يعني 77 سنة احتلال.

 

أحمد البيقاوي: أظنّ هو يسمّيك وطنيًّا أيضًا صح؟

صالح بكري: نعم نحن وطنيين.

أحمد البيقاوي: هذه تضحّكني على فكرة عندما هكذا..

صالح بكري: يا ليت وقّفت فقط على، لكن أنا أنا إنسان لطيف يعني بالحياة يعني أتعامل مع البشر وهكذا أحبّ أن أ تعامل بلطافة يعني مثلًا أدخل على مكان أريد أن أشتري بالبعنة أو في مجد الكروم أو في أي مكان في هذه القرى العربية الفلسطينية المشحّرة الّتي بقيت في 1948 تقول أريد أن أشتري مثلًا دخّان، أقول له يعني لو سمحت ممكن باكيت دخان what ever يصير يضحك عليّ ينظر على الّذي بجانبه ينظر على من هو بجانبه ويتغامزان أنّه أنا يعني لطيف أنّه أ حكي بلطافة.

أحمد البيقاوي: يعني تجدهم فرحين فيك.

 

صالح بكري: يعني يتغامزون مع بعضهم أنّه يعني أنا لطيف يعني أنّه ماذا يعني لو سمحت هذه ماذا فـ أيضًا كأنّه هناك كثيرًا الحالة الحالة.. يعني بالآخر هم جعلونا أقلية هجّروا أغلبنا وجعلونا أقليّة سهل التّحكم بها في الدّاخل وممارسة.. ومثل نحن مثل مختبر نحن مثل المختبر يعني بعد السجن السجن الإسرائيلي للأسرى السياسيين هو مختبر لكن نحن المختبر الثاني بعد السّجن لأنه بسجن نحن نعيش بالسجن لكن ببلادنا يعني، فـ نحن فقط فعلًا يعني أنا أنا أشعر أنّه أنا أسير في بلدي يعني ليس إلى هذه الدّرجة يعني، ليس هناك الكثير من الاختلاف، يعني لا أشعر أنّه طالما هناكَ احتلال أنا أسير فأغلب الأراضي تصادرت في الـ 1948 فالفلّاح الفلسطينيّ لم يعد عنده أرض يفلحها، فـ صار عامل بناء تحوّل من فلاح إلى عامل بناء أو عامل في المصانع الإسرائيلية بعد تحويل الاقتصاد الفلسطينيّ إلى اقتصاد صناعي، فتم تحويل بطبيعة الحال النّاس الّذين كانوا فلاحين وصادروا لهم أراضيهم، تم تحويلهم للعمل للاستعباد، العمل في البناء والمصانع. وهذا التّشويه الأوّل الفلّاح لم يعد يقدر أن يمارس نفسه كـ فلّاح، واضطر الفلسطينيّ الّذي في الـ 1948 يبني الدّولة الجديدة في ناس بنَت في ناس تهجرت يعني داخليًّا في 1948، في ناس تهجّرت داخليًّا في الـ 1948 وبنَت بيوت المستعمرات على قريتها الّتي تهجّرَت منها، ليس فقط اشتغلوا في بساتينهم وفي أرضهم كمأجورين مأجورين، لا أيضًا بنوا المستوطنات على بلادهم الّتي تهجّروا منها لكي يقدروا أن يعيشوا والبقاء والاستمرارية ويعلّموا أولادهم فبعد مصادرة الأراضي تم تحويطنا في المستعمرات كلّ بلد محوطة بالمستعمرات، هندسة البنى التحتية كلها سياسيّة عسكرية بمفهوم بمفاهيم أمنيّة كلها هكذا تعاملوا معنا بمفهوم أمني لليوم يتعاملون معنا بمفهوم أمني نحن demographic threat تهديد ديمغرافي نحن لسنا بني آدمين نحن تهديد ديمغرافي دائمًا كنا ودائمًا سنبقى، لأن الصهيونية المشروع الصهيوني هو إبقاء وتأبيد أغلبية يهودية في المنطقة هذا جوهر المشروع الصّهيوني. فالقرى بطبيعة الحال القرى الفلسطينية بطبيعة الحال بعد غياب المدينة الفلسطينية في الدَّاخل الفلسطيني، غياب المدينة يعني عمليًّا تدمير المدينة بشكل ممنهج من حيفا ويافا وصفد محوها عن بكرة أبيها (بشكل كلّيّ) طبريا محوها عن بكرة أبيها بيسان محوها هذه كلها مدن بيسان محوها عن بكرة أبيها، هذه كلها مدن ذهبت، يافا ظل فيها 3000 شخص من الـ 80 أو أو 120 ألف، لا أعرِفُ كم كانوا لا أحد كان يحصي فعلًا في تلكَ الفترة 3000 ظلّ في يافا في حيفا نفس الشّيء. فلم تبقَ مدينة فلسطينية التي تجمع الناس، فصار أنّ النّاس صودرت أراضيها انحرموا من الحياة المدنية عمليًّا أين يتشكّل الشعب؟ أين تتشكل الثقافة أين تتشكل الهوية عندَ الشّعب؟ والمدينة، المدينة تشكّل هويّة الشّعب، القرية هي هوية صغيرة، هوية هوية قبيلة وعشائر بالمدينة تشكّل هويّة الشعب فقضوا على المدن، أخلوا القرى صادروا أراضي الفلاحين والقرى تحوّلت لمسخ مع السنين لمسخ، أنت لا تفهم هذه قرية هذه مخيم ما هي هذه؟ ليس لها تعريف يا رجل، ليس هناكَ تعريف، أنا لا أقدر أن أقول البعنة قرية ولا مدينة ولا ولا مخيم لاجئين، هي مسخ، فداخل هذا المسخ أكيد في حالة حالة مرضية غير سّياسة التعجيز وسياسة التهجير القسري التي تتخذ كثيرًا من الأشكال مثل مثلًا نشر العنف وعمليًا دعم العنف يعني التغطية على العنف ودعم العنف وعلاقة العنف بالمؤسسة الإسرائيلية لتمزيق المجتمع الفلسطينيّ من الدّاخل كلّه اليوم هذا ما نواجهه هناك 221 قتيلًا في فلسطين الدَّاخل من بداية السنة إلى اليوم، وهذا في نصف إبادة في غزّة يعني في حالة طبعًا في حالة مرضية يعني مرعبة في الداخل.

أحمد البيقاوي: تريد أن تأخذ هذه المخدة تضعها وراء ظهرك؟

صالح بكري: لماذا؟ أشعر أنّك لستَ مرتاحًا؟

أحمد البيقاوي: ها أنا أرجع أعملها هكذا؟ تريد أن تأخذ هذه وراء ظهرك؟ لا هذه المرة الثانية كانت أهون، لأنّكَ أنتَ أوصيتنا لا تريد الجرابات أن يطلعوا يعني.

صالح بكري: ها هم طالعين بالتلفزيون يعني.

 

أحمد البيقاوي: لا هذه قصّة ثانية من البارحة وأنتَ كلّ كلمة تحكيها على المجتمع ما بعد الإبادة تقول كم مرعب أنّه أنتَ جارك ينزل يقتل في غزّة، يعني كله فقط تعطيني جمل هكذا بالنّسبة لي كانت كلّها صادمة أنّكًَ أنتَ تقول لي أنا أعيش بين مغتصبين عندما نحن نكون نفكر نتلقى نتعامل مع شهادات الاغتصاب، أنا لستُ موجودًا يعني أنا لستُ موجودًا حولها وأنا لم أرَهم، لكن أنتَ فعليًّا هم حولك فأنتَ تصف لي تقول لي أنّكَ أنتَ تعيش بين مغتصبين في الصّباح وأنا أنظر على الفيديو الّذين هم موجودين بالمحكمة وفي هكذا حالة من الاحتفاء فيهم، فأنتَ ترى أيضًا ليس فقط أنتَ تعيش بين مغتصبين تعيش أيضًا بين ناس يعني تحتفي بالاغتصاب، ماذا صار بالسنتين هاتين مع مجتمع الـ 1948 عندما نعيش بين يعني أوّل شيء لأوّل مرّة أعتقد لم تعودوا متغلّبين تقنعونا أنّه أنتم نعيش في معسكر لأنّه خرجت صور بما يكفي للسّلاح الّذي ترينا المعسكر الّذي أنتم تعيشون فيه، وصور كافية وشعارات كافية لتقول أنّه هذا المجتمع أيضًا يؤيّد القتل ويؤيّد الإبادة، ومرة بعد مرة يعني شهر بعد شهر، في امتحانات تطلع أمامها مثل قضيّة الاغتصاب الحالية الموجودة الّتي ت ثبت لك أنّه أنتَ تعيش بمجتمع يعني أكثَر من فكرة أنّكَ أنتَ أ سير داخله صالح فقط.

صالح بكري: امم.

أحمد البيقاوي: فكيف.. كيف ممكن أن تحكي لنا ماذا حدث بمجتمع الـ 1948 بالسنتين هاتين؟

صالح بكري: أنا أنظر عليه.. شعب شعبنا في الدّاخل عنده صدمة متوارثة من الـ 1948 لليوم وهذه الصّدمة موجودة لا تحكِ بالسّياسة أوعك دير بالك (انتبه) هذه جمل كنا نسمعها ونحن صغار عدا عن يوجد عندك مؤسسة كاملة تضع لك منهج التعليم هي تقرر ماذا أنتَ يجب أن تتعلّم، فإذا أنتَ لم تجتهد لتعرف لن تعرف، وإذا أهلك لم يوعّوك، لن يوعّيكَ أحد، هناك منظومة كاملة تعمل على عمليًّا غسل دماغك الفلسطينيّ وتحويله إلى شيء آخر، لكن ليس فلسطين، في ظل هذا كلّه، وعلى مر سنين من القمع، تأتي الإبادة، الّتي وصلنا فيها لحالة شلل تام سنتين تقريبًا، كان في محاولات طبعًا عند النّاس الّذين طلعوا وعملوا مظاهرات في حيفا وفي أم الفحم وقليلًا هنا وهناك في القرى الفلسطينية، لكن ليس بحجم، ليس بمستوى احتجاج حتى على يعني احتجاج على مصادرة أرض لا يعني لم نصل لهذا المستوى. يعني الاحتجاج على مصادرة أرضٍ يعني أقلّ يعني في إبادة تصير في غزّة، وما.. النّاس لم تخرج لم تغلق شارع لم تصرخ، النّاس انكبتت بشكل يعني الترهيب كان في كلّ مكان في كلّ المؤسسات تم عسكرة كلّ المؤسسات الحكومية الإسرائيلية الّتي أغلب شعبنا يعمل فيها لكي يقدر يعيش من المؤسسات الطبية، للمؤسسات المدنية، للمؤسسات القضائية، لما تريد، كلّ المؤسسات الحكومية الإسرائيلية تحولت لأذرع لمدينة الإبادة العسكرية في غزّة، تم عسكرتها كلها وتحول الإسرائيلي بعد الإبادة الإسرائيلي العادي يعني المواطن الإسرائيلي العادي تحوّل لمخابرات، يعني الّذي كان عنده أصدقاء إسرائيليين في في في الإنستجرام أو في الفيس بوك أو هذه هم هؤلاء الّذين تشكّوا عليه عندما وضع آية قرآنية تضامنًا مع شعبه في غزة، أو عندما وضع جملة يعني كفى لقتل الأطفال مثالًا، فتحوّل المجتمع، تمّ تحويل المجتمع الإسرائيلي لحالة عسكرية لا ترى أمامها عمياء آلة عمياء. فكلّه هذا أنتج حالة شلل في الدَّاخل الّذي لم يجعل النّاس يقدروا.. الّذي غرّق النّاس في الخوف، أرهبَت النّاس، فالناس لم تتحرّك خوفًا من أن تُقتل مثل الحشرات مثل ما مثلما يرَون في في التلفون بأيديهم ناس ترى بالتلفون كيف يذهب أهالينا، ناس أهلنا أهلنا في غزّة يذهبون، النّاس ترى التلفون فـ تخاف النّاس خافت ارتعبت تعمل تتحرك، تتحرك خوفًا من أن يصير فيها مثل النّاس الّذين يرونهم بالتلفون مثل غزّة، فهذه هي المأساة الكبرى أنّه لم يكن هناك حراك بالداخل وهذه أكثَر النّاس اولت لكن لم يكن كافيًا.

أحمد البيقاوي: يعني هذا زاد الكبت الّذي كنت تحكي لي عنه يعني أكثَر وأكثر أو ازدادت الأمراض اليوم إذا ينفع نحكي هكذا.

 

صالح بكري: مئة بالمئة ولأجل هذا يعني أنا لست يعني لست متفاجئًا أنّ هناكَ 221 قتيلًا لستُ متفاجئًا أنتَ ما أنتَ لستَ قادرًا ما في يعني فعلًا غرقانين يعني حالة الشلل يعني الّتي دخلنا فيها، هذه الحالة الّتي ستنتج أكيد بالتّأكيد ستنتج أمراضًا يعني بالتّأكيد، لكن أكثَر شيء أيضًا هروب النّاس هربت في ناس خرجت خارج البلد، وأنا واحد من النّاس الّذين يفكّرونَ أن يخرجوا خارج البلد، لم يعد هناك.. أنا صرت لأوّل مرة بحياتي أفكّر فعلًا أن أمسك نفسي وأطلع من خارج البلد لأنّه خلص تحوّل المجتمع كله كلّ لدّول هذه ليس فقط تحولت لمدينة إبادة يعني الجماعة أنا يعني إذا أريد أن أكمل أعيش بفلسطين أنا أريد أن أ وّل شيء هؤلاء يجب أن يتحاكموا يجب أن يكونوا في السّجن، هؤلاء لا يجب أن يكونوا يعيشون حولنا، أنا هؤلاء يجب أن يكونوا في السّجن يجب أن يكونوا في السجن يأخذوهم على جزيرة يا أخي يعملوا لهم يحضروا لهم حيوانات ويعملوا لهم علاج نفسي، يعني من عقدهم التاريخية ويحلوهم عن رب البشر يعني، ليس معقولًا يأخذوهم أنا أقول يعني يأخذوهم المجتمع الإسرائيلي كله يضعوه في جزيرة جزيرة ويعملوا له علاج، يعني أفكّر هذا ممكن أن يكون يعني شيئًا رائعًا للبشرية يعالجوه يعني يحضروا له حيوانات هكذا وهكذا أشياء يعملوا له مزارع للخيول وهكذا وكفاية يتعالج يجلس يحدّق بنفسه يعالجوه يعني مرضى جماعة مليئين بالعقد عقد عقد نفسية تاريخية لها علاقة لا أعرِفُ بماذا..

أحمد البيقاوي: ما هي مظاهر العقد هذا الّذي أنتَ تحكي عنه؟ باليوم يوم بحياة الـ 1948؟

صالح بكري: واحد واحد يعني واحد يصفّق لمغتصب ما في مطالبات بتحقيق عدالة ما في مطالبات ما في ما في أحد يخرج ويحتجّ ويقول والله عملنا هكذا نحن يا عمّ متأسفين نحن يعني ما في ولا القليل من الاحتجاج الّذي ي قول يعني والله في أحد نسمعه في الشّارع الإسرائيلي الّذي يقول لا يا عمّ نحن لا.. لا يوجد يعني الّذين تظاهروا ضد الحرب أغلبهم كانوا يريدون أن يخرجوا الأسرى أن يخرجوا ويكملوا على غزّة لا تفرق يعني ما في لم يكن هناك صوت له وعليه القيمة خرج وقال لا، في المجتمع الإسرائيلي ما في.

أحمد البيقاوي: هذا على مستوى هكذا خبري سياسي كبير، مناخ الّذي في كلّ الـ 1948 باليوم يوم بالتعاطي باليوم، يوم مثل القصّة الّتي قلتها لي، الّذي خرج منها كثير أمثلة في بداية الإبادة أنّه ناس فعليًّا كانت تبلّغ عن بعضها وعن السّتوري وعلى كذا وفعلًا المجتمع عمل مخابرات، اليوم أنتَ بالمستشفيات بالمطاعم بالشوارع مع الشّرطة مع كذا في شيء الّذي كنت يعني البارحة لم أرضَ أن أسألك عنه أكثَر لكي أسألك عنه اليوم عندما أنتَ تقول لي أنا لم أعد قادرًا أن أعيش بين بين المغتصبين وبين بين بين هذا..

صالح بكري: وبين قتلة أطفال.

 

أحمد البيقاوي: بين قتلة أطفال، كنت تشعر أنّكَ أنتَ أيضًا ليس فقط من باب موقف أخلاقيّ أنّكَ أنتَ أيضًا صرت خائفًا.

صالح بكري: على ابني.. أنا أخاف على ابني، أنا غدًا واحد شاب من هؤلاء الشباب الّذين كانوا يقتلون في غزّة على الشّمال وعلى اليمين لأنه أخذ أوامر أن يعمل الّذي يريده يطخّون كلّ شيء يتحرك، هذا شاب عمره 18 19 20 سنة، وضعوه في الماجينة في الدبابة وقالوا له اشمط أنتَ ملك ورجع يا أخي على البلد هذا رجع جلس في حيفا وفي تل أبيب وحولنا، حسنًا أنا أمشي مع ابني ابني حكى بالعربي ممكن تستيقظ عنده الصّدمة يطخ ابني مثلًا أنا ماذا يضمن لي أن لا يطخّ ابني؟ (يقتله) منذ فترة كان في.. بجريدة جريدة شخص استقظ في الليل فكّر أنّ أخاه وأخته نخبة أخوه وأخته ليس ولدًا عربيًّا يمشي بالشّارع، أخوه وأخته في البيت، استيقظ في الليل عنده صدمة استيقظ فكّر أنّ أخاه وأخته نخبة وبدأ يضربهم، فأنت تعيش مع مجتمع يعني هذا المجتمع مريض، يعني مريض الّذي ي عمل هكذا ولا تتم محاكمته لا يتمّ إيقافه لا تتم يعني حشره بالزاوية تقول له يا عمّ أنتَ عملت خطأ ويجب أن تدفع حقّه وتدفع ثمنه هذا أكل أكل هوا هذا يقول أن الإبادة مسموحة بكل مكان أيضًا يعني بالنّسبة للعالم يعني إذا إذا "إسرائيل" ما صدَّت من هذه طلعت من من هذه الإبادة كأنه ما يبدو العالم يريد أن يمشّيها العالم لليوم يمشّيها ولا أحد حاكم فيهم. لا أحد حاكم فيهم من رئيسهم الكبير لجنودهم ما أحد لليوم حاكم والمغتصب والمغتصبين وقفوا لهم، حسنًا هؤلاء كيف ماذا كيف كيف تريد أن تعيد تعايش مع هكذا؟ كيف يعني؟ كيف؟ يعني واضح أنه الأشياء ذاهبة للأسوأ إذا انسمح لهم أن يعملوا النّكبة ولم يتحاكموا على النّكبة هي النتيجة هي غزة إذا انسمح لهم أن يعملوا غزّة، انتهينا انتهينا إذا ما تحاكموا بعد غزّة انتهينا. إذا "إسرائيل" كمنظومة لم تحاكَم إذا الصهيونية كأيديولوجية لم تحاكم أكلنا هوا (خسرنا) أكلنا هوا في الدَّاخل والضفة وبغزة أكلنا هوا وبالمنطقة بالمنطقة والجماعة يعني ليسوا بخلاء في أن يحكوا عن أطماعهم يعني في المنطقة يعني ليسوا بخلاء علينا في المعلومات، لا، اليوم ما زلت أسمع الرئيس عندهم هذا المجرم الكبير اليوم ما زلت أسم عه أحكي نحن.. ي قرأ كتاب يسألونه ماذا تقرأ يقول لهم أقرأ عن كتاب عن كيف اليهود انتصروا على روما كيف اليهود خسِروا الحرب مع روما، والمرة القادمة سننتصر، هو يحكي المرة القادمة سننتصر على روما، يعني الرّجل يعيش في في حالة.. بـ يعني دولة صغيرة لكن تفكير إمبريالي، وتفكير إمبريالي متعلّق بقوّة عظمى، يعني أنّه نحن مسيطرين على المنطقة كلها مسيطرين على ماذا هذا؟ ماذا يعني هذا الخرا يعني ما هذا؟ ما هذا؟ ما هذا المستوى؟ ما هذه مع من نعيش نحن مع من نعيش؟

أحمد البيقاوي: صالح أريد أن أسألك على الـ.. يعني قبل أن تأتي على المشهد الفني الفلسطينيّ والمشهد الثقافي الفلسطينيّ والمشهد السّينما الفلسطينيّ هكذا أريد أن أدخل بتفاصيل المجتمع خطر لي أن أسألك على المجتمع الإسرائيلي ماذا فعل بهذه الإبادة على مستوى السّينما الإسرائيلية ماذا كان دورها هذه النخب الّتي كانت موجودة أو الّتي هي تشكّل المشهد الفني والمشهد السينمائي في في "إسرائيل" الّتي إذا على مدار عامين رأينا كلّ المؤسسات تمترست في في تبنّي ودعم الإبادة، أعتقد أيضًا في دور هنا لكن لا أرا ه تقدر تشاركنا تحكي لنا عنه؟

صالح بكري: يعني ليس كثيرًا الصّراحة أتابع المشهد الإسرائيليّ، لا أتابعه كثيرًا يعني لا أشاهد أخبارهم، لأنّه أنا فعليًّا عازل نفسي مع مجتمعي يعني في مجتمعي الفلسطينيّ في الدَّاخل وأتابع الّذي أقدر عليه في مجتمعي ومشاكلي مع مجتمعي تكفيني أنا لستُ بحاجة لمشاكل أخرى، أنا تكفيني مشاكلي في مجتمعي وأحاول أن يعني أن أرتقي لمستوى جمهورنا الفلسطينيّ في الدَّاخل فنّيًّا وبقدر الإمكان في ظرف في هذا الظرف يعني.

أحمد البيقاوي: يعني حتى لستَ متابعًا على كيف يعملون ضدّنا؟

صالح بكري: لا لا لستُ متابعًا لا سينما ولا مسرح ولا أخبارهم ولا شيء يعني ولا جرايدهم ولا شيء.

أحمد البيقاوي: وهذا شيء سبق الإبادة؟

صالح بكري: سبق الإبادة نعم.

أحمد البيقاوي: منذ متى؟

صالح بكري: من الـ 2008 من الـ 2008 الّتي هي يعني آخر مسرحية عمليًّا بالمسرَح الإسرائيلي الّتي أنا شاركت فيها في الـ 2008.

 

متحدث 2: يعني أنتَ لم ت عمل قطعًا أو موقفًا سياسيًّا أخذته في 2006 2007 2008 بهذه السنين أنتَ عملت قطع.

صالح بكري: نعم في الـ 2008 يعني لأنّه فهمت أنّه لا يمكن أن نعيش في بلادنا بحرّيّة وكرامة دون إبطال مفعول الصّهيونيّة، وإبطال مفعولها، إبطال إبطالها، يعني إلغاؤها إلغاء الصّهيونيّة، يجب أن يتم محاكمة الصهيونية كأيديولوجية عنصرية، وأن تلغى تلغى الّذي يريد أن يؤمن بالصّهيونية يؤمن ما.. هذه لكن يعني ليس من المفروض الصهيونية يعني.. يكون تنعكس بأفعال، تقدر أن تؤمن لا أحد س يمحيها من رأس أحد، لكن كأفعال كفعل صهيوني هذا يجب أن يعني كفاية يتم إبطاله، الفعل الصهيوني يجب أن يتم إبطاله، لكي نقدر أن نعيش مع بعضنا ونقدر أن نجد طريقة لنتصالح ونعيش. حسنًا كيف كيف صارت نظرتك الآن ما بعد الإبادة أنتَ عندك موقف مبكر لفترات طويلة كنت ترى حتى مقابلات حوارات حديثك مع الأصدقاء كنت لارج مع النّاس (منفتح) الّتي لا تأخذ هذا الموقف الواضح القطعيّ.. يعني قلت لك أو ما بعد الإبادة ولّى زمن الجاهليّة. وما زلتُ لارج صديقي.

أحمد البيقاوي: ما زلتَ لارج؟

صالح بكري: ما زلتُ ل ارج مع النّاس لأنه لا أنا لا أقدر يعني لا أفرض لا أحبّ أن أفرض رأيي على أحد.

أحمد البيقاوي: لا ليس من مكان.

 

صالح بكري: كلّ واحد وضميره يعني كلّ شخص وماذا هو يرى، وكل شخص يسأل قلبه ماذا يقول له يعمل الّذي بقلبه.

أحمد البيقاوي: حسنًا لا أعرِفُ أنا أريد أن أ جرّب أن أفكّر معك بصوت عالٍ أنا يعني كنت أيضًا أنا أفكر يعني ليس عندي موقف ليس عندي حكم، وكنت دائمًا أتجنب دائمًا كلّ نقاشات شخصية أو حكم هكذا ينزل على فرد لكن أشعر أنّه ما بعد الإبادة تجاوزنا مرحلة الأبيض والمساحات الرمادية ال موجودة خاصّةً عندما رأينا إذا أنتَ في مشهد تقاطعه فـ نحن رأينا أيضًا ماكنة الممثلين والفنانين والصناديق وغيرها كلّ هذه النقاشات الّتي كانت تلعب ما بين بين هي جزء من ماكينة الترويج وحتى الأعمال الّتي هي ممكن أن تكون أعمال مشتركة يعني تم استخدامها بمكان ما لكي يتم تمرير مثلًا الرّسالة على حساب رسالتي، أو يتم تمرير حضور الإسرائيلي على حساب حضور الفلسطيني، فـ أشعر اليوم أنّه في شيء الّذي أنتَ كنت دائمًا تح كي عنه على مستوى عام كبير لا أريد أن أنزل لمستوى الأفراد صار أوضح وصار أكثَر حدّة، وصرت أنتَ محتاج أن تتعامل معه يا أو أبيض أو أسود أكثَر من فكرة أنّه أنا أريد أن أظلّ ألعب بالمساحات الرّمادية.

صالح بكري: أكيد يعني صار في صرنا بمكانٍ ثانٍ كفاية كأنّه يجب أن كأنّه تتجاوز مرحلة وصار واجبًا أنّ تتجاوز هذه المرحلة المتعلّقة بأنّه الأسئلة هل هو أنا؟ هل يوجد لي دور كفلسطيني في الداخل؟ نحكي على الفلسطينيّين في الدّاخل، هل في دور كفلسطيني اليوم بالمشهد الفني الإسرائيلي؟ ليس هناك دور أنا أفكّر أحسن دور ممكن تعمله هو أن تقاطع ليس هناك دور ثانٍ ليس هناك لا هو هو أصلًا ما في وقت ما في ما في ما في.. لا أرى أنّ هناك شيئًا ثانيًا أكثَر مؤثّرة اليوم من أن تقاطع اليوم، ليس هناك يعني.. يجب أن يكون في حسب رأيي يعني طبعًا والآخر هذا لن يصير لأنّه بالآخر في منظومة كاملة كاملة في مجتمع فاقد للقيادة فاقد للصوت الواحد، فاقد للرّؤية الشّاملة، الّذي لا يعر ف أصلًا يحكي ما هي رؤيته، شعب لا يعرف يحكي ما هي رؤيته لليوم، يعني شعب مقسوم على ذاته هناك الذين ينادون ما زالوا في دولتين وفي الّذي يقول لك دولة وفي الّذي يقول لك يعني ما في ما في بوصلة واحدة جامعة تلّم النّاس وراها ظهر.. صعب عليّ أن آتي وأقول والله هذا هذا الكل يجب أن يعمله لأنّه أصلًا ليس بهكذا مكان أنا يعني أنا هكذا خطّي هذا الّذي أؤمن فيه أؤمن أنّه لم يعد هناك مكان بعد أنّه نعمل مع.. بالمسرح الإسرائيلي أو السّينما الإسرائيلية أو أي مؤسسة إسرائيلية ثانية، ما زلت على موقفي من ناحية المسارح العربية في الداخل، المسارح العربية في الدَّاخل الّتي تأخذ مصاري أو دعم من وزارة الثقافة الإسرائيلية بعدم وجود بدائل مستقلة كافية. أنا أفكّر أنّ وجودها لحدّ الآن مُهِمّ مهم، لأنه أولادنا يستحقّون أن يشاهدوا المسرح المحلّي ولا يوجد كيف تعمل مسرح محلي غير عبر هذه المؤسسات، أولادنا يذهبون على المدارس الحكومية يتعلمون بالمدارس الحكومية، فـ ليس هناك إمكانية أنّه في هذه المرحلة من حياتنا عندما الاحتلال لا يسمح أصلًا أن يكون في عندنا مؤسسة ثقافية مستقلة، فعلًا الّتي ت جمع النّاس من جامعة لمدارس مستقلة بشكل كأنّه تعرف شامل على على مساحة البلاد، يعني أنّه يكون في تعليم مستقل، ما في ما في.. هذا التعليم المستقل في محاولات المتعلّقة بـ مدارس أهليّة وهذه لكن غير كافية لتعليم المجتمع كاملًا شاملًا، فكان من الحرّيّ أنّكَ تأتي وتطالب بمسرح فلسطيني مثلًا في الدَّاخل المستقلّ؟ يعني كبير يجمعنا يعني ليس مسرح خشبة مسرح صغير أو مسرح خشبة لم يبقَ لم أقدر أن أكمل لأنّه لا يوجد دعم ولا أحد يريد أن يدعم مسارح فلسطينية محلية يعني بالداخل الفلسطينيّ لأنه كان وضعنا نكبة من جميع النواحي يعني من أيضًا من ناحية العرب أيضًا من ناحية أوروبا لم يعترفوا فينا إلا في إطار "إسرائيل" ومن ناحية العرب لأنه لا يريدون مشاكل مع الكبار، ومن ناحية الفلسطينية لأنه الّذي فيهم يكفيهم في الضفة وفي غزّة فهو تريد أين تريد أن تذهب؟ في مشكلة كبيرة عندنا في مشكلة كبيرة.

أحمد البيقاوي: مع المشاكل هذه لماذا صالح ما زالت ال نّاس تذهب إلى الفن تذهب إلى التّمثيل؟ يعني مشهد أنا لا أقدر أن أفهم كيف؟ قلت لك في هذه فكرة أنّه في أحد ي دخل جديد ومثل كأنّه في مسار بعدها نحن نصل لمكان نقاش فاتورة الكهرباء أنّه ليس معي أن أدفع فاتورة الكهرباء هكذا تشعر القصة ما زالت هناك ناس تذهب.

صالح بكري: لأنّه شخص أنهى الثّانويّة، يعني أنا حكيت لك عن عن المسيرة المسيرة الطويلة المتعلّقة بتشكّل الوعي عندي أنا صالح وكل أحد عنده مسيرة متعلّقة بتشكل وعي.

 

أحمد البيقاوي: يعني يا أخي لماذا يجب أن النّاس تظلّ تعيد تجارب بعضها؟ المشهد كثير صغير صالح.

صالح بكري: المشهد صغير كثيرًا لكن أنتَ لا تمتلك الوسائل لـ.. هذه ليس عندك الوسائل لكي تقدر أن تعمّم تجارب الآخرين، يعني تجارب الآخرين لا يمكن .. لا يمكنك أن تعرفها فعلًا، لأنّه لا يوجد أحد أ صلًا لا يوجد إمكانية لتتابع تجارب الآخرين يعني أنتَ عند ما عندك قد أنهيتَ ثانوية أنهيتَ ثانوية في كفر ياسيف فرضًا أنهيتَ الثانوية في كفر ياسيف كيف ستعرف عن صالح بكري وعامر حليحل وعلي سليمان وترى هنا تجربة في السّينما، ترى هناك عاليوتيوب لكن كيف ستعرف بالفعل شخص عمره 18 سنة أنهى ثانويّة يريد أن يصير ممثلًا.

أحمد البيقاوي: لا لأنّه المشهد الّذي أنتَ تقوله يعني خاصّة مع النقاشات الّتي صارت آخر خمس سنوات على الصناديق وعلى فوضى وعلى الأعمال وعلى المسلسلات والأفلام، جعلت النقاش كثيرًا عام ليس فقط على مستوى الـ48 صار على مستوى فلسطين وصار مستوى عربي أيضًا فأعتقد أنّه فعلًا ولّى زمن الجاهلية.

صالح بكري: يا ريت.

أحمد البيقاوي: لكن أنا أشعر فعليًّا أنّه هناك نقاش يعني في شيء مثل كأنّه ما زلنا متعاملين أنّه هذه وجهة نظر، يعني مثلًا موقفك كان زمان بالنّسبة لي موقفك الّذي هو نصفق لك عليه لأنّه موقف يعني يُقدَّر وهكذا لا اليوم أنا أ تعامل فعليًّا ليس فقط نقاش واجب أنّه هو هذا يفترض الموقف الطبيعي ونقاش أنّه ح سنًا أنا أريد أنا ليس عندنا مسرح، حسنًا أنا ماذا أفعل إذا "إسرائيل" فعليًّا أغلقت كلّ المسارِح؟ يعني يصير النّقاش أنّه هو مسرح إسرائيلي؟ لماذا نحن فعليًّا لا نصل للمحل الّذي مثل ما أنتَ قلت مثلًا في بداية الحوار أنّه إ ذا أنا كنت أعمل بهذا الشّيء وغير قادر أن أكون أنا أذهب أ صيد؟ لماذا يعني لماذا دائمًا النقاش أريد أن أدفع فاتورة الكهرباء ودفعها هو من خلال نفس المنظومة لماذا لا ندفعها من مكان ثانٍ؟ لماذا لا أحد يعمل career shift (تغيير مسار مهنيّ) لم يعد يعني لا يريد أن يكمل بهذا الكار قليلًا غريب الشّيء عليّ، أنا يعني تعرف صراحة أشعر إذا رجعت .

 

صالح بكري: لا أعرِفُ ماذا كيف يقدرون بعد يعني لا أعرف.

أحمد البيقاوي: أنا أنا تجربة فوضى إذا ترجع مرّة ثانية أشعر سنرجع نعمل إعادة لنفس النّقاشات في موسم أوّل يخرج النّاس يقولون لم نكن نعرف فيه موسم ثانٍ تخرج النّاس تقول كذا وكذا وكذا ونرجع نعيد ذات الإنتاج ذات النقاشات من أوّل وجديد.

صالح بكري: أنا أفكّر أنّه في دور لقياداتنا في الدّاخل، قياداتنا في الدّاخل، يعني ليسَت قيادات مبدعة وقياداتها في الدّاخل قياداتنا الوطنيّة الوطنية الّتي تتعامل الّذي ه م عمليًّا هي تمثّل أغلب الدَّاخل الفلسطينيّ، لأنه الأغلب يصوّت لهذه القيادات لكي تكون في الكنيست للدفاع عن ما تبقى من حقوق للشعب الفلسطينيّ في الدَّاخل طبعًا كل.. كلّ هذا يعني المطالبة بالمساواة ولا أعرِفُ وهذا كله أنا بالنسبة لي حكي فاضي لأنه لا يمكن أن يكون في مساواة إلا بوجود الشعب والشعب ليس موجودًا، الشعب ليس موجودًا، فكيف تريد أن تعمل مساواة؟ وأصلا فكرة المساواة يعني هي يعني ليسَت تمامًا يعني هنا عندي بالمنطق منطق عندما تحكي منطق، فكرة المساواة ليسَت موجودة لأنه أغلب الشعب في الخارج وممنوع أن يرجع، أرجع لي الشعب وبعدها تعال نحكي مساواة. أوكي هذه من هنا عمليًّا كلّ موضوع الكنيست والوجود بالكنيست كأنّه كلّ النضال من خلال البرلمان الإسرائيلي كله، أنا بالنسبة لي يعني لا يحكي معي أو يحاكيني ولا أعتبره يمثلني فهو يمثل الكثير من النّاس، هذا الخطاب يمثّل الكثير من النّاس، فإذا أردنا أن نحكي على على كيف يعني تريد أن تغيّر اليوم؟ يعني مثلًا أنا أفكّر أنّه جزء من الفلسطينيين في الدَّاخل ما زالوا يعملون مع.. يجدون أنفسهم أو يجدون شريكًا الّذي هو كأنه تعرف هؤلاء الفنّانين الإسرائيليين على ما يبدو أنا لستُ كثيرًا أتابع يعني لا أعرِفُ كثيرًا، لكن هؤلاء الفنّانين الإسرائيليين الّذين هم على الهامش كأنه في الحالة الثقافية الإسرائيلية ويحاولون أن يكونوا صوت صوت الضمير داخل المنظومة الاستعمارية، ولا يرونَ أصلًا أنّ الوجود أنّ الصهيونية هي استعمار، يعني هم ليسوا.. لكن ماذا؟ ليبراليين ومنفتحين ويحبّون أن يعني "إسرائيل" تكون في أفضل حال وديمقراطية يهودية وبدون عنف ومجازر واحتلال للضفة وغزة، هؤلاء الجماعة هؤلاء كأنه تعرف الّذي يصوّت اليوم للتجمع أو للجبهة الّتي هي الحزب الشيوعي الإسرائيلي، هؤلاء يجدون أنفسهم مع هؤلاء لأنّه تقريبًا خطاب يعني ليس كثيرًا يختلف أنّه بالأخير الأحزاب الفلسطينية في البرلمان تريد أن يكون في كأنه..

أحمد البيقاوي: شريك شريك إسرائيلي.

صالح بكري: شريك إسرائيليّ يؤمن بهذا الخطّ المتعلق بها، فمن هذا الباب في الكثير من الفنّانين يعملون مع المسرح الإسرائيلي والسينما الإسرائيلية، لأنه هناك ناس تمثّلهم جالسة في القيادات، لكي تأتي وتحكي على تغيير مجتمعي تريد أن تبدأ من هنا تبدأ من فوق، لكن القيادات ما زالت ليسَت مقتنعة على الأغلب، أو أنا أفكّر أنه حتى لا يهمّها المشهد الثقافي.

 

أحمد البيقاوي: مستغرب أنّك تشرحهم لكن لأنّه يعني أشعر أنّه أصلًا بتصريحاتهم كلهم يعني بزياراتهم فعالياتهم لا أرى أصلًا فعليًّا يعني في حزب عامل فعاليّة ولا يعني أفرادهم كوادرهم ممكن منخرطين لكن أنّه الحزب على مستوى حزب أنّه ممكن يفكر كيف نريد أن ندعم المشهد الثقافي وكيف نريد أن نعمل على أنّه نعمل مسرحيّة أو ندعم الفنان الفلاني لا يعني.

صالح بكري: هو أيضًا يعني الحزب.

أحمد البيقاوي: لا يقدرون أن يلكّوا أيضًا.

صالح بكري: يعني يعني بالآخر هم يعني في الجانب الوطني والحفاظ على الهوية وهذه من خلال وجودهم في البرلمان، لكن هذا أنا برأيي يعني لا يكفي يعني لا يكفي أنّه هذا الهمّ بأن الحفاظ على الهوية وأنّه نحن شعب واحد وهكذا.. هذا لا يكفي، تريد أن تواجه تريد أن تواجه ولكي تقدر أن تواجه تريد أن تطلع يعني تريد أن تطلع من السّجن هذا.

أحمد البيقاوي: أساس القصّة هذه الّتي تُ حكى من الـ 1948 هي أوضح لأنّه فيها مشهد فج لكن هي بعموم فلسطين والأعمال الفلسطينية عمومًا يعني أنّه في شحّ بالموارد والدّعم، حسنًا ومع الوقت تزداد كلها في الأعمال يعني وتزداد المعايير أنتَ يعني اليوم إذا ترى في تسمع نسمع عن قصّة أنّه في أحد مشروع التخرج عنده أو أحد عمل فيلم قصير بإمكانيّات فعليًّا، يعني محلّيّة محدودة نضعه على رأسنا وندور فيه قبل أن نرى الفيلم، لأنّه نريد أن ندعم هذه الفكرة أنّه نحن نخرج عن المعايير المكلفة الّتي نحن لا نقدر عليها، ففي مشكلة شح موارد دائمًا تكون موجودة وأيضًا في تحديات بإيجاد يعني تمويل لهذه الأعمال. برأيك ماذا كيف التعاطي مع هذه مع هذه التحديات يعني؟ ما المخرج منها؟

 

صالح بكري: يعني لا يوجد مخرج يعني لا يوجد مخرج هي تحديات وستبقى تحديات ووجودك يعني استقلاليتك هي تحدي بحد ذاته، تجمهرَك هو تحدّي يعني واحدة من الأشياء الّتي مثلًا مسرح الميدان مسرح الميدان كان يأخذ تمويلًا من المؤسسة الحاكمة وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية، حسنًا لكن كان هذا مسرحنا، كنا نجتمع ونعمل الّذي نحن نريده بلغتنا وجمهورنا للداخل يأتي من حيفا ويأتي من الناصرة ويأتي من شفا عمرو، ويأتون من عكا ويأتون إلى حيفا ليرون المسرح لأنه في.. نقدم فحوى نقدّم مواد مثيرة لجماهيرنا يرون أنفسهم ويرون ويفكرون في في هذه الدّنيا في هذا الواقع الّذي موجودين فيه فكّنا كأنه نتناول مسائل اجتماعية سياسية لحدود معينة، ومثلما حكيت لك أن جمهورنا وأطفالنا بالذات أطفالنا وشبابنا يطلع لهم أن يروا مسرح.

أحمد البيقاوي: يعني تحكي بحدود 1948؟

صالح بكري: أحكي بحدود 1948.

أحمد البيقاوي: لكن الشّيء خارج الـ 1948.

صالح بكري: دعني أكمل بحدود الـ 1948 يطلع لهم شبابنا وأولادنا يشاهدوا مسرح.

أحمد البيقاوي: صحيح.

صالح بكري: هذا حقّهم، تريهم المسرح وليس عندك أدوات ثانية يعني المسرح الوحيد الذي كان يجمع 300 شخص أقلّ من 300 شخص في القاعة هو مسرح الميدان، أغلقوه أغلقوه لماذا؟ لأنه تجرأ أحد المخرجين الشجعان عندنا في الدّاخل أن يعمل مسرحية عن وليد دقة، من كتابات وليد دقّة، ذهب وأحضر كتابات وليد دقة الزّمن الموازي دراسته وعمل منها مسرحيّة فـ ذهبوا وأغلقوا المسرح أغلقوا المسرح بسبب.. عمليًّا شجاعة أو هي يعني هي واجب هي ليسَت شجاعة هي يعني هي واجب واجبنا أن نحكي عن قضية قضايانا.

أحمد البيقاوي: هي شجاعة هي بالوضع شجاعة.

صالح بكري: شجاعة صحيح. شجاعة هي شجاعة صحيح.

أحمد البيقاوي: نحكي عنها الشجاعة.

 

صالح بكري: هي شجاعة فذهبوا أغلقوا المسرح حسنًا؟ هذا لا يقول أنّهم فتحوا مكانًا الآن و مسرحًا مكانه، و يهاجموه على كلّ عمل يعملوه في المسرح الّذي ما لا يليق بالسياسة الإسرائيلية يهاجموه و يحاولون أن يغلقوا وهكذا. واليمين ذاهب وقادم ليرى ماذا يعمل في المسرح، وأيضًا يعني تعرف اليمين اليوم مسيطر مهيمن على مفاصل الدولة كلها، يعني اليمين المتطرف الّذي هو يعني تعرف جماعة المستوطنين مسيطرين مسيطرين، هؤلاء لاحقوا الوالد يعني لاحقوا الوالد 20 سنة على فيلم "جنين جنين" هم نفسهم هؤلاء المستوطنين وطبعًا مدعومين ومصاري والّذي تريده. لا يوجد عندنا مسرح ماذا نعمل؟ ماذا نعمل؟ نريد أن نحكي يا رجل نريد أن نحكي ونريد أن نجتمع وهو أمر أنّه الفلسطينيّ يجتمع ليس على جنازة أو عرس على مسرح هذه لوحدها قصّة، لا يريدون أن نجتمع، لا يريدون أن نشعر أنّه نحن والله كتلة قلبنا ينبض مع بعضه، ونحن يعني نتواصل مع بعضنا ونحن كتلة نحن قوة نحن نأتي نشاهد مسرح ونعمل مسرح نعمل ما نحن نريد أن نعمل ماذا نريد أن نقول، هذه خطيرة بالنسبة للدولة هذه، فحتى هذا سكروه لنا الآن فتح شابّ عمل مسرح اسمه سرد مكان ميدان، عمل اسمه مسرح اسمه سرد نفس الشيء يأخذ من البلدية ويأخذ من وزارة الثقافة ونازلين فيه لا يهدّؤون له باله، وما في قصص مثل وليد دقة اليوم لا يوجد حاجة تعمل تذهب بعيدًا يعني يكفي أنّكَ تحكي فلسطين على الخشبة، هذا كافي ليغلقوا لك مسرح، فـ ماذا نريد أن نعمل؟ فعلًا ماذا نريد أن نعمل؟ لا نعمل؟

أحمد البيقاوي: تخرج للخارج .

صالح بكري: لا نعمل بالفنّ؟

أحمد البيقاوي: بلى تعملون تخرجون للخارج يعني تعمل يعني خلص صرت أنتَ لستَ مضطرًّا أن تبقى تفكّر بمستوى محليّ، صار في أعمال عربيّة تشاركون فيها صرتم جزءًا فعليًّا من مشاريع موجودة يعني عربية صار في مشهد حقيقي موجود.

صالح بكري: ولكن ماذا مع شعبنا في الدّاخل؟ أنا أريد شعبنا في الداخل، أنا أريد أن أبقى معه، أريد أن أعمل لأجله.

 

أحمد البيقاوي: أنتَ تعمل معه، لكن هذا نفس نقاش المنتخب، ماذا مع شعبك بالداخل أيضًا يريد أن يلعب رياضة؟

صالح بكري: لا ليس نفس نقاش المنتخب.

أحمد البيقاوي: لماذا؟ يريد أن يحترف أيضًا.

صالح بكري: أنا أريد أن أعمل مسرح عليه القيمة في الدّاخل وأريد أن أعمل سينما عليها القيمة في الدّاخل.

أحمد البيقاوي: أنتَ أنتَ صالح.

صالح بكري: بدون أن بدون أن يكون في للمؤسسة الصّهيونية..

أحمد البيقاوي: ليس بالإمكان.

صالح بكري: بلى.

أحمد البيقاوي: لا يوجد، الإسرائيليون سيظلّون يغلقون المسارح.

صالح بكري: فليغلقوا فليغلقوا سأظلّ أحاول، هذا هو التّحدّي عندنا.


 

أحمد البيقاوي: فعليًّا أنتَ عندما مثلًا فرضًا تعمل على عمل على فيلم حسنًا؟ وتعرضه ويتحول فعليًّا لمادة لكثير ناس حول العالم، أليسَ هذا منطق آخر أصلًا؟ يعني لماذا أنا أبقى فعليًّا موجود أعمل بنفس الأداة بنفس الطريقة الّتي صرت أعرِفُ أنّه الإسرائيليين يكسروها لماذا أنا أبقى أحاصر نفسي؟ يعني أنا أشعر مثلًا في شيء عظيم أنّه أنا أراك بإسطنبول، أنّه نقاشك ليس نقاش فقط بالـ 1948، يعني هذا الحوار نخوض جانب منه عن الـ 1948 لكن في ذهنية المحاصر الّذي نحن إذا ما كسرناها على مستوى سلوك ووعي وما فرضنا حالنا كجزء من أعمال عربية وجزء من تعاونات ثانية وفرضنا على الدول أنّه تدعم هذا الشّيء، تجد أنّه في مشهد أكبر أنتَ ممكن تكون جزء منه.

صالح بكري: لا أقول لا، أنا جزء منه، أنا جزء منه وعن قصد أنه أنا أخرج وأذهب وأعمل في العالم العربي وأعمل في أوروبا وأعمل في أمريكا قبل كم شهر عملت فيلم في أمريكا مع عرب مع مصريّين، عملت فيلم في أمريكا قبل شهرين قبل كم شهر وأنهيناه وصوّرناه وكلّ شيء تمام ورجعت على البلد، لكن أنا مُهِمّ بالنسبة لي أن أبقى وأعمل في البلد حتى ولو أترك وآتي على إسطنبول أو على أو أذهب على إسبانيا، أنا إذا رحت على أسبانيا سأجلس بـ إسبانيا وأمدّ قدميّ في البحر وكفاية وانتهينا؟ لا، أنا أريد أن أذهب إلى إسبانيا أجلس هناك أفكّر أرجع على البلد أعمل.

أحمد البيقاوي: أنا ما زلت لا أصدّقك على فكرة أنّكَ خارج.

صالح بكري: إذا إذا طلعت الله أعلم.

أحمد البيقاوي: الفكرة بحد ذاتها يعني ليسَت يعني لا أقدر أن أتخيل..

صالح بكري: ولا أنا.

أحمد البيقاوي: يعني جالس تمدّ قدميك على بحر وتفكّر مستحيل يعني..

صالح بكري: هو سيبقى ستظلّ قدمي نصف قدم. في الخارج أنا أعرِفُ أنا أعرِفُ ماذا سي صير سيبقى هناك نصف قدم في الخارج ونصف قدم في الدَّاخل مثلما أنا أعيش في الداخل، أنا أعيش في الدَّاخل قدم في الخارج وقدم في الدَّاخل نفس الشيء، لكن القصّة أنّه سأنقل مكان ت صير قدمي كأنه غاد (في الخارج) ونصف قدم في البلد بدل سأعمل العكس كأنّه فقط هذه القصة لأنّه أغلب عملي يكون في الخارج يعني نصف نصف السّنة أنا خارج البلاد.

أحمد البيقاوي: حسنًا ارجع لي معلش ماذا أنتَ تحكي يعني نحكي على أكثَر من مستوى حسنًا؟ بتعريف الفنّ عمومًا ما هي وظيفته بهذا الوقت؟ بهذا اليوم 2025 بعد عامين من الإبادة؟ عندما نحكي فعليًّا في أدوار متعددة ولا نريد أن نحمّل الحالة أكثَر ما ينبغي مرّة نحكي بفكرة أنّه يجب أن نتجمع تضع عليه عبء أنّه هو يجب أن يقوم بدور الأحزاب والمؤسسات الثقافية والمؤسسات السياسية أنّه تجمع النّاس على بعض ويحكوا بهموم مع بعض، نحكي في الخارج أنا أتعامل معك كسفير من قلة النّاس الّتي يعني تخوض هذه الحوارات في الخارج ففي أكثَر من شيء وأشعر طوال الوقت أنّه أنا أريد منكَ أن تعمل أدوارًا أكثَر لكن أيضًا خائف من أنّك تشعر بثقل وتقع فلأجل هذا حتى بداية الحوار كنت أقول لك أشعر بثقل أشعر بثقل فعرّف لي فعليًّا الفنّ ما هو دوره اليوم بهذا الظرف؟ ماذا نتوقع منه بشكل عادل من غير أن نثقله؟

صالح بكري: ستنظر على تجارب الآخرين أخي أحمد ترى أنّه تنظر تقرأ غسان كنفاني مثلًا غسان كنفاني كتب عن مرحلة ولكن أبّد هذه المرحلة. جعلني أفهم غسان ماذا يعني أن تكون لاجئًا في لبنان وأنك تحمل السلاح لكي تحرر بلدك وترجع على بلدك لولا غسان كان انتسى اللاجئ الفلسطينيّ في لبنان، غسّان موجود أنا بالنسبة لي بخلفية صبرا وشاتيلا وبخلفية تل الزعتر وبخلفية عين الحلوة أنا أرى وجه غسان هناك روحه شبحه هذه وظيفة الفنّ والأدب أنّه تبقى موجودة في وجداني كفلسطيني كإنسان تبقى موجودة في.. موجودة في وجداني لأنه هذه هذا الّذي س يظل يحركني لكي أحقق الّذي أريد ه وأحصل على الّذي أريده وأحضر حقي غصبًا عن الدّنيا، أريد أن أراكم وأراكم وأراكم وأراكم إلى أن ما نكون جاهزين كناس كشعب أن نحقق الّذي نريده، نعيش بكرامة في بلادنا وبحرية طبعًا هذا الّذي نريده، وهنا دور الفنّ دور الفنّ هو تأبيد هو تأبيد لحالة ملهمة للأجيال للأجيال الّتي بعده ملهمة أنا غسان يلهمني محمود درويش يلهمني حسين البرغوثي يلهمني مريد البرغوثي ملهم كلّ هؤلاء يلهمونني أنا أراكم عليهم أراكم عليهم.

 

أحمد البيقاوي: لكن غالبيّة الأسماء الّذين أنتَ كنت تحكي عنهم فعليًّا كتّاب كانوا يقضون وقتًا يكتبون وينشرون كتّاب نحن اليوم نحكي على أنماط من العمل العام السائدة سينما.

صالح بكري: معين بسيسو.

أحمد البيقاوي: دراما فعليًّا الّتي هي ملايين اليوم وفقًا للمعايير الموجودة نريد ملايين وعندنا شح موارد، فـ نحن فعليًّا أيضًا يعني أنا فاهم.

صالح بكري: ليس شرطًا بالملايين، أنا لكي أنتج فيلم، فيلم اليوم ليس شرطًا أن يكون عندي ملايين ينفع أن أنتج فيلم بمصاري قليل في يعني في مخرج إيراني عمل فيلم بالتلفون ووصل كان (مهرجان) ذهب إلى كان.

أحمد البيقاوي: هذا يُحكى فعليًّا أنّه مثلًا النّاس الّتي تعمل في العمل لا تقبل أنتَ تقبل أن تأخذ أجورًا زهيدة؟

 

صالح بكري: طبعًا يا رجُل، أنا إ ذا يوجد عندي مادة مرتبة ولا يوجد مصاري تعالوا نعمل نعملها، مشكلة إذا المصاري هي الّتي س توقفني أنا.

أحمد البيقاوي: حسنًا يُحكى من مكانٍ ثانٍ أيضًا أنّه معايير الإنتاج والجودة صارت هي الّتي تُنجِح العمل نفسه في ذائقة مشاهد لا يعترف في التصوير الضعيف أو الإضاءة الضعيفة فرضًا أو المكساج الضعيف.

صالح بكري: لا أؤمن.

أحمد البيقاوي: لا تؤمن.

صالح بكري: لا أؤمن لا أؤمن.. أؤمن بجودة النّصّ أؤمن بالبناء الدرامي أؤمن بقدرات الممثل لا أؤمن بالتقنيات التقنيات شيء بائس أؤمن بالـ.. الذين حكيت لك عنهم الدّراما كيف مكتوبة؟ الحوار كيف هو مكتوب؟ الممثلين الّذين يعملون هذا الحوار، المخرج، المصوّر، ولو كان بـ أبخس الإمكانيّات، ولو كان على التلفون.

 

أحمد البيقاوي: لا أعرِفُ صراحة.

صالح بكري: أنا هكذا أ فكّر.

أحمد البيقاوي: أنا أفكّر تؤمن لكن نظريًّا لأنّه تعرف هذا أنا مثل ك يعني، يعني أنا أحكي لكَ مثلًا قصّة تقارب، أنتَ ترى هذه الجلسة؟ أنا كنت زمان كثيرًا مستسهل فكرة أنّه رتبته أقرب للـ zero cost (بدون تكلفة) لكي أقدر أن أستمرّ وأكمل، عملنا الحوارات عن بعد كانت من خلال الزوم عندما صارت فعليًّا حالة يعني إذا ينفع بين قوسين نقول ثورة البودكاست العربي غيّرت من ذائقة المشاهِد، أنا تحوّلت فعليًّا على مستوى بصريّ وسمعيّ على هامش المشهد كلّه، وأنتَ عندما أحد يأت ي يشاهدك أو ي سمعك لا يشعر أنّه هو معك بالكامل لأنّه تعوّد على جودة أعلى، نفس الشّيء يصير عندكم.

صالح بكري: جميل.

أحمد البيقاوي: يعني ما زال عندكم أكثر.

صالح بكري: هو في حدّ معيّن من الجودة يعني لا ينفع أن تأتي يعني في حدّ معيّن يعني في حدّ معيّن من الجودة في حدّ معيّن يعني مثلًا يتعلّق كيف يعني.

أحمد البيقاوي: متى ما فتحنا ملفّ الجودة..

صالح بكري: الصوت ليس واضحًا مثلًا وتحكي نصًّا مهيبًا يعني مكتوبًا بشكلٍ رائع، الصوت ليس واضحًا لست قادرًا أن تفهم الصوت طبعًا يريد أن يذهب عليك المشهد فهمتَ كيف؟ إذا كانت الصورة مغبشة أو ليسَت واضحة أو أيضًا يريد أن يذهب عليك فـ أنّه في حد معين من الأشياء الّتي تقدر أن تعملها، الّتي تحافظ على الذائقة لكن أيضًا على الجودة يعني أنّ ليس ضروريًّا أنا أقول أنّه ليس ضروريًّا يعني اليوم مثلًا فيلم يعني ينفع أن تنتج أفلام الّتي هي أقل تكلفة، يعني ليس ضروريًّا أن تذهب على فيلم تاريخي، ليس ضروريًّا أن تذهب على فيلم مكلف، يعني فكّر كيف عندما تريد أن تعمل سينما، تريد أن تفكر بالموجود وتعمل من خلال الموجود، يعني أنا عندي أنا أقدر أن أعمل فيلم بـ 300 ألف لماذا أعمله بخمس.. بمليونين؟ فكيف أعمله بـ 300 ألف؟ أريد أن أكتب سيناريو يعني أقدر أن أعمله بـ 300 ألف، فأريد أن أفكّر بالدراما أريد أن أفكر بالطريقة الّتي أستطيع فيها أن أنتج أعمال ذات جودة ولا تكون مكلفة يعني تريد أن تجد طرقًا تريد أن تجد أساليب للتحايل على الواقع الّذي أنتَ موجود الّذي موجود فيه.

أحمد البيقاوي: فـ بهذا السّياق المسرح أقلّ كلفة من من الأفلام؟

صالح بكري: أقلّ كلفة بكثير أقلّ كلفة.

أحمد البيقاوي: ممكن أن يكون هذا مدخل؟ يعني سمعتك كثيرًا تحكي عن فكرة الآن تكتب أو كتبت فعليًّا أنتَ مسرحيّة؟

صالح بكري: نعم أكتب .

أحمد البيقاوي: وأنا سمعت فعليًّا الآن نحن هنا عندما نريد أن نحضر مثلًا نريد أن نعرض فيلم أو يعني أشعر أنّ حر كة المسرح كثيرًا أسهل، فـ فرضًا مثلًا مسرحية طه ينفع أن نحكي مع عامر ونقول له عامر نحن نريد أن نعرضها هنا، فجلستُ أفكّر أنّه الكلف لدى المسرح لكن لم أكن متأكّدًا لأجل هذا أسألك يعني أنّه كلفته ممكن تكون أقلّ وممكن تكون هي أيضًا مخرج من الأزمة.

صالح بكري: عامر حليحل مثال عامر حليحل يعني يعمل مسرحيات وحيد من طه صار عامل ربّما 4 مسرحيات وحيد، لماذا عامر يعمل مسرحيات وحيد؟ هل لأنّه هو فعلًا هذا سؤال نسأله يعني تسأله لعامر طبعًا لكن أنا أفكّر أنّه أيضًا هي جزء من الأزمة الّتي نحن موجودين فيها، يعني لو عامر موجود في المكان الّذي يقدر أن يقف بالجمهور في مسرح الّذي أمامه في 300 3000 مشاهد الّذي هي حالة نحن محرومون منها طبعًا كممثلين كجمهور نحن محرومون، يكون عندنا قاعة فيها 2000 مشاهد يأتون ليروا مسرح، محرومين، ما عندنا هذه الإمكانيات، فأصبح أنّه ما عندنا مسرح ما عندنا هكذا فأصبح أن عامر يبحث كيف يعمل مسرح داخل الواقع الّذي نحن موجودين فيه فأصبح أن المسرح الوحيد هو أقل تكلفة وأسهل وتقدر تحكي الّذي تريده. فأصبح أنّه.. لكن هذا أيضًا يعني المسرح الوحيد ليس أوّل.. يعني.. عامر ما يعني هو استمرارية لأعمال أخرى في المشهد الفلسطينيّ الّذي بدأ مع المتشائل وامتد في ما بعد لـ مسرحيات وحيد، يعني صارت حالة حتى في العالم العربي كله، لأنه فعلًا المسرح يعاني من ناحية مادية في كلّ العالم العربي، لكن خصوصًا في فلسطين فـ أنتَ يجب أن تجد الحلول، تريد أن تجد الحلولَ كمبدع، أنتَ وظيفتك أن تجد الحلول لأنّكَ مبدع، أنتَ أنتَ الفنّان، أنتَ يجب أن تجد الحلول في الواقع الّذي أنتَ موجود فيه، كيف تريد أن تخلق حلولًا وكيف تريد أن تخترق الحالة الّتي أنتَ موجودًا فيها للحالة الّتي تقدر تعبّر فيها عن الّذي تريده بدون أن تضع نفسَكَ في مأزق مادّيّ مثلًا يعني كيف أريد أن أعمل الّذي أريد أن أعمله فكلّها هذه قصص يعني.. لكن أنا أريد أن أرجع للنقطة المهمة والأساسية الّتي هي يجب أن نبقى نعمل في البلد طالما نحن قادرين أن نعمل في البلد، طالما قادرون أن نعمل في البلد يجب أن نبقى نعمل في البلد، يعني هذا مُهِمّ لبقائنا، مُهِمّ لصمودنا مُهِمّ لكلّ شي، يعني مُهِمّ لـ أطفالنا مُهِمّ لـ أهالينا.

أحمد البيقاوي: أنا أنا أنا أبدًا لا أفكّر يعني أحببت أنّهم أغلقوا مسرحًا وافتتحوا مسرحًا ليس من مكان فعليًّا حتى أكره المزايدات والأحكام الشّخصيّة يعني، وإذا أحد ي رجع ويذكّرني بموقف سابق، أنا فعليًّا كنت قد أخذتُ موقفًا أو قد حكمتُ على شخص أو على نفسي من باب ممكن يُفهم مزايدة مباشرة أعتذر من .. أعتذر عليه يعني لأنّه في شيء أنتَ تصير تراه أنّه.. باليوم يوم حالة الاستمرارية هذه هي الّتي ت تراكم، وأنتَ المفروض أن تبقى محافظًا على حيّزكَ وعلى مكانك طوال الوقت يعني.. لكن أيضًا صرت أشعر أنّه أنتَ تصير محصورًا بأنّكَ تريد المسرح لكن يعني تصير محصورًا أنّه لأنّك تريد أن تعمل فيلمًا يجب أن يكون في شركة مدعومة من دولة ما هي تدعمكَ، غير هكذا الفيلم لا تعمله لا تعمله لا تفكر فيه صرت أنا أ فكر أنّه نحن وصلنا لهذا المنطق لذا هناك مشكلة، يعني يجب أن نتحرر من التقنيات يجب أن نتحرر من هذه المعايير العالمية الموجودة، النّاس فعليًّا تحتاج لكلف الدنيا لكي تعملها ونفكر بأدوات مختلفة يعني بشكل آخر مختلف. صالح بذات السّياق كنّا كنّا كنّا حكينا بأمر أنّه النّاس عندما تشاهد اليوم أفلامًا عن فلسطين مباشرةً تصير تقول هذا يمثلنا أو لا يمثلنا، وليس من العمل الكلّيّ بقدر ما أنّه حتى على مستوى الشخصيات بسلوكها بحياتها، هناكَ ادّعاء أقول أنا أحيانًا أفكّر يعني أتمنّاه أنّه نحن لا يوجد عندنا ثقافة سينما، فـ أنا عندما أشاهدك فعليًّا إ ذا أنتَ تسُبّ (تشتم) أقول لا أحبّ صورة الفلسطينيّ تخرج أنّه ي سُبّ تمام، أصير أقول لا يعني هذا العمل لا يمثّل الفلسطينيّين، فجزء من محاكمتنا للأعمال هي ليسَت محاكمة فنّيّة أو محاكمة نقديّة أو سياسيّة، محاكمة خارجة أيضًا من أنّه نحن ليسَت عندنا هذه الثقافة الواسعة، وأيّ عمل يخرج ينافي الصورة الّتي نحن ن حبّها على على المهووسين فيها على تقديم الفلسطينيّ والفلسطينية، يعني ن هاجمه، تفكر فعليًّا أنّه أنتَ وأنتَ تعمل بالأعمال عندما يأتيكَ لتقيّم العمل، أكيد هناكَ سطوة جمهور فلسطيني موجودة وحاضرة وأكيد لأنّه في هكذا غياب مرجعيات سياسيّة الّتي ممكن أن تقول لك هذا عمل صحيح أو لا فهذا أيضًا يضع عبءًا عليكَ، لكن أيضًا أشعر أنّكم مقيدين بفكرة أنّه أقلّ إبداعًا، أكثَر توثيقًا للواقع الّذي هو موجود والشّخص الّذي يخرج خارج الصندوق قليلًا يريد أن يعمل فيلم رعب مثلًا فلسطيني مباشرةً نقول نحن لسنا محتاجين أن نعمل هذا المستوى من الإبداع لأنّه الواقع عندنا فيه يكفي من القصص لأن نحكي عنها، تفضّل.

 

صالح بكري: بالنسبة لسؤالك أحمد يعني نحن للأسف يعني الأثمان التي دفعناها يعني كبيرة وكبيرة جدًّا منها أنّه لم يصبح عندنا سينما الّتي تطورت بحكم أنّه ذهبت فلسطين وذهبت المدينة الفلسطينية الّتي كانت تنتج ثقافة، تدمّرت عمليًّا، فلم يصبح هناك يعني حتى المسرح الفلسطينيّ الّذي كان قبل 1948 الّذي ما استمر يعني فصار فيه قطع لعملية.. صار فيه قطع لهذا القطار الثقافي الّذي كان يمشي في هذا البلد وانقطع توقّف توقّف، وليس فقط هكذا الّذي تصوّر فلسطينيًّا بعد 1948 وقبل 1948 المادة البصرية السمعية عندنا انسرقت في 1982 يعني كلّ المواد الّتي كنا ممكن أن نراكم عليها، ذهبت كلها موجودة في الأرشيف العسكريّ الإسرائيليّ لليوم في تل أبيب، فنحن لا يوجد عندنا إمكانيّة أن نطّلع على موادنا السمعية البصرية إلى الـ 1982.

أحمد البيقاوي: احكي لي قصة هذه المصادرة.

صالح بكري: في الـ 1982 دخل الإسرائيلي في الاجتياح الإسرائيلي في 1982 دخل دخل الجيش على الأرشيف الفلسطينيّ أيّامها كانت منظمة التحرير يعني تعمل عملًا رائعًا في هذا، في هذا المجال، في أرشفة المواد السّمعيّة البصريّة الفلسطينية، وكانوا يضعونها في بناية عمارة ثلاث أربع طوابق في بيروت دخل الجيش الإسرائيلي أوّل ما دخل اجتاح لبنان، دخل على العمارة وسرق كلّ ما فيها انسرقت.

أحمد البيقاوي: وهذا وهذا الحادث عمل قطع.

صالح بكري: وهذا الأرشيف عمليًّا هذا كان أرشيفنا، هذا كان عمليًّا ماذا من نحن؟ ماذا ماذا صار معنا؟ بصريًّا وسمعيًّا ماذا صار معنا للـ 1982 الّذي عمليًّا كان يجب أن يستمر كان يجب أن يصير أرشيفنا، يعني يصير في عندنا ومتى ما أردنا ندخل عليه، وممكن كان يتحول في اليوم في وسائط كثيرة منها بودكاستات منها يوتيوب منها كان ممكن أن يُعرَف وينطلق وينتشر ونراه ونسمعه ونرى أنفسنا من كنا وماذا نحن؟ وماذا صار معنا؟ بالتفاصيل، هذا كله ذهبت، ذهب إلى أين ؟ في الأرشيف الإسرائيلي الأرشيف الإسرائيلي العسكري يمنعنا من الدخول من الدخول. وهناك مخرجة إسرائيلية دخلت اسمها رونا سيلع مؤخّرًا قبل عدد من السّنوات وعملت فيلمًا عن الموضوع اسمه Looted & Hidden Palestine Looted & Hidden Archive موجودة على الـ Vimeo وضعته على الـ Vimeo يعني، وقالت يعني قالت أنّه الـ.. أنّه هي ليسَت يعني لم تعمل الفيلم لكي شيء غير أن تقول أن هذه المواد موجودة وموجودة في الأرشيف العسكري الإسرائيلي، وهذا الّذي استطاعت أن تحصل عليه، وهذه المواد لا يحق لأحد أن يتصرف فيها غير الشعب الفلسطيني، هكذا حكت هي فكان الموقف تمامًا. فـ مادّتنا ذهبت، فبدأنا يعني السّينما متى؟ قبل كم يوم نسبة في تاريخ السينما، يعني البارحة والأفلام الّتي عملناها معدودة على الأصابع يعني السّينما الّتي عملناها فـ لا يوجد يعني لا أريد أن أحمّل أنفسنا أكثَر من طاقتنا.

 

أحمد البيقاوي: لا هذه لفتة مهمة يعني حالة القطع الّتي أنتَ تقولها لأنّه وأنتَ تحكي فقط أ فكّر عندما تذهب على.. تريد أن تبحث على فيلم مثلًا سوري على فيلم مصري على فيلم كذا، ترجع لـ..

صالح بكري: تجده.

أحمد البيقاوي: لسنين للوراء وكانت متاحة بالتورنت عندما كانت الأشياء تنعرض على الإنترنت كانت متاحة.

صالح بكري: ترجع وتجده صحيح.

أحمد البيقاوي: والأعمال الفلسطينية تشعر دائمًا في أحد متطوع هكذا وضعها على excel sheet واحدة يعني يمكن جمعها على excel sheet من.. فالآن هذا الّذي أنتَ تقوله يعني فسّر لي حالة من القطع.

 

صالح بكري: يعني هذا الأمر يعني أنا لم أكن أعرِفُ أصلًا ولا مرّة سألت أين ذهب ؟ يعني هل معقول لا أحد يعني صَوَّرَ كلّ هذه الفترة؟ لا كان هناك مصوّرين وكان في مصوّرين وكان في مواد مصورة قبل الـ 1948 موجودة في الأرشيف، وبعد الـ 1948 أين كلها ذهبت؟ هي عندهم في.. لماذا؟ يعني ماذا ممكن أن نعمل؟ نحن نراكم و نتعلم و نتعلم من بعضنا ونتعلم من تجارب بعضنا. جميل أن نرى أنا أرى سينما يعني الّتي تعجبني يعجبني العمل في شباب مثلًا عرب وطرزان عندك مها الحاجّ عندك هناك عدد من الأشخاص يظهرون جديدين يعملون سينما، صار عندهم يعني أشياء، والله في في في يصير في بناء جميل، ماري جاسر طبعًا أحكي الجدد الّذين بدأوا يعني مؤخّرًا يعملون جميل جدًّا يعني مشجّع نعم..

أحمد البيقاوي: رشّح لنا عملًا فلسطينيًّا تحبّه تشعر أنّه يجب أن كلّ فلسطيني يشاهده.

صالح بكري: لا أعرِفُ أن أقول لك عملًا يعني.. كلّ فلسطيني يجب أن يشاهده ما هو إذا أريد أن أقول لك عمل ما كلنا قردين وحارس (الأعمال قليلة) يعني، فإذا أقول لك عمل يصيرون يقولون يعني لماذا هذا لماذا ليس ذا ك.

أحمد البيقاوي: نعمل ثلاثة أعمال هكذا يعني ما يعني.. أظنّ تحكي عن كلّ الأعمال الجيّدة بثلاث أعمال، لا، نريد نريد فعليًّا ترشيحات.

صالح بكري: انظر أنا كنت أرى يعني يعني إذا أنا اليوم صالح أريد أن أرى السّينما الفلسطينية أيضًا مرّة ماذا أرى؟ أرى كلّ أفلام آن ماري كلّ الأفلام ما اسمه؟ إيليا سليمان أرى كلّ أفلام مها الحاج. أرى أفلام عرب وطرزان اثنين واحد اسمه غزّة مونامور وواحد اسمه كان.. كان يا مكان في غزّة، هذان الاثنان أراهم أيضًا مرّة أخرى، أرى أفلام كمال الجعفري كلها أيضًا مرّة أخرى أرى أفلام.

 

أحمد البيقاوي: وانتهوا.

صالح بكري: ممكن انتهوا ممكن لا.

أحمد البيقاوي: أو متردّد في شيء برأسك متردّد تحكيه أو لا.

صالح بكري: لا لا أفكّر فقط أ تذكر يعني ليس تردّدًا.

أحمد البيقاوي: هؤلاء كافيين أصلًا يعني لا ينفع أن تطول القائمة، لكن إذا أريد أن أسالك من مكانٍ ثانٍ أفلام تقول لا يجب أن أن نراها لأنّه يعني تسيء أو تضرب بروايتنا ليس بالضرورة تكون يعني بالسينما الفلسطينية أو أعمال فلسطينية، ضحكت؟

 

صالح بكري: يعني أنا لم أكن لأرى فيلم أميرة أو إذا رأيته لم أكن أعيد رؤيته يعني فيلم تافه جدًّا.

أحمد البيقاوي: حسنًا ماذا أخذك إليه أنتَ؟

صالح بكري: أنا عملتُ فيه، أنا عملتُ دورًا صغيرًا فيه للأسف الشديد واعتذرت عليه لا أحبّ الفيلم، فيلم مسيء، الفيلم ليس مسيئًا فقط فيلم جاء وركّز على المتردّي الّذي فينا ونحن لا ينق صنا تردٍّ، نحن نريد أحدًا أن يرفعنا لا أن ينزّلنا، الصّراحة يعني وأنا ليس هذا اهتمامي، الصّراحة المتردّي موجود في كلّ شعب، كلّ شعب عنده عنده التردّي، وكل شعب ما في شعب يعني مجموعة ملائكة ومبدعين كلّ شعب عنده الجانب المتردّي لديه، أو الجانب المظلم لديه، أو الجانب الـ.. المعتم عنده، فكل شعب فأيضًا نحن شعب ونحن شعب تحت احتلال ليس مثل أيّ شعب ثانٍ.

أحمد البيقاوي: ما هو معيارك لرفض هذا الفيلم؟

صالح بكري: التركيز على التردي.

 

أحمد البيقاوي: التردي، كلّ مجتمعات فيها أشياء جيّدة وأشياء غير جيّدة.

صالح بكري: لكن هو كأنه ذهب على التردّي من مكان متعلق بالنّقد للمجتمع، فكأنه يعني يعني حلّ عنّي حلّ عنّي لا ينقصني لا ينقصني أخي حررني من الاحتلال واعمل الّذي تريده . تعرف ماذا يعني.. لا أحد قادم عليك تعال حرّرني من الاحتلال.

أحمد البيقاوي: هذا نقاش يعني لكن أنا أظنّ الخطير في الموضوع تحديدًا أنّه في قضية حساسة جدًّا ب سردها فلسطينيًّا حتى داخليًّا والناس يعني أصحاب القضيّة يحكونها بالإبرة والخيط، وأنتَ تجرّأت على أنّكَ يعني تفتح مخيّلتكَ، وشيء ثانٍ أنّكَ تتبنى روايات شارع أو روايات يعني مخيلات أو غيرها أو مغرياتها وفي لها عائد يعني أثر سلبيّ على أصحاب القضايا المتعدّدة اللواتي هم السّيدات تحديدًا يعني، فـ الّذي عنده خلفيّة اجتماعيّة يعني يعرف كم السّيّدات عليهم ضغوطات أصلًا بالأساس الّلواتي مشَوا بهذا المسار، فـ عمل مثل هذا يكرّس هذا الأثر السّلبيّ، فمن هنا يأتي رفض للعمل يعني.

صالح بكري: ليس فقط من هنا. هناك أيضًا بعد الّذي هو يعني مُهِمّ ليس بأقل درجة يعني هو مُهِمّ جدًّا والّذي هو كيفية تصوير هذا المجتمع، يعني ماذا تقول عن هذا المجتمع؟ المجتمع يعني أنا فيلم أميرة يحكي عن مجتمع منغلق، مجتمع عنصري، مجتمع غير متقبل، مجتمع محافظ بدرجات مَرَضيّة، مجتمع كأنه هذه الأشياء الّتي يركّز عليها، أنا يا عمّي لا ينقصني حلّ عني (اتركني) حلّ عني نحن غارقون..

أحمد البيقاوي: صوّرني كيف تحب أن تراني؟

صالح بكري: يعني بالضبط أنا يعني حلّ عني أنا أريد أن أنا أنا إذا أريد أن أحكي عن عن عن أنا أحكي عن نفسي أنا كيف أرى السينما؟ أنا أريد أن أحكي عن ناس يستحقون أن يُحكى عنهم.

أحمد البيقاوي: أحببت تعريفك لهذه القصّة.

صالح بكري: وعندنا الكثير من العالم يستحقون أن تحكي عنهم، فلماذا تركتهم هؤلاء وذهبتَ على على على المتخلّف؟ لماذا أنتَ مركز على المتخلف الّذي فينا؟ هناك ناس فعلًا يستحقون أن تكتب عنهم.

أحمد البيقاوي: في أعمال أخرى برأسك لا يجب أن نراها؟

صالح بكري: ليس ماذا يعني لا يجب أن تراها؟ لستُ هنا يعني لستُ هنا لآتي وأقول لك يعني لا ماذا يجب أن تشاهد..

أحمد البيقاوي: أنا فعليًّا عندي الآن أريد أن أعطيك كلك عندي 30 ساعة.

صالح بكري: أنا أحكي عن نفسي. أنا أقول أنا هذا الفيلم أنا عملتُ فيه أنا اعتذرت عليه وأنا لا أنصح أحد أن يراه لأنّه يعني حرام على وقتكم ليس أنّه يجب أن لا تروه إلا إذا يعني لا يفرق معك وقتك وعندك وقت زيادة.

أحمد البيقاوي: من باب الفضول تعرف ماذا الّذي لا يجب أن تراه.

صالح بكري: انظر يعني أنا لست تعرف لا يوجد هنا تعرف.. أنا أصلًا ضد المقاطعة المتعلقة بالفيلم، أنا كنت ضد المقاطعة مقاطعة الفيلم، أنا ضد مقاطعة أي فيلم فلسطيني، ضد لا ينفع لا ينفع لا ينفع أن تقاطع سينما يعني اليوم عندما تأتي و تقول قاطعوا الفيلم النّاس تريد أن تراه هذه واحدة اثنين أنّه لماذا يا أخي دَع النّاس ترى وهي تقرر ودَع النّاس ترى وتشتم أيضًا على الّذين عملوا الفيلم وعلى الذين عملوا بالفيلم وعلى الّذي تريده .

أحمد البيقاوي: في أسباب كافية.

 

صالح بكري: يعني دع دع النّاس ترى وأنا لا ألوم الناس.

أحمد البيقاوي: حسنًا الآن هناك أيضًا قبل فترة فيلم الآن.. الّذي هو عن مسافر يطّا الّذي هو في باسل عدرا وإسرائيلي ثانٍ موجود وصار عليه جدل،عندما أنتَ سمعت القصة أو قبل أن ترى الفيلم أيّ شعور جاءك؟ إذا كان عندك موقف مسبق أو شعور..

صالح بكري: لم يعجبني ما اسمه هذا؟ لم يعجبني خطابهم بالـ..

أحمد البيقاوي: قبل أن ترى أو بعد ما رأيتَ؟

صالح بكري: لا لا رأيت خطابهم بالأوسكار لم يعجبني، فرحتُ أنّه هناكَ أحد فلسطيني وصل على الأوسكار، هذا كأنه أوّل احساس عندي أنّه في شاب فلسطيني وصل الأوسكار، يعني في مكان متعلق بـ أنّه وصل شاب من مسافر يطا وصل الأوسكار فرحتُ جدًّا، بعدها لم يعجبني خطاب ذاك الثاني لم يعجبني، لم يعجبني خطابه، فيه شيء هكذا ليس واضحًا، بعدها بعدها شاهدتُ الفيلم لأنّني رأيتُ الكثي ر من القصص عليه وهكذا أريد أن أفهم ماذا يعني شاهدتُ الفيلم.. الصّراحة يعني أوّل شيء أ حببت أنا أحكي لك عن الّذي أحببته، أحببتُ أن أرى مسافر يطا، أنا لم أكن في مسافر يطا ولم أرَها، وأحببتُ أن أرى النّاس في مسافر يطا، والقصص الموجودة في القصص الّتي يجب أن أعرفها وأن أسمعها وأراها عن أهل أهل البلد وأهل مسافر يطا وبمَ يمرّون . الّذي أزعجني بالفيلم كثيرًا أنّه كأنه المشكلة بالاحتلال هو الفصل بين الإسرائيلي والفلسطيني، المشكلة بالاحتلال بالأساس هي فصل الفلسطينيّ عن الفلسطيني، أنا هكذا رأيي، المشكلة بالأساس هي بفصلنا نحن عن بعضنا، ليس فصل فقط الإسرائيلي عن الفلسطينيّ هي ليسَت هذه وظيفة الـ.. يعني المأساة عندنا مع الاحتلال، المأساة لدينا مع الاحتلال أنّه نحن لسنا قادرين أن نرى بعضنا ولا نقدر أن نكون مع بعضنا، ولا نقدر أن نتواصل مع بعضنا لكي نقدر أن نخلق حالة لكي نقدر أن نخلق حالة تكاملية عند شعب الّذي نقدر يعني أن نعبّر عن نفسنا بطرق مختلفة بالإنتاج، ونلهم أنفسنا نلهم بعضنا بالإنتاج، الإنتاج الثّقافيّ، الإنتاج الصّناعيّ، الإنتاج الّذي تريده، أيّ إنتاج، إذا لم يكن هناك تكافل مجتمعي وتواصل مجتمعي كلّه الإنتاج س يضرب بكلّ أبعاده وكل وسائطه.

 

أحمد البيقاوي: لكن بجانب منه هذه القصّة المتعلّقة أنّه مشكلة الاحتلال، مشكلة الاحتلال أنّه كان يهدم في مسافر يطا ولم يتركهم يتنفسّون أو يعملون، بجانب منه أنّه تقصد أنّه ذاك كان في في بئر السبع ولا يعرف كيف يذهب على يعني أو أو باسل لا يعرف يذهب على بئر السّبع يعني، فهذه فكرة أنّه جانب من جوانب إشكاليات الاحتلال يعني.

صالح بكري: نعم يعني هذه تمامًا يعني أنا أثارني يعني عصّبني أنّه مثلًا كلّ الموضوع أصبح أنّه باسل ليس قادرًا أن يذهب ويرى صديقه يوفال في بئر السّبع حسنًا يا أخي ما ما.. هذه بلدك ، بئر السبع، قبل أن يكون يوفال صديقك بلدك بئر السبع أنتَ لستَ قادرًا أن تنزل على بلدك.. وأهل بئر السبع ليسوا قادرين يعني أن يأتوا على.. لعندك يعني بسهولة يعني، أنتَ أصلًا في الضفة لا تقدر أن تمشي يعني مثل البشر لا تقدر أن تتحرّك مثل النّاس في الضّفّة لوحدها.

أحمد البيقاوي: لكن هذا المزج ما بين "إسرائيل" وفلسطين، كيف شعورك تجاهه كان حتى لو أنّه يعني يحاول أن يعمل أو يجد أرضية مشتركة طبعًا يعني يعني صار عليه تلقى الكثير من النّقد لكن أنتَ كيف شعورك عندما تراه؟

صالح بكري: أشعر أنّه بعيد، يعني بعيد كلّ البعد عن عن.. وبعيد كلّ البعد عن الجوهر والمشكلة الأساسية المتعلقة لنا الّتي هي الصهيونية، هي ليسَت الاحتلال، هي ليسَت الاحتلال الّذي بدأ في الـ 1967 لا، هو الصهيونية، الصهيونية، هي مشكلتنا الأساسية، أن الصهيونية هي حركة عنصرية استيطانية إحلالية ذات أبعاد لها علاقة بالفصل العنصري والإباديّة. وهي فقط تشكّلات يعني فقط يعني صورها المتعددة يعني الصهيونية ستظل هذه مآلاتها مآلاتها الطبيعية، فإذا أنتَ لستَ قادمًا لتقول بشكل واضح وصريح أنه يا عم هذه نحن بدنا لكي نقدر أن نحل المسألة نريد أن نوقف الفعل الصهيوني في المنطقة، نُبطل الفعل الصهيوني في المنطقة، نقدر هكذا أن نحل المسألة، هكذا اليهودي والفلسطيني والفلسطيني كله يعيش بسلام ووئام، عندما نبطل المفهوم الصهيوني للفعل الصهيوني في المنطقة، لا يصير، الفعل الصهيوني مؤسس على مبدأ الحفاظ على أغلبية يهودية في فلسطين، ولا يمكن إحلال أيّ نوع من أنواع السّلام العادل والحياة الكريمة للعرب وللفلسطينيين ولليهود الّذين يعيشون في فلسطين دون إبطال الفعل الصهيوني في الأرض.

أحمد البيقاوي: فيلم صالح فخور جدًّا أنّكَ أنتَ كنت جزءًا منه؟


 

صالح بكري: لستُ فخورًا بشيء، أحبّ أعمالي يعني راضٍ عن أفلامي بشكل عام، ما عدا ثلاثة أربعة ثلاثة أفلام، ليس لهذه الدرجة واحد منهم أميرة ليس ضروريًّا أن نذكرهم كلهم.

أحمد البيقاوي: الآن نأتي لهم فقط.

صالح بكري: لا لا ليس ضروريًّا ليس ضروريًّا لكن كأنّه راضٍ أنا يعني بالمجمل.

أحمد البيقاوي: فقط ماذا.. نريد أن نعيد صياغة السؤال..

صالح بكري: لا يوجد .

 

أحمد البيقاوي: أكثر رضا أكثَر عمل أنتَ راضٍ عنه.

صالح بكري: لا يوجد اكتفاء.

أحمد البيقاوي: ليس اكتفاءً ليس نقاش اكتفاءٍ، تشعر فعليًّا أنّه هذا العمل أنتَ سعيد أنّكَ عملته.

صالح بكري: لا يوجد

أحمد البيقاوي: لا يوجد؟

صالح بكري: لا أنا سعيد فيهم كلهم راضٍ عنهم كلّهم.

أحمد البيقاوي: لماذا؟

صالح بكري: لأنّه مثل أ ولادي، الآن أنتَ تريد أن تأتي و تقول لي هذا ابنك هذا من أحلى هذا أو هذا؟ من تحب أكثَر هذا أو هذا؟ أنا وضعتُ روحي فيهم كلهم، يعني وضعتُ روحي، جئتُ واضعًا روحي وجسدي وكل نفسي في هذا الفيلم، يعني لستُ مقصّرًا، يعني أحاول قدر المستطاع أن لا أقصّر في ولا أيّ عمل عملته فـ لماذا آتي وأقول لك يعني هذا أحسن وهذا ليس أحسن أنا وضعتُ روحي.

أحمد البيقاوي: لكن ليس نقاش أحسن أيضًا هكذا هناكَ شيء إنسانيّ لذيذ أنتَ تهرب منه، في بالك هناك عمل.

صالح بكري: لا لا لا ليس هناك.

أحمد البيقاوي: والله؟

صالح بكري: لا والله لا يوجد راضٍ عنهم.

أحمد البيقاوي: وهذا المثال أنّكَ أنتَ تقول لي مثل أولادي فعلًا هكذا تشعر؟

صالح بكري: نعم نعم فعليًّا يعني كلّهم نعم، ومع يعني في في كم واحد معاق لكن أ حبّهم نفس الشيء هههه.

أحمد البيقاوي: لأجل هذا لا تريد أن تسميهم كلهم، لأجل هذا لا تريد أن تسميهم كلهم يعني.

 

صالح بكري: نعم هههه.

أحمد البيقاوي: عاقّ.

صالح بكري: نعم كم ولد هكذا كانوا، لكن أنا وضعتُ روحي، وضعتُ روحي، لا أقدر.. وأيضًا يعني تعرف بالآخر أيضًا الفيلم هو ليس فقط فيلم، هو ناس عملتَ معها، هو زملاء، هو أحبّاء، هو ناس أنتَ تريد أن ت دعمها، لا تريد هذا.. ويكفينا أيضًا نحن يعني تفرقة وأسباب للتفرقة، يعني عندما تأتي ترفع من فيلم وتنسى الباقي فكأنه أنتَ تأتي وتوسع هذه الشروخ الموجودة أصلًا يعني ولا ينقصنا يعني شروخ للأسف الشديد في مجتمعنا خصوصًا بين الفنّانين وهذه.. لأنه بالآخر أيضًا الانقسام العربي الكبير والانقسام الفلسطينيّ الّذي هو انعكاس للانقسام العربي الكبير ينعكس أيضًا على الفنّانين الّذين هم أجساد مجسّات للأحاسيس، يعني فنانين كثيرين يعني مثل الأسفنجة أي شيء أيّ شيء ينعكس عليهم، فكان من الحرّيّ انقسام وطني كبير وانقسام عربي أكبر وانقسام إسلامي أكبر وأكبر، فكلّه هذا ينعكس علينا، لا ينقصنا شروخ..

أحمد البيقاوي: حسنًا أريد أن أعيد أعيد صياغة شيء بمكانٍ ثانٍ، يعني أسباب لرفض نصوص..

صالح بكري: نعم هذا يعني بالتأكيد يعني أغلب الأفلام التي.

أحمد البيقاوي: رفضتها

صالح بكري: يعني أغلب الأفلام.. يعني الأفلام الّتي رفضتها أكثَر من الأفلام الّتي عملتها.

أحمد البيقاوي: أعطني أسبابًا استحضر برأسك يعني.

صالح بكري: أسباب فنية بالأوّل؟

أحمد البيقاوي: يعني.

صالح بكري: وسياسية، يعني أسباب سياسية وفنية. أحيانًا أحيانًا الفيلم يعني من ناحية سياسية يكون يعني جيّدًا، لكن فنّيًّا كيف مكتوب يعني يعني لا يوجد لا يوجد لا يوجد .. دراما يعني دراما مبتذلة متكلفة، لا تشعر أنّها سلسة، تشعر أنّ الحوارات مقحمة، المعلومات مقحمة إقحامًا لا تظهر بشكلٍ سلسٍ وعفويّ وتلقائيٍّ من داخل النّصّ، عملية بناء الشخصيات والعلاقات والقصّة كلّها محبوكة بخلطة غريبة عجيبة من سلطة ليس مفهومًا شكلها يعني تظهر بشكل سيّئ جدًّا، فهكذا أشياء يعني، يعني كله هذا على الزبالة، ومن الناحية السّياسيّة طبعًا، لأنّه يعني يعني كنا نحكي أنّه يعني اليوم حتى بالأساس أيضًا بعد الإبادة كيف يعني تريد أن تساوم على أشياء أنتَ تؤمن فيها، فيعني تعرف يصير صعب صعب.

أحمد البيقاوي: عموميات أنتَ تحكي سياسيًّا ينفع تعطيني أسبابًا مثلًا في عمل في رأسك اكس وكان السّبب كذا.

صالح بكري: نرجع للمسألة الّتي حكينا عليها قبل بالآخر هؤلاء النّاس الّذين بعثوا لك ناس هؤلاء ناس وهؤلاء ناس يعني جزء منهم معروف، فإذا أريد أن أقول هذه أريد أن أقول الاسم وأريد أن أقول والله أنا رفضت لأنّه هكذا.

أحمد البيقاوي: أنا لفتني أسألك يعني من الشّيء لأنّه لفتني حكيت أنتَ في..

صالح بكري: مثلًا على أشياء مثلًا James Bond بعثوا لي مرة أن أعمل هذه James Bond تجربة أداء، ودور روسيّ إرهابي روسي، قلت إرهابي روسي لا بأس يعني ليس عربيًّا، لربّما يعني عملنا لنا نقودًا يعني عمل، فـ جئت قرأت عن الإنتاج، فتبيّن أنّ الممولين للفيلم جزء من ممولّي الفيلم هي شركات أسلحة إسرائيلية فرفضت على المحكّ .

 

أحمد البيقاوي: لماذا يعملون فيلمًا؟

صالح بكري: لأنّه يريدون أن يروّجوا لسلاحهم الجديد مثلما يعملون أفلامًا ويعملون ألعاب فيديو ألعاب الفيديو أيضًا فيها ترويج للأسلحة ليس فقط إسرائيلية أيضًا أمريكية، فكل هذه قصص يعني أنا أرفضها، أرفض أن أعمل فيها، مثال آخر قصص أفلام أمريكان جاؤوا لينقذوا المنطقة من الإرهاب مثلًا، هذه كلها صعب أن أبلعها يعني.

أحمد البيقاوي: هل هناك شيء ممكن يتطلبه الدّور وترفض أن تعمله؟

صالح بكري: الآن إذا فيه.. يعني إذا فيه.. يعني إباحيّة غير مبررة أقدر أن أسمّيها، ليس عندي مشكلة مع التّعرّي مثلًا، يعني "ملح هذا البحر" تعرّيت أمام الدبابة وأمام الـجيب العسكريّ، وفي كثير من الأحيان الفلسطينية تعرّوا أمام الجيبّات العسكرية وعالحواجز، فأريد أن أخجل الآن أن أعمل شيئًا أمام الكاميرا لأنّه يعني فيلم ليس حقيقة؟ أنا أصوّر الحقيقة، وهكذا ي صير بالواقع، وقد تعرّيتُ أمام الـجيب في الفيلم ليس عندي مشكلة مع الإباحية من هذا النوع أنّك قادم لتقول شيئًا يعني تقول شيئًا الّذي يعني أكبر من الإباحية تصبح الإباحية لم تعد الإباحية هنا صارت صارت موضوع متعلق بالاحتلال، لم يعد موضوع متعلق بـ أنتَ يعني في موضوع جنسي هنا، لا هنا صار احتلال، هو الّذي يجبرك أن تتعرى، يجعلكَ تتعرى كـ جزء من الإذلال والإهانة، صار في موضوع آخر هنا هو ليس موضوع التعري فقط، ليس موضوع الإباحية، لا وأصلًا ممنوع أن نعمل موضوع الإباحية، لأنه موضوع احتلال وإذلال وإهانة يجب.. فتعلق أين يعني؟ وكيف يعني أشياء تنعمل من ناحية هذه يعني.. ليس عندي مشكلة مع مع مع التّعرّي مثلًا إذا هذا كأنه كان في كأنه هذا الشّيء من من وراء السّؤال يعني.

أحمد البيقاوي: لا لا ليس بالضرورة هو لكن أحاول أن أكتشف أيضًا أنا أعرفه هذا عادة نسأل ممكن تعمل دور ممكن تفعل هكذا..

صالح بكري: ما عندي مشكلة أعمل دور أيّ دور.

أحمد البيقاوي: أشياء ثانية إذا في يعني.

صالح بكري: ليس عندي مشكلة أن أعمل أدوارًا مختلفة عن النّاس الّتي أنا مثلًا، يعني أعتبرها مثلًا ما يعني بعيدة عني أخلاقيًّا وسياسيًّا، ليس عندي مشكلة أن أعمل هذه الأدوار إذا كان الفيلم بالمجمل بالمطلق يحكي شيئًا جيّدًا، وأنا أدعم الفيلم من ناحية الدور الّذي أعمله هل فهمتَ كيف؟ فعندها ليس عندي مشكله أن أعمل دورًا يناقض أخلاقي وقناعاتي السّياسيّة، فنان بالنهاية ممثل، فإذا رأيت أن الفيلم يستحقّ أن أكون جزءًا منه، طبعًا بالعكس حتى تحدّي بالنسبة لي أعمل شخصيات الّتي هي كأنه أنا أعتبرها بعيدة كلّ البعد عن شخصي.

أحمد البيقاوي: صالح نحن في تقارب آخر قسم نعطي الضيف مساحة حرّة بلا سؤال لإضافه أيّ إضافة لأيّ فكرة لأيّ شيء فاتنا الحديث عنه لأيّ شيء تحبّ أن تركّز عليه، هذه مساحتك الحرّة ودائمًا نعتبر هذا الحوار الطويل هو شهادة تاريخيّة ليس مجرد حوار، يعني ممنون لك عليه وهذه مساحتك فشاركنا تفضّل ما ما تريد.

صالح بكري: حبيبي أحمد كثيرًا كثيرًا فرحتُ بالحديث معكَ، هذا أوّل شيء وكثيرًا فرحتُ أنّي تعرّفتُ عليكَ، أنا كثيرًا هكذا فرحتُ فيكَ وفي في في علا وفي عبيدة الّذين عرّفوني عليكَ، ربّما هكذا أجمل شيء صار معي في إسطنبول الصّراحة أنّي تعرفت عليك، وكثيرًا أنا سعيد أنّكَ دعيتني أن أعمل بودكاست يعني هذا يشرفني وشرف لي أن أكون معك هنا في البيت مع النّاس الطيبة الآخرين الّذين يأتونَ وتعمل معهم وتحاورهم. ماذا أريد أن أضيف؟ أريد أن أقول أنّه جميل يا أخي اللقاء جميل اللقاء وجميل الحديث عن الفنّ لأنه يجعلكَ تفكّر ليس فقط أنتَ تقول ما هي قناعاتكَ وإيمانك أيضًا يجعلكَ تفكّر بالأشياء الّتي تحكيها، تجعلكَ أن تتعلم وأن تعرف نفسَكَ أكثَر أنّه أسئلتك يعني والحوار مع كثيرًا قريب للقلب، وفعلًا يعني اسم على مسمى تقارب، لأنّه فعلًا هكذا يشعر الشّخص معك يا أحمد، فعلًا تشعر أنّه قريب للقلب، وهذا شيء جميل يعني ومهمّ فشكرًا لك.

 

أحمد البيقاوي: ممنون لك يعطيك ألف عافية نوّرت تقارب.

صالح بكري: شكرًا حبيب قلبي أحمد، شكرًا لك.

أحمد البيقاوي: شكرًا.

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025