كيف تغيّرت أحلام أطفال غزة؟!
07 أغسطس 2025
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
بيسان نتيل
ضيف الحلقة
بيسان نتيل

كيف يحلم أطفال غزّة اليوم؟

حلقة عن الأطفال الذين ما زالوا يعيشون، عن الذين وجدوا أنفسهم فجأة مسؤولين عن الطعام والماء والعائلة، لكنهم ما زالوا في العاشرة أو الرابعة عشرة.

عن أولئك الذين لا يزالون يحلمون، لكن بأحلام جديدة تُشبه واقعهم وتُساعدهم على تحمّله.

في هذه الحلقة من بودكاست تقارب، نفتح بابًا جديدًا لفهم ما جرى لأطفال غزة. لا بوصفهم ضحايا فقط، بل كفاعلين أعادوا تعريف الطفولة، وتكيّفوا مع واقع استثنائي لم يُترك فيه لهم مجال للنجاة، إلا بالخيال والمواجهة معًا.

🔹 ما الذي تغيّر في أحلام الأطفال؟
🔹 كيف تولّد الوعي والمسؤولية في سنّ مبكرة؟
🔹 ما الذي يعنيه "البيت" و"المدرسة" و"اللعب" بعد الإبادة؟
🔹 وهل يمكن للتعليم أن يستمر كما كان بعد كل ما عاشه الأطفال؟

 

🧭 ضيفتنا: بيسان نتيل

كاتبة فلسطينية ومنسقة الفرق الشبابية في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، عملت على توثيق شهادات لأطفال نازحين من مختلف مناطق قطاع غزة، وجمعت تجاربهم، كجزء من محاولة لفهم ما غيّرته الحرب فيهم.

🎙️ المحاور: أحمد البيقاوي


نقدم إليكم تفريغ الحلقة النصية:

أحمد البيقاوي: مرحبًا وأهلًا وسهلًا بكم في حلقٍة جديدة من بودكاست تقارب. معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفتي لليوم العزيزة بيسان نتيل. حوارنا اليوم من مخيم الشاطئ من داخل غزة ومن واقع الإبادة. سنتكلم مع بيسان أكثر عن حياة الأطفال والظروف التي يعيشونها اليوم. ليس فقط لمناقشتها مثلما يتم مناقشتها أو تقديمها في التقارير الإخبارية. اليوم بحثُنا فعليًا مع بيسان يتجاوز الوصف الخبري للأطفال الواقفين على طوابير المياه، أو الأطفال الواقفين على مكان توزيع الطعام، سنرى الظروف التي يعيشونها لما فيها من تأثيٍر على مستقبلهم وخياراتهم ووعيهم، والذي سيرافقهم لحياةٍ أخرى وحياة جديدة. بيسان لديها قدرة عالية جدًا على الوصف، ساعدتنا على المشي في شوارع غزة والتعرف على أكثر من طفل، لنتعرف على حياته ولنتعرف على خياراته ولنتعرف على أحلامهم. وممكن أن تروا فعليًا أنّ هناك أشياء مشتركة مع عموم الأطفال أو مع أطفال موجودين بمكانٍ ثانٍ. ولكن يوجد شيء مجرد أن تسمعه من بيسان تحديدًا، بقدرتها العالية على استخدام اللغة وعلى الوصف وعلى السرد القصصي، يهزُّ الإنسان هز مثلما حكت لنا في نهاية الحلقة، ربّما عموم الأطفال عند النظر إلى السماء يرون سماءً زرقاء وفيها طير. لكن أطفال غزة اليوم يرونَها ويقولون إنّ في السماء أباهم أو أمهم. قبل أن نبدأ الحلقة أريد أن أشكركم على مشاركتكم أفكاركم واقتراحاتكم للمواضيع والضيوف والأسئلة. شكرًا، تقارب بفضل هذه المقترحات تحديدًا يكون أقرب لكم دائمًا. شكرًا لصديق تقارب العزيز أحمد مرتجى على اقتراح بيسان والتوصية باستضافتها هنا في تقارب. وشكرًا لمشاركتكم هذا المحتوى مع كل شخص ممكن أن يكون مهتمًّا فيه. شكرًا أيضًا على اشتراككم هناك النشرة البريدية التي نعرض فيها كواليس هذه الحلقة، والإعلانات الحصرية عن الحلقات القادمة. وكل حلقة فعليًّا تصلكم يوم الجمعة فيها تفاصيل عن حلقِة الأسبوع دائمًا، تفاصيل خاصّة. وشكرًا لمن يساهم دائمًا في استمرار تقارب ودعم محتواه واستثماره في هذا المحتوى. وبهكذا نبدأ.

والد بيسان نتيل: مرحبًا يا خال، كيف حالك؟

بيسان نتيل: ابن عمتي

والد بيسان نتيل: حبيبي يا خال، الله يسلمك، بالله، حبيبي يا أحمد كيف حالك.

بيسان نتيل: تسجيل يا بابا هذا.

والد بيسان نتيل: أهلًا يا حبيبي الله يخليك، نعم طبعًا، الله يسلمك، الله يخليك.

بيسان نتيل: الله يسعدك يا بابا.

والد بيسان نتيل: يا حبيبي.

بيسان نتيل: أنا لا أعرف أنك في تقارب.

والد بيسان نتيل: نعم لماذا، أريد أن أسألك يا عوف، جدتك ما الذي حصل معها؟ أمس حين كلَّمتني كان وضعها غير طبيعيّ. بالله عليك! الآن سأتكلم معها، البارحة تحدثت معها والآن سأكلِّمها. لا عليك يا حبيبي، لا عليك، بالتوفيق. سأترككم للعمل، مع السلامة، حبيبي الله يخليك، مع السلامة.

بيسان نتيل: نحن أحضرنا العائلة كلها! لا، يوسف في بلجيكا، خليل، لديّ خليل، ولديّ ماما، وماجدة في السويد، ميار في العمل حاليًا، يعني كانت ظهرت العائلة كلها في تقارب.

أحمد البيقاوي: عوف يلا عوف يلا، هيا أعطنا خصوصيتنا، لم تصدّق أنكم أقرباء! سأعطيك الرابط وتتكلم معهم لاحقًا. حسنًا بيسان نحن بدأنا بالتسجيل على هاتفك أو على المصدر الخارجي؟

بيسان نتيل: حسنًا تطبيق "زوم" أعتقد أنه بدأ، لكن الآن سأبدأ.

أحمد البيقاوي: لكن اجعلي الميكروفون مقلوب عندك بأقرب نقطة.

بيسان نتيل: هكذا؟ أقرب نقطة.

أحمد البيقاوي: عليكِ، نعم هكذا، ضعيه على الطاولة وأنسيه، اقلبيه كي لا تنظري إلى الساعة، من يتكلم؟

بيسان نتيل: أخي يتأكد من الكاميرا، يبدو أني نسيته، هو يبقى هكذا صحيح؟ يعني هكذا؟

أحمد البيقاوي: لا، هل فعَّلتِ لهاتف على وضعية الطيران؟

شقيق بيسان: حسنًا انتهينا من واحد، هل هو يعمل؟

أحمد البيقاوي: يسجل على تطبيق "زوم"؟ ممتاز، أوك حسنًا.

بيسان نتيل: لكن أنا أيضًا سأسجل هنا احتياطًا.

أحمد البيقاوي: حسنًا هيّا.

بيسان نتيل: حسنًا.

أحمد البيقاوي: نحن فعليًا، اسمعي، هذه الغرفة من الممكن أن نحجزها لتقارب، بما أن محمد موجود.

بيسان نتيل: وكاميرا تطبيق "زوم" وأشياء.

أحمد البيقاوي: نعم نعم! والعائلة كلها تفرح وتحتفل بالذي يُسجّل، محمد غادر أعطانا خصوصيتنا؟

بيسان نتيل: محمد، الآن مطلوب منك المغادرة.

أحمد البيقاوي: نعم سجَّل وأخبريه أننا نراه بعد فترة.

بيسان نتيل: نراك بعد فترة.

أحمد البيقاوي: بيسان أهلًا وسهلًا.

بيسان نتيل: أهلا فيك.

أحمد البيقاوي: شرّفتِ، وأتعبناك وأتعبنا محمد والعائلة الكريمة كلها.

بيسان نتيل: لا كل شيء بخير، ولكن هذه الفقرة يعني.

أحمد البيقاوي: هذه أحلى فقرة هذه.

بيسان نتيل: الله يسعدك.

أحمد البيقاوي: شكرًا بارك الله فيكِ وأدامكِ. بيسان أخبريني بالبداية، حين تكلّمنا أنا وأنتِ أو عندما نتكلم مع بعضنا. كنت أقول لكِ أنه تزعجني فكرة أنّه من أيام كورونا وحرب الإبادة أكثر. فكرة أن كل فترة هناك فئة نتكلم عنها أكثر ونبرزها أكثر. يعني مثلًا أحيأنًا نتحدث عن الشيوخ، أحيانًا عن الأطفال ومرّة عن الشباب. تعرفين، بدأ هذا الشيء من المنظمات غير حكومية، كل فكرة مصطلح الشباب على قدر ما استهلكناه مع بعضنا، ثم جاءت الكورونا فاستهدفت الشيوخ. هناك الحرب تحديدًا، يعني أنا أبتعد عن هذا الشيء، ولكن بالنسبةِ لي فكرة الأطفال تحديدًا لست قادرًا على تجاوزها. الآن هناك خصوصية للأطفال والقصص التي أسمعها أشعر أن هذه ليست خصوصية ترند ولا خصوصية إعلامية، بل يوجد خصوصية حقيقية. هناك أناس مسار حياتهم بالكامل أو نشأتهم ووعيهم بالكامل تتغير وتُفرض عليهم خيارات مختلفة. أنا أفكر بشكل قريبٍ من تفكيرك؟

بيسان نتيل: -يعني طبيعي أنه-، كل فترة يمكن أن يكون هناك أشخاص أكثر يتأثرون حسب نوع التهديد الذي هو حاليًا يحاصرهم. مثلما تكلمتَ هناك فترة كورونا الأطفال والشيوخ في تلك الفترة كانوا أكثر مستهدفين. ولكن لا نقارن الأشياء التي حصلت في الإبادة اليوم والتي يعيشها الشعب الغزي من فلسطين. يعني الإبادة لها يعني خصوصية خاصة فيها. خلال فترة العدوان الإسرائيلي. لماذا الأطفال تحديدًا؟ لأنك تتكلم عن الحلقة الأضعف، الحلقة التي لا تُدرك ما الذي يحصل حولها هناك الحياة. بيئتها تتغير، تعيش معاني الفقد، تعيش معاني الجوع، تعيش معاني كل المهددات الحياتية التي تحصل في حياتها واحدة تلو الأخرى. والطفل صدقًا لا يُدرك! تتغير طبيعة حياته ومدرسته وبيئته، تجده فجأة واقفًا على مكان توزيع الطعام. يتكلف بمهام في مكان انتظار المياه، يصبح مطلوبًا منه بدل أن ينام على فراش أو على سرير ينام على الأرض في خيمة أو هناك مركز إيواء. فبالتالي هو الحلقة الأضعف وهو لا يستوعب تمامًا ما الذي يحصل معه، لكنه يعرف أن حاليًا هناك حرب. ولكن ما طبيعتها؟ لماذا يحصل معه كل ذلك؟ كيف تصيرُ هذه الأشياء؟ هو فقط يسمع من الذين حوله، ويُعيد مرة ثانية الذي يحصل معه. الشيء الذي حصل في الإبادة، خاصة هناك عالم دعني أسميهم عالم الأطفال وهو زاد من وعينا نحن الكبار. هو ممكن أن يكون قد وعّانا بشكٍل شخصي. أنّ كم هذا العالم الّذي ينادي بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ومؤسسات دولية تذهب ومؤسسات دولية تأتي. لكي تحفظ كرامة وحق الإنسان وحق الطفل تحديدًا، -يعني حقه يعني-، على سبيل المثال وكالة الغوث بكل أشكالها على مدار تاريخ اللجوء الفلسطيني. هي تعمل على موضوع توفير بيئة آمنة للطفل على الأقل. اليوم في الإبادة، هو ليس يومًا هو من سنتين ما يقارب السنتين، نحن نتكلم عمّا يقارب السنتين من الإبادة، لم تتمكن من تنفيذ هذا الشيء. لم تتمكن من وضع الطفل في مكاٍن آمن بعيدًا عن ما يحصل. لم تستطع أن تحميه من القصف، من الموت، من الجوع، من الفقر، لم تقدر فعل هذا الشيء. فلذلك هو ليس ترند! هو ليس أن يأتي أي أحد ليتكلم عن الطفل، ها هو كتب، و ورسم وعمل. هو موضوع له أبعاد كبيرة جدًا لأننا نتكلم عن جيل غدًا سيكبُر، وعندما يكبُر سيصبح جيلًا منتجًا. فاليوم أنت تتكلم عن طفٍل عاش كل هذه الكوارث في حياته، غدًا كيف سينظر للعالم؟ وما هي نظرته لنفسه داخل هذا العالم؟

أحمد البيقاوي: برأيك أنتِ، كم كَبُرت الناس في غزة بشكٍل عام عدا الأطفال فقط.

بيسان نتيل: يعني بشكٍل كبيٍر، سأحكي لك، هو ليس نحن فقط، هذه السنتين من حياتنا مسحت كل شيء قبل. وعندما يُخبرك الغزاويّ هذا الشيء هو لا يمزح. -نحن أبسط الأشياء-، يعني عندما نتكلم عن فكرة أنّ المساحة التي كانت متوفرة لدينا هي البحر، هو المكان الذي يمكننا الذهاب عليه، لنستجم ونشم هواًء نظيفًا. ثمّ نعود لمهام حياتنا العادية هناك 360 مربع مغلق علينا. اليوم عندما تذهب إلى البحر تشاهد خيامًا، ترى نازحين وترى أناس لا تجد ما تأكل وتشرب. لا يوجد متنفس لتنظر على المدى البعيد لتريح عينك قليلًا. حتى البحر التي كانت تعني للمواطن الغزي كثيرًا، هي مساحة كي تبعد فعليًا عن حالة الحصار والأشياء التي تعيشها اليوم هذه، لم تعد موجودة رغم أن البحر موجود مثلما هو إلا أن كل ما حوله قد تغير. لا أعرف إذا تابعتم آخر شيء من سلسلة الاغتيالات التي حصلت والقصف، تم قصف "الباقة"، هي مساحة عامة يذهب عليها الشعب. هو مقهى هذا المقهى أنت تمشي فيه خطوتين فتسلم على جارك، خطوتين فتسلم على أصحابك، خطوتين تسلم على عائلتك. هو يجمع الكل، والكل هناك يذهب ليلتقي. لأن هذا المكان يكون بالنسبة لنا كلنا، يجمع الثقافات كلها، المهتمين بالفن والأدب والموسيقى. ومن يريد أن يرتاح قليلًا من ضجة الحياة. فعندما هذه المساحة العامة تُقصف، وكلنا نملك ذاكرة مع هذا المكان. فتخيل كيف تغير بالنسبة لنا هذا المكان. أنت تتحدث عن عاميْن يتم فيها محو وإبادة الهوية والذاكرة والمكان والذكريات وكل شيء. وأيضًا أتخيل عادة الطفل، الطفل اليوم الذي كانت المدرسة بالنسبة له، أن يذهب إليها لتقديم امتحان، ليرى رفاقه ويقفز على السور، ونحن ننفذ حملات توعية ليحب المدرسة. فجأة يجد الصف بالنسبة له هو بيته، وأيضًا غرفته ومعه ثلاث عائلات أخرى من نفس العائلة، موجودين داخل هذا الصف الصغير الذي كان لا يتسع لأكثر من 25 طالبًا، ومكان أكله وشربه ونومه وحمامه. يعني هذا الصف كان ليس مهيّأ أصلًا لأن يستقبل أكثر من 35 طالبًا. اليوم نتحدث عن خمسين شخصًا داخل الصف، يضعون تقاطعات لحفظ خصوصية لكل طفل فيهم. لا أعرف إذا رأيتَ هناك مدرسة، أنا آسفة نسيت اسمها. لكن جيراننا استشهدوا فيها، داخل الصف احتُرقت العائلة كاملة. الأطفال خرجوا منها مُحترقين. أنتَ تتكلم عن إبادة وليس فقط إبادة بل محو كامل للفلسطينيين. فنحن سنعيش ما بعد ذلك ذاكرة مشوهة. نريد أن نتكلم على أقل الأشياء، تعال نتكلم عن ذاكرة الطعام! يعني هذا أبسط شيء نحكي هناك عن ذاكرة الطعام، وهو يعني صدِّقنا نحن نمزح على الفيسبوك وعلى إنستجرام، الغزاوي يحاول إيجاد "الطّرفة"، من وسط الأشياء التي يعيشها، أنه لا يأكل اللحمة والدجاج، ولكن يعني وسط الحرق والقتل والتدمير، الطعام بالنسبةِ لنا صار أن تطبخ من العدس خمسة أصناف مختلفة تمامًا، الزعتر، الفلافل، الخبز، فكيف نحاول أن نخلق بدائل! قهوة، حتى أصبحنا نعمل من العدس قهوة! متخيل كيف يكون طعم القهوة؟ وأنت تتحدث أيضًا عن كل شيء. الفكرة ليست أننا كبرنا، بل أننا ما قبل السنتين كنا نحاول أن لا نفقد طعم الحياة في داخلنا. ونحاول دائمًا رغم الذي حدث أن نجد بصيصَ أمل لا نعرف من أين يأتينا، أنّ غدًا الأمور ستتحسن، الحياة ستصبح أفضل، غدًا سيصير واحد واثنين وثلاثة. هذا هو الذي نحاول فعله.

أحمد البيقاوي: نحن عادًة نترك الضيف أن يعرِّف عن نفسه كما يحب. أنا أريد أن تعرفيني على نفسك بالأول، بالبداية ما قبل الإبادة. ومن ثمّ سأسألك شيئًا ثانيًا يتعلق باليوم هذا. لكن أنتِ ماذا كنتِ تفعلين قبل الإبادة؟ وما كان تعريفكِ قبل الإبادة؟

بيسان نتيل: أنا بدأتُ أنسى، اسمي بيسان نتيل. كنت أحاول الكتابة قبل الإبادة، وبدأت من مكان أن أكتب قصصًا للأطفال. كان أول إطلاق كتاب لي "لونا المجنونة" وكان هناك معرض الكتاب في رام الله. وكنت أحب على الصعيد الشخصي هو أني أحب أن أعيش. واكتشفت ما بعد ذلك أنني كنت فعلًا أعيش. ألتقي بأصدقائي وأحبائي، أعمل في المجال الثقافي، أعمل في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي من خلال برنامج الفرق الشبابية، -من خلال أننا نحن خلال كل برنامج شبابي-. لماذا توترت أنا؟ أنا نسيت ماذا كنت قبل الإبادة. من خلال أدوات الفن والكتابة يعبر الشباب والأطفال واليافعين عن أنفسهم من خلال الفن. من خلال كتابة القضايا حولهم المحيطة فيهم. كيف يتناولونها؟ كيف يتحدثون عنها؟ كيف يجعلون بيئتهم أفضل؟ كيف أن عليهم التفكير من ذواتهم لبدء التغيير حتى يتغير هذا المجتمع. كنت أعمل في المجال الثقافي وما زلت يعني أعمل بالمجال الثقافي و الفني، وأحاول قدر الإمكان على جعل الأشخاص يعبروا عن ذواتهم والقضايا المحيطة بهم، من خلال هذه المساحات الحرة بأدوات تعبيرية آمنة. ليتناولوا كل القضايا، وكانت القضايا قبل الإبادة التي كنا نعمل عليها، كان آخر شيء قبل 7 أكتوبر كنا نعمل مع فريق "بنفسج"، ورحم الله محمد سامي قريقع هو فنان من فريق "بنفسج"، كنا نعمل معًا على معرض فني لمنطقة المخيم السويدي الواقعة على الحدود الغربية الفلسطينية المصرية. وهذا المخيم كان معرضًا لمهددات حياتية كثيرة، من ضمنها عدم توافر المياه، بُعد المدرسة ما يقارب ثلاثة كيلو سيرًا على الأقدام، وعدم وجود مواصلات، وعدم توافر الأكل والشرب بالشكل المطلوب والمناسب. لأنّ هذه البقعة جغرافيًا بعيدة، وبالتالي الإمدادات التي تصلها هي شحيحة جدًا، وكانت أكثر بقعة متعلمة، ومنها يخرج أطبّاء وأشخاص صيادين، ويكون الصياد دكتورًا. من خلال هذا المكان ومن خلال هذه المساحة بدأنا بجعل هؤلاء الصيادين والشباب التعبير عن الذي يريدونه للحياة. هذا كان قبل الإبادة، فكانوا يطلبون باصًا لإيصالهم للمدرسة لأنهم يتعبون خلال الذهاب للمدرسة. كانوا الصيادين يتحدثون عن الزوارق البحرية الإسرائيليّة، التي كانت تقصف عليهم بشكٍل عشوائي من خلال إطلاق المطّاط. وهذا المطّاط شبيه بالرصاص حين يدخل جسدهم، فبالتالي يُصاب ولا يتمكن من التحرك لليوم التالي والذهاب لرحلة الصيد ويوفر الأكل والشرب له. مع أنّها كانت هذه القضية وهو البحر هو فقط المكان الذي يوفر لهم قوت يومهم، دعنا نسميها بالفعل قوت يومهم. هكذا كانت طبيعة القضايا التي كنا نتكلم عنها ونكتب عنها ونرسم عنها، وكان من المفترض تنفيذ معرض في شهر أكتوبر لكن جاءت الإبادة والتغى. كان هناك العديد من القضايا التي تناولناها مثل معرض مطار غزة الدولي، والذي تحدثنا فيه عن مطار غزة الذي هُدِم من قبل جيش الاحتلال وقصفه. فبالتالي كيف كانت مساحة التنقل وكيف أنها رمزية فلسطينية وكانت تعطي هوية جديدة للشعب، ليست هوية جديدة ولكن تثبت الركيزة الأساسية لوجود الشعب الفلسطيني بشكٍل أو بآخر. أن يكون عندك مطار وتسافر وتتنقل بهذه الحرية، لكن حين أقدم على قصف هذا المطار. فاليوم فعليًّا تعود فكرة الحدود، والإغلاق الكلي على هذا الشعب، وصعوبة التحرك والمواصلات. كانت هذه الأشياء التي نتكلم عنها. نتحدث عن المكتبات، عن الفضاءات العامة المشتركة، عن البحر، وكل هذه المساحة المفتوحة لنا. ورغم ذلك إلا أن هناك حدودًا للصياد لا يمكن أن يتعداها من أجل الصيد وأيضًا جميع أهل غزة، لا يمكن للمواطن فعل أي شيء له علاقة بالبحر بعد هذا الحد. فقط، هكذا كنَّا قبل الإبادة.

أحمد البيقاوي: بيسان إذا رآك أحد اليوم مرة ثانية وكان قد قابلك قبل الإبادة، ماذا يرى فيك أشياء تغيرت.

بيسان نتيل: لا أعرف! الكثير. دعنا نبدأ من المكان، نزحنا أكثر من مرة وثم عدنا. هذا التغير الأول الذي يؤدي إلى عدم استقرار الإنسان وعدم استقراره نفسيًا، وشعوره أنّه دائًما ومن الممكن في أي لحظة أن تتعرض حياته للنزوح مرة أخرى أو إخراجه من مكانه. القضايا التي كنت أتكلم عنها قبل الإبادة هي مختلفة تمامًا ما بعد الإبادة اليوم. كنّا نتكلم في السابق عن حق الطفل لأن يرسم ويلعب، يبدأ بتجربته التي تتمحور حول الطبيعة والاندماج فيها. اليوم أنت تصارع من أجل أن يأكل الطفل ويشرب. يعني تغير كلِّي بالأهداف، بالأشياء التي كنت تعمل عليها. حتى فكرة الأمل نفسه، الأمل الذي كان قبل الإبادة هو مختلف تمامًا عن الأمل الذي بعد الإبادة. الأمل كان قبل الإبادة هو أن تبدأ بالخروج من هذه المساحة الضيقة حتى تشاهد تجارب حياتية مختلفة. أن تسافر، تتنقل، تُكَوِّن صورة مختلفة اليوم. اليوم الأمل أن نظَل على قيد الحياة مع الناس الذين نحبهم فنكون تمام والحمد لله وفرِحين. البنية الجسدية بناءً طبعًا على فكرة الغذاء والشراب أيضًا اختلفت تمامًا قبل الإبادة. الشكل، طريقة تعاملنا مع محيطنا، يعني كل شيء تغير. أتخيل، ربّما بالنسبةِ إليّ، أتمنى أن لا أتغير داخليًا. هل تفهم عليَّ؟ هناك بصيص أمل! يعني أتمنى أن يكون هذا الشيء الأخير الذي لا يُمحى وبالذات هنا ك داخلنا كلنا لست أنا فقط، وأتمنى أن يحافظ عليها الجميع ولا تتغير.

أحمد البيقاوي: بيسان قصتك مع فلسطين كيف بدأت؟

بيسان نتيل: قصتي مع فلسطين؟ بدأت من اسمي ومن عائلتي.

أحمد البيقاوي: أجبروكِ فيه! لم يعطوك مجال يعني فعليًا أن يصير معك حدث، أعطوكِ اسمًا وقالوا لكِ هيّا أنطلقي.

بيسان نتيل: -نعم انطلقي فيه- نعم اسمي بيسان واسم أختي مجدل واسم أخي خليل. فأنت تتكلم عن 3 أفراد من 6 أسماؤهم على اسم مدن فلسطينية، ورابع واحد وهو يوسف أخونا، اسمه على اسم عمي الذي فُقِد هناك اجتياح لبنان. فكان العائلة ترتبط في داخلها. -يعني مستحيل يعني-.

أحمد البيقاوي: الوالد والوالدة عندما كانوا يُسمّون، ماذا كانوا يعملون هناك المجال العام؟

بيسان نتيل: والدتي كانت مُدرّسة جغرافيا وهي مديرة مدرسة، ووالدي باحث بالتاريخ وعلوم السياسة دائمًا يعني موجود في هذا المجال وكاتب. فالاثنيْن يعني اتفقا على الأبناء، فأول بنت أسمَوها مجدل على اسم مدينة مجدل المدينة التي أنا لاجئة منها، والتي نحن ننتمي لها طبعًا. ثم يوسف وجاء محمد وخليل وبيسان وميار يعني. فأسماؤنا كلنا لها علاقة بالوطن والقضية، بدأت صدقًا فكرة الهوية من البيت. العائلة. دائمًا هنا ك أحاديثنا تتناول هذه القضايا، القضايا الخاصة فينا كفلسطينيين. لا أعرف كيف سأشرحها لك، ولكن تعرف الطفل الذي يتربى في داخل بيت يحكي دائمًا عن فلسطين التاريخية ما قبل 48 وقبل النكبات، وعن الاحتلالات التي كانت تحدث داخل فلسطين، وأن هذا أقسى وأصعب احتلال يمر علينا كشعب فلسطيني. فدائمًا موجودة في هذه الحوارات العائلية، لأنها ليست حوارات أو نقاشات هو جزء من تكويننا كعائلة. أثناء أكلنا وشربنا وخروجاتنا، هذه الحوارات دائمًا موجودة. كَبُرت مفهوم الهوية في داخلي والذي نمَّاها بشكٍل أكبر وأنا ممتنة لها حتى اليوم هي جدتي يسرى. هي التي كانت دائمًا تحدثني عن المجدل، كانت دائمًا تحكي لي بعمرها، هي خرجت من المجدل وعمرها 10 سنوات، فبالتالي رغم أنها عاشت كل هذا العمر إلا أنها دائمًا ما تذكره العشر سنوات، ما قبل العشر سنوات، ما قبل هجرتها. يعني كل الذي تذكره دائمًا عن المجدل، كيف كانت تلعب وكيف كانت تذهب على الأراضي والبيارات. كيف كان والدها يعمل على "النول"؟ كيف كانوا يذهبون ويعملون وما هو "النول"؟ كيف كانت المجدل هي مدينة تصنع الأقمشة وتأخذها وتبيعها لمناطق ثانية مختلفة. والناس يأتون لتعلم صناعة الأقمشة من المجدل. فبالتالي كان وجودي في هذه العائلة كل يوم يربي هناك داخلي معنى الوطن، معنى الهوية، معنى أني لاجئة فلسطينية غزية من مواليد غزة. بعد ذلك بدأ الوطن يكبر أكثر في المدرسة التي أتبع لها، أنا درست هناك مدرستين في الحكومية والوكالة. بصراحة وأنا وصغيرة لم أكن أفهم تمامًا ماذا يعني أنا لاجئة. لكن حين نُقِلت على مدرسة الأونروا بدأت المواضيع من أين أنتِ، فبدأت أنا من المجدل لأجد شخصًا آخر ليس من المجدل؟ وجدت أشخاصًا من حمامة من يبنا (قرى فلسطينية مهجرة)، عندما بدأت إيجاد أُناسًا مختلفين، وأنا أنظر أني أنا كنت في المجدل وكان كل من حولي أناس من غزة، ولكن ولا مرة غزاوي سأل من أين أنتِ، هل تفهم عليَّ؟ لكن حين انتقلت على مدارس الأونروا بدأت تتفكك المفاهيم بداخلي، أن تتسجل في المدرسة فتبدأ المعلمة تسأل أنت من أين ومن أين لاجئ وما إلى آخره. وأيضًا هناك بطاقة المؤن أو الشؤون الذي عليك إحضاره لإثبات أنك لاجئة، فأنتِ لكِ أحقية أن ترتادي هذه مدرسة الوكالة. ففهمت معنى اللجوء أني في غزة لكن ليس في المكان، فغزة هي ليست المجدل أو هو ليس المكان الذي أنا مفترض أن أكون فيه، المجدل هو مكان تم احتلاله، وبعد ذلك بدأت أكثر تتفكك مفاهيم الهوية في تعاملاتنا الشخصية اليومية بالقضايا المحيطة فينا. بمعنى أنك، كيف حين تكبر تبدأ برؤية الحصار بشكٍل مختلف. فعليًا حين تبدأ تحلم يصبح الحلم أقل لأن نسبة تحقيقه شبه مستحيلة، لأنك محاصر مقيد من كل الاتجاهات. فتبدأ مفاهيم الوطنية بالنسبة لك تكبر أكثر. لماذا يحصل معي ذلك؟ لماذا أنا؟ لأني محتل من قبل أشخاص وضعوني هنا ك صندوق معين، فبالتالي أتقيد بشكٍل أو بآخر، يعني ممنوع أن تعمل أي شيء كأنّك مسجون في داخل سجن. ثم عادت الهوية وتفككت وتركبت عندما قطعت الحدود لأول مرة، وليس من المفترض أن تُسمى حدود أو سفر. هناك أول تصريح حصلت عليه كي أدخل الشق الآخر من الوطن، في تلك اللحظة أنني بدأت أتنفس هواءً مختلفًا تمامًا عن الهواء الذي أتنفسه في غزة. أرى الجبل وماذا يعني الجبل.

أحمد البيقاوي: في أي سنة كان هذا بيسان؟

بيسان نتيل: هذا كان في سنة 2022 تقريبًا، بين 2022 و2023 أنا حصلت على زيارتين لرام الله. هنا ك أول مرة لم أذهب على المجدل لكن كانت جدتي لا تزال على قيد الحياة. سألتني إذا كنت قد ذهبت فقلت لها لا، لكن أعدكِ أن أذهب إن شاء الله المرة القادمة. ولم أكن أتخيل أن هناك مرة ثانية سأذهب فيها على رام الله. وحين ذهبت مرة أخرى زرتُ المجدل وصدقًا كنت دائمًا أحكي لأصدقائي وللأشخاص أنني كنت أسير على صوت جدتي. كل ما كلمتني عنه عن المجدل فأنا أمشي هنا بالشوارع وأبحث من خلالها هي أنا أين أذهب؟ هذه هي فلسطين التي بدأت من اسمي وانتهت بصوت جدتي، ورجعت الإبادة فككتها ورَكبتها بطريقٍة مختلفة تمامًا.

أحمد البيقاوي: إذا أردتُ أن أضيف أيضًا نقطة، أن كل المسار الذي تكلمتِ هو مسار مثل اسمك يشبه اسمك. أنك ولدت ومعك هذا الاسم. ولكن هناك أ ناس أيضًا اسمها بيسان ليس لها علاقة بفلسطين أو ليست قادرة أن تخوض هذا الاشتباك على مستوى توثيق، كتابة، تعبير وهكذا. ولكن إن أردتُ أن أجرب أنا وأنتِ أن نستحضر أول مشهد وأول قصة حدثت معكِ، والّتي حولت هذه المشاعر وهذه الهوية إلى هوية فاعلة، هوية مشتبكة أكثر، تأخذ دور، هل تقدرين أن تستحضري قصة حدثت معك أو حدثت حولك. عملت هذا الفارق على مستوى الهوية؟

بيسان نتيل: أوّلًا، يعني، دعني أحكي لك شيئًا أنّه في أ ول الإبادة كنت دائمًا أنزل على البحر أول فترة النزوح وبُعدي عن المكان وعن البيت، عن "ما هو البيت"؟ فقدانك للبيت هو الأقسى والأصعب تمامًا من أي شيء ممكن أن تمر عليه. لأنك أنت لست خارجًا بإرادتك. أنت لست خارجًا لأنك أنت تريد السفر، بل تم سحبك وإقصاؤك غصبًا عنك ورميك في المجهول على اعتبار أنه هو مكان آمن. أنه هذا هو المجهول وهو مكان آمن ولا تقلق أنت فقط اذهب إلى هناك ونحن لن نستهدفك ولن نفعل شيئًا وسترجعون إلى بيوتكم وسترجعون إلى منازلكم. فأثناء تلك الفترة كنت أنزل إلى البحر في كل مرة أنا أشعر فيها ب الضيق. وكانت طبيعة عملي يعني في المجال الثقافي والفني داخل أنشطة المؤسسة كنا نذهب إلى مراكز الإيواء، في مراكز الإيواء نعمل أنشطة فنية للأطفال، فكان هناك مساحة من الوقت الذي هو مركز الإيواء، وهو يطل على البحر بشكل مباشر لأجلس، فكان هناك طفلتين دائما يجلسون معي اسمهم "ملك ونسرين العطار"، "ملك ونسرين العطار" كانوا مثل القطتين دائما أحب أن أ شبههم هكذا، يحبون أن يكتشفوا، وعيونهم دائمًا مفتوحين على الدنيا ويحبون أن يعرفوا ماذا يحدث معهم من خلال الآخرين وبشكل غير مباشر. فكانوا يجلسون معي ويسألوني "أنتِ نزحتِ من أين؟ ماذا تفعلين هنا؟ " فقلت دعوني أسألهم أنا أيضًا ماذا يفعلون؟ كم عمرهم وماذا يفعلون هنا، من هذا المكان بدأتًُ أسمع منهم كيف بالنسبة إلهم يعيشوا الإبادة؟ كيف يرَون النزوح؟ كيف يرَون البيت؟ كيف، كيف، وكيف، ومتى وصلوا إلى هنا؟ كيف وصلوا؟ ما هي الطريق التي وصلوا من خلالها إلى هنا؟ ماذا رأوا عبر هذا الطريق؟ بطول هذه المسافة التي مشَوا فيها من شمال غزة؟ هم "ملك ونسرين العطار"، العطاطرة يعني أنتَ تحكي عن مكان قريب من بيت حانون، يعني إذا كنتَ تعرف في جغرافيا غزة هي قريبة من الشمال الشمالي. يعني بعد كل هذه، بعد بيت حانون، تحكي عن المناطق الأخرى وما إلى آخره. فكيف هم وصلوا من هناك إلى دير البلح؟ يعني كيف كانت رحلتهم؟ ماذا رأَوا طول هذه المدة؟ فكانت الطّفلتان تتكلّمان عن بيتهم، عن الشجرة الموجودة في بيتهم، عن ألعابهم، عن محيطهم. ولا إراديًّا بدأتُ أ تذكر أنّ جدّتي ب عمرهم خرجت وهي بهذا العمر وبقيت وهي كبيرة فقط تحكي في ذاكرتها عن ما الذي فقدته خلال الـ 48، من هنا بدأتُ أ شعر أنه لا يعني، يجب أن أبدأ ب جمع هذه القصص التي تحمل صوتًا مختلفًا تمامًا. تستطيع أن تتصفّح الأخبار وترى كم عدد الأطفال الذين استشهدوا، ولكن لا تقدر أن تعرف ماذا عاشوا قبل أن يستشهدوا. لا تقدر أن ترى ماذا كان كان يحلم، ماذا كان يعيش؟ ماذا كان عنده؟ ماذا فقد؟ إلى أن وصل إلى كفن لونه أبيض مدفون في ال أرض. فبدأت أجمع هذه القصص من الأطفال، كل طفل أقابله أبدًا أ سأله من محل للأمل من محل البيت، وأختم مع الأمل من محل الأمان، كيف كان وماذا عاش وأين وصل. أتذكر هناك قصة، هناك صبية يعني اسمها ليان عمرها 13 سنة، ليان نزحت ليس في بداية الإبادة، بل نزحت قسرًا يعني نزحت، كانت هي موجودة داخل مدرسة إحدى المدارس الموجودة في منطقة تل الهوى في أ ول يعني أول شعور لها بفقدان الأمان. تم قصف المدرسة التي هي فيها. فتحكي، لك أن تتخيل. فقط يعني العالم فليتخيل معي، الطفلة عمرها هذه 13 سنة. قصفوا المدرسة التي هي موجودة فيها. فهي نزلت ووجدت مرت عمها أشلاء. بدأت العائلة تجمع أشلاء مرت عمها وبدأت تحكي عن شعورها وهي تمسك بيديها الصغيرة أمعاء، هي تحكي لي أنّه شيء مدوّر، يعني أنا تخيلت أنّهم أمعاء يعني الشيء الذي يبدو هكذا، تجمعهم هنا ك كيس وتضعهم ليدفنوها، واضطروا أن يخرجوا مرة ثانية لأنهم لم يريدوا أن يخرجوا نحو المنطقة الجنوبية، فاضطروا بالرجوع إلى منطقة " الشفاء"، وجلسوا مع العائلة التي كان ت موجودة بمنطقة "الشفاء"، عندما جلسوا هناك، طبعًا كلنا نعرف حادثة اجتياح منطقة "الشفاء"، عندما اجتاحوا "الشفاء"، أجبرهم "جيش" الاحتلال بأن يفتحوا أعينهم، م منوع عليهم أن يغمضوا، ويرَوا الاغتيالات مباشرة لها، فلك أن تتخيل طفلة بعمر 13 سنة يتم إجبارها على أن تفتح عينيها لكي ترى كل هذه الأشياء. وبعدها طلبوا منهم طبعًا في خط سير معين أن يمشوا لكي يخرجوا من المنطقة بالشمال للجنوب عبر الممر الآمن. القانون الدولي كله يحكي لك عن الممر الآمن، أنه سيحضر لك منظمة دولية تقف على هذا الممر الآمن، ينقل لك المواطنين المدنيين من المنطقة المهددة بالخطر، إلى أن تخرج نحو المنطقة الآمنة، إلا في فلسطين، في غزة، الممر الآمن الذي يقف عليه جيش الاحتلال وجيش الاحتلال ماذا يفعل؟ ممنوع منعًا باتًّا أن تنظر إلى ابنك ولا إلى أيّ شخص، تمشي وأنت تنظر إلى الأمام، ترفع راية بيضاء، وأ ي شيء يقع منك حتى لو كان ابنك، ممنوع أن تنظر عليه. البنت في ذاك الوقت كانت تقول أ نها غير قادرة، غير قادرة أنها في كل خطوة تمشيها، تمشي فيها على جثة، ترى أ ناسًا حولها تموت، كان هناك شخص سقط أمامها، نظرت أمامها فصرخ الجندي وبقيت ماشية، طفلة! يعني هل تفهم ع ليّ نحن أين وفي أي منطقة نحكي؟ لذا فإنّ ذاكرة الأطفال التي تشوهت كلّيًّا كيف سيكملون بعد هذا؟ ما هي صورة الحياة بالنسبة لهم بعد اليوم؟ لذا بدأ فعل التوثيق لديّ، وبدأ من مكان معنى الحياة بالنسبة للأطفال هؤلاء، لأني درست علم نفس فبدأت أربطه بـ "فرانكلين"، علم النفس ما بعد الحروب العالمية وما إلى آخره. وبدأت أنه كيف بعد اليوم بعد الحروب بدأوا يضعون معاني جديدة وقوانين جديدة. اليوم الطفل الّذي عاش كل هذه الإبادة، ما هو معنى الحياة بالنسبة له مفهومه عن الشارع عن المحيط عن البيت عن الوطن عن فلسطين كيف تشكلت الصورة بالنسبة له؟ لذا أذكر فرح عندما حكت لي فرح هي أيضًا كان ت من شمال غزة وخرجت لأن المجاعة بدأت والأب هو من أصحاب الأشخاص الذين يعملون بشكل يومي والأصحاب الذين يعملون بشكل يوميّ هم غير قادرين على توفير أساسيات الحياة الأكل والشرب كالأشخاص الّذين يعملون هناك المجال الإنساني والعمل المجتمعي أو الأشخاص الذين يعملون في التعليم هناك مراكز أساسية هم الأكثر يعني متعبين هناك المجتمع، لذا بدأ الأب يقول لا أنا أطفالي صغار ويجب أن أخرج لكي يأكل أطفالي. بدأوا بالخروج وكان ت العائلة الكبيرة يعني تقول لهم لا تخرجوا كي لا تموتوا ولا يحصل معكم شيء، ومشوا من الشمال إلى أن وصلوا إلى الجنوب ولكن قبلها كان هناك حالة تردد نمشي أو لا نمشي، نمشي أولا نمشي، إلى أن قرروا وحزموا الأمر أن الأطفال يريدون أن يأكلوا، بالتالي يجب أن نمشي في هذه المسافة لكي نحصل على الأكل والشرب للأطفال، تقول أنّ أباها في ذاك الوقت، كان يحمل الحقيبة ويحمل أخته ويحاول أن يحمل كل شيء لكي لا يشعروا بالتعب، لذا وجدوا رجلًا كبيرًا هناك العمر، وهو لا يدري ما يفعله، يعني يمشي هذه المسافة أم لا، يعني يذهب أم لا، لذا توكل على الله ومشى. لذا فرح تحكي عن هذا المشهد الذي حدث أمامها بالضبط، كيف تم قنص هذا الشخص الكبير في العمر الذي هو يعني لا يهدد أي شيء، يعني تم قنصه وقتله في مكانه وهم مجبرين أن يقفزوا فوق الجسد، فكانت هذه الطفلة في هذا العمر تحكي أنها وكانها تشعر بال ذنب أنه هو ربما لو لم يقطع المسافة لبقي على قيد الحياة، فلك أن تتخيل أن طفلة في هذا العمر تحمل يعني شعورًا في داخلها أن هناك شخص أنّه مات لأنه قطع هذه المسافة ولأن العائلة شجعته أننا كلنا مع بعضنا وهيا فلنذهب، ولكن في النهاية هي طفلة يعني أنت تحكي عن مسافات لكي تصل منطقة دير البلح، تحكي عن فرحتها عندما أول مرة مسكت بسكوتة في يدها وأكلتها بعد ما عايشت كل المجاعة، وبدأت ترى خضرة وطعام أمام عينيها، أن هناك طعام هنا، نحن نستطيع أن نأكل، نستطيع أن نأكل كل شيء، بعدما عاشت كل هذه المجاعة التي عاشتها في الشمال، لذا بدأ ا حساسي أنّ كل قصة لها معنى وكل معنى يجب أن يصل، على الأقل إذا ليس لنا نحن كفلسطينيين، للعالم، لعل وعسى دائمًا لا أعرف أين هو مكان الأمل أنه من الممكن في يوم من الأيام هذا العالم يتحرك، العالم يعيد تعريف نفسه، تعريف القوانين الدولية، نحن عشنا حياة كاملة في المدارس بيحكولنا، أنا لا أنسى أبدا مدرسة في مدارس الوكالة كانوا يحكوا لك عن حقوق الإنسان وهناك مادة أنت تأخذها ويجب أن ت كون في المعدل الدراسي جيدة، اليوم تربى جيل كامل على حقوق الإنسان يتم انتهاك كل حقوقه وكرامته، والحق الأساسي في الحياة تم سلبه منه. فأين هي هذه الأنظمة والقوانين وكل هذا العالم الذي يحكي أنه ديموقراطي وإنساني وما إلى آخره. وبالأخير يأتي الطرف الآخر يسمّيك أو يعرفك أنك حيوانات بشرية ويحكي لك أن هذا الطفل أنا يجب أن أ قتله لأنه مشروع إرهابي. تخيل كيف هو يراك اليوم، و كيف يرى طفلك اليوم. لذا أصبح أشبه بشعور داخلي أنّ قصة جدّتي ذهبت معها، ولكن اليوم القصص هذه لا يجب أن تذهب، يجب أن يسمعها العالم، يجب أن يراها العالم، يجب أن يقرأ عنها، وإذا ليس العالم فيكهناكان ه نحن يعني نحن كفلسطينيين موجودين ونسمع أنفسنا ونرى الإبادة على الأقل جزء -دعني أسمّيها بشكل شخصي أيضًا- جزء من الكتابة هو مرحلة تفريغ ليس تعافي، ولكن أحاول أن أخرج كلّ ما في داخلي عبرها من خلال هذه القصص للأطفال، أنا أطيل في الكلام.

أحمد البيقاوي: بما يريحك، أنا أصلا يعني أنتِ من أفضل نماذج الضيوف عندي على الإطلاق، أكثر الضيوف الذين لا أفضّلهم، أو ليس (لا أفضلهم يعني)، ولكن الذين أسألهم ويجيبون جوابًا قصيرًا، تعرفين يعني هؤلاء الذين يجيبون بمعلومة وباختصار لكي أبقى أسأَل أنا، بيسان، ولكن أيضًا جزء من القصص التي تحكي عنها أنتِ وغالبية القصص التي تحكي عن غزة اليوم تبدأ من ما بعد 7 أكتوبر من الإبادة. ولكن هناك واقع مختلف أنا كنت أعرفه وأتابعه وأرى رواسبه وتراكماته ما قبل الإبادة والحصار. لذا أنا إذ ا أردت أن أرجع أيضًا أنتِ كنتِ تعملين ما قبل الحصار أيضًا كنتِ تعملين بذات السياق في المؤسسات وبالعمل فعليًّا المباشر مع الأطفال، إذا أردتُ أن أقول أصلا كيف كانت شكل الحياة، أو شكل الطفل المحاصر وكيف كانت تفاصيل حياته ما قبل هذه الإبادة كلّها، ولن جرب هكذا أن نرى شيئًا يعني واضح أنه يعني تم العمل كثيرًا على فكرة كسر الحصار حتى على مستوى نفسي ومعنوي بجانب منه بعدم الحديث عنه، ولكن أنتِ ترين اليوم القصص فعليًّا الإبادة عندما تأتي تبني أو تراكم على سنين طويلة من الحصار بكافة الجوانب وكافة القصص التي نحكي عنها.

بيسان نتيل: نحن قبل الإبادة أيضًا كنا نعيش حروبًا، لكن ي عني بدأنا نشعر أنّ هذه الحروب يعني سخيفة، يا وردي علي(يا حسرتي) ماذا أقول ألفاظ ههه سيئة صح؟ ي عني ليست سخيفة ولكن ي عني، يعني بالنسبة للإبادة التي عشناها هذه الحروب التي عشناها لا شيء مقارنة ب الإبادة، فكان واقع الطفل الغزي قبل الإبادة مختلف تمامًا في السياق، كنا في الحرب صدقًا نحن في غزة من خلال المساحات الفنية والثقافية، من خلال الأنشطة والورش التي نحاول فيها مع الأطفال، كنا نحاول أنه في البداية لأنّه هو عاش كل هذه الحروب، فبالتالي أكيد هناك شخص شهيد في العائلة، لكن أكيد ليست كل العائلة، يعني هذا كان قبل، قبل الإبادة، قبل الإبادة كان هناك شهيد في العائلة، هناك شهيدين في العائلة، الطفل فقط واحد من أفراد عائلته ليست كلها تمام، كنا نحاول من خلال هذه الأدوات الفنية أن يبدأ الأطفال بالتفريغ يعني حتى ولأني درستُ علم نفس أستطيع أن أ حكي لك بشكل شخصي من خلال دراستي أنّه أبدًا ليس تعافي ولكن هو تفريغ، من خلال هذه الأدوات يحكي عن ماذا فقد عن ماذا عاش عن ماذا يحب أن يصير، وكانت أحلامهم بسيطة جدًّا، أحلامهم أن يصير دكتور كأي من أحلام الأطفال، أنت لو سألت أي طفل سيقول أريد أن أصبح دكتور أو مهندس وهكذا، كانت هذه هي الأحلام الخاصة فيهم، أني أنا أريد أن أصبح دكتور أسنان لأنّ أ مّي كانت تريد أن أصبح دكتور أسنان، ولكن أمّي فقدتها في الحرب، اليوم هنا السياق مختلف، كانت قبل الإبادة أنّ الطفل أيضًا نحن نعمل على مساحة التعليم بشكل كبير، يعني كان التركيز فعلًا في كل المؤسسات المجتمعية ليس فقط مؤسسة تامر، كل المؤسسات تعمل على مساحة التعليم للطفل أنّه كيف يبدأ يتحسن مستواه التعليمي داخل البيئة الصفية. أ نا أذكر تمامًا أنّه كانت هناك مدارس بدأت تفتح صفوف مسرح، لك أن تتخيل هناك في مدارس الوكالة يصبح هناك صف مسرحي. هذا الشيء كبير بالنسبة للمجتمع الغزي أنك تدخل المسرح على المدرسة ويصير هناك بيئة كاملة، أنّ الصف كله يتحول هناك إلى منبر ومكان وكراسي صحيح ليست الكراسي الموجودة في العالم وليست الأشياء الموجودة هنا في ا لعالم، لكن بدأ الأطفال يحبون المدرسة لأنّه صار عندهم صف مسرح، كانت من خلال الأنشطة والورش داخل المدرسة ندخل السينما على الصف فيبدأ يرتبط بالتعليم بشكل أو بآخر، وبدأنا نعمل على مواد لها علاقة أنّه كيف التعليم لا يكون تلقيني، لا يكون يعني واحد زائد واحد يساوي اثنين، نحن كنا نحاول أن نعمل جيل، جيل متعلم، جيل يفكر، جيل غير ملقّن، جيل مهتم لكل شيء يحدث حوله ويعبر عنه بالطريقة الصحيحة. كانت المدارس تتغير، البيئة الصفية، الشارع، الشارع الذي كان فيه، أنا كنت أعمل هناك في منطقة القرارة، حرفيًّا قبل الإبادة بثلاثة شهور كنت في اجتماع هناك في منطقة القرارة، كان هناك مبادرين مجموعة شباب مبادرين يافعين ويافعات من عمر 16 لعمر 20 سنة، خمّن ماذا كانوا يريدون أن يفعلوا لبيئتهم وللشارع، كانوا يرون أن شارعهم ليس جميلًا لأنه ليس فيه زرع، فأنا أريد أن أحضر مبادرة أشتري من المشاتل زرع وأوزّع على كل عائلة وكل عائلة تزرع أمام بيتها شجرة لنحسن من بيئة الشارع لنجلس ونفرح ونمشي في الشارع ليكون هناك ظل عندما يكون هناك شمس. فبالتالي كان هذا المجتمع الفلسطيني يحاول ويسعى أنّه هناك داخل قطاع غزة أن يحسن البيئة المحيطة فيه، اليوم يعني الشجرة الموجودة الواقفة هناك في غزة تحمد الله ونقف تحتها مباشرة، الكثير من ال أشياء اختلفت يعني رغم أنّه هذه ال محاولات من الغزيين هناك في ال حصار وهم محاصرون وممنوع الدخول عليهم، والمعبر مغلق، والسفر تريد أن تدفع كثيرًا لتقوم بسياحة، يعني ح تى قبل الإبادة كانت هناك مصاريف كبيرة لكي تخرج أنت إذا كنت تريد أو لديك عمل خارج قطاع غزة، أيضًا تريد أن تدفع تكاليف مبالغ فيها لكي تخرج، المواد الغذائية التي كانت تدخل بشكل قليل، لكن كنا نعتمد على البيئة الزراعية لأنه نحن عندنا مساحات زراعية وكان فعلًا هناك مشاتل وهناك أ ماكن أنت تذهب يعني، يعني ليس ضروريًّا أن تذهب إلى السوق لكي تشتري، أنت ممكن أن تذهب وتشتري ال بصل وترجع إلى البيت وتضعهم عندك، لذا لم يكن المعبر بالنسبة للأكل والشرب حقيقي مقارنةً بالتنقل والسفر والعلاج، يعني الثلاثة هؤلاء كنا محاصرين فيها بشكل كبير، لأن الأكل والشرب كان نوعًا ما هناك مزارع دجاج عندنا هناك مزارع هناك حقول زراعية، هناك مزارعين كانوا يستطيعون أن يذهبوا على الأراضي الزراعية ليحضروا الأكل وبالتالي يرجعوا ويبيعوا، فبالتالي هناك هذه الأشياء موجودة في قطاع غزة، لكن كان ت رغم كل شيء ورغم الحصار ورغم محاولة الاكتفاء الذاتي المفروض علينا فرض أننا لسنا نحن من نستطيع أن نصدر أو نستورد، لكن نحن مفروضة علينا فكرة الاكتفاء الذاتي وفرحين يعني، ونسعى لأن نحسن البيئة الصفية للطفل ونحسن الشارع الّذي يمشي فيه الطفل، نعمل الكثير من الأشياء، كان يعني كان رغم كل شيء، واليوم أريد أن أحكي لك على فكرة رغم الإبادة إلا أنه نحن نحاول قدر الإمكان أن نعمل بأقل الموارد وأقل الإمكانيات. وأحكي لك من نطاق البيت من نطاق مكان النزوح عندما تفكر الأم في الطعام وكيف تبتكر من العدس 5 أو 6 أنواع من الأطعمة، هذا شيء يعني ابتكار وإبداع فوق طاقة الإبادة الّتي نحن نعيش فيها. لا أقول أن الحياة كانت وردية قبل الإبادة، لم تكن هكذا، كنا محاصرين فعلًا. كان هناك دائمًا خطر إعادة الحرب سياقات مختلفة وصارت فعلًا. كان هناك دائما شعورك بالخوف والقلق لكن لك أن تتخيل أنّه رغم الخوف والقلق أنت تخرج في الساعة الثّانية ليلًا تتمشى على البحر وتعود وتكون آمنًا ولا يحدث شيء، ورغم أنّ المواد التعليمية كانت تلقينية قليلًا ونحاول أن نعمل عليها قليلًا، لأن كيف يصير الطفل يفكر بشكل إبداعي، إلّا أنّه. كانت هناك محاولات هناك محاولات لإدخال الفن والأدب لبيئة الأطفال لنا نحن كأشخاص كان هناك معارض قبل الإبادة. كان الفلسطيني فعلًا مهتم بالهوية الفنية والبصرية. يحكي عن البحر وعن السّماء وعن الحدود وعن البحار كان هناك م ساحة للكلام، اليوم العالم يرى كل شيء لكن مساحة للاستماع أو يسمع ولكن مساحة الفعل أو رد الفعل على الفعل الّذي يصير بطيءة قليلًا أو غير موجودة، هذه غزة قبل الإبادة كانت تحب الحياة ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا كانت شعارنا فعلًا حقيقة ليست كذبًا، كان لدينا محاولاتنا بالتعافي، محاولاتنا لمجرد أنك تجتمع مع عائلتك وأصدقائك بحفلة شواء على البحر تضيعك من فكرة أنك أنت محاصر، وعدم إمكانيتك للتنقل والسفر وعدم وجود الفرص، كانت فرص العمل قليلة جدًّا بل بآخر فترة كانت شحيحة جدًّا لكن يعني أراهنك إذا كان هناك عائلة في ليلة تبيت من غير عشاء، لأن العائلات تتكاتف هناك مع بعضها، كل جار يعرف ما عند جاره وما يفتقر له، فبالتالي هو قادر على أن يساعده، اليوم، نحن لسنا قادرين على أن نساعد بعضنا داخل الأسرة، داخل بيئة الأسرة، أنت لست قادرًا على المساعدة، لست ق ادرًا على أن تساعد نفسك لتساعد الآخر.

أحمد البيقاوي: بيسان، ماذا يعني أن يخلق الطفل تعرفين يعني ما قبل الإبادة وقبل الحروب في عالم مثالي يُحكى على أنّ الطفل عندما ينشأ بمحبة وبأمان وبسلامة هذا الشيء يعني ينعكس على طاقته، ينعكس على أدائه، ينعكس على كثير من الأشياء، هذه المحبة، وهذه يعني واحدة من أشكالها تشكّل قلقًا على الطفل، يعني أسمع أو أرى أنّه حتى شكل التعبير عن المحبة هو بالقلق على الطفل، يعني التعبير على أن الأب أو الأم ليسوا ق ادرين على حمايته، أو ليسوا قادرين، ليسوا قادرين أن يعطوه أو ليسوا قادرين أن يوفروا له، هذه البيئة الّتي تغيرت من المحل الّذي كانت حتى بالشهذاات السابقة الّتي أعددتها هنا في تقارب أنه جانب من القصص الخاصة في الأمهات كيف كانوا يصممون أو يفكّرون، كيف يريدون أن يرجعوا ويوفروا ويدهنوا الغرفة ويرتبوها ويوفّروا تفاصيل كثيرة لكي يعيش هذا الطفل في بيئة ومحبة كبيرة جدًّا تغيرت وانكسرت في الإبادة كثيرًا، ماذا يعني اليوم هذا الكلام؟

بيسان نتيل: التربية الإيجابية وكيف أن الطفل يكون مسالم، ويعني ممكن الصورة كما أنتم ترونها على الإعلام وأصعب مما هي موجودة على الإعلام، أنت تحكي عن طفل فقد بيته وصار في خيمة، الخيمة ليس لها حيطان، فبالتالي هو ينام على الأرض أو في مركز إيواء كما قلتُ لك يعني بيئة صفيّة، لذا ماذا تريد أن تفعل له؟ ماذا؟ الطفل محيطه كله ذهب، لا يوجد مقدم رعاية له، يعني الأب أو الأم استشهدوا أو العائلة كلها، وبقي الطفل لوحده، أو مع عمته، مع خالته، مع شخص متبقي من العائلة، طفل لا يتلقى الهرم الغذائي المفترض أن يتلقاه، هو فقط يأكل على مدار الإبادة بقوليات، طفل نسي كيف يمسك القلم، كان أول شيء لاحظته أنه فعلًا الأطفال يعني وبصراحة فلينسى، يعني ينسى ينسى لكن فليَعِش، كيف يمسك القلم، كيف يكتب، كيف يرسم، كيف يلعب،. طفل عايش في بيئة، لأنه أيضًا يعني نحن فلندخل في التفاصيل لأنه ليس هناك صرف صحي فبالتالي المجاري في كل مكان من حوله، فبالتالي أنت تحكي عن طفل يتعرض لأمراض يعني أمراض صحية بالإضافة للأمراض النفسية بالإضافة لحالة الفقد بالإضافة لأنه عدم وجود بيت له، فنحن نحكي عن مستوى هشاشة عالية لهذا الطفل، لكن يضحك يعني هذا الشيء، هذا الشيء الّذي يظهر لك في آ خر الوقت أنّه رغم كل شيء تجد هذا الطفل يحاول أن يبحث عن مساحة خاصة له لأن ي لعب لأن يستعيد طفولته ولأن يحاول يحكي "أنا ما زلت طفل"، الطفل الذي كان مفترض أنّه في حصة الرياضيات اليوم يجلس ويبيع بسكوت ويجمع ويطرح ويرى كم بقي من النّقود وكيف يستطيع بهذه النقود أن يحضر طعامًا، هذا هو الطفل اليوم الّذي نحن نحكي عنه والعالم يحكي عن التربية الإيجابية وكيف أنّه يجب أن تشغّل له موسيقى لكي يكون نفسيًّا سوي. الطفل الّذي نحن نتكلم عنه هو لو كان ابن صياد اليوم هو ليس قادرًا أن يقطع البحر مع والده لكي يحضروا الطّعام الّذي كانوا هم يسترزقون منه قبل الإبادة لأنه ممنوع لأنه هناك قوّات "إسرائيلية" تقصف على مدار البحر، الطفل الّذي أنت تحكي عنه هو طفل حاليًّا يقف على "مكان توزيع الطّعام"، وكلكم رأيتم هذه الصور أظنّ الطفل الّذي ينسكب عليه العدس وهو ينتظر.

أحمد البيقاوي: لكن ممكن أن أسأل هنا لماذا دائما نرى أطفال في "أماكن توزيع الطعام"؟

بيسان نتيل: الأدوار في العائلة؟ يعني كل شخص ي كون منقسم، أنا ليس لديّ جواب كامل على هذا السؤال لأنّه ب حسب العائلة، يعني ممكن هناك في كل أسرة حالة معينة هناك الأب الّذي يذهب مثلا ليحضر الحطب أو يبيع الحطب ليطبخوا آخر النهار، يعني ليوفر الأساسيات قدر الإمكان، أو يكون الأب مستشهد، أو يكون هو كبير العائلة، تكون البنت يعني أنا هناك ورشة للحماية يعني كانت هناك إ حدى الورش يعني من أقلّ من أسبوعين، كانت هناك فتاة بنت، بنت ليست ولد تحكي أنّها هي تقف في طوابير المياه، لأنّها في كلّ مرة تشعر أنّها غريبة لأنّها تقف وتنتظر المياه و هي أكبر البنات بين أخواتها ووالدها غير موجود، قررت أن تقص شعرها كالصبيان لتأخذ هذا الدور، طفلة عمرها 14 سنة، 14 سنة ترى أ ختها الّتي عمرها 10 سنين صغيرة، وهي يجب أن تحتويها وتقوم ب هذه المهام عنها، هل تفهم كيف أننا نحن نحكي هنا في أي م ستوى عن الأطفال وانتهاكات حقوقهم؟ بمعنى أنّه يعني قد يكون الطفل هو فاقد لأبيه فبالتالي هو مضطر لأن يذهب و يقوم بهذا الدور، أو إنّ الوالد هو يقوم في مهام مختلفة تمامًا ليوفر الأساسيات الأخرى، أو الأب هو غير قادر فعليًّا على أن يقوم بالدور هذا لا أعرف شكل محيطه المجتمعي لا يريد أن يروه العالم يقف وينتظر ولكن لا أظن لأنه أيضًا الشباب بعمر الـ 20 والـ 22 ك الأولاد وكا لكبار وممكن أن تجد كل العائلة يا أحمد واقفين ينتظرون الطعام، أنت تعرف لماذا؟ هل تعرف لماذا؟ سأحكي لك أنا لماذا، لأن العائلة ليس لها دخل خاص أبدًا، لذا هم وجبة الإفطار لا يفطرونها، لا يوجد إفطار بالنسبة لهم، يبدأ انتظار الطعام من الساعة 12 للساعة الواحدة، موعد الغداء نسميه تمامًا، يحضروا الطعام هذا هو إفطارهم ويبقون منها للعشاء فتكون كل العائلة واقفة وتقسم الصحون على مدار اليوم، هذا للفطور وهذا للعشاء، فممكن تجد كل العائلة الولد الصغير والكبير وهو واقف ينتظر الطعام لكي يوفروا الوجبة، أو وجبتين من أصل ثلاث وجبات أيّ العدس، وفي النهاية يشربون القليل ويتركون القليل للعشاء، يعني لكي تتقسّم الأدوار في ما بينهم، فتجد كل العائلة واقفة بانتظار المياه أو بانتظار الطعام. وأكون مستفزة للأمانة بشكل كثير شخصي أنه كيف العالم ينظر اليوم لنا، نحن ولا مرة يعني مصطلح التكيّة "مكان توزيع الطعام" هو مصطلح جديد بالنسبة لنا، بدأ يظهر في الحرب، حتى الحروب السابقة لم يكن فيها هكذا، كان هناك مساعدات إغاثية يكون حتى ليس هناك "دور" عليك، يعني لم يكن هناك مفهوم "الدّور" أن تقف أنت لتأخذ طردًا غذائيًّا لآخر الشهر، ولا يكفيك لنصف أسبوعين من الشهر أصلا يعني الطرد الغذائي إذا كانت عائلتك ممتدة، اليوم تقف على طابور كامل إذا حصلت على طعام فهذا جيد وإذا لا يعني تذهب وأنت خجلان لأنك لا تعرف ماذا تقول لعائلتك، أنت لا تحكي عن شخص واحد جائع، أ نت تحكي أقل عائلة بغزة يعني 6 أشخاص بطونهم جائعة سينامون بالجوع وننتظر ماذا يحصل في اليوم التالي. كيف العالم فعلًا بدأ يرانا من هذا المكان أنّنا نحن شعب يقف على التكيّة أو دور المياه، أبدًا لم نكن قبل الإبادة هكذا، كانوا كل هؤلاء الاشخاص أو هؤلاء الأطفال آباؤهم عاملون في المجتمع، أصحاب مهن بدخل بسيط لكن مستورين الحال يتلقوا أحسن الأشياء قدر الإمكان. اليوم هم مضطرون هم وأبناؤهم أن يقفوا وينتظروا المياه. والأمر المستفز أكثر كيف أن العالم عادي يعني ممكن أن يرى هذا الطفل ويعمل هكذا يعني انتهت القصة تمام مشاركة مع الآخرين، بعدها ماذا أيضًا يكفي يعني أحيانًا تشعر أنه يعني يكفي صور وفيديوهات قلقتم منامنا يعني أشعر أ ن العالم يفكر هكذا. وفي نفس الوقت هذا الولد الّذي يحمل صحنًا فارغًا، تجد تحته شخص من السوشال ميديا يضع طعامًا لينهيه بموعد محدد معين، بأ صوات من فمه وهو يحكي عن لذاذة الطعام، فتقف أمام هذا العالم يعني إلى هذه الدّرجة نحن لسنا مرئيّين؟ أو إلى هذه الدرجة الإنسانية انحدرت للأسفل، يعني أو نحن كنا مخدوعين بكذبة الإنسان، يعني بكذبة أنّ الإنسان والحقوق، لا أريد أن أحكي حقوق، ضع هذه الأشياء أيضًا جان بًا، أنت كإنسان اليوم ترى طفلًا يقف على جائعًا أو عطشانًا ألم تفكر للحظة ك رد فعل ولو لمرة أنّه ممكن في يوم من الأيام أن تكون أنت؟ ولكن ك لها حكومات خاضعة يعني كلها حكومات يعني أنا أحكي كلامًا يعني يجعلك تفكر يعني فكّر بغيرك يعني هل عملت شيئًا لأجل الإنسان؟ بدون الحديث عن القضية، أيضًا إذا أردنا أن نحكي عن القضية يعني هناك أ ناس يعني، الإنسان نفسه كإنسان كبشر نحن موجودون على هذا الكوكب لم يعطيك أيّ رد فعل؟ من ضمن الأشياء التي كانت تتم محاربته فيها وتتم إبادة كرامتنا قبل إبادة نحن وجودنا كأشخاص، لا أعرف إذا لاحظت آخر فترة الأشخاص الّذين يذهبون على مناطق التوزيعات، ليست ا لتوزيعات بل على مناطق الّتي تأتي منها المساعدات الّتي هي نقطة "زيكيم" أو نقطة من رفح، يعني أوّل مشهد كان بالنسبة لي عندما كان الجندي الأميركي يقف لكي يعطي المواطن الفلسطيني الكرتونة هذه أنّنا نحن أين؟ نحن أين؟ أنت تعمل يعني، يعني لا أريد تشبيه حالنا كشعب فلسطيني بهذا المستوى من الدناءة لكن يعني أنت تعمل للشعب الفلسطيني هكذا كالبقر لكي يمشي فيه لكي يأخذ في النهاية الطعام وبعدها يمشي لمسافات بعدها طويلة يرجع فيها للبيت ويحكي لأهله أنا أحضرتُ لكم طعامًا اليوم، بعدها صار هناك توجهات مختلفة تمامًا لا أعرف إذا العالم يعرف فيها أو لا، أنّهم بيطلبوا من الناس أنّ الشّاحنة اليوم ستقف في نقطة معينة، ويطلب من صاحب الشاحنة أن ينزل منها، حسنًا، ينزل من عن الشاحنة، انتظر هناك صديقة لي.

أحمد البيقاوي: من صديقتك فلتتفضل معنا.

بيسان نتيل: صديقتي أشجان.

صديقة بيسان: جئت مداهمة.

بيسان نتيل: لذا كان يطلب من أصحاب الشاحنات أن يترك الشاحنة تقف ودع الناس يأتون، لذا آخر فترة كانوا يلعبون معنا لعبة "الحبّار" إذا كنتَ تعرفها، ويبدأوا ينزلون على المستوى، مستوى الأشخاص الفلسطينيين يحكولهم الآن تستطيعون أن تذهبوا لتأخذوا الطعام، ولا يتكلمون بهذه الطريقة لأنّني سمعت من أشخاص أنهم ينادون "يا غنم يا بقر"، كانوا ينادون بهذه المسميات، وي تصارع الإنسان لكي يأخذها ويذهب فيها إلى البيت، وفي النهاية يحكي لك أننا نحن حيوانات البشرية.

أحمد البيقاوي: بيسان أريد أن أ سألك صديقتك تعرف أنّها ظاهرة في الفيديو؟ ليس لدينا مشكلة ولكن هل تعرف؟

صديقة بيسان: أنا أصوّركِ.

بيسان نتيل: أنتِ؟

أحمد البيقاوي: أهلا وسهلا، يعني لا مشكلة، لا مشكلة عندنا ولكن لأجلها.

بيسان نتيل: هكذا لا أظن، أنا أرتّب شعري سأعود.

أحمد البيقاوي: خذي راحتك، بيسان إذا نستطيع أن نعود إلى ما قبل هذه الأدوار الّتي أنتِ تتكلمين عنها وما بعد كل هذه التحضيرات من الرعاية والمحبة للطفل هناك شيء ينتقل إلى الطّفل، من هذا التوتر وهذا القلق الّذي هو موجود وينتقل للطفل وهو في بطن أمه وينتقل للطفل أيضا بالرضاعة وله آثار نفسية وعصبية، رأيتموها؟

بيسان نتيل: سأحكي لك من مستوى البيت، أنا. .

أحمد البيقاوي: هناك شيء، لكن أنسى أن أقوله، قدر الإمكان، أعرف أنّكِ قابلت الكثير من الأطفال وتعاملتِ معهم بسياق عملك، قدر الإمكان، ساعدينا يعني بذكر قصص، يعني حتى لو من غير ذكر أسماء لكن قدر الإمكان نحتاج أن نرى مستويات مختلفة غير الشيء الّذي يتم الحديث عنه في الإعلام.

بيسان نتيل: أكيد هلأ أنا سأتكلّم على المستوى الشخصي، البيت، نحن لدينا طفل اسمه عبود ابن أخي عمره سنتين، أول سنة في الحرب يعني أو ل فترة نزوحنا، من أ ول 7 أكتوبر، لأنّنا نحن كنا موجودين في منطقة السودانية في الشمال وهو أكثر مكان يتعرض للقصف والاجتياح عندما يبدأ العدوان، نحن أول ناس ننعزل يعني من بعد بيت حانون نبدأ نحن بالعزل يعني نبدأ نضع يعني هذه كانت أول مرة في حياتنا فعلًا ننعزل في كل الحروب السابقة كنا نكون موجودين في البيت. ابن أخي عبود كان أوّل مرة يجرّب صوتًا أعلى من صوته، صوت الـ "بووم"، كان بجانب البيت هناك قصف، في ذاك الوقت هو كان عمره تقريبًا سنة، عيونه انفتحت وجسمه تجمّد قليلًا، يعني ما الذي يحصل هنا؟ لذا شعرنا أنّه لأول مرة نحن من واجبنا أن نخرج ليس لأجلنا بل لأجل أنّ هناك طفل معنا في البيت في العمارة يعني هناك طفل في البيت فنحن نتحمّل هذه المسؤولية، عبود كبر وهو يعني لا يعرف أي شيء عن الحياة التي كانت قبل، خرج من غزة إلى الجنوب، كبر في محيط عائلة كبيرة لأنه نحن كنا نازحين ما يقارب يعني وصلنا لفترة ما عند صديقتي فداء الحسنات 45 شخص في البيت، فهو فجأة كان يجد عائلة حوله كبيرة وكل عائلته كان يحكي حتى لأخت دعاء "ماما" يعني كان يحكي لها أمي لأن أولاد دعاء ينادونها أمي، فهو أيضًا صار يناديها أمي مثلها، يعني طالما هي ماما فهي أيضًا أمي، بعدها هذا الطفل بدأ يتعود على بيئة هذه الأطفال واضطر أنّه ينزح مرة ثانية إلى شرق المغازي، هذه البيئة تختلف بالنسبة له تمامًا عن ماذا كان يعرف يعني أنت تحكي في عمر السنتين، أربع بيئات مرّ في أ ربع بيئات إلى أن رجع على الشمال. اليوم عبود عندما يريد أن يأكل يحكي لك "أريد دجاجة"، عبود طول الحرب ربّما أكل سبع مرات دجاجة، يعني طول الإبادة سبع مرات الّتي هي الفترات الّتي فتحوا فيها المعبر وقدرنا أن نحضر فيها الدجاج هي أعداد يعني عدد محدود من عدد المرات هو عمره سنتين، وعندما كان عمره سنة الآن عمره سنتين، يعني هو عمره سنتين، لكن هو يعني بعمر السنة، عندما كان في عمر سنة ونص عندما كان يأكل الدجاج اليوم هو عمره سنتين قادر على اللفظ، وحكى أنه "أريد دجاجة" يعني قرر هو أن هذا الشيء أنا أريده، لا أعرف من أين ليس موجودًا هو حاليًّا مع أنّه حتى في مرحلة الكلام بدأ يحكي عندما رجعنا أكثر عندما بدأ يعني يربط الجمل ويكوّنها ويحكي ماذا يريد ولا يريد ونعم ولا، عندما صرنا في الشمال أكثر، يعني عندما وصلنا الشمال، وعندما وصلنا الشمال لم يكن هناك دجاج، هل تفهم عليّ؟ يعني، يعني كانت قد رجعت الحرب مرة ثانية وقفوا المعابر، فبالتالي لا يوجد دجاج ولا لحمة وه كذا، إلّا أنّه هو الطفل ربط في عقله أنه ما زال موجود وأنّه أنا أريد واحد اثنين ثلاثة. المرة الماضية صار هناك قصف قريب من البيت عندنا حسنًا؟ هو كان بالشارع مع والدي، لذا عندما صار القصف أبي لا إراديًّا طبعًا خبّأه في حضنه، فهو طول هذا اليوم كان يريد أن يبقى مختبئًا لأنّه خائف، هو خائف أن يصير قصف ثانٍ. طول الوقت يحكي لأمي ولأمه أنّه جدي خبأني، خبّيني، أنه يريد أن يختبئ لأنها صارت فجأة والقصف كانت أنت تحكي عندما يصير نحن لا نعرف طبيعة الصاروخ الّذي كان وقتها، لكن عندما نزل كانت الشظايا دخلت على البيت فالشارع لك أن تتخيل كان هناك جرحى في الشارع، فالطفل شعر أنّه في أي لحظة هناك صوت هناك شيء أنا لا أفهمه هناك خوف أنا لا أفهمه لكن إذا أنا اختبأت سأكون بخير، سأكون في أمان، هذا على مستوى الشخصي كيف الطفل. بالنسبة للأطفال الآخرين، مستوى الأمان مستوى مستوى يعني فقدانهم لقيمة يعني لمعنى وقيمة الحياة مختلف تمامًا. لأنه يمكن أنا أحكي اليوم أنا هنا في بيت حسنًا، اليوم عندما نحكي عن طفل في مركز الإيواء في خيمة فهي معرضة أنّه في حال إذا القصف هنا فكل الّذي بالخيمة يذهب، لماذا يذهب؟ لأنّ الخيمة لا تحمي. والمكان مركز الإيواء المفترض هو مركز إيواء واللجوء للمراكز هو ما بيحمي. الطفل عارف أنّه هو غير محمي رغم أنّه هو خارج بيته وهو خارج المكان والمحيط الذي يرتبط به، فإذا صار قصف هنا، الطفل هنا يموت. يعني أتذكر هناك طفلة قالت لي أنّه صار قصف داخل مركز الإيواء الّذي هم فيه، في المدرسة التي هم فيها، و كيف الأشلاء من حولهم تطايرت ووقفت هكذا هي لا تعرف ماذا تفعل مصدومة هناك أطفال يتكلمون ولكن هناك أطفال في دواخلهم ولكن لا يتكلمون، يعني نحن نحكي عن أطفال يتكلون لكن هناك أمامهم الكثير من الأطفال أبدًا ما لا يتكلمون ماذا عاشوا وماذا رأوا وماذا فقدوا في مستوى البيت والعائلة والأصدقاء. أتذكر هناك طفلة اسمها حبيبة، هي كانت نازحة معي في الجنوب في بيت فداء، وهي بنت خالتهم، حبيبة، كانت في المغازي وكان لها صديقة هي الصديقة بجانب بيتهم، فجأة انقصف البيت والبنت موجودة يعني هي بعمرها صديقتها بعمرها صاحبتها موجودة في داخل هذا البيت لذا تقول أنّه أنا نظرت على الشباك ورأيتهم هم ينظرون إليها، بعدما انتهوا أتت إلى البيت الّذي هي موجودة فيه لتبحث عنها، مع أنّها رأتهم و هم ينظرون إليها، هي استشهدت إلا أنّها ذهبت تبحث عن صديقتها الّتي استشهدت داخل البيت، وجدت ثياب المدرسة هل تعرف ماذا فعلت؟ احتفظت بثياب المدرسة و طلبت من أمها أن تغسل هذا الثّوب وتحتفظ به. أنا لا أعرف ماذا هناك في مخيلة حبيبة، ربّما هي تحتفظ بهذا الثوب لكن أ تخيل هذه الطفلة في هذا العمر يعني معنى الاحتفاظ أن يتكوّن في ذاكرتها الآن يعني في هذا العمر الّذي هو يعني 11 سنة أنّه ماذا ماذا يعني الاحتفاظ أن تحتفظ بثياب المدرسة الخاصة ب صديقتها حتى عندما تذهب إلى المدرسة ترتديه، فهذا هو معنى الفقد بالنسبة لها، وتحكي أنّه وأنا يعني ممكن أنا أيضًا أن أكون الشخص الثاني لهذه السلسلة من الأرقام الّتي تموت وتستشهد؟

أحمد البيقاوي: أيضًا بحديثك ومقابلاتك مع الأطفال ماذا تسمعين من آمالهم اليوم وأحلامهم ماذا يريدون أن يصبحوا بماذا يفكرون ماذا يتمنّون اليوم للأمام؟

بيسان نتيل: آمال الأطفال وأحلامهم طبعًا اختلفت في سياقات ما قبل الإبادة عن اليوم، يعني كما قلت لك في بداية المقابلة أنّه قبل الإبادة كان يحكي لك الطفل أنه أنا أريد أن أصبح دكتور، الكاميرا مغلقة؟ أحمد؟

شقيق بيسان: لا ليست مغلقة.

أحمد البيقاوي: تعمل تمام.

شقيق بيسان: هيّا.

بيسان نتيل: لا لا أفحص الكاميرا لكنها تعمل حسنًا، شكرًا جزيلًا. قبل الإبادة كما كنت أحكي لك. .

أحمد البيقاوي: اطلبي منه أن لا يُدخل أصدقاءكِ أكثر، قولي له صديقة واحدة فقط في الغرفة، لأنّنا نحن نسمع صوته وهو يحكي.

بيسان نتيل: كان يضبط الكاميرا ويحكي لها أن تراقب.

أحمد البيقاوي: يوزع المهام محمد.

بيسان نتيل: قبل الإبادة ك ما كنت أحكي لك في بداية اللقاء أنه كان الأطفال أريد أن أصير مهندس أو دكتور وهكذا كأي طفل يحلم أحلام عادية وطبيعية، حسنًا؟ لا نسميها هذه الأحلام العادية. اليوم أثناء مقابلتي مع الأطفال، كان الطفل حلمه أن يرجع إلى البيت يرجع إلى صفه لمدرسته ويرجع لمحيطه، كان هناك أطفال، حلمهم أن يرجع أباؤهم، يعني لا أعرف هل هم يعرفون أنّ آباءهم ان فقدوا أو استشهدوا لكن دائما حلمهم أن يرجع والدهم كأن هذه الحرب كذبة بالنسبة لهم أو هذا الفصل من الإبادة هو مجرد يعني شيء وبعد ما تنتهي أو يصير وقف إطلاق للنار سيرجه الآباء، كان الأطفال يعني يحلمون أن يأكلوا ويشربوا ويلعبوا بما أنّه يعني ملا يوجد مساحة للعب، نحن نحكي اليوم عن المدارس التي صارت مراكز إيواء والشارع يعني بالتالي لا يوجد أيّ مكان لأن يلعبوا هناك أو يمارسوا الألعاب العادية الشعبية الّتي كانوا يمارسونها قبل الإبادة، لكن دائما هناك عندهم اختراعات خاصة. يعني أتذكر كان صديقي يحكي لي عبد الرحمن إسماعيل على أنّه كيف لاحظ أنّ الأطفال خلال فترة الإبادة اخترعوا ألعاب من الحرب، يعني صاروا يوزعون نقودًا -مصطنعة- بعمولة ويلعبوا ألعاب هكذا.

أحمد البيقاوي: ما هي الألعاب؟

بيسان نتيل: يحضرون أوراق، هو يعني يعمل على هذا المشروع الخاص فيه، يحكي لي أنه كيف الأطفال بدأوا يعني يحضرون أوراقًا يعني أنا أريد أن أعطيك نقودًا لكن مقابل 50 بالمئة أو 20 بالمئة، وتعرف النسبة هذه الّتي يأخذها الأطفال فأنت العمولة يعني تذهب عند شخص معه نقود يعطيك إيّاها، لا أعرف ي عني تعطيني إياها مقابل مثلا 45% آخر شيء توصلنا 45%.

أحمد البيقاوي: تقصدين هذا المشهد العام الّذي هو موجود في المعاملات اليومية؟ عندما أنت تريدين أن تدفعي نقودًا من خلال التطبيق وأو مباشرةً هناك نسبة فتحولت هذه إلى ثقافة لعب عند الأطفال.

بيسان نتيل: صحيح. هناك ورق ملون مزور يبيعونه مع بعضه ويتعاملوا في العمولة ويفتحون بنوكًا صغيرة على قياسهم وهذا الّذي يلعبون فيه. فاليوم عندما تسأل الطفل ماذا تريد أن تصبح؟ أنا أريد، يعني اليوم حتى الأطفال ينظرون أنّ الحياة صارت عشوائية معهم، لأنه ماذا هي الأشياء التي تطعمني؟ أن أقف وأنتظر الطّعام، فأنا أريد أفتح محل سوبر ماركت عندما أكبر، فهمت عليّ؟ كيف أنّ سياق الحلم اختلف تمامًا؟ ما هو الشيء الذي أنا يوفر لي الأكل والشرب؟ هو واحد اثنين ثلاثة، أنا أريد أن أتّجه اتجاهه لأن أمي جائعة ولأني جائعة وأنام جائعة. حسنًا؟ ماذا نلعب اليوم؟ هناك لعبة الدول كانوا يلعبونها ب خارطة الدول، أنت تضع خارطة الدول، كل دولة تقف في مكانها ويقومون بهجوم على دولة ثانية، اليوم هذه اللعبة اختلفت تمامًا، يعني حسب ما تكلم لي عبد الرحمن إسماعيل أنّه كيف صاروا يلعبونها أنّه لا هذه الدولة أصبحت من الدول الضعيفة التي لا تستطيع أن تتحرك، فنحن نجلس أمام الدول القوية لكي نعمل الهجوم والسيطرة. وبعدها يقول لك لا أنا أريد أن أبقى محميًّا؟ ماذا يعني "محميّ" بالنسبة لطفل هل تفهم عليّ نحن أين بسياقات الأطفال، اليوم عندما تسأل ماذا تريد أن تصبح للطفل، يعتمد الجواب على بيئته ومحيطه، والمجتمع الذي هو موجود فيه، ويبدأ يبني حلمه بناء على ذلك. اليوم أنت البيت والمجتمع والمحيط كله يعني كله فاقد كله مشتت كله مستوى من الهشاشة العالية، فبالتالي ماذا يكون حلم الطفل؟ إلا أنّه ما زال هناك أ طفال يريدون أن يصبحوا أطباء ليس لشيء بل لأنّه في العائلة جريح، يعني هناك فتاة كانت في مدرسة الموهوبين سألتها ماذا يعني، لست أنا الّتي سألتها، كانت معلمة الفنون هي الّتي تسألها "ما هو حلمك؟ "، وكانت ترسم، كانت ترسم ظهرها وترسم العمارة والبيت وهناك كلّه شظايا، فقالت أنا أريد أن أصبح طبيبة، ف نسألها لماذا؟ فقالت أنا هناك شظايا في ظهري أريد أن أزيلهم. هناك أطفال حتى عندما يريدون أن يصبحوا أطبّاء هم إما يريدون أن يعالجوا أنفسهم أو يريدون أن يعالجوا أطفال الآخرين في محيطهم، يعني الأطفال الّذين كانوا يحلمون أن يصبحوا لاعبي كرة قدم اليوم هم فقدوا أقدامهم، فكيف يريد أن يكمل وأن يحلم ليصير لاعب كرة قدم بكل المستوى الّذي هو فيه، وهو ليس قادرًا حتى أن يخرج لأن ي تعالج في الخارج، أحلام الأطفال اليوم ليست كما قبل الإبادة، لكن يذهلونك بنوع جديد من الأحلام لكي يقدروا أن يعيشوا.

أحمد البيقاوي: بنفس المنطق الّذي تشاركيني إيّاه، يمكن أيضًا الحديث عنه في موضوع التعليم أنّه دائما كان هناك نقاش على التعليم المؤسساتي أو ا لتعليم من خلال المؤسسة، من خلال المدرسة أو التعليم من خلال الحياة فعليًّا هناك سنتين مع كل الّذي يتم مشاركته وغيره، كما نرى في الأخبار أنّه توقف التعليم على مستوى يعني على مستوى غزة، ومن مكان ثانٍ تعرفين هناك مثل الأرقام الّتي تصعد أنّه هناك سنتين فائض التعليم وهكذا وزادت السنين وهناك جهل موجود وهكذا، الّذي هو منطق الناس الّذين يتصرفون مع التعليم فقط كالذهاب إلى المدرسة، لكن بالمقابل فعليًّا هناك مهارات ومواهب ربّما أيضًا تطورت واكتسبها الأطفال خلال الحرب والّتي هي أيضًا تعادل ربّما أ كثر فعليًّ ا من ماذا كان ممكن أن يأخذ في ص ف الثالث أو الرابع أو الخامس، يعني لفتني هذا التعليق لأنه هناك حلقة أخرى سجلناها قبل فترة قريبة مع الدكتورة سائدة الّتي كانت أيضًا تحكي تحديدًا بهذه الجزئية وتقول خطأ جدًّا أن ترجع الحرب، يعني بعد أن تنتهي الإبادة، خطأ جدًّا أنّ هذا الطفل سيعود للصف الثالث كأنّه فعليًّا لم يتعلّم شيئًا لأنه بهذا المنطق وبنفس الوقت الآن هكذا وأنت تتكلمين بقضية العمولة أن الأطفال الموجودين صاروا يعرفون ب النسبة شيء معقد يعني صغير يعني تافه نكرهه ونحن صغار، يعني نجلس ل نحسب عشرين في المئة وخمسة وعشرين في المئة من كل رقم، فإذا وصلنا لهذا المستوى فعليًّا فهو أنهى درس رياضيات يعني لحاله.

بيسان نتيل: أحكي لك شيئًا أيضًا أنا كنت أكتب عن هذا الموضوع كمقال مدونة حارة 36 عن التعليم اليوم فعلًا في نطاق التعليم العالي، لكن في المقابل كعاملين في المجتمع موجودين داخل مساحة الطفل أو نحاول قدر الإمكان أن نكون نحن موجودين وفاعلين في ال مجتمع، كانت دائما تهمنا عدد المبادرات التعليمية الّتي تنطلق من مراكز الإيواء والخيام، حتى لا ينسى الأطفال كيف يك تبون ولكي يتعلموا يقرؤوا بشكل صحيح، ورغم أنّه فعلا أنّه حاليا لا يوجد مدارس لكن المستوى التعليمي ما زال قدر الإمكان الحفاظ على مستوى الأساسيات الّذي نحن نحكي عنه كمواد أساسية عربي علوم رياضيات، الأشياء الأساسية لغة إنجليزية، وحاليًّا يتمّ العمل على موضوع الامتحانات الّتي هم يكونون موجودين فيها داخل التعليم، موجود داخل خيام هناك خيام تعليمية، يذهب الولد على الصف الدراسي أو الخيمة التي هي موجودة في الصف يذهب على الخيمة التعليمية، يأخذ الدرس ويذهب ويقدم امتحانًا ورقيًّا تمامًا ويتمّ رفع هذه العلامات والأشياء للوزارة، هل نحن بحاجة لأن نعيد التفكير في التعليم ما بعد الإبادة أنا أحكي لك أكيد طبعًا أنت تحكي عن أطفال تعرضوا لأشياء يعني لا أحد يستطيع أن يتخيلها أو يتصورها، على مدار عام ونصف يعني نحن صرنا سنتين نحن في نفس وفي نفس الإبادة وفي نفس الأشياء التي يتعرض لها، فتحكي عن المنهاج لا يجب أن نعيد النظر للمنهاج لهذا الطفل كيف أنّه نحن نريد أن نرجعه لسياق التعليم الصحيح، لكن أن نحكي أنّه هو ذهب من عمر سنة أو ا ثنتين، يعني أراها صعبة قليلًا، يعني س تكون حربًا جديدة عليهم وسط الحروب الّتي هم يعيشون فيها، فبالتالي يجب أن نجد سياقًا نفكر في المنهاج ليس في الطفل أن نرجعه سنة من عمره أو سنتين. يعني اليوم نحن نحكي عن مثلا إذا أردنا أن نحكي عن مرحلة اليافعين الّذين هم التوجيهي ذهبت سنة وهذه السنة الثانية مواليد 2006 لم يقدّموا امتحانات وأيضًا 2007 حالهم مثلهم حسنًا؟ هل هذا يريد أن ينتظر أيضًا سنة لكي نرجعه وبعدها يدرس ويدخل إلى آليّة التعليم العادية لكي يقدر أن يقدّم الامتحانات، وبالتالي يتأخر على المستوى الجامعي والمستوى المهني والمستوى يعني كم سيصبح عمره عندما يتخرج من الجامعة، هل تفهم عليّ أنت أين نحكي نحن؟ فبالتالي كم هو مهم أن نفكر نحن في سياق المنهاج التعليمي أكثر من أن نفكر بالطفل نفسه لنؤخّره أيضًا سنة؟ لأنه بصراحة يعني دعنا نحكي عن أيضًا أنّه نحن قبل الإبادة كان هناك سنتين كورونا التعليم الإلكتروني وسنتين كورونا، التعليم الإلكتروني، ليست كل المناطق كان فيها الإلكتروني وليس كل الأطفال كانوا يشاركون إلكترونيًّا الآن يعني كان قبل أن يب دأ موضوع المبادرات التعليمية والخيم التعليمية كانت هناك مساحة من المدارس، إحدى المدارس يعني كانت تفعل شيئًا إلكترونيًّا، فالمجتمع الفلسطيني الغزي قال لك انتظر لا نملك جميعًا الإنترنت، أنت هناك لا يوجد شبكات تواصل أصلا كي تقول لي أن نعمل تعليمًا الكترونيًّا تريد أن ترجع شبكة التواصل، وبعدها قدّم اختبارًا عبر المواقع وهكذا، عليك أن تراعي ظروف الطالب وتراعي نفسية الطالب وماذا عاش وبالتالي نحن نقدر وقتها أن نحكي أنّه يرجع الطفل يفكر بماذا سيصير في المستقبل بعد أن يرجع لبيئته التعليمية يرجع لمدرسته لحصصه لكتبه هناك عنده على الأقل بصيص أمل أو حلم بشوش في المستقبل كشخص يعني بعد كل هذا لكن أنا يعني موضوع أن يتأخر الطفل يعني.

أحمد البيقاوي: لكن هل يمكنك لكي تدعمي نظريتك أن تحكي لي أنت من الأرض ما هي المهارات الّتي تفكّرين أنّهم اكتسبوها بشكل غير منهجي خارج المدارس للأطفال فرضًا على سبيل المثال بقضية الرياضيات والأرقام هناك مهارات أخرى أنت متأكدة أو رأيتِ أو شعرتِ أنّه وااو هذا طفل عمره صغير ولكن صار يعرف هذا، هل في بالك شيء؟

بيسان نتيل: كان هناك من الأشياء الّتي تظهر لنا خلال وجودنا في مراكز الإيواء هم العائلات الّذين حصلوا على يسمّونها امتياز هم، أن ينزحوا في م كتبة داخل المدرسة.

أحمد البيقاوي: ماذا يعني؟

بيسان نتيل: مكتبة، مكتبة المدرسة.

أحمد البيقاوي: الامتياز كيف في ال مكتبة؟

بيسان نتيل: هي أوسع، لكن الأم والأب والأطفال لأنه ليس هناك شيء في يومهم يعملوه لذا طول اليوم يمسكون الكتب ويقرأونها، يعني لم تكن الكتب فقط يعني نعم جاءت فترة فعلًا الكتب تحوّلت إلى وقود نار لكي يأكلوا ويشربوا. لكن كان هناك أ شخاص آخرين تعاملهم مع الكتب خلال فترة الإبادة هو فعلًا محتاج لمعرفة محتاج لشيء جديد مختلف عن ماذا يحدث اليوم حوله، كان هناك مركز هناك مكتبة الحارة في مركز إيواء دير البلح، كان هناك أشخاص يأتون إلى المكتبة، هذه المكتبة كان المسؤول عنها محافظًا على قيمة المكتبة وكانت الإدارة أيضًا تمنع الأشخاص أن يأتوا و يدخلوا المركز ويحوّلوه إلى مركز إيواء، فبالتالي كانوا يحاولون أن يحافظوا على قدر الإمكان أنّهم يحافظوا على قيمة المكتبة داخل المركز والبرامج النسائية كان يأتي أشخاص يستعيرون من المكتبة ويسجلون، صحيح ليس التسجيل الالكتروني لكن يمسكون الورقة والقلم ويسجلون الأشخاص من استعار كتابًا، على ورقة، كانت العائلات داخل المركز تأتي و تستعير قصة داخل المركز، العائلات النازحة تستعير قصة، والأطفال يستعيرون قصة ويقرؤون ويكتبون ويتحدثون ويتناقشون بالمواضيع وتستمر الحياة، كذلك المكتبة التأهيلية ال موجودة في ا لمغازي حين عادوا إلى المغازي تم إعادة تفعيل المكتبة، فبالتالي محيط المغازي كله عاد مرة أخرى يحصل على هذه المساحة ساعة من الزمن أن يجلسوا و يقرأوا ويرجعوا لمهامهم العادية في البيت، حتى المراكز الّتي فيها وآخر مركز أنا عملت فيه يعني كنا موجودين فيه هو مركز السويدي يعني هي عيادة طبية هي نقطة طبية وهناك داخله مراكز إيواء يعني نازحين، كانوا خلال الورشة البنات يتفرجون على القصص الموجودة على هواتفهم، يقرؤون الروايات ويناقشوننا بها، يناقشون برواية لغسان كنفاني ويناقشون بالروايات، يناقشون بروايات وقصص وكُتّاب، فأنت يعني تحكي له كيف فيحكي أنه في الليل يشعر بالملل ف ماذا يريد أن يفعل وليس هناك تلفاز ولا إنترنت؟ فأشحن هاتفي، أحمّل الكتاب وأعود وأ قرأ ليلًا، ربّما م ستويات المهارات التعليمية ليست المهارات التعليمية المرتبطة بالمنهاج الدراسي التي اكتسبها الأطفال خلال فترة الإبادة هم أشياء كانوا يحاولون أن يوجدوا من خلالها فسحة من يعني فسحة من الراحة من المهام اليومية لكي يرتاحوا قليلًا.

أحمد البيقاوي: هذا القصد بالنتيجة، يعني تعرفين أنا من مكان ثانٍ كل فكرة أنّه هناك شيء يعني علينا جديد كله، أن تتحول غزّة إلى بلوكات، فأنتِ فعليًّا هذا درس يعني قاسٍ جدا في الجغرافيا بفكرة أن الإنسان يكبر لديه شيء اختياري يحب الجغرافيا أو لا يحبّها، فهنا يجب أن تمسكي الخارطة، وتحفظي المناطق، ممنوع أن تخطئي بين الشمال والجنوب كما كنّا عندما كنّا صغارًا كنا نخطئ يعني بين الشمال والجنوب.

بيسان نتيل: أحكي لك تذكرت شيء يعني هذا شيء أذهلني. كنا في إحدى الأنشطة داخل مدرسة العائلة المقدسة للأطفال، الفنانون أحضروا لوحتين كبار ورسموا خارطة قطاع غزة، ما الهدف من هذا النشاط؟ نحكي عن الأطفال عن كيف نزحوا أو بقَوا في الشمال وما عاشوه، نضع هذه الرّسومات على الخارطة لكي نكوّن القصة ونشعر بهذا التلاحم والتلاحم النفسي والجسدي ما بيننا وبين بعضنا وقصصنا المتشابكة مع بعضها لأننا نحن نعيش نفس الاحتلال ووضعناها وهم يحكون أنّه هذا الجنوب هذا وهذا الشمال وأنا كنت هنا وأنا هنا وكما قلت الأطفال هم هناك في أيّ منطقة موجودين، هناك فتاة اسمها جود هل تعرف ماذا سألتني تقول لي هذه ليست خارطة فلسطين، أين خارطة فلسطين؟ أين نابلس وجنين؟ أنا نظرت إليها أقول لها يعني أنت هل تفهم الطفل هو يعرف هو أين، سؤالها عن نابلس وجنين يعني أين؟ لا هذه ليست خارطة فلسطين. أريد خارطة فلسطين كاملة.

أحمد البيقاوي: بيسان هناك أيضًا شيء بهذه الحروب، بهذه المساحات، بهذه الفوضى ال موجودة، هناك مستوى من القتل والدمار والمذابح والمجازر، الاحتلال يقوم به ويتعرض له كل الأطفال، وهناك مستوى ثانٍ الّذي هو على مستوى مجتمعي يتعرض له الأطفال، يعني بمعنى مجرد أنّه صار مضطرًا أن يقف ينتظر الطعام أو المياه ويتعامل مع النقود ويتحرّك ويتعامل مع الكبار، ونحن نعرف أن المجتمعات هذه يعني مجتمعاتنا هي ليست م جتمعات مثالية ليست م جتمعات عظيمة هناك عموم يعني فلسطين والعالم العربي بظروف غير حرب أصلا الواحد كان يحتاج أن يهتم بابنه ويحصّنه ويحميه ويعفيه فعليًّا من التعرض لاعتداءات أيًّا كان شكلها بهذه الحرب، ماذا كان يحدث مع الأطفال؟

بيسان نتيل: أريد أن أحكي لك شيئًا، أي مستوى هشاشة عالية يقابلها الأشخاص الّذين هم ببدأ يكون عندهم سلوكيات غير سوية نفسيًّا، طبيعي هذا الشيء ليس فقط في فلسطين والعالم العربي و كل العالم، هذا الشّيء موجود ليس فقط في قطاع غزة والطبيعي لأنه غير موجود مستوى الأمان، غير موجود الأمن والحماية وما إلى آخره يتعرض الطفل لانتهاكات نفسية وجسدية وتحرش لفظي وتحرّش جنسي هذا كان موجودًا وليس غير موجود في السّياق، لكن كان وا الأهل للأمانة أنّهم هم يحاولون أن يكونوا طوال هذا الوقت قدر الإمكان على الأقل في عائلات تكون واعية لأن تحافظ على أطفالها، وأن تكون في مستوى الخيمة، حتى العائلات بت نقلاتهم. كل عائلة تتنقل مع بعضها كجسم واحد بحيث أنهم ينتبهوا على أنفسهم وما إلى آخره. لكن كان هناك القصص دائما يعني تظهر، من ضمنها الأشخاص كما قلنا أنّه عندما يقف في طوابير انتظار الطّعام فهو يتعرض لعنف لفظي فيضطر أن يرجع، هذا دورك أو ليس دورك؟ لا ليس دورك. الصبية التي قررت أن تقص شعرها هو من أي محل أرادت أن تقص شعرها كالصبي؟ لكي لا تشعر أنّها غريبة كبنية جسدية في محيط كل الصف فيه رجال، في هذا الوقت هي مضطرة أن تقف وتنتطر المياه للعائلة للبيت فبالتالي لا تريد أن تشعر للحظة ما أنّه أنت فتاة لماذا أنتِ هنا؟ ماذا تفعلين هنا؟ كانت هناك قصة يعني من يومين أنّه كيف داخل هذا المحيط عدم شعورهم بالأمان لمجرد أنّهم يريدون أن يدخلوا على الحمام لمجرد أنّه هو يريد أن يقف في طابور، فبالتالي مجرد أنّه هناك عين تلاح ظ أنّه هذا المكان خاصّ جدًّا يعني نحن في ا لبيت ويكون هناك مستوى خصوصية عالية، فأنت تريد أن تذهب إلى الحمام في مركز إيواء و ألوف من الناس من مناطق مختلفة. أنت تريد أن تقف على طابور لكي تصل إلى الحمام الّذي هو أصلا أيضًا يعني ليس نظيفًا ويحتاج لأشياء كثيرة ليصل لمستوى الحمام، وفي النّهاية يتم أيضًا النّظر إ ليك وأنت ذاهب وأنت قادم، فكل هذه الأشياء طبيعي أنّها هي موجودة أو ت هدد حمايتهم وأمنهم، يعني لو في حالة طفل بحاجة لأكل معين يتعرض لنوع من الاستفزاز من الطرف الآخر وهو يمتلك الحاجة. .

أحمد البيقاوي: استفزاز أو ابتزاز؟

بيسان نتيل: الاثنين، الابتزاز والاستفزاز الاثنين، يعني ممكن يقول له ارجع أو أنت يا ولد يعني هذا أمام عيني ارجع أنت بعدها يعني ا لابتزاز يعني أكيد طبعًا الاثنين موجودين ويعيشه الأطفال بشكل يوميّ يعيشون هذا الخوف لأنّهم ليسوا موجودين في بيتهم، يعني شخص يعني ماذا نسميه مختل نفسيًّا؟ الطفل يمشي فيضربه أو يقوم ويحكي له كلمة سيئة، يعني هذا الشيء موجود، مرة أتذكر يعني شخص كان يحكي لي عن أبنائه وهو ابنه مصاب بمتلازمة داون، فعملت معه مقابلة له وهو للأب، فأقول له كيف تتعامل مع الأطفال ومع الآخر فيحكي لي يعني داون(ابنه المصاب بمتلازمة داون) هو الّذي يعطينا الفرح والأمان في ا لبيت لكن ب اقي الأطفال لأنه أنا مضغوط فأنا أصرخ فيهم لأنه هناك الإبادة والحرب وكل يوم نحن بموت وما إلى آخره فتجدنا لا إراديًّا أنّه نحن بشكل لا إرادي هو مصطلح يعني نعمل ممارسات الضرب وما إلى آخره من عنف لفظي وعنف جسدي للأطفال فأنا يعني لا أجد ماذا أريد أن أفعل يعني؟ فكلّ ما كان هناك مستوى هشاشة هناك مستوى من العنف والإبادة اللفظية والجسدية.

أحمد البيقاوي: بيسان نحن دائمًا في نهاية الحوار، نعطي المايك للضيف هناك م ساحة حرة، فهذه مساحتك، وهذا المايك لكِ يعني ممنون لك على هذه الإطلالات لكن أيضًا هكذا إذا كان هناك شيء لم نحكي فيه يجب أن نحكي فيه يعني هناك أي شيء تريدون أن تؤكّدي عليه أو تشاركينا إياه تفضلي هذه مساحتك.

بيسان نتيل: لا أعرف.

أحمد البيقاوي: نحن نحب، بإمكانك أن تسألي صديقتك أخّرناها.

بيسان نتيل: الله يسعدك، لا لا الوضع جيّد، شكرًا على هذه المقابلة، أتمنى أن أكون قد تكلمت عن أهم القضايا المتعلقة بموضوع الأطفال وماذا يعيشون في واقع الإبادة التي نعيشها خلال يعني يعني في السنتين، أتمنى أني ركّزتُ على قصص الأطفال الّذين نزحوا تحت التهديد وفقدوا مفاهيم حياتهم، فقدوا معنى البحر، معنى السماء. كانت السماء بالنسبة للطفل حلم أني أريد أن أطير، اليوم بالنسبة للطفل عندما تسأل ماذا في السماء يقول لك هناك أبي هناك أخي هناك عمي، هناك جاري. السّماء بالنسبة له كالسّرير الّذي يحمل كل الشهداء من عائلته، الأرض بالنسبة له ودائما كنا نحاول أن نربط أنفسنا قبل الأطفال بهوية الأرض ووجودنا على هذه الأرض، بالنسبة اليوم الأرض معناها مختلف تمامًا عن ماذا كان هو دائما يراها محل الزراعة أو محل يلعب فيه بالحجارة، اليوم بالنسبة له مستوى الأرض أنّه أنا أنتقل وأنزح وأرجع، ومفهوم البيت تغيّر جدًّا بالنسبة له، ورغم أنه نزح من مكان لمكان لمكان، إلا أنه دائمًا عقله مربوط في الغرفة التي فيها سريره التي فيها تحت السرير لعبة، ويرجع يأخذ اللعبة لأنه نسي يأخذها وهو نازح. أتمنى أن أكون تكلمت على كل هذه القصص للأشخاص الّذين فعلًا تم احتجازهم بالشفاء أثناء اجتياح الشفاء، وكيف أنهم اضطروا أنهم يشهدوا على جرائم الاحتلال ويبقوا فاتحين لأعينهم، وبعدها أن يخرجوا وينزحوا لمسافات طويلة، حتى في العودة، اضطرارهم للعودة سيرًا على الأقدام، ويعودوا ويجدوا البيت، هو ليس م وجود فعليًّا وأنا كلّي يعني أتمنّى الأمنية وكلّي أمل أنّ الجيل القادم أن نحاول قدر الإمكان نعمل على أن كيف يعني فعلًا لا أريد أن أقول أن نتعافى نفسيًّا لأني أعر ف أنّه صعب، وأنا أعرف من محل أنّه أنا كنت طفلة في ا لحروب السابقة، وحتى اللحظة أتذكّر ناس استشهدوا في الحروب السابقة ومن بيتنا القصف وما إلى آخره، فهذا الطفل كيف عندما يكبر أنا متأكدة أنّه لن يتعافى ولن ينسى لكن على الأقل كيف أنّه يريد أن يكمل حياته، كيف يريد أن يعيش بهذه الذاكرة المشوّهة؟ هذه الذاكرة الّتي حرمته أقصى يعني أبسط حقوقه أنّه يكون طفل يأكل و يشرب ويذهب إلى مدرسته يلعب ولديه مهام، صار لديه مهام للبيت أنّه يصير هو مسؤول هو رجل البيت، صار الطفل أنّه يجب أن يحضر الأكل والشرب ويُؤمن عائلته من الجوع.

أحمد البيقاوي: و أريد أن تحكي لنا أيضًا عن مشروعك القادم.

بيسان نتيل: مشروعي الأدبي القادم عن المفقودين في الحرب، أبحث عن آخر أثر وآخر خطوة لكل شخص مفقود، أين هو ذهب، وأبحث عنه ليس من ناحية هو ماذا حدث معه على قدر ما هو موجود في مخيلة وذاكرة الأهل نفسهم، وبدأ المشروع من مكان من مكانين هناك ا لربط، انظر نحن الفلسطينيين مليئين بالمعاناة، للأمانة نحن هكذا بدأ من مكانين من مكان عمّي يوسف في اجتياح بيروت، هو كان مفقود وعاشت العائلة على أمل أنّها تجد أي أثر له، لكن للأسف هي لم تجده وقالوا أنّه هو موجود في مقبرة الأرقام، والّذي عزز هذا الشعور هو صديقة لي اسمها هناء فقدت أخاها خلال اجتياح المغازي هو كان موجود في البيت يريد أن يحمي البيت دائمًا يبقى هناك فرد للعائلة فهو تم فقده، وكان آخر اتصال لها أنّه ما بين هناء وأخيها أنّ الجنود يلحقونه، لذا أنا أبحث في مخيّلة العائلة عن آخر خطوة وآخر أثر لهذا الشخص أين هو ممكن أن يكون موجودًا وطرق الوصول له، أنت تعرف أيضًا نريد أن نرجع نحكي با لقوانين أنّه حتى المفقودين هناك هيئة الصليب الاحمر هو يكون يهتم بشؤونهم ويحاول أن يوفر الحماية اللازمة وإعادتهم لأهاليهم، لكن اليوم للأسف المفقودين هم غير موجودين، وإذا شخص انفقد فهو يبقى أثره ضائع، مع تأويلات كبيرة جدًّا حول أنّه أين هو؟ هل هو شهيد؟ هل هو تم أسره؟ هل تم تعذيبه؟ هل هو أصبح أشلاء وبالتالي هو غير موجود وأحاول أن أوثق قصصهم وقصص عائلاتهم.

أحمد البيقاوي: بيسان شكرًا على هذه الجولة، شكرًا على هذه المعطيات، ممنون لك، شكرًا على أننا ملأنا فراغات كثيرة بين الأخبار الّتي نسمعها ورأينا وصف يتجاوز الوصف الخبري للكثير من ال صور التي نراها من بداية الحرب فشكرًا لك، ويجب أن أ عبر عن إعجابي العالي جدًّا بقدرتك على التعبير والسرد واستخدام الوصف لكل قصة بمكانها، ممنون لك.

بيسان نتيل: شكرًا وأنا بوعدك إن شاء الله عندما يصير الكتاب قريبًا حين تتم طباعته، كيف نعيد ترتيب الحكاية الّتي فيها قصص الأطفال واليافعين حكاية شعب البحر، حكايات شعب البحر، إن شاء الله سأوصله إليك، يعني سأحاول قدر الإمكان أن أوصله لك على مكانك، وتحمل كل القصص الّتي أنا تكلّمت عنها والّتي لم أتكلّم عنها موجودة هناك داخل هذا الكتاب للأطفال ماذا فقدوا؟ وما هو مفهوم الحياة بالنسبة لهم؟

أحمد البيقاوي: شكرًا لك. ممنون لك ويعطيك ألف عافية.

بيسان نتيل: شكرًا كثيرًا أنا كنت سعيدة في المقابلة اليوم، شكرًا أحمد، يعطيك ألف عافية.

أحمد البيقاوي: شكرًا.

بيسان نتيل: شكرًا، مع السّلامة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025