كيف يهرب من جوع أهله بتقديم الطعام؟
05 ديسمبر 2024
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
ماجد الريّس
ضيف الحلقة
ماجد الريّس

يحاول الموجوعون من الحرب التّشافي من ويلاتها بإخفاء آلامهم أو التعالي عليها. وهذا ليس بالأمر السّهل أبدًا، خصوصًا إذا كانت عائلتك تقاسي وتجوع وتعطش في غزة. وأنت في الغربة، تعمل في مطعم، وتُقدّم لزبائنك أصناف الطعام، وتحرص على إرضائهم، وتتظاهر أمامهم بأنّك على ما يرام، فيما قلبك ينزف.

هل بإمكان الإنسان الذي أثقلته الحرب، أن يفصل بين معاناته وعمله؟ هذا ما يحاول ضيف #تقارب أن يفعله؛ فينهمك في عمله وخدمة زبائنه أكثر، ولا يُفكّر في يوم إجازة. لربما يضع المزيد من الأرزّ في أطباق زبائنه، محاولًا تعويض الحرمان الذي يقاسيه أهله. فهل ينجح؟!

نستضيف في الحلقة 151 من #بودكاست_تقارب، ماجد الريّس، وهو فلسطيني من غزة، مغترب في إسطنبول، ويعمل في مطعم البركة، نسبةٌ كبيرة ممن يعملون فيه، هم من أبناء قطاع غزة.

"بودكاست تقارب" برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.

 يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.

 

نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:

ماجد الريّس

ماجد الريّس: [00:00:00.35]
كل يوم بسأل حالي سؤال الصبح. لماذا صار فينا هكذا؟ ما كانت غزة حلوة!

أحمد البيقاوي: [00:00:06.71]
وبتفكر طبيعة شغلك بظرف مثل هذا نعمة أم نقمة؟

 

ماجد الريّس: [00:00:10.67]
نعمة ولا نقمة؟ نقمة. يُعطيني الزبون الـ "orders"/ الطلبات. فعليًا حين أذهب لأسجّله أفكّر! هو ماذا طلب؟ مرّة مثلًا تأخّرت قليلًا على الشغل. أنا لم أتأخّر. أنا جالس في البيت ولا أعرف إذا أريد أن أهذب للشغل أم لا. أحيانًا الوالد حين كنت أكلّمه في الأيام العادية، تأخد المكالمة ساعة ونصف إلى ساعتين. حاليًا المكالمة لا تأخذ 3-4 3 دقائق. الآن في كثير شغلات مستفزّة في هذه الحياة. يعني إبادة، لا طحين ولا مياه ولا كهرباء. يعني تقول أحيانًا: كيف الواحد نفسه يأكل؟!

 

علي عوض: [00:00:51.56]
بعدين سمعتك تحكي بالـ "آل" (كناية عن ترقيق القاف لتلفظ آل بدل قال G) ايش فينا؟ قول (جاااال) يا عمي.

 

ماجد الريّس: [00:00:55.67]
قال، آه، قال وقلنا (قاف مثقلة G) قال اه. قال وقلنا G كما تلفظ بغزة (اختلاف لهجات)

 

أحمد البيقاوي: [00:00:57.83]
انتوا "الريّس". (تلفظونها) آل ولّا جااال؟!

 

ماجد الريّس: [00:01:00.87]
جااال. جااال غزاوي.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:04.11]
بتعرف إنّه أنا لا أعرف أحدًا مثلك فعليًا على مدار سنة لم يأخذ يوم إجازة!

 

ماجد الريّس: [00:01:09.30]
لا أريد أن أحكي شيء. نفسي أجلس في حضن أمّي. اشتقت لريحتها.

 

ماجد الريّس: [00:01:17.91]
ماجد الريس. اسطنبول. "تقارب". تابعونا مع أحمد وإن شاء الله خير!

 

أحمد البيقاوي: [00:01:28.47]
جيّد نعمل إعادة.

 

ماجد الريّس: [00:01:29.88]
تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:31.44]
أنت مين؟

 

ماجد الريّس: [00:01:32.22]
ماجد.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:32.79]
ماجد مين؟

 

ماجد الريّس: [00:01:33.66]
الريّس.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:34.32]
وين ساكن في غزة؟

 

ماجد الريّس: [00:01:35.73]
غزة.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:36.87]
وين في غزة؟

 

ماجد الريّس: [00:01:38.10]
غزّة.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:38.91]
غزة - اوروبا؟

 

ماجد الريّس: [00:01:39.72]
غزّة أوروبا.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:41.46]
ماذا أسميتها أنت فعليًا بالحوار؟

 

ماجد الريّس: [00:01:44.37]
جاردن سيتي.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:45.48]
مجتمع اسطنبول رح يكون سعيد منك اليوم؟

 

ماجد الريّس: [00:01:49.68]
لا أعتقد.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:50.46]
مجتمع غزة؟

 

ماجد الريّس: [00:01:52.23]
ممكن.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:53.04]
ومجتمع أحبابك الذين يأتون لعندك في المطعم؟

 

ماجد الريّس: [00:01:58.60]
أيضًا لا أعتقد.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:00.40]
أيضًا لا تعتقد!

 

ماجد الريّس: [00:02:01.30]
اه اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:02.80]
راضي عن الحوار؟

 

ماجد الريّس: [00:02:05.29]
60 في المئة.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:06.37]
أعطيني شعور شعرت به؟

 

ماجد الريّس: [00:02:08.05]
حزين.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:11.41]
حزين؟

 

ماجد الريّس: [00:02:11.95]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:02:34.81]
مرحبًا وأهلا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب". معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفي لليوم العزيز ماجد الريّس. تعرفت على ماجد خلال الإبادة. هو أحد شباب غزة الموجودين هنا (في إسطنبول) طرقت بابه ودعوته للحديث عن الناجين بشكل يتجاوز شهادته كناجٍ من الإبادة. ماجد خرج من غزة قبل الإبادة بأعوام، كان له مسار مختلف أو مسار يشبه كثير من شباب غزة الذين كان عندهم الأسباب لمغادرة غزة او البحث عن مستقبل أفضل من خلال عمله في قطاع الترفيه والمطاعم. كان عندي أسئلة خلال الإبادة كيف الرجل قادر يتفاعل أو لماذا يتفاعل بهذه الإيجابية أو يقوم بدوره بأفضل أداء. ومع ذلك فعليًا مهمّته وشغله، وطبيعة عمله واحتكاكه بالمجتمع الغزيّ بشكل أساسي يجعله يعطينا وجهة نظر على مجتمع الناجين أو مجتمع المغتربين بشكل عام في اسطنبول. ماذا يحدث معه خلال الإبادة؟

 

أحمد البيقاوي: [00:03:40.94]
قبل أن نبدأ أودُّ أن أشكركم مقدّمًا على مشاركتكم افكاركم، اسئلتكم، ومقترحاتكم للمواضيع والضيوف. وشكرًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب، قنوات الاستماع، "تقارب" بفضل هذه الاشتراكات والمشاركات يكون أقرب لكم دائمًا. وشكرًا لكلِّ من يساهم في استمرار "تقارب ودعم "تقارب" من خلال الرابط الموجود في الوصف. وبهكذا نبدأ مع ماجد.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:07.11]
انتهيتم؟ أمورنا جيّدة؟

 

علي عوض: [00:04:09.24]
أمورنا طيبة. عبد الرحمن. عندك الكامرتين هناك. اجعل تركيزك معي كي أسيّر حالي.

 

[00:04:13.98]
[00:04:13.98]أنا سأكون هنا وأركّز على هذه.  [00:04:16.71]

 

علي عوض: [00:04:16.71]
لكن اترك عينك معي.

 

[00:04:18.63]
[00:04:16.53]حاضر

 

أحمد البيقاوي: [00:04:21.93]
لا، بإمكانك أن تجلس.

 

علي عوض: [00:04:25.17]
يلا..

 

[00:04:25.71]
[00:04:25.71]تليفونات صامتة. [00:04:26.58]

 

[00:04:26.58]
[00:04:26.64]لكن لا تتحرك كتيرًا أمام الشبّاك. إذا أردت خلع الجاكيت عشان... [00:04:29.55]

 

[00:04:29.55]
[00:04:29.55]لا، لن أخلعه، برد. [00:04:31.68]

 

أحمد البيقاوي: [00:04:33.78]
ملِكْ. إيّاك أن تتنازل وتخلع الجاكيت!

 

ماجد الريّس: [00:04:37.14]
مش خالع الجاكيت.

 

علي عوض: [00:04:37.44]
يعني شو ما تتحرك بالجاكيت رح يطلع الصوت. لان الجاكيت خلص...

 

[00:04:41.67]
[00:04:41.67]لو معي مصاري سمعتم كلامي. [00:04:43.56]

 

أحمد البيقاوي: [00:04:43.59]
ضع هناك... نفس الشيء. اسمع، هناك في شال بإمكانك أن تضعه على حالك. تحتك هناك مدفأة أصلًا.

 

[00:04:58.08]
[00:04:58.08]ارميها له هنا.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:58.41]
ارميها له هُنا!

 

علي عوض: [00:05:05.10]
يا الله.. أيوة، ركز في الفريمات. بالله عليك..

 

أحمد البيقاوي: [00:05:13.02]
هؤلاء المحترفون والله هكذا.

 

ماجد الريّس: [00:05:15.15]
أنت لا تعرفه حين يأتي على المطعم!

 

أحمد البيقاوي: [00:05:16.56]
كيف؟ ماذا يفعل؟

 

ماجد الريّس: [00:05:18.06]
هيه.. هات لي، أحضر لي، أريد... اسمع أريد أن أقول أنا مغادر، أريد إلغاء الطلب.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:21.72]
اه والله هيك؟!

 

ماجد الريّس: [00:05:22.41]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:24.00]
وعلى فكرة حين جئت مع محمود نفس الشيء. صح؟ أحسّ أنّك تكون فاهم. يعني إذا جاء علي عندك على المطعم.

 

ماجد الريّس: [00:05:30.99]
فاهم ماذا يريد!

 

أحمد البيقاوي: [00:05:31.77]
فاهم كيف...

 

ماجد الريّس: [00:05:32.16]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:05:32.67]
ودائمًا لازم يكون عنده تعليق.

 

ماجد الريّس: [00:05:34.02]
فاهم ماذا يريد أوّل الشهر، وفاهم ماذا يريد آخر الشّهر!

 

أحمد البيقاوي: [00:05:35.97]
آه وعنده ملاحظة دائمًا: هذه ليست كما نعملها في الدار وهذه غلط.

 

ماجد الريّس: [00:05:40.23]
ليست كما...

 

أحمد البيقاوي: [00:05:40.98]
وهذه ليست زاكية (لذيذة).

 

أحمد البيقاوي: [00:05:42.30]
دائمًا.

 

ماجد الريّس: [00:05:42.78]
دائمًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:43.38]
الآن هو نموذج؟ أم أن مل الزبائن الذين يأتونك هكذا، من غزة؟ ولا كل الزباين اللي بيجيك هيك.

 

ماجد الريّس: [00:05:45.57]
النسبة الأكبر، كلهم هكذا

 

أحمد البيقاوي: [00:05:46.47]
اه.

 

ماجد الريّس: [00:05:47.85]
اه، يعني مثلًا في واحد منهم من اصحاب علي، يقول لي اعمل لي السلطة الغزاوية من غير بصل. قلت له كيف؟ أيّ اختراع الذي يعملها لك من غير بصل؟!

 

أحمد البيقاوي: [00:05:59.86]
هو معتاد أن يطلب من الوالدة، هكذا.

 

ماجد الريّس: [00:06:05.26]
آآه ههه

 

أحمد البيقاوي: [00:06:05.41]
حسنًا، وأنت فعليًا مُجبر على أن تلبي كل طلباتهم؟ آه؟.

 

ماجد الريّس: [00:06:08.50]
أكيد.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:09.64]
حتى لو قال لك من غير بصل!

 

ماجد الريّس: [00:06:11.47]
اكيد.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:13.09]
آها، وأي شخص يُعطي مُلاحظة أنت تُشعره أنّك أخذت ملاحظته بعين الاعتبار، كي يغادر سعيدًا!

 

ماجد الريّس: [00:06:19.24]
اه طبعًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:20.05]
حسنًا. اليوم لن تفعل هذا في التسجيل.

 

ماجد الريّس: [00:06:22.42]
ههههههه.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:23.74]
هذا موضوع النصب والاحتيال الذي تفعله بالمطعم، لن نفعله بهذا الحوار، صح؟

 

ماجد الريّس: [00:06:29.71]
كيف يعني؟

 

أحمد البيقاوي: [00:06:30.43]
يعني فعليًا إذا أنا طلبت منك سلطة غزاوية من غير بصل. ستقول لي: لا تُعمل من غير بصل!

 

ماجد الريّس: [00:06:35.29]
صحيح طبعًا، لا تُعمل من غير بصل.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:37.69]
خلص معناها. نحن لسنا في جو.. لأنه أنا أراك في المطعم كيف تكون شغّال. أنت يعني عندك مستوى من إرضاء الجمهور أكثر من مضيفة الطّيران.

 

ماجد الريّس: [00:06:46.45]
طب لازم (يجب).

 

أحمد البيقاوي: [00:06:47.62]
هكذا شغلك؟!

 

ماجد الريّس: [00:06:48.95]
شيء أكيد يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:50.36]
أنت متى تعلمت هذا؟

 

ماجد الريّس: [00:06:52.97]
في غزة.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:54.47]
متى أوّل مرة؟

 

ماجد الريّس: [00:06:56.36]
في 2012- 2011.

 

أحمد البيقاوي: [00:06:59.21]
يعني لك 12 سنة؟

 

ماجد الريّس: [00:07:01.04]
تقريبًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:01.73]
لم تنقطع عنه؟

 

ماجد الريّس: [00:07:03.17]
عن الشغل. لا، لم انقطع.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:05.39]
متى تعلّمت هذه المهارات؛ إسعاد الجمهور وإرضاء الجمهور، وإرضاء الزبائن موجودين؟.

 

ماجد الريّس: [00:07:14.18]
دراسة وممارسة.

 

ماجد الريّس: [00:07:17.24]
لأنه تقريبًا أغلب شغلنا في غزة كان عبارة عن خدماتي. يعني ما بين مطعم. ما بين شركات تأجير سيارات ما بين محل بيع ملابس يعني شبابي. فكانت هي الممارسة الأكثر يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:33.38]
الفلسطينيون صعب إرضاؤهم؟

 

ماجد الريّس: [00:07:36.05]
كثير.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:36.41]
بالخدمات؟ والله.

 

ماجد الريّس: [00:07:38.03]
والله.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:38.63]
مقارنة بأي شعوب؟

 

ماجد الريّس: [00:07:41.12]
يعني الشعوب الثانية عادية لكن بالذات الفلسطينيين، أو نحكي على الغزاوي (من غزة) بالذات.

 

أحمد البيقاوي: [00:07:49.98]
آه كيف؟

 

ماجد الريّس: [00:07:50.49]
يعني الحجر يقتنع، الغزاوي ممكن لا يقتنع يعني. يقول لك الغزاوي في وجهك: أنت تضحك عليّ، وعارف أنكّ تضحك عليّ. لا تستطيع إقناعه.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:00.03]
أنت هنا كم جنسية تعاملت معها؟

 

ماجد الريّس: [00:08:02.61]
كثير.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:03.48]
أكثر جنسيّات عربيّة؟

 

ماجد الريّس: [00:08:05.01]
عربية؟

 

أحمد البيقاوي: [00:08:05.16]
اه.

 

ماجد الريّس: [00:08:06.00]
عراقي سوري فلسطيني.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:10.08]
ترتيب الفلسطيني على مستوى الإرضاء وأنه يقنع أو لا يَقنع. أين يأتي موقعه؟.

 

ماجد الريّس: [00:08:14.22]
الثالث

 

أحمد البيقاوي: [00:08:14.46]
الثالث؟!

 

ماجد الريّس: [00:08:19.05]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:21.24]
أوك. كويّس يعني وضعه منيح الفلسطيني.

 

ماجد الريّس: [00:08:24.90]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:08:25.17]
لا نريد أن نذكر الجنسيات الثانية كي لا يدقّون فيك بغد ذلك.

 

ماجد الريّس: [00:08:28.29]
لا لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:31.08]
متى خرجت أوّل مرة من غزة؟

 

ماجد الريّس: [00:08:31.50]
2018.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:34.26]
قلت لي أنه أصلًا أنت من 2010 أو 2011 وفي رأسك مخطط أنك تريد أن تغادر البلاد.

 

ماجد الريّس: [00:08:39.45]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [00:08:41.67]
2010 - 2011 أعتقد يعني كان أعتقد ليس سببًا اقتصاديًا يمكن، صح؟

 

ماجد الريّس: [00:08:48.85]
لا، ليس سببًا اقتصاديًا. أريد اطلع ادرس مثلما أصحاب طلعوا. الأغلب يعني أغلب الأصحاب خرجوا للدراسة بعد الثانوية العامة. فأنا أريد أن أطلع.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:02.71]
تريد أن تخرج أين؟ ماذا كان عندك من تصوّرات؟.

 

ماجد الريّس: [00:09:04.69]
بدي أدرس برا (في الخارج) يعني كان أن أدرس، إنّي بدي اركب طيارة. بدي أسافر. بدي أطلع من هذا المعبر.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:13.66]
وكيف كانت يومياتك بغزة؟

 

ماجد الريّس: [00:09:17.14]
يومياتي في غزة. جامعة. شغل، بيت. يوم الإجازة أو نهاية الأسبوع: طلعة، صحاب. قهوة، عائلة. هيك.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:30.37]
ولماذا أهلك كانوا يرفضون في البداية طلعتك؟.

 

ماجد الريّس: [00:09:36.88]
ليش؟ ما هو؟ ليش؟ ليش تسافر؟ قاعدين مبسوطين. البلد حلوة. منيحة. خلّص دراستك.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:48.29]
كم أخذك (وقت) لإقناعهم؟

 

ماجد الريّس: [00:09:52.37]
أخذنا وقتنا. هم اقتنعوا بفكرة أن أسافر بعد حرب 2014. صار الخوف علينا نحن يعني كشباب. إنه ماذا ستفعل؟

 

أحمد البيقاوي: [00:10:12.74]
لماذا 2014 -ماجد- تاريخ بحياة أصحابي في غزة، دائمًا شيء محوري يعني بما يخص العلاقة مع غزة؟

 

ماجد الريّس: [00:10:25.94]
2014 كانت الحرب، يعني أوّل مرّة حرب تطول 52 يومًا. كان في كثير مغتربين داخل البلد. رأينا المجازر، لم نكن نراها هكذا. رأينا في 2008 لكن ليس كثيرًا. 2014 كانت يعني طويلة. وانسحاب ونزوح. وهان وهان. فكانت كتير. لا يعني بعد الحرب لا، اطلع.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:04.44]
لكن إذا أريد أن أتذكر في حينها أنت على مستواك. دعم من التحليل على مستوى كل الشباب. بحالتك انت 2014 غيّرت من منطق تفكيرك وعلاقتك مع البلد؟

 

ماجد الريّس: [00:11:17.19]
غيّرت. تفكّر إيجابًا وسلبًا دائمًا إنه لماذا أطلع؟ ولماذا أبقى؟ بدي أبقى؟ ماذا سأفعل؟ طب أنا طلعت ايش راح أعمل؟ اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:39.84]
بس.

 

ماجد الريّس: [00:11:40.35]
بس.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:41.56]
أنا أحبُّ التفاصيل.

 

ماجد الريّس: [00:11:44.02]
آها تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:45.91]
فأنا لا أسأل أسئلة قصيرة.

 

ماجد الريّس: [00:11:47.80]
تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:11:48.25]
تمام؟ ولا تتحايل عليّ بقضيّة تعطيني الإجابة على قدر السؤال.

 

ماجد الريّس: [00:11:52.12]
لا ههههه

 

أحمد البيقاوي: [00:11:53.86]
أنا أسأل أفتح لك أبواب يا غالي.

 

ماجد الريّس: [00:11:55.87]
تمام ههه

 

أحمد البيقاوي: [00:11:56.98]
تمام. (الإجابات) ليست ضع دائرة. يعني هي أكثر دعوة للتفكير. لأنه  أسألك على شيء أيضًا مسّني من مكان ثاني يعني. لكن عندي فضول أعرف حين أنت قلت 2014 ليس تحليلًا أنت أحسست إنه في شيء هذه الحرب أوجدت فارقًا معك بنظرتك للبلد، للخارج، لحالك؟

 

ماجد الريّس: [00:12:20.26]
للبلد والخارج، صار في كتير ناس في اوروبا. صار في كتير شباب في اوروبا. صرت أنت، اه، كيف الوضع هناك؟ تمام بنشتغل نعمل. أخدنا إقامة صار معنا يعني إقامة غير البلد، بتقدر بعد 3 سنين ترجع، لا تدفع للمعبر (رفح). 1500 بترجع على إنه معك إقامة والله، سواء بلجيكا المانيا أو دول الخليج. في شباب مثلصا خرجت اشتغلت في الامارات/ السعودية فأنت معك إقامة ثانية. لأن البلد كل فترة حرب/ عدوان، لو قررت أن تفتح مصلحة في غزة ثق تمامًا إنه في 3 شهور او 4 شهور على مدار السنة انت راح تسكّر. رح تسكر الباب. ممكن 12 يوم. 13 يوم. 14 يوم. ممكن شهر. ممكن شهرين. لأنه في حرب/ عدوان/ قصف/ خراب.

 

أحمد البيقاوي: [00:13:26.38]
إلى متى بقي هذا الشعور؟ لأنه كيف فهمت أنا، ما قبل 7 اكتوبر بسنين كانت أكثر الناس ذاهبة باتجاه تأسيس مشاريع/ انفتاح/ انفتاح اقتصادي. وجدت أن أعدادًا من التجّار قد اشتروا كميّات من البضاعة، وخزّنوها لسنة قادمة. للشتاء القادم، والصيف الذي بعده، فالذي تقوله هو مش مش نفسه اللي ما قبل 2011 ما قبل 23 اكتوبر. فواضح إنه في كم سنة (سنتان أو ثلاثة) قبل 7 اكتوبر هي نقيض الذي تقوله.

 

ماجد الريّس: [00:13:58.34]
ممكن لأنني كنت يعني انا.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:00.14]
كنت برا.

 

ماجد الريّس: [00:14:00.77]
كنت برا.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:01.49]
لكن لا تعرف إنه فعليا من الأصحاب. في شيء تغير؟

 

ماجد الريّس: [00:14:04.52]
لا ما بعرف انه في اشي تغير. ولكن في 2013 اللي صار انه انا كنت عامل خط رجعة ع غزة.

 

أحمد البيقاوي: [00:14:16.70]
كيف؟

 

ماجد الريّس: [00:14:17.60]
بدي أعمل خط رجعة على غزة. أنا طلعت في 2018 في 2023 كان القرار حول إقامتي في اسطنبول حول موضوع الاقامات في تجديد ليس هناك تجديد في مش عارف ايش. فطبعًا كنت محطوط تحت بند انه سنرجع. فكنت اسأل كيف الوضع؟ ايش الدنيا في استقرار؟ ليس هناك استقرار؟ طب لو اشتغلنا هيك؟ طب لو عملنا هيك؟ طب بدي انزل انا ايش بدي اشتغل؟ طب لنبحث على مكان نفتح فيه هيك شغل. فكانت الفكرة ما بين آه أو لا أو لا يريديون يعني بالذات أهلي وامي وابوي لا يريدون أن يقولوا لا. تعال انزل، نفكر، ونرى.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:12.42]
كان دائمًا عندك الشعور حتى وانت طالع إنّه في بيت أهلك موجود؟ أهلك موجودين. بعطيك أمان؟

 

ماجد الريّس: [00:15:18.63]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:22.26]
لولا هذا الشعور يعني كثيرون منّا لم يغادروا البلد أصلًا. يعني حين تسمع غالبيّة الناس على كل الأوضاع التي نعيشها. هناك بيوت موجودة. في حالات موجودة، في عائلة، في وضع بلد. نحكي تدمّر. طلع اجا. يعني طبعا بحكي ما قبل 2023. يعني. لكن طوال الوقت كان في فكرة إنه أنت إذا أغلقت الدنيا عليك تسحب حالك وترجع عالبلد.

 

ماجد الريّس: [00:15:45.50]
يعني هو هيك قراري من لحظة خرجت. يعني حين طلعت وبعد عمليات الإقناع إنّه أنا لازم اطلع ومش عارف ايش. والدي حكى لي كلمة، قال لي: :يوم أن تُحس أنّ الدنيا كبيرة عليك، بيتك أولى فيك".

 

أحمد البيقاوي: [00:16:09.29]
اه.

 

ماجد الريّس: [00:16:10.25]
قال لي يوم ما تحس الدنيا كبيرة عليك. بيتك أولى فيك. قيلت لي في البيت، وقيلت لي وأنا على المعبر. قال لي أنا لا أريد أن أعطيك نصائح الولد، ودير بالك، وصلاتك، وحالك، وصحتك، ودنياك. ومش عارف ايش. أنت أدرى فيهم. لكن حكى لي كلمة، قال لي: يوم ما الدنيا تكبر عليك، بيتك ودارك أولى فيك.

 

أحمد البيقاوي: [00:16:45.08]
نحن تجاوزنا توتّر علي. الآن بنفع فعليًا أسالك. أهلًا وسهلًا فيك. نوّرت الكوكب.

 

علي عوض: [00:16:50.57]
هههههههههه.

 

أحمد البيقاوي: [00:16:51.50]
نسينا علي وتوتره كلنا، صح؟ وتقلقش تبعت.

 

ماجد الريّس: [00:16:54.14]
تقلقش.

 

أحمد البيقاوي: [00:16:54.65]
خلصت خلصت بـ "تقارب" يا سيدي نحن نترك الضيف يعرّف نفسه كما يحب. آه ليس نحن من نُعرّفه،.

 

ماجد الريّس: [00:17:02.57]
تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:03.53]
فتفضل أعطينا مسارك/ نشأتك/ كيف تُحب أن تُعرف حالك؟

 

ماجد الريّس: [00:17:08.39]
ماجد الريس. فلسطيني. مواليد غزة.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:12.05]
إذا في شيء يجب أن نضع تحته خطّين، بنضع، فقط أخبرني.

 

ماجد الريّس: [00:17:15.62]
مواليد غزة. نشأتُ في غزة. تربينا في غزة. درسنا في غزة حتى الجامعة، واشتغلنا في غزة، والحمد لله تغرّبنا في اسطنبول.

 

أحمد البيقاوي: [00:17:29.99]
آخر سنين. ما هي المساحات التي اشتغلت فيها؟

 

ماجد الريّس: [00:17:33.63]
المساحات التي اشتغلت فيها، هو شغلي الأساسي يعني كان هو عبارة عن. حبيت الشغل وبنفس الوقت صار مدخل رزق. يعني حابب وهاوي لهذا الشغل، لأنو وأنا في غزة كنت أبحث عن هذي الشغلات يعني، عن كليات لتدريس هذا الشيء. فكان في كلية طلبت مبلغ عالي كثير يعني 15 ألف دينار أردني على السنة عشان تدرس هذا الشيء.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:04.38]
تدرس ماذا؟

 

ماجد الريّس: [00:18:06.00]
الطهي.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:07.44]
وين؟

 

ماجد الريّس: [00:18:08.46]
في الأردن، الأكاديمية السويسرية.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:12.06]
أوك، يعني أنت دخلت المجال أصلا عن حب؟.

 

ماجد الريّس: [00:18:15.63]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:17.28]
عارفه، وتريده؟

 

ماجد الريّس: [00:18:19.26]
وحلو بنفس الوقت.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:20.49]
ماجد، أنت طالع من عائلة مسيّسة (سياسيّة)؟.

 

ماجد الريّس: [00:18:23.40]
عائلة مسيسة؟ لا .

 

أحمد البيقاوي: [00:18:27.00]
في ناس كتير بتشوفك.

 

ماجد الريّس: [00:18:28.50]
لا لا لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:29.89]
عائلتك، ليس لها علاقة بالسياسية؟.

 

ماجد الريّس: [00:18:30.13]
ما إلها علاقة بالسياسة. يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:34.69]
يصوتون كرت أبيض يعني؟ شو بصوتوا كرت أبيض؟.

 

ماجد الريّس: [00:18:38.77]
لا لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:40.24]
يعني العيله كلها لا. أعتقد يعني في ناس تشارك بالسياسة وناس لا.

 

ماجد الريّس: [00:18:45.52]
في آه.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:46.63]
أنا بحكي على دار الريس.

 

ماجد الريّس: [00:18:47.44]
اه اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:48.28]
اه شو كيف حالك يعني؟!

 

ماجد الريّس: [00:18:49.87]
ههههه لا ههه.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:51.28]
نسيت دار الريّس! ماجد الريس اسمك

 

ماجد الريّس: [00:18:53.65]
ماجد الريس صح؟ لا لا. صح

 

أحمد البيقاوي: [00:18:56.77]
قديش مستوى الانخراط بالسياسة كان في خلال وجودك بغزة؟.

 

ماجد الريّس: [00:19:02.44]
كبير كثير.

 

أحمد البيقاوي: [00:19:03.91]
كنت منخرط؟

 

ماجد الريّس: [00:19:05.29]
أنا على الصعيد الشخصي. لا. صعيد العائلة. اه. في. في سياسيين كان.

 

أحمد البيقاوي: [00:19:09.91]
ولماذا أنت لا. لست كالعائلة؟

 

ماجد الريّس: [00:19:13.57]
ايش بدي يعني؟ أنا لا أنتمي لأحزاب سياسية. وماذا أريد يعني!

 

أحمد البيقاوي: [00:19:22.36]
وقصتك مع فلسطين أو مع السياسة او مع التفاعل معها. بمسار كل فلسطيني في حدث صار بنشأته او ونحن صغار رأيناه او صار مع حدا فعرفناه. يعني سواء عند الفلسطينيين او غيرهم. غير انه احنا كلنا فلسطينيين وولدنا في فلسطين وشهدنا اشياء كثيرة. لكن في قصّة شخصيّة عند كل حدا فينا بتقدر تشارك معي القصة الأولى اللي خلقت فارقًا معك بالعلاقة مع فلسطين والعلاقة مع السياسة.

 

ماجد الريّس: [00:19:54.73]
ونحن في المدرسة كان في دوام صباحي ودوام مسائي في الابتدائية، كان دوامنا مسائي لم يمض أسبوع على الدوام المسائي قاعدين في الفصول. جاء خبر استشهاد زميلنا في المدرسة. ابن الصف. في عملية اغتيال شخصية. عند بتذكر الموقع عند ملعب اليرموك. لكن من هي الشخصية.

 

أحمد البيقاوي: [00:20:39.54]
أي سنة هذا؟

 

ماجد الريّس: [00:20:40.20]
لا أذكر بصراحة.

 

أحمد البيقاوي: [00:20:41.16]
يعني أي صف كنتم؟

 

ماجد الريّس: [00:20:43.17]
كنا في الصف الخامس.

 

أحمد البيقاوي: [00:20:49.29]
لماذا هذا المشهد كان فارقًا بالنسبة لك؟

 

ماجد الريّس: [00:20:52.05]
لأنه كنا (قبلها بيوم) معه. يعني ليست فترة طويلة. ثاني يوم احنا كنّا معاه، روحنا الساعة 4 ونص العصر. يعني كان معانا الشاب. يعني احنا الثلاثة كنا معه. كان في انتفاضة وفي الخربطة هذه.

 

ماجد الريّس: [00:21:10.95]
فترة الانتفاضة الثانية يمكن؟

 

ماجد الريّس: [00:21:16.68]
نطلع نشوفهم يطلعوا يرشقوا على نتساريم (مستوطنة) والمناطق هذي كلها.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:25.83]
إذا بدي اسألك أكثر على المشهد هذا تحديدًا ما هي الأسئلة أو الأسئلة الفرعيه اللي هيك؟ يعني انت قاعد بتقول صف خامس. انا كمان استشهد صاحب لي، وأتذكّر اول مرّة -لا أعرف إذا صار معك نفس الشيء- لكن أنا وقتها كنت  أقول: الآن ماذا يجب أن أفعل؟ بماذا عليّ أن أشعر؟  يجب أن تحزن أو تبكي؟ أم تكون مثل أبوه أو أخوه؟ تحكي بالثأر أم تعد بكذا؟ أم تلبي الهتاف الموجود. تغادر وكأنّ يومك عادي؟ أم يومك ليس عاديًا. لكن كان في كتير مشاعر مكثّفه في حينها، وأعتقد أنّه واح من المشاهد الفارقة معي كثيرًا. إذا أريد أن أرجع لنفس المشهد الذي تتكلّم عنه بصف خامس. تقدر هيك تقول لي كيف؟ على مستوى تفصيلي فرق معك هذا المشهد؟

 

ماجد الريّس: [00:22:15.66]
فرق شاسع. أتذكر يومها قعدت 3-4 أيام لم أذهب على المدرسة. خمسة أيام لم أذهب للمدرسة، أسبوع. لا أريد أن أذهب لمدرسة. يعني أخذوني في السيارة "بديش اروح ع المدرسة". خلص والله يرحمه، ومش عارف ايش. بديش اروح عالمدرسة. وأيامها رحنا. قعدنا. بعديها رحنا ع العزاء، كنا نجلس في العزاء وهيك.

 

ماجد الريّس: [00:23:06.91]
بتذكر في كتير شغلات.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:11.23]
ذاكر اسمه.

 

علي عوض: [00:23:12.52]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:13.81]
شو اسمه؟.

 

ماجد الريّس: [00:23:14.35]
طارق السوسي. طارق السوسي.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:16.54]
طارق السوسي.

 

ماجد الريّس: [00:23:17.38]
اه. أتذكر وجهه، وجهه هيك كان خدوده. هدول دائمًا كنت أتنمّر عليه. الله يرحمه.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:23.81]
مربرب كان؟ (ممتلئ الجسم)

 

ماجد الريّس: [00:23:24.86]
آه شوية.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:25.31]
خدوده هيك وأحمر.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:31.25]
بعد 5 ايام رجعت على المدرسة؟.

 

ماجد الريّس: [00:23:34.07]
تقريبًا آه يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:36.08]
ومن وقتها خلص كل اشي صار له معنى اخر. بالسياقات العامّة؟

 

ماجد الريّس: [00:23:43.19]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:23:45.08]
وهذه كانت أوّل حالة فقدان لك؟

 

ماجد الريّس: [00:23:47.24]
أول حالة صحيح. أول حالة بعديها جاءت حرب 2008. كنا مغادرين من المدرسة. عندنا امتحانات. امتحانات نصفية ثاني ثانوي. غادرنا، صار القصف صار التخبيط هذا كلّه. لا نعرف ماذا يحدث في الدنيا. سحبنا حالنا وروحنا على الدار. نزلت تحت لأرى، دوشة الشوارع. نحن أصلا نسكن تقريبًا في مربع أمني. قبالتنا "الجوازات" يعني حركة 3 دقايق مشي. الجوازات وخلفنا مبنى السرايا. قبالتك أيضًا "الوكالة". غادرنا إلى البيت. جلسنا وين؟ جلسنا في الحارة. كان 3 ولاد عم قرابة من العائلة وشخص أمن، وبيني وبينهم ما يقارب 4 متر. استشهدوا، نزل عليهم صاروخ طائرة "زنانّة" على مفترق طرق يعني، لأنه كان أيامها الطيران يضرب التجمّعات وين في مجموعات تضربها. هذا في حرب 2008. أنا لأول مرة طبعًا.. يعني أرى على التلفزيون، لكن لأول مرة يعني أرى شيء صغير هيك صاروخ هيك صغير. أخذ 10 أشخاص .. جثث ملقاة.

 

أحمد البيقاوي: [00:25:47.23]
وتحس أن هذه القصص التي تصير فعليًا تراكم. لا شيء هيك منفصل عن الثاني.

 

ماجد الريّس: [00:25:52.66]
لا لا فش عطول يعني واحدة ورا الثانية، ما بتلحق.

 

أحمد البيقاوي: [00:26:00.40]
طب إذا أريد أن أتخيّل مسارك الذي تسير فيه، يعني بالذي أنت تحكي عنه. بالمقابل في المسار الخدماتي اللي انت ماخذه وهو حتى في بعض البلدان يعني يُصنف تحت بند الترفيه.

 

ماجد الريّس: [00:26:12.46]
ايوة

 

ماجد الريّس: [00:26:13.96]
يعني مهمتك ترّفه الناس تريّحها، وهذا لا يتناسب مع طبيعة الحياة اللي موجودة. في البلد، أفهم إنّه الناس تحتدّ على بعض. يعني أنت إذا في محل الأرجيلة قلت للواحد مرتين أحضر لي فحم، ممكن يخبطك بالفحم، أصلًا.

 

ماجد الريّس: [00:26:29.87]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [00:26:31.85]
لكن يعني أحسّ في البلد فيه له مسار ما. ممكن بعض المطاعم الغالية، والمرتبة، التي تُقدّم لك الخدمة التي تدفع مقابلها، إنه أنا يعني أفصلك عن العالم. أعطيك خدمة ثانية. يعني هذه خارج البلد، شيء مختلف. بعتقد وبتوقع انه الآن انت يعني مجبور تمشي على قواعد النظام. كيف أنا رأيتك في المطعم لكن بحاله غزة الشيء لا يشبه الحياة الموجودة هون. أنت إذا كنت منزعج، بنفع تكون منزعج بالمطعم.

 

ماجد الريّس: [00:27:01.34]
موضوع غزة شوي يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:03.68]
كيف؟

 

ماجد الريّس: [00:27:05.45]
إذا كنت منكّد (منزعج)..

 

أحمد البيقاوي: [00:27:07.04]
إذا أنت ذاهب على الشغل، إنّه في شيء نكد عام موجود.

 

ماجد الريّس: [00:27:10.67]
نكد عام موجود. آه لكن أيضًا بدّك تفصل.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:12.74]
تقدر تفصل هناك؟

 

ماجد الريّس: [00:27:13.70]
بدك (يجب) تفصل يعني بدك، لازم تفصل.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:17.89]
لماذا يجب أن تفصل؟

 

ماجد الريّس: [00:27:19.39]
لأنه في النهاية، هناك زبون جاء ليأكل.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:23.98]
أنت تعرف أنت يعني أحسن نموذج لأصحاب المطاعم. يعني هو بينشغل على الواحد أن يصل لمرحلتك، إنه لازم تفصل. لكن أنت فعليًا في قلق وفي أشياء موجودة بالشارع. يعني أنت كبني آدم يعني ممكن يتعرض هو وأهله وناسه لشيء. كيف ستفصل؟ أو عن جد كيف كنت تتصرف كي تفصل؟

 

ماجد الريّس: [00:27:48.04]
أنا بصراحة، أخذت القرار إنّي لازم أفصل. يعني مثلما يقولون رميت على الله هيك توكلت ورميت على الله.

 

أحمد البيقاوي: [00:27:55.84]
هذا متى؟

 

ماجد الريّس: [00:27:57.13]
هذا بعد ما طلع يعني أوّلها كان ضغط وتوتر، لا تعرف تحكي، ولا تعرف تتعامل. أصحاب المنشأة والمطعم الذي أشتغل فيه: اهدى، لا، هذا لا ينفع.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:13.83]
أنت مش عم تحكي على هون قاعد تحكي على غزة.

 

ماجد الريّس: [00:28:16.20]
عم بحكي على هون.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:18.51]
تمام.

 

ماجد الريّس: [00:28:19.05]
أنا بحكي على هون.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:21.81]
تمام تمام.

 

ماجد الريّس: [00:28:22.41]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:22.68]
اه أنا فقط كنت أريد أن أسأل على غزة، أصلًا بالأول حين تقول لي كان لازم تفصل حتى وأنت في غزة.

 

ماجد الريّس: [00:28:29.52]
وحتى لو أنت في غزة أيضًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:30.96]
يعني انت أين كنت شغّال هناك أوّل مطعم؟

 

ماجد الريّس: [00:28:33.99]
كنت شغال في غزة في مطعم اللايت هاوس Lighthouse Restauran.

 

أحمد البيقاوي: [00:28:35.94]
وكان مشهور؟

 

ماجد الريّس: [00:28:36.99]
كان مشهور ومعروف. صحيح

 

أحمد البيقاوي: [00:28:38.10]
تمام. وأنت غالبيّة الناس الواضح لي، أصحابي الموجودين، حين نأتي يعرفونك من هناك. كم مكثت فيه؟

 

ماجد الريّس: [00:28:46.14]
لا. أنا لم أكن اشتغل كمدير صالة. كنت اشتغل في المطبخ

 

أحمد البيقاوي: [00:28:52.89]
أين بعدين اشتغلت؟

 

ماجد الريّس: [00:28:54.81]
بعدها خرجت من "اللايت هاوس" على اسطنبول

 

أحمد البيقاوي: [00:28:58.29]
اوك

 

ماجد الريّس: [00:28:58.80]
اه

 

أحمد البيقاوي: [00:29:01.74]
وهنا فعليًا السؤال، الفصل هنا أنت تعرّضت له أوّل مرة؟

 

ماجد الريّس: [00:29:06.63]
لكن طبعًا تحت (في غزة) هناك تدريب. يعني في غزة كان في تدريب كتير، رايحين تدريب مكثّف. في ورش عمل وفي شخصيات وفي ناس. وبدك تطلع، بدك تيجي عن جد لازم تفصل. في النهاية هذا شغل. بدّه يمشي لا ينفع الزبون تقابله مكشّر، معصّب، عصبي، متوتّر

 

أحمد البيقاوي: [00:29:42.61]
طب هذا ألا يتناقض مع إنسانيتك؟ يعني أنا آت على مطعم أريد أن آكل أكل فلسطيني بهذا الظرف الموجود، وأعرف أنّ الطاقم فلسطيني. لا أتوقع أنّك تكون أشعلت لي أصابعك شمع يعني وأنت تحضر الأكل.

 

ماجد الريّس: [00:29:59.17]
تمام، ولكن!

 

أحمد البيقاوي: [00:30:00.13]
لماذا تضع على نفسك هذا الضغط؟

 

ماجد الريّس: [00:30:03.52]
طب أبقى في مكاني وأبكي؟!

 

أحمد البيقاوي: [00:30:06.43]
لا أنا لا أقول تبكي، ولكن مش قاعد بحكي بالمكان الثاني. لكن انت تقصد إذا ما عملت هيك لا تشتغل؟

 

ماجد الريّس: [00:30:14.27]
ليس أنني لا أعمل يعني. يعني الآن مثلًا جاء زبون شو دخله؟ زبون جاء يأكل. تمام. ما دخله؟ أنا بماذا أحس وما هو شعوري او ايش هذا؟ صح الموضوع عن موضوع عام. لكن أنت ايش دخلك في شعوري ماذا أعمل؟  أنت جئت تأكل، وتسحب نفسك وتغادر. من هُنا أنا بدأت أنه يجب عليّ أن أفصل..

 

أحمد البيقاوي: [00:30:45.74]
ماجد هذا يمكن فقط شيء يتعلق فيك أنت، وليس الكل.

 

ماجد الريّس: [00:30:49.46]
ممكن فيي أنا فقط.

 

أحمد البيقاوي: [00:30:51.56]
يعني هذا قرار شخصي. مش المهنة هكذا، أو وضع البلد هيك. يعني أنت ممكن تروح ليس على مطعم فلسطيني على مطعم سوري أو عراقي. تلاقي الناس منزعجة. يعني مزعوجة الخدمة ضعيفة. لكن أنا لم أكن أناقش خدمة في هذا المكان. أنا أستغرب أنك تضع هذا الضغط على حالك أصلا. يعني أنت مثلًا تقول أنك على مدار سنة، لم تأخذ يوم إجازة، لا تُعطّل!

 

ماجد الريّس: [00:31:16.48]
ليش أعطل؟

 

أحمد البيقاوي: [00:31:18.07]
الآن قل لي لأنّ أحدًا ما سيأتي ليأكل، ويجب أن نُقدّم له الخدمة!

 

ماجد الريّس: [00:31:21.25]
لا، ليس الموضوع. الموضوع ليس هُنا. الموضوع إنّه أنا لو مكثت هيك مثلًا قعدت في البيت وقعدت في سريري، سأضجّ، وأفكر. فأحاول أن أخرج من التفكير هذا، سواء كان سلبيًا لأنّ الأفكار التي تأتيك أنت في موضوع في حرب أهلك في غزة. في حرب في إبادة. كل الأفكار السلبية ستأتيك. فسأحاول ألحق حالي، أصحو وأنزل على الشغل كي أفصل. لأنه في الليل بعد ما أنت تروّح يبدأ الوجع. كيف تبدأ تطلع على الأخبار تبكي تُحسُّ بعجز، وتسأل نفسك مليون سؤال. ليش؟ أو لماذا أنا لست معهم؟ طب انا لو كنت تحت (في غزة) ماذا كان سيحدث؟ ما هو مصيرك في الشمال أم في الجنوب؟ مع إنّه أنا كنت أخذت القرار أنني في 2023 شهر 11 أكون في غزة.

 

أحمد البيقاوي: [00:32:52.06]
شهر 11 - 2023 بعد 7 اكتوبر، يعني؟

 

ماجد الريّس: [00:32:53.98]
يعني بعد 7 اكتوبر، لكن جاءت 7 اكتوبر. أنا أخذت القرار قبل 7 أكتوبر.

 

أحمد البيقاوي: [00:32:57.13]
من قبل آه

 

ماجد الريّس: [00:32:57.43]
أخذت القرار، يعني أريد أن أبدأ، نحجز طيران،نرى وين ماذا نفعل، وأخذت القرار إنّه أنا في 2023 سأنزل على غزة أعمل الزيارة 10 أيام 12 يوم 15 يوم وبعدها أغادر.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:14.69]
كم شهر قعدك في بداية الإبادة أو كم يوم أو كم اسبوع إلى أن أخذت هذا القرار الذي تتحدّث عنه بأن تفصل.

 

ماجد الريّس: [00:33:24.98]
بعد أن نزح أهلي على الجنوب، يعني حين بدأت تنزل منشورات على غزة. وبعد قصّة الأحزمة النارية أو اللي...

 

أحمد البيقاوي: [00:33:35.78]
بتحكي على الأيام الأولى انت؟.

 

ماجد الريّس: [00:33:37.07]
على الايام الاولى. اه الايام الاولى. يعني بعد تقريبا اسبوع عشرة ايام من بداية الحرب.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:49.37]
وبعدين؟

 

ماجد الريّس: [00:33:51.41]
صرنا خلص نشتغل

 

أحمد البيقاوي: [00:33:53.24]
وكان سهل عليك اصلا أن تقنع الناس الذين تشتغل معهم انه انا بدي افصل او تفصل حالك حتى عن الاخبار والناس والزبائن؟

 

ماجد الريّس: [00:34:01.70]
انت في الشغل لم تكن تفصل نفسك عن الاخبار نهائيًا. لكن مثلا وقت راحة، تطلع تشرب فنجان قهوة ولا اشي زي هيك. تيجي تعمل الاخبار تشوف مين حكى، واتس اب، كان لا انترنت لا كهربا. تطلع على الاخبار. ترى ماذا حدث؟

 

أحمد البيقاوي: [00:34:22.51]
وبتفكر طبيعة شغلك بظرف متل هيك. نعمة ولا نقمة؟

 

ماجد الريّس: [00:34:28.87]
نعمة ولا نقمة؟ نقمة.

 

أحمد البيقاوي: [00:34:30.85]
نقمة

 

ماجد الريّس: [00:34:31.21]
اه

 

أحمد البيقاوي: [00:34:32.02]
ليه؟

 

ماجد الريّس: [00:34:33.25]
ممكن كان يجب أن يكون في وقت أكثر. اطمئن ع أهلي أكثر. احكي مع أهلي أكثر. لأنه أنا فعليا الحرب 7 اكتوبر كان يوم سبت. يوم الجمعة وكالعادة إنه في تلفون واتس اب بنفتح كاميرا مع الاهل. طبعا هذا غير على مدار الاسبوع، كل جمعة. بقعد تقريبًا ساعة ونص ساعتين. حدوثة كاملة. كيف حالك؟ وايش اخبارك؟ وايش عملت؟ وايش تغديت؟. ورحنا فلان والحدوثة هذه كلها. وين رحتوا؟ ايش عملتوا؟ فهذا صار له سنة ونص. أنا لم أسمعه، لم أره، يعني أنا بعد الحرب ما يقارب 6 شهور. قلت لهم فقط ابعثوا لي صورة لأبي، وصورة لأمي، في الجنوب. يعني ابعثوا  لي صوركم.

 

أحمد البيقاوي: [00:35:52.59]
قديش بتعتقد إنّك نجحت أصلًا بإخفاء هذه المشاعر علينا كزبائن؟

 

ماجد الريّس: [00:35:59.40]
نجحت يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:00.37]
اه.

 

ماجد الريّس: [00:36:02.44]
لا اعتقد اني نجحت.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:04.45]
ما نجحت.

 

ماجد الريّس: [00:36:05.50]
لا أعتقد أنّي نجحت. في اشخاص. سألني مرة مالك؟ ايش في؟ بعدين سألني كمان مرة. يعني جاء أكل، وقعد. تمام. وهو طالع شو بحكي؟ الأمور تمام؟ فيك شيء؟ قلت له: لا تمام، الحمد لله.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:30.19]
كان صاير شيء كبير وقتها؟

 

ماجد الريّس: [00:36:32.44]
يعني لا هو.

 

أحمد البيقاوي: [00:36:36.73]
أنا أعتقد إنه في كثير ناس بكونوا شايفين الشيء. يمكن هذا الرجل تجرأ وسألك يعني.

 

ماجد الريّس: [00:36:43.15]
ممكن اه، أو لأنه كيف. علاقتنا يعني في المطعم مع الزبون لا تعود بين بائع ومشتري. خلص. مثلما أنت تأتي. تصير يعني علاقتك في المكان مع الطاولة. ايش الاخبار؟ ايش الدنيا؟ السؤال هذا. كيف حالك؟ ايش عامل؟ ماذا تفعل؟ كيف الوضع؟ إن شاء الله تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:10.49]
أشعر أنّ هذا يعني هذا شيئ عندي أنا يعني ممكن.

 

ماجد الريّس: [00:37:13.79]
والنسبة الأكبر يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:15.23]
النسبة الأكبر من الناس هيك؟.

 

ماجد الريّس: [00:37:19.16]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:37:19.22]
إن شاء الله حين يفتحون المطعم الجديد فعليًا لا يخرّبون لنا هذا الشعور.

 

ماجد الريّس: [00:37:21.98]
لا إن شاء الله راح يضل. لازم يبقى أصلًا، لا ينفع!

 

أحمد البيقاوي: [00:37:25.34]
لأنه لا أعرف، هذه فكرة الغرفة الموجودة وهي فكرة مثل غرفة في دار سيدك (جدّك) ولا بدار أهلك.

 

ماجد الريّس: [00:37:34.16]
أيوة.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:34.31]
اللي فيها. يعني أنا مستحيل أقعد فوق، لا أتخيّل حالي أذهب إلى مطعم ثاني، يعني بالنسبة لي، هذا الدفء الموجود في المكان.

 

ماجد الريّس: [00:37:42.29]
هذا المكان الدافئ الحلو الصغير المتكتك الذي يأتي إليه الزبون، يعرف لم جاءن وأين سيذهب، وماذا يريد أن يأكل، ونوصله له. يكون مرتاح ومبسوط، واهم شيء إرضاؤه وراحته وفقط.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:07.12]
وبتعرف هذه الغرفة لي دائمًا سينما. يعني ممكن يطلع منها أفلام الدنيا بقدر/ بمعنى إنه في حدا موجود في ناس تتحرك وفي بني ادمين يغيرون طاولات، طبيعة المكان ليس أننا نجلس ونقوم، ونأكل أكل سريع ونقوم، ولا فعليا نبقى جالسين لساعات طويلة. لكن يعني في هيك علاقة مختلفة دافئة مع المكان، مع الشباب الموجودين وهكذا؟ ليه؟ ليه؟ ليه؟ فعليًا كانت تتغير ناس كثيرة خلال الحرب. ولا هو طبيعة الشغل باسطنبول عمومًا هيك؟

 

ماجد الريّس: [00:38:37.72]
طبيعة الشغل باسطنبول عمومًا هكذا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:39.16]
أنت فعليًا تُبعد كل من يشتغل معك؟

 

ماجد الريّس: [00:38:41.50]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:42.04]
هكذا يقولون عنك.

 

ماجد الريّس: [00:38:44.56]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:44.83]
والله هيك بقولوا.

 

ماجد الريّس: [00:38:45.67]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [00:38:46.42]
شو ها؟

 

ماجد الريّس: [00:38:47.23]
معقول؟

 

أحمد البيقاوي: [00:38:48.28]
ماذا يُعرّفني؟!

 

ماجد الريّس: [00:38:51.94]
لماذا أهججه (أبعده) يعني؟

 

أحمد البيقاوي: [00:38:54.34]
لا أعرف، يمكن أنت فعليًا يعني تدير علاقتك معي بشكل قادر فعليًا أن تضع حواجز بيني وبينك حين آتي. لكن مثلا شباب كانوا يشتغلون معك من غزة أو شباب فعليًا من جنسيات ثانية. يمكن أنت مع الضغط مع الدقّة بالتفاصيل التي تريدها. مع طريقة الشغل. ومع الضغط العام الموجود. وطبعًا يعني بتقدر تقول لي كلهم ليس معهم حق.

 

ماجد الريّس: [00:39:20.81]
تقريبًا اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:39:21.74]
كلهم ليس معهم حق.

 

ماجد الريّس: [00:39:22.94]
لا ليس كلهم ليس معهم حق يعني. انت شغال في مطعم، صالة طعام. يجب أن ترضي الزبون. حتى لو كنت شغال، يعني التزام في المواعيد، تحمُّل ضغط العمل. الأساسيات هذه الخاصّة الشغل عامة في أي وظيفة في أي شغل. أن تلتزم في مواعيدك. دوامك الساعة 12. انزل (متأخرًا) الساعة 4، لماذا؟!

 

أحمد البيقاوي: [00:39:55.01]
ماجد أنت دائمًا هكذا؟ أم هذه السنة أنت تتعامل بهذا الشكل. لأنّ الذي  تقوله هذا يعني في قسم في كل شركة اسمه HR لأن الذي أنت تقوله لا يحدث، فيصير يتابع ويلاحق ويفرض الشيء الذي تقوله. بمعنى الناس لا تسير بسلاسة، أنا الذي آخذه بقوانين (الموارد البشرية) أنت قاعد بتحكي عنها بالظرف العام الموجود، أنا لا أتخيل حدا يأتي على الوقت. يعني لا أتخيّل فعليًا حدا يتابع أخبار لـ 3 4 و5 و6 الصبح ثاني يوم يكون عظيم ومثالي ومركّز ولا أتخيّل. أنت كنت مركّز في الأيام الاولى كمان؟

 

ماجد الريّس: [00:40:30.44]
لا لم نكن مركّزين، فعليًا لم نكن مُركّزين. أنا لم أكن. فعليا أنا لم أكن، ليس فقط في الايام الاولى. حتى نزوح الأهل وأنا مثل الآلة يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:52.98]
ماذا كنت تفعل؟

 

ماجد الريّس: [00:40:54.33]
ايش كنت أعمل؟.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:54.72]
شو يعني؟ شو كنت يعني كنت مثل الآلة.

 

ماجد الريّس: [00:40:56.85]
مثل الآلة يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:40:58.11]
يعني الآن أنت بالغرفة. نحن الآن غالبية قصصنا ستكون من الغرفة.

 

ماجد الريّس: [00:41:02.04]
من الغرفه تمام آه. نشاهد اخبار. تبقى سهران للساعة 6 و7.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:10.50]
كنتوا سامحين التلفزيون يكون شغال محطوط على الاخبار؟

 

ماجد الريّس: [00:41:14.07]
أوّل فترة اه ولكن يعني لفترة معيّنة بعدها يجب أن تغلق الأخبار من غير موسيقى يعني لكن إنه يعني موضوع الاخبار هذه يعني قصة اصلا في حد ذاتها. يعني الزبون اذا طلب بيحضر الاخبار نفتح له اخبار.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:34.62]
حسنًا، غالبيّة الزبائن التي تأتي على هذا المكان، ومعك أنت، غالبيّة الكوكب جالسون على الاخبار، من أين هذا الافتراض بأنّه يعني.. هيك أحداث الكوكب كلها.

 

ماجد الريّس: [00:41:44.94]
تمام.

 

أحمد البيقاوي: [00:41:45.51]
الإبادة يعني حدث بأضعاف القضايا والتفاصيل التي شهدنا عليها ورأيناها. هذا السلوك المثالي بأنّك انت لا تُريد أن "تُسكّر نفسية الزبون". هو الزبون جاءك ونفسه مسدودة أصلًا! هو جاء ينفّس غضبه وقهره بالأكل.

 

ماجد الريّس: [00:42:02.99]
هو جاي يتفشش صحيح!

 

أحمد البيقاوي: [00:42:04.01]
مبدئيًا فأنت مش كتير فرقت معك إنك أنت أغلقت الأخبار أو تركتها موجودة، لانه هو اصلا في بيته تاركها. يعني مش فاهم عليك انت في سلوكيات يعني بحكي لك عن جد شو هاي يعني انك انت لا تريد أن تفتح أخبار؟ وحين أسألك ليه؟ تقول لا أريد أن أغمّ نفسية الزبون، أو لأنّ هناك أكل. طب أنت تتابع وهو يتابع.

 

ماجد الريّس: [00:42:25.01]
تابع على جوالك.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:26.24]
تابع على جوالك! أنا لست متعلّقًا بالشاشة، لأن سلوكي سلوك موبايل بالأكثر، لكن قصدي هذا المنطق وافتراض إنّه نحن في مطعم ويجب أن لا نكون... برغم أنّ الشغيلة وأصحاب المحل الناس التي تشتغل فيه، والزبائن كلهم في طامة كبرى فعلًيا. لكن كثير فرقت إنّك تريد أن تعمل سلوك احترافي مثلما في المطاعم! إطفاء التلفزيون.

 

ماجد الريّس: [00:42:51.19]
صحيح لازم.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:53.17]
طيب وغيره، ماذا غيّرت أيضًا؟

 

ماجد الريّس: [00:42:55.78]
لا شيء.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:56.41]
ولا اشي. وانت فعليا اذا أريد أن ارجع للايام التي تقول عنها أنها كانت ثقيلة كثير. ماذا يعني كانت ثقيلة كثير؟. كنت تقول لي: "كنت أغلط بطلبات. كنت أتوتّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:56.41]
آه آه

 

ماجد الريّس: [00:43:07.57]
مشاكل صارت معك. ماذا صار في بداياتها؟

 

ماجد الريّس: [00:43:13.18]
فترة أنه لا يوجد اتّصال. طيب هم أحياء أم أموات؟ ولا هم مش عارف ايش. وتريد أن تسمع أخبار. أو نزل خبر عاجل. او طلع ابو عبيدة بتصريح او اشي زي هيك. وصار كل مخك في الخبر والزبون قاعد مش عارف تأخد منه الطلب (الاوردر). فعليا حين أذهب لتسجيل الطلب، يعطيني الزبون الأوردر، فعليًا احين أذهب لتسجيله أقعد افكر احكي ماذا قال؟ هو ايش أخذ؟ لأجزاء من الثانية.. هو ماذا أخذ؟ ماذا طلب؟ اضطر أحيانًا أرجع على الطاولة. هو يعني فعليًا لا ينفع. ممنوع أن تعود للطاولة تأخذ مرة أخرى، اضطر أن أرجع مجددًا: ماذا أخذت؟ ايش عملت؟ يعني ما هو طلبك (الاوردر)؟ ارجع أسجّله.

 

أحمد البيقاوي: [00:44:20.30]
وارجع على هذيك الفترة كمان بالذاكرة. شو في كمان هيك استحضر لي المشاهد لحد هذا القرار اللي قلت لي عنه. اللي هو حوار مع اصحاب المطعم انه انت لازم بدك تفصل وقالوا لك احنا معك يعني بشكل او بآخر. لكن ارجع لي قبل لانه انت حكيت تفاصيل اكثر من هيك. تفاصيل أثقل حتى. ارجع لتلك الفترة وشاركني شاركني إياها. بثقلها وتفاصيلها.

 

ماجد الريّس: [00:44:54.63]
كثير في أحداث. عنجد في كتير أحداث. بدنا نرجع. كثير. صار صار المخ. يعني صار عندك المخ. عن جد بطل يستقبل كثير شغلات. انه مرة مثلا تأخرت على الشغل. انا ما تأخرت. انا قاعد في البيت. مش عارف انه بدي اروح عالشغل. ولا بدي انزل. ماسك الجوال. مسكة الجوال هاي الاخبار عرفت عليّ كيف هاي قعدت بالزبط يعني ممسك الجوال في يدي وفي كم من اه من الدخان. 4 ساعات اكتر من 4 ساعات. دخلت البيت الساعة 2 بالليل. تمام صحيت مش صحيت انا صاحي اصلا انا قاعد وماسك الجوال حتى الساعة تقريبا 7. طلع علي الضوء. نزلت على الشغل على دوامي. لم أنم يعني اطلعت الساعة 7. حكيت لو بدي اروح أنام، وأصحو ولا حدا راح يصحيني، هيني صاحي وبنزل عالشغل. نزلت يومها ع الشغل. كان يوم متعب. لكوني غير مرتاح اصلا. صارت ايامها معي مشكلة. فقلت بالاخر، هنا اخذت قرار ايامها وانا مغادر من الشغل انه خلي الواحد يشتغل. يشوف شغله يركّز. أخذت قرار: يجب أن أفصل. لأنه بالنهاية يعني شعور العجز هذا غريب. حرب غريبة. عنجد كشفت كثير شغلات.

 

أحمد البيقاوي: [00:47:28.55]
ماذا كشفت لك؟

 

ماجد الريّس: [00:47:32.90]
مين المنيح. مين العاطل. مين الكويس. فعليا. عنجد كل يوم بسأل حالي سؤال الصبح ليش صار فينا هيك؟ ما كانت غزة حلوة يعني بحلاوتها ومرها. بعجائبها بسوقها وطيبتها. ليش؟ وفعليا بسأل حالي انو عنجد رح ارجع ولازم ارجع. صح انه فش عندك بغزة اشي. يعني امك وابوك موجودين. الحمدلله رب العالمين. اهلك موجودين لكن يجب أن ترجع.

 

أحمد البيقاوي: [00:48:35.58]
قلت لي أجّلت قرار الارتباط لمدة 5 خمس سنين. لماذا؟

 

ماجد الريّس: [00:48:44.23]
يجب أن تعود (لغزة).

 

أحمد البيقاوي: [00:48:46.06]
لازم؟.

 

ماجد الريّس: [00:48:46.72]
ترجع.

 

أحمد البيقاوي: [00:48:47.71]
كي ترتبط؟

 

ماجد الريّس: [00:48:48.73]
اه. مش عشان ارتبط. بدك تبني وتعمر وتزبط. وتبني غزة كما تركتها.

 

أحمد البيقاوي: [00:49:00.67]
انت بتحكي عن طريقة تفكير ما قبل الحرب. ما قبل الإبادة. صح؟ للآن تُفكر بنفس الطريقة؟

 

ماجد الريّس: [00:49:07.87]
اه. لا أتخيّل أن أبقى مغتربًا. سواء كنت في تركيا. في اسطنبول او في اوروبا او في امريكا او في كندا. فكريا. عقليا. عاطفيا وديًا كله مربوط تحت (في غزة).

 

أحمد البيقاوي: [00:49:48.89]
لكن قرار الارتباط لماذا ربطته بكل هذه الحملة كل هذه القصص. يعني أنت بتقدر تعمله هون في اسطنبول صح؟ لماذا ربطته؟ يعني لا تريد أن ترتبط، فربطته بكل مشاكل الكوكب!

 

ماجد الريّس: [00:50:05.18]
ليس هذا وقته.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:06.17]
مش وقته.

 

ماجد الريّس: [00:50:06.86]
مش وقته.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:07.28]
مش وقته حتى تفكر فيه؟!

 

ماجد الريّس: [00:50:08.63]
ليس هذا وقته حتى نفكر فيه فعليًا. اه يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:50:11.12]
لكن كان عندك برامج قبل الإبادة؟ كان عندك طريقة تفكير اخرى قبل الإبادة. ماذا كانت الخطة؟

 

ماجد الريّس: [00:50:21.05]
الخطة كانت فعليا. إنك ترجع غزة ترى الأهل والاصحاب إذا كان في ارتباط أم لا.

 

علي عوض: [00:50:29.33]
يعني، اه. وبعديها نشوف إذا كانت في فكرة اي مشروع اياً كان يعني. لأنه فعليا. يعني ايش بدك تعمل برا؟ ماذا ستفعل في الخارج مرجوعك. يعني الفكرة اللي عندي مرجوعك لها. لو ايش ما عملت. لحتى الآن انه رجوعك لها. 5 سنين. 10 سنين بعد الحرب بتخلص. لازم ترجع. يمكن. بس انا اللي بفكر هيك. بس احتمال كبير انه كل المغتربين او يعني نحكي المغتربين الغزازوة يمكن صاروا يفكروا هيك.

 

أحمد البيقاوي: [00:51:27.69]
كنت تقول الحرب كاشفة، صح؟ وتقول لي الناس تغيّرت أو انت أنت فعليًا صرت تعرف كذا من كذا صح؟ وبعتقد انه في كل واحد عنده علاقات شخصية. ومرة ثانية انت تتعاطى مع كميات من البني ادمين. يعني بعتقد آلاف في الشهر. ففي سلوكيات بجوز قبل كنت تقبلها اليوم لم تعد تقبلها ولم يعد عندك مجال لقبولها. في شيء بمعاييرك لنظرتك للناس. تعرف انا أسأل هذا السؤال من محل قصص علاقات شخصية، بجوز هم يعني على مستوى الانسان. هذه الحرب قد غيرت بخياراتنا الشخصية بخياراتنا العامة. نظرتنا للحياة. نظرتنا لكثير اشياء. لكن دائما لما يكون حدا مثلكم فعليًا شغال بمساحة احتكاك مباشرة مع الناس. بصير عندي فضول اكتر. اعرف انه الناس اصلا كيف تتصرف وخاصة عندي فكرة يعني لست متأكدًا من مقدار صحتها. لكن كل فكرة العمل بسياق المطاعم أو بسياق هذا النمط الترفيهي هو شيء مختلف عن اي اشي شي تاني يعني هون. هون في احتكاك مباشر. الناس حتى بقضية لقمة الاكل يمكن بتشوفها مثله مثل السرير. لا أعرف إذا ينفع هذا الوصف. يعني بتكون الناس مكشوفه قدامك بسلوكياتها هي وعائلتها، مهما ادّعت يسقط الادعاء في مكان ما. فعشان هيك أسألك انت من هذا المشهد الكبير الذي تراه، قبل كان في معايير لتصنيف الناس؟ اختلفت معاييرك اليوم؟.

 

ماجد الريّس: [00:52:59.87]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:53:04.85]
كيف؟.

 

ماجد الريّس: [00:53:06.83]
أنا أحس أنني ألعب كرة طاولة وإيّاك إذا تنتبه. آه كيف ايش ليش؟. تمام. لا هو فعليًا الذي يراك الآن لا يقول أن هذا ماجد هو نفسه ماجد الذي يعمل في المطعم، صاحب المقالب. هنا في شخصيّة فعليًا اخرى خارج المطعم. ما الذي اختلف. يعني لم تعد تستقبل هذا السلوك أو ذاك، أو هذه النقطة صارت تستفزّك.

 

ماجد الريّس: [00:53:42.20]
هاي النقطة صارت في كتير شغلات مستفزة في هالحياة. يعني انت معلش. ابادة ولا طحين ولا ماء ولا كهرباء. يعني. انه كيف واحد نفسه يأكل؟ كيف لك نفسه تشرب ماء؟! المياه في غزة ملوّثة. ألا تسأل حالك هذا السؤال؟ اجيت فعليا منطقيا يعني. رأيت على شاشات العالم كلها. الحرب على غزة والابادة كلها على غزة. كيف أنا أشرب مياه قاعد وغيري لا يجدها تحت (في غزة) يعني هذا السؤال وغيري تحت لا يجدها. أو معه مصاري لكن لا يعرف كيف يشتريها. مستفز، فعليا والله مستفز. عنجد أحيانا بحكي. يا ريتني كنت تحت في غزة. ولا تغرّبت، بالناقص من 4 سنين ولا 5 سنين في الغربة.

 

أحمد البيقاوي: [00:54:55.29]
هذا الانفصام اللي كنت تحكي لي عنه؟.

 

ماجد الريّس: [00:54:57.24]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:54:57.42]
هذا موجود عندك. ومجموعة الاصدقاء والمجتمع اللي موجود حواليك من غزة نفسه؟ لماذا أسميته انفصام؟

 

ماجد الريّس: [00:55:17.85]
لا أعرف.

 

أحمد البيقاوي: [00:55:17.85]
أنت حين قلتها لي، قلتها بمعرض إنه يعني أنا سابقًا كان من أثقل المرّات التي جئتها في وقت المجاعة. يعني احنا بنكون قاعدين نشتغل او بنغطي اخبار او بنعمل قصص على موضوع المجاعة. بنشوف اخبار عليها وبننزل عالمطعم. ومن عندي انا. يعني انا بتفشش بالاكل بشكل عام يعني. فكل فكرة الطلبات التي تراها تفشش بتفشش كله تمام. انا عم بكشف حالي زيادة عن اللزوم أمامك لكن تمام. وبذات الوقت بكون قاعد أفكر انا مش عارف كيف. كيف نفسية الشباب الموجودين الذين عقولهم أصلا بمحل لست متأكد إذا أهلهم أصلا يلاقون اللقمة أو لا. وبذات الوقت هو موجود بهادا المكان الذي شغله الأساسيّ أن يوفر الأكل للناس ويسعدهم ويتحملهم وشروطهم ويجرب يراضيهم بشكل صعب جدًا إرضاؤهم. يعني أنا لا أحكي هكذا أدّعي، أنا جئت ورأيت، وزرت. هذه أشياء أنت لا يجب أن تقولها، لكن أنا أقولها. يعني في مستوى من التعليقات اللي.. لا أعرف، يعني إذا تخربط الطلب (الأوردر) بهذا الوقت. يعني أنا مش جاي على مطعم سويسري.

 

ماجد الريّس: [00:56:39.02]
مزبوط.

 

أحمد البيقاوي: [00:56:39.98]
جاي على مطعم قبة الصخره عالباب. وأهلا بغزة في كل محل وكذا، فأعتقد انه في جو.

 

ماجد الريّس: [00:56:45.92]
أنا كنت اشوف يعني في اول الحرب لما انه عشان مطعم فلسطيني وهيك. فكان في كتير ناس تيجي فقط لأنه مطعم فلسطيني. احيانا في اشخاص تأتي ولا تأكل فقط انه فلسطين يأتون ليطمأنوا عليك. من جنسيات اخرى. من جنسيات اجنبية. وجنسيات عربية.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:13.82]
بظرف مثل هذا ماجد. مجتمع اسطنبول تحسّه دافئ وحنون عليك بظرف الحرب والإبادة. أم أنه قاسٍ؟

 

ماجد الريّس: [00:57:23.09]
شوي.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:24.60]
شوي ماذا؟.

 

ماجد الريّس: [00:57:34.08]
الغربة دائمًا هي فيها. الغربة دائمًا هي وحشة.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:40.26]
وحشة بأماكن وأماكن. الغربة في ألمانيا غير اسطنبول.

 

ماجد الريّس: [00:57:45.84]
هي يمكن دافئة لأن فيها نسبة العرب فيها كتير. يعني إنه في لغة. يعني وانت ماشي في الشارع بتسمع عربي. وانت ماشي في المترو. في الباص. لا تُحس حالك أنّك غريب.

 

أحمد البيقاوي: [00:58:09.09]
وتعتقد مجتمع اسطنبول او مجتمع الفلسطينيين الذين في اسطنبول وأهل غزة بالذات. ماذا تغيّر عليهم في آخر سنة ونصف، بشخصياتهم بصفاتهم.

 

ماجد الريّس: [00:58:30.52]
لا أعرف.

 

أحمد البيقاوي: [00:58:35.17]
لا تستحضر؟

 

ماجد الريّس: [00:58:35.29]
آه

 

أحمد البيقاوي: [00:58:35.29]
زاد عدد الزبائن عندكم. أم قل؟.

 

ماجد الريّس: [00:58:47.02]
لا عادي. لكن في اقبال.

 

أحمد البيقاوي: [00:58:50.53]
أخبرتني ان هناك شريحة من الزبائن جاءت حديثًا في الحرب. تعتقد أنهم جاؤوا لأجل غزة. ولأجل مطعم فلسطيني. ولأجل أن من يعمل في المطعم فلسطينيون؟

 

ماجد الريّس: [00:59:00.46]
هو يعني كيف صار؟ يعني يفتح الخارطة، أين يوجد أقرب مطعم عربي أو فلسطيني. يعني في شخص باكستاني شاف الدعاية على الانستجرام، ورأى فلسطين، وجاء ليُجرّب الأكل الفلسطيني. قال إنه بحث، وحين رأى المطعم فلسطيني، جاء.

 

أحمد البيقاوي: [00:59:38.32]
الشغل بالمطعم أصعب أم إجراء مقابلة مثل هذه؟

 

ماجد الريّس: [00:59:42.22]
إجراء مقابلة مثل هذه.

 

أحمد البيقاوي: [00:59:43.21]
لماذ؟ لأجل عليّ؟

 

أحمد البيقاوي: [00:59:47.23]
هو نحن سنضل نأتي على سيرته على الطالعة والنازلة؟ هو الذي سبب هذا. لأنه فعليا يعني أظن أنها أسهل من التعاطي مع البشر. على الأقل هون تتعاطى مع واحد انت.

 

ماجد الريّس: [00:59:58.21]
بتحكي مع واحد لكن هذا (لقاء) مسجّل يا حاج.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:01.03]
ماذا يعني مسجّل يا حاج؟ انت فعليا نفس الكلام تتكلمه مع 3-4-5-6-7. والله هو عليّ الذي وضع الضغط هذا.

 

ماجد الريّس: [01:00:12.91]
علي.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:13.18]
من وقت أن قال لك تقلقش.

 

ماجد الريّس: [01:00:14.77]
اه.

 

ماجد الريّس: [01:00:18.37]
أدخّن؟!

 

أحمد البيقاوي: [01:00:18.73]
تريد أن تُدخن؟ والله إذا الحج والحج يوافقون لك تفضل. أنا قلت لك حين تخبرهم، تفضل. احنا شغالين سنضع لك موسيقى هنا،.

 

ماجد الريّس: [01:00:28.40]
آه ضع موسيقى.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:29.09]
تريد أن تتفضّل، تفضل.

 

ماجد الريّس: [01:00:30.05]
يلّا..

 

علي عوض: [01:00:41.48]
دلله.

 

ماجد الريّس: [01:00:42.35]
دمرتنا أنت.. وتّرتني أنت.

 

علي عوض: [01:00:44.78]
أنا وتّرتك؟ لماذا وترتك؟

 

أحمد البيقاوي: [01:00:47.39]
قلت له أنّ (علي) هو من وتّرك. يقول لي: أنا!

 

[01:00:50.30]
[01:00:50.30]لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:00:51.35]
لا، ماجد قال له: وتّرتني.

 

علي عوض: [01:00:53.63]
اسمع، كنت أنا ذاهب عندهم. مررت على أبو صالح، وقد جاء وفتح الموضوع.. قعدنا على جنب الرصيف. فتحنا موضوع ليس له علاقة في حاجة. بعدها مرة أخرى رأيته في نفس المكان ذكرته في الأولى. لم يتذكر الموضوع تذكّرته أم لا؟ ما هو الموضوع طيب؟

 

أحمد البيقاوي: [01:01:17.33]
نسيه.

 

علي عوض: [01:01:18.09]
والله حتلاقيه نسي.

 

ماجد الريّس: [01:01:22.44]
نسيته

 

علي عوض: [01:01:22.50]
لا تقول وتّرتك.

 

أحمد البيقاوي: [01:01:23.88]
عادي يا زلمة. أنا كنت أقول له، إنّه نحن عامّة. يعني هذا الذي يصير. هو نفسه في "تقارب" بكل الحلقات يصير معي. ليه؟ لأنه في ضغط صلا موجود عندنا من باحثين/ اكاديميين/ سياسيين/ او ناس ليس لها علاقة بكل السياقات العامة. يعني أنت تشتغل بمطعم أو حدا يشتغل بهذا.. نحن تربينا أصلًا إنّه دير بالك لا تتكلم هكذا، ولا تفعل هكذا، ودائمًا في رقابة عليك في الدار وعند اهلك وكذا وفي السياقات العامة السياسية، من ونحن حتى في المدرسة، حين تُسأل عن موقف سياسي تُحس نفسك يعني قائد جماهير عربيّة، فإنه أنت رح تتحاكم أو تتراجع فعليًا على هذا، يعني إلى حدّ ما الواحد إنه عادي لن تنتههي الدنيا إذا أنا قلت موقفًا لم يُعجب أحدًا يعني..

 

علي عوض: [01:02:07.62]
اه لكن عندك في هذا الحس الأمني الفلسطيني

 

أحمد البيقاوي: [01:02:11.61]
بحكيلك هذا هو.

 

علي عوض: [01:02:12.30]
الحس الأمني يعني انزرع فيك بشكل لا إرادي. تلفونك. مراقب. حساباتك مراقبة. كلامك مراقب. كل شي مسجل عليك وممكن انت... حدا تاني ينظر فيه وعلى الزمن. على الزمن. يعني شي مباشر على الزمن. أكيد أي شغلة لا يحسبها في اللاواعي.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:32.56]
صح

 

علي عوض: [01:02:34.09]
يعني انت سألتني عن توجهاتي السياسية لن أجاوبك.

 

ماجد الريّس: [01:02:43.69]
سنرى!

 

علي عوض: [01:02:45.25]
هههههههههههههههه ههههههههههههههه. هه هه.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:49.48]
أنا أقول، تعال، وأكمل (الحوار) معنا هون!

 

أحمد البيقاوي: [01:02:52.36]
تقدر تستغني عن الجهاز هناك وتقعد هون؟ انت مش تطلع عليك كاميرا. يعني ستظلك في الكواليس هون. صوتك إذا تريد نُخرجه من غير مايك مباشر. إذا لم يكن عندك مشكلة.

 

علي عوض: [01:03:04.72]
بحكي انا مش مشكلة.

 

أحمد البيقاوي: [01:03:07.03]
لا انت مش راح نحط عليك الكاميرا. الكاميرا عند الغالي. فقط فعليا.

 

علي عوض: [01:03:12.64]
لو كاميرا. .

 

أحمد البيقاوي: [01:03:17.78]
فقط بدك تشغلها.

 

علي عوض: [01:03:22.52]
حطيتها فقط. علّمناك عشان تصير خبير. بس هو. اااخ. بس لأنو هيك.

 

[01:03:45.53]
اليوم. شو بتسوي اليوم؟

 

أحمد البيقاوي: [01:03:50.57]
اليوم.

 

ماجد الريّس: [01:03:54.41]
أنا حين كانوا في رفح.

 

[01:03:55.88]
عبد الرحمن..

 

ماجد الريّس: [01:03:57.29]
حين كانوا في رفح..

 

[01:04:00.92]
عم يصلي.

 

ماجد الريّس: [01:04:02.27]
حين كانوا في رفح منذ أشهر طبعًا لم أرهم، ولا يوجن انترنت وولا شيء. فقلت لها صوري أبوك وأمك صوري المكان الذي تتواجدون فيه يعني.

 

علي عوض: [01:04:20.10]
أنا رأيت الخيمة فيها.. شو عاملين؟.

 

ماجد الريّس: [01:04:25.98]
هم اهلي بدأوا يزرعون.. بعد أن خرجوا من رفح. وهيك كان الوضع.

 

علي عوض: [01:04:32.61]
في المنطقة اللي بقيت على حالها. الخط الحمراء هاي تبع الشاكوش. ألا تذكر شكل الحي السعودي؟.

 

ماجد الريّس: [01:04:39.06]
اه.

 

علي عوض: [01:04:40.17]
كان فيه تنزل عليهم الدبابات مباشرة مع اطلاق نار كثيف. وفجأة لقيت دبابات بين الخيام. كانت ستي الله يرحمها قبل ما صار لها تقريبا شهر او اقل من شهر وشوي توفيت. اه كانت مع ابوي وامي وعلى كرسي متحرك في الرمل. الانفجارات اللي صارت

 

ماجد الريّس: [01:05:14.08]
اوف!

 

علي عوض: [01:05:14.08]
اه والله، وتحت الرصاص. يعني رصاص مباشر وليس رصاص بالهواء تبع هيك بتعرف اللي بتشوفه كنا زمان بالافلام لما كنا بنعيد تخيل النكبة ودير ياسين.

 

ماجد الريّس: [01:05:27.85]
شكرًا كتير.

 

علي عوض: [01:05:28.63]
فقط هذه التخيّلات.

 

ماجد الريّس: [01:05:31.63]
الأمور تمام؟

 

علي عوض: [01:05:34.60]
يعني هو في الاخر اشي عادي يعني لازم يكون يعني هو هذا المقصود فيه انه يكون وضع طبيعي. مش لازم يكون أحسن حاجة في الصورة. وأحسن حاجة في الصوت بس انه في قصة تُسمع يعني. لكن انت كنت كثير منيح. يا عبد الرحمن زي ما. حكينا صح انا متأكد انك ما جينا كان يلا كويس. بس انت بتقعد. هيك.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:14.08]
أقول بالأول.

 

ماجد الريّس: [01:06:15.19]
إيه؟

 

ماجد الريّس: [01:06:17.29]
طلعت.

 

علي عوض: [01:06:18.46]
يشكو على عالمطعم قاعد يا أحمد. مين هو؟ هو مش عاجبه الأكل.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:22.51]
أنت مسموح لك كل أربع مداخلات، مداخلة.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:28.00]
إذا ما عندكش مشكلة بنخليه قاعد هون عنا.

 

ماجد الريّس: [01:06:31.18]
لا على كاميرتك في الداخل هاهاهاهاهاهاهاهاها.

 

أحمد البيقاوي: [01:06:37.81]
يلا يا جماعة.

 

ماجد الريّس: [01:06:39.25]
علي ابن جيراننا، وساكن في الحارة، ولم أعرفه إلّا في اسطنبول!

 

أحمد البيقاوي: [01:06:46.84]
ما عندوش ايش؟

 

ماجد الريّس: [01:06:47.65]
لم أعرفه إلا في اسطنبول!

 

أحمد البيقاوي: [01:06:52.21]
لماذا؟

 

ماجد الريّس: [01:06:52.21]
يعني لم تكن هالخلطة أو شيء كهذا..

 

علي عوض: [01:06:55.60]
هو في شغله

 

ماجد الريّس: [01:06:56.47]
وهو في شغله وأنا في شغلي.

 

علي عوض: [01:06:57.88]
اه بس اعرف انه كل اهله بعرف ولاد عمه. وبعرف مثلا انا كنت انا وولاد عمه زملاء. كنا دايما انا واياهم طالعين على الدراجات (موتوسيكلات)

 

ماجد الريّس: [01:07:08.84]
مين؟

 

علي عوض: [01:07:10.82]
محمد. وأولاد أبو وسيم. اه. اولاد عمومتكم.

 

ماجد الريّس: [01:07:18.17]
ولاد عمو. صح.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:19.46]
أنت تعرّفت على كتير ناس من غزة هنا؟.

 

ماجد الريّس: [01:07:21.62]
اه

 

أحمد البيقاوي: [01:07:21.77]
ولم تكن تعرفهم من قبل؟

 

ماجد الريّس: [01:07:25.13]
لم أكن أعرفهم من قبل.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:26.30]
آه وقل لي تعرفت مثلا على علي، الآن، كيف انت تقول لي، وهو هناك كان ممكن. يعني انت تكون مختلف وهم مختلفين ولا تظن أنّكم أنتم؟

 

ماجد الريّس: [01:07:38.60]
نحن نحن عادي يعني، ابن جارنا صاحبنا ونطلع وننزل عادي.

 

علي عوض: [01:07:44.12]
شوف الغزاوي حين يسمع أحدًا ما في أي مكان في العالم بيحكي لهجته، أو لهجة قريبة من لهجته عالسريع "يحنّ".

 

ماجد الريّس: [01:07:53.78]
الغزازوة بحبّوا يضمّوا بعض. بحبّوا يقعدوا مع بعض. بحبّوا يأكلوا مع بعض. بحبّوا يشربوا مع بعض. يحبّون أن يعملوا كل شيء مع بعض.

 

أحمد البيقاوي: [01:07:59.27]
أنت منذ كم سنة خرجت؟

 

علي عوض: [01:08:00.65]
أنا تقريبًا منذ 10 سنوات

 

أحمد البيقاوي: [01:08:02.66]
وكان عندك الشعور دائمًا الذي يشعر به أصحابك من غزة او العائلات التي من غزة، أم تطور مع الوقت؟

 

علي عوض: [01:08:11.65]
شو قصدك شعور؟

 

أحمد البيقاوي: [01:08:12.67]
الشعور مثلما أنتم تتحدّثون. كيف تتكلمون إنه هذه عزوتي وهؤلاء ناسي...

 

علي عوض: [01:08:17.14]
أنا مستعد. يعني ترى جلسة البسفور هذه، كم هي جميلة؟ أبيعها كلّها بباكيت بزر على باب الدار في الحارة (بغزة). أقسم بالله، باكيت بزر وكاسة شاي بنعنع!

 

ماجد الريّس: [01:08:27.46]
أو عند ابو شو اسمه!

 

علي عوض: [01:08:29.35]
عند ابو سعود

 

ماجد الريّس: [01:08:30.94]
أو عند ابو سعود. صحن كنافة بخمسة شواقل!

 

علي عوض: [01:08:33.67]
يعني موضوع طلعة غزة هو ليس بحثًا عن الحياة ولا إنك أنت والله تريد أن تروح لأنّه مستقبل أفضل وكذا. لا فقط هو تغيير جو. تريد أن تثبت لنفسك أنّك إنسان مثل الناس، وقادر تطلع من هذا المعبر (عرضه أصلًا) متر، وهو ليس معبرًا كالذي يتشاهدونه على الصور، هو باب صغير، ويكون مصري واقف عليه هيك بالعرض، وينادي عليك لا باسم عائلتك ولا باسم والدك. باسمك واسم سيدك.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:01.18]
اها

 

علي عوض: [01:09:01.57]
يعني أنا اسم سيدي عوض، أنا مكث ينادي عليّ 4 مرات، ومنسِّق (أجريت تنسيقًا) تنسيق ودافع مصاري وعامل قصة: علي عوض. مين علي عوض يا عم؟ على يومين نادي عليّ وأنا لا أعرف من هو علي عوض. أنا اسمي علي **** مش علي عوض، يقول لك علي عوض ينادي عليّ. والله لم أعرف اسمي إلا من صاحبي الذي كنت نسّقت له حين خرج جواز سفره الجديد، فاكتشفت أن جدّه اسمه حسين هيك بمحض الصدفة. فقال خالد حسين. خالد حسين! علي عوض! ماذا هناك؟ معنى ذلك أنّ المناداة باسم الجد يا معلم! وهكذا خرجت يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:39.64]
يُقال لك إذا بتدخل الرجل لتحت للأمام، يخفّ.

 

علي عوض: [01:09:46.84]
التوتر؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:48.40]
خدمة الرجيج، لا ليس التوتر.

 

علي عوض: [01:09:49.87]
هذه عادة سبحان الله هذه عادة.

 

أحمد البيقاوي: [01:09:53.95]
اه نفس العادة عندي، ففعليًا فقط أتصرف معها هكذا.. مباشرة.  هل هناك شيء تودّون تغييره؟

 

علي عوض: [01:10:02.00]
تصور لقطة.. هكذا لأجل عدم الاحمرار.. 

 

أحمد البيقاوي: [01:10:12.95]
شايف هذه الحركة، سنُدخلها، ها أنا أقول لك. هو لأنّه قادم من خلفيّة تلفزيونيّة يتصرّف بأريحيّة.

 

علي عوض: [01:10:19.91]
بعدين سمعتك تحكي بـ الـ "آل" ايش فيه؟

 

ماجد الريّس: [01:10:19.91]
آل؟

 

علي عوض: [01:10:23.39]
قول (جااال) يا عمي.

 

ماجد الريّس: [01:10:24.05]
جااال آه. جااال وجلنا

 

أحمد البيقاوي: [01:10:26.21]
هههه

 

ماجد الريّس: [01:10:26.21]
جاااال.

 

أحمد البيقاوي: [01:10:27.86]
انتم الريس (اسم العائلة). تقولون: آل أم جااال؟

 

علي عوض: [01:10:29.96]
جااال.

 

ماجد الريّس: [01:10:30.68]
جااال غزاوي.

 

أحمد البيقاوي: [01:10:31.70]
طب وين؟ الـ آل هذه اللي طالعة؟

 

ماجد الريّس: [01:10:34.46]
جااال.

 

علي عوض: [01:10:34.82]
فُلفل وبديش وبقدرش هدول هم عندهم.

 

[01:10:38.78]
أنت مهاجر؟.

 

علي عوض: [01:10:39.95]
آه يافاوي يا حبيب قلبي.

 

[01:10:40.58]
يافاوي، في عندك تطالي؟ (مربى)

 

علي عوض: [01:10:42.38]
لا، لا نحكي تطالي.

 

ماجد الريّس: [01:10:45.83]
لا.

 

علي عوض: [01:10:46.94]
تطلي (مربى) نحن نقول. تطلي مش تطلي. من وين جبت الجمع؟ جمع الجموع؟

 

ماجد الريّس: [01:10:53.06]
انتظر شوي. الله يرحمها. كانت في قريبة.

 

علي عوض: [01:10:57.98]
جريبة.

 

ماجد الريّس: [01:10:59.33]
قريبة ستة، يافاوية، مرّة قعدت. والله يا اختي عزمونا وعملوا لنا التطالي، والبطاطا ومش عارف ايش، وتشوط وتموط.

 

أحمد البيقاوي: [01:11:10.35]
ايوه طلع لي طلع لي الذي بداخلك. احكي لي أكثر.

 

[01:11:15.00]
ههههههههههههههه.

 

أحمد البيقاوي: [01:11:15.69]
أيوة. كلّنا يد واحدة، فهمت كيف. كلنا يد واحدة، وما في فوارق بيننا وبين بعض، وهكذا تمام. ولم يتغيّر بالمرّة.. مبدئيًا في تغيير صار معك من وقت ما خرجت من غزة إلى هنا. هي علي الذي أخرجه. يحكي بلهجة الـ "آل". ماذا تغيّر فيك أيضًا؟

 

علي عوض: [01:11:32.22]
اسمع يعني في مثلًا أنا سيدي لا يحكي إلّا بـ "آل" لأنه من يافا الأصل. يعني هو يافاوي..

 

ماجد الريّس: [01:11:39.21]
اللهجه اليافاوية حلوة.

 

علي عوض: [01:11:40.02]
لكن أنا لا أحكي بـ "آل" إلّا مع السوريين.

 

ماجد الريّس: [01:11:45.75]
أنا يعني أنا العائلة "ميكس"/ خليطـ، في منها من يافا.

 

علي عوض: [01:11:50.64]
نحن عندنا البنات يقولون "آل" بنفس العائلة. والشباب يقولون "جااال". يعني هذا الخليط موجود. أنت لا تتكلّم بـ "آل" احكي بالـ "جااال" طلّعها، أظهرها..

 

أحمد البيقاوي: [01:12:06.94]
شكرًا بارك الله فيك. شكرًا على هذه المشاركات. هذه مشاركة موفّقة. قل لي إذا تريد أن تحكي لنا، لعلي، على المجتمع الغزي هُنا (في اسطنبول) ما قبل الإبادة وما بعدها. يعني بمعنى رأيته، تفاعلت معه. تعرّفت عليه هنا. في أناس كنت تعرفهم سابقًا. وجاءتهم هذه الصدمة التي تكسر البني ادمين وتحرق الكوكب كله.

 

ماجد الريّس: [01:12:35.68]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [01:12:37.30]
ماذا حلّ بهم؟

 

ماجد الريّس: [01:12:39.82]
متابع اخبار، في منهم اه اهلهم تحت (في غزة) في منهم أهلهم استشهدوا كلهم. في منهم مصابين. ونفس الشيء يعني يمكن منيح في مجتمع غزاوي يعني. يلاقيك وقد ذهبت سألت عليه وطبطبت عليه، قدّمت واجب العزاء. هو في نفس الوقت يسأل عليك؟ ما هي أخبارك؟ ماذا جرى معك؟ مش عارف ايش في اي معلومات؟ يعني مثلا في غزة. يعني مثلًا أنا أصحاب المطعم من خانيونس، أهلي نزحوا على خانيونس. فنريد كذا وكذا وكذا. اه روح انت فلان، خذ مثلا الأغراض الفلانية، او شيء كهذا. أنا أريد تحويل نقود مرة. احول الضرائب (العمولة) على النقود عند تحويلها على غزة، والقصص هذه كلّها. مرّة سألتهم إنه في نقود بغزة وهكذا؟ قال لي اه. سلّمت الكاش في المطعم وسلمناهم هناك في غزة. تلاقيهم كلهم يسألون على بعض، يودّون بعضهم، حتى لو قابلوا بعض في محل ما غير المطعم او في الشارع او في الحديقة او هنا او هناك. فقط.

 

أحمد البيقاوي: [01:13:59.61]
كان يكون في بيوت عزاء؟ مثلًا أنا من عندي بفكر وأنت قاعد بتقول على فكرة العزاء، لكثرة ما صار من حالات استشهاد. صرت حين تتصل على أحد ما يقول لك يعني بعد الحرب بنحكي، بالأشهر الأولى إنه نريد أن نأتي لتعزيتك والأخذ بخاطرك، انه يقول مثلا إلى ما بعد الحرب. لا أعرفـ، أتخيّل هكذا ماجد، يعني كميّة الضربات تتجاوز فعلًا أنك أنت قلق على أهلك. يعني بالمشهد انك انت كنت تفكر انه هذا شهر او شهرين او ثلاثة، بتخلص (الحرب) إلى مكان إنّك أنت بدك توخذ بالخاطر الآن، لا، لاحقًا. إلى مكان أنك أنت في بلد تمام فيها تظاهرات محدودة جدًا، لكن على الأقل مثلًا ليس فيها قمع لفكرة فلسطين وصورتها وكذا، وفي ذات الوقت في مسؤوليات عليكم. ليست معقولة. يعني انت.. مجرّد فكرة الحوالات او التأمينات النقود، إنه في حدا يسرقك عينك عينك فرضًا فقط هذه!

 

ماجد الريّس: [01:15:04.00]
شايفة عينك عينك.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:06.07]
وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئًا.

 

ماجد الريّس: [01:15:07.69]
مش عارف يعني، مش عارف ماذا تفعل. أو حين تراجعه يقول لك لا يوجد كاش في غزة. طب كيف لا يوجد كاش؟! حسنًا، أحوّل على البنك. البنك أحيانًا يقبل أو لا يقبل. طب أعطي لفلان تعرّض الكاش عنده للسرقة مثلا او ذهب في بضاعة او هنا او هناك، لا تعرف! فوق 25 في المئة؟! حين تُرسل على غزة في الايام العادية حين كُنت أرسل على غزة لم تكن العمولة تتجاوز 2-3 في المئة. الآن فوق 25 في المئة. كم الدولار في البنك الآن؟ 370-375 يُسلّمك إيّاها في غزة على 260!

 

أحمد البيقاوي: [01:15:56.68]
عندك فكرة من يُثبّت هذا الرقم؟.

 

ماجد الريّس: [01:15:58.54]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:59.53]
لا.. وهذا الرقم إذا أنت تريد أن تذهب لتسحب من.. تريد أن تحوّل على بنك فلسطين وتأخذهم من صراف صح؟ أو تأخذهم من شخص ما؟

 

ماجد الريّس: [01:16:11.11]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:12.46]
انت كيف ما كان فعليًا ليس هناك طريقة غير إنه يصرفها لك على 260!

 

ماجد الريّس: [01:16:17.02]
لا يوجد.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:18.31]
لا يوجد

 

ماجد الريّس: [01:16:18.49]
تضل تبحث وتبحث وتسأل ومش عارف ايش... 260.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:25.03]
الناس في اسطنبول أو بالقاهرة مبسوطين أكثر؟ مرتاحين أكثر. الذين خرجوا؟

 

ماجد الريّس: [01:16:31.39]
لا أحد سعيد.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:32.47]
لا أحد.

 

ماجد الريّس: [01:16:33.22]
لا أحد مرتاح كلّه يُفكّر.

 

أحمد البيقاوي: [01:16:37.21]
في مسؤوليات غير قضيّة.. أو أنت اليوم تجاه أهلك غير قضيّة الحوالات؟ والحوالات وأن تبقى على قيد الحياة، تبقى واقفًا على رجليك وتضل.

 

ماجد الريّس: [01:16:46.96]
واقفًا على رجليك، وتعيش..

 

أحمد البيقاوي: [01:16:49.15]
في مسؤوليات تجاه الأهل بشكل مباشر. انت تتدخل بيومياتهم او حياتهم؟

 

ماجد الريّس: [01:16:56.90]
لا، فقط إنه حاليًا الحمل يعني رح يكون أكيد الحمل أكثر على كل واحد. أهلك (في غزة) تحت، قدر المستطاع قدر المستطاع وبزيادة. عليك أن توفّر لهم أكل وشرب طبعًا راحة لا يوجد راحة، أمان لا يوجد أمان، قدر المستطاع. ممكن هذا الجزء الذي تحس إنه قليلًا يُحسّن نفسيتك، أنّك فعلت شيئًا ما. ليس مِنّة، لكن أنّك استطعت، ولو قليلًا.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:38.09]
قل لي: إذا حدا من الخارج يكون يفكر حياتك وردية الآن، صح؟.

 

ماجد الريّس: [01:17:42.02]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:43.61]
بتعرف أنني لا أعرف فعليًا أحدًا مثلك على مدار سنة لم يأخذ يوم إجازة. يعني فهمت اليوم حين عُدت وسألتك، تقول لي يوم أو يومين!

 

ماجد الريّس: [01:17:52.41]
يوم يومين.. آه، لماذا (الإجازة)؟

 

أحمد البيقاوي: [01:17:56.07]
ماذا يعني ذلك؟ يعني لأجل..

 

ماجد الريّس: [01:17:58.26]
تريح جسمك؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:59.40]
اه مثلا.

 

ماجد الريّس: [01:18:00.51]
بدك تريح جسمك؟

 

أحمد البيقاوي: [01:18:01.62]
مثلا.

 

ماجد الريّس: [01:18:02.37]
عالفاضي.

 

أحمد البيقاوي: [01:18:04.44]
عالفاضي ماذا؟

 

ماجد الريّس: [01:18:04.86]
لن ترتاح؟ عنجد لن ترتاح.

 

أحمد البيقاوي: [01:18:12.57]
كيف لن ترتاح؟ انت شغلك فعليا واقف 12 ساعة.

 

ماجد الريّس: [01:18:15.75]
12 ساعة. 13 ساعة واقف 14 ساعة. واقف 15 ساعة. فعليا لن ترتاح. لأنك أنت الآن جالس، تمام؟ رح تشغل التلفزيون. تسمع الاخبار. ستسوء نفسيتك. تبقى تفكر، تأكل نفسك! يمكن أن لا تأكل. يعني انا أتذكر في 2023 كنت اشتري علبة سجائر، عادي جدًا، أدخّن. يبقى معي يوم ونصف أو يومين. حرقة أعصاب الآن، أدخل على علبة السجائر الثالثة الآن، وبالذات في الليل

 

أحمد البيقاوي: [01:18:55.42]
هذا الذي يحدث معك وأنت تعي لنفسك؟.

 

ماجد الريّس: [01:18:57.64]
اه صح.

 

أحمد البيقاوي: [01:18:58.39]
تمام، وتعززه أكثر أن تنهي عملك، ثم تذهب إلى "قهوة مريم". تُكمل القعدة، وتبدأ يومك من هناك. فأنت فعليًا عندك يعني 16- 17 ساعة خارج الدار. يعني تصل وتنام وترجع لتخرج مرّة ثانية؟.

 

ماجد الريّس: [01:19:12.91]
صح؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:15.97]
هذا النظام مستمر منذ متى؟

 

ماجد الريّس: [01:19:20.71]
صار له هذا النظام.. أنا آخذ الدار، كأنها فندق.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:32.17]
قبل الحرب كنت هكذا أيضًا؟.

 

ماجد الريّس: [01:19:33.82]
قبل الحرب اه .

 

أحمد البيقاوي: [01:19:35.68]
يعني أنت فعليًا شخص خارجي، تحب تضلك..

 

ماجد الريّس: [01:19:39.52]
أنا أتذكّر مرّة في الحرب لا أعرف ماهيّة الموقف الذي جرى. صار معي شغلة، قلت أريد أن أمشي.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:50.03]
تمشي أين؟

 

ماجد الريّس: [01:19:50.99]
امشي.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:53.33]
آه قمت تمشي.

 

ماجد الريّس: [01:19:53.78]
قمت أمشي. فعليًا بقيت أمشي. أنا بطبيعتي أحب أن أبقى ساهرًا. يعني عادي ممكن أن أستمرّ 48 ساعة دون نوم. اعتدت ذلك. فبقيت أمشي يمكن للساعة 4 أو 5 الفجر. وعادي. صرت الصبح أطلع ساعة الصبح كنت قبل الحرب تطمئن على أهلك الصبح، وتشرب معهم القهوة مثلما أنت تشرب قهوة. بعد ذلك تنزل على شغلك، تنهي شغلك تكون أمورك تمام، كويّسة. تروِّح. بالليل. تقعد مع صاحبك. تقعد مع حدا. تحط راسك وتنام الساعة 2-3. البلد مفتوح يعني بالذات يمكن في اسطنبول. يمكن مدن ثانية..

 

أحمد البيقاوي: [01:21:03.33]
أي أيام كانت إجازتك؟.

 

ماجد الريّس: [01:21:05.04]
يوم الإثنين.

 

ماجد الريّس: [01:21:07.62]
يوم الاثنين.

 

ماجد الريّس: [01:21:08.31]
حتى في غزة كان يوم الإثنين.

 

أحمد البيقاوي: [01:21:10.02]
ومنذ متى توقّفت عن أخذ يوم الإثنين كعطلة؟

 

ماجد الريّس: [01:21:16.50]
هو عادي يعني انه في.. كيف احكي لك. أنا آخذ إنه لو عندي شيئ اضطراري، مثلًا تجديد الإقامة أو شيء هيك آخذ إجازة.

 

أحمد البيقاوي: [01:21:29.55]
فاهم عليك. بتعرف عندي فضول اعرف ليش؟ ليش كل شيء تحوّله إلى عادي في الحوار هذا. يعني انت أصلا حكيت لي سابقًا الآن اذا بدنا نحكي بوعي أو لا وعي، يعني نفكر بصوت عالي مع بعض. إنه أنا حين آتي على المطعم أسألك انت متى تُعطّل؟ لأنني أراك دائمًا موجود كويس. وأنت بعد ذلك تقول لي من سنة لم آخذ يوم عطلة. تمام؟ هذا ليس عاديًا ماجد.

 

ماجد الريّس: [01:22:00.01]
عادي.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:01.66]
لا مش عادي.

 

ماجد الريّس: [01:22:02.23]
والله عادي.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:02.77]
لا مش عادي. شو عادي.

 

ماجد الريّس: [01:22:03.88]
طب يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:04.99]
هسا تريد أن تقول لي شو العادي؟ أنا فاهم يعن، هو بدنا ندخل هون نتفلسف على بعض شو العادي ومش عادي! لكن فاهم هو يمكن جزء منه أحاول أفكر يمكن.

 

ماجد الريّس: [01:22:15.01]
يمكن لأنه ليس عندي يعني ليس عندي مثلا بيت او مسؤولية.

 

أحمد البيقاوي: [01:22:18.73]
لا، ليس عندك بيت، يعني في ظرف آخر تكون الدنيا رخاء، والأهل بخير. تذهب إلى إزمير في الصيف وتقضي الوقت هناك، ولكنك تفكر فعلياً 24 ساعة في نفس المكان. تأخذ لك يومين أو ثلاثة لتجديد الإقامة، وتضغط يوماً للذهاب إلى صابنجا أو البحر أو مكان آخر في ظرف أفضل. ولكنك تفكر في كل شيء وكأنك لا تريد أن ترى الفوارق. لا تريد أن ترى أن هناك فرقاً ولا تريد أن ترى أثر الإبادة. الآن ونحن نتحدث، لأن هناك تسجيل، تشعر بأنك تريد أن تعتاد على الأمر أو لا تريد التحدث عنه؟ لأن غالبية حوارنا عن أشياء ليست عادية، تمر بها وتحدث عنها وكأنها عادية. يعني أنك اعتدت عليها، عودت نفسك على فكرة أنك تعمل لثماني عشرة ساعة وتضحك في وجوه الناس وتتحمل زناخة مرة أخرى وتحاول إرضائهم طوال الوقت. هذا هو العادي.

 

ماجد الريّس: [01:23:22.87]
صارت يعني يمكن أولها صعب، لكن صارت عادي يعني. أيضًا نرجع: يجب أن تفصل بحياتك. يعني الحياة يجب أن تستمر. صح إنّه بدك (في غزة) تقف معاهم تراعيهم قدر المستطاع. لكن عندك شغلك وحياتك.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:51.74]
لكن الذي تقوله كتير قاسي.

 

ماجد الريّس: [01:23:53.51]
طيب ماذا تفعل؟.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:53.72]
كثير قاسي.

 

ماجد الريّس: [01:23:55.25]
آها، أكيد.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:55.58]
حسناً، أنت جالس وتدفن. يعني وكأنه ليس لديك مسار آخر غير أن تدفن بداخلك. حتى الآن، أنت تفصل بين العمل وتحت والبلد وأهلك، وهي فعلياً مساحات متصلة مع بعضها. يعني، كما لو أن أسلوبك للنجاة هو أنك تنكر كل شيء موجود أو تحاول تصفير التعاطي مع كل شيء موجود. فأنا ممكن أن أكون مكتئباً، لكنك تمام في المكان. وبالنسبة لي، أنا هنا، تعرف، أفتح طاقة في رأسي، هذا الرجل لماذا يتصرف هكذا؟ لأن الطبيعي الناس تلطم على رؤوسها. لكنك فعلياً اتخذت قراراً قاسياً جداً.

 

ماجد الريّس: [01:24:37.73]
حسنًا. ماذا تفعل؟ لاقيت دعمًا.

 

أحمد البيقاوي: [01:24:45.54]
ممن؟.

 

ماجد الريّس: [01:24:46.80]
من تحت ومن ادارة المطعم. امورك تمام. ان شاء الله بخير. يعني دايما ممكن سؤال مثلا تلفون كيف حالك؟ ايش اخبارك. ناقص عليك اشي. امورك تمام. كويسة. اه بتحس شوية طمأنينة. اه تمام الحمد لله. اهلي لا. اهلي يقولون لي لا. يعني اذكر انه كلمت الوالد يعني قصف ودمار. كيف شغلك؟ ايش اخبارك؟ ان شاء الله تمام. خليك شغال امورك كويسة.

 

أحمد البيقاوي: [01:25:18.33]
الاهل يساعدونك بأنهم لا يشاركونك كثير أشياء.

 

ماجد الريّس: [01:25:22.17]
اه ويمكن هذه نقمة. يعني لماذا؟

 

أحمد البيقاوي: [01:25:29.04]
كيف نقمة؟

 

ماجد الريّس: [01:25:30.57]
مثلا صار أكتر من موقف في غزة، عرفتها من محمد أخي حين سافر على مصر. لأنه أنا فعليا كنت مع محمد أخي، حين كنا نتصل او نتواصل. كيف حالك؟ ما هي أخبارك؟ امورك تمام كويسة؟ الحمد لله، خلص. حتى مع الأهل. فبعد أن ارتاحوا ايش الاخبار؟ ايش صار؟ ايش؟ ماذا فعلتم؟ أين ذهبتم؟

 

أحمد البيقاوي: [01:25:59.77]
يكون لديهم قرار، لا يريدون مشاركتك. لا يريدون إخبارك؟ وأنت، هل أنت مسرور بهذا الشيء أم لا؟ لا، لست مسروراً بينك وبين نفسك. عندما تشعر أنهم فعلياً خبأوا عليك من مكان، ولكنهم عرفوك أيضاً من الانشغال معهم بظرف مع الوالدة أو الوالد أو مع أحد الأقارب. في النتيجة، عندما أضع نفسي في مكانهم أقول: آه، هم يعرفون. ربما تعرف الأب والأم أكثر ناس يقدرون الغربة. يعني مع كل الناس الذين نتحدث عنهم، ربما هم الوحيدون الذين يأتون.

 

ماجد الريّس: [01:26:35.81]
هم الوحيدين. هم الوحيدين الذين يُقدّروا تعبك. شغلك. حياتك. يعني هم يكونون معك أصلًا. يكونون معك أصلا. يكونون يعرفون بماذا تفكر؟ فعليا يكونون معك. انت بماذا تفكر؟

 

أحمد البيقاوي: [01:26:56.63]
انت تعرف يعني مثلا أنا واياك الآن ممكن نتفق على انه إذا تستحضر من أصحابك من ناسك من كذا. الوحيدين الذين ممكن يفكروا إنّه الله يعينه على غربته، او الله يعينه على البعد. لا نريد أن نحكي له هذه القصة او لا نريد إشغاله بهذا الموضوع. هم فقط الوالد والوالدة بالأغلب، بقية العالم كلّه، الكوكب كله لا يتردد أن يُشاركك كشخص مغترب. لا أحد يأخذ بعين الاعتبار إنه الله يعينه. احنا بخير. الله يعينك انت.

 

ماجد الريّس: [01:27:23.06]
اه.

 

ماجد الريّس: [01:27:27.38]
على فكرة، كنت أكلم الوالد أحياناً في الأيام العادية، كانت المكالمة تستغرق ساعة ونصف، ساعتين. حالياً، المكالمة تستغرق ثلاث دقائق أو أربع دقائق. وأنا فعلياً، بعد الغربة خمس سنوات. لو تأتي وتخبرني ما هو حلمك الوحيد الآن. أتمنى أن المعبر يفتح وأذهب إلى مصر. أريد أن أنزل إلى مصر. أريد أن آخذ الشنطة وأذهب إلى مصر. لا يوجد خيار ثالث. تركيا أو شيء آخر لا، أريد أن أنزل إلى مصر. أريد أن أراهم، أقعد معهم، تغلق الجوالات كلها وأرى نفسي جالساً معهم. أرعاهم وأراهم. أجلس معهم ونتحدث. نفضفض. مرة، الوالدة أرسلت لي رسالة صوتية، أتعبتني يا أماه كثيراً. وأنا فعلياً أخبرها. هو عبارة عن ثوانٍ. تقول لي: كيف حالك، ما أخبارك؟ إن شاء الله تمام. تقول لي: نفسي أجلس معك وأفضفض مثل زمان. زمان ونحن في البلد. عندما كنت تجلس وتعمل لك كأس قهوة، كأس نسكافيه. هناك كعك. هناك معمول. تجلس جلسة مثل هذه، لا يوجد كهرباء، عادي، ليس مشكلة. أنت جالس وتتحدث وتخبر عن المستقبل. وتقول: اعمل هكذا. افعل هكذا. وهكذا. الله يحفظهم ويحفظ غزة.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:40.02]
لا تريد أن تذهب على مصر، نريد أن نحضرهم إلى هنا..

 

ماجد الريّس: [01:29:43.95]
سأحضرهم إلى هنا..  آه.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:45.54]
تجيب لهون، مصر لا. اعتدنا عليك هنا

 

ماجد الريّس: [01:29:49.26]
لا تعرف الوضع.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:51.00]
لا انت صرت فعليا. يعني من اساسيات اسطنبول لا ينفع.

 

ماجد الريّس: [01:29:55.38]
لا تعرف الوضع، لا تعرف المصير. تبقى تفكر في القادم. تفكر في اللي جاي.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:01.74]
صح.

 

ماجد الريّس: [01:30:02.31]
يعني صار لك فعليًا سنة ونص أنت في حرب إبادة قتل موت، لم يبق شيء. فعليًا غزة لم يبق شيء.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:17.91]
ما بتعرف، ممكن يأتون إلى هنا ويغيّرون لك منطق التفكير. وسنة زمان بكونوا خلصوا عليك وزوجوك.

 

ماجد الريّس: [01:30:25.35]
هو هذا... هه

 

أحمد البيقاوي: [01:30:26.94]
هكذا ينهون أمرك. حلقة أخيرة

 

ماجد الريّس: [01:30:30.08]
خلينا نأخذ الحلقة الأخيرة.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:31.70]
افتتاح المطعم الجديد. فعليا بكون بكون الزواج موجود واحسن زفة واحلى زفة، ماجد قل لي: بنقاشات اسطنبول انا أحس مثل كأنّه في حدا أطفأ علينا الضوء. احنا فجأة كنا نحكي فش اقامات في عنصرية منتشرة، السياح يتعرضون لمشاكل، ورفعوا الايجارات والغلاء وبعدين بعرفش شو صار بهذه النقاشات. اه تغيرت يعني نقاشاتنا وحواراتنا بشكل.

 

ماجد الريّس: [01:31:03.29]
ما قبل 7 اكتوبر. لعلمك في شغلات كتير تغيرت على الواحد. ما قبل 7 اكتوبر وما بعد 7 اكتوبر.

 

أحمد البيقاوي: [01:31:15.74]
احنا لسه مش واعيين لها. يعني مع الوقت قاعدين نكتشف.

 

ماجد الريّس: [01:31:19.04]
يعني انت ما قبل 7 اكتوبر كفلسطيني مقيم في تركيا عايش كان مجرد روح ع شغلك تغادر من شغلك، تطلع انت واصحابك، تعيّد انت واصحابك. طبعا مر عليك عيدين. لم يكن عيدًا، كنت نائمًا، تحكوا في الامور العامة. تجديد الاقامات. على السياحة. على الخدمات. عن. عن. عن ما بعد 7 اكتوبر. ما في شي ولا.

 

أحمد البيقاوي: [01:31:59.22]
مثل نقاشات الحياة الدنيا لم يعد لها مكان بالمرّة. الزبائن حين يأتون عندك اليوم ماذا يتكلمون؟

 

ماجد الريّس: [01:32:07.65]
كيف الوضع؟ كيف الامور؟. كيف يعني. ايش صار؟ جديد. ايش؟

 

أحمد البيقاوي: [01:32:17.01]
تُحسّهم يراكمون وفي أسئلة أم مجرد مجاملات عم تُخاض معك؟

 

ماجد الريّس: [01:32:23.13]
لا يراقبون، قاعدين يعني لا أحد لا يفتح شاشة التلفزيون او شاشة الجوال. او اشترك في قنوات تليجرام كلها. واشترك في جروبات الواتس اب كلها الخاصة بالاخبار العاجلة. لا أعرف، أحس أحيانًا إنه لماذا غزة يعني جعلوها ترند للقتل والموت والدمار والخراب؟ لماذا لم يأخذوها في جانب مثلًا أن غزة ترند لمسابقات اولمبيات. او فلسطين عامة. لماذا؟

 

أحمد البيقاوي: [01:33:13.78]
كيف يأخذوها؟

 

ماجد الريّس: [01:33:14.92]
يعني مثلا بتشوف العالم كله مهرجانات دولية. مهرجانات ثقافية. ألعاب اولمبيات. أغاني.

 

أحمد البيقاوي: [01:33:31.56]
صحيح، أنت تعرف، نحن عموم الناس هنا. أنا أتذكر حرب 2014. أنا الزمن فرق كثير معي في هذه القصة. في حرب 2014، 52 يوماً، في الأيام الأخيرة عندما أصبحت الوتيرة ثابتة. الوتيرة ارتفعت، حتى اللغة التي نتحدث بها، وتيرة القتل ووتيرة القصف. كانوا يضربون هاون. بالنسبة لي خف الضرب الثقيل. وكان واضحاً أن هناك مفاوضات جارية. بدأت الناس تتحرك. بدأت نقابل الناس أو نقابل أشخاص نعرفهم ونتحدث عن الموضوع. ولكنك تخرج وترى. أو عندما تبدأ تتعامل مع الناس وترى أنه هناك حفلة أو شيء ما. مع المفاجأة أنك أغلقت على نفسك وقلت: أنا لن أخرج حتى تنتهي الحرب. أو عملنا في الصحافة فعلياً يساعدنا في هذا. تخرج وتتفاجأ، لماذا هؤلاء الناس؟ لماذا الحياة ليست متوقفة معهم؟ لماذا السهر مستمر كما هو؟ لماذا الحياة مستمرة كما هي؟ الرقص مستمر كما هو. ونفس الشيء حدث معي عندما حدثت مجزرة المعمداني. شعرت بثقل كبير. أخذت تاكسي وذهبت إلى المعمداني. ذهبت إلى القنصلية الإسرائيلية من غير أن أعرف. بلاش نتصل ببعض. ما الوضع؟ ما الذي يحدث؟ والله لا نعرف، لكننا ذاهبون إلى القنصلية. ذهبنا هناك وجدنا الآلاف تتجمع. أنت خلف القنصلية، هناك بارات ومطاعم تعمل. أنا واقف في الأزمة في التاكسي والسائق خفض الصوت وقلب الأغاني. أنت تنظر عبر الزجاج وترى عوالم منفصلة. عقلك يستوعبها. ودائماً الشعور بأن العالم لا يتوقف. هناك مجزرة، لماذا العالم كله لا يتوقف؟ صحيح، لماذا لا يتم عمل وقفة؟ لا يجب أن يعيش أحد حتى تتوقف الحرب. نعم. تريدون إيقاف يومياتكم.

 

ماجد الريّس: [01:35:28.43]
يمكن أنا شعرت قليلًا بالسعادة حين صار إضراب شامل في العالم، اضربت.

 

أحمد البيقاوي: [01:35:33.83]
اه اه.

 

ماجد الريّس: [01:35:35.42]
قلت يعني ممكن إنه يصير وقف وهاي وقفوا. كانت الاردن مسكرة في كثير دول سكرت فلسطين. يمكن ها؟ يمكن بقى يعني.. طلع ولا الهوا!

 

أحمد البيقاوي: [01:35:56.42]
لا هو احنا كنا فاهمين القصة كلها غلط اصلا، حاملين معايير تشبه الحروب السابقة. حتى أخذنا وقتًا وصدّقنا واقتنعنا أن هنا ظرفًا مختلفًا يحتاج أدوات تحليل مختلفة وطريقة تفكير مختلفة وحسابات مختلفة تمامًا.

 

ماجد الريّس: [01:36:12.11]
فعليا حين بدأت الحرب كنت اسمع كلمة نحن دخلنا التاريخ، لكن اتركونا نخرج من الجغرافيا، كانت كتير مكتوبة، بوستات.

 

أحمد البيقاوي: [01:36:23.39]
كانوا كانوا.

 

ماجد الريّس: [01:36:24.65]
نحن دخلنا التاريخ فصرنا نطلع من الجغرافيا.

 

أحمد البيقاوي: [01:36:26.54]
طلعونا من الجغرافيا.

 

ماجد الريّس: [01:36:27.53]
جغرافيا. بعد ثالث يوم كانت الجغرافيا كلها انتهت. أنا أرى فيديوهات في غزة لا أصدّق أن هذه هي غزة. أعيد مشاهدة الفيديو فوق 10-12 مرّة!

 

أحمد البيقاوي: [01:36:44.81]
لا تقدر أن تُميّز. الذي أراه أنّ غالبيّة الناس تقول لم أميّز. لم أميّز بيتي أو الشارع الذي أنا فيه.

 

ماجد الريّس: [01:36:52.16]
ابن خالي مقيم هنا، في إسطنبول. مرة أرسل لي، هو مغترب منذ 2010 في مصر. ثم جاء إلى تركيا. ذهب إلى غزة زيارات. فقال لي: لأنك أقدم مني في غزة. نعم، هناك مبانٍ جديدة، أين بيتنا؟ أرسل لي صورة. قلت له: لا أعرف. قال لي: هذه الصورة في الزاوية تحت، هذا دار فلان. قلت له: إذاً هذه دار فلان، نمشي للأعلى، تكون دار فلان. نمشي للأعلى قليلاً. كان هناك ممر، كان هناك شجرة. لا يوجد شيء. أنت ترى بالضبط كومة رمل. فقلت له: إذاً هذا الدار في المنتصف هو محمد. أشرت له عليها وأرسلت له الصورة. صرنا نمشي. جاء فيديو للمنطقة التي أعيش فيها. المنطقة التي أعيش فيها، تعتبر مفترق الصناعة. وكالة. جاء فيديو فيه حفرة كبيرة كأن المصور واقف على تلة رمل وصور هكذا. جاء بالفيديو. أنا شاهدت الفيديو أكثر من عشرين مرة. أقسم بالله، لأتأكد من أن هذه المنطقة فيها شيء. لأول مرة، في المنطقة بيننا وبين البحر، بحر غزة. البحر بينه وبين البحر عشر دقائق مشي. واقف على التلة، المصور واقف على التلة ويصور، نرى البحر. فعلياً، عندما تقف. أنت أطول مني قليلاً. تقف هكذا، يمكن أن ترى البحر.

 

أحمد البيقاوي: [01:39:06.06]
تعرف أين تبدأ وأين تنتهي. يعني، لا أعرف، كنت معلقاً. بناءً على الزيارة السريعة جداً، كنت أعلم بعض الأشياء، فقط أقول: صور. تعرف كيف. خذني إلى هنا، خذني إلى هذه النقطة لكي أعرف أين. خذني إلى استراحة السلام. ثم أبدأ من هناك، مثلاً. خذني إلى أول الشاطئ، ثم أبدأ من هناك. فعلياً، حتى النقاط التي كنت معتاداً عليها، حافظت عليها، فقدتها تماماً. لم يعد هناك ذاكرة مكانية موجودة. أنت بقيت في مكانك، في بيتك، في تفاصيل مكانك، تبني عليها.

 

ماجد الريّس: [01:39:55.63]
البيت راح.

 

أحمد البيقاوي: [01:39:56.53]
البيت راح. غيره في شيء ثاني؟

 

ماجد الريّس: [01:39:59.92]
كتير شغلات حلوة راحت هناك تحت (في غزة). كل شيء حلو راح فعليًا، ما بين بيت، شوارع، المنطقة التي كنّا نعيش فيها، فعليا كانوا يحكوا عنها "جاردن سيتي غزة".

 

أحمد البيقاوي: [01:40:18.26]
التي هي.

 

ماجد الريّس: [01:40:19.22]
التي هي.

 

أحمد البيقاوي: [01:40:19.85]
ما اسمها؟

 

ماجد الريّس: [01:40:20.54]
منطقة الرمال.

 

أحمد البيقاوي: [01:40:22.07]
لا مهم أن نذكر اسمها.

 

ماجد الريّس: [01:40:23.51]
منطقة الرمال.

 

أحمد البيقاوي: [01:40:24.35]
مسكينة الرمال على قد ذُكرت سيرتها، بالسنين الماضية.

 

ماجد الريّس: [01:40:27.62]
كانت عن جد كتير هيك. عفويتها..

 

أحمد البيقاوي: [01:40:32.09]
ماذا قال عنها وائل الدحدوح؟ حكى عنها اوروبا. لا تصدق نفسك أنّك في غزة!

 

ماجد الريّس: [01:40:38.57]
لا تصدق نفسك.

 

أحمد البيقاوي: [01:40:39.83]
أنّها بلد اوروبي أو شيء مثل هذا. حين وقف على الردم، صح؟

 

ماجد الريّس: [01:40:46.61]
عن جد يعني حتى كان المغتربين متعلقين فيها، إلا ينزل (على غزة) سواء الطبيب او الدكتور او المهندس. يوم اجازته يضطر احيانا انه ينزل. صح انه يلعن نفسه حين ينزل لأنه لا كهربا ولا ماء، وفش اشي مش عارف ايش والمعبر سكر، المعبر فتح، المعبر تريد أن تدفع له نقود كي تخرج. ولكن كان إلّا ينزل. وتقول له: انبسطت؟ يقول لك: اه. أنا كثير، يعني فترة ما بين 2018 حتى 2023 كتير رأيت من أهالي غزة الذين نزلوا إليها، أقول له: انبسطت؟ يقول لي: اه والله. ذهبنا هنا، وهناك، وفتح المطعم الفلاني. وأجا المطعم الفلاني. ورأيت فلان. وعلان. والحياة كانت...

 

أحمد البيقاوي: [01:41:48.97]
قل لي: في نقاشات تُزعجك اليوم؟ تضايقك؟ سواء فُتحت أمامك أو انفتحت معك. لا يوجد زيون استفزّك؟.

 

ماجد الريّس: [01:42:06.85]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:42:07.15]
أنا أحكي على الزباين لأنهم لا يعرفونك جيّدًا.

 

ماجد الريّس: [01:42:09.59]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:42:10.37]
يعني شي مختلف على.. يعني احتماليّة أنّ أحدهم يقول كلمة، أو يسأل سؤال أو يعطي تعليقًا يكون مزعجًا، أعلى من أصدقاء أو ناس خرجوا معك من نفس الواقع.

 

ماجد الريّس: [01:42:27.71]
آها، ممكن، لكن يستفزّني من أي ناحية؟

 

أحمد البيقاوي: [01:42:31.58]
عادي، لنقل أنه أزعجك.

 

ماجد الريّس: [01:42:35.81]
اه في.

 

أحمد البيقاوي: [01:42:37.88]
مثل ماذا؟

 

ماجد الريّس: [01:42:42.23]
مثلًا. موضوع السَلَطة، سلطة غزاوية: بصل، زيت زيتون، جرادة ناشفة أو خضراء، وبندورة. قال أنا لا أريد عليها البصل! طب جدّتي وجدّي عملوها بالدق مع بصل!

 

أحمد البيقاوي: [01:43:10.70]
الآن، هذه هي التي تعزّ عليك؟! أنت لا تخاف الله. أنت أكول (تهتم ببطنك - تقال للدعابة).

 

ماجد الريّس: [01:43:18.59]
ماذا؟!

 

أحمد البيقاوي: [01:43:19.46]
أنت بطيني

 

ماجد الريّس: [01:43:20.54]
بطيني. ليست مشكلة. لكن ليه يعني؟

 

أحمد البيقاوي: [01:43:22.07]
حرب قائمة وإبادة. ويعز عليك البصل بالسلطة الغزاوية!

 

ماجد الريّس: [01:43:26.51]
قبل الحرب أيضًا، هي شيء مستفزّ. في الحرب في الحرب. لا شيء مستفزّ غير الذي تراه على التلفزيون.

 

أحمد البيقاوي: [01:43:32.48]
هذا الشخص، هل عاد عندك مرّة ثانية في الحرب؟ (الذي يريد سلة غزاوية دون بصل)

 

ماجد الريّس: [01:43:34.25]
دائمًا يأتي.

 

أحمد البيقاوي: [01:43:36.38]
تعملها له من غير بصل؟

 

ماجد الريّس: [01:43:40.40]
أحيانًا آه

 

أحمد البيقاوي: [01:43:41.57]
أحيانًا آه

 

ماجد الريّس: [01:43:42.05]
ههه هي قبل الحرب هذه. لكن في الحرب الآن ليس هناك شيء مستفز إلّا الاستفزاز الذي يحدث هناك بالضبط (في غزة) هذا الذي يستفزّك.

 

أحمد البيقاوي: [01:43:52.01]
يعني وصلت مرحلة إنّه أنت مثلا غادرت هذه الغرفة. غادرت الزبائن وغادرت المطعم. قعدت لوحدك ساعة/ ساعتان في يوم ضاغط. بتعليق غاضب. بقصّة غاضبة. باتصال بمرحلة ما. تتذكر شيءًا من هذه اللحظات؟

 

ماجد الريّس: [01:44:12.09]
فترة الحرب؟ في يوم أتذكر... آه يوم ما كنت أمشي. أغلقت الجوال يومها. كانت الدنيا تُمطر.

 

أحمد البيقاوي: [01:44:41.79]
ماذا كان حدث؟ تقصد الأيام الأولى للنزوح؟

 

ماجد الريّس: [01:44:48.93]
غير الأيام الأولى للنزوح. في يوم، بعد أن خرج محمد، بعد أن خرج محمد أخي من غزة، كان في رفح. وأهلي خرجوا من رفح. لأن هناك عملية عسكرية ستحدث في رفح. هناك إبادة أخرى، دمار آخر. نزلوا إلى الزوايدة. حالياً، أعود وأقول لك، كل يوم تسأل نفسك نفس السؤال على مدار اليوم. لماذا حدث هذا؟ لماذا الخذلان؟ يعني، مثلاً، على سبيل المثال، لماذا لم تفتح مصر المعبر؟ خرج الناس، لماذا؟ لماذا يغلق المعبر وتغلق المساعدات ويجب التنسيق ويجب أن أدفع 5000 دولار للشخص الواحد؟ يعني، لماذا؟ لماذا يغلق هذا المعبر؟

 

أحمد البيقاوي: [01:46:01.09]
هذا الأمر المتعلق بمصر. وهذه الأسئلة التي تسألها. أعتقد أن هذه أكثر الأسئلة التي تقهر لأنها لا تُسأل. يعني، المشكلة الآن مع كل هذا الدور، نحن سنة ونصف. دور مصر الذي كان يمكن أن يوقف الإبادة، لا نتحدث عنه. قضية المعبر لم نتحدث عنها. يعني، فعلياً، إذا كان يجب أن نتحدث عن قضية المساعدات، جزء من التجويع. هي مصر، صحيح؟ هي مصر، يجب أن نتحدث عن مصر.

 

ماجد الريّس: [01:46:24.13]
طب يمكن مش مصر؟ طب يمكن. طب هو هذا المعبر..

 

أحمد البيقاوي: [01:46:27.37]
من البلد الذي يمكن أن يهدد فعلياً أو، مثلاً، ينوي أو يمكن أن يتعرض لتبعات؟ أقول لك، جزء من القهر الذي يتراكم داخل الناس. داخلنا، أنك في قصة موجودة تماماً. حدث كبير موجود، هناك واحد أو اثنان من الناس يمكنهم تغيير المشهد. نحن لا نتحدث عنهم. يعني، الناس لا تعرف بعض الشعوب تتفشى ببعضها ولا توجد شعوب تغطي فعلياً. يمكن أن تنهي إبادة تكون فيها دول ومدعومة من دول أخرى غير دول أو حجم. يعني، حجم فعلياً مشاركات شعبية كبيرة تضغط على دولها. يعني، هكذا، ولكن الأمر بشكل أساسي مصر. تخيل كل ما حدث فعلياً لم يُسأل. ونفس السؤال: لماذا حدث هذا؟ لماذا يحدث هذا؟ لماذا يستمر الأمر أصلاً في الأساس؟ كل هذه الأسئلة فعلياً لأنها لا تُسأل، فتجد الشخص. يعني، أستغرب، ماجد، عندما يبدأ الأصدقاء يتحدثون ويفكرون في هذه الأسئلة بصوت عالٍ، يبدأون يسمعون أن هذا السؤال الذي يحشره هو داخله. يعني، موجود عند الناس المشتركة، فتشعر بجزء من الراحة.

 

ماجد الريّس: [01:47:39.87]
أجل، لكن ألا تعتقد أن ما يثير غضبك أكثر هو أنك تجد إجابة. الأمر مستفز منذ 7 أكتوبر إلى الآن. الله يعطيهم العافية. أنت صاحب الحق، أنت صاحب حق. تريد الدفاع عن حقك. تستمر في التفكير، متى؟ إلى متى ستظل المفاوضات؟ حتى كلمة "مفاوضات" لم أعد أسمعها على التلفزيون. ما الذي سيحدث؟ هذا هو السؤال الذي تسأله لنفسك كل يوم. ما الذي سيحدث؟ مستقبل غزة هذا، لقد رأيت غزة تقسم إلى أربع أجزاء، خمس أجزاء، جزء من المنتصف، لا أعرف. محاور وحلبات. هذا أنا. هذا أنا وجيلي. كاميرا لم تره. نحن وعينا على الانتفاضة الثانية. تمام. كان هناك مستوطنات في غزة. في عام 2005، انسحبت المستوطنات. لا أذكر أنني رأيت جنديًا إسرائيليًا داخل قطاع غزة. رأيته هكذا. ربما مرة عندما كنت صغيرًا، ذهبنا إلى الضفة الغربية وزرنا أصدقاء والدي، وصلنا الناصرة. هناك صور، مثلما ذهبنا إلى الناصرة. في يافا. في القدس. أحيانًا ونحن نصعد في المنطقة الجغرافية لإسطنبول ونكتشف الأماكن نجدها شبيهة جدًا بالمدن الفلسطينية الخالصة. لماذا لا يستطيع ابن يافا أو ابن حيفا أن يذهب؟ مثلما كان والدي يقول لي: كنت أذهب إلى رأس الناقورة. لماذا في هذا الوقت، مع هذه التكنولوجيا، ممنوع أن تذهب هناك؟

 

أحمد البيقاوي: [01:50:18.20]
هؤلاء الناس الذين تتحدث عنهم، هذه الأسئلة الصغيرة، برأيي هي التي تحول مشكلتنا مع إسرائيل إلى مستوى آخر. مشكلة شخصية. في المشكلة العامة الموجودة، والمشكلة الشخصية. حتى إذا قررت أن تبتعد عن السياسة بمفهومها التقليدي النظري، وتريد فقط أن تمارس حياتك اليومية، تجد نفسك محاصرًا في مساحة ضيقة. في مرحلة ما، هناك أشخاص يعيشون في قطاع غزة مثلما يعيش الناس في الضفة الغربية، وهي منطقة صغيرة جدًا لكن لا يفكرون في الذهاب إلى الخليل، طولكرم، الخليل، رام الله. هي مشوار. تخيل أن رام الله هي مشوار يستغرق 45 دقيقة. نابلس. قصة الحاجز مفتوح أم لا؟ بالنسبة لي، من دون زحام، تأخذ فعليًا 45 دقيقة نذهب لنتناول الطعام ونعود. لكن أهلي لا يستطيعون الذهاب بهذه السلاسة إلى نابلس. لا، تجد نفسك محاصرًا في مساحات ضيقة. حتى لو قررت أن تتنأى بنفسك عن كل شيء، عن كل شيء في السياسة وتقول: لا أريد أن أكون شيئًا حتى في الخارج تجد لعنة الاحتلال تلاحقك في أكثر من مكان. فتتحول المشكلة مع إسرائيل إلى مشكلة شخصية، غير المشكلة العامة، في اليوم الذي تجد فيه هؤلاء الناس ينكدون عليك يومياتك الصغيرة أينما ذهبت وأينما أتيت لا تستطيع تجاوز هذا الموضوع. وكل حدث يحدث، نجد أننا بنينا من جديد على شيء سابق، ولكن تُخلق بعده شخصيات جديدة. أعتقد أن هناك صفات أو سلوكيات تغيرت تمامًا أو لم يعد لها مكان. على سبيل المثال، أنا شخص اجتماعي جدًا، الاجتماعية طغت. لا أعلم إذا ستعود كما كانت في البداية. وأعتقد أننا مررنا بأشياء كثيرة، لكن أن يأتي ظرف هكذا يقول لك يعيد.

 

أحمد البيقاوي: [01:52:29.26]
يعيد قولبة شخصيتك. هذا يحدث في الأحداث الكبيرة العامة. بالمناسبة، حتى الأحداث الكبيرة مثل الزلازل، عندما تسمع ذاكرة الزلازل في تركيا، مثلا ذاكرة من تكرار الزلزال. ولكن الزلزال بحد ذاته تسمع قصصًا، تكون هناك إعادة هندسة اجتماعية، توزيع أدوار من جديد، وهكذا. لكن كم يكون هذه اللحظة فارقة في شخصيات الناس بصفات معينة. لا يمكن لأحد أن يستحضر شيئًا. كل ما أنت فيه، في أشياء تدركها اليوم. بالطبع، مع الوقت يصبح الشخص أكثر وعيًا. في أشياء أدركها اليوم أن ماجد بعد السنة والنصف ماجد تاني.

 

ماجد الريّس: [01:53:17.63]
ماجد آخر، كثيرًا ليس ماجد آخر. كثيرًا يعني. أصبحت تعطي. كانت أول اهتماماتك قبل الحرب: مستقبلك. تريد العمل. تريد بناء حياتك. دنيتك. وجدت أن كل أولوياتك واهتماماتك وكل بنودك، الأول صباحًا ومساءً، غزة. ما الذي سيحدث؟ أهلك. إخوتك. تشعر أنك في مركب في محيط. لكن لا تعرف إلى أين تتجه. لست غارقًا. واقف ثابت ولكن لا تعرف إلى أين تتجه. لم تكن تخطط للذهاب. لم أفكر أنني كنت وضعت كل شيء للبقاء في إسطنبول. كانت الحياة جميلة في إسطنبول. الحياة جميلة وممتعة. لا أعلم. لم أفكر أنه بعد الحرب، أفكر والله لو ذهبت إلى أوروبا. أخذت الإقامة. ماذا لو ذهبنا إلى مكان آخر؟ ولكنك تقول لنفسك: ابقَ في إسطنبول قبل أن نرى الوضع إلى أين سيأخذنا أو إلى أين ستذهب المركبة.

 

أحمد البيقاوي: [01:55:19.68]
في صفات بالنسبة لك قادر هيك تشوفها. صفات أو سلوكيات. راحت تمامًا. اهتمامات. أو تغيّرت؟

 

ماجد الريّس: [01:55:42.87]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:55:46.00]
ماجد قلت للوالد والوالدة أوصوك بأن تحلق لحيتك. الوالد قال لك. ضبّط لبسك واحلق لحيتك. والوالدة ماذا قالت لك؟

 

ماجد الريّس: [01:55:55.03]
توكل على الله إن شاء الله خير.

 

أحمد البيقاوي: [01:55:58.96]
توكل على الله إن شاء الله خير. أخذت الموافقات منهم؟

 

ماجد الريّس: [01:56:00.97]
أكيد.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:01.51]
والمباركات منهم؟

 

ماجد الريّس: [01:56:02.53]
أكيد.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:03.49]
راضيين عن الحوار هذا؟

 

ماجد الريّس: [01:56:06.22]
ممكن آه

 

أحمد البيقاوي: [01:56:10.42]
إذا أريد أن أعطيك مساحة فعليًا. لتحكي لي عنهم.

 

ماجد الريّس: [01:56:16.30]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:17.98]
إذا أردت أن تحكي عنهم، وإذا لم ترد لك ذلك.

 

ماجد الريّس: [01:56:22.12]
لا بنحكي.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:23.23]
لكن هذه مساحة في "تقارب" انا أعملها يعني. أترك الضيف بمساحة يحكي ما يريده. يريد أن يؤكد على شيء. ينفي شيء. يوجّه شيء. لكن أنا من بعد إذنك اخترتها للوالد والوالدة. لأنه من ساعة ما قلت لي أخذت مباركتهم وحبيت ملاحظة الوالد. منعّم كويّس، هيك مزبط حالك.

 

ماجد الريّس: [01:56:49.34]
ليس هناك، وقت. طيب بس نفصل ونرجع لنفس السؤال، آه؟

 

أحمد البيقاوي: [01:56:53.78]
والله حاسس لا، أنا.

 

ماجد الريّس: [01:56:54.41]
لا لازم.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:55.82]
حاسس. لازم؟.

 

ماجد الريّس: [01:56:56.75]
آه لازم.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:57.05]
أنا بقول، ننهيه (اللقاء) مرة واحدة.

 

ماجد الريّس: [01:56:59.00]
بنفعش.

 

أحمد البيقاوي: [01:56:59.99]
ليه؟ بعدين يرجع علي مرة ثانية، برجع بفصلنا.

 

ماجد الريّس: [01:57:04.31]
لا لا مش حيفصلنا.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:05.57]
براحتك.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:16.28]
اه علي فعليًا يتقصّدك بالحلقة هذه؟

 

ماجد الريّس: [01:57:19.64]
علي زلمة طيب. وينك علي؟

 

أحمد البيقاوي: [01:57:23.00]
طيب أغلق لنا الحنفية، خلينا نعرف نحكي.

 

ماجد الريّس: [01:57:26.69]
سكّر المي، بكرة فاتورة المي بتطلع (كبيرة).

 

علي عوض: [01:57:31.22]
عشان انا مكنتش..

 

Speaker6: [01:57:35.12]
يسلّم ايديك. فن ذوق اخلاق.

 

علي عوض: [01:57:37.76]
يلا دور.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:38.96]
كنت بسألك اول شي، حلقت (رأسك) كما يريد الوالد؟

 

ماجد الريّس: [01:57:43.84]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:44.98]
أوك. أوك. يعني لن يعجبه شكل لحيتك هكذا؟

 

ماجد الريّس: [01:57:46.93]
آه، راح يقول لي لماذا لم تحلق؟

 

أحمد البيقاوي: [01:57:50.11]
وماذا لن يعجبه أكثر.

 

ماجد الريّس: [01:57:54.31]
لا يوجد شي.. لا. راح تكون الأمور تمام. ان شاء الله.

 

أحمد البيقاوي: [01:58:01.75]
طيب، أنت عندك الآن هذه المساحة. لانه يعني مرّة ثانية؛ الوالد والوالدة عارفينك بزيادة.

 

ماجد الريّس: [01:58:07.39]
اها كتير عارفين.

 

أحمد البيقاوي: [01:58:10.24]
هم يرون الحوار كاملًا

 

أحمد البيقاوي: [01:58:12.28]
اذا في شيء بدك تتابعه بدك تحكيه. بدك تحكي لهم إيّاه؟ بدك تحكي لنا عنهم. يعني هذه مساحتك الحرّة.

 

ماجد الريّس: [01:58:23.83]
الله يحميكم. ويصبركم. ويقويكم. ويعوضنا. ويعوضكم. عوض خير يا رب. حاليا هذا اللي راح يصير يعني. بعديها ما في شي راح ينحكى. يعني مشتاقلكم كتير. كتير. مش اشتياق. ماجد لأبوه. يعني اشتياق ماجد. لأبيه لصاحبه. ولأمّه. ولصاحبه. كانت العلاقة قبل ما اطلع من غزة. نفسي أحضن عنجد. بديش احكي شي. نفسي أجلس في حضن أمي. اشتقت لرائحتها، فعليًا. فعليًا وفعليًا فعليًا. يعني تقول لي خذ. مليون. أقول لك أبو مصاري الدنيا كلها، لو بده يخرب مستقبلي. كثير، كثير، عنجد يا أحمد كثير.

 

ماجد الريّس: [02:00:18.29]
وشكرًا إنّكم كبرتوا ورعيتمونا وربيتمونا. الله يحميكم ويحمي الجميع. ومثلما يقولون "شدّة وتزول". بعد اللي راح شدة وتزول.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:47.09]
يا رب. ماجد. شكرًا.

 

ماجد الريّس: [02:00:50.09]
شكراً.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:51.59]
شكرًا يعني. شكرًا. أول شيء على إنّك في سنة ونص تعمل شيء فوق طاقتك.

 

ماجد الريّس: [02:01:04.88]
هذا يمكن واجب.

 

أحمد البيقاوي: [02:01:07.25]
شكرًا إنّه يعني أنت وأبو الريم والفريق في هذا المطعم. يعني تحديدًا، كنتم الحيّز أو المكان الذي تلجأ له الناس، أو تشعر فيه كأنه "البيت الآمن" في وسط ظرف الحرب وظرف الإبادة تحديدًا.

 

ماجد الريّس: [02:01:29.21]
عندك ابو الريم. وفي عندك أيضًا الاداري المستر شيف. وفي عندك كمان. الاستاذ بسام يعني في 4 يعني انا بالنسبة لي انا أعتبرهم، يعني ابو الريم. الاستاذ بسام، وابو عدي، هؤلاء الثلات شخصيّات اللي عنجد. دعك من أنهم أصحاب مطعم أو هم المسؤولون عن المكان والمدير والمستر شيف. لا، يعني يتعاملون معك في جو أخوي جو أسري، مش موظف لمدير أو لا. في كل النقاشات وفي كل الشغل وفي كل هذا يتعاملون معك في جو اسري.

 

أحمد البيقاوي: [02:02:17.94]
هذا شيء يعني يصل للشخص القادم، وبعتقد مع كثرة نوعيات الناس التي تأتي، مع أيضًا تحويل هذا المكان لبيت أكثر، بهذا الظرف. ومرة ثانية يعني أنا أعتقد كنت أسالك عن شيء بأكثر من شكل بأكثر من ظرف. يمكن أنت وجدت لنفسك مهربًا بكميّة الشغل الموجود. ممكن كان إجابة على سؤال: عدم توفر أكل لك أو لأهلك، أو أن عدم تقبّل نفسك للأكل، جعلك فعليًا تزيد الرز على طاولتنا، أو تكرمنا أو تشقلب الأشياء، ونقول لك: لماذا تفعل فينا هذا؟ لماذا تفرّغ حنقك فينا، بالأكل يعني من مكان ثاني.

 

أحمد البيقاوي: [02:02:58.94]
بالنسبة لي يعني حتى هذه المشاعر، حتى لو كانت يعني مهرب لك من مكان ثاني. أنا أقدّرها لأنه أقدّرها كثير، وبتعني لي كثير. لأنه أيضًا بهذا الظرف أنا محتاج. يعني أنا وغيري أعتقد الذين نلجأ لهذا المكان ونلجأ لناس مثلكم. نلجأ لفكرة التواصل مع ناس لا تشعرنا طوال الوقت بالذنب. أو تتأكد أنّك تشعر بالذنب فوق ذنبك أصلا الذي أنت شاعر فيه يعني، وبذات الوقت توفّر لك هذا الحيّز الآمن الذي ممكن تلاقي مشاعرك ومشاعر الناس الموجودة فيه، تشبه بعضها، من مزاجيّتنا الحزينة السعيدة. يعني من اللحظة التي تُشغل لنا التلفزيون أو تطفؤه لنا.

 

أحمد البيقاوي: [02:03:43.91]
شكرًا جزيلًا. وأتمنى فعليا يعني هذا مجتمع اسطنبول أو مجتمع المغتربين انه ربنا يكتب عليه أيام أفضل.

 

ماجد الريّس: [02:03:53.39]
ان شاء الله.

 

أحمد البيقاوي: [02:03:54.32]
وإن شاء الله ربنا. يعني احيانا بقول الله يمد في أعمارنا لنعيش ايام في بلادنا أكثر. يعني هداة بال لا نطلب أكثر هداة بال رواق.

 

ماجد الريّس: [02:04:07.37]
يعني ممكن نعمل هذا الحوار في طولكرم

 

أحمد البيقاوي: [02:04:10.07]
طولكرم كويّسة اه.

 

ماجد الريّس: [02:04:11.72]
القدس

 

أحمد البيقاوي: [02:04:12.47]
أو نعمله بغزة

 

ماجد الريّس: [02:04:13.58]
أو في غزة.

 

أحمد البيقاوي: [02:04:14.54]
وبعدها، أم قبلها نذهب عند أبو حصيرة؟

 

ماجد الريّس: [02:04:17.84]
ممكن يكون في أبو حصيرة

 

أحمد البيقاوي: [02:04:19.43]
ههه في أبو حصيرة.

 

أحمد البيقاوي: [02:04:22.85]
ماجد شكرًا جزيلًا. يعطيك ألف عافية، وممنون لك على هذا الحوار.

 

ماجد الريّس: [02:04:26.84]
شكرًا كثير.

 

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025