رغم الضغوط والمحددات الرسمية، نجح الأردنيون في تحويل الشوارع إلى ساحات مقاومة رمزية، وقدّموا نموذجًا في دعم وإسناد غزة منذ بدء الحرب، عبر مبادرات إبداعية، مثل تحويل أموال الأعراس إلى تبرعات، وإدخال سيارات إسعاف عبر الحدود. فهل بذل الشارع الأردنيّ أقصى طاقاته أم قصرَّ مقارنة بدول عربية أخرى؟
يتصاعد هذا الجدل منذ بدء معركة طوفان الأقصى. ثمّة من يرى التحوَّل الكبير في الشارع الأردني الذي انطلق إلى الميادين منذ الساعات الأوّلى يوم 7 أكتوبر، وصار ساحة نضال فعليّ عبر التظاهرات والتبرعات والضغط الشعبي.
نحاول في هذا الحوار أن نفهم المشهد الأردني أكثر؛ شعبيًا، ورسميًا، سياسيًا وأمنيًا، بعيدًا عن التضخيم أو التقزيم أو التقييمات الخارجية. ما هي المحددات الأمنيّة التي وضعها الأردن؟ وكيف سارت المعارضة في حقل من التوازنات؟ وماذا عن الفعاليّات الجماهيرية عند الحدود مع فلسطين؟ نتحدّث عن كواليس قرار حصار السفارة الإسرائيلية في عمّان، ونستفيض في الحديث عن الدور الشّعبي، والتنظيمي، وعن جمع التبرّعات، وعن آلاف الفعاليّات، وآلاف المعتقل جرّاء إسنادهم لغزة.
يتحدث ضيف تقارب عن تفاصيل وكواليس لم تُرو من قبل، عن تواصل مع قيادات حماس، وعن دور لقيادي بالحركة في اقتراح الإنزالات الجوية على شمال القطاع. ويقول إنّ المظاهرات لم تكن مجرّد هتافات، بل تحولت إلى حالة شعبية استثنائية عبّرت عن ارتباط أردني وثيق بالقضية الفلسطينية.
نستضيف في الحلقة 158 من بودكاست تقارب، معاذ الخوالدة، الناطق باسم "جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن، والعضو في "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن".
بودكاست تقارب برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.
يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014، وقد ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.
نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:
معاذ الخوالدة: [00:00:00.05]
والذي حاول أن يسعى متعسّفًا ان يفصل بين المشهد الفلسطيني وبين المشهد الاردني. للأمانة يكون يعزف خارج السياق. أول شيء يمكن عملناه كان اتصال أجراه المراقب العامّ المهندس عبد الحميد الذنيبات في حينه مع الشهيد أبو العبد (إسماعيل هنية) رحمة الله عليه.
أحمد البيقاوي: [00:00:22.91]
هذا معناه مستوى ثاني من المحددات.
معاذ الخوالدة: [00:00:25.55]
في محددات وضعتها الدولة ومنها قضية الحدود على سبيل المثال.
أحمد البيقاوي: [00:00:29.21]
المحددات هذه وضعت قبل دعوة خالد مشعل الأولى؟
معاذ الخوالدة: [00:00:33.38]
يعني يمكن البعض فهم تلك الرسائل على انّها تدخل خارجي في الاردن. ولذلك عملت حساسية. لم تبق عشيرة في الاردن ولا عائلة في الاردن ولا منطقة الا وقدّمت سهمًا في إطار الدعم والإسناد المالي.
أحمد البيقاوي: [00:00:49.64]
أنت تقول إنّه لأول مرة أنّ القائد (في حماس) خليل الحية هو صاحب فكرة الإنزالات الجوية!
معاذ الخوالدة: [00:00:56.27]
هو طالبنا بذلك ونحن نقلنا هذا الطلب. إذا وصلنا بالمظاهرات للحدود هل كانت الحرب ستتوقف؟ طيّب الذي دخل بالسلاح والصواريخ لم يستطع ان يوقف الحرب. ولو كان هنالك رفع للغطاء عن هؤلاء الشباب الأبطال -الله يتقبلهم- لما كانت صورهم تمتلئ بها المظاهرات والفعاليات. يعني الموضوع ابسط من هكذ بكثير، بصراحة.
أحمد البيقاوي: [00:01:23.83]
لا.
معاذ الخوالدة: [00:01:25.42]
الموضوع أبسط من هيك بكثير.
أحمد البيقاوي: [00:01:26.80]
لا لا ليس أبسط!
معاذ الخوالدة: [00:01:29.62]
يعني صار عندنا جدل أصلًا في موضوع الانتخابات. يعني خليني أحكي معك للأمانة بصراحة؛ المشهد الذي كان في الاردن او المشهد الاردني يُظلم أحيانًا.
معاذ الخوالدة: [00:01:42.91]
السلام عليكم ورحمة الله. انا معاذ الخوالدة، الناطق الاعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. يسُرّني مشاهدتكم لهذه الحلقة التي حاولنا فيها من خلال برنامج "تقارب" أن نُسلط الضوء على المشهد الأردني فيما يتعلق بمعركة "طوفان الأقصى". لا شك أن الأردن كان عليه الأضواء خلال هذه المعركة بما يمكن أن يُقدّمه من أشكال إسناد مختلفة، ومرّ بمراحل متعددة ومحطات مختلفة، بعضها حصل حوله جدل كبير أو بسيط، وبعضه كان بحاجة إلى توضيحات. نأمل إن شاء الله أن تكون هذه الحلقة تجيب على كثير من التساؤلات التي يمكن كانت ليست واضحة لكثير من المتابعين للمشهد الأردني من الخارج، وإن شاء الله يكون فيها الفائدة المرجوّة لجميع المتابعين.
أحمد البيقاوي: [00:02:59.94]
مرحبًا وأهلًا وسهلًا فيكم في حلقة جديدة من "بودكاست تقارب" معكم أنا أحمد البيقاوي، وضيفي لليوم العزيز معاذ الخوالدة. الأردن وساحة الأردن كانت من أبرز الساحات منذ بداية الإبادة على مستوى النشاط الفعلي الموجود في الشارع، وعلى كافة مستويات التضامن والمناصرة والاشتباك فعليًا في المعركة الكبرى التي حصلت وبدأت منذ 7 اكتوبر.
أحمد البيقاوي: [00:03:27.54]
نقاشات كثيرة كانت فعليًا تتعلق بساحة الأردن، البعض يرى أنّها قدّمت فوق ما تستطيع، أو البعض يرى أنّها قدّمت فعليًا ما يوازي ويزيد عن بعض الدول العربية، والبعض يراها مُقصّرة أو يرى أطراف منظِّمة للفعاليات داخلها مُقصِّرة أو قصّرت خلال هذه الإبادة.
أحمد البيقاوي: [00:03:49.53]
اليوم في حوارنا مع العزيز معاذ، الناطق باسم الإخوان المسلمين في الأردن سنخوض حوارات حول كيفيّة فهم ساحة الأردن أوّلًا وكيفيّة فهم ما حصل منذ 7 اكتوبر، في محاولة لقراءة المشهد الأردني المناصر لفلسطين، بأعين محليّة.
أحمد البيقاوي: [00:04:10.50]
قبل أن نبدأ أريد أن أشكركم مثلما أشكركم دائمًا على مشاركتكم معي؛ أفكاركم ومقترحاتكم ومواضيعكم ومقترحاتكم لمواضيع الحلقات وضيوف الحلقات. شكرًا لاشتراككم في قناة اليوتيوب، واشتراككم في قنوات الاستماع، ومشاركتكم هذا المحتوى مع كل شخص ممكن أن يكون مهتمًّا فيه. وشكرًا أيضًا دائمًا لكل من يستثمر في محتوى "تقارب" ويدعم استمراره من خلال الرابط الموجود في الوصف. وبهكذا نبدأ.
أحمد البيقاوي: [00:04:42.63]
حيّا الله، انت معاذ الخوالدة. الخوالدة، من أين..
معاذ الخوالدة: [00:04:47.34]
الخوالدة يعني نحن أصلنا من المفرق، من سكّان المفرق وهي ترجع لقبيلة "بني حسن" تقريبًا يمكن أكبر قبيلة في الأردن من حيث التعداد، يعني طبعًا هم يحكون.. يعني نحن "تحت الهوا" ولا كيف يا شباب؟
أحمد البيقاوي: [00:05:09.06]
يعني بدأنا، اعتبر انّنا "على الهواء".
معاذ الخوالدة: [00:05:15.09]
لا يعني أنا من قبيلة بني حسن من الخوالدة، لكن الخوالدة ترجع لقبيلة اكبر اسمها قبيلة "بني حسن". طبعًا نحن في الأخير العرب كُلّهم يعني من أصل واحد في الأخير كُلّنا.
أحمد البيقاوي: [00:05:35.13]
حي الله. اول شيء، في حالة سياسية في الأردن، نراها عند نخبها. عند مثقفيها. عند أحزابها. في نقاشاتها. في خصوصية لها. أعتقد دائمًا حين يقع حدث نبدأ برؤيته بمحدوديّته. يعني بسياقه الزمني فقط. لكن حين كنت أحاور أصدقاء او أستعلم وأستفسر فعليًا حول هذا الوعي أو هذا النضج. خاصّة أنّ كل مظاهرة، كل حراك، يكون في له تخطيط. أو حتى الناس التي لا تُخطط تدّعي التخطيط. وهذا شيء في ميّزة. قبل أن ندخل في الحوارات الطويلة، هل يمكن أن تضعني في سياق هذا، هذه النخب كيف شكّلت هذا الوعي وهذا النضج في النقاشات السياسيّة؟ اه متى بدأ؟ وما هي العوامل التي ساعدت؟
معاذ الخوالدة: [00:06:32.90]
الحياة السياسية في الأردن للأمانة عريقة والحياة السياسية في الأردن يمكن لا أبالغ للذي يقرأ في التاريخ الأردني انه يمكن الواقع قديًما كان متقدّم أكثر علينا حاليًا كحياة سياسية.
أحمد البيقاوي: [00:06:51.63]
حين تحكي مثلًا سابقًا، أي سنين؟
معاذ الخوالدة: [00:06:54.18]
حين تتكلم في الخمسينات والستينات. يعني مع بداية الدولة الأردنية ونشأتها تشكّلت قوى سياسية وكانت قوية. وطبعًا يمكن في ذلك الحين كان الطابع اليساري والقومي هو المدّ الموجود في المنطقة العربية في تلك الفترة. وطبعًا الأردن كان من ضمنها. وتطوّرت الحياة السياسية في الأردن على مدار العقود. فبالتالي المشهد السياسي في الأردن ليس وليد اللحظة، وإن كان عام 1989 وهو لحظة الانفتاح السياسي بعد إلغاء الأحكام العرفية والسماح بالأحزاب وتأسيسها وإجراء أول انتخابات أو ليس أول انتخابات إنما كانت انتخابات غير مسبوقة في حينه عملت نقلة نوعية في الحياة السياسية في 1989، وكانت هي ذروة المشهد السياسي الأردني، فلذلك هذه الحالة السياسية والبيئة السياسية أوجدت نخب سياسية في الأردن وحراك سياسي مستمر. وهذا الحراك شكّل حالة وعي، والشعب الأردني للأمانة من الشعوب الحقيقة الواعية المثقفة. اليوم حتى صارت الناس تتندّر إنه المواطن الأردني مواطن سياسي، محلل سياسي، أي موضوع سياسي تطرحه أمامه يدخل معك في التحليل السياسي وما إلى ذلك، فيمكن هذا هو السياق العامّ، وأتوقع له طبعًا ظروف هيّأت هذا الواقع. في ظنّي البيئة السياسية أو لنقُل حالة الانفتاح التي يعيشها الأردن على عكس عدد من الدول العربية الأخرى التي كانت محكومة بالحديد والنار إن صح التعبير، هذا عمل حالة أو مناخ سياسي إيجابي في الأردن، ولذلك يعني عندنا أحزاب، عندنا انتخابات طلابية، برلمانية، نقابات مهنية وغيرها، إلا أنه أكيد يعني حالنا مثل حال العالم الثالث. لم نصل للمرحلة التي نحن نطمح لها، ولا للمستوى الذي يعني فعلًا يُلبي طموح الشارع الأردني في حياة سياسية تعبّر عن إرادة المواطن الأردني بشكل حقيقي يعني، فتبقى الأمور يعني ما بين طموح وما بين الواقع الذي نحاول أن نرفعه إلى هذا المستوى.
أحمد البيقاوي: [00:09:41.98]
حسنًا، الآن إذا أريد أن أقارن بين النظام الاردني أو الحكومة الأردنية، وبقيّة الانظمة العربية. واضح أنّه هنا، غير بمقابل النضج السياسي، في شكل تعاطي من الرسميين كما تسمونهم أو الجهات الرسمية مختلف عن بقيّة الدول. يعني البعض يرى أنّه في دائمًا هيك بنظريّة المؤامرة أنّ هناك تحالفات وفي تنسيقات وفي ترتيبات. لأن من الصعب عليهم أن يفهموا أنّ هناك هوامش موجودة أو في اتفاقات ضمنيّة موجودة. أو أنّ الدولة أو الحكومة عندها نمط ما، خاصّ فيها بالتعاطي مع هذه الحراكات. لكن أنت شرحت لي من مسار يمكن الحراكات السياسيّة ككل، وانعكاسها، من ناحية الرسميين، لماذا هذا الهامش موجود؟
معاذ الخوالدة: [00:10:30.57]
يعني الأردن للأمانة في خلطة سياسية.
أحمد البيقاوي: [00:10:33.39]
الشباب سيقولون لي "تحسدنا" عليه يعني!
معاذ الخوالدة: [00:10:36.87]
خلطة سياسية فعلًا هي يمكن ليست موجودة في كثير دول عربية. ويعني هذه التركيبة السياسية الموجودة والقائمة في الأردن، توافق عليها الأردنيون على مدار عقود، ما بين النظام السياسي وما بين الشعب. وعندما تأسس الدستور كان يعني كوثيقة توافق عليها النظام والشعب، على أنّ المُلك والحكم للهاشميين، في مقابل الأصل أن تكون هنالك، أن يكون الشعب هو مصدر للسلطات، وأن يكون هناك حريات وما إلى ذلك، فبالتالي للأمانة لا النظام السياسي ينزع النزعة الدموية التي كانت موجودة في عدد من الأقطار العربية المجاورة، ولا أيضًا المشهد الشعبي السياسي كان مشهد غاضب لدرجة موضوع الانقلابات السياسية التي كانت تحدث مثلًا ورأيناها في سوريا وفي العراق وفي غيرها، هذا النمط ليس موجودًا في الأردن. لا الشعب شعب ثوري/ انقلابي وقواه طبعًا السياسية. ولا النظام نظام دموي. فشّكلوا معادلة للأمانة هذه المعادلة أنا في ظنّي هي التي حمت الأردن من الانزلاق في كثير من الأزمات التي مرّت فيها المنطقة. وأعتقد أن هذه الصورة هي التي حمت الأردن وجعلته صامدًا وواقفًا أمام كثير من العواصف التي مرّت في المنطقة. ورأينا هذه أنظمة يعني في الأخير في المنطقة سقطت نتيجة العنف والدم الذي استخدمته تلك الأنظمة. وبطبيعة الحال القوى السياسية الموجودة في الأردن قوى راشدة وعاقلة، فيعني بقدر أن نحكي أنه كان في علاقة رُشد متبادل ما بين القوى السياسيّة وتحديدًا المعارضة وما بين النظام السياسي، إلا أنه ما كان يخلو هذا الأمر طبعًا من مدّ وجزر.
معاذ الخوالدة: [00:12:40.32]
وشدّ ورخي. وأحيانًا تعرف السلطة وما يمكن أن تُشكّله من قبضة أحيانًا أمنية على القوى. حتى تُحجّمها وتضعفها وتعيدها إلى الخلف، ومن حالة مدافعة تمارسها القوى السياسية والمعارضة السياسية في إطار توسيع هوامش العمل السياسي والحريات السياسية في البلد، فهي حالة يعني مستمرة وفق هذه المعادلة. ولذلك نحن دائمًا نقول أننا حين ندعو للإصلاح السياسي في البلد ولمزيد من الحريات ومزيد من الإصلاحات، وأحيانًا بعض الرسميين ينزعجوا منها، ويعتبرون أنّ المعارضة تشتغل ضد مصالح البلد وما إلى ذلك، نحن حقيقة ندعو لحماية البلد، ولحماية المصالح الوطنية العليا، لأنه حين يكون عندك حالة انفتاح سياسي وإصلاح سياسي حقيقي والشعب مرتاح ويشعر أنّه يُعبّر عن إرادته بشكل حقيقي، وأنه حين يُمسك الورقة التي سيصوت فيها ويضعها في الصندوق هو مقتنع أنّ هذه الورقة هي التي تُفرز وتُحضر له من يمثّله ويمثّل إرادته. هذا المشهد يعمل حالة استقرار في البلد، ويعكس حالة قوة للدولة في مواجهة الضغوط، لأن كل الأنظمة التي اعتمدت على الخارج لحماية أنفسها سقطت. النظام السياسي القوي والنظام السياسي الذي يحتمي بشعبه وبقواه الداخلية وبالحالة المتماسكة شعبيًا ووطنيًا على قاعدة المصالح الوطنية المشتركة.
أحمد البيقاوي: [00:14:23.09]
طيّب أنت عندك أكثر من قبّعة، في قبّعة أنا أستغلها الآن؛ قبّعة المحلل السياسي يعني الآن، لاحقًا ندخل في السياقات الثانية.
معاذ الخوالدة: [00:14:32.00]
أنت أينما تريد، نمشي.
أحمد البيقاوي: [00:14:34.01]
قبّعة قبّعة نحن نمشي.
معاذ الخوالدة: [00:14:36.75]
تمام
أحمد البيقاوي: [00:14:37.77]
بذات القّبعة فعليًا. ينفع أن تُعطيني بموضوعيّة أيضًا، موقع قضيّة فلسطين من الطرفين؟
معاذ الخوالدة: [00:14:47.13]
فلسطين بالنسبة للأردن أنت تتكلم عن قضية شأن وطني داخلي، لا تقدر أن تفصل الشأن الفلسطيني عن الشأن الأردني. ونحن عندنا مثل يعني يقول لك: "إذا واحد عطس في القدس يشمّته الذي في عمّان"، و"مآذن نابلس يتردد صدى الأذان فيها بالسلط والكرك والخليل". يعني حالة والديموغرافيا والجغرافيا الموجودة في الأردن تعمل حالة من الاشتباك الذي لا يمكن فصله. وبالتالي لا يستطيع أحد في الاردن أن يفصل ما بين هذا المسار وذاك، والذي يحاول أن يسعى مُتعسّفًا أن يفصل بين المشهد الفلسطيني وبين المشهد الأردني. للأمانة يعزف خارج السياق على وتر يعني مُزعج للجميع. لا أريد أن أوصف أوصافًا أصعب من هكذا. فبالتالي اليوم القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب الأردني. أنت تتكلم عن قضيّة في عمق الوجدان الأردني. المواطن الأردني يشعر أنّ فلسطين قضيّته وأن هذه أرض محتلة من واجبه أن يُقدّم كل ما يستطيع في سياق يعني تحريرها ودعمها. وشهداؤنا ما زالوا يعني دماؤهم الطاهرة على أرض القدس وما زالت يعني جثامينهم في أرض القدس الشريف، وعلى مقربة من المسجد الأقصى المبارك، ومعارك الشعب الأردني والجيش الأردني في 48 ما زالت تشهد على الدماء التي سُفكت على هذه الأرض الطاهرة. فبالتالي المشهد في حالة اشتباك لا يمكن فصله. لا يستطيع الرسمي أن يبتعد عن فلسطين. ولا يملك الأردني الشعبي أيضًا أن يبتعد عن فلسطين. فهي حالة مركّبة، متجانسة، متشابكة ومعقّدة بذات الوقت.
أحمد البيقاوي: [00:16:49.41]
طيّب، يمكن هنا أنت تكلّمت أكثر على مستوى الوجدان؛ على مستوى عاطفي ونفسي. وهذا واضح لنا، لكن على مستوى سياسي. يعني كنت أحبّ أسمع النقاشات مثلًا داخل انتخابات نقابة ما، قضيّة فلسطين كم هي حاضرة داخلها، داخل الجامعات حاضرة، داخل جمعيات أو مؤسسات أو نقاشات حتى مجتمع مدني ومجتمع أهلي أيضًا حاضرة، وموجودة. داخل الدولة محدودة/ موجودة؟ إلى أي حدّ فعليًا.. إلى أيّ مدى إذا بالأمثلة تعطيني فقط يعني كإنارة على مستوى حضور فلسطين في هذه المساحات المتعدده سواء في المجتمع الأردني أو داخل النظام؟
معاذ الخوالدة: [00:17:33.14]
العلاقة للأمانة ليست فقط في الإطار الوجداني. العلاقة في الإطار الوجداني والشعوري في الإطار السياسي، في الإطار الأمني. إذا نتكلم عن الأمن الوطني الأردني، فلسطين لا تقدر أن تفصلها عن هذا السياق، فهي حاضرة في كل المجالات، وعلى مستوى الحياة السياسية، سأضرب لك مثالًا في الانتخابات، أيّ انتخابات اذهب على الجامعات في الانتخابات الطلابية واتّحادات الطلبة أو في النقابات أو في مجلس النواب والبرلمان، وشاهد يعني كل الجهات اليمين أو اليسار أو المحسوب على الجهات الرسمية إن صحّ التعبير، واقرأ البيانات الانتخابية التي يُقدّمونها. لا تكاد تخلو هذه البيانات من القضية الفلسطينية. ستجد أن الكل عندما يطرح نفسه ويقدّم برنامجه، يؤكد على القضية الفلسطينية وأهميتها ومحوريتها في برنامج تلك الجهة، لأنه باختصار الذي يحذف القضية الفلسطينية من أولوياته في الأردن هو يحكم على نفسه بالخروج من المشهد، إذا أراد أن يتكلم عن حضور في المشهد السياسي، فهو يحكم على نفسه بالخروج من هذا المشهد السياسي للعوامل التي تكلّمت عنها بالنسبة للأردن -وأنا هنا لأكن أكثر وضوحًا- أنا لا أتكلم طبعًا عن حالة الواقع الديموغرافي الموجود، بحكم أن الأردن فيه أكبر عدد من المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية، لكن لا، أنا أتكلّم اليوم حتى عن أبناء البادية، أتكلّم عن أبناء العشائر، بمعنى لا تجد اليوم في فرق بين ابن البادية عن ابن المخيم في قضية وجدانه تجاه فلسطين أو باتجاه الدور الذي يشعر به تجاه فلسطين. ودعني أقفز للأمام يعني في سواء في معركة "سيف القدس" أو في معركة "طوفان الأقصى" وفي مختلف المحطّات، لكن هاتين المحطّتين تحديدًا لأنه يعني كانوا فارقات، نحن كنّا نتابع الحراك في الأردن، كنت ترى إنه يخرج حراكات في البادية أحيانًا، وأحيانًا في قرى في المحافظات وهي غير مسيّسة لا تتبع يعني طبيعة الحراكات هذه لا محرّك لها، لا أحزاب ولا قوى سياسية، وإنما حالة عشائرية أو مجتمعية، والهتافات تلاقيها مسيّسة بامتياز تجاه فلسطين والهتاف للضيف وللقسّام وللمقاومة، فهذه الحالة هي حالة الشعب الأردني بكل أطيافه وبكل مكوناته، وبالتالي فعلًا مثلما تفضّلت حضور القضية الفلسطينية في المشهد السياسي الأردني حضور كبير في كل المفاصل والمحطات، سواء الانتخابية أو السياسية أو غيرها، يعني.
أحمد البيقاوي: [00:20:44.88]
أنت تعرف هذا يمكن بالجلسات بالمقاهي بالصداقات أو بالصالونات ترى حتى، يعني أنت لا تحكي على نقاشات نخب، مستوى النقاش ليس قضية فلسطين، أي قضيّة في الاردن لها شيء آخر. يعني أنت تقدر فعليًا أن ترى حجم متابعة الناس، الناس بالمقاهي طوال الوقت، تراها حاملة تلفونات تتابع مواقع تقرأ صحف، تطالع مقالات، حالة المنافسة الثقافية الموجودة. أعتقد حتى داخل فلسطين في بعض مساحات النخب أو كما تُسمى (فقاعات) أعتقد غير موجودة. لأجل ذلك كان عندي فضول حتى على السياق التاريخي الذي أوصلنا لمشهد شكل النقاشات السياسيّة الموجودة في الأردن.
أحمد البيقاوي: [00:21:27.64]
طيّب، لنخلع قُبّعة المحلل السياسي لأنّها تعطيك الرفاهية. على جوجل في أكثر من تعريف لك. يعني في مواقع رسمية وغير رسميّة. في ناس أنت عرّفت حالك عندهم، وفي ناس اجتهدوا وعرّفوك. نحن في "تقارب" نترك الضيف يعرّف نفسه كما يُحبّ بكلّ قبّعاته. فتفضّل لنر كيف الفرصة الأكبر لتعريف نفسك. أهلًا وسهلًا.
معاذ الخوالدة: [00:21:55.45]
أهلًا فيك. لا هي قُبّعة واحدة يعني ما في غيرها. أنا اسمي معاذ الخوالدة، معاذ عبد المجيد الخوالدة، وأنا أردني من مواليد صنعاء في اليمن. كان الوالد والوالدة يُدرّسان في اليمن، في الثمانينات وُلدت في اليمن عشت فترة كانت فترة قصيرة جدًا، لكنّ نشأتي وحياتي ترعرعت في الأردن ودرست كل مراحل الدراسة حتى المرحلة الجامعية في الأردن، وتخصصت في مجال تكنولوجيا المعلومات (IT) عملت في هذا المجال سنوات قليلة ثم بعد ذلك انتقلت للتدريس. درّست أيضًا في مرحلة ما، ثم بعد مرحلة التدريس انتقلت نقلة يعني كانت مفاجئة. ذهبت لمسارين بشكل متزامن. المسار الأول هو المسار الإعلامي وعملت في "قناة اليرموك الفضائية" كمُقدّم للبرامج وكانت مع بدايات مرحلة الربيع العربي. فكان عندنا برنامج اسمه "الشعب يريد" كان هذا البرنامج يغطي الحراك الإصلاحي والسياسي الموجود في الأردن من كل المحافظات الأردنية. فكنت أقدّم هذا البرنامج الرئيسي في في القناة. وفي نفس الوقت في تلك المرحلة دخلت -طبعًا أنا مُنظّم في الحركة الإسلامية منذ أن كنت يعني في مراحل الدراسة قبل التوجيهي يعني- لكن في تلك الفترة يعني عملت كمساعد لأمين السّرّ العامّ للجماعة.
أحمد البيقاوي: [00:24:04.72]
أيّ فترة هذه؟ أيّ سنين؟
معاذ الخوالدة: [00:24:06.49]
تقريبًا هذا سنة 2012.
أحمد البيقاوي: [00:24:09.79]
كم كان عمرك وقتها؟
معاذ الخوالدة: [00:24:12.49]
يعني؟ 2012 في بداية الـ...
أحمد البيقاوي: [00:24:15.01]
مساعد لأمين السّر لأن هناك تدرُّج يعني..
معاذ الخوالدة: [00:24:18.90]
صحيح هي كانت يمكن حالة من الحالات النادرة. إنه شاب في العشرينات يكون في هذا الموقع. لكن الحمد لله رب العالمين إخواننا يعني أعطونا الفرصة أن نشتغل في موقع مثل هذا الموقع، وللأمانة استفدت منه بشكل كبير. على الصعيد الشخصي هذا موقع لأنه حسّاس ومهم ويعطي كم من الاطلاع التنظيمي والمعرفي. والخارطة التنظيمية بشكل كبير جدًا. وبدأ بعد ذلك عملي التنظيمي في تصعيد بشكل متسارع، أظن بعد سنتين تقريبا كُلّفت بمهمة "الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن"، وكنت أصغر ناطق إعلامي تسميه الجماعة في تاريخها. وطبعًا في هذه المرحلة لم يعد بالإمكان أن تكون مقدّم برامج تلفزيونية وناطق إعلامي باسم الجماعة. عملي السابق كان غير معلن، أو يعني...
أحمد البيقاوي: [00:25:41.05]
قضوا على كلّ طموحك الإعلامي الخارجي.
معاذ الخوالدة: [00:25:44.08]
هو كان هذا خيار بالأخير. يعني كان خيار أمامي إمّا أن أسير في هذا الطريق أو في ذاك. لكن أنا اخترت المسار الثاني وانتقلت للعمل كناطق إعلامي للجماعة وبعدها بدأنا بالتدرّج وأصبحت عضو مكتب تنفيذي. وهذه الدورة الثالثة يعني كعضو مكتب تنفيذي في الجماعة. طبعًا عملت رئيسًا الدائرة الإعلامية في مرحلة، رئيس أيضًا لدائرة فلسطين لدورتين متتاليات وحاليًا رئيس الدائرة السياسية والإعلامية في الجماعة.
أحمد البيقاوي: [00:26:25.22]
طيّب عندك قبعة أخرى، وهي خارج سياق الجماعة.
معاذ الخوالدة: [00:26:30.98]
وهي؟
معاذ الخوالدة: [00:26:31.76]
سياقات الحراكات الموجودة، المحليّة والملتقى.
معاذ الخوالدة: [00:26:35.87]
نعم أيضًا على الصعيد الحالي.
أحمد البيقاوي: [00:26:39.14]
يعني في أكثر من قُبّعة. هو أنا بالتلفون، يعني باتصالي معك، وبحواراتنا السابقة، حين تكون تتكلّم فعليًا تجمعهم أحيانًا مع بعض. حين نحكي عن الحراكات، فأنا أودّ فرزهنّ هذه المرّة.
معاذ الخوالدة: [00:26:54.29]
هو يعني في المرحلة السابقة كنت رئيس "دائرة فلسطين" في الجماعة "دائرة فلسطين والتصدي للمشروع الصهيوني". وفي طبعًا في سياقات تلك المرحلة كان موضوع "صفقة القرن" وحين ترامب أعلن عن تلك الصفقة، فنحن في ذلك الحين كان عندنا إشكال سياسي في الأردن ناتج عن الأزمة التي حصلت بعد الثورة السورية، وأصبح هنالك حالة من القطيعة السياسية بين مختلف القوى على المشهد السوري أو انعكاسًا للمشهد السوري، وفي ذلك الحين أعلن عن صفقة ترامب وما تتضمّنه من تهديدات للقضية الفلسطينية ومحاولة تصفية للقضية الفلسطينية بمقاس يميني صهيوني متطرف وعلى حساب الأردن، وبطبيعة الحال انعكاساتها على الأردن ستكون انعكاسات خطيرة في ذلك الحين للأمانة صار هناك تفكير حقيقي وجديّ داخل الحركة الإسلامية. وأيضًا هذا النقاش يعني شاركناه مع عدد من أصحاب الهمّ الوطني في الأردن، إنّه يا جماعة الخير الوطن يتّسع لنا جميعًا ونحن نختلف، وشيء طبيعي أن نختلف على ملفات متعددة. لكن في عندنا ملف لا نختلف عليه هو القضية الفلسطينية وحماية الأردن من الأخطار الناتجة عن هذا العدو الصهيوني وأطماعه التوسّعية الاستعمارية. فبالتالي دعونا ننحي الخلافات قليلًا ونتفق على هذه. دعونا نشتغل في المتّفق عليه على الأقل. ففعلًا في تلك المرحلة نتج أحد -كما أعتقد- العناوين المهمة في الأردن كان "الملتقى الوطني لمواجهة صفقة القرن"، وهذا الملتقى كانت أهميته أنه يجمع مجموعة من القوى السياسية والأحزاب من الحركة الإسلامية كان فيه يسار حزب الوحدة الشعبية المحسوب على اليسار، وهو من الأحزاب المهمّة في الأردن، وأحزاب وسطية أخرى تقريبًا 7 أو 8 أحزاب سياسية، بالإضافة لعدد من الشخصيات الوطنية التي لها احترام في الشارع الأردني. وأعلن عن هذا الملتقى، وأصبح هذا الملتقى يمثّل العنوان السياسي المشترك فيما يتعلّق بالدفاع عن القضية الفلسطينية ومواجهة هذا المشروع.
معاذ الخوالدة: [00:29:43.69]
مشروع صفقة القرن. وكان لأهمية هذا المشروع أنّه كسر حالة الجمود التي كانت قائمة، أو القطيعة التي كانت موجودة بين القوى السياسية، استطعنا أن نتجاوزها بفضل الله من خلال هذه الصيغة، والجميع كان فعلًا يشتغل من خلالها ليعبّر عن موقف وطني مشترك مدافعًا عن فلسطين وأيضًا عن الأردن من الأطماع الصهيونية. فبحكم عملي كمسؤول دائرة فلسطين كنت أنا مُمثّل الجماعة في "الملتقى الوطني"، وبالتالي كنّا منخرطين في هذا الملتقى وفي أدائه، وبفضل الله عز وجل كان هو العنوان السياسي الذي يحرّك الشارع الأردني في تلك المرحلة. طبعًا لاحقًا هذا الملتقى بعد معركة "سيف القدس" صار فيه يعني وأصبحت يعني في حينها صفقة القرن خلفنا تم يعني إعادة النقاش حول مستقبل هذا الملتقى، يعني هل نسدل الستار عليه وخلاص؟ فكانت النتيجة أنه لا، نحن بحاجة لصيغة عمل وطني مشترك والقضية الفلسطينية تحديّاتها كبيرة ومستقبلها يعني بمعنى بحاجة لمزيد من الجهد الوطني المشترك والعمل الوطني المشترك والتحديات ضخمة وكبيرة. واليوم برز لنا عنوان أكبر أهمية بعد البطولة التي شاهدها العالم في معركة "سيف القدس" وهو موضوع المقاومة. اليوم المقاومة صارت بحاجة لحالة إسناد على صعيد الشعوب والأمّة العربية. دعونا نحوّل هذا العنوان ليكون أحد عناوين العمق الشعبي الأردني العربي لهذه المقاومة، وبنفس الوقت لحماية الأردن من الأخطار الصهيونية، فنحن توافقنا على اسم جديد وأصبح اسمه أو تعدّل اسمه إلى "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن"، فهذه الصيغة لليوم للأمانة هي من تُقدّم الجملة السياسية فيما يتعلّق بالحراك السياسي الداعم للمقاومة، والرافض لحرب الإبادة في قطاع غزة. وفعلًا استطاعت أن تنجح لتقديم جملة سياسية معبّرة عن الشارع الأردني بشكل حقيقي.
أحمد البيقاوي: [00:32:23.88]
والملتقى جزء كبير كما أرى من خطابه لا يستند فقط على الخصومة أو العداء أو مساندة فلسطين فقط، والخصومة والعداء مع الاحتلال بقدر ما أنّه أيضًا يُعرّف خطورة الاحتلال على الأردن ويضعها في مقدّمة، فأنت تشعر فعليًا أنّه إسناد لكن في ذات الوقت أيضًا هو حراك أو ملتقى للدفاع عن الأردن أيضًا.
معاذ الخوالدة: [00:32:50.40]
طبعًا صحيح. يعني نحن..
أحمد البيقاوي: [00:32:52.95]
ليس حراكًا تضامنيًا.
معاذ الخوالدة: [00:32:54.57]
لا هو نحن في الأردن لا نتضامن مع فلسطين. يعني إذا نحكي عن تضامن نحن لسنا شعبًا يعيش على بعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين. كل ما يملكه هو التضامن. في الأخير الشعب الأردني حالة الاشتباك التي تحدّثنا عنها عالية جدًا مع القضية الفلسطينية، وبالتالي هو يتحدّث عن قضيّته بشكل حقيقي. والأمر الآخر فعلًا الأخطار التي يمثّلها هذا العدو الصهيوني كبيرة جدًا على الأردن، وهو لا يخفي أطماعه تجاه الأردن، وسموتريتش على سبيل المثال هذا الوزير الصهيوني المتطرّف لم يخجل من العالم ولا من الأردن عندما وضع خارطة الأردن وفلسطين معًا وعبّر عنها أنّها خارطة "إسرائيل" بين قوسين. وترامب الرئيس الأمريكي الحالي في حملته الانتخابية تحدّث بكل وقاحة وقال أنا يعني نظرت للخارطة وجدت "إسرائيل" يعني مظلومة صغيرة وأنا سأعمل على توسيعها. طبعًا أين سيوسّعها؟ على البحر الأبيض المتوسط يعني! سيوسّعها باتجاه الأردن. فبالتالي فعلًا هناك شعور بالخطر.
معاذ الخوالدة: [00:34:02.45]
اليوم مع التصريحات التي يتحدّث بها أيضًا ترامب واليمين الصهيوني المتطرّف في موضوع التهجير، كُلّها ملفّات تتعلق أيضًا بالأردن، بمخاطر هذا العدو الصهيوني على الأردن، ففعلا هذا الحراك الذي يتم في الشارع الأردني ليس حراك تضامني، وانما هو حراك نابع عن قناعة بأن هنالك واجب عقدي ووطني وعروبي تجاه فلسطين، وبنفس الوقت هنالك واجب وطني، علينا جميعا أن ندافع عن أرضنا من هذه الأطماع الصهيونية ومن هذا العدو التوسّعي والإحلالي.
أحمد البيقاوي: [00:34:43.13]
كيف تلقيتم خبر الطوفان أو زلزال الطوفان؟ يعني كما أسميته أنت؟
معاذ الخوالدة: [00:34:51.02]
والله يعني كان خبرًا صادمًا ومفاجئا للجميع. لكن كان.. يعني يمكن لا أبالغ إذا قلت أنني لم أشعر بتاريخ حياتي بالفخر.
أحمد البيقاوي: [00:35:05.65]
أين كنت؟
معاذ الخوالدة: [00:35:06.40]
كما شعرت في ذاك اليوم.
أحمد البيقاوي: [00:35:08.14]
صباح ذلك اليوم أين كنت؟
معاذ الخوالدة: [00:35:09.97]
والله أنا صباحًا كنت في بيتي.
أحمد البيقاوي: [00:35:12.73]
كيف جاءك الخبر؟
معاذ الخوالدة: [00:35:13.81]
صلّينا الفجر ونمنا كالعادة. يعني هكذا الواحد ارتاح قليلًا، فإذا بزوجتي توقظني، تقول لي: شاهد الأخبار. أقول لها: ماذا يحدث؟ تقول لي: غزة حرب. فأنا للأمانة.. أول ما خطر ببالي أنّ الاحتلال دخل في حرب على غزة، اجتاح أو قصف أو ما إلى ذلك. فقام الواحد غير مستوعب المشهد، فأتطلّع على الأخبار. يعني ليست "إسرائيل" التي دخلت على غزة. غزة دخلت على الاحتلال، ففعلًا الواحد أخذ قليلًا من الوقت حتى يستوعب المشهد. وحين رأينا المشاهد والمجاهدين يحلّقون في السماء، يعني في الطائرات الشّراعية داخلين على المناطق المحاذية لقطاع غزة وكانت مشاهد حقيقة يعني أنا فعلًا لم أشعر بحالة من الفخر والاعتزاز بقدر ما فعلًا شعرته في ذلك اليوم، أنّ الإنسان العربي والإنسان الفلسطيني إنسان قادر أن يقاوم وينتج، يعني قوة من لا شيء، هذا الإنسان الذي بدأ في الحجر. اليوم استطاع أن يصل إلى معادلة ردع مع هذا العدو الصهيوني، وليست مجرد ردع، لا، هو حقيقة ما حدث يوم 7 أكتوبر هو مرّغ أنف الاحتلال بالتراب، يعني هذا المقاوم الذي استطاع أن يقوم بعملية من هذا النوع والذي كل المحللين العسكريين يتكلمون أن هذه العملية ستدرّس في المدارس العسكرية، بضع مئات من المقاتلين يقومون خلال ساعتين بتدمير فرقة عسكرية قوامها أكثر من 12 ألف عسكري وجندي بمدرّعاتها وآلياتها واستخباراتها.
معاذ الخوالدة: [00:37:16.57]
حقيقة مشهد مذهل يؤكد فعلًا أن الإرادة تصنع المستحيل وأن الكفّ تواجه المخرز. فحقيقة كان مشهد يعني بالنسبة لي مُذهل مفعم، ومباشرة انتقلنا للتحرّك. يعني نحن في البدايات كان الخبر مفاجئ. لكن يعني أذكر في ذلك اليوم يوم 7 أكتوبر الساعة 11 صباحًا كانت قيادة الحركة الإسلامية ملتئمة في اجتماع طارئ وعاجل لمناقشة الحدث؛ فهمه وتداعياته ومن اللحظة الأولى فعلًا أدركنا أننا لسنا أمام حدث عادي ولا معركة أو جولة من المعارك التي ممكن فعلًا تطوى بعد أسابيع قليلة. أدركنا أننا أمام حدث استثنائي، بل هو زلزال سيغيّر الواقع والمعادلة السياسية في المنطقة. وبالتالي مباشرة قمنا بتشكيل لجنة أسميناها "لجنة الأزمة" ولأهميتها كان يرأسها المراقب العام للجماعة الرجل الأوّل في الجماعة ونائب الأمين العام للحزب الذي هو الرجل الأول في حزب جبهة العمل الإسلامي. وطبعًا كنت مقرر هذه اللجنة بحكم أنني رئيس "دائرة فلسطين" في حينها، وعدد من الأخوة أصحاب الاختصاص والأخوات والممثلين لكل القطاعات التنظيمية. الساعة 11 صباحًا بعد صلاة الظهر كنّا قد أعلنا عن أول فعالية قرب سفارة العدو الصهيوني في عمان في منطقة الرابية، وكانت فعالية حاشدة. ومع أنّه فعلًا كان الوقت قصير جدًا الذي أعلنا فيه عن تلك الفعالية.
أحمد البيقاوي: [00:39:28.92]
لماذا اخترتم هذه الفعالية في أوّل يوم؟
معاذ الخوالدة: [00:39:31.83]
يعني كانت للتأكيد على دعمنا للمقاومة في هذا الفعل البطولي الذي قامت فيه، وأننا مع مسار المقاومة، وأنّه آن الأوان أن تُقتلع هذه السفارة من أرض عمّان. أرض عمّان أرض طاهرة. ولا يجوز أن تبقى هذه السفارة تدنّس أرض عمّان الطّاهرة. وبالتالي كان هذا العنوان، وتفاجأنا حقيقة بحجم التفاعل الشعبي الكبير والحضور رغم أنه كان الوقت قصير الذي أعلن عنه يمكن تقريبًا ساعة يعني كان الإعلان، وفي نفس اليوم بعد صلاة العصر يوم 7 أكتوبر كنّا توجّهنا باتجاه الأغوار وأعلنا عن فعالية شعبية حاشدة باتجاه الحدود الأردنية مع أرضنا المحتلة، وتوجّهنا فعلًا باتجاه الأغوار الأردنية، إلا أنّه فعلًا في منتصف الطريق تفاجأنا بالقوات الأمنية وقد أغلقت كل المنافذ التي يمكن أن تؤدي إلى منطقة الأغوار. حصل نقاش طويل وحوار وشدّ ورخي في ذلك الحين، لكن لم نستطع أن نتجاوز تلك النقاط الغلق التي وضعت، وأقيمت فعاليات في كلّ المناطق التي صار فيها إغلاقات في ذلك الحين في منطقة أو المناطق المطلة على الأغوار في ذلك اليوم. بمعنى الذي قصدته أنّ الشارع الأردني كان شارعًا متحرّكًا ومتفاعلًا مع القضية الفلسطينية ومع حدث الطوفان منذ اللحظة الأولى، قبل يعني يمكن أظن أنّه كان أول شارع عربي يعني يتفاعل ويتحرّك في هذا السياق.
أحمد البيقاوي: [00:41:31.65]
كان في إشارة لأكثر من طرف في خطاب بالحرب وهو خطاب الشهيد "محمد الضيف" في حينها، في إشارة للأردن، والإشارة هذه تبِعها فعليًا أكثر من إشارة من رسميين من قيادات المقاومة، لكن إذا أريد أن أرجع للحظة الأولى الاجتماع الذي عملتموه ليس اجتماع متابعة، اجتماع أتخيّل أنه محاولة للفهم. يعني في الأول كان الكل يعتقد أنّ في أكثر من طرف فاهم أو شريك في هذه اللّحظة التاريخيّة. لكن لاحقًا عرفنا أنّ الدواعي الأمنية كانت جعلتها مغلقة جدًا حتى على كوادر داخليّة داخل حماس. في الأردن أنتم استقبلتم الخبر من الصحافة والإعلام.
معاذ الخوالدة: [00:42:13.16]
صحيح.
أحمد البيقاوي: [00:42:14.24]
عندي فضول أن أعرف إذا كان حتّى على مستوى أفراد شعرتم بثقل الحدث على أنّه ورطة أو مجرّد ارتداداته كيف ستكون؟ أنت أسميته زلزال. ارتداداته عليكم وعلى الأردن كبيرة كثير، أكثر مما تحتملونه أو تعرفون أن تتصرفوا فيها، لأنّه في أكثر من سياق دائمًا يُشار إلى أنّ الحدث كبير. الحدث كبير. الحدث كبير.
معاذ الخوالدة: [00:42:42.77]
يعني فعلا نحن في البداية كنّا محتاجين نفهم الحدث، ولذلك أول شيء يمكن عملناه كان اتصال أجراه المراقب العام المهندس عبد الحميد الذنيبات في حينه مع الشهيد أبو العبد رحمة الله عليه. الأخ أبو العبد إسماعيل هنية فعلًا حتى نفهم ما الذي يصير، يعني طبيعة الحدث هذا، ولا شك إنه أيضًا كان حدث فيه فخر واعتزاز، وبالتالي كان فيه يعني تهنئة للمقاومة ولحركة حماس على الإنجاز الذي تحقق يوم 7 أكتوبر. ونحن قناعتنا كانت أنّ النصر تحقق في يوم 7 أكتوبر، وكان المطلوب ما بعد 7 أكتوبر هو الصبر والصمود والثبات وعدم الانكسار. أن تستطيع المقاومة بعد ذلك أن تصمد وتكون ثابتة في أدائها وصامدة على الأرض، وتُفشل مخططات العدو الصهيوني بعد ذلك هي تحقق بهذا الأمر نصر ثان، فبالتالي نحن منذ اللحظة الأولى لم نتعاطى مع هذا الحدث أو الزلزال السياسي والعسكري على أنه والله في ارتدادات ستكون سلبية علينا، لأنه في الاخير نحن كنّا فعلًا للأمانة من اللحظة الأولى التي بدأنا نحلل فيها المشهد، يمكن ما كنّا للأمانة نتوقّع أنّ تمتد لشهور.. لـ15 شهرًا، لكن كنّا ندرك أنها حرب طويلة وكنّا يعني متأكدين أنّها في البعد الاستراتيجي، هي تصب في صالح القضية الفلسطينية وفي صالح المقاومة وستنعكس على الأمة العربية وعلى شعوبها بشكل ايجابي، هذا العدو الصهيوني الذي حصل له يوم 7 أكتوبر يعني ليس سهلًا. أوّلًا يعني تم ضرب النظرية الأمنية الصهيونية، النظرية الأمنية الصهيونية قائمة على أن هذا الكيان هو المكان الآمن الذي يعيش فيه أبناء هذا الاحتلال من كل العالم على أرض فلسطين، وعلى أنّ هذا أرض الميعاد وأرض العسل والسمن والعسل. هذه النّظرية ضُربت وكانت أهم رسالة من رسائل "طوفان الأقصى" أنّ هذه الأرض لن تكون آمنة لكم في يوم من الأيام، وأنّ هذا العدو لن يشعر بيوم من الأيام أنّه يعيش بأمان على هذه الأرض، فأنت في معركة "طوفان الأقصى" ضربت النظرية الأمنية لهذا العدو الصهيوني. ثانيًا: تم تصديع أركان هذا الكيان. وصدّقني أنا مقتنع تمامًا أن العدو الصهيوني وإن كان بدأ يتململ حاليًا وفيه الخلاف الداخلي يتصاعد داخله في المجتمع الصهيوني. لكن ستكون التداعيات بعد انتهاء هذه الحرب أكبر بكثير على العدو الصهيوني. الضربة التي تلقاها هذا العدو ليست سهلة. صحيح أن التضحية كانت كبيرة، والثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني في غزة لا شك أنه ثمن باهظ جدًا، وحرب إبادة ودماء ليست سهلة. لكن في النهاية نحن لا نتحدّث عن قضية سهلة. نحن نتحدث عن أقدس قضيّة، القضية الفلسطينية، ونتحدث عن عنوانها القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكل الشعوب التي أرادت أن تتحرر من الاستعمار قدّمت أثمانًا باهظة، لكن المؤلم حقيقة أنه اليوم غزة تدفع الثمن أو دفعت الثمن لوحدها. في ظل الواقع العربي للأسف الذي شاهدناه وكلّه ما بين التخاذل والصمت وأحيانًا للأسف يعني التأمر في بعض البلدان. لذلك إذا أريد أن أرجع للخلف قليلًا، لا، منذ اللحظة الأولى أدركنا أننا أمام معادلة جديدة ستغيّر المنطقة وشكلها، ولذلك كان يعني بالنسبة لنا كان مطلب بالنسبة لنا أن نكون متفاعلين، يعني هذا وضعناه كهدف لأنفسنا من اللحظة الأولى أن نتفاعل مع هذا الحدث بأقصى طاقة ممكنة نستطيع فيها أن نواكب هذا الحدث في إطار الدعم والإسناد وتقديم كل ما يمكن تقديمه على الإطار الشعبي والسياسي والإعلامي والإغاثي في كل المجالات المختلفة نظرًا لأهميّة المعركة وانعكاساتها.
أحمد البيقاوي: [00:47:26.94]
هل كان عندكم خطوط حمر؟ وضعتم محددات؟
معاذ الخوالدة: [00:47:32.13]
يعني نحن كان عندنا طبعًا.. أيّ حراك يجب أن يكون حراكًا مدروسًا، وكان فيه محددات. المحدد الرئيسي كان أنّ هذه القضية يجب أن تكون قضية إجماع أردني، وأن لا نذهب باتجاه أيّ حالة من الانقسام الداخلي فيما يتعلق بحالة الدعم والإسناد للمشهد القائم وللمقاومة تحديدًا ولأهلنا في قطاع غزة، ورفض جرائم الاحتلال، فبالتالي كنا حريصين لا نذهب لأي مساحة يمكن ان تذهب باتجاه حالة انقسام داخلي تنعكس على المشهد الأردني بالأخير بشكل سلبي بما يضعف الدور الأردني، وعندما أتحدّث عن الدور الأردني لا أقصد به الرسمي، أقصد الدور الأردني بكل أشكاله الرسمي والشعبي وغيره، بحيث نستطيع أن نقدّم دور يمكن أن يكون مساهمًا في دعم المقاومة وإسنادها سياسيا في اللحظة التي كانت "تدعشن" فيها أي تتهم بالداعشية، وإسنادها شعبيًا بأن هنالك عمق لهذه المقاومة في الأمة العربية والإسلامية وبوابة هذا العمق هو الشعب الأردني، وإسنادها إغاثيًا لأن هذا الشعب يتعرّض لحرب إبادة غير مسبوقة، إسناده إعلاميًا، إسناده في الرواية والسردية في كل المجالات، فبالتالي كنّا فعلًا حريصين وكان يمكن هذا واحد من المحددات الرئيسة أن لا نذهب باتجاه أي حالة انقسام داخلي فيما يتعلق بدعم القضية والمشهد والمقاومة في ذلك الحين. أمّا على صعيد الفعل فنحن أطلقنا لأنفسنا وكوادرنا المساحة لأن نعمل بأقصى طاقة ممكنة وفق المساحات أيضًا نحن نعيش ضمن دولة وإطار، فبالتالي ما توفّر من مساحات ممكنة كنّا نسعى لاستثمارها في إطار الدعم والإسناد لأهلنا في فلسطين.
أحمد البيقاوي: [00:49:31.15]
ما هي المساحات غير الممكنة؟ هي جزء من المحددات.
معاذ الخوالدة: [00:49:37.38]
لا، هو في فرق حين تسأل.. حين تقول أنت وضعت لنفسك محددات، أنا هذه محدداتي.
أحمد البيقاوي: [00:49:42.69]
هي محددات الدولة.
معاذ الخوالدة: [00:49:43.62]
هل وضعت الدولة محددات؟ نعم. الدولة وضعت محددات.
أحمد البيقاوي: [00:49:47.76]
هذا معناها مستوى ثاني من المحددات.
معاذ الخوالدة: [00:49:50.52]
هناك محددات وضعتها الدولة، ومنها قضية الحدود على سبيل المثال، وعدم السماح للجماهير بالذهاب باتجاه الحدود الأردنية، وفي ظني أنّ المشهد كان في تلك المرحلة قريب يعني أصوّره يمكن من حدث 11 أيلول/ سبتمبر حين أميركا في ذلك الحين أعلنت يعني من ليس معي فهو ضدي ويعني كانت لحظة حاسمة. بنفس الوقت أميركا مارست خطاب مع الدول العربية المختلفة، كان خطابًا واضحًا أنّه في حالة استنفار عالمي وغربي لحماية هذا المشروع الاستعماري الغربي، وهذا الكيان ظهر لنا من خلال هذه الحرب أنه يمثل رأس المشروع الاستعماري الغربي في المنطقة، ولذلك هبّ العالم لحماية شرطيّ المنطقة الذي عيّنه عندنا في هذه المنطقة وهو الاحتلال الصهيوني، وبذلت أمريكا كل ما تستطيع في هذا السياق والدول الأوروبية المختلفة، فيبدو في المشهد وُضعت محددات، وفعلًا كان لدينا محددات وضعتها الدولة. بالنسبة لنا نحن نحترم الدولة، ونحترم.. في الأخير نعيش ضمن واقع وضمن إطار هذه الدولة ولسنا خارجين عليها، ولكن للأمانة كنا نعتقد أن مثل هذه المحددات ليست في مكانها، وبالتالي كان هنالك يعني كما تحدثت لك منذ اللحظة الأولى للمعركة في نفس يوم 7 أكتوبر كان هناك دعوات للنزول باتجاه الحدود. وتمّ تكرار هذه الدعوة لأكثر من مرّة لاحقًا. ولكن للأسف تمّ منع الجماهير الشعبية والحشود من الوصول للحدود، وفي ظنّي كانت المقاربة الأمنية التي حكمت المشهد في ذلك الحين مقاربة خاطئة في ذلك الوقت. ما الذي يمنع؟ ولماذا لا يمكن أن تسمح للناس أن تتوجّه باتجاه الحدود؟ وبالعكس كان يمكن أن يستثمر الرسمي تلك الورقة كواحدة من أوراق الضغط أو عفوًا كورقة من الأوراق التي يواجه بها الضغط الأمريكي. نحن نعلم، وحتى لو لم يتحدّث الجانب الرسمي، أنّ الجانب الأمريكي والغربي كان يمارس ضغوطًا كبيرة على الأردن الرسمي لمنع الحراك أو الضغط باتجاه أدوار ما. أنت عندك حراك شعبي يعني وحالة غليان حقيقي وليست مصطنعة. والشعب الأردني كان يخرج بالآلاف وحشود ضخمة جدًا ليعبّر عن موقف شعبي حقيقي داعم للمقاومة ورافض لجرائم الاحتلال. فبالتالي ما الذي كان يمنع أن تستثمر هذه الورقة لمواجهة هذه الضغوط؟ لكن للأسف كانت المقاربة الأمنية تطغى على المقاربة السياسية في الدولة، وبالتالي منعت الناس من الذهاب باتجاه الحدود. كان هذا المشهد رغم محاولاتنا العديدة، لم نستطع أن ننجح في إقامة فعاليات باتجاه الحدود مع أراضينا المحتلة.
أحمد البيقاوي: [00:53:09.90]
المحددات هذه وُضعت قبل دعوة خالد مشعل الأولى للنزول للحدود؟
معاذ الخوالدة: [00:53:18.78]
لا لا. هذه المحددات وضعت منذ الأسبوع الأول أو منذ اليوم الأول يمكن.
أحمد البيقاوي: [00:53:24.15]
هي ردّة فعل على نزولكم أنتم، يعني تحكي.
معاذ الخوالدة: [00:53:26.94]
يعني نحن في يوم 7 أكتوبر حين نزلنا كان المحدِّد موجودًا، يعني وُضع حين نزلنا كانت القوات الأمنية قد سبقتنا يعني، بمعنى إنشاء نقاط غلق ومنع الناس من التظاهر باتجاه الحدود. فهي ليست كردة فعل على خطاب بقدر ما هي مقاربة أمنية وضعت للأسف وبظني أنها لم تكن صحيحة وليست مناسبة، وجرى حوار في الأسبوع الأول بين الحركة الإسلامية وبين وزير الداخلية في حينه. وفي ذلك الحوار عبّر وزير الداخلية عن موقف الحكومة الأردنية بأنّ منطقة الأغوار والحدود هذه يعني هذه خطوط حمراء، ويعني لا يجوز التظاهر باتجاهها، وأنّ هذه منطقة عمليات عسكرية، يعني عبّر في ذلك الحين أنّ هذه المنطقة منطقة عمليات عسكرية لا تصلح للتظاهر.
أحمد البيقاوي: [00:54:29.10]
الآن اسمح لي أقاطعك هنا. تعتقد انّ هذه ردّة فعل من وقت "سيف القدس" يعني شيء سبق "الطوفان"؟ أم أنها لحظة ردة فعل على "الطوفان"؟
معاذ الخوالدة: [00:54:40.32]
أظن أن الطوفان كان مثلما حكيت لك زلزال سياسي ضخم ومرعب. فبالتالي أكيد كان متوقّعًا أنّ انعكاساته تكون كبيرة. ولك أن تتخيّل أن الأردن لو حصلت مظاهرات ضخمة. يعني أكيد العقل الأمني هكذا يقرأ، أنه قد يفقد السيطرة في حال كان في حشود ضخمة وكبيرة وصلت لمناطق الحدود، لكن يعني يمكن هذه المعادلة هي ليست ردّة فعل بقدر ما هي كانت مقاربة سياسية، طبعًا في معركة "سيف القدس" حصل أنّ الجماهير يعني وصلت للحدود في ذلك الحين، والشباب استطاعوا، أو أعداد كبيرة من الشباب الأردني وصلت للحدود وقطع بعضهم السياج وبعضهم اعتقل، لكن كان واقعًا مختلفًا، يعني البيئة السياسية في ذلك الوقت كانت مختلفة تمامًا عن البيئة السياسية في معركة "طوفان الأقصى". المحددات التي كانت موجودة في ذلك الحين مختلفة عن المحددات التي وضعتها الدولة في معركة "طوفان الأقصى" في تلك المرحلة، العلاقة مع الجانب الإسرائيلي الرسمي أقصد الدولة والجانب الصهيوني كانت علاقة متوترة للغاية، وكان نتنياهو يتعامل باستعلاء مع الأردن، كان بيئة صفقة القرن وترامب وكل هذه المشاهد تلقي بظلالها. فالمشهد الأردني كان فعلا يعيش بحالة أو بنوع من العزلة السياسية في تلك المرحلة، وهناك ضغوط خارجية كبيرة على الأردن، ومرحلة ضمّ الأغوار وغيرها.
أحمد البيقاوي: [00:56:24.51]
"سيف القدس" مركزها كان القدس.
معاذ الخوالدة: [00:56:27.81]
بالضبط. وحين تتكلم عن القدس.
أحمد البيقاوي: [00:56:29.67]
يعني هذه بحدّ بذاتها يعني..
معاذ الخوالدة: [00:56:31.14]
أنت تتكلم عن القدس والمسجد الأقصى ودور الأردن وفي رعاية المسجد الأقصى. فأنت جئت على وتر حسّاس جدًا بالنسبة للأردن. فلذلك في ظنّي إنه يعني دعني أقول على الأقل لم يكن هنالك قرار رسمي بمنع الوصول للحدود وبالتالي.
أحمد البيقاوي: [00:56:56.01]
في سيف القدس؟
معاذ الخوالدة: [00:56:56.58]
نعم. لم يكن هنالك قرار بمنع الناس من الوصول للحدود، هنالك قرار بضبط بعد ذلك، أما إنه الناس توصل للحدود.. لأنه عفوًا أعلن قبل بيومين عن هذه الفعاليّة وأعلن عن نقاط تجمّع في المحافظات، طبعًا من جهة ما، غير معروف يعني ما كان في جهة يعني ما كان في عنوان سياسي يتبنى هذه الفعالية وإنّما حراك عفوي في شكله وظاهره. وفعلًا تجمّعوا الشباب طبعًا بنقاط تجمع. والبعض ذهب بنفسه وفي حافلات نقلت الناس باتجاه الحدود وما وجدت أمامها حواجز ولا نقاط.
أحمد البيقاوي: [00:57:43.54]
يعني لستم أنتم من دعا؟
معاذ الخوالدة: [00:57:44.65]
فالناس وصلت بسهولة. والذي يعرف طبيعة الأردن وخاصة المناطق الحدودية تشعر أنّ الطرق المؤدية للأغوار مرسومة رسم يعني، بمعنى قضية إغلاق المناطق -عفوًا- إغلاق الطرق المؤدية للمناطق الحدودية سهل جدًا وميسور جدًا وفي مناطق منحدرة وأغوار وطرق ضيّقة، فبالتالي كان بالإمكان منع الناس قبل أن تصل. يمكن هذه المقاربة جعلت الناس فعلًا تشعر، طيب الناس يعني البعض او المراقبين من الخارج خارج الاردن فعلا، وهذا كان يعني كنُا نُسأل عنه أنّ الناس يعني في "سيف القدس" وهي معركة أصغر من معركة "طوفان الأقصى" أصغر بكثير والناس نزلت للحدود، طيب لماذا لم تنزلوا للحدود هذه المرة؟ وهذا زلزال وحدث ضخم ومعركة غير مسبوقة ومئات الأسرى الإسرائيليين وما إلى ذلك، لأن الواقع مختلف حقيقة، لا البيئة السياسية هي نفسها، ولا المحددات التي كانت موجودة كانت ذاتها، ومع ذلك حاولنا بكل طاقتنا وبكل ما نملك من أدوات فعل شعبي. في الأخير نحن نتحدث عن حراك شعبي وأدواتنا هي أدوات الفعل الشعبي لا نمتلك غيرها، فبكل أدوات الفعل الشعبي حاولنا أن نقيم تظاهرات في كل المساحات المتاحة لنا في عمّان وفي المحافظات وفي الحدود وفي مختلف الجغرافيا الأردنية، وفعلًا الفعاليات غطّت الجغرافيا الأردنية من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب في المخيم وفي البادية وفي القرى وفي المدينة، لم يبق رقعة في الأردن لم تغطها هذه الفعاليات الداعمة للمقاومة والرافضة لهذه المجازر ولهذه الحرب؛ حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة بحق الشعب في غزة.
أحمد البيقاوي: [00:59:43.54]
انت تعرف، أخبرتني عن 3000 فعاليّة في الأردن صارت، وسنخوض في تفاصيلهم، لكن أريد أن أغلق اول شيء انا وإيّاك موضوع الحدود لأن هذا نقطة مفصليّة في نقاش التوقّعات من الأردن والتوقّعات من الحركة الإسلاميّة منكم تحديدًا طوال الوقت.
معاذ الخوالدة: [01:00:01.30]
نعم.
أحمد البيقاوي: [01:00:01.81]
أول شيء انت تقول لي إنه من بداية 7 أكتوبر، الناس حين كانت تخاطبكم وتقول لكم اعملوا مثلما عملتم يوم "سيف القدس" وتبيّن إنه لستم أنتم الذين أخرجتم فعاليّات يوم "سيف القدس" يعني بالأساس بمعنى نزول الناس على الحدود لم يكن بمبادرة وبتنظيم منكم، كان التنظيم فعليًا من جهات إذا ينفع بالواقع. يعني من فهمي المتواضع في الأردن لا يصير هذا من غير موافقة ضمنية رسمية بهذا السياق.
معاذ الخوالدة: [01:00:28.95]
يعني ممكن تحكي إنه في "سيف القدس" كان في مبادرات شبابية عفوية للذهاب باتجاه الحدود، لم تقابل بالمنع.
أحمد البيقاوي: [01:00:38.19]
أوك.
معاذ الخوالدة: [01:00:39.21]
سُمح لها أن تصل. لكن بعد أن وصلت لمنطقة الحدود هناك صار في محاولات للمنع وبعضهم اعتقل وما إلى ذلك. أمّا قبل ذلك. يعني الناس على الطريق وصلت. وكيف حصل المشهد؟ يعني في الأخير شاهدناه جميعًا وهذا يعني في الأخير يعبّر عن حالة الشعب الأردني. هكذا طبيعة الشعب الأردني شعب يشعر بالواجب تجاه القضية الفلسطينية. وإذا أتيحت له الفرصة للانخراط في المعركة لن يتوانى للحظة عن الدخول. يعني حتى ولو كان بصدره العاري. يعني في الأخير هذا المواطن الأردني وهذه يعني قناعاته، هذا وجدانه. في هذه المعركة، الواقع كان مختلفًا. ولذلك حاولنا، مُنعنا، كان الخيار أمامنا إمّا أن تصطدم مع الجانب الرسمي وإمّا أن تبقى تحاول وتقوم بكل الفعل الممكن ضمن إمكانيات. إمكانات الفعل الشعبي المتاح. وتسعى لتوسيعها وتسعى لتطويرها. فحقيقةً كان بالنسبة لنا خيار الاصطدام خيار مرفوض على الإطلاق. لأنه لا يخدم الدولة الأردنية، ولا يخدم القضية الفلسطينية، ولا يخدم المشهد في قطاع غزة. أن نختلف وننقسم ونصطدم داخل الأردن. هذا في الأخير سينعكس على المشهد سلبًا داخل فلسطين وخارج فلسطين. وكان لذلك هدفنا هو تعظيم الفعل الشعبي الأردني لدعم المقاومة بكل الإمكانيات والدعم ليس مقتصرًا فقط على الفعل الشعبي. الشعب الأردني قدّم جهودًا -للأمانة- كبيرة جدًا في مجال الإسناد الشعبي، في مجال الإسناد الإغاثي والمالي، في مجال الإسناد السياسي، في مجال الإسناد الإعلامي وكسر السردية، نحن في يوم 10 أكتوبر، يوم الثلاثاء. يعني بعد ثلاثة أيام من انطلاق الحدث كانت هنالك مظاهرة في الأردن غير مسبوقة في تاريخه، ضخمة وحاشدة جدًا في تلك المظاهرة كان يوم الثلاثاء 10 أكتوبر بعد صلاة المغرب، أطلق فيها الأردنيون وبعشرات الآلاف رسالة سياسية مفادها.. كان عبر هتاف "قالوا حماس إرهابية؛ كل الأردن حمساوية". وكانت رسالة هذا الهتاف هي ردّ على الادّعاءات الغربية والأمريكية في دعشنة المقاومة، وأنّ هذه المقاومة ليست مقاومة إرهابية وداعشية، وإنما هي مقاومة تحرر من احتلال قائم على الأرض وجاثم على صدور الشعب الفلسطيني وعلى صدر هذه الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي من حقّ هذه المقاومة أن تواجه الاحتلال، فكان هذه الرسالة السياسية التي أطلقها الشعب الأردني، أظن أنّها كانت الرسالة السياسية الأولى التي أطلقت في سياق مواجهة السردية الصهيونية والغربية التي أرادت أن تدعشن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية عمومًا منذ الساعات الأولى عندما صدّروا مشهد أن المقاومة قتلت الأطفال واغتصبت النساء وما إلى ذلك، فكانت هذه الرسالة الشعبية التي أطلقها الشعب الأردني وعززها يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام في 13 أكتوبر وكانت يعني عبر يعني ممكن أسميها سيل بشري.
أحمد البيقاوي: [01:04:19.13]
هذه مظاهرة عظيمة يعني..
معاذ الخوالدة: [01:04:21.35]
نعم، كانت في إطار الدعم والإسناد للمشهد في ذلك الحين.
أحمد البيقاوي: [01:04:26.09]
طيّب هذه المظاهرة التي أنت فخور فيها جدًا. كان في مقابلها في دعوة من خالد مشعل للنزول على الحدود مرة ثانية، أنا فهمت الآن المحددات الموجودة. الناس كانت تترقّب ماذا يعني ستنزلون على الحدود أو لن تنزلوا على الحدود. ففي كان الحديث على إنه لا، في فعاليّة سابقة موجودة. وبعد ذلك كان الغريب إنه جزء من القرار او المساند. لا، لن نلبي الدعوة، ونحن في عندنا مظاهرة ثانية وهو قراركم يعني. كان لافت لي فعليًا ان هناك قرار رسمي عندكم بعدم التوجّه إلى الحدود والذهاب إلى وسط البلد بالمشهد الكبير الذي صنعتموه. لماذا صار هكذا؟
معاذ الخوالدة: [01:05:09.55]
حكيت لك في البدايات إنه..
أحمد البيقاوي: [01:05:10.96]
يعني كنتم أخذتم قرارًا بأنّ قضية الحدود محسومة عندكم؟ أو لا تريد أن تتعاطى مع دعوة خارجيّة.
معاذ الخوالدة: [01:05:17.86]
لا لا، ليس هكذا الأمور، ليست في هذا السياق. وأنا أريد أن أحكي مقدّمة قبل أن أجيبك إذا سمحت أخي أحمد. ما كانت تواجهه غزة في ذلك الوقت في بدايات المعركة، ولاحقًا طبعًا أن هنالك فصيل او فصائل فلسطينية تقاتل عدو صهيوني مدجج بالسلاح والتكنولوجيا الحربية مدعوم بجسر لا ينقطع من العتاد والأسلحة والعمل الاستخباري من امريكا ومن كل القوى الغربية العظمى أو الكبرى في إطار دعم يعني بمعنى أصبحت حرب عالمية لمواجهة المقاومة في قطاع غزة، وتتكلم عن رقعة جغرافية في كل المقاييس العسكرية، يعني تعتبر ساقطة عسكريًا، لكنّها أثبتت صمود وبطولة منقطعة النظير بصمود المقاومة الذي رأيناه خلال 15 شهرًا من المواجهة المستمرة. في مثل هذه الحالة وأنت تواجه العالم كل العالم، وحرب إبادة وحرب تطهير عرقي ومجازر يندى لها الجبين. حدثت وعلى مدار الشهور الماضية، في ظنّي أنّ من الطبيعي أن تقوم المقاومة بطلب الشعوب العربية كل الشعوب العربية وبما فيها الشعب الأردني، ونحن الألصق بالقضية الفلسطينية أن توجّه له النداء في إطار الدعم والإسناد، بمعنى يعني أنا بالنسبة لي هذه القصّة رد على الذين كانوا يهاجمون قيادات المقاومة التي وجهت خطاب للشارع الأردني وفي ظنّي أن القيادات التي وجّهت هذا الخطاب للشعب الاردني لولا أنها كانت تشعر بالعشم تجاه الشعب الاردني لما وجهت له هذا الخطاب، يعني هو خطاب المحب وليس خطاب الخصم أو خطاب الذي يريد ان يُحمّل الأردن ما لا يحتمل. لكن في المقابل أنت داخل الساحة الاردنية داخل الدولة الاردنية تستطيع يعني بمعنى آخر أن تزن الأمور وأن تحدد ما هي المساحات التي تستطيع أن تقوم بها، والفعل الممكن داخل الأردن وفق الواقع الموجود بما يحقق أكبر قدر ممكن من المكتسبات والدعم للمشهد القائم، ولدعم المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني في غزة، وفي مواجهة هذا العدو وغطرسته واحتلاله وجرائمه.
معاذ الخوالدة: [01:07:55.48]
في تلك المرحلة في البدايات. وأذكر يوم الثلاثاء كان.. يعني اليوم الثلاثاء أعلنا عن الفعالية كانت في وسط البلد في عمان يوم 10 أكتوبر. حدث نقاش داخلي في الحركة الإسلامية أنه هل الفعالية يوم الجمعة تكون باتجاه الحدود. أم تكون في عمّان؟ وكان في وجهتي نظر في ذلك الوقت، كانت وجهة نظر داخل الحركة الإسلامية يعني أنا مثلًا كنت أتبنى إنه نحن يوم الجمعة نذهب باتجاه الحدود، وكان في وجهة نظر أخرى مقدّرة ومحترمة إنه اليوم المطلوب في ظل حالة "الدعشنة" التي تتعرض لها المقاومة، وفي حالة السردية الصهيونية الطاغية التي تصوِّر المقاومة على أنها وحوش بشرية في قطاع غزة. المطلوب اليوم أن نوصل رسالة سياسية شعبية عارمة وقوية وضخمة تصل لكل العالم، وتكون هذه الفعالية بمثابة الصاعق الذي يحرّك أو يطلق الحراك في مختلف الأقطار العربية والإسلامية من خلال فعالية ضخمة وكبيرة وحاشدة في قلب عمّان. هذه الفعالية تؤسس للفعالية التي تليها الجمعة التي تليها باتجاه الحدود. وبطبيعة الحال أنت في الأخير خلال الحوارات والنقاشات المؤسسة تحسم، حُسم القرار بالأغلبية، باتجاه أن تكون الفعالية بهذا الشكل، أن تكون الجمعة الاولى في الحسيني وأن يتم الحشد لها بحيث تكون فعاليّة ضخمة وكبيرة وحاشدة تعبّر عن جملة سياسية واضحة في دعم المقاومة ورفع هذه الصورة المشوّهة عنها، وتأكيد أن المقاومة هي حركة تحرر وطني فلسطيني، وأن الأمة كل الأمة وفي مقدّمتها الشعب الأردني مع المقاومة ومع هذا السلوك الذي تقوم به في الدفاع عن الأرض والعرض وعن المقدسات. وفي ذلك اليوم أعلن في نفس الفعالية. يوم الجمعة، أعلن في ذات الفعالية أن الجمعة القادمة ستكون باتجاه الحدود.
معاذ الخوالدة: [01:10:20.57]
يعني بمعنى آخر لم يكن هناك قرار بأننا متلكئين أو بعد ردود الفعل قررنا بعد يومين أو ثلاثة، رأينا أنّه في ردود فعل والله مهاجمة للحركة الاسلامية. طيّب لنغيّر رأينا وننزل باتجاه الحدود. لا. هذا ما كان موجودًا. كان قرارًا واحدًا: الجمعة هذه في عمّان، والجمعة التي تليها باتجاه الحدود. وفي نفس الفعالية أعلن عن الفعالية القادمة باتجاه الحدود التي هي الجمعة الثانية. وتم تشكيل لجنة تحضيرية واسعة وبدأت تشتغل على موضوع التحشيد والتعبئة في إطار إنجاح هذه الفعالية باتجاه الحدود الأردنية، ولإدراكنا أن القضية ليست سهلة، عملنا لجان في مختلف المحافظات ورسمنا طرق من مختلف المحافظات باتجاه الأغوار والمناطق الحدودية، لكن الذي حصل هو ما كان متوقّعًا؛ الذي حصل أنه تم إغلاق المحافظات كاملة بمعنى التحرك من محافظة إلى محافظة لم يكن ميسورًا في ذلك اليوم. يعني الذي بـ (المفرق) لا يستطيع أن يصل لعمّان، والذي في عمّان أو في الكرك لا يستطيع أن يصل أيضًا للطفيلة أو لأي محافظة أخرى، يعني حصل حالة من الاستنفار الأمني الأمني، واضح كان هنالك قرار عند الدولة بمنع أي فعالية باتجاه الحدود، وبالتالي يعني تم لأقلها بالبلدي، تقطيع أوصال الطرق في المملكة ومنعت الجماهير من الوصول للمناطق. ورغم كل ذلك، رغم الحالة يعني الاستنفار الأمني الشديد. وصل الآلاف من المشاركين لمنطقة ناعور المطلة والقريبة طبعًا على الأغوار. لكن هناك كان في قوات أمنية كبيرة وأغلقت المنطقة ولم يستطع الناس أن يكملوا مسيرهم باتجاه الحدود. فهذا المشهد يعني الذي كان موجود سبّب لغطًا. صحيح، لكن أنا باعتقادي يعني أن الشعب الأردني كان يحاول طيلة الفترة الماضية أن يُقدّم أفضل ما لديه وأفضل ما يستطيعه وفق المعادلات القائمة والموجودة.
أحمد البيقاوي: [01:12:53.93]
في ذات السياق، وأشرت أنت إلى مجموعة من الناس التي اشتكت او انتقدت دعوات من قيادات المقاومة او قيادات حركه حماس للداخل. إلى أي درجة في حساسيّة من هذه الدعوات؟ يعني انت حكيت عن المحددات الأساسيّة بالأول، أنكم كنتم حريصين على عدم شقّ الشارع المؤيّد لفلسطين لغزة وللمقاومة. إلى أي درجة الطلب الثاني أيضًا من أبو الوليد خالد مشعل وكان لممثلي العشائر. ومن ثم كمان الإشارة لإشارة أبو عبيدة إلى الشعب الأردني وإلى الأردن وساحة الاردن. كنت أرى مرّة بعد مرّة تزداد على تيك توك تحديدًا تزداد أصوات لا أعرف كيف تسميها، استثنائية أو تعتبرها نشاز سمّها كيف شئت، لكن تزداد الأصوات التي تهاجم وتدافع أكثر عن سيادة البلد والدولة وعدم التدخل في شؤونها إلى آخره. إلى أي درجة هذه الدعوات كانت تثير حساسيات وتضعكم في ضغط إضافي محتاجين أن تديرونه. وحتى أنت الآن في سياق الحديث وتريد أن تؤكّد أو توجّه رسالة في سياق شرح الأردن إلى الناس التي من الممكن فعليًا تنتقد حتى ما نحكيه الآن.
معاذ الخوالدة: [01:14:13.95]
يعني يمكن البعض فهم تلك الرسائل على أنها تدخل خارجي في الأردن، ولذلك عملت حساسية خاصة الجانب الرسمي في الدولة يعني وبعض الكتاب والمحسوبين على الرسمي، فعلًا عبّروا بطريقة كانت قاسية في ذلك الحين ردًا على خطابات المقاومة وقيادات المقاومة وحركة حماس في تلك المرحلة، لكن على صعيد الشارع أنا لم ألمس حقيقة أن هنالك ردة فعل سلبية كانت في ذلك الحين، بالعكس أنا كنت أرى قضية في..
أحمد البيقاوي: [01:14:52.39]
دافع ايجابي.
معاذ الخوالدة: [01:14:53.68]
يعني حين كان يخرج أبو عبيدة ويقول الشعب الأردني كابوس الاحتلال كانت الجمعة التي بعدها تكون فعاليّة غير مسبوقة وضخمة جدًا، والتفاعل يتضاعف من الشارع الأردني عندما يجد أن المقاومة تخصّه بالنداء. فكان الشعب الأردني يتضاعف جهده وفعله الشعبي في إطار يعني الممكن بالنسبة له، انّ هذا أنا ما أستطيع أن أقدّمه. فكان يعني بالتالي فعلًا ترتفع وتيرة التحرك الشعبي. المقاومة بالنسبة للشعب الأردني عنوان ليس محل خلاف. هو عنوان إجماع وطني أردني. وحتى أنا لا أكون أتكلم في اطار الشعارات. مركز دراسات الجامعة الأردنية وهو مركز رسمي محسوب يعني تقريبًا على ليس محسوبًا على تيار سياسي، وهو مركز رسمي قام بإجراء دراسة في معركة "طوفان الأقصى" خلال معركة "طوفان الأقصى"، وأكدّ فيها أن 96 بالمئة من الشعب الأردني يدعم المقاومة. أنت حين تحكي 96 بالمئة يعني تحكي عن حالة إجماع وطني حقيقي، ما في قضية يمكن في الأردن الناس يجتمعون عليها كما يجتمعون على مثل هذه القضية.
معاذ الخوالدة: [01:16:16.58]
بالتالي حتى من لم يكن يعجبه هذا الخطاب، خطاب المقاومة، لم ينظر إليه على أنه.. يعني في بعض الناس كان رأيه أن هذا الخطاب خطاب ليس مناسبًا مثلًا. أو ما كان يجب أن تطلقه المقاومة، أو أننا في الأردن نستطيع أن نتحرّك دون أن يتم مخاطبتنا من الخارج، نحن نقوم بدورنا بشكل تلقائي. كان هذا موجودًا عند البعض. لكن حتى هؤلاء لم يكونوا ينظروا إلى هذا الخطاب على أنّه خطاب مسيء للأردن، أو في محاولة للتدخل في الأردن، لأنهم يعتقدون أن المقاومة تقوم بفعل بطولي وتؤدي أداءً تدافع فيه عن نيابة عن كل الأمة، وبالعكس هي في الأخير. الكل اليوم أدرك أن المقاومة في فلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأردن، وإذا كنا نتكلم عن الأمن الوطني الأردني ففي عمق الأمن الوطني الأردني هو صمود المقاومة الفلسطينية، هذا السدّ الذي لو انهار لا قدر الله سيتمدد هذا العدو الصهيوني والسرطان الصهيوني باتجاه الأردن، وهو لا يخفي أطماعه في ذلك على مدار التاريخ، فيعني القصة بحاجة لموازنة، يعني خلينا نحكي ما بين النداءات التي كانت أحيانا تأتي من إخواننا في قيادات المقاومة وما بين واقع الوضع السياسي والشعبي الموجود في الأردن.
أحمد البيقاوي: [01:17:53.73]
إذا هكذا، نريد أن نطلع للأعلى ونرى الصورة بشكل أشمل. تعتقد قيادات المقاومة وقيادات الحركة الإسلامية في فلسطين بناءً على مخاطبتها وطلباتها وإشاراتها إلى الأردن، تقديراتها للأردن كانت دقيقة على مدار الأشهر السابقة، أو صائبة حين كانت تطلب أو كانت تفعل أو كانت تتوقع؟
معاذ الخوالدة: [01:18:23.22]
يعني هي في الأخير المقاومة أو قيادات المقاومة كانت تطلب من الشعب الاردني كما باقي الشعوب العربية والإسلامية أن تقدم كل ما تستطيع من فعل في إطار الاشتباك مع هذا العدو الصهيوني بالممكن، وأن ترفع وتيرة الفعل إلى أقصى حد ممكن، لأنه أحيانا يكون أنت أمامك مساحات غير مستغلة كلها. فالمقاومة كانت تؤدي هذا الدور، وكانت تحاول أن ترفع سقوف الفعل في مختلف المجالات. وفي المقابل الشارع كان يتعاطى مع هذا الواقع بإيجابية ويتفاعل بكل ما يستطيع من إمكاناته. ولذلك إذا تأتي على الفعل الإغاثي والدعم المالي الذي قدمه الشعب الأردني على سبيل المثال يعني لأنه أيضًا أحيانًا من الظلم أن تقيس الأداء في الأردن من زاوية واحدة، ما قدّمه الشارع.. يعني في كل ما قدّمه في الجانب المالي والإسناد الإغاثي في الأردن تقدّم على دول خليجية عديدة ودول نفطية.
أحمد البيقاوي: [01:19:27.99]
اسمح لي هنا قليلًا، أنت المشكلة الآن تقوم بدورين أو عامل بحياتك دورين، دور المحاور فعليًا ودور الإعلامي والدور الثاني..
معاذ الخوالدة: [01:19:34.95]
أرجع على شغل الإعلام..
أحمد البيقاوي: [01:19:37.17]
فأنت تعمل الدورين مع بعض، يعني تحاصرني بالأسئلة. أنا فاهم الذي تقوله وأكّدت عليه في أكثر من سياق. نعم في تقديرات للضفة، في تقديرات للبنان. في تقديرات لإيران. في تقديرات لمصر. في تقديرات لكل ساحة. الإيرانيّون ردّوا، حزب الله اليوم المحللين والناس الموجودة فيه تحكي كيف تلقّت الخبر. الضّفة الغربية ذات السياق، الأردن هذا سؤالي بشكل واضح أحكي عنه. أنتم ترجعون من اللحظة التي أعلنوا فيها 7 اكتوبر وكان في توقعات، والناس ما كانت فاهمة أو فاهمة في حينها، وبدأت تجتهد بشكل محلي ومن ثم كان في دعوات لتصعيد أو لتوجيه الحراكات باتجاه ما، لكن حين تعود وتنظر على المشهد من الأعلى، هل ترى أن التقديرات أو في حدا عارف ما هي السّاحة الأردنيّة، أو كان في تقديرات خاطئة أو تقديرات غير دقيقة، أو تم قياس ساحة الأردن بناء على حدث محدد؟
معاذ الخوالدة: [01:20:35.40]
يعني واضح أنه كان في طموح، وقراءة يعني لتحرّك يواكب معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر، وهذا عُبّر عنه في الخطاب الأول للشهيد البطل أبو خالد الضيف، نسأل الله أن يتقبّله ويجمعنا به في جنات النعيم. كان واضح الخطاب الذي تحدث به عن الدور المأمول من الأردن ومن الشعب الأردني، أن ينخرط الشعب الأردني باتجاه الحدود بحشود ضخمة وكبيرة، أن تنفجر الضفة الغربية في وجه العدو الصهيوني. أن تتحرك. أن يتحرّك الداخل في الـ48 أيضًا على غرار ما حدث سابقًا، وأن تنخرط الجبهات الأخرى على قاعدة وحدة الجبهات في محور المقاومة انخراطًا مباشرًا وشاملًا منذ اللحظة الأولى. النتيجة اليوم التي يعني الكل شاهدها بعينه أن هذا لم يحدث بشكل أو بآخر. لا المقاومة انفجرت وهذا لا يعني انه ليس هناك حراك، فيه حراك وفيه مقاومة وفي فعل بطولي كبير. لكن لا المقاومة انفجرت لا الضفة انفجرت في وجه الاحتلال بما يوازي الحدث الضخم اللي حدث في غزة ولا الداخل الفلسطيني (1948) فيها حراك على الأقل كما حدث في معركة "سيف القدس" ولا الأردن كان فيه هنالك وصول للحدود أو إمكانية لوصول الناس إلى الحدود، ولا حتى محور المقاومة انخرط بمعركة مباشرة منذ اللحظة الأولى، وإنما لاحظنا كيف كان في قواعد اشتباك توسّعت شيئًا فشيئًا حتى وصلت ذروتها في الحرب التي قامت بين حزب الله وبين الجانب الصهيوني، ورأينا مآلات الأمور، ثم في لحظة من اللحظات أبرمت المقاومة في لبنان اتّفاقًا مع العدو الصهيوني، بمعنى توقّفت الحرب وبقيت غزة لوحدها.
معاذ الخوالدة: [01:22:55.89]
في لحظة من اللحظات بقيت غزّة لوحدها تواجه العدو الصهيوني بكل ما خلفه من دعم غربي وأمريكي على مستوى العالم، فبالتالي من الواضح أن فعلًا التوقّعات التي كانت موجودة، والقراءة لم تكن دقيقة، طبعًا هذا يحتاج تحليلًا، يحتاج قراءة للعوامل التي أدّت إلى هذا الواقع، وفي ظنّي دائمًا الناس يمكن أثناء المعارك والحروب لا تذهب باتجاه التحليل. اليوم الدور المطلوب هو دور الإسناد والدعم، واليوم كلنا مطلوب منّا أن نقف في خندق واحد وفي صف واحد لمواجهة آلة الحرب الصهيونية. وهذا العدو الصهيوني الغاشم بكل ما نملك من قوة ومن أدوات. بعد انتهاء الحرب. لكل حادث حديث. والناس تذهب باتجاه التحليل والتقييم. لكن في ظني في لحظة الحرب أن نذهب باتجاه التقييم، ييعني نذهب باتجاه مساحة ليست صحيحة وليست مناسبة.
أحمد البيقاوي: [01:24:02.43]
طيّب من مكان ثاني في يعني هنالك نظرة أو انطباع على أنّ الحراك في الأردن كان لطيف/ حلو ينزل مجموعة من الشباب والصبايا يحملون لافتات ويطلعوا يغنّوا هنا ويرقصوا هنا. يعني في تعبيرات كرنفالية/ احتفاليّة أكثر من المعطيات الحقيقية التي حين نراها على مستوى الاعتقالات أو على مستوى القمع أو على مستوى تحديد حتى الحراكات. يعني هيك ويمكن هنا في تفاصيل تتعلق بأنّ بعض الناس توقّعت إنّه حين تم الدخول إلى السفارة الإسرائيليّة فارتفع سقف توقعات الجمهور من المظاهرات في الاردن، وأعتقد في شيء أيضًا أنتم كنتم تخفونه أو لا تتعاملون معه أو لا تركزون عليه، وهي قضيّة الاعتقالات. كنّا نعرفها كأفراد يعني، ويبدو لي حتى كان في قرار عندكم محلي، متفقين مع بعض يمكن أنّكم تريدون أن تسلطوا الضوء على فلان. فنحن فجأة نعرف إنّه في ثلاثة معتقلين أو في واحد معتقل من 30 يوم أو 40 يوم، ينفع تعطيني الصورة، لأنّ الحراك بالأردن لم يكن "كول يعني ما بين قوسين، لم يكن هكذا يعني "حراك لايت" وكان في ضريبة.
معاذ الخوالدة: [01:25:23.13]
يعني دعني أتكلّم معك للأمانة بصراحة، المشهد الذي كان في الأردن أو المشهد الاردني يظلم أحيانًا بقصد أو بغير قصد، يعني نحن أحيانًا كنّا نرى مظاهرة في دولة غربية أو دولة ما. بضع عشرات من الأشخاص وعاملين مشهد تمثيلي ما، وكذا. وتلاقي الناس مُعجبة إنه انظر كيف في تحرّك في الدولة الفلانية وما الى ذلك. طيّب أنا لما أتكلم عن دولة مثل الأردن. أتكلم لك عن أكثر من 3000 فعالية نفذتها فقط الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة. غير عن الفعاليات الكثيرة التي لم نستطع أن نحصيها التي قامت فيها الجهات المختلفة سواء عشائر أو أحزاب أو تيارات أو جامعات أو أو أو غيره. فبالتالي كان في حراك ضخم جدًا بمعنى أنّ الشعب الأردني انخرط بكليّته في هذا الحراك الداعم والمساند للمقاومة والداعم لأهلنا في قطاع غزة. وهذه كانت أولوية. أحكي لك حتى على الصعيد الاجتماعي نحن في الأردن مكثنا شهور الناس أجّلت على موضوع الزواج، الشباب امتنعت يعني. قصة إنّي أتزوج في مشهد مثل هذا المشهد يعني كانت الشباب تروح باتجاه لتأجيل الزواج، وحتى حين الشباب أجلوا يعني شهر زواجهم شهرين وثلاث وشاهدوا إنه المعركة مطولة وهذه معركة طويلة، ذهبت الناس باتجاه إقامة أعراس مختصرة بمعنى على العائلة فقط وبدون أي مظاهر احتفالية، وكثير من العائلات وجهت نفقات العرس، تبرّع لغزة وللمقاومة وللشعب، بمعنى حتى البعد الاجتماعي هذا الناس تأثّرت فيه بشكل كبير جدًا فبالتالي.. الذي قصدته إنه لا، في حالة انخراط شعبي كبير جدًا وبنفس الوقت نعم الحراك لم يكن دمويًا. نحن في الأخير، لأن طبيعة الدولة، وهذا قلته في بداية الحديث في هذه الحلقة. لا النظام أصلًا نظام دموي ولا الشعب الأردني أصلًا شعب يتوق باتجاه التطرّف والعنف وبالتالي هي حالة مدافعة، وكان هنالك محددات في بعض الأحيان كُسرت هذه المحددات التي وضعتها الجهات الرسمية أو الحكومة في لحظة من اللحظات كما حدث في ليلة ضرب المستشفى المعمداني على سبيل المثال، كانت لحظة فارقة، الناس انفجرت غضبًا في تلك الليلة، وكان للأمانة أول مشهد يعني صعب بهذه الدموية التي شاهدناها في تلك الليلة، ففي خلال أقل من نصف ساعة نحن دعونا مباشرة التوجّه باتجاه السفارة، الجماهير.. المفاجأة إنه أقل من نصف ساعة. تفاجأنا إنه كان في حشود من الشباب وصلت للسفارة واقتحموا السفارة الإسرائيلية لأول مرة في تاريخها من 1994 من ذلك الحين إلى اليوم، واقتُحمت السفارة وحصل في اشتباكات، وطبعًا للأسف أصيب بعض المشاركين يعني بعض أصدقائنا وبعض المنظمين في ناس كُسرت جمجمته نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين، وفي كسور البعض وفي اعتقالات. نحن مجموعة الاعتقالات التي وصلت خلال معركة "طوفان الأقصى" تجاوزت 3000 معتقل، لكن بلا شك والمعتقل موقوف إن صح التعبير لأنه كان يعني هي دورة كل أسبوعين أو ثلاثة شباب يدخلون ويخرجون كانت هيك القصة، لكن هذا كان مؤشّر على حالة الغضب الموجودة. والقضية الثانية للأمانة وهذا مشهد يستحق الإشارة له، وأنا أنظر على الحراك الموجود في ذلك الحين أنظر للشباب يعني المشاركين عبارة عن فئة الشباب ومعظمهم من الـ18 و20 يعني انت تلاقي حالك ختيار مع الشباب الموجودين وانت محسوب على الشباب، وهذا للأمانة جعلني فعلًا يعني فعلًا أفكّر كم أثر هذه المعركة على الأمة وعلى هذا الجيل؟ عمل حالة إحياء للأمة يعني معركة "طوفان الأقصى" فعلا عملت حالة إحياء لهذا الجيل. الجيل هذا الذي البعض كان يمارس السخرية عليه وأنه جيل ضائع وجيل نسي قضيته ونسي فلسطين. اليوم نشاهد أن هذا الجيل منخرط في المعركة، ولو أتيحت له الفرصة كان هذا الشباب الذي يغلي اليوم في هذا الفعل الشعبي سيكون منخرطًا على أرض الواقع في هذه المعركة.
أحمد البيقاوي: [01:30:53.85]
ذكرت لي المعمداني كمحطة من المحطات. هو فعلا كان محطة فارقة فعليًا في سياق الحراك، وأعتقد أيضًا شهر رمضان كان يعني علامة فارقة ليس علامة، علامات يعني نحكي على شهر كامل. ماذا حدث في رمضان؟ لماذا رجعت انتعشت؟ انتعش الحراك من جديد؟
معاذ الخوالدة: [01:31:17.91]
في رمضان في ذلك الحين كان في إعلان من الملتقى الوطني. طبعا الملتقى الوطني أيضًا قام بتأسيس أذرع له، ذراع شبابي وذراع قانوني. لأنه صار في عندنا معتقلين ويحتاجون من يتابعهم وما إلى ذلك. فصار في عندنا لجنة من المحامين لمتابعة قضايا الاعتقالات فصار له أذرع يعني، وفي قطاع نسائي أيضًا للملتقى الوطني لدعم المقاومة، فذهب القطاع الشبابي في ذلك الحين وطبعًا بالتنسيق.. يعني طرحوا علينا فكرة إنه نحن سنذهب باتجاه إعلان فكرة حصار السفارة الاسرائيلية، يعني قصة إنه الوصول للسفارة واقتحامها مرّة ثانية كما حدث في المعمداني لم يستطع أحد أن يصل مرة ثانية لأنه يبدو دُرس المشهد وعُمل له احتياطات أمنية شديدة. طيّب لنذهب باتجاه -هكذا تطرح الفكرة عند الشباب- أن نذهب باتجاه فكرة جديدة وهي حصار هذه السفارة خلال شهر رمضان المبارك. وبالفعل أعلن الإطار الشبابي للملتقى الوطني عن هذه الفعالية، تزامن في ذلك الوقت قضية أظن اقتحام الشفا مستشفى الشفا، وأعلن في ذلك الحين عن إشاعة وهي قصة الاغتصاب أنه حدث اغتصاب للسيدات وما إلى ذلك، هذه القصة أشعلت الشارع الأردني في ذلك الحين، وكانت ردّة الفعل يعني غاضبة بشكل كبير جدًا جدًا، وبالتالي الذي أطلق الفعالية كان القطاع الشبابي، لكن كان الزخم الأكبر من القطاع النسائي في هذه الفعالية، وفي ذلك الوقت في شهر رمضان كان محيط السفارة الصهيونية محاط بعشرات الآلاف، يعني كان في بعض الليالي يصل إلى 140 ألف متظاهر جلهم من الشباب الموجودين في محيط السفارة. يعني المعظم استنشق ما فيه الكفاية من الغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات. وكان اعتقالات، ورغم ذلك كان في حالة إصرار على حصار السفارة الإسرائيلية. واستمر هذا الفعل إلى نهاية شهر رمضان المبارك حتى في اليوم الأول لعيد الفطر. في ذلك الحين أقيمت فعاليّة في محيط السفارة في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك. في رسالة لأهل غزة ولأخواننا في غزة. أننا حتى في عيد الفطر لن ننساكم، ونحن نقف معكم حتى في يوم عيد الفطر. ليس عندنا عيد وغزة تعاني ما تعانيه وغزة تنزف دماؤها. هذه كانت رسالة الحراك، فبالتالي الحراك كان صحيح سقفته الدولة بشكل ما، لكنّه كان بما يستطيع الشعب الاردني أن يُعبّر من خلاله من مساحات.
أحمد البيقاوي: [01:34:49.66]
قلت لي على قضيّة أيضًا قصّة التبرعات أو الدعم المادي. يعني حكيت لي على مشاهد اجتماعيّة، لكن في جملة لفتتني أنه قد تكون التبرعات أو ما قدّمه الشعب فعليًا الأردني يتجاوز ما قدّمه أو ما قدّمته بعض دول الخليج. يعني هذه مبالغة. يعني أنت تُبالغ؟ ولا.. أعطيك فرصة مرّة ثانيّة لتراجع الإجابة..
معاذ الخوالدة: [01:35:16.93]
أبدًا أبدًا.
أحمد البيقاوي: [01:35:18.01]
وتحكي لي أكثر عن هذه المشاهد الاجتماعيّة بالتفصيل، لأنها ملفتة، حالة المنافسة التي أخبرتني عنها.
معاذ الخوالدة: [01:35:24.46]
لا لا أبدًا هي ليست مبالغة. وبالعكس أنا أتمنى فعلا لو كان فيه امكانية لإحصاء دقيق لهذا البعد حقيقة. يعني في البدايات كان الفعل في البداية فعل موجّه من خلال مؤسسات العمل الاجتماعي والخيري من خلال الحركة الإسلامية بأذرعها. يعني بمعنى كانت مؤسسات شغّالة على هذا البعد. لكن لاحقًا تطوّر هذا البعد إلى أن يصبح حالة مجتمعية في كل الأردن. لم تبق عشيرة في الأردن ولا عائلة في الأردن ولا منطقة إلّا وقدّمت سهمًا في إطار الدعم والإسناد المالي. وصارت الناس تتنافس في هذا الإطار. والله أنا.. يعني انتم غير قادرين أن تصلوا للشمال، نحن وصلنا للشمال، العائلة الفلانية قدرنا نوصّل لشمال غزة لبيت حانون وبيت لاهيا ونفّذنا المشروع الفلاني ونفّذنا المشروع الفلاني. تكايا طعام عملنا. دخّلنا ملابس عملنا كذا، وبالتالي أصبحت حالة التنافس حتى في الإطار الاجتماعي العائلات الأردنية، العشائر الأردنية، المخيمات، البوادي أينما ذهبت في هنالك عناوين لهذا الفعل وتقديم يعني دعم، وكانت يمكن أول حالة شعبية عفوًا حالة مجتمعية برزت عندنا في الأردن هي حالة حي الطفايلة في عمّان حالة حي الطفايلة كانت هي أول حالة، خططوا مجموعة من الشباب أننا نريد إدخال سيارة إسعاف سنجمع فلوس نُدخل فيها سيارة إسعاف إلى قطاع غزة، فأعلنوا داخل الحي، وطبعًا حي الطفايلة حي من الأحياء ذات المستوى الدخل المتدني في عمّان. كانت المفاجأة بالنسبة للشباب القائمين على الحملة فوق تصوراتهم. يعني تأتي المرأة معها كل مصاغها من الذهب وتضعه على الطاولة، وهذا فداء فلسطين وفداء غزة. يأتي شاب يريد أن يتزوج مثلما قلت لك، يقدم فلوسه ويقول لك يا عمي أنا أريد أن أكتفي على مراسم عائلية ضمن عائلتي الحلقة الأولى، ولا أريد أن أقيم أي ولائم طعام، نحن تعرف منطقتنا في الأردن عشائرية والناس يعني في هذه المراسم الزواج مكلفة ليست سهلة في الأردن، فالناس راحت بهذا، ففعلا حصلت، فتفاجأوا أنّه في الحملة الأولى بدل أن يجمعوا ثمن سيارة إسعاف جمعوا 3 سيارات إسعاف!
معاذ الخوالدة: [01:38:21.60]
فتطوّرت الفكرة. وطبعًا نزلوا على العريش وذهب وفد من حي الطفايلة على مصر واشتروا السيارة وأدخلوها بـ100 طريقة وطريقة حتى قدروا يدخلوها في ذلك الحين بسبب الظروف الموجودة. فتوسعت هذه المبادرة. وطبعا الحركة الإسلامية للأمانة كان لها دور من خلال انه الحركة الإسلامية منتشرة في كل المدن والمحافظات الأردنية. أطلقت مبادرات تلقفها الشعب الأردني والشعب الأردني تقدم في الأخير، يعني للأمانة لم يكن أحد يسبق هذه الحراك أو هذا الحراك الشعبي الاجتماعي الذي كان في كل المحافظات في إطار الدعم والإسناد، والناس تقوم فيه وهي تشعر بالخجل بالمناسبة يعني مش قاعدين ناس يُقدّمون شيئًا والله وكأنّها تمنُّ على أهل غزة بالدعم الذي تقدمه. لا لأ نحن نُقدّم ونحن نشعر بالخجل إنه هذا شيء قليل بالنسبة للتضحيات الجسام والكبيرة التي يقدمها أهلنا في قطاع غزة، وللأمانة هذه حالة يعني أنا في ظني حتى أثّرت وستؤثّر في الوعي لهذا الجيل الصاعد تحديدًا. اليوم ابنك في البيت من مصروفه يضع في حصالة التبرّع لغزة وللمقاومة، وأنت تغرس هذه القيمة فيه. اليوم، ابنك الذي عمره يعني 5 سنوات أو 4 سنوات طفل صغير فاهم إنه في قضية اسمها فلسطين وفي مقاومة نحن يجب أن ندعمها، وفي رجل حين يطلع يرتدي الكوفية الحمراء. هذا يُمثّل حالة رمزية بطولية بالنسبة للأمة، ويتشبّه به الأطفال حين يرون أبو عبيدة على الشاشات، فيعني بشكل أو بآخر. هو في حالة إنتاج للوعي من جديد على مستوى الأمة، وإعادة تقديم القضية الفلسطينية على مستوى العالم بعد أن حاول الغرب والأمريكان والاحتلال الصهيوني أن يجعلها طيّ النسيان.
أحمد البيقاوي: [01:40:37.14]
الآن كثير ناس تتبرع وكثير ناس تجمع وتعرف في دول تعمل كرنفالات احتفالية بأنّه جمعنا مساعدات وكفى يعني وتضعها وتكدّسها، لكن الذي انتبهت له في الاردن أنّ جزءًا من مساراتكم هي الضغط على النظام او الإشارة للنظام والتعاون مع النظام أو أيًا كان لإدخال هذه المساعدات. في شيء فاجأني أنا معلومة إنه يمكن لست متأكدًا إذا الرقم دقيق، أنّ أول 17 شاحنة دخلت إلى الشمال في فترات الحصار كانت من الاردن في حينه كان جزء من الضغط السياسي وأعتقد في معلومة أخرى أحتاج يعني تساعدني أفهمها أكثر او تؤكدها أو تنفيها. جهود المساعدات التي كانت في رمضان تحديدًا اللي تجمّعت والتي عملتم على إدخالها ساهمت في كسر المجاعة. يعني لا أعرف إذا هذين الاثنين يعني تعرف انا أخاف من المقولات الكبيرة هذه بالسياق هذا لأنه الواحد يكون حذرًا وهو يحكي. لكن حين عرفت المعلومتين شعرت أنّ هذا جزءًا من مظلوميّة الحراك في الأردن انه في شيء كثير مهم عُمل يتجاوز فكرة التظاهرة او "كل الأردن حمساوية" يعني بصراحة، أو النزول على الحدود. ينفع أن تفهمني السياقات السياسيّة التي ساعدتكم في إدخال المساعدات؟
معاذ الخوالدة: [01:41:59.39]
نعم للأمانة وجود بوابة لإدخال هذه المساعدات باتجاه غزة بوابة رسمية. المقصود هذا ساعد كثيرًا في قصة دخول المساعدات من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية. كان متاحًا أن تذهب لتقدم مساعدات. يعني طبعًا في قصة يعني يجب أن أوضحها، عفوا، أن طبيعة الاشتباك الديموغرافي في الأردن مع فلسطين عمومًا ومع غزة كجزء من فلسطين يفتح قنوات تواصل بمعنى يعني الناس لها أهل وأقارب موجودين داخل قطاع غزة، وبالتالي كان فيه كثير مساعدات تذهب باتجاه يعني العائلات وتجمع وتودي لأهلها أو لأقاربهم داخل، وهذا يمر بقنوات خاصة كل حدا بطريقته بآلياته ويُدخل مساعدات وفلوس بشكل أو بآخر، مع وجود آلية رسمية الدولة سمحت فيها فهذا عزز من قضية إدخال المساعدات. وللأمانة فعلًا في لحظة الحصار الشديد الذي حصل للشمال والناس وصلت لمرحلة صعبة جدًا في الشمال، ما عادت تجد قوتًا ولا طعامًا. في مرحلة من المراحل أسهم هذا الفعل الخيري والإسناد الإغاثي الذي قدمه الشعب الاردني في تخفيف المعاناة وليس إنهاءها، لأن الاحتلال كان يضع دائمًا قيود لكن يعني أسهم في تخفيفها، وهنا يمكن أحكي للأمانة لأول مرة يعني أصرّح فيها للإعلام في تلك المرحلة لما وصلت الأمور إلى ذروتها في شمال قطاع غزة. في مرحلة الحصار الذي حصل، لا أتكلم عن مرحلة خطة الجنرالات التي حصلت في نهايات المعركة التي حصلت قبل ذلك. حصار الشمال ومحاولة تركيع الناس من خلال التجويع. حرب التجويع التي مورست على أهل شمال غزة في محاولة تهجيرهم باتجاه الجنوب. في تلك المرحلة أذكر حضرنا كان هنالك مؤتمر عقده الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وكان هذا المؤتمر في إسطنبول وحضره مشاركين من أكثر من خمسين دولة في ذلك الحين، وكان هنالك وفد من الأردن. أنا كنت جزءًا من الوفد الأردني المشارك في هذا الملتقى أو المؤتمر، ففي إحدى فقرات المؤتمر كان أحد قيادات حماس حاضرًا في ذلك اللقاء في إطار كان مطلوب منه فقرة أن يقدم عن الواقع اليوم في قطاع غزة.
أحمد البيقاوي: [01:44:59.06]
أين كانت هذه الفعالية؟
معاذ الخوالدة: [01:44:59.87]
في اسطنبول.
أحمد البيقاوي: [01:45:02.14]
أي سنة أيّ فترة؟
معاذ الخوالدة: [01:45:03.70]
يعني أنا لا أتذكر التاريخ بالضبط.
أحمد البيقاوي: [01:45:06.46]
بالأشهر الأولى يعني؟
معاذ الخوالدة: [01:45:07.84]
نعم، بالأشهر الأولى في ذروة الحصار الذي كان على الشمال.
أحمد البيقاوي: [01:45:11.35]
فعاليّة مغلقة كانت؟
معاذ الخوالدة: [01:45:12.88]
لا هو مؤتمر مفتوح.
أحمد البيقاوي: [01:45:14.56]
مين القيادي طيّب؟
معاذ الخوالدة: [01:45:16.36]
فكان هو مؤتمر مفتوح وكان وقتها يعني الله يذكره بالخير. الأخ خليل الحية (أبو أسامة) الأخ خليل الحية كان هو المتحدث عن الواقع في قطاع غزة. يعني وطبيعة الواقع الميداني الذي يعيشه الناس في قطاع غزة. ومن جملة ما تحدث في ذلك الحين أن اليوم حالة الحصار للشمال يعني أصبحت حالة ضاغطة وكبيرة جدًا على الناس، وفي ذلك السياق وجّه الحديث لنا في الوفد الأردني تحديدًا. إنه يعني في الأردن أنتم نفّذتم.. الدولة نفّذت عندكم إنزالات جوية للمستشفى الميداني الأردني، أدوية ومعدّات لأن المستشفى الميداني محاصر حاله حال كل القطاع، فالأردن عملت إنزالات جوية خاصة في المستشفى، فإنه بما أنكم قادرين يعني الدولة قادرة أن تعمل إنزالات جوية للمستشفى الميداني، فنحن يعني نتمنى عليكم أن تعملوا إنزالات جوية إغاثيّة للناس في الشمال طحين وغيره بما يحقق تثبيت للناس على الأرض ودعم صمودهم وثباتهم على الأرض وكسر حالة الحصار التي قاعد الصهيوني يمارسها. للأمانة نحن حملنا هذه الرسالة ونقلناها لقيادة الحركة وفي ذلك الحين. هذه الرسالة نقلت مباشرة للجانب الرسمي من خلال نوابنا في البرلمان. أحد الأخوة النواب حمل هذه الرسالة ونقلها للجهات الرسمية في الدولة.
أحمد البيقاوي: [01:47:14.38]
وهي فعليًا إدخال مساعدات من خلال الإمدادات الجوية؟
معاذ الخوالدة: [01:47:17.83]
إنّه شمال غزة يعاني من حالة حصار، وأنّ في فرصة هنالك يمكن أن يقدمها الأردن ولا يستطيع أحد آخر أن يُقدّمها غيره، وهي قصة الإنزالات الجوية الإغاثية، وتكون من اجل إغاثة الناس في شمال القطاع. وللأمانة بعد يومين من هذا الكلام تفاجأنا جميعًا بعمليات إنزال الإغاثة التي حصلت داخل قطاع غزة، فيعني كان مشهد في ذلك الحين للأمانة أعتقد أنه ساهم بشكل او بأخر في تخفيف المعاناة. ليس كافيًا على الاطلاق. كل ما يمكن ان يدخل يعني لا يكفي في ظل الواقع الموجود في قطاع غزة لكن أسهم في تخفيف المعاناة. لكن المفارقة في هذا المشهد يمكن أنّه ترافق مع حدثين. الحدث الأول العدو الصهيوني استهدف المتجمّعين عند دوار الكويت وهم ينتظرون المساعدات التي تم إنزالها وحصل في شهداء وإصابات وما إلى ذلك، والقضية الأخرى يعني نزول بعض الطرود في البحر، فأصبح الموضوع محل تهكُّم، والناس صارت تتهكم، والبعض يطالب بوقف الإنزالات الجوية، ويمكن الذي جعل المشهد يذهب لهذا البعد أنه صار. يعني عفوًا مفهوم أن ان الاردن ليس بينها حدود وبين غزة عملت انزال جوي. أما إنّه مثلا دولة بينها وبين غزه معبر، وتغلق المعبر بتعمل إنزال جوي! لماذا؟ يعني ما هو الدافع اللي بدك تعمله؟ وأن امريكا التي تعطي قنابل أطنان من المتفجرات تلقيها من خلال الطائرات الصهيونية على أهل غزة وعلى اطفال ونساء غزة. تأتي لتلمع صورتها من خلال بعض المساعدات التي تلقيها من الطائرات. إنزال جوي وصارت عدد من الأطراف الغربية الفرنسية وغيرها. وكأنّ المشهد صار يعني بصراحة يعني بين قوسين (تغطية).
أحمد البيقاوي: [01:49:37.40]
تغطية على الحصار يعني.
معاذ الخوالدة: [01:49:38.57]
نعم. صار المشهد كله مشهد سيء وعبّر، والناس صارت تعبّر عن حالة استياء من هذا المشهد الأردني في ظل هالصورة هذه كاملة يعني. لذلك باعتقادي إنه يعني الحمد لله يعني في الأردن الشعب قدّم جزءًا معقولًا من الإمكانات التي يستطيع أن يقدّمها، بالعكس يعني أنا شاهد على حالات يعني أنا أعرفهم من الناس وأقارب والله كانوا يعني الذي خصم جزءًا من راتبه 25 بالمئة من دخلي يجب أن يذهب لغزة، وفي ناس يعني أثّرت فيّ قصة صديق مقرب مني يقول أنا ذهبت على مسجد وأعطيت فيه درسًا وتحدثت فيه عن قطاع غزة وما يحدث في غزة والحرب وما إلى ذلك، ودعوت الناس أن تتبرع وتقدّم الدعم والاسناد لغزة، وطبعا نحن في الأردن لا نحكي تبرُّع، نحن نقول هذا جهاد بالمال لأنّ القصة ليست قصّة اختيارية وطوعية. بمعنى آخر اليوم ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب، أهلنا في قطاع غزة والمقاومة في غزة تؤدي واجبًا عن كل الأمة. إسنادها ودعمها وإبقاؤها ثابتة وصامدة. هذا واجبنا واجب كل الأمة، فبالتالي هذا جهاد بالمال وهذا فرض علينا كأمة كشعوب لدعم هذه المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني. فيحكي لي هذا الصديق يقول لي أنا تحدثت في المسجد وغادرت، أتفاجأ ثاني يوم او بعد يوم او يومين أحدهم يطرق الباب.. رجل لا يعرفه.
معاذ الخوالدة: [01:51:32.14]
السلام عليكم. قال وعليكم السلام، قال له يا شيخ ألست أنت من أعطيتنا الدرس في المسجد الفلاني قبل يومين؟ قال له صحيح. فأخرج مبلغًا من جيبه وأعطاه إيّاه. فقال له الله يجزيك الخير، تفضّل. قال له: شكرًا أنا والله فقط أحببت أن أعطيك إيّاه. هذا والله يا شيخ انا ما عندي دخل. انا لستُ موظّفًا أنا آخذ دخلًا من "التنمية الاجتماعية". نحن عندنا الطبقة الفقيرة في الاردن، المسحوقة تأخذ مساعدات من الدولة من خلال وزارة التنمية الاجتماعية مبلغ محدود 90 دينار 80 دينار حسب وضعه. فقال له يا شيخ والله انا بقيت أنتظر إلى اليوم حتى أتيح لي أن أستلم هذه المساعدة الشهرية. والله هذا كل ما املكه في الدنيا، ليس عندي غير هذا المبلغ وأنا أريد أن أتبرع فيه لأهل غزة، فيقول لي أنا انهرت من البكاء. يعني وأنا أنظر للمشهد أنّ هذا مواطن ما عنده شيء يملكه يعني قدّم كل.. يمكن هذا سبق ناس تبرعت بملايين يعني من الدنانير والدولارات لأنّ هذا تبرع بكل ما يملك، فرب درهم سبق 100 درهم، فهذا الوجدان الأردني هذا الشعب طبيعته هكذا، والشعب الاردني ليس جديدًا في عطائه وفي نخوته وشهامته وفيما يستطيع أن يقدّمه لأهلنا في فلسطين، لأنّ هذا أقل الواجب.
أحمد البيقاوي: [01:53:01.96]
تعرف هذه القصص هي أصدق قصص تجعلك يعني حين نقول الشعوب العربيّة، لما تنزل لها إنّه كل واحد يحاول يعمل كيف يقدر. وأحيانًا أضعف الإيمان هو هذا، هذه التفاصيل الصغيرة يعني، التي الناس تجتهد فيها. قصّة مؤثّرة التي رويتها، لكنّها قفزة عن تصريح كبير أنت قلته. هو ليس الفكرة أنه أول مرّة يُحكى في الإعلام. الفكرة إنه أنت تقول إنّه لأوّل مرّة إنه القائد (في حماس) خليل الحيّة هو صاحب فكرة الإنزالات الجويّة! يعني هو من طالب فيها؟!
معاذ الخوالدة: [01:53:35.77]
يعني هو هو طالبنا ونحن..
أحمد البيقاوي: [01:53:38.95]
وبناءً على ذلك نُفّذت.
معاذ الخوالدة: [01:53:39.97]
يعني هو طالبنا بذلك ونحن نقلنا هذا الطلب. لاحقًا تمّ التنفيذ. الآن هذا صار قدرًا أن توافقت الإرادة الأردنية الرسمية مع هذا الطلب.
أحمد البيقاوي: [01:53:50.69]
مع خليل الحيّة..
معاذ الخوالدة: [01:53:51.05]
وإلّا فعلًا يعني كان هو حالة من الاستجابة للمطلب، لكن في النتيجة المهم أنّ الذي حصل كان فيه إنزالات جوية ساعدت وأسهمت في تخفيف المعاناة.
أحمد البيقاوي: [01:54:06.20]
لكن سؤال ليه "أبو الوليد" هنا أنت ترى أنّه كان في نقد يعني أو في لا أحكي عن الشيء الشعبي العام الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعض الشخصيات التي تعبّر عن المزاج، المزاج حماس تحديدًا الداخلي كانت يعني تنقدها طوال الوقت، وتتهكّم عليها.
معاذ الخوالدة: [01:54:29.99]
لا لا انظر.. حين تتكلّم عن المزاج العام، لا. أنا أختلف معك يا أخوي أحمد في النقطة هذه.
أحمد البيقاوي: [01:54:37.82]
لا. أنا لا أحكي على المزاج العام. أحكي على شخصيات في..
معاذ الخوالدة: [01:54:41.99]
هذا يعني عفوًا أنا كابن للحركة الإسلامية. أنا قيادي في الحركة الإسلامية. ويخرج لنا بعض الأخوة أحيانًا ويوجّه لنا نقدًا حادًا جدًا.
أحمد البيقاوي: [01:54:51.64]
على تويتر؟
معاذ الخوالدة: [01:54:52.21]
من داخل الصف.
أحمد البيقاوي: [01:54:53.65]
على تويتر (اكس)؟
معاذ الخوالدة: [01:54:54.22]
وفي ناس (تنشر) على تويتر. لكن يمكن المشهد أحيانًا يأخذ بُعد...
أحمد البيقاوي: [01:54:59.17]
لكن إذا أخذوا 5 او 6 او 6 كتبوا بليلة واحدة. ألا يعني هذا أنّ هناك مزاج ضدّ القيادة.
معاذ الخوالدة: [01:55:05.44]
لماذا 5- 6 يعني يعملوا مزاج عامّ؟
أحمد البيقاوي: [01:55:08.20]
يعني إذا كانوا مؤثّرين ويديرون جروبات كثيرة طبعًا.
معاذ الخوالدة: [01:55:12.22]
انظر، يعني في الأخير أنا مدرك تمامًا أنّ الأمل والعشم في الأردن كبير. وفي الحركة الإسلامية أيضًا كبير بحكم أنّها القوة السياسية الأكبر المحرِّكة داخل الأردن. ولا شك أن البعض يطمح.. يعني كان يطمح لدور أكبر وفعل أكبر، ولكن للأمانة كنّا نحاول أن نقوم بكل ما نستطيع أن نقوم به من فعل في إطار الدعم والإسناد على الإطار الشعبي والسياسي والإعلامي والإغاثي في كل المجالات، إذا قصّرنا فنسأل الله أن يغفر لنا، لكن نحن في الأخير يعني كنّا نقرأ الواقع بشكل عميق جدًا، ونسعى أن نسير على شكل توازنات، تحاول أن تحافظ على هذا الجهد وتعظّمه وتطوّره، ولا توصلنا إلى مرحلة نخسر فيها، حتى هذا الجهد الذي نقدّمه والبعض غير راض عنه، لأنّ المشهد أحيانًا.. قد يكون من هو خارج السياق، لا يرى الصورة كلّها ولا يفهم المشهد كاملًا.
أحمد البيقاوي: [01:56:16.25]
ذاك النقد..
معاذ الخوالدة: [01:56:16.58]
أنا في الأردن، مؤخرًا يعني أستطيع أن أقدّر الواقع بشكل أدقّ وأقوم بما يمكن أن أقوم به، يعني بقدر استطاعتي، وإذا كان هنالك جانب أستطيع أن أقوم به ولم أقم به فساعتها أنا أكون مقصِّرًا.
أحمد البيقاوي: [01:56:35.48]
اسمح لي، أنا أقول "حلال عليكم" على قول الأتراك يعني بالذي تعملونه بكيف يعني عاملين هذه التوازنات الحسّاسّة وتحققون نتائج حقيقيّة. يعني ليس مجرّد.. يعني هذه جبهة حقيقيّة يعني حسبما تحكي. وهذا هو الدافع للحوار. لكن أنا أريد أن أفهم كل التفاصيل يعني. بجانب من النقاشات، ويمكن كي نفهم حساسيّة حين يصير الواحد مسؤولًا أكثر في الكتابة على السوشال ميديا فرضًا يعني. أنا كأحمد كنت متابع كثير تفاصيل وأكتشف معك الآن أنني لا أعرف كثيرًا من التفاصيل يعني. او انتم لم تتكلموا عن عملكم كفاية وهذه فرصة فعليًا في "تقارب". لكن مثلًا ما هو مقدار تأثير حالة هذا الاشتباك بين الأردنيين والفلسطينيين للتهكّم على الإنزالات الجوية أو التهكّم فعليًا على صورة يعني رمز النظام الأردني وهو الملك فعليًا في بعض الأوقات. كنت أرى أن هناك "طوشة" صارت على تويتر طوشة افتراضيّة ليس لها أيّ معنى. الآن أنت حين تقول لي أنه كان هنالك حاجة لهذه الإنزالات بعيدًا عن شكل إخراجها في شيء هيك. يعني فاهم إنّه في بُعد وفي فجوة موجودة، لكن أيضًا محتاج أن أفهم أنّ هذا الشيء كان يُثقلكم؟ يعني يشغلكم؟ يشوِّش عليكم وأنتم منشغلون بالأشياء المُهمّة التي كنتم تعملونها؟
معاذ الخوالدة: [01:57:54.20]
انظر.. يعني على مدار 15 شهرًا خرجت بعض الإساءات أحيانا التي تفضّلت فيها على تويتر وغيره من بعض الأشخاص هنا أو هناك. لكن للأمانة نحن يعني في الأخير نحن لا نشتغل بناءً على ردود الفعل، ولا نعمل عفوًا في إطار يعني أن نُرضي فلان أو نزعل فلان، نحن نعمل وفق ما تمليه علينا، يعني واجبنا ما يمليه عليه ديننُا وعقيدتنا، وواجبنا أن نقدّم كل ما نستطيع وفق الإمكانيات المُتاحة. الآن قياس هذه الإمكانيات يختلف من واحد لواحد، في واحد يقول لك أنت تقدر تعمل كذا. أنا يمكن أقول أستطيع أن أعمل حتى هنا. هذا يعني القدر المتاح من الفعل والعمل. لكن لنكن صريحين قليلًا مع بعض. ما هو المطلوب؟
أحمد البيقاوي: [01:58:52.56]
أرجوك كن صريحًا أكثر.
معاذ الخوالدة: [01:58:53.85]
عنجد عنجد ما هو المطلوب؟ يعني إنّه إذا تحركت... بمعنى إذا وصلنا بالمظاهرات للحدود هل كانت الحرب ستتوقّف وتنتهي؟ طيّب الذي دخل بالسلاح والصواريخ لم يستطع أن يوقف الحرب؟ نحن رأينا كيف حزب الله دخل بثقل عسكري ضخم جدًا. الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله هي أكبر من ترسانة حماس في قطاع غزة، وبكل ثقله العسكري وبإسناد من إيران ومحور كامل، وانخرط ودفع أثمانًا باهظة غير مسبوقة في تاريخ الحزب، وجعلته يرجع خطوات للخلف بعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها، ومع ذلك لم يؤثّر في مسار الحرب. يعني لنتكلّم الآن في إطار التقييم الواقعي للأمور. جبهة أثّرت وساندت ودعمت، صحيح. لكن هل أوقفت الحرب؟ في المحصلة لا. ولا استطاعت الجبهة اليمنيّة أن تفعل ذلك رغم الفعل الكبير الذي قدّمته ولا أي جبهة أخرى. هذا حين نتكلّم عن الجبهات التي اشتركت او اشتبكت عسكريًا. طيّب يعني لو وصلت الفعل الشعبي هذا الجماهيري إلى الحدود كان سيؤثّر في معادلة المعركة؟! هذه المعركة ليست معركة عادية. معركة "طوفان الأقصى" معركة استثنائية.
أحمد البيقاوي: [02:00:26.87]
معركة وجود أخذها الاحتلال.
معاذ الخوالدة: [02:00:28.82]
معركة أدرك الاحتلال فيها منذ يوم 7 أكتوبر أنّه أمام محطة فاصلة في عمره. معركة يخوض فيها.. معركة وجودية. اليوم نحن يعني كنّا سابقًا نُقدّر أن المجتمع الصهيوني لا يستطيع أن يتحمّل أن يعيش حرب مثل هذه الحرب على مدار 15 شهرًا. طيّب ما الذي يبقي هذا المجتمع حتى هذه اللحظة متماسكًا في ظاهره على الأقل وحتى في باطنه في دعمه للحرب ومواجهة حماس ومواجهة المقاومة؟! لأنّه لأول مرة يشعر أنّه أمام خطر وجودي، وبالتالي يصير هنا قياس العوامل الخارجية في المعادلة يحتاج قياسًا أكبر ومختلف عما يمكن، أحيانًا تكون العاطفة تدفعنا باتجاهه، لذلك أنا في تقديري أنّه لا. الفعل الذي صار في الأردن فعل كبير وضخم جدًا، لكن في قصّة لا أحد يقدر أن يتجاوزها وهو أنّ ما حدث داخل غزة من مجازر ومن دماء، ومن معارك، ومن حرب، ومن تضحيات وما إلى ذلك، يصبح أمامه أي فعل أخر ضئيل يتضاءل. يعني مهما قدّمت وعملت أنت أمام التضحيات وأمام الدماء التي تصير في غزة يتضاءل هذا الفعل، لكن هذا الفعل يمكن لو في وضع طبيعي آخر أو في معركة أخرى كان سيظهر بشكل ضخم وكبير جدًا.
أحمد البيقاوي: [02:02:01.55]
أبو الوليد بذات الواقعيّة أكمل هكذا على الشيء العسكري بما أنّك فتحت الموضوع. أحيانًا أو بين كل فترة وفترة يتم "ضبط" مجموعة خلايا أو مجموعات من الأفراد الذين يوصلون السلاح او تشتغل. وأيضًا رأينا في عمليتين كبار صاروا في الاردن كبار نوعًا. يعني الذين وضعوا أسئلة عليكم بالتحديد كجهة منظّمة يعني كتنظيم كجماعة. ويمكن عليكم انتم لأنكم فعليًا الجهة الرسمية الكبيرة التي فيها تنظيم، الوحيدة الموجودة يعني بحجمكم. والجانب الثاني أن هؤلاء جزء منهم أبناؤكم. ممكن تحكي لي عن هذا التناقض ما بين تعريفكم لحالكم. وتوجّه أبناؤكم لهذا الخيار أو انخراطهم في هذا الخيار. وأيضًا الحديث عن أنّكم رفعتم التغطيّة عمّن شارك في هذه السياقات او نزعتم التغطية عنها. او أنكم تدعمون او لا تدعمون. احك لي أكثر عن هذه التناقضات، بذات الواقعيّة.
معاذ الخوالدة: [02:03:10.86]
تمام.
أحمد البيقاوي: [02:03:11.16]
وبذات الاستقامة.
معاذ الخوالدة: [02:03:11.97]
انظر.. أوّل حاجة الانخراط في هذا الفعل المقاوم بالنسبة للشعب الأردني ليس طارئًا. الشعب الأردني منخرط في الفعل المقاوم منذ احتلال فلسطين منذ 1948 ولذلك دماء شهدائنا ما زالت تشهد على أرض القدس في معارك اللطرون وغيرها، وحتى بعد ذلك في محطّات مختلفة في الخمسينات في "معسكرات الشيوخ" والمنظّمات الفلسطينية التي كانت تقاتل من الأردن ومحطات متعددة، وحتى بعد ذلك عمليات قطع الحدود باتجاه فلسطين والأرض المحتلة وتنفيذ عمليات مقاومة وجهادية داخل فلسطين، هذه كانت مستمرة، ونحن أسر عدد من أبناء الشعب أو من الشباب الأردني لتنفيذهم عمليات داخل فلسطين مثل "سلطان العجلوني" و"أبو غليون" وغيرهم من الشباب الذين نفّذوا عمليات داخل فلسطين، وهذا الكلام ليس طارئًا، ولذلك، اليوم الحديث عن أنّ هنالك حالة يعني غير مسبوقة وكأنّ الفعل المقاوم طرأ من يعني منذ هذه اللحظة او منذ لحظة "الطوفان" في المشهد الاردني ليس دقيقًا، بمعنى أن هذا امتداد لتاريخ طويل في التاريخ الأردني. وبطبيعة الحال لا شك أن العمليتان اللتان تم تنفيذهما، عملية ماهر الجازي الشهيد البطل رحمة الله عليه. وأيضًا عملية البحر الميت التي نفذها الشهيد عامر قواس والشهيد حسام ابو غزالة. عمليّتان. يعني كان العمليات للأمانة. صحيح صار هناك جدل حولهم لسياقات ما. لكن عموم الشعب الأردني كان يفتخر بهؤلاء الشهداء والحركة الإسلامية كما هو حال عموم الشعب الأردني يعني. عبّرت عن أن هذا الفعل الذي حدث هو فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، ردّ فعل طبيعي على جرائم الاحتلال وعلى ما يقوم به من حرب إبادة، ولكن بنفس الوقت نحن قلنا بشكل حقيقي أنّ هذه الأفعال كانت يعني هذه العمليات كانت بإطار فردي وليست إطار تنظيمي، بمعنى ليست الجماعة أو الحركة الإسلامية هي التي نفذت أو خططت ورتبت لهذه العملية، وهذا هو الواقع بطبيعة الحال، يعني لا نتبنى شيئًا لم نفعله في الأخير. فكان هذا الفعل الذي قدّمه الشباب فعل بطولي، ولو كان هنالك رفع للغطاء عن هؤلاء الشباب الأبطال -الله يتقبلهم- لما كانت صورهم تمتلئ بها المظاهرات والفعاليات التي يقوم بها الملتقى الوطني والحركة الإسلامية في مختلف المحافظات الأردنية، وما كانت الأهازيج التي تتغنّى بهم وببطولاتهم تعمّ الفعاليات والشعب الأردني توافد بحشود ضخمة جدًا لتهنئة أهل الشهيد ماهر الجازي -رحمة الله عليه- بعد استشهاده. وكذلك الأمر لحسام وعامر.
معاذ الخوالدة: [02:06:49.08]
وبالأمس القريب نحن وبعد أن أعلن عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. بعدما حصلت عملية التبادل الأولى للأسرى. الحركة الإسلامية أقامت مهرجانًا ضخمًا بعنوان "وانتصرت غزة" وكان مهرجانًا حاشدًا وضخمًا جدًا. وإحدى الفقرات كانت مداخلة لشقيق الشهيد ماهر الجازي. وتحدّث بفقرة شعرية بدوية يعني بلهجته البدوية وألهبت الجماهير. وكانت يعني لربما الفقرة الأكثر تميّزًا في هذه الفعالية. لا، لم يتم رفع الغطاء لا سياسيًا ولا شعبيًا عن هؤلاء الشهداء. ولكن لا نستطيع أن نُحمّل أنفسنا أو نتحمّل فعلًا نحن لم نقم به. كان هو في إطار فردي. وهذا يعني لا شك أنه كان فعل طبيعي على جرائم الاحتلال. بالعكس السؤال كان الذي كان يدور حتى داخل الأروقة الرسمية. لماذا تأخّرت كل هذا الوقت؟ لأنّه كان متوقع أنه يحدث شيء مثل هذا الأمر ومثل هذه العمليات. وبالمناسبة هنالك عشرات الحالات التي تمّ القبض عليها من الشباب وأعيدوا من الحدود، وبعضهم قطع الحدود بسكين يعني أو بسلاح أبيض وتم إلقاء القبض عليه وإعادته. هذا مشهد طبيعي أمام الذي يصير في قطاع غزة.. حرب.
أحمد البيقاوي: [02:08:27.93]
هذه تفصيله مهمّة لأنها لم تخرج في الإعلام وأعتقد حتى بسياق.. يعني النظام الاردني كيف يشتغل بحذر بالإبرة والخيط. يعني لا يريد أن يُضخّم من حجمها ولا يحوّلها لنموذج كما أعتقد لكن كنّا نسمع عنها بشكل فردي. يعني على إنه في حادثة هنا أو في حدا هنا لكن الذي يستشهد أو تصير فعليًا في عمليّة حقيقيّة هي التي تطلع على الإعلام.
معاذ الخوالدة: [02:08:49.26]
وفي عندنا للأسف معتقلين ما يزالون حتى اليوم على قضايا دعم المقاومة. يعني بمعنى قاموا بإدخال أسلحة أو ألقي عليهم القبض في اطار إدخال أسلحة للداخل الفلسطيني في اطار دعم المقاومة، ولذلك نحن يعني ما زلنا نطالب بالإفراج عن هؤلاء، وقضية أن يتم اعتقال الذين يقدّمون الدعم للمقاومة تحت قانون يتحدّث عن "الإرهاب" هذا حقيقة بالنسبة لنا يعني لا يمكن القبول به كشعب أردني.
أحمد البيقاوي: [02:09:25.63]
الحالات التي من هذه...
معاذ الخوالدة: [02:09:26.95]
مقاومة الاحتلال مشروعة في كل الأديان وفي كل القوانين الدنيا، وبالتالي يجب أن يكون الفعل المقاوم فعل محل تكريم ومحل تقدير وليس محل تجريم.
أحمد البيقاوي: [02:09:39.04]
الحالات التي أتحدث عنها أو التي تتحدث عنها فعليًا من أبنائكم، هل بالفعل ساندتموهم في السياق القانوني؟ وأوكلتم لهم محامين أو دعمتموهم في السياق بما تقدرون عليه؟ ما بين قوسين كيفما فهمت؟
معاذ الخوالدة: [02:09:53.98]
في لجنة الحريّات في "حزب جبهة العمل الإسلامي" تُقدّم الإسناد والدعم القانوني لكل المعتقلين الذين نعلم عنهم يعني ويصلنا لأنه في أحيان معتقلين لا نعلم عنهم، ولا يكون عندنا خبر عنهم. لكن كل من يصل معلومة وطلب من أهله للتدخل. نعم نُقدّم له الدعم والإسناد القانوني من قبل لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي.
أحمد البيقاوي: [02:10:21.43]
في حفلة صارت أيضًا بذات السياق وهي "حفلة الانتخابات" عندكم. يعني حفلة عليكم. ومثلما أنت قبل قليل تكلّمت إنه ظُلمت المساحة، فتشعر انّ هناك استهدافًا او في نقاش. لا أقدر أن أفهمه كل فترة. لو خرجت نفس الحملة هذه بسياق فرنسا ولا بسياق يسار فرنسي أو يسار إيطالي، نطبع صورهم ونضعهم في صدر الدار..
معاذ الخوالدة: [02:10:45.49]
تقصد المثلث واستخدامه.
أحمد البيقاوي: [02:10:46.75]
المثلث ورموز المقاومة التي تم استخدامها فعليًا على مستوى الخطاب، على مستوى الرموز، على مستوى البوسترات والصور والألوان، تفاصيل كثيرة واضح أنّكم ذهبتم أكثر باتجاه الاستثمار أكثر في قضيّة المقاومة داخل الحملة الانتخابيّة. بسياق أوروبي. بسياق فرنسا بسياق ايطاليا. ممكن أن تلاقي هذه الصور عندي بالدار معلّقة يعني في مكان ما، لا أعرف من هذا النائب. لكن "حلو" إنه يضع رمزًا من رموز المقاومة. لكن كان في شيء.. يعني هذا داخل الأردن ولا بحالة افتراضيّة موجودة وهي كانت بذات سياق النقد ومهاجمة استخدام رموز المقاومة ضمن فكرة أنّكم أنتم لم تقدّموا بما فيه الكفاية، لكنّكم تحتفلون بالمقاومة، والمقاومة عندها شرعيّة واسعة في الأردن تستغلونها وتستثمرون فيها ضمن سياقكم الداخلي التنظيمي المحدود.
معاذ الخوالدة: [02:11:41.74]
يعني الموضوع أبسط من هكذا بكثير. بصراحة.
أحمد البيقاوي: [02:11:44.17]
لا.
معاذ الخوالدة: [02:11:45.82]
الموضوع أبسط من هكذا بكثير.
أحمد البيقاوي: [02:11:47.20]
لا لا ليس أبسط.
معاذ الخوالدة: [02:11:49.99]
يعني صار عندنا جدل أصلًا في موضوع الانتخابات.
أحمد البيقاوي: [02:11:54.10]
داخلي؟
معاذ الخوالدة: [02:11:54.94]
إنه يعني.. نعم إنّه طيّب فعلًا معناها..
أحمد البيقاوي: [02:11:57.64]
طيّب معناها ليس صغيرًا.
معاذ الخوالدة: [02:11:59.44]
ليس حول هذا الموضوع. لا جدل إنه يعني نحن اليوم أمام حرب إبادة غير مسبوقة في قطاع غزة. وحرب تاريخية ودماء وأشلاء وضحايا ودمار ويعني حرب تطهير عرقي وما الى ذلك. ما هي قصة الانتخابات الآن؟ يعني هي أولويّة الآن بالنسبة لنا الانتخابات؟ أم أنّ أولويتنا اليوم غزة ودعم غزة وإسناد غزة؟ لا. كانت رؤيتنا أنّ هذه المسارات لا تتعارض. هذه المسارات تساند بعضها البعض. نجاحي السياسي يدعم المقاومة وهو يأتي في إطار الدعم والاسناد السياسي للمقاومة. اليوم حين أستخدم في حملتي هذه الدعاية الداعمة للمقاومة والمؤكدة على حق المقاومة المشروع، في الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدّساتها، هذا لا يأتي في إطار الاستغلال بمعناه البشع، بقدر ما هو أنني رفضت أن أخوض هذه المنافسة الانتخابية وهذا الاستحقاق الداخلي وأجعل غزة خلفي ومعركتها خلفي، لا. أنا سأستحضر هذه المعركة حتى وأنا أخوض هذا الاستحقاق الداخلي الوطني المتعلّق في الانتخابات البرلمانية الداخلية السياسية. ولن تغيب غزة حتى عن هذا المشهد، ولن تغيب المقاومة ورموزها التي أصبحت ملهمة للأمة ولأجيال هذه الأمة حتى عن هذا المشهد الانتخابي. وانطلاقًا من ذلك، كنّا حريصين في خطابنا وفي المضمون السياسي الذي نقدّمه في تلك المرحلة، على التأكيد على دعم المقاومة وإسنادها، وعلى دعم قطاع غزة وأهلنا في غزة. وكان العمل يعني بمعنى آخر بالتوازي. هذا المسار لا يُلغي هذا المسار وهذا المسار لا يلغي.
معاذ الخوالدة: [02:13:52.43]
والله أنا أذكر أنّ الأخ إسماعيل هنية أبو العبد رحمة الله عليه في إحدى المرات قال إنّ الكلمات التي كان يلقيها بعض النواب في الأردن وجزء كبير منهم من نواب الحركة الإسلامية في دعم المقاومة وإسنادها التي كان نوابنا يلقونها تحت قبّة البرلمان، كان يتم تناقلها في الأنفاق بين المجاهدين في إطار التعبئة المعنوية لهم. فبالتالي الاستخفاف بأي دور من الأدوار التي يمكن أن يقدّمها هذا أمر غير صحيح وغير سليم. بالتالي نحن نُقدّم دعمًا سياسيًا وإسنادًا مثلما أنت تريد دعمًا ماليًا ودعمًا شعبيًا وعشائريًا واجتماعيًا وإعلاميًا. هذا أيضًا يأتي في إطار الدعم السياسي للمقاومة بما يتكامل مع هذه المسارات ولا يتعارض معها يعني بشكل أو بآخر.
أحمد البيقاوي: [02:14:46.87]
طب اشرب قليلًا من الماء.
معاذ الخوالدة: [02:14:50.05]
تسلم.
أحمد البيقاوي: [02:14:50.92]
اشرب لك قليلًا من الماء الآن. هذا السؤال فعليًا يحتاج تفكيرًا.
معاذ الخوالدة: [02:14:56.23]
بسيطة.
أحمد البيقاوي: [02:14:59.35]
إذا أريد أن أسألك ترجع تتفكّر بالشهور السابقة بكل الجهود التي تكلّمت عنها يعني المباركة والعظيمة والتي من المهم جدًا ذكر تفاصيلها كي نعرفها ونعرف أن نقرأ سياق الأردن كما هو. ينفع أن تفكر بماذا قصّرتم أو أين أخطأتم خلال الفترة الماضية كساحة. وهنا شيء يمكن يعني يتجاوز الحديث عن الجماعة أو عن الحركة الإسلامية لوحدها. يمكن أن نذهب أكثر بنقاشات الملتقى التي فيها مكوّنات الحراك ككل. ما هي السياقات التي أخطأتم فيها؟ وما هي السياقات التي قصّرتم فيها؟ ويمكن تجنّبها في سياقات قادمة؟
معاذ الخوالدة: [02:15:49.09]
يمكن نحن لحظة التقييم بالنسبة لنا ليست هذه اللحظة مثلما قلت لك. يمكن كان كل جهدنا منصبًّا في المرحلة الماضية وحتى حينه عن ماذا يمكن أن نفعل؟ وماذا يمكن أن نقدّم وإدارة المشهد والحدث. وللأمانة حتى اللحظة يمكن ما عملنا شيء اسمه "تقييم للجهود" بقدر ما هي مراجعة ذاتية مع العمل. يعني ونحن نشتغل. والله غلطنا هنا كمّل آه عدّل حتى نطوّر العمل بشكل أو بآخر. للأمانة لا يخطر في بالي يعني أن هناك خطأ جوهري ارتكبناه. يعني يمكن أن تحصل أخطاء في التقدير أحيانًا في الموقف في مكان فعالية ما. جملة سياسية مثلا قيلت وفُهمت بشكل خاطئ. يعني صدر بعض التصريحات.
أحمد البيقاوي: [02:16:47.68]
ليس ضروريًا الأخطاء أن تكون أخطاءً جوهريّة، يعني أخطاء ممكن أن تكون أخطاء ميدانيّة يعني خلال العمل.
معاذ الخوالدة: [02:16:52.78]
أحيانًا صدرت بعض التصريحات من قيادات في الحركة الإسلامية فُهمت بشكل خاطئ وصار عليها لغط وجدل وما إلى ذلك. نعم هناك إشكاليات من هذا النوع لكن للأمانة يعني لم يحصل هنالك في ظنّي إشكالية كبرى أو خطأ جوهري يؤثّر على مسار الفعل الشعبي الأردني الداعم للمقاومة ولأهلنا في قطاع غزة. الآن موضوع التقصير للأمانة يعني دائمًا تقول أنا يعني ممكن والله إذا أنا حشدت الجماهير ممكن كان بإمكاني أحشد بطريقة أفضل من ذلك. والله جبت مليون كان ممكن أجيب مليونين دعم مالي. يعني أكيد أنت دائمًا في إطار التقييم ممكن تجد أنه في ثغرات أنت لم تستثمرها بالشكل الكافي، وكان ممكن تطورها، لكن هذا يحتاج تقييمًا حقيقيًا ويعني يحتاج مراجعة على مستوى.
أحمد البيقاوي: [02:17:51.82]
يعني الآن لو بدأنا التقييم او انت فعليًا.. الواحد دائمًا يخوض تقييمه، إذا رجعت أنت فعليًا بالمساحات التي تُقرر فيها وتشور فيها، تمسك بالأشهر السابقة كلها من 7 اكتوبر وصولًا لليوم، هل تتركها كما هي؟ يعني لا تلغي شيئًا بالمسارات؟ بالقرارات بالحراكات بالمظاهرات؟ أحداث كبيرة نحكي عن 3000 فعاليّة، يعني 3000 معتقل، 3000 فعاليّة، يعني سرد طويل.
معاذ الخوالدة: [02:18:20.67]
للأمانة لا يحضرني يعني أكون صادق معك وليس قصّة تهرب من جواب. بقدر ما أنا فعلا لا يحضرني إنه في مسار مشينا فيه ووجدنا حالنا نمشي غلط وكان علينا أن لا نمشي هذا المسار. هي القصة الكبرى يمكن التي صار عليها الجدل قصة الحدود ونزول الجماهير باتجاه الحدود. وأنا يعني إن شاء الله أكون قدرت أن أوّضح المشهد يعني واللغط الذي صار حوله في هذا السياق يعني. أمّا بشكل عام يعني لا، أنا في ظنّي أنّ الأداء الذي قُدّم في الأردن، أداء كبير وضخم يتناسب مع طموح الشعب الأردني وشهامته ونخوته في هذا السياق، ويكفي أن اليوم الشعب الأردني هو الشعب الوحيد تقريبًا على مستوى العالم الذي لم تتوقّف فعالياته وإسناده والفعل الداعم لقطاع غزة على مدار 15 شهرًا، هذا الشعب الوحيد الذي بقي مستمرًا بفعاليّات وفعل شعبي على مساحة الوطن في إطار الدعم والإسناد.
أحمد البيقاوي: [02:19:40.87]
يعطيك العافية ويعطيكم ألف عافية. شكرًا. أنا لي على مستوى شخصي كان مهم أن أرى هذا الحراك بتفاصيله. كان دائمًا عندي فضول أتتبعه، أتتبع النّقاشات السياسيّة التي تصير. وبالنسبة لي دائمًا في شيء نتعلّمه من هذا المسار. يعني في شيئ مختلف عن كافّة الدول العربيّة. وبسياق فلسطيني تعرف هكذا في شيء، كان عندي الكثير من الأسئلة، فشكرًا على يعني اتّساع صدرك للتسجيل، وإعادة التسجيل أيضًا، يعني الوجاهي والتسجيل السابق فعليًا. وشكرًا. أزعجتك هذه الفترة. ممتنٌّ لك.
معاذ الخوالدة: [02:20:16.42]
كُلّ الشكر لك أخي أحمد. وأنا مسرور أني فعلًا كنت معكم في هذا البرنامج الثريّ والمنصة التي -إن شاء الله- تكون دائمًا منصّة منارة وتقدّم محتوى هادف ومفيد. كل الاحترام لشخصك الكريم، ولهذا البرنامج. ونتمنّى دائمًا أن نلتقي على الخير، وان شاء الله نلتقي مرة قادمة. ويعني الحال في غزة أفضل. وهذا الاحتلال إن شاء الله اندحر من أرض غزة ومن كل فلسطين يا رب.
أحمد البيقاوي: [02:20:51.22]
ان شاء الله يا رب ولقاؤنا الجاي في الاردن.
معاذ الخوالدة: [02:20:53.38]
يا رب ان شاء الله.
أحمد البيقاوي: [02:20:54.76]
يعطيك الف عافية. وشكرا.
معاذ الخوالدة: [02:20:56.38]
أهلا وسهلا بك.