بينما كُنّا نتابع الإبادة التي تنفّذها "إسرائيل" في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر، كان الاحتلال يُحدث ثغرات في جدار الجبهة الداخليّة بالقطاع، باستهداف قوى الأمن وتغييبها، ومن ثم استهداف شاحنات المساعدات والطحين والمخابز، والتسبب بحدوث المجاعة، ما أفسح المجال للصوص لنهب البيوت والمؤسسات، وسرقتها، والمتاجرة بها، على حساب المحتاجين، ومرورًا ببيع المساعدات، وتحصيل الخاوات، وأخذ العمولات بالإكراه، ليتحوّل الأمر لظاهرة صعّبت على الشرطة ضبط الأمور التي باتت فوضى مختلقة تتسع رقعتها أكثر فأكثر، وصار ضبط الجبهة الداخلية وإدارتها، أحد المطالب الأكثر إلحاحًا، وضمن مفاوضات اليوم التالي للحرب.
خلال الحوار في الحلقة 134 من "بودكاست تقارب" نستضيف المهندس والصحفي سعد الوحيدي لنتحدّث معه عن الأوضاع الأمنية في غزة، وكيف عملت حماس على فرض سيطرتها الأمنية على القطاع بعد السيطرة عليه عقب أحداث 2006-2007، وكيف حاولت تحصين الجبهة الداخلية خلال السنوات التالية، من خلال حرب استخباراتية بملاحقة عملاء الشاباك، وكشف شبكات التخابر، بالتوازي مع الحروب أو المواجهات المتقطّعة مع الاحتلال وأبرزها حروب 2008-2014- 2021. وصولًا للحرب الحالية المستمرة منذ 10 أشهر.
المهندس والصحفي سعد الوحيدي (33 عامًا)، تخرّج من الجامعة الإسلامية، وعمل لنحو 6سنوات في الأعمال الهندسية المدنيّة بقطاع غزة، ومن ثمّ انتقل للعيش في مدينة إسطنبول بتركيا، وهناك اتّجه أكثر للعمل في الصحافة والإعلام وصناعة المحتوى على منصّات السوشال ميديا. يعمل سعد الوحيد حاليًا في منصّة "مقاطعة"، ويقول إنه يتهم أكثر بالمجال السياسي وبالتاريخ، وبالدرجة الأولى بالقضية الفلسطينية والقضية العربية. ومع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر وجد سعد نفسه يهتم أكثر بتعزيز معلوماته في المجال العسكري والأبحاث العسكرية من باب الاطلاع والمقارنة.
"بودكاست تقارب" برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ عام 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.