السينما في فلسطين.. هل الأمل ممكن؟
26 ديسمبر 2024
الاستماع للحلقات عبر منصات البودكاست
ليلى عبّاس
ضيف الحلقة
ليلى عبّاس

هل أنت مهتم بعالم السينما وإنتاج الأفلام؟ أو تفكّر بولوج هذا العالم؟ الأمر ليس سهلًا، ويزداد صعوبة عامًا بعد آخر. ضيفة هذه الحلقة من "تقارب" تُحذّرك: الأمر شاقّ ومرهق، ثمة عقبات وتحديّات تواجهها السينما الفلسطينية عليك أن تكون ملمًّا بها أوّلًا.

في هذا الحوار نناقش عالم الأفلام، وهل على السينما أن تُعبّر عن الواقع أم تكسره لصالح الخيال؟ من هو جمهورنا؟ كيف نحدده؟ وهل بالإمكان أن نصنع فيلمًا ينال استحسان الجميع؟ كيف نؤمّن التمويل اللازم؟ هل علينا أن ننتج فيلمًا بجودة فائقة؟ ماذا بشأن التطوّرات التقنية المتسارعة والمكلفة، هل نلاحقها؟ الجوائز والمهرجانات قصّة تحدٍ أخرى في عالم السينما. هل هي من تحدد قيمة الفيلم فعلًا؟

نستضيف في الحلقة 153 من "بودكاست تقارب" صانعة الأفلام، الكاتبة والمخرجة الفلسطينيّة ليلى عباس التي درست إدارة الأعمال بداية حياتها، ثمّ حازت درجة الماجستير في الإنتاج السينمائي من كليّة رويال هولواي في لندن، وأخرجت عدّة أفلام سينمائيّة نالت عدة جوائز عربيّة وعالميّة، آخرها فيلم "شكرًا لأنك تحلم معنا"، وتدير أيضًا مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله.

"بودكاست تقارب" برنامج حواريّ فلسطيني أسبوعي يُعرّفه اسمه، يخوض بمسارات شخصية ويسعى لنقاش التقارب والتباعد في الأفكار بعد سنين من البعد والابتعاد تَبِعت الربيع العربي، وسنوات كورونا والتباعد، حلقة جديدة في سهرة الخميس وضيف ومسار جديد.

يُقدّم وينتج "بودكاست تقارب" أحمد البيقاوي، وهو مدوّن وصانع محتوى من مدينة طولكرم، يعمل في مجال إدارة الإعلام الفلسطيني والعربي منذ 2014. ساهم في تنظيم وتأسيس العديد من المنصات الإعلامية والمبادرات السياسية والاجتماعية.

نرفق لكم في الأسفل نص تفريغ الحلقة الصوتية بالكامل:

 

ليلى عبّاس: [00:00:00.00]
قال له نصوّر، ما بقدر انزل انزل انزل، أخرج مسدسه وطخ بالهواء. معظم الطاقم الموجود معك هم رجال كثيرًا ما يعرفون ماذا يفعلون. كثيرًا ما يحبون أن يفرضوا رؤيتهم.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:13.02]
أعتقد أنتم آخر جيل من صُنّاع السينما في فلسطين. والله بشكل واضح.

 

ليلى عبّاس: [00:00:18.39]
السينما دمرت ناس كثير حبوها كثير أحبطتهم كثير. أنا بالنسبة لي أحببت أن أعمل فيلم لا ترى فيه أي اسرائيليرجلين انجليز كبار في العمر وقادمين، فيقول له واحد في فيلم فلسطيني، فماذا يقول له الرجل الآخر ؟  يقول له الوقت مبكّر جدًا على مشاهدة فيلم فلسطيني.

 

أحمد البيقاوي: [00:00:39.03]
أنت ترين أن السينما أداة تغيير؟

 

ليلى عبّاس: [00:00:43.50]
كنت أرى أن السينما أداة تغيير. تأتيك ليلى قد عملت لك فيلم بسيط جدًا بتقنيات بسيطة جدًا، تأمل أن قصّتها وصِدقها في القصة  سوف ينال إعجابك يا أحمد البيقاوي. لن ينال إعجابك. أنا أقول لك. لذلك لا ليس بالضرورة، الألماني بعطيك تمويل ألماني حتى تصرفه على الألمان. إذا المهرجان مهم بترتفع قيمتك وقيمة فيلمك. وإذا المهرجان متوسط هكذا تكون قيمتك وقيمة فيلمك.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:13.83]
محبط جدًا.

 

ليلى عبّاس: [00:01:15.12]
مُحبِط، لكن أنا لستُ محبَطة.

 

أحمد البيقاوي: [00:01:16.62]
أنت لأنّك عارفة، عندك فعليًا مفاتيح البوّابات.

 

ليلى عبّاس: [00:01:19.95]
أنا أظن أنني عقّدت كل الشباب في هذا البودكاست. أنا أعتذر من الشباب، لا تسمعوا لي.     مرحبًا. أنا ليلى عباس صانعة أفلام كاتبة ومخرجة. الآن أنهينا حلقة البودكاست تقارب مع أحمد بيقاوي. حلقة شائكة قليلًا، فيها كثير موضوعات تتعلق بالسينما، أحببت أشاركها مع الناس. حلقة طويلة. من ليس متفرغًا لا داعي أن يشاهدها. ومن بيحب السينما جدًا ويحب أن يدخل السينما. مجال السينما أيضًا أحذّر. يجب أن أعمل تحذير قبل أن تشاهدونها، لأن فيها معلومات يمكن أن تكون محبطة قليلًا عن صناعة السينما، لكن أيضًا فيها شيء واقعي، وأظن يجب أن أشارك تجربتي مع الناس التي تحب أن تخوض هذا المجال.

 

أحمد البيقاوي: [00:02:29.82]
مرحبًا وأهلًا وسهلًا فيكم. في حلقة جديدة من بودكاست تقارب معكم أنا أحمد البيقاوي وضيفتي لليوم العزيزة ليلى عباس في نقاش السينما الفلسطينية بالضرورة نخوض أسئلة تتعلق بقديش السينما يجب أن تكون تعبر عن الواقع في مقابل آخرين يقولوا أن السينما يجب أن تكسر الواقع وتفتح لمخيلتنا آفاق في جانب آخر وفي رواية أخرى البعض يعتقد أن السينما لازم يكون جمهورها الأول الجمهور المحلي أو صاحب القصة في الوقت. في المقابل البعض يقول أنه إن لم يتم عرض العمل داخل المهرجانات وفي المهرجانات ويحصد جوائز وداخل دور العرض العالمية قليلًا الفيلم يكون نجاحه متواضع. البعض الآخر يرى أنه يجب أن نواكب التحديثات على مستوى جودة الصور، ونواكب الشركات ونواكب الإمكانيات حتى نصنع أفضل فيلم، حتى لو كان ذلك سوف يِحد من حجم الأفلام ونوعية وقدرتنا على صناعة الأفلام بشكل مستمر. في مقابل آخرين يقولوا ليس مهم أن نواكب بقدر أهمية أن نصنع أفلام. توجهت إلى ليلى بهذه الأسئلة وغيرها لنقاش كيفية دخول عالم السينما عالم صناعة الأفلام. اذا شخص فينا أراد أن يعمل فيلمه الأول كيف يمكن أن يعمله؟ ولكن وجدتها تتحدث عن العقبات والمصاعب بشكل واضح وبشكل جلي، وتحذر فعليًا الناس أو من يريد أن يشاهد أو يستمع لهذه الحلقة في سياق. أو في اعتقاد أنه يمكن أن تساعده في صناعة فيلمه الأول. هي تقول لا. لأنها تتحدث أكثر عن تحديات هذه المهنة وتحديات هذا العمل وتحديات فعليًا التي تواجهها السينما الفلسطينية. قبل أن نبدأ أريد أن أشكركم مقدمًا على مشاركتكم معي، أفكاركم، مقترحاتكم، و توصياتكم للمواضيع والضيوف. وشكرًا على اشتراككم في قناة اليوتيوب ومشاركتكم معي انطباعاتكم وأفكاركم وملاحظاتكم. تقارب بفضل هذه المشاركات يكون أقرب لكم دائمًا. شكرًا أيضًا لداعمي تقارب. ومن يدعم ومن يستثمر في استمرار محتوى تقارب من خلال الرابط الموجود في وصف الحلقة.

 

أحمد البيقاوي: [00:04:51.77]
وبهكذا نبدأ.

 

ليلى عبّاس: [00:04:53.63]
عملت طنجرة قهوة عشان تكون تكفي للقاء. كم مدته بالله؟ أنا شاهدت أشياء 3 ساعات و4 ساعات.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:01.73]
والله نحن حتى نمل من بعض أو نكتفي من الأسئلةهكذا المعادلة. تمام. إلا اذا لديك فعليًا موعد مسبق أخبريني عنه فنتأكد أن ننهي.

 

ليلى عبّاس: [00:05:11.99]
لا لا ليس لدي.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:14.00]
ودائمًا فعليًا هكذا الناس تأتي، وتتفاجأ بالوقت، لكن يعني إذا خلص هيك إذا سارت الأمور...

 

ليلى عبّاس: [00:05:23.87]
بالضبط بالضبط بالضبط.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:28.34]
يعطيك العافية ونوّرتِ "تقارب".

 

ليلى عبّاس: [00:05:30.68]
أهلًا وسهلًا. شكرًا كثير.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:32.69]
أوّل شيء أنا أمس حضرت فيلمك، وكنت أحب جدًا لو أصلا أنت موجودة هنا يعني. يعني لو أنت أصلًا موجودة باسطنبول أو أنا موجود في البلد. كان مباشرة، اتّصلت لك لنشرب فنجان قهوة يعني.

 

ليلى عبّاس: [00:05:45.50]
لأجل الفيلم؟

 

أحمد البيقاوي: [00:05:46.28]
آه يعطيكم ألف عافية، وبالتوفيق دائمًا.

 

ليلى عبّاس: [00:05:52.50]
شكرًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:05:53.61]
أول شيء لفتني فعليًا الحضور النسائي الكثير الجامد القوي الواضح أنك أنت قاعدة بتصدري برسائل هكذا معنية. لكن بتعرفي فتح فضول طوال الوقت أصلًا، أنه عادةً ما يُحكى. هذا الكارما بين قوسين أو العمل في السينما ليس أفضل مكان ودود للمرأة. في البلد عندنا ليس أفضل مكان ودود للمرأه أيضًا  ؟

 

ليلى عبّاس: [00:06:20.73]
حلو هذا السؤال لأنه عمليًا في كل العالم تقريبًا وتاريخيًا مهنة الإخراج بالتحديد كانت ذكورية بامتياز. من بدايات السينما سيطر الرجل، تحديدًا المُنتجين والمخرجين. وكان صعب جدًا المرأة أنها تخترق، وحتى لغاية الآن يوجد أماكن تدّعي أنها قاطعة أشواط في موضوع المساواة مثل أوروبا وأمريكا يعني. فالفكرة أنه بمكان مثل فلسطين يوجد ظاهره غريبه، أنه هناك عدد من النساء المخرجات، بالنسبة للبلد الصغير وبالنسبة لوضع البلد الغير طبيعي أبدًا. هنالك شي، يوجد بارقة أمل كثير منيحة في موضوع المخرجات النساء في فلسطين. الآن لماذا هي مهنة ربما جدًا قاسية الحقيقة، وليس بوسع أي أحد لا رجل ولا امرأة  بوسعه أن يعملها لأنها تتطلّب خليط غريب من المهارات، تتطلب أول شيء قوة شخصية هائلة. أنت يوجد في رأسك شيء وتريد إخراجه من ناس آخرين، تجد  أحيانًا تعاون، و تجد مرات كثير مقاومة، ولديهم مدخلات هُم أيضًا، لأنه كل واحد فيهم فنان في مجاله. فأنت يجب أن توظف كل هذه العناصر حتى يحققوا رؤيتك أنت. وهذه مهمة جدًا جدًا صعبة، وحقًا تتطلب. يعني ليست لذوي القلوب الضعيفة فعلًا. وأيضًا يوجد ناس بعملوها بالقوة. يعني في ناس بيعملوها بالصوت العالي، وبالتخويف وبالترهيب، وممكن يعطي نتائج في بعض الأوقات. لكن أيضاً أنا بالنسبة لي كان لازم أعملها بطريقة الذي يريد أن يحصل على النتائج التي يريدها. ولكن في نفس الوقت يوجد أمامي كم كبير من الناس الذين عليّ أخذهم بعين الاعتبار، هم وتاريخهم، ومعرفتهم وفنهم ونفسيتهم. فأيضًا أن تكون مخرج ولديك هذا النوع من الاهتمام بالآخرين أيضاً كثير صعب. يعني أنت عليك أن تختار أنت أي نوع من الناس تريد أن تكون؟ أي نوع من المخرجين تريد أن تكون؟ ستانلي كوبريك مثلًا زمان كان  كل الناس الذين يخرجون معه من الأفلام يخرجوا بحالات نفسية شنيعة.لكن أفلامه رائعة. فعليك أن تختار، تعرف من أنت؟ وكيف تتعامل مع الناس ؟وكيف مرات تكون حازم جدًا، ومرات توظّف غضبك بشكل إيجابي. ومرات في نفس الوقت تكون إنسان و حنون وتفهم وتستوعب وتحتضن. فهي تحتاج خلطة ليست سهلة.

 

أحمد البيقاوي: [00:09:19.15]
لكن اذا بدي تحكيليي عينيًّا حلوة الإجابة هذه _ الجولة التي قلتِها التعريفية_ لكن اذا في شيء عينيّ تحديات عينية فعليًا تواجهها النساء في البلد تحديدًا بشكل خاص. نعم كمخرجات وكعاملات بشكل عام فعليًا في مجال السينما : الممثلات وغيرهمايش بتحسي انه؟

 

ليلى عبّاس: [00:09:38.98]
طبعًا طبعًا. أول شيء في العادة يكون معظم الطاقم الموجود معك هم رجال وكما تعلم يوجد في صناعة السينما _إن أسميناها صناعة_ تفهم أن فيها أشغال شاقة. بمعنى أنه يوجد أشياء تحتاج أن تُحمل، و أشياء تحتاج أن تُعلّق، أشياء.. الكاميرا تحتاج أن تُجرّ مرات، تحتاج طاقة رجّالية، عادةً ما يقوم به الرجال. فأنت تكون يعني كامرأة محاط بعدد غير قليل من الرجال الذين يعرفون كثيرًا ما يريدون عمله، و يحبوا أن يفرضوا ما يرونه مناسبًا. فحين تشعري أنّك أنتِ كامرأة، يُستمع لك، وتُحترمين وينفَّذ ما ترينه أنت مناسباً فحقّاً ليس سهلًا، أبدًا ليس سهلًا! وعلى فكرة أنا كنت أحكي مع مجموعة من صناع الأفلام الصغار مؤخرًا، وكنت أقول لهم ربما موضوع العمر أيضًا له دور. يعني أنا لو قبل عشر سنين، خمسة عشرة سنة لن أتمكّن حتمًا أن أعمل هذا الشي. يعني أنت بحاجة أن تصل لمرحلة من النضج والثقة في نفسك. وجعلك قادر على فرض رؤيتك أنت بعضَ الأحيان، وليس هذا فحسب بل تقنع الآخرين فيها وهم ينظرون لك بنوع من الاحترام الذي يجعلهم يعملون الأشياء التي تريدها عن اقتناع. فليس سهلًا أبدًا أبدًا. يعني إن أردت أمثلة عملية أيضًا في البلد بعيدًا عن الطاقم نفسه وفريقك نفسه، في البلد نفسها أيضًا يوجد شيء تجاه السينما. دائمًا يوجد شك تجاه السينما. والنوايا دائمًا مشكوك فيها. يعني نحن مثلًا خلال تصويرنا لهذا الفيلم، كان أحد الجيران في إحدى العمارات التي نصور فيها قد طلب لنا الشرطة لانه مُبهَم ما نقوم به بالنسبة له.

 

ليلى عبّاس: [00:12:00.54]
وبمجرد أنّه يوجد مجموعة من النساء، وهنالك كاميرات.. أحضروا لنا الشرطة. الشيء الثاني أيضًا حالة (جنون الارتياب) التي نعاني منها وهي مفهومة. كان في أحد البيوت نريد أن نصوّر فيهم في البيرة. والجيران والناس كلهم أتوا لأنه كنت ذاهبة أنا والمصور وصاحب الإضاءة، ألمان كان هذا الفريق، جزء منهم ألماني. الآن لاحقًا نحكي في موضوع الإنتاج المشترك. فكانوا الألمان تعرف يعني شقر، ويضعون نظارات -هذه النظارات التي نخاف منها كثيرًا- تشبه نظّارات الإسرائيليين. وأنا شكلي أيضًا لا يبدو كثيرًا يعني أنني فلسطينية، فذهبنا نفتش على البيوت. فأتونا بقلق يعني الجيران والمنطقة إنه أنتم ماذا تعملون؟ ماذا تسألون؟ لماذا تريدون البيوت؟ وحكوا لأهل البيت احذروا توقعوا شيء معهم. احذروا توقعوا أي شيء معهم. إنه نحن مستوطنين وجئنا بطريقة ملتفة نسطو على البيت. عرفت كيف؟ وبالشارع أيضًا وأنت تصور كان لدينا بعض المشاهد في الشارع، أيضًا مجتمعنا مرّات قاسي وغير جاهز. يعني رجل الشارع كيف بتعامل مع فريق تصوير وامرأة هي اللي تقوده؟! لا غير لطيف يعني الذي سمعناه والذي تعرضنا له. ليس لطيفًا. لكن أيضًا يعني لا يوقفنا شيء مثل هذا. عليك أن تنشر هذا النوع من الثقافة وإنه في سينما وفي نساء مخرجات وفي فريق طاقمه نساء. ويجب أن تعتادوا على وجود هذا النوع من النشاط الثقافي.

 

أحمد البيقاوي: [00:13:53.95]
ليلى، أنت أصلا حين دخلتِ هذه المساحة أو يعني هذا العمل كنت تعرفين بهذا النوع من التحديات؟ أم سمعت بها؟ لكن السمع ليس كالمشاهدة!

 

ليلى عبّاس: [00:14:04.54]
السمع ليس مثل المشاهدة أكيد أكيد السمع ليس مثل المشاهدة، لكن يعني حقًا هناك أشياء قاسية لا أحب مشاركتها في بعض الأشياء التي تعرضنا لها من الناس. لكن أيضًا في النهاية يعني بينتهي التصوير وتتذكرها كقصص تحكيها للناس وتضحك. يعني أنت حسب كيف أيضًا بدك تتعامل مع هذه المواضيع تريدها تخلق عندك ندوب يعني وتتعقد منها وتحزن وتكتئب وتقول مجتمعي أم تريد تتعامل معها أيضًا لأنك أنت أيضًا فاهم البيئة الموجود أنت فيها. وأيضًا كان هناك أمثلة في السينما الفلسطينية أيضًا مؤخرًا. يعني أرجعتنا قليلًا للوراء لأنه كانت يعني كانت مؤذية للجمهور العام وبالتالي أتفهّم قليلًا لكن ليس كثيرًا أتفهم. لا، لازم أيضًا احنا يعني أبدًا لن يوقفنا هذا الشيء أبدًا لن يوقفنا يعني نبقى نصوّر نستمر. اه اه. لازم يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:11.18]
والله مقروصة أنت  ليلى يبدو مقروصة منيح، ومتعبة؟

 

ليلى عبّاس: [00:15:17.72]
صار معنا أشياء يعني حقًا حقًا كثير كثير صعبة ومحزنة، تم إطلاق النار علينا من فلسطينيين يعني. نعم نعم نعم لا أبدًا يعني لم يكن سهلًا لم يكن سهلًا، لكن مرة أخرى لا لا أبدًا لن نصنع منها عُقَدًا وسوف لن نصنع منها أشياء نُشفِق على أنفسنا منها. لا على العكس تعلمنا منها وسنكمل يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:40.41]
طيب عندي فقط فضول أن أعرف من دون تفاصيل. لماذا تم إطلاق النار عليكم؟

 

ليلى عبّاس: [00:15:44.94]
أطلقت النار علينا لأنه في إحدى المباني أيضًا وضَعنا إضاءة. نحن كنا في شقة في طابق أول تقريبًا نصوّر.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:53.97]
أنتم أنتم غالبية التصوير كان رام الله والبيرة صحيح؟

 

ليلى عبّاس: [00:15:56.97]
كلّه رام الله والبيرة، بالضبط كله رام الله.

 

أحمد البيقاوي: [00:15:59.46]
يعني نحن نحكي على قمة اذا أردنا أن نحكي على هرم الجمهور السينمائي يُفترض، أو المشهد الثقافي فنقول نحن في وسط المشهد الثقافي.

 

ليلى عبّاس: [00:16:10.50]
صحيح، صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [00:16:11.61]
في الضفة.

 

ليلى عبّاس: [00:16:12.51]
وفي منطقة أيضًا كنا في منطقة الطيرة يعني المفروض أنها منطقة لا أعرف ماذا أستطيع أن أسمِّيها، ماذا يمكنني أن أطلِق عليها لكن يعني منطقة يسكنها نوع معيّن من الناس بطبقة اجتماعية اقتصادية يعني معينة. فكنا قد بدأنا نصوّر في الطابق الأول. ولأجل أننا كما تعلم يجب أن نعمل حتى لو حلَّ المساء. فنضع إضاءة ساطعة على الشبابيك من الخارج لتبدو كضوء الشمس. من شدة الإضاءة ارتفعت الإضاءة قليلًا نحو الطابق الثاني، الطابق الثاني تسكن فيه عائلة. فاتصلت المرأة التي في الأعلى على زوجها، وقالت له: تعال بسرعة هنالك أناس يصورونني! فجاء زوجها الذي عرَفنا أنه يعمل في أحد الأجهزة الأمنية، وقال للشاب الواقف فوق مع الإضاءة: انزل انزل. طبعًا بتعرف كيف التستوستيرون يعني انطلق فانزل انزل. قال له نصوّر لا أستطيع أن أنزل.. انزل انزل أخرج المسدس وأطلق في الهواء أو على الشاب الذي فوق. لكن الحمد لله إنه لم يحدث شيء، ولم يصب أحد، لكن أوقفنا يومها التصوير 6 ساعات عبين ما 6 ساعات في في جدول الفيلم هذا عباره عن خراب بيوت من ناحيه وقت وتكاليف، فتوقفنا 6 ساعات يومها إلى أن.. وجاءت الشرطة وكل الأجهزة الأمنية كي يشاهدوا ويحققوا في الحادثة يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:01.04]
أنا أتخيل الآن الشاب الذي على الرافعة . يمكن كان يقول فعليًا أن الرجل جاء لأنه في شخص يُصوّر امرأته، والآخر يقول لا أريد أن أنزل، أنا أصور.. يعني سوء تواصل بين الاثنين، تصوّر امرأتي ولا تريد أن تنزل يعني!

 

ليلى عبّاس: [00:18:20.06]
أنا هذا المشهد لم أره من الخارج لأني أنا كنت في الداخل بنصوّر في شيء ثاني فلم أر هذا، لكن سمعنا صوت إطلاق النار ثلاث طَلَقات هكذا خرجت في وسط التصوير، وذهبنا جميعًا نركض طبعًا لنرى ما الذي يحدث. كان برفقتنا ألمان وكان معنا يونانيين من الفريق يعني، تفرّج على ردة فعلهم  على الذي حدث، فيعني تقلِب كوميديا يعني مع الوقت لكن هي في لحظتها ليست كوميديا أبدًا يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:18:52.22]
ليلى بأوسع من عملك في السينما. جرِّبي هكذا عرِّفيني على نفسك بشكل يتجاوز كل شيء موجود عنكِ في جوجل يعني..

 

ليلى عبّاس: [00:19:06.08]
والله ما بعرف أصلًا ماذا كُتب في جوجل..

 

أحمد البيقاوي: [00:19:06.95]
واضح لي فعليًا أي أحد يأتي. لا والله أي أحد يأتي هكذا فعليًا مثلًا هم يعملون مقدمة عنكِ بغيابك. أنا لا أعمل هذا الحكي في "تقارب" فأترك الضيف يعرُّف نفسه كما يحب يعني. ففكِّري خذي راحتَكِ. تفضّلي لنرى كيف سوف تعطينا سيرتك الذاتيّة الخاصة بكِ ليس بشكل مهني فقط.

 

ليلى عبّاس: [00:19:26.33]
والله مش بشكل مهني. لا أعرف كثيرًا أن أحكي عن حالي، لكن يعني حقًّا أنا شخص في هذه الحياة أحاول أن أخلق معنى لكلِّ العَبث الذي أعيش فيه والذي كلنا نعيش فيه. وأنا يعني أُشغل حالي في أشياء صغيرة يمكن. وأخلق أيضًا عوالم أخرى أعيش فيها غير العالم الحقيقي. يعني هي السينما أيضًا أنت فيها تنسلخ قليلًا من العالم الحقيقي الذي أنت تعيش فيه، وتذهب إلى عوالم أخرى تخلقها لنفسك لأنه هناك متعة أولًا في أن تهرب قليلًا. وأنّك أنت تخلُق عالم أنت متحكِّم فيه. وأنت متحكِّم بشخصياته وأنت تبنيه مثل ما تريد وتهدمه وتعيد بناؤه. فأنا أقضي كثير من الوقت من حياتي هناك في العالم الموازي. هذا الذي خلقته لحالي، والذي هو قليلًا يخفف من وطأة الحياة نفسها بعاديّتها يعني. فهكذا بعيدًا عن ماذا دَرَستُ؟ وماذا عمِلت .. أنا فقط هذا الإنسان . ولست اجتماعيّة كثيرًا، وقليلًا ما أخرج . يعني  خلقت هذا العالم الخاص ، وعندما لا أكون  أعمل أشياء لي  فأعيش في عوالم الآخرين، يعني إما بقرأ كتب إما أشاهد أفلام أو مسلسلات يعني لناس آخرين. فحقًّا أنا أشعر أني أنا لستُ موجودة كثيرًا في هذا العالم. لستُ معكم طول الوقت.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:06.26]
يعني الآن، أنت دائمًا كانت لديك مهارات السرد. سرد القصة بهذه المهارات الإذاعية؟ أم يعني طوَّرتيها مع الوقت؟

 

ليلى عبّاس: [00:21:18.86]
أي مهارات إذاعيّة؟

 

أحمد البيقاوي: [00:21:21.29]
أنا يعني على التلفون عندما كنت أحكي معكِ أول شيء حتى نرتّب للأفكار العامة، أُلاحظ أنه يوجد شخص هنا، ليس خارج من سينما فحسب، بل أيضًا إذاعيّ، يعني يوجد أداء إذاعيّ، وأعتقد أيضًا وأنت تحكي فعليًا بالقصص يعني يوجد أداء ما يمكن أن يكون.

 

ليلى عبّاس: [00:21:41.13]
انظر أنا طوال عمري، لكن أنا لا زلت لأني أصلًا (لم آخذ عليكم) لأن هذا شيء رسمي، لو كان غير ذلك أُحدِّثك القصص أصلًا بطريقة ثانية يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:21:51.84]
لا، هذا ليس رسميًا؟

 

ليلى عبّاس: [00:21:54.15]
ليس رسميًّا؟لا أعرف من الذي سوف يشاهده، فهو رسميّ، فلازم القليل من الرسمية لازم. فـ أنا أحب القصص كثيرًا وأحب أن أروي القصص. كما أن الحياة بالنسبة لي هي سلسلة من القصص. يعني الناس العاديين _ الناس العاديين على أساس أنا لست عادية. لا كلنا عاديّين _ لكن أقصد الناس تحديدًا غير  المنغمسين في عالم القصص تمُر عليهم الأشياء اليومية وهكذا، أنا بالنسبة لي أي شيء في يومي يستحق، أو يُحكى منه قصة فهذا هو الجزء الحلو والجزء المهم. وحتى لو في لحظتِها أيضًا هي قصة حزينة أو مؤلمة. لكن بعدها إذا نتج منها قصة حلوة أشاركها، فـ طوال عمري أحب كثيرًا أن أحكي الأشياء، وأحكي ماذا يحدث معي، وماذا رأيت،  وماذا حدث أمامي، أحبها كثيرًا. يعني رواية القصص هذا أظن أحلى شيء، أحلى شيئ في العالم ليس لكل الناس لكن يعني أنا أحبّه كثيرًا. فـ أخدني وقت على فكرة أيضًا أن أعرف، أنا أعرف أنني أحب القصص لكن ما الشكل الذي سوف أستعمله لرواية القصة؟ فترات كتبت أشياء هكذا أشياء قصيرة، وكنت أفكر أن تُنشَر، يعني قبل السينما. وبعدها أحسست أن هذه هي السينما هي طريقتنا، قديمًا كانوا يتحلّقون حول النار ويحكوا قصصهم وقصص أجدادهم ويعيدوا، اليوم طريقتنا يعني المجتمع العالمي كله اليوم في تشارك قصصنا هذه حول النار هو عن طريق السينما والمسلسلات. فهذه هي الطريقة التي نحكي فيها، فببطئ أخذني هذا العالم. الذي هو يعني أيضًا عالم ليس سهلًا. الآن سنحكي لماذا؟ يعني أنت يكون لديك كثير أفكار وكثير أشياء تريد إنجازها. لكن أيضًا إمكانية تحقيقها محدود قليلًا، لأن هذا النوع من الفن إذا أردت تسميته فن. صعب ومكلف جدًا جدًا جدًا. فحتى أنتَ لو خطرت على بالك قصة حلوة كثير لا تقدر إلا أن تفككها لما يمكن عمله وما لا يمكن؟ لماذا إنتاجيًا ممكن ولمَ إنتاجيًا غير ممكن؟ لميزانيّتك كم تُقدِّر أن تكون؟ كم نحتاج من الوقت حتى تنهي؟ فتدخل كثيرًا بهذه التفاصيل. فهو يوجد عالم ساحر جميل جدًا لكن هو ليس في متناول يدِك دائمًا. هذه هي السينما.

 

أحمد البيقاوي: [00:24:32.51]
حسنًا أنا اذا بدي يعني تتجلّى مهاراتك في رواية القصص لِتحكي لنا قصّتك كما تحبين من البداية وبشكل مغاير تمامًا عن القصص التي سردتيها عن نفسك أو الوصف الذي سردتيه عن حالك بشكل مختصر. دعونا نقول لكن أنا أريد التعرُّف على نشأتك، مسارك، فعليًا. تفضّلي.

 

ليلى عبّاس: [00:24:57.59]
تمام. أنا يا سيدي نشأت في قرية صغيرة قرب نابلس. الآن لم تعد صغيرة. اسمها عصيرة الشمالية. ولدتُ هناك وعشنا بضع سنين هناك. والدتي من نابلس من المدينة ووالدي من القرية. وطبعًا في قصص على المدنيّة التي تزوجت فلاح. وأنا عندي أزمة هوية. مرّات أشعر حالي فلّاحة كثيرومرات بتصرف كسيدة نابلسيّة. فأيضًا هذه الازدواجية موجودة بقوة. فنشأت هناك. بعد ذلك عائلتي حصلت على منحة للدراسة في أمريكا، فأخذت من البيئة البسيطة الفلاحية. لا لا عذرًا في نقطة مهمة قبل ذلك، أن أمي حصلت على منحة للدراسة في أمريكا. هذا الحكي في بداية الثمانينات. فذهبت لكن لم يكن  بالإمكان أن تصطحبنا معها أنا وأختي الأكبر يعني. فذهبت هي وبقي والدي هو يُربّينا. هذا طبعًا كثير بالنسبة لذاك الوقت كان والدي سابق عصره بسنوات ضوئية، يعني زوجته حصلت على منحة فتركها هي تذهب تتعلّم وهو ظل أستاذًا في المدرسة.

 

أحمد البيقاوي: [00:26:25.14]
لأنّها مدنيّة (من المدينة) سمح لها.

 

ليلى عبّاس: [00:26:27.39]
يجوز! لا أعرف. يجوز.

 

أحمد البيقاوي: [00:26:31.05]
لا بفكر كيف ممكن الناس تحكي وقتها.

 

ليلى عبّاس: [00:26:34.86]
ممكن ممكن. وطبعًا أهل البلد وقتها يعني، شغلهم الحكي والنميمة. ولأنه خرجت هي لحالها وخلّت له البنات وذهبت. وطبعًا كان في قصص ثانية لأن أمي أنجبت بنتين. فإنه هي ذهبت إلى امريكا للعلاج، وقالوا عنها أنها ذهبت تدرس لكن في الحقيقة ذهبت تتعالج حتى تنجب أولاد ذكور (هكذا قالوا) هذه القصة يعني قيلت، نحن نتذكرها يعني ونضحك، فأمي ذهبت، وبقيت أنا فترة أعيش عند جدّتي. ونشأت حياة يعني سنتين تقريبًا سنتين ثلاثة حياة قرويّة بامتياز، يعني قاعدين في البستان الخاص بجدّتي ونلعب في التراب، وأنا جدًا سعيدة أني عشت هذه المرحلة جدًا سعيدة. بعد ذلك حصل أبي على منحة، وأمي ساعدته في الحصول عليها. فأحضرته معنا وذهبنا إلى أمريكا، ومكثنا هناك فترة حتى أنهوا دراستهم، فأنا انتقلت من بيئة القرية الصغيرة التي فيها دكان دكانتين فقط، لعالم أتذكر كثير منيح، أول ما ذهبت هناك ورأيت. ذهبنا إلى المول. أنت عارف كانت هذه بالنسبة  لطفل صغير طالع من قرية فلسطينية، الدكانة صغيرة جدًا مقارنة بذهابك إلى المول. فيعني عشت الحلم الأمريكي وقتها بكل تفاصيله، فمكثنا كم سنة هناك. وبعدها رجعنا، ثم انتقلنا لنابلس. وأهلي علّموا بجامعة النجاح. وعشت سنوات المدرسة في نابلس. ثم انتقلنا لرام الله. ودرست في بيرزيت. وبعدها بقيت ماكثة في رام الله ودرست إدارة أعمال على فكرة ليس له علاقة في الفن أبدًا. ولم أكن أعرف أبدًا أبدًا طبيعة توجّهي في الحياة. موظفة التسجيل ذلك الوقت هي التي قالت لي: ماذا تودّين؟ فهكذا على الفور إدارة أعمال بدون أي سبق إصرار يعني. حقًّا كنت قد نشأت يعني في مرحلة ما في المراهقة والبدايات كنت ضائعة جدًا يعني ليس لديّ أي توجُّه. فدرست إدارة أعمال ثم تحامقت أكثر وعملت ماجستير إدارة أعمال، وبعدها اشتغلت قليلًا، سرعان ما اكتشفت أنه لا لا أبدًا أبدًا ليس هذا الذي أريده في حياتي.

 

ليلى عبّاس: [00:29:14.90]
وغيرت المسار تمامًا. وانتقلت إلى الأفلام، وعانيت فترة حتى انسجم وأعرف كيف أدخل هذا المجال. وشعرت بعدها بضرورة دراسته بشكل صحيح  اذا أردت الدخول فيه بجدّية. وبقيت يعني سنتين ثلاثة تقريبًا ريثما أستطيع الحصول على  منحة. خرجت درست  في بريطانيا. درست إنتاج سينما وتلفزيون. وبعدها عُدت، واشتغلت في الأكاديمية فترة. درَّست فترة في الإعلام والسينما. واشتغلت أشياء كثيرة متنوعة. يعني أنت عارف ليس لدي حقًّا مسيرة مهنية هكذا واضحة المعالم. وأنا الآن أحب هذا الشيء يعني اشتغلت هنا في مهرجان أيام فلسطين السينمائية لعدة سنوات، اشتغلت في المتحف الفلسطيني. الآن أنا أعمل مديرة مركز خليل السكاكيني. وأعمل سينما إلى جانب ذلك لأنه صعب جدًا تشتغل سينما فقط هنا، وأيضًا ليس صعبًا فحسب بل صعب وغير لطيف، لأنه السينما رحلة فيها كثير وِحدة، يعني تقضي سنوات كثيرة ريثما  تخرج هذا المشروع من الأرض، بينما  تكتبه وتعيده، وتكتبه وتعيده، وتموّله، وصولًا لإنتاجه، وبعدها سنة الأشياء التي بعد الإنتاج: مونتاج وأصوات وغيرها. كل هذه الرحلة طويلة جدًا ومضنِية، وفيها كثير وحدة حقًّا، فكنت دائمًا أحب أن أبقى على علاقة إجمالًا مع العالم الحقيقي، وأشعر أنني منتجة بشكل يومي، فاشتغلت هذه الأشياء المتنوعة يعني. فهكذا، إنسان يحب أن يظل يتعلم وينقِّب ويتعلم أشياء جديدة، وكل مرة يكون لديّ مشروع في حياتي لشيء جديد. شيء ينجح وشيء يفشل. لكن هكذا يعني لست شخصًا خطيًَّا أبدًا يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:31:16.17]
لكن أنتِ فعليًا القصة نفسها التي حكيتها لي  يعني وصفتيها بعشوائية ما أو بمسار ليس خطِّيًا. لكن أنا قادر أن أراها  شيء خطيّ. لأن هذا الدمج ما بين أو المسار الذي أنتِ عملتيه بإدارة الأعمال سواء البكالوريوس أو الماجستير. يتقاطع مع طبيعة عملك، اليوم أنتِ موجودة في خليل السكاكيني.

 

ليلى عبّاس: [00:31:39.60]
مئة بالمئة.

 

أحمد البيقاوي: [00:31:40.62]
يعني.

 

ليلى عبّاس: [00:31:41.01]
مئة بالمئة. وعلى فكرة يعني بلحظتها كان غلط بالنسبة لي، لم يكن هذا الحلم المنشود؛ أن اشتغل أن أدرس إدارة أعمال وبعد ذلك ألاقي حالي أشتغل في وظيفة أو ببنك أو بشركة ربحية أو. لكن الآن أولًا الإدارة تساعدك كتيرًا في أن تدير حياتك، أو تدير أي مكان أنت موجود فيه. تُدير الآخرين بشكل ايجابي طبعًا لا أقصد أن تسيطر على الآخرين، لكن تدير الآخرين وتُفكّر كيف تُخرج أحسن شيء من الناس المحيطين لك. تنظّم حياتك ووقتك وهذه مهارات اكتشفت لاحقًا إنه يعني في نسبة عالية جدًا من الناس، يفتقرون لها، وحتى أناس يشتغلون في مراكز منيحة لا يفقهون أبدًا أساسيات تنظيم الحياة وتنظيم مكان العمل وإدارة الموارد البشرية. هناك جانب كثير طلع مهم في هذا الشيئ وحتى في السينما، حتى السينما هي مشروع في النهاية يحتاج إدارة بشكل كثير جيد. إدارة الأفراد، إدارة الأشياء على الأرض. إدارة العمليات. إدارة الموارد. الإدارة المالية. تكتشف أنّ هذا شيء كثير مهم، وأنا أخذته وصرت أعرفه ولا يعجبني، لكن طلع له قيمة كثير كبيرة كثير. هناك مدراء في مؤسسات معروفة ومرموقة جدًا ليس عندهم أساسيات إدارة هذه الأشياء.

 

أحمد البيقاوي: [00:33:20.05]
أحسست أنّك حكيت نفس القصة بنفسيتين؛ في الأولى نفسية أنني "تحامقت" ودرست إدارة أعمال؟

 

ليلى عبّاس: [00:33:27.58]
صحيح. صحيح. صحيح. والله لا أعرف أقول لك. يعني هذه الأشياء كثير صعب الواحد يقول يقول فيها. يعني بالنسبة لي آه (تحامقت). لأنه كان ممكن لو درست أشياء أدب أو أشياء هيك كان ممكن أيضًا طلع مني أشياء ثانية. لكن هذا الـ "لو" الذي ليس له طعم. هذا (لو) الذي ندخل فيه كلّنا، لو عملت هيك كان صار هيك. لو عملت هيك كان صار هيك. يعني ليس له قيمة فعلية. لكن كان ممكن كثير مسار حياتك يتغيّر بقرار من هذا النوع. أنا أحب لو درست أدب مثلًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:34:03.66]
على فكرة تعرفين الإجابات على هذه الأسئلة أو حتى على تعريف.. يعني أحس أن من يشتغل خارج عوالم الفنون بشكل عام. الذي عنده مخيّلة مختلفة مثلًا أو لا يدخل بمستويات من الخيال التي ممكن يدخلها هالناس التي تشتغل بالفنون بشكل عام. يعني تكون الإجابات أوضح. يعني أقلّ شكًا بالمسارات. بقدر ما إنّه دائمًا من يأتي يكون غير متأكد إذا فعلت كذا يعني. وفي الآخر هو الواحد بطلع بين كل التجارب يعني بمزج أكثر من قصّة نجاح، لكن تُقدم طوال الوقت بمساحات شك وهكذا.

 

أحمد البيقاوي: [00:34:44.52]
ليلى كيف لا تُحبين أن يتم تعريفك؟

 

ليلى عبّاس: [00:34:49.20]
والله لم أفكر بالموضوع وليس لديّ حتى هواجس أشعر بها حول الناس كيف يعرِّفونني، مين اللي بدو يعرِّف يعرِّف بالنهاية..

 

أحمد البيقاوي: [00:35:00.81]
وصفك. تعريفك.

 

ليلى عبّاس: [00:35:03.75]
والله وحياتك ما فكرت.

 

أحمد البيقاوي: [00:35:05.31]
تعي نبلش من أول من عند بنت المدنيّة، مبدئيًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:35:11.01]
نبلش من هناك ونطلع لأنه مستحيل في بمسارك يعني الذي شاركتني إياه لم يكن هناك أشياء لا تفضلينها.

 

ليلى عبّاس: [00:35:24.60]
صعب جدًا هذا السؤال جدًا صعب. حقًّا لا أفكر فيه أبدًا كيف؟ لأن هذا شيء متعلِّق بالآخرين. هم كيف يعرِّفونني! فليس كثيرًا ما أفكر أصلًا في الموضوع!

 

أحمد البيقاوي: [00:35:35.97]
لا لكن أنا لا أسال الآخرين ليلى. وأنا فاهم قصدك، أنا لا أسالك عن الآخرين كيف يفكرون. أنا أسال فعليًا، أنت بمكانة عادي تسمعين أشياء وهنالك أشياء تحبّيها و أشياء تزعجك. يعني أشياء تشعري أنها لا تشبهك. يعني بهذه البساطة يعني.

 

ليلى عبّاس: [00:35:54.15]
حسنًا حسنًا، وصلنا، طيب يعني مثلًا أنا بالنسبة لي في نطاق العائلة، وفي نطاق الحلقة الأكثر هي العائلة والجيران والأصدقاء، انه هي هذه ما الذي يشغلها في الحياة؟ كشخص إلى حد كبير مُبهَم، يعني بالنسبة لي خلال فترات حينما كنت أشتغل على الفيلم وأبقى ماكثة في البيت وأكتب، فهو للعالم الخارجي ليس معروفًا أبدًا هذا الإنسان ما الذي  يفعله، فأنا بالنسبة لهم غارقة في شيء غير معروف ما هيته، لست متزوجة، ليس لديَّ أطفال لذا بالنسبة لهم فقد فاتني القطار، فماذا يفعل هذا الشخص بالضبط في حياته؟ فحقًّا هذه الفترات كانت فترات مزعجة قليلًا. أني أنا، وكأنني يجب أن أُفهِّم، أو حتى رغم أنني لا أُفهِّم ولا أبرِّر بصراحة. يعني أَشبَه بشخص غير واضح المعالم، ليس مفهومًا ما تفعله؟ يعني أنا بالنسبة لهم، أنا من ضيَّع في الأوهام عمره، وهو احتمال قد يكون صحيحًا، قد يكون.

 

أحمد البيقاوي: [00:37:19.93]
ليلى، أنت نشأت أو كبرت في محيط مسيَّس؟

 

ليلى عبّاس: [00:37:25.15]
لا لا. يعني في محيط أكاديميّ، أهلي أكاديميّون، لديهم وعي سياسي، ولكن ولا مرة كانت السياسة حاضرة بقوّة في بيتنا. نعم وأنا أيضًا كما ذكرتُ لك ثلاث شقيقات الآن، وليس لدينا شباب ذكور.فقد عشت الانتفاضة الأولى والثانية، عادةً ما يكون البيت الذي فيه شباب ذكور يكون منخرط أكثر في المواجهة، فالبيت النسائي كحالنا لم يكن عندنا حال أنّ شاب يخرج ونخاف عليه كثيرًا، لم يكن من أحوالنا يعني، وفي نفس الوقت وعيي أنا السياسيّ كان لا بدَّ أن أشتغل عليه، وأن أطوِّره، وقد جاء متأخرًّا بالمناسبة يعني. وأيضًا لأننا لا ننتمي لأي جهة واضحة، أو فكر حزبي معيّن، ففي النهاية عليك أن ترى كل شيء حولك، الوضع والحالة السياسية وتختبر ذلك، وترى أين أقف وماذا أفكر، فهذه رحلة خُضتُها بنفسي، وليس من خلال العائلة انه نحن انتماؤنا هكذا.. فلا !

 

أحمد البيقاوي: [00:38:57.63]
طيّب هل توصّلتِ إلى أول قصة قد حرَّكت علاقتك بفلسطين، وجعلتها أكثر ارتباطًا بفلسطين أو أكثر عدائيًّة مع الاحتلال؟

 

ليلى عبّاس: [00:39:12.30]
ربما حدث هذا أثناء دراستي في الخارج، ما حدث معي، أنني حين كنت موجودة هنا كنت أكثر ما يشغلني الأشياء الداخلية في المجتمع التي لستُ راضيًة عنها. وكما تعلم أن آخر 20-30 سنة يعني أوسلو وما بعدها. في لحظات كثيرة وسنوات كثيرة لم يعد الاحتلال حاضر بقوة في يومك. وإن كان هو لا يزال مسيطر على المشهد تمامًا، لكن ليس حاضرًا بشكل يوميّ معك. فوضعناه جانبًا بعيدًا عن أذهاننا تناسيناه يعني، وصرنا نركّز ونرى _أو أنا على الأقل لا أريد أن أحكي عن الناس الآخرين_ فصرت تنظر لمجتمعك وما هي مشاكله، وتستاء منه وتُفكر كيف يمكن أن نكون أفضل على الصعيد الداخلي من ناحية الفكر؟ عندما سافرت للدراسة في الخارج وأول مرة كنت أكون في أماكن كان علي أن أتحدث فيها ليس باسمي فحسب! بل أحكي عن فلسطين كفلسطينية، كانت مواقف يجب عليّ أن أتحدث فيها عن جانبي من القصة، قصّتي أنا كفلسطينية مقابل قصة أخرى. هناك صرتُ أشعر أنه يوجد شيء آخر عليُّ أن أتحدث فيه! بينما أنت هنا مشغول بالناس والمناكفات والمجتمع. وكما تعلم، النساء أكثر يدخلن هذه المرحلة التي أيضًا أنت عليك أن تنتزع حرِّيتك وحرِّيتك كامرأة في هذه البيئة، وأن تعملي ما ترينه مناسبًا لكِ، فهذا يُشغِلُ كثيرًا! ومرحلة أوسلو أعطتنا الإمكانية أن ننشغل قليلًا بهذه الصراعات الصغيرة -ليست صغيرة هي على فكرة هي مهمة جدًا- ولكن هل المرأة وتحرُّرها وحصولها على حقوقها وهكذا، هل هو ثانوي؟ هذا السؤال أزليّ، فهل هذا كان ثانويًا؟ ودائمًا لازم يكون تركيزنا الأول على القضية الأكبر، أم أن التحرر يسير كله يدًا بيد؟ الكل يجب أن يعمل معًا؟ لكن أقول لك مرحلة أوسلو أعطت هذا الهدوء الكاذب إلى حدٍّ ما لسنوات. والسلام الزائف هذا الذي يسمح لك بأن تختبر مجتمعك وتفكر فيه، وتفكر في تركيبته وتفكر في عقليته، وتفكر في القوانين التي فيه وكل هذه الأشياء وصار الاحتلال في الخلفية. فأنا بالنسبة لي كان أوّل مرة أشعر أني حاملة قضية، هي حين كنت في الخارج، وبعد ذلك تفتح هذه السلسلة ولا تتوقف يعني.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:13.39]
متى سافرت؟

 

ليلى عبّاس: [00:42:15.85]
بال 2012.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:20.08]
يعني أنت سافرتِ 2012 للدراسة؟ وطوال الوقت فعليًا يعني طوال فترة نشأتك في البلد. يعني حتى بمرور الانتفاضة الثانية فرضًا.

 

ليلى عبّاس: [00:42:33.01]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [00:42:33.28]
لم يكن فيها فرضًا حساسيّات ولا شيء ما يحول هذا النقاش لمشكلة شخصية؟

 

ليلى عبّاس: [00:42:42.85]
يجب أن أقول شيئًا مهمًا. هل تقصد أن يكون فاعلًا؟ ولك صوت ولك رأي؟ هذا تكوّن عندي على كبر. لكن أنا تربيت في الانتفاضة الأولى. أنا عشت سنوات المدرسة في الانتفاضة الأولى. عشنا، كانت وقتها في نابلس، كان هناك أشهر طويلة من منع التجول. حُبسناها في البيت. لا هو أنا يعني أنا واعية لما يحدث حولي؟ طبعًا واعية لما يصير حولي. الانتفاضة الثانية نفس الشيء حتى فكرة أوسلو، يعني كنت صغيرة يمكن كنت 15 سنة يمكن. لكن أيضًا كان عندي غصّة بأنّ هذا هو التحرير الذي كنّا ننتظره؟! كل الذي عشناه بالانتفاضة الأولى هذا الذي أفرزه؟! لا كان في. لكن لم أكن أعرف. يعني ولا مرة كان في عندي سياق أوّلًا أعبّر فيه، ولا أنا رأيي مهم أصلًا كان في تلك المرحلة، لا أضيف يعني حتى لو أنا فكرت في هذه الأشياء، ليس مهمًّا يعني، ليس عندي فعل ما عندي ليس ضمن شيء معيّن أتأثر فيه، ويكون فيه هذه الافكار تتبلور بشكل عملي. لم أكن هذا وفي الجامعة أيضًا كان عندي نفور في الجامعة من الفصائل الطلابية الموجودة أيضًا، لم أحبّهم كلهم لا يسار ولا يمين ولا.. منفّرين كانوا بالنسبة لي صراحة فنأيت بنفسي عن هذا.

 

أحمد البيقاوي: [00:44:18.80]
متى كان هذا أي سنين جامعة؟

 

ليلى عبّاس: [00:44:20.63]
سنين جامعة نحكي عن 2002-1998. أنت هكذا أفشيت، عمري الآن صار واضًحا وصريحًا لكل الجمهور الله يسامحك.

 

أحمد البيقاوي: [00:44:31.28]
على ويكيبيديا موجود على جوجل.

 

ليلى عبّاس: [00:44:34.01]
ولا عمري تفقدت ماذا (يُكتب) على جوجل أصلًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:44:38.06]
لا حتى فعليًا اي أحد يعني وكنت أنتبه أي مذيعة أي فنّانة أي مخرجة. أي كذا دائما في أسئلة عليها, مثلا ممكن تلاقي هذه لم أتأكد إذا موجودة، لكن: ما هو عمر ليلى عباس؟ هل ليلى عباس متزوجة؟ دائماً الستات والصبايا دائما يُسأل عنهم هذه الأسئلة. يعني الشباب لا يسألون.. إنه هل لديها أولاد؟ من هو زوج كذا؟ هكذا تلاقي دائمًا المخيّلة.

 

ليلى عبّاس: [00:45:02.33]
عنجد آه.

 

أحمد البيقاوي: [00:45:03.74]
آه دائمًا. يعني هذا أنتبه له كثير أصلًا حين تبحثي على أي شخص أو تريدين بناء شخصيّة افتراضيّة لحدا عامّ حين يكون صبيّة. ما هي الأسئلة الأكثر بحثًا؟

 

أحمد البيقاوي: [00:45:14.57]
فعليًا في الحياة، لكن أنا لما كنت أحكيلك 1998 - 2002 عندي أيضًا... يعني لفتني كثير قضيّة إنه  هناك قضايا اجتماعية تجعل القضايا السياسيّة في الخلفيّة دائمًا أو في أغلب الوقت، لكن 1998 - 2002، يعني 2000 - 2002 في عدد كبير من الأحداث التي تقيّدك بشكل يومي يعني. وبعتقد لشخص مثلك كان بالانتفاضة الأولى ومرّ بمرحلة إنه وهم، وهم دخول قوات فلسطينية. الإرباك الذي صار معنا ونحن صغار. يعني أنت صار معك بزيادة وعي أكثر، حين جاءت الانتفاضة الثانية بفكر إنه لأ، صار هناك شيء، يعني أحاول أحرّضك لترجعي بالذاكرة أكثر لتخرجي بالمشهد المطلوب.

 

ليلى عبّاس: [00:46:05.92]
ها أنا ذا قد تمّ تحريضي. اه الآن في الانتفاضة الثانية، طبعًا أنا قضيت أول سنتين في بيرزيت، كانت أواخر السلام الزائف.كانتا سنتان جميلتان، كما تعرف تكون تختبر حياة الجامعة، وكنت جزء من فرقة نغني بالجامعة، كنا "فرقة سنابل" الموجودة تاريخيًا في جامعة بيرزيت، فرجعنا أحييناها، فأول سنتين كانوا حلوين كثير. تضمّن اختبار الذات، اختبار الآخر. بتعرف أول سنين الجامعة. جاء عام 2000   وكسرت الحياة الطبيعية في الجامعة. وعشنا سنتين بعدين كثير صعبين، تسكرت طريق الجامعة في حاجز سردا. وصارت حتى رحلة الجامعة يعني إشكالية بشكل يومي، كي تصل جامعتك يجب أن تمر من عند هذا الحاجز وتمشي مشيًا، وترى أساتذتك أيضًا يمشون، وكانوا من أسوأ الجنود الذين مرّوا عليّ في حياتي، كانوا واقفين على ذاك الحاجز. يعني لا أعرف كيف أقول لك لكن يعني كانوا متحرّشين بشكل يعني فاضح صراحة في تلك الفترة. أيضًا كانت كثير.. حياتك مثلما أنت كنت تُرتّبها وعارفها ورايح على الجامعة ومحاضراتك وأصحابك والرحل. رحلة الجامعة أول سنتين وكنّا نروح رحلات في الداخل الفلسطيني (المحتل عام 1948) فمفتوح كل شيء كان، وقدرت أتعرف على الجزء الآخر من الوطن وتراه، وتعمل ذكريات فيه وصور، وبعد ذلك تأتي سنة الانتفاضة الثانية وتُغيّر كل تركيبة عالمك، وتصير رحلتك للجامعة.. وتخيّل أنه في ذاك الوقت بدأت محاولات تعليم "أونلاين".

 

ليلى عبّاس: [00:48:26.06]
تخيّل أنت كيف كانت حالة الإنترنت ذاك الوقت؟ كيف كانت حالة أجهزة الكمبيوتر لدينا؟  في ذاك الوقت كان جهاز الاتصال يظل يصدر صوتًا لمدة ساعة للاتصال بالانترنت! كما عانينا من أشياء غريبة لم تكن موجودة وقتها، ولا العالم تكنولوجيًا مستعدًّا لها، في غضون 20 أو 25 عامًا حتى أصبح ممكنًا ما يسمّى التعليم الإلكتروني. فأيضًا كانت تلك الفترة صعبة وكنا في ذلك الوقت مجموعة من الحالمين في الفرقة، نُفكّر أنه إذا غنينا في ذلك الوقت أيضًا سنصنع فارقًا! يعني أنت عارف كان في سذاجة كثير كثير كثير حلوة. يعني كنا نريد أن نذهب لنغني مرات وتكون حالة البلد يعني متوترة كثير، ونحن مصرّون أننا سنغني أغاني وطنية وأهلنا حانقين علينا "لا تخرجوا".. رايحين تتدربوا الآن في وسط كل الذي يصير! الذي نمرّ فيه! فأيضًا كان سذاجة إنه نحن ممكن نعمل شيء ونغني... سذاجة حلوة يعني فعلًا! والذي نفعله اليوم أيضًا كلنا في القطاع الثقافي هو لا يقل سذاجة عن الذي عملناه وقتها بصراحة. أن تبقى متمسّكًا بفكرة أنّ الفن ممكن يعمل أن يعمل شيئًا في هذه الظروف! مررنا أيضًا بالنسبة لي يعني في مشهد لا أنساه، إذا أنت تبحث على مشهد وأنا أحاول أن ألاقي لك مشهدًا.

 

ليلى عبّاس: [00:50:14.18]
لكن المشهد الذي رأيته يوم ما بدأت الأحداث في رام الله، وبعدها صار اجتياح رام الله، وهي حين قتل ثلاثة مستعربين دخلوا على رام الله وقتلوا وعلى المنارة. هذا المشهد رأيته. يومها حركة الناس. والذي صار يومها هو فعلًا مشهد يعني ذلك المشهد. اه يعني هيك "نهاية العالم". يعني مشهد قيامة قليلًا كان، حركة الناس وهذا لا أنساه، هروبهم ابتعادهم. لأنه عارفين أنه سيحدث شيء كثير كبير في هذه البقعة. وبعد ذلك انتظار الردّ كان أيضًا يعني الذي نعايشه اليوم لا يشبه ولا ولا بأي شكل الذي يمرّ فيه أهالي غزة يعني. لكن أيضًا وقتها اختبرنا أول مرة كيف إنه ممكن شيء يأتي من السماء لأنه وقتها جاءت الطائرات وبدأت تضرب مواقع معيّنة. لكن لم نكن نعرف ماذا سيضربون، ومقدار العشوائية. وهذه كانت النقلة ما بين الانتفاضة الأولى التي كانت كلها على الأرض. جيش قدامك أنت تراه، مسلّح لكن أنت تراه، وسلاحك واضح بيدك وحجرك بيدك. وكانت قواعد الاشتباك في الانتفاضة الأولى كانت واضحة لحد ما في تلك اللحظة الفارقة التي صار فيها العدو يأتي من فوق وتغيّرت قواعد الاشتباك، ولم تعد تفهم أو تعرف كيف تجابه، فهذه أيضًا كانت يعني من اللحظات التي فتحت لنا فصلًا جديدًا في تاريخ النضال الفلسطيني، أظن.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:17.65]
أول شيء أنت كنت تحكي سردا أم عطارة؟ حاجز سردا أم حاجز عطارة؟

 

ليلى عبّاس: [00:52:23.41]
سردا.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:23.89]
سردا كان عليها حاجز وقتها؟

 

ليلى عبّاس: [00:52:26.72]
نعم صحيح. وكنّا..

 

أحمد البيقاوي: [00:52:29.48]
نحن في قطاع طولكرم تعرفي حتى في ذاكرتنا كل واحد في مدينته كان في مجموعة من الحواجز حواليها. وين كان في سردا؟

 

ليلى عبّاس: [00:52:38.15]
وين كان؟ الآن في سردا هناك جامع كبير عليه قبتين ذهبيات.

 

أحمد البيقاوي: [00:52:48.56]
اه.

 

ليلى عبّاس: [00:52:49.10]
عرفته؟ إذا لم تعرفه حين تمر من هناك المرّة القادمة انظر، تحديدًا تحته. لم يكن الجامع هذا موجودًا. يعني كان تحته، كان هناك الحاجز الموجود.

 

أحمد البيقاوي: [00:53:02.81]
وحين تكلمت عن مشاهد تحرّش كانت على هذا الحاجز؟ هذا الحاجز أول شيء كان واحد من الحواجز الرئيسة لمدخل رام الله؟

 

ليلى عبّاس: [00:53:12.32]
اه اه اه. وأي شيئ بين قرى رام الله (القادم) من بيرزيت وكل ما حولها تريد أن تذهب على رام الله هذا (الحاجز) كان موجودًا.

 

أحمد البيقاوي: [00:53:20.60]
وبنحكي أيضًا هو كمان حاجز..

 

ليلى عبّاس: [00:53:24.74]
هو كان أيضًا مشي. يعني أنت ممنوع أن تمر عنه بسيارتك. يعني تنزل وتمشي مسافة، وبعد ذلك إذا أردت تأخد سيارة من مكان ثاني، هو حاجز مشي كان.

 

أحمد البيقاوي: [00:53:39.14]
لفتني أكثر قصص التحرش الموجودة كانت. بتعرفي هذا التحرش صار يعني فيها كثير قصص وفيها كتير مستويات. بس بنفع تحكي لي عن أيّ تحرش عم تحكي على الحاجز؟

 

ليلى عبّاس: [00:53:55.91]
يعني لفظي لفظي لفظي. اه اه وأنت انت طالب. أنت طالبة جامعة. تذهبين كل يوم على الجامعة وترجعي، وفي مجموعة من الجنود، ويتغيّرون. لكن كلهم كانو نفس.. وأنت رايح وأنت عائد يجب أن تسمع أشياء يعني.. وكيف ستتعامل معها؟ يعني أنت إذا أنت في الشارع وسمعت كلمة لم تعجبك تمسح الأرض في الشخص يعني بتقدر، لكن في هذا السياق كيف ستتصرف؟

 

أحمد البيقاوي: [00:54:29.52]
تعرفين في قصص من مكان ثاني تحديدًا على النساء كانت مثلًا بالحواجز ما بين طولكرم ونابلس. لا أعرف إذا كانت يعني قصص الناس تداولتها. لكن كان في حكي كثير على قضية أنهم كانوا يطلبون من البنات المحجبات خلع حجابها.

 

ليلى عبّاس: [00:54:45.90]
ممممم آه آه.

 

أحمد البيقاوي: [00:54:47.01]
وكانت مثلا هذه بحد ذاتها يكون فيهن تحدي وفي قصة في كسر للناس الموجودة داخل الباص. يعني هيك.

 

ليلى عبّاس: [00:54:55.35]
صح.

 

أحمد البيقاوي: [00:54:56.34]
ليلى ونحن نحكي على هذه المشاهد، هل السينما يجب أن تكون طبق الواقع؟ أو عليك أن تبدعي وتغلبي حالك، أو تعيدي تقديم هذا الواقع للمشاهد بشكل مغاير، مع الأخذ بعين الاعتبار إنه يعني تعرفيين أريد أن أتقدم معك بالنقاش أكثر، إنه كثير من الصور التي نحكي عنها هي بطبيعة الحال مؤرشفة، مشغولة بأفلام وثائقية كثيرة. مشغولة بأخبار. مشغولة بقصص مكتوبة. بمعنى الآن ممكن أبحث على حاجز سردا فأجد مجموعة من الارشيف يحكي لي ماذا كان يحدث عليه. حين تقررين عمل فيلم اليوم عن الواقع الفلسطيني. كم يجب أن يكون طبق الأصل طبق الواقع؟ عن شو موجود؟ أو هل تسمحين لمخيّلتك أن تعيد تقديمه بشكل أكثر جاذبية ما بين قوسين يعني؟

 

ليلى عبّاس: [00:55:49.77]
أظن أنّه غير مطلوب من السينما أن تعيد إنتاج الواقع نفسه بحرفيته. يجب أن يكون هناك طبقة إضافية السينما تقدّمها. طبعًا أكيد لا أتكلّم عن الوثائقيات. يعني أحكي عن السينما الروائية. السينما الروائية. وأنا أستصعب قليلًا أفكر بأنّه كيف تريد أن تقدّم الواقع؟ هو الواقع على صفحات السيناريو لا يبقى واقعًا. الواقع يصير جزء من قصة، وجزء من القصة هذا يحكمه يعني سرد قصصي ما. وما يحتاجه الشخصيات في قصتك كي يحكوا قصتهم. كي تكون قصتهم متكاملة تكون شو بيحتاج. أنت تقدر تأخد أشياء من التي حصلت في الواقع لكن أبدًا غير مطلوب أن نعيد الواقع كما حصل بالزبط. حسب انت ماذا تريد أن تعمل؟ حسب قصتك؟ ما هي؟ ماذا تريد أن تقول منها؟ لا أعرف إذا أجيب بشكل جيّد أم لا. لا أعرف. اسألني أكثر.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:17.50]
لماذا لا تعرفين؟

 

ليلى عبّاس: [00:57:20.65]
اسألني أكثر.. تفصيل أكثر.

 

أحمد البيقاوي: [00:57:25.63]
أقصد مثلًا أن هناك وجهتي نظر كما هو واضح لي في السينما الفلسطينية. هناك السينما التي تقول إنه مثلا لماذا أبدع أو أفكر بكيف أقدّم قصصنا وروايتنا؟ هي أصلا موجودة وهي بحد ذاتها قصة وهي جذّابة لصناع الأفلام وصنّاع السينما بكل مكان، يأتون ويعملون هذه القصص. يعني بمكان ثاني القصص والأكشن الذي يحدث معنا هو قصص، الناس تُفكر فيها وتبدع فيها بمكان ثاني. في المقابل في بعض الاجتهادات تقول إنه إعادة تقديم الواقع كما هو فعليًا لا يوصل صورتنا كما هي وكذا. أو بتلاقي فعليًا من يجتهد داخل فيلمه يضع الحاجز ويضع الجدار. مثلًا أنا انبسطت لم أر الجدار عندك. يعني رأيت إشارات للاحتلال لأنه معشعش في يوميّاتنا يعني. لكن انبسطت لأنني لم أر الجدار لكن أحسست الجدار وكأنّه صار رمزية لابد من أن نبني عليها كل شي. إذا أريد أن آخذ الجدار في حدا يجب أن يأخذه، وفي حدا يتجنّب أن يأخذه لأنه صار "كليشيه".

 

ليلى عبّاس: [00:58:42.72]
يعني ممكن الجدار نفسه يكون موجود في مشهد هو في الخلفية كي نُري (المشاهد) انه نحن بفلسطين. أو لأجلها. وممكن الجدار نفسه يتوظّف بمشهد بشكل كثير كثير كثير فني وإبداعي، هو بالنهاية مرة أخرى القصة يجب أن تروى بشكل طبيعي.. بالضبط ماذا تحتاج القصة؟ إذا احتاجت الجدار يجب أن يظهر الجدار. إذا لم تحتاج الجدار لا يجب أن يظهر الجدار. يعني ايليا سليمان في أحد المشاهد يكون في الشخصية تمسك عصا كبيرة ويركض يركض يركض حتى الجدار، ويقف ويقفز من خلال العصا. تعرف هذه الحركة ويقفز على الجهة الثانية. من المشاهد التي صارت يعني أيقونية في السينما الفلسطينية. وظّف الجدار بطريقة معيّنة واستفاد منها كثير بشكل حلو يعني بشكل إيداعي. فالخوف هو من إني أصير أقحم الأشياء هذه على قصتي كي تصير فلسطينية متكاملة. أو بالنسبة إلى أنني أدّيت الواجب الذي عليّ، حاجز طلّعت، مواجهات طلّعت، وهذا النقاش أنا أيضًا يعني دخلت فيه بالفيلم هذا، يدخلوا مواجهات أم لا؟ أضع مشهد مواجهات أم أنّ هذا مقحم على القصة وليس له علاقة يعني؟ أم بالإمكان أن أعمله طريقة تُظهر أن هذا جزء من الحياة في هذه المدينة المركبة المجنونة التي فيها من يجلسون في جهة على المقاهي وفي جهة أخرى يضربون حجارة، وينتظرون جيبات الجيش، يعني خضت كتير هذا النقاش مع حالي هل هو جزء أصيل من واقع هؤلاء البنات في الحكاية أم لأ؟ فهو بالنهاية المفروض عنجد هي تفكر كثير كثير كثير كصانع أفلام مع حالك. ما هو الذي يخدم القصة؟ وأنا ضد تمامًا إنه نحن فقط نُقحم هذه الأشياء كي يكون العمل فيه السمات الفلسطينية، وبالتالي عملنا فيلم فلسطيني، مررنا على حاجز، ومررنا مش عارفة ايش هذه كلها وكأنها قائمة يجب أن تحققها. أبدًا. لا يجب أن نتصرف هكذا. الشيء الثاني إنه هل هي بحاجة لمعالجة إبداعية هذه الأشياء؟ طبعًا. أنت ممكن تسمع وترى قصص أمامك في الحياة كثير تصلح أن تكون.. ولكن كيف ستقدمها؟ يجب أن يُضاف عليها طبقات كثير، حتى هذه القصة التي حدثت بشكل مثير أو بشكل إبداعي في الحياة، كيف ستنقله لكي يصير إبداعيًا في السينما؟ كيف ستكتب الحوار؟ كيف ستصوّره؟ كيف ستصمم الحاجز؟ ماذا سيحدث عليه؟ مين الجنود وماذا يتكلّمون؟ كي يخرج الشيء بشكل متكامل في شغل كتير، هذا هو. وليس فقط ضع حاجز وامشي. يعني كيف ستقدّمه؟ هذا الفرق بين سينما جيّدة وسينما رديئة وسينما فقط تضع (صح) إنّه عملت هذه الواجبات التي عليّ كي نخرج بفيلم فلسطيني.

 

أحمد البيقاوي: [01:02:08.95]
أول شيء أريد أن استثني يعني المشهد الذي تحكين عنه أنت، بقضية إنه في اشتباك موجود أو دخلوا الجيش. لانه في فكرة كمان حركة بنتين بالليل مع ناس بالحارة مع الشباب كيف؟ مع افتح لي طريق مع كذا؟ كيف ممكن الشيء يعني يكونوا. أنا رأيت هنا مستوى ثاني لم أر  الحاجز. رأيت ماذا يحدث مع الناس على الحاجز بأماكن الاشتباكات داخل البلد، وأعتقد هون تقديم مخالف يعني مغاير للنمط التقليدي بفكرة إنه في شاب يُفتش على الحاجز أو يطلق عليه النار على الحاجز بهذا المنطق الذي كنت أحاول أن أقوله. لكن أيضًا في شيء ثاني إنه الجمهور الفلسطيني اليوم ومع يعني بالإضافة لوجهة النظر الاولى أنّ السينما يجب أن تكون طبق الأصل عن الواقع أو طبق الواقع يعني. اعتاد فعليًا يرى حاله، فإذا رأى فيلمك أو يرى فيلم ثاني يقول: لا، هؤلاء يشوّهون صورة الفلسطيني. بمعنى إذا الصورة الموجودة هي خارج سياقي أنا في طولكرم. يعني أنا ما كنت بعرف مثلا انو في حاجز سردا، بلادنا صغيره. يعني مهم هذا النقاش بالمناسبة إنه أنا في طولكرم ممكن اشوف صورة الصبيّة ماذا كان يحدث معها على الحواجز من هذا المحيط. لكن إذا أنت عندك تجربة مختلفة، ممكن أنا أدّعي عليك إنّه هذا لا يشبه الفلسطينيين، وهذا عمل ليس فلسطيني وهذا يخالف كذا وكذا وكذا. تعرفين لأنّ هذا النقاش تطوّر كثيرًا، ليلى.

 

ليلى عبّاس: [01:03:33.62]
صحيح أول شيء هذا مشروع إذا هو يرى هكذا أنا يعني أحترم هذا الرأي، وبالنسبة لي أحببت أن أعمل فيلمًا لا نرى فيه ولا إسرائيلي. نظيف من الإسرائيليين، حضورهم. يعني هم يلقون بظلالهم الثقيلة على على المحيط الذي تلعب فيه هذه الشخصيات صحيح، لكن أنا لا أريد أن أرى أي أحد فيهم. حتى حين رأينا الأخبار سمعناها سمع ولما نراها. لا أريد أن أرى لا جنود ولا جيبات عسكرية ولا  شيئ. وطبعًا أنا أيضًا صوّرته قبل الحرب يعني. فلم يكن الوضع متفاقمًا هكذا. فأوّلًا أحببت أن أعطي المساحة كاملة للشخصيات الفلسطينية، نعيش معهم، ونرى بيوتهم وشوارعنا وشخصياتنا وحروبهم الصغيرة والكبيرة وتركيبة العائلة اليوم الإشكالية. أحببت أن نرى هذا الشيئ يعني وأبتعد قليلًا عن موضوع الاحتلال المباشر، في شيء كنت أريد أقوله، ونسيت.

 

أحمد البيقاوي: [01:04:48.00]
خليني استغل نسيانك.

 

ليلى عبّاس: [01:04:49.65]
استغل.

 

أحمد البيقاوي: [01:04:52.98]
أيضًا، مستوى ثاني من هذا النقاش يقول أن الفيلم الفلسطيني يجب أن يبقى.. يعني مثلًا إذا نحن اليوم  على السطح هي معاناتنا كفلسطينيين، وهكذا اعتدنا فعليًا أن نقدّم معاناتنا في سياق الاحتلال، فإذا جئنا بوجه آخر غير تقليدي، الناس لم تره، بسياق الاحتلال انتهاك متل فرضًا تجربة صالون هدى. بمعزل عن المشهد الإشكالي. لكن كل القصة أصلًا تلاقي ردة الفعل الأولى للناس أن هذه القصص غير موجودة، ومباشرة تصير إنه إذا كانت موجودة فهي كانت موجودة على الهامش، لماذا؟ أنا لا أفكر أنّ الناس عملت بحث أو سألت، لأنها لو سألت للاقت هذه القصص. يعني أنا أعرفها، لكن بالمكان المقابل هي ليست واحدة من القصص التي اعتاد الفلسطيني تقديم نفسه فيها.

 

ليلى عبّاس: [01:05:46.95]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:05:47.13]
أوك. وأعتقد أيضًا حتى على مستوى جمهور عربي. نحن عوّدنا الناس على انهم حين تأتي وتقول في فيلم فلسطيني، أعتقد في صور نمطية أو في عناصر بصريه يجب أن يراها بالقصة، بالفيلم.

 

ليلى عبّاس: [01:06:01.02]
هو نحن عوّدنا الجمهور الفلسطيني والعربي والعالمي كلّه عودّناه على هذا إنّه هذه هي تركيبة إجمالًا للفيلم الفلسطيني الذي يتناول القضية. وطبعًا ليس خطأ هذا الشيء، لأنه يعني على مرّ السنوات، السينما الفلسطينية لعبت دورًا مهمًا بتقديم موضوع القضية الفلسطينية بجوانب مختلفة، في شيء عُمل هنا، وفي شيء عُمل في غزة، أو في الداخل وكلّه قدّم صورة ما لهذا الشعب الموجود في ظروف غير طبيعية بالمرة بسبب الاحتلال، هذا مهم، هذا مهم جدًا. لكن السؤال الثاني إنه لو فيلم طلع عن هذا شوي عن هذا، وقدّم قصة فلسطينية وكان فيها النقد إلى حد ما أيضًا لنا يعني نحن نرى حالنا على الشاشة الكبيرة ونتأمل في ذاتنا. هل هذا بذات الأهمية أم هو أقل أهمية؟ هذا سؤال مشروع يعني لا أتضايق منه يعني. والذي يرى إنه لا، الأولى إنه كذا كذا أحترم رأيه يعني. لكن أنا أرى أنّ كله مهم. كلّه مهم لأننا نحن أيضًا.. لماذا أحيانًا نحن ننفر من السينما الفلسطينية؟ نحسّها يعني سينما (الدعاية) البروباغاندا التي فيها كأنّها موجّهة. بدها بدها تحكي قصة الفلسطيني للآخر. طيّب متى الفلسطيني سيحكي قصّته لنفسه؟ متى سينظر على حاله في المرآة؟ متى سينتقد ذاته قليلًا؟ متى سيضحك على حاله قليلًا؟ هذا أيضًا يعني حتى أنّك تسخر من نفسك هذاصحي يعني، فأنا هذا الذي أحببت أن أعمله. وعلى فكرة أيضًا يعني بالفيلم نفسه أنا أيضًا أحببت أن أريكم مدينتي الحالية (رام الله) يعني بطريقة أيضًا بالنسبة لي فيها نوع من النقد يعني في أحد المشاهد، وأنا لا أريد أن أتكلّم كثيرًا عن أشياء في الفيلم، لأنه يمكن في ناس من الجمهور لم تشاهده فلن يكون ممتعًا.

 

أحمد البيقاوي: [01:08:06.41]
لكن ينفع تحكي كودات هيك يعني نمرة حمراء مثلًا.

 

ليلى عبّاس: [01:08:11.15]
نمرة حمراء، جالسين في صالون، في بيت إجمالًا فاخر بيت خالهم، يحضرون الأخبار التي تحدث عن مكان ثاني، عن حوارة مثلًا، هذا الوقت حين صوّرناه كانت تلك الأحداث يعني هي أكثر حديث الساعة يعني كانت حوارة وجنين يعني، يحضرونها وقاعدين يتطلعون عليها وكأنها تحدث في بلد آخر كأنهم في عمّان أو في القاهرة ويحضرون خبرًا عن فلسطين. رام الله أيضًا هكذا يعني رام الله في السنوات السابقة يعني بعيدًا عن الحرب الحالية والذي نراه يصير في غزة، رام الله كانت.. جنين السنة الماضية، كان فيها حرب طاحنة السنة الماضية بجنين مثلما يحصل في الريف الفلسطيني ومنها حوارة وغيرها، تُحرق على مرآنا يعني ونحن هنا بداخل هذه المدينة نتفرج عليها، يعني أيضًا في هذا الشيء أحكي فيه يعني في هذا الفيلم. هناك أيضًا نزعة هذا الشيء الذي عززته فينا مرحلة أوسلو، موضوع القروض، موضوع أنّ علينا أن نعيش في بيت جيّد، ونرسل أطفالنا على مدارس خاصة، نسينا  همومنا الأساسية، وانشغلنا بالهموم الرأسمالية الجديدة اللي دخلت علينا، ودخلت علينا طبقة من الناس، أغنياء أوسلو وما بعدها، الذين صارت بيوتهم لها شكل معين، سياراتهم من أنواع معينة. صار في مظاهر البذخ هذه أيضًا الموجودة في رام الله والتي تُحسسك بحالة انفصام بين إنه تجد في هذا المدينة في داخلها هيك تطلع قليلًا خارجها، تذهب على قرية ثانية تلاقي الحاجز نفسه ممكن يوقفك حتى وسيارتك مرسيدس جي كلاس يعني. فهذه التناقضات أيضًا الموجودة عندنا والتي خلقتها حالة أوسلو وحالة ودخول هيك الرأسمالية علينا بطريقة متوحشة أيضًا. هذا أيضًا أنا أحببت أن اختبره في الفيلم، وفي إشارات له، وان كنت لا أحكي فيه بهذا الوضوح يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:10:41.55]
طب ليلى أنا رأيته فيلم فلسطيني وأحسّ أنه يمكن أن أحضره مع عائلتي وينبسطوا ويصير فيه نقاش في البيت يعني على كتير مشاهد وتفاصيل، وأعتقد أنه يشبه نقاشات موجودة -لا أعتقد، متأكد- يشبه نقاشات موجودة في بيوتنا، فبالنسبة لي هو يعني فيلم فلسطيني. بالمقابل هو لأنه في شُحّ أو قلة الرموز المباشرة التي الجمهور العربي أعتقد او الجمهور غير العربي الاجنبي المناصر لفلسطين يُحبّها أو يحب أن يراها او اعتاد أن يراها، ممكن يطلع يقول لك إنه أنا لم آت لرؤية هذا، لم آت لرؤية مشكلة ميراث.

 

ليلى عبّاس: [01:11:25.54]
أوك. أوك. احكي لك قصة على هذا الموضوع. انعرض هذا الفيلم في لندن. الافتتاح كان، كان هناك رجلان مسنّان حضرا إلى المهرجان قريب من مكان شراء التذاكر للأفلام التي يودّون مشاهدتها. الاثنان انجليز يعني، رجال كبار في العمر. يقول أحدهم للآخر: هناك فيلم فلسطيني -طبعًا هذا العرض كان عرض نهاري يعني خلال النهار وليس في المساء يعني. فيرد عليه الآخر ويقول له: الوقت مبكّر جدًا على مشاهدة فيلم فلسطيني. يعني أنا مش جاهز الآن يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:12:10.63]
بدري (مبكر) يا غالي. بعدين بعد الظهر بنشوف الدراما الفلسطينية يعني.

 

ليلى عبّاس: [01:12:14.38]
بالضبط بالضبط. فهو الانطباع دائما انه الفيلم الفلسطيني لازم يكون فيلم مؤلم وثقيل وتجربة يعني للمشاهد تتطلب إنه يعني مش عارف يأخد حبّة زاناكس Xanax (دواء مضاد للقلق واضطرابات الخوف) قبل أن يدخل على القاعة يعني. أنا سعيدة بأن كسرت هذا الشيء، يعني هو توقيته كان صعب، لأن توقيته أن يُعرض بظروف تمر بها فلسطين، يعني نحن في حالة إبادة ويُعرض فيلم إجمالًا خفيف، هذه الظروف اللي كانت صعبة. هو فكرة أن يكون فيلم لا تخرج منه وأنت بحالة إحباط تامّ. بالنسبة لي حلو التغيير.

 

أحمد البيقاوي: [01:13:07.05]
أنا كأحمد سعيد يعني، فقط كي أثبت وجهة نظري. لأنه يعني أحسّ إنه جزء من من مفاجأة العرب وغير العرب فينا دائما، كل ما صار في خبر جديد تحس إنهم لا يعرفوننا. يعني لا يعرفون أنّ هناك رأسماليّة أكلتنا مثلما قلت، لا يعرفون إنه فعليًا.. تجد أسئلة أولى إنه فعلًا عندكم مطاعم بهذا المستوى بغزة؟ فرضًا مع الإبادة، عندكم هذه السيارات؟ عندكم هذه المعارض؟ لما صار تيك توك الناس صارت ترى وجه آخر من البلد دائمًا كان موجود. حين درسنا في الخارج، كانوا يسألوننا أسئلة أننا بعوالم متأخرة، فأعتقد هذا النمط يكسر. لكن أيضًا قاعد أجرّب أفكر لأن هناك نمطًا سائدًا للسينما الفلسطينية عمومًا، أو التوقعات من السينما التي تعالج قضايا فلسطين، وقصّة مثل قصتك لست متأكدًا.. يعني تمامًا هي "الوقت مبكّر جدًا على مشاهدة فيلم فلسطيني" بهذا الشكل، إلّا إنه الناس اعتادت كيف نأت قلتإنه يكون فيها كثير رموز وغيرها. لفتني وإحنا نحكي إنه لما عرفتِ حالك أصلا حكيتِ إنه أنت تشتغلي بالسينما، لكن بمكان أيضا بدك تظلّي قريبة من الناس. فتشتغلي أكثر من شيء ثاني، وما بدك تنفصلي عن الناس تماما.

 

ليلى عبّاس: [01:14:23.87]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [01:14:24.92]
أنت تقولين لي هنا إنه يعني مع السرد الذي حكيناه حتى الآن إنه السينما هي مفصولة عن الواقع أو تفصل الشخص الذي عملها عن الواقع، فبالتالي لا يبقى لديّ ثقة بصنّاع السينما ومعها الناس حق تقول إنه هؤلاء منفصلين عن الواقع، يعيشون في فقاعة لهم، يناقشوا حواراتهم وأسئلتهم.

 

ليلى عبّاس: [01:14:49.92]
لن أعارض الفكرة كليا، في شيء منه صحيح. لكن أيضا هذه هي أظن حالة الفن عموما، يعني هو كاتب الرواية الذي يستغرق 3 سنين، يحبس حاله يكتب في روايته طيّب ما هي نفس الحال! الفنان القاعد في مرسمه ليل ونهار ويرسم، هي نفس الفكرة، يعني هي الحالة الفنية تتطلّب مرّات هذه العزلة. وبعدين، ممكن تطلع عليها بطريقتين: إنه هو آه، قليلا منسلخ عن واقعه وهذا يمكن صحيح. لكن أيضا أحيانا الانسلاخ عن هذا الواقع هو الذي يعطيك إمكانيّة التفكير فيه، تبتعد عنه قليلا حتى تقدر تعبّر عنه. لأنه إذا أنت في دوّامة الطحن اليومي هذه كالفأر الذي يلفّ بالدائرة أو بالحلقة، وأنت فيها طول الوقت وهكذا، طيّب أنت أيضا متى؟ ها أنت منغرس ومنغمس في الواقع. لكن أنت عندك وقت تتأمل فيه وتبتعد عنه قليلا. يعني ينفع النقاش على الجانبين.

 

أحمد البيقاوي: [01:15:54.13]
مش عارف، لا.

 

ليلى عبّاس: [01:15:55.84]
لا؟

 

أحمد البيقاوي: [01:15:56.14]
لا، لا أوافقك. أنا بالنسبة لي. هو فعليا عموم الناس هكذا، يعني هي تتابع وتتفاعل، لكن تفصل، تجد إنه مثلا غالبيّة الناس كل حدا ممكن يكون حكالك إنه أنا لم أعد أسمع أخبار ليوم أو يومين، لي فترة لا أسمع أخبار. الناس تجرّب فعليّا تفصل عن الواقع، ومرة ثانية ترجع له مرّة ثانية تتفاعل معه. لكن  النقاش على مستوى مهني، إنه يوجد مسارات فعليا من إنك أنت تروي قصص الناس وأنت منفصلة عن الناس، يعني هذه شيء لافت.

 

ليلى عبّاس: [01:16:32.35]
الآن، كيف يعني منفصلة عن الناس؟ لا يوجد إنسان يقدر يعيش لوحده فترات طويلة، بالعكس، يعني تنفصل عن الناس، إيش يعني تنفصل عن الناس؟

 

أحمد البيقاوي: [01:16:45.82]
والله أنت التي حكيت يا ليلى. مش أنا الي حكيت.

 

ليلى عبّاس: [01:16:48.22]
أنا عارفة، أنا عارفة!

 

أحمد البيقاوي: [01:16:48.85]
ههههه

 

ليلى عبّاس: [01:16:49.36]
تنفصل عن الناس إنك تخفّف كثير إنك تروح مثلا الجمعات الاجتماعية، إذا فيهأقارب وأشياء هكذا تهرب من هذه الأشياء. هذا قصدي أنا في الانفصال عن الواقع.

 

أحمد البيقاوي: [01:17:04.75]
وبذات الوقت هذه المناسبات هي التي تصير فيها الحوارات التي أنت ممكن تساعدك إنه عملك يكون أقرب للواقع، صح؟

 

ليلى عبّاس: [01:17:14.44]
اسمع، أنا آه آه، لكن ولا مرة أنا أحبّ ينفهم إنه أنا قاعدة في برج عاجي وكذا. لا، أنا بنت الناس وبنت الشارع وأحبّ كثير. أحكي مع كلّ الناس، وأروح أشتري من حدا يفتح قصص. لا لا، أنا يعني عندي شيء اجتماعي فيّ. لكن قصدي أنا أحسّ أحيانا إنه هذه العزلة هي بنّاءة، هي ليست انسلاخ، هي تحافظ على مساحتك ووقتك حتى تقدر، وهذا يتطلّب أصلا، أقول لك شيء؟ يوجد  مخرجين كثير قاعدين عندهم أحلام وأفكار وهكذا، بدي أعمل فيلم عن كذا وكذا، لكن لا يعملون شيئا، لماذا؟ لأنهم طول النهار قاعدين اجتماعيات، يعني لا أريد أن أحكي أين، لأني أعرف أين يجلسون. عرفت؟ هذا الشغل على فكرة، الكتابة والسينما شغل كثير جادّ ومضني يحتاج أيضا تفرّغ ويحتاج إنك تعمل نظام لحياتك. اه طبعا تنعزل ومهمّ تنعزل، لكن أيضا يعني خلال الشهرين الذين صوّرنا فيهم ما في حدا في كل رام الله ما حكينا معه، يعني هذا الحلو، والآن أنا أشتغل مثلا في مؤسّسة ثقافيّة فأنخرط كثير كثير مع ناس، لكن لازم إذا بدك تشتغل على مشروع فنّي أظنّ أو بدك تخلق هذه المساحة التي تقدر أنت مع نفسك، تقدر حتى لما ترى الأشياء في الخارج تحتاج وقت حتى تعالجهم وبدك وقت إذا بدّك تقدّمهم بشكل آخر. أنت قلت قبل قليل إذا نرى مشهد في الحياة هو نفسه أنقله؟ لا لا، هذه الأشياء لازم تدخل عندك، وتفكر فيها وتفكّر كيف بدّك تقدّمها. هذه العمليات العقليّة تتطلّب نوع من العزلة وليس الانسلاخ.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:15.74]
بالإعلام إحنا..

 

ليلى عبّاس: [01:19:16.46]
مش عارفة أقنعتك أو لا! خلص اقتنعت أو لا، أنت حر.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:19.97]
بدّي أمرّقلك إيّاها

 

ليلى عبّاس: [01:19:20.45]
أنت حرّ، خلص.

 

أحمد البيقاوي: [01:19:22.58]
بدي أمرّقلك إيّاها. لكن، هل تعرفي؟ هذا من الأسئلة التي أحبّ فعليا لو إنه دائما في حلقة ثانية مع الضيف. يعني بحب جدا، إنه أحسّ في أسئلة كثيرة تكون إنه بكرة رح تكون الإجابة عندك صارت أوضح. بكرة أحكي أنا وإيّاكِ، يعني هكذا.

 

ليلى عبّاس: [01:19:36.09]
والله يمكن الأسبوع القادم لو نعمل بودكاست آخر يطلع. أنت عارف الإنسان بالنسبة لي وأنا بالتحديد ليس شيء ثابت أبدا، كيف أنا اليوم يختلف تماما عن إيش ممكن يصير معي خلال الأسبوع يعمل مني نسخة أخرى أحسن أو أسوأ السبت القادم. عرفت كيف؟ حتى هذا البودكاست أرجوك بعد سنتين امحيه، خلص يكفي، يعني صلاحيته سنتين، لأنه أنا لنأطيق أرى حالي بعد سنتين في هذا الفكر يعني. أنا أيضا أشاهد أشياء كتبتها وأشياء عملتها قبل كم سنة لا أقدر أتحمّلها، يعني لا أقدر أتحمّل كيف كنت أفكّر. هههههه. آه طبعا الإنسان كثير كثير متغيّر.

 

أحمد البيقاوي: [01:20:22.50]
إحنا في الإعلام ما عندنا مشكلة مع هذا الموضوع. أنتم الفنانين عندكم مشكلة بهذا الموضوع. في اختلاف. وأعتقد في اختلاف ثاني أيضا إنه إحنا لما نكتب المادة أو بدنا نعمل مادة إعلاميّة نكون حدّدنا شرائح جمهور محدّدة.

 

ليلى عبّاس: [01:20:37.24]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:20:37.84]
فنصير نحكي عنها. مثلا إذا بدنا نحكي على الشباب نحكي عن شريحة عمريّة ما. لما يحكى فعليا عن مجال الفنون عموما يحكى خاصّة بسياق التغيير، يحكى عن التغيير المجتمعي، أو إحنا بدنا نحدث تغيير مجتمعي. يكون الشيء كثير فضفاض، ويكون حتى أحيانا كثيرة

 

أحمد البيقاوي: [01:20:57.94]
 يا ليلى عندي فضول أعرف: هي مثلا هذا الفيلم مع مين بحكي؟ لما تنتج سينما أو سينما فلسطينية وفيلم مثل فيلمك الذي هو موجّه لجمهور فلسطيني يمكن أكثر، يعني إذا بدي أحكي على مستوى تغيير يعني. هو مع مين يحكي؟ أنت تكون في بالك بدك تحدث تغيير بالشريحة العمريّة الفلانيّة، عند الآباء عند الأمّهات، عند الأطفال. أحسّ الشيء بالسينما يكون كثير واسع.

 

ليلى عبّاس: [01:21:25.93]
هلق في أفلام معيّنة من بدايتها أنت بتكون عارف إنك تستهدف شريحة معيّنة منها، وفي أفلام لا، يعني بتضبط على طيف أوسع من الناس. فأنا هذا الفيلم بالنسبة لي، هي المنتجة تبعتي الألمانية التي كنا لما نشتغل وإحنا نطوّر في الفيلم تقول لي: "هذا فيلم للنساء في الأربعينات، فقط هم الذين سيحبّوه". لكن لأ يعني أنا أرى ردود أفعال، عرضته مؤخرا في الدوحة لجمهور صغير كثير، يعني شبابي كثير، ورأيت تفاعلهم معه كثير حلو. فقلت لهم منتجة الفيلم هكذا كانت تقول، فيعني لا، قصدي أنا إنه في شغلتين أنت تسأل عنهم: أول شيء إنه هل هو موجّه لجمهور معيّن من فئة معيّنة؟ يعني تركيبة جمهورك، عمره، جنسه، هل هو موجه أكثر للنساء؟ موجه للرجال؟ أكثر للشباب؟ أكثر للأكبر؟ وهذا على فكرة بتفكر فيه وقت أنت بتصنع الفيلم، لأنه هم بدهم يعرفوا كبر الجمهور. في أفلام بتنعمل معروف إنه الأفلام الفنية كثير، مثلا هذه التي لها طابع خاصّ ليس سرد قصصي عادي وهكذا، هذه أيضا تعرف إنه جمهور كثير كثير صغير بالمهرجانات هو فقط الذي ممكن يقدّر قيمة هذا النوع، بدك تكون من الأول عارف إنه جمهورك محدود ومن هو. هذه الأسئلة مشروعة وتسأل وأنت تعمل الفيلم، تسألها. أنا سألته لحالي هذا السؤال وحسيت إنه أنا أحبّ فيلم مثل ما أنت حكيت: العائلة تقدر تستمتع فيه، وما تشعر إنه هو عبء عليها إنها تكمله. يعني يمرق هكذا بسلاسة هذا الفيلم ويخلص على الآخر بدون ما تحسّ إنه أنا يعني أقوم بواجب وطني قاعد لأنه فيلم فلسطيني مضطر أحضره. يعني هذا الذي أنا كنت أحاول أحقّقه. السؤال الثاني بعيدا عن الديموغرافية. من هي الفئة الديموغرافية التي أنت بدك تستهدفها؟ السؤال الثاني هو: مين جمهورك؟ داخليّا، خارجيّا، عربيّا، كلّه. هذا أيضا سؤال مهمّ، هذا دائما نسأله.

 

أحمد البيقاوي: [01:23:54.56]
خلينا نجرّب أن نجيب عليه بسياق خارج فيلمك، يعني بسياق السينما الفلسطينية عمومًا.

 

ليلى عبّاس: [01:24:00.08]
صحيح. بسياق عام، هذا سؤال كبير، سؤال المليون دولار، الذي هو: هل ممكن صانع الفيلم الفلسطيني يقدر يعمل فيلم؟ وهذا دايما نناقشه بيننا وبين بعض يعني صنّاع الأفلام، يعمل فيلم يحبّه الجمهور الفلسطيني ويتفاعل معه؟ ويحبه الجمهور العربي ويتفاعل معه؟ ويحبّه الجمهور العالمي ويتفاعل معه؟ هل ممكن تحقّق الثلاثة؟أم بالضرورة أنت يعني إذا فيلمك موجّه للغرب طريقة سردك وطريقة شرحك للموضوع رح تكون غير عما أنت بدك تشرحها للفلسطيني. بدك تحكي لحدا في السويد عن النكبة يختلف عن كيف بدك تحكيها لحدا في طولكرم عن النكبة. يعني قديش بدك تعطي معلومات؟ قديش بدك تعطي سياق؟ قديش بدك.. تختلف تماما. فأنت لمين إذًا بدك تحكي قصة النكبة؟ هل أولى تحكيها.

 

أحمد البيقاوي: [01:25:05.31]
لماذا تمامًا يختلف؟ لماذا تمامًا؟ لا، غير صحيح.

 

ليلى عبّاس: [01:25:09.60]
ممكن ممكن. إنه مش تماما يختلف، لكن، هذا الذي أقوله لك...

 

أحمد البيقاوي: [01:25:11.49]
اسمح لي. مستوى الانفتاح على المعلومة اليوم ما عاد ينفع أن تفرّق بين الجماهير. بمعنى الوصول للمعلومة واحد، تمام؟ وفي أجيال جديدة تطلع يعني هي ليس فارق ال"Dialoup/ الاتصال الهاتفي" الانترنت الذي صار معنا. أو مثلا مثل آبائنا وأمهاتنا الذين مرّوا أيضا بفترة أطول بتحدّيات الوصول للمعلومة، لا. فبالتالي نحن نحكي على جيل حين نحكي بـ2021 يتفاعل مع الأحداث، يتفاعل بنفس المستوى في أمريكا في أوروبا في فلسطين، الاختلاف ممكن يكون باختلاف العواطف

 

أحمد البيقاوي: [01:25:11.49]
غير صحيح، لا، لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:25:52.81]
أنا أكمل. أوك، تفضلي.

 

ليلى عبّاس: [01:25:54.55]
 لماذا؟ لماذا؟ لأنه في شيء له علاقة بالمعرفة. بمعنى آه، الآن الكل صار عنده وصول للمعلومة. الآن أيّ شخص يريد أن يعرف عن فلسطين، الآن خلال يومين يضع عقله بالموضوع يعرف التاريخ كله وعنده مصادر هائلة.

 

أحمد البيقاوي: [01:26:08.53]
تمام.

 

ليلى عبّاس: [01:26:09.25]
ممتاز. قديش في ناس بتعمل هكذا؟ في. هلا رأينا في آخر سنة في موجة من الوعي الجديد عند طلاب الجامعات. لكن أيضا هؤلاء فئة محدودة، قديش في ناس في العالم كله؟ قديش في الهند؟ الذي يشتغل في الهند وقديش بده يستثمر من وقته وهذا يعرف إيش هي قضيّة فلسطين.

 

أحمد البيقاوي: [01:26:31.46]
لا، أنت اخذتيني لمكان ثاني. أخذتيني فعليّا، وضعتيني بسياق عالمي أكبر عشان أطلع صغير أنا.

 

ليلى عبّاس: [01:26:38.24]
لا.

 

أحمد البيقاوي: [01:26:38.60]
أنا أقدر أحكي لك إنه أيضا قضيّتنا مقابل القضايا الثانية هي ليست القضية الأولى، هي قضيّة صغيرة، لكن أحاول أقول بـ2021 تحديدا دخول مثلا عارضة أزياء..

 

ليلى عبّاس: [01:26:51.59]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [01:26:51.77]
دخول فعليا حدا شغّال في مطبخ، أحاول أقول إنه فيه مستوى من التفاعل صار بهبّة الشيخ جرّاح الذي يحكي لنا.

 

ليلى عبّاس: [01:27:02.78]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [01:27:03.08]
إنه في مستوى وعي مشترك، حد أدنى من وعي مشترك، إحنا يعني موجودين نحكي معه اليوم، والذي هو يحتاج تبدأي معه من هناك. فلما تيجي أنت تقولي لي إنه في فارق بين ذات الشخص، ذات الشريحة الشبابيّة التي نحكي عنها قاعدين، الذي هو في طولكرم أو فعليا برام الله أو في عمان أو في أمريكيا، عندي شكّ وأراه في برنامجي يا ليلى هذا. يعني لما أستضيف حدا من أمريكيا، كيف قدرتهم على التواصل مع المحليّات الموجودة عندنا، والعكس، بالحديث عن ما يحدث في الجامعات مثلا في أمريكيا.

 

ليلى عبّاس: [01:27:38.33]
أنت يا أحمد مين عم تستضيف؟ أنت تستضيف ناس لسبب، لأنه هم في مجال ما أو في هذا هم يعني لهم صوت حاليّا، ولهم بصمة. لذلك أنت تستضيفهم.

 

أحمد البيقاوي: [01:27:52.34]
لا، ليس بالضرورة.

 

ليلى عبّاس: [01:27:52.49]
أنت لا تستضيف شخص عادي من أمريكيا، ممكن تستضيف طالب جامعي في هارفرد، كان جزء من الحراك.

 

أحمد البيقاوي: [01:28:05.00]
لا لا، وأستضيف طلاب، وأستضيف طالب عادي كان فعليا موجود، يعني صادفت الظروف إنه كان موجود في الجامعة.

 

ليلى عبّاس: [01:28:12.65]
تمااام، إذاً لماذا استضفته؟

 

أحمد البيقاوي: [01:28:12.77]
الذي أحاول أقوله.. أنت تفكّكي.

 

ليلى عبّاس: [01:28:15.65]
لماذا استضفته أنت؟ لأنه كان موجود وعنده هذا الوعي أصلا، وأنت استضفته حتى يحكي عن هذه التجربة. إذا أنت تحكي عالميّا عليك أن تخاطب. الآن أنت بتعرف إنه كل حدا سيذهب على قاعة سينما يحضر فيلم فلسطيني هو عمل بحث قبل أن يذهب؟ لا لا، أبدًا لا. في ناس ما عندها أيّ فكرة إيش هو 

 

أحمد البيقاوي: [01:28:38.87]
معناها أنت ليلى يجب أن ترجعي تضعي الجدار وتضعي الحاجز وتضعي الجندي في فيلمك.

 

ليلى عبّاس: [01:28:45.92]
في أفلام لازم تضع طبعا. لكن ليس كلّ الأفلام. ليس بالضرورة كلّ الأفلام، لكن في أفلام اه، تعمل هذا الشيء. السؤال مرة أخرى، أرجع لك للسؤال. هل ممكن تحقّق هذه الثلاثة أشياء مع بعض؟ إنك أنت يعني جمهورك المحلّي وهو يحضرلا يشعر قاعد إنه في درس تاريخ هو يعرفه تماما أنت تضعه له إيّاه بالفيلم عشان الذي قاعد في الهند وما عنده أيّ فكرة أيضا يفهم عليك. هذه إشكاليّة، هذه إشكاليّة. ولذلك مرّات كثير في جزء من السينما الفلسطينيّة تشعر إنه فيها جزء من التّنظير الذي أنت  تنفر منه، لأنه أنت تعرفه أصلا. فهذه إشكاليّة حقيقيّة على فكرة في صنّاع الأفلام الفلسطينيّة يعانوا منها، فإنك أنت تعمل فيلم يصل لكل هؤلاء الجماهير ويكون مقبول لهم، وما يتغلّبوا إنهم يفهموه، وبنفس الوقت ما يحسّوا إنهم هم في درس تاريخ قاعدين متخبيين بقلب الفيلم. هذا ليس سهلا، ولو إنه سهل كان كثير أفلام طلعت بصورة أفضل من هذا بكثير يعني. فهذا من إحدى التحدّيات الكبيرة والتي دايما صنّاع الأفلام يحكوا فيها.

 

أحمد البيقاوي: [01:29:59.59]
ودايما يقعوا فيها. لأنه يفكروا إنه.. يعني ما زال عندي ذات المشكلة معك، بالذي أنت تقوليه، ليس لأنه في مشكلة شخصيّة، لكن أعتقد..

 

ليلى عبّاس: [01:30:08.71]
لماذا عندك مشكلة معي؟ أنا ما عندي مشكلة معك.

 

أحمد البيقاوي: [01:30:09.88]
 لأنه نفس النقاش بدنا ندوّر على مشكلة، لأنه نفس النقاش الذي أنت تحكيه هو نقاش صالون هدى فرضا، إنه في مشهد، في نسختين طلع من الفيلم. يعني وهذا بالمناسبة واحد من أساليب معالجة الحديث مع الجماهير المختلفة. يعني هكذا، إنه في جمهور طلع فيه مشهد، آسف، في نسخة طلع فيها مشهد، وفي جمهور في صوري. في نسخة طلعت فيها فيها مشهد. وفي نسخة ثانية طلعت من غير المشهد الإشكالي الذي عمل كثير. بالأساس هم مستندين على الذي أنت تقوليه، على إنه فعليا أنا لما بدي أحكي مع هذا الجمهور بدي أحكي معه بلغته، وبدي أحكي مع هذا الجمهور بلغته الثانية، وهذا الجمهور يتقبّل وهذا الجمهور لا يتقبّل. على افتراض إنه أنت اليوم بعالم سينما الفريد وسينما الأندلس في طولكرم تقدري فعليا تتحكّمي بذائقة الجمهور أو بإقبال الناس على الفيلم.

 

ليلى عبّاس: [01:31:05.80]
أنا على فكرة الذي كنت أقوله ليس إنه لازم تعمل فيلم لهؤلاء وفيلم لهؤلاء ولهؤلاء، الغاية العظمى يعني إنك أنت تعمل فيلم كل هؤلاء يقدروا يتفاعلوا معه، أنا هذا الذي أروّج له. ليست فكرة إنه فيلم يصلح للغرب. تعالوا نعمل فيلم فقط للغرب، تعالوا نعمل فيلم فقط للداخل الفلسطيني، تعالوا نعمل فيلم.. ليس هكذا. لو أنت أحمد بيقاوي بدك تدخل الآن بمشروع فيلم، لازم إنك أنت تبدأ بسقف هو السماء، إنك أنت يحبّه الفلسطينيين ويلاقوا شيء فيه لهم  يخصّهم ويمسّهم ويحكي معهم، يحبّه العرب، الجمهور العالمي أيضا يشعروا فيه ويقدروا يفهموه ويتعاملوا معه بشكل جيّد. هذا الذي أنت بدّك تحاول تحقّقه، فأنا ضدّ تماما التفرقة هذه ما بين إني أعمل فيلم لطولكرم وأعمل فيلم لنابلس وأعمل فيلم لعمّان و.. لا لا، أبدا ابدا غير صحيح، والذي وقع فيه صالون هدى إنه هو حاول يعمل هذا الشيء وأعطى نتائج سيّئة على الآخر بإنك أنت تحاول تقسّم جغرافيًّا، في العالم اليوم المفتوح هذا بدك تقدر تقسم جغرافيًّا؟ تعمل نسخة لأمريكيا؟ وتعمل نسخة للشرق الأوسط؟ أبدا أبدا غير صحيح. وأنا بالنسبة لي أيضا..

 

أحمد البيقاوي: [01:32:33.75]
تعتقدين فعلًا أنك تقدرين على عمل فيلم لكل الكوكب؟

 

ليلى عبّاس: [01:32:41.10]
هو إحنا المشكلة فكّرنا حالنا إنه إحنا يعني إحنا حصرنا حالنا أظنّ من الأوّل، السينما الفلسطينيّة، حصرنا حالنا من الأوّل في هذه الثلاثيّة. فيلم محلي، فيلم عربي، فيلم عالمي ينفع للجميع. هو أظن النيّة المفروض أنت الآن أمسكت دفترك، الصفحة البيضاء وبدأت تكتب الآن فيلمك في مشروعك القادم. طيّب ما أنت لازم يعني على الأقل النوايا تبعتك ممكن تفشل فشل ذريع،لكن على الأقلّ لازم تبدأ تكتبه وأنت تعمل فيلم يوصل لأكبر قدر ممكن من الناس ويحبوه، بغضّ النظر عن لغتهم وجنسهم ودينهم وأماكنهم الجغرافيّة. ليه إحنا فيه أفلام عليها إجماع عالمي؟ ليش؟ ليش عرف صاحب الفيلم هذا إنه يعملها وتكتسح في كلّ العالم. ليش؟ ليش زبطت معهم؟ وإحنا لما نيجي للسينما الفلسطينيّة نفتح هذه الأسئلة! هو لمين موجّه؟ ليش ما أعمل فيلم أحاول فيه؟ وممكن أفشل كثير إني أنا أحاول أحكي مع الجميع بذكاء. هو ليس درس تاريخ للناس في الخارج،. ولا هو تنظير وبطولات زائفة للناس في الداخل. يعني على الأقلّ هكذا..

 

أحمد البيقاوي: [01:34:08.18]
أنت تعتقدين أصلا أن السينما أداة تغيير؟

 

ليلى عبّاس: [01:34:11.95]
كنت أرى أن السينما أداة تغيير. كنت أرى إنها أداة تغيير ولغة مشتركة عالميّة وكلّ هذه الرومانسيّات الهبلة، كنت، الآن هي قد تكون أداة يعني تأثير، لكن تغيير!! مع العالم الذي نحن نعيش فيه، كيف العالم الذي إحنا عايشين فيه يا أحمد؟ قديش مركّب وقديش يعني صراعات القوى التي فيه تحكمها أشياء كثير كثير كبيرة. فالسينما هكذا يكون شيء يعني تتأمّل أنت إنه هو يعمل فرق، لكن ما أظن إنه يعمل الفرق المنشود. ىه، أقول لك: زمان كنت أفكر إنه هي أداة تغيير وهكذا لكن إذا اليوم إحنا شايفين إيش يصير في غزة بالصوت، والصورة، بالبثّ الحيّ والمباشر. كلّ هذا الموت وكل هذا الألم، وفعليّا لا يغيّر، لما أنا أجيء أعمل فيلم عنه في المستقبل بده يغير؟!! لا أظنّ، لا. لكن هو هكذا أثر الفراشة أنا أحسّه. هو يعني يراكم، يزيد وعي، يصير فيه عندك لما تحضر، أنت حدا قاعد وين الآن نختار بلد، أنت في آيسلندا قاعد الآن، شاهدت لأوّل مرة بحياتك فيلم فلسطيني، يصير في عقلك مرجع، يعني في صورة لهذا البلد، في صورة لهذا المكان، في صورة لهؤلاء البني آدمين، لما تحضر سيرة فلسطين في سياق أو آخر تشعر فيها بطريقة مختلفة، وأنا هذا ألاحظه في الدول التي أنا أشاهد منها أفلام، وفي دول عمري ما شاهدت منها أفلام، ما عندي صورة في عقلي لهذه الدول. إذا مرّت في الأخبار لا أعرف  أتفاعل كثير. بينما لما أكون أنا حاضرة أفلام منها، لذلك في كثير دول في إفريقيا مثلا ما شاهدنا سينما منها. هي اسمها مثل اسم التي جنبها، مثل اسم التي فوقها مثل التي تحتها. ما عندك ارتباط فيها، فالسينما أنا أحسّ إذا هي بتعمل شيء هي تخلق هذا النوع من الارتباط بين البشر وبين مكان معيّن وشعب معيّن، حتى لو ما عمرك رحت عليه. بصير في هذه الصورة الذهنيّة موجودة عندك. فأنا بالنسبة لي أنا هكذا لفيت العالم، يعني أنا سافرت على دول محدودة، لكن يعني أنا شاهدت أفلام من دول كثير كثيرة، وصار عندي هذه الصورة الذهنيّة موجودة.

 

أحمد البيقاوي: [01:36:55.09]
الحالة العامّة التي إحنا نعيشها أصلا هي مقتلة لكلّ إبداع؟ لكلّ فنّ؟ يعني لذلك أنت يعني بتحكي بالحد الأدنى؟

 

ليلى عبّاس: [01:37:08.21]
مقتلة لكلّ إبداع وفنّ؟ لا. أنا متأكدة هذه المرحلة أيضا ستفرز شيئا ما. لكن أنا أحاول أكون واقعيّة بإيش أتوقّع السينما بتقدر تحقّق، هذا الذي عملته.

 

أحمد البيقاوي: [01:37:27.29]
يعني تروحي أكثر باتّجاه إنه إحنا نوثّق؟ نحجز مقعد في روايتنا أكثر من إنه إحنا نؤثّر أو نغيّر؟

 

ليلى عبّاس: [01:37:38.48]
عن ماذا نحكي الآن؟ نحكي عن السينما؟

 

أحمد البيقاوي: [01:37:40.79]
نحن نحكي عن السينما لا زلنا. لكن أنتِ قبل قليل عندما قلتِ في نطاق السينما نقول. قبل قليل حينما قلتِ أنك يعني كنتِ تفكرين أنها أداة تغيير، ثمّ نزّلتي توقعاتك فصارت مجرّد تأثير لأنه في الواقع اللي احنا قاعدين بنعيشه اليوم. طيب أنا شو ممكن أعمل شيء أصلًا يُحدث تغيير في هذا المنطق.

 

ليلى عبّاس: [01:38:02.48]
فين السؤال؟ فين السؤال؟ احكي لي.

 

أحمد البيقاوي: [01:38:07.04]
مره ثانية، لا زلت أفكر فعليًا أن الظروف اللتي نعيشها اليوم، كما تقولين أنت، جعلكِ تشعرين أن السينما ليست أداة تغيير، تمام؟ بالأساس البعض يدَّعي فعليًا، وكثير ناس تشتغل وتعتبرها فعليًا أداة تغيير. في سياقنا الفلسطيني نتيجة حالة اليأس العامة التي إحنا نعيشها، خاصة في الظرف الذي نسجله الآن، نشعر فعليًا عمومًا إنه لا جدوى من أيّ شيء ممكن نعمله، لأنه الذي بدنا إيّاه إيقاف الإبادة على سبيل المثال، أو إيقاف هذا التضامن والتأييد للإبادة، خليني أحكي أو للاحتلال الموجود، ففي حالة فقدان أمل، أنظر إليها من مكان ثاني، فأقول أصلًا إحنا ككلّ أصلًا، كحالة فنيّة، كحالة ثقافيّة، التي نضع عليها أيضًا ذات الضغط إنه لازم تحكوا روايتنا ولازم تعملوا كذا، غير ممكن ليلى بكرة الصبح تعمل عمل ما، يعني هكذا أفكر، إلا إنه في مقتلة قاعدة بتصير أصلًا لنفسيّة ليلى، لكلّ شيء، وأعتقد حتى هذا الحوار لو سجّلته ما قبل الإبادة كان ممكن فعليًا يعني إجاباتك، نفسيّتك، ضحكتك، طريقة تفكيرك، توقعّاتك ستكون مختلفة تمامًا.

 

ليلى عبّاس: [01:39:22.35]
مئة بالمئة. أوافق معك. اتفقنا على شيء. الحمدلله، اتفقنا أنا وإيّاك. اه، طبعًا صحيح لأنه الذي مررنا فيه هذه السنة يعني أفصحَ لك عن أسئلة كثيرة كنا قد نسيناها وخبَّأناها تحت السجادة، وحاولنا أن ننساها لفترة، فرجعت ظهرت كل الأسئلة الكبيرة، وحتى ليس فقط على السّياق الفلسطيني يعني، لكن حقًّا هذا يفتح أسئلة أعمق وأكبر على المستوى الإنساني كله، وعلى هذه الحياة التي نعيشها، على طبيعة البشر نفسهم. يعني يجعلك ترجع لتسأل أسئلة كثير كبيرة. أنت الحياة لم تجعلك تملك هاجس كبير عندك. فالآن كل هذه السنة هكذا أرجتعنا نفكر في ذواتنا وفي حياتنا وفينا كمجموعة أيضا من البشر، والعالم كله كيف تعاطينا معه. يعني أشياء كثير كثير جعلتنا هذه الحرب نرجع نفكر فيها. وبالتالي في كل حالة الفوضى هذه؛ فوضى المشاعر وفوضى السياسة وفوضى القتل، إيش ممكن الإنسان يقدر يعمل إبداعيّا؟  وصار أشياء، يعني أنا في المشهد الثقافي الآن في فلسطين. صار في أشياء، صار في معارض فنيّة، صار في كتابات طلعت. صار في أشياء، يمكن السينما لها نوع من الخصوصيّة أيضا إنه مشروع السينما يختلف عن مشروع مثلا أنا أرسم الآن، أعمل معرض الآن من وقع الأحداث التي أنا أحسّ فيها، أطلّعها أحضر لوحة الرسم وأبدأ أرسم وأطلع أشياء. السينما لأنه رحلتها كثير طويلة، إذا أنا الآن في هذه اللحظة بدي أبدأ أعمل مشروع مستوحى يمكن، أو يساعدني أفهم أو يساعدني أوصل للعالم إيش يصير الآن، هذا الفيلم على أغلب الظن سيرى النور بعد4 أو5 سنين. طيب من هنا لـ 4 أو 5 سنين إيش الحالة اللي إحنا سنكون فيها؟ هل تجاوزنا؟ هل صرنا في مكان أسوأ بكثير من الذي أنا أحكي عنه؟ هل صرنا في مكان أحسن؟ هل بدنا نتذكر هذه المرحلة بعد 4 أو 5 سنين وأرجع أعيشها بتفاصيلها مثلا؟! أوتجاوزتها وهذه الصدمة بدنا نعيش معها. عارف؟ في كثير أسئلة، يعني أحبّ أعطي دائما مثال على هذا الموضوع، بعد الحرب العالميّة الثانية طلعت حركة سينمائيّة في إيطاليا أسموها الواقعيّة الجديدة الإيطالية، طلعوا مجموعة من المخرجين الذين أحبّوا يحكوا عن حالة إيطاليا ما بعد الحرب، كلّ دمارها الفيزيائي والاقتصادي والناس المنهكة، أحبوا يحكوا هذه القصص وقالوا هي البلد أصلا مدمّرة وجاهزة، يعني المواقع جاهزة. تعالوا نحكي قصص إيطاليا ما بعد الحرب، وأنا بالنسبة لي أفرزت هذه الحركة مجموعة من أجمل أفلام السينما على مرّ العصور بالنسبة لي. طبعا أفلام بسيطة يعني إنتاجيا ومعظمها أبيض وأسود وهكذا، وفي منها كثير أيضا مصوّرين بممثلين ليسوا من نجوم الممثلين. يعني أنت ما بدك نجوم يمثّلوا، يعني كانت الحالة إنه الناس العاديين هم يمثّلوا، الناس التي فعلا عاشت وانطحنت في هذه الحرب وهي تمثل. فأيضا لها هكذا نوع من المصداقيّة والعفويّة الخاصّة فيها يعني. فعملوا مجموعة هذه الأفلام. مين أكثر ناس لم يحبّوا هذه الأفلام لما طلعت؟ الشعب الإيطالي نفسه! لأنه بعد ما طلعوا من هذه الحرب كان آخر شيء بدهم يشاهدوه هو إعادة اجترار لقصص من الحرب، كرهوها كثير، الآن صارت تعتبر كلاسيكيّات السينما تبعتهم، ويعني الآن تعاملوا معها بشكل آخر، لكن يعني في لحظتها؟ وعلى إيش كان أكثر إقبال في تلك الفترة في السينمات الإيطالية؟ على السينما الأمريكية التجارية جدا؛ لأنه الناس كانت بدها تبعد عن واقعها، بدها تشاهد شيء ثاني، بدها تغيّر جوّ، فهذه   الحالة وأظلّ أتذكّرهم لأنه هذا أيضا يقول لك عن إنه مرات صانع الفيلم أيضا يكون عنده نوايا رائعة جدا، لكن الجمهور مزاجه وحالته النفسية بمكان ثاني تماما، فأنا بدي أعمل فيلم الآن عن ما يحدث! طيب، بعد 4 أو 5 سنين هل أنا متأكدة إنه أهل غزة نفسهم رح يحبّوا يحضروا هذا الفيلم؟ لا أعرف، ما عندي جواب صراحة.

 

أحمد البيقاوي: [01:44:47.58]
كثير ملفت ما تقولينه! يعني وأيضا يفسّر لماذا ممكن الناس أيضا من مكانثاني تضوج لما حدا يكتب، مثلا كان في كاتب روائي أيمن العتوم كتب رواية وقت الحرب، وهو أيضا الرواية تحكي بسياق الحرب يعني، لم يتسنّ لي أن أقرأها، لكن رأيت الهجمة الكبيرة عليها بمجرّد إنه الناس ما بدها ينكتب الشيء، وصار في ضجيج حواليها بأرضيّة إنه أنتم تتاجروا. وأنا أعتقد النقاش ليس نقاش متاجرة، لأنه إذا بدنا نتطلع من يتاجر ومن لا يتاجر أو من يترّبح..

 

أحمد البيقاوي: [01:45:23.13]
ايش تعملي أنت؟

 

ليلى عبّاس: [01:45:24.12]
أنا طلع عندي بلالين لكن مش أنا أبدًا.

 

أحمد البيقاوي: [01:45:28.32]
عيد ميلاد مين؟ هههههه.

 

ليلى عبّاس: [01:45:29.10]
مش عارفة، أبدًا مش أنا المسؤولة.

 

أحمد البيقاوي: [01:45:33.45]
أعتقد أن الناس أصلًا بالنسبة لها كانت ردة فعلها أو وصف الرجل بالمتاجرة، لأن هنالك واقع، كيف أنّك تقولين لا زلنا نعيشه، فلا نتخيّل أنه يمكننا رؤيته في مسلسل، أو في مخيّلة، ولا حتى في بودكاست يعني. واحدة من ردود الأفعال التي كانت على واحدة من الحلقات لديّ، أنه كان هنالك هجمة لأنه مجرد نقاش شيء الناس تعتقد أو ترى فعليًا جزء من إيمانها أن هذا شيء مؤقت، سوف يمرّ فعليًا، فأتخيّل أنه نعم جدًا ملفتة فكرة أنه بعد 4 أو 5 سنين يمكن للناس أن تستوعبه، لكن لحينها هل أنت تكونين عارفة ماذا تريدين أن تعرِضي بعد أربع أو خمس سنين؟ وأنت هكذا دائمًا تفكرين حينما تريدين عمل فيلم؟

 

ليلى عبّاس: [01:46:18.79]
لا

 

أحمد البيقاوي: [01:46:18.79]
 أن موعد نشره يكون بعد أربع أو خمس سنوات؟

 

ليلى عبّاس: [01:46:21.85]
نعم، للأسف. أنت عارف ما هي الخطورة أيضًا في هذا الشيء ودائمًا أقوله؟ إنه مرات أنت، أنت نفسك ألم أقل لك أنّ مدة هذا البودكاست سنتين وبعدها يصير منتهي الصلاحيّة بالنسبة لي. نفس الشيء أنت كإنسان؛ أنت من هنا لـ 4 أو 5 سنين أنت يعني تتغير كثير، اهتماماتك، هواجسك، قصصك، فأنت مرات هكذا "you get stuck / تتعثر" تبقى معلّقا في مشروع، تشعر أحيانًا إنه أنت كبرت أكثر منه المشروع هذا. فهذه هاي كمان من الإشكاليات. الآن في ناس أسرع مني في السينما. لا أقصد هذا، لكن يعني في ناس أسرع. ليس لأنني كسولة (إنتاجيًا). لا، لأن بناء كل الشيء التمويلي، وهذا بالنسبة لي. يعني أنا والمنتجين مررنا بظروف يعني ليست سهلة كيف نبني تمويل الفيلم. يعني لم يكن سهلًا بالمرّة يعني، لا أعرف الفيلم القادم يأخد أقل يمكن لكن انظر حتى، أنا أنظر على إيليا سليمان يعني إيليا سليمان في العالم كله صار يعني اسم سينمائي كتير هام يعني لا يقدر يعمل أفلام أكثر بإيقاع أسرع بكتير من هيك. كل 5-6 يطلع فيلم يعني.

 

أحمد البيقاوي: [01:47:43.69]
كأنه أيضًا مرتبطين بأناس او شركات تجبركم أن تضلك تسعين وراء الكاميرا تلك، بالمعيار ذاك. وهذا فعليًا. يعني اذا انت تحكي لي الفيلم 4 او 5 سنين. انا أعرف ان العمر الافتراضي للكاميرات في التلفزيونات 5 سنين فانت عم تحكي لي، ممكن أن تصوري الفيلم بالكاميرات الاكس بعد فترة فعليا تكون يعني انتهى عمرها الافتراضي يعني.

 

ليلى عبّاس: [01:48:15.02]
لا. هو انت ما بتصور وتمكث 5 سنين! انت تنتظر 5 سنين إلى أن تصوّره. يعني التصوير في المراحل النهائية يعني طريقة الافلام انك تكتب القصة اولًا، وبعد ذلك تبحث عن منتجين يدخلوا معك في المشروع، تلاقي المنتجين. ثم انت والمنتجين تخوضوا رحلة البحث عن تمويل للفيلم وهذا يأخذ الوقت، ويطلق عليها في الإنجليزية "جحيم التطوير" وهذا المصطلح ليس من عندنا. طالع من الدول التي عندها صناعات وعندها صناعة سينما. وهذه المرحلة تأخذ وقتًا كتيرًا وبتحاول تموّل الفيلم. ومرات كتير يفشل المشروع لأنك لم تنجح في إيجاد التمويل. وهكذا. فبعد أن تقطع سنتين ثلاثة اربعة حسب، وصار عندك تمويل. وقتها تدخل تصوير ثم مباشرة في العمليات بعد ذلك، مونتاج وصوت وهذا، وخلص تسلك الأمور. يعني اذا بدأت تصوير إجمالًا تسلك الأمور، لكن هي فترة انتظار إنّك انت تفوت على التصوير.

 

أحمد البيقاوي: [01:49:29.28]
اوك لماذا تحتاجون تمويلًا كبيرًا، وبإمكانك عمل فيلم بتمويل أقل؟

 

ليلى عبّاس: [01:49:34.29]
اه هذا السؤال هذا السؤال أشكرك عليه..

 

أحمد البيقاوي: [01:49:37.23]
وانت فعليا بحوارنا بحوارنا هذا. يعني وضعت ضغط على حالك أكثر انه كان في عندك نقد للرأسمالية. لوجهات كثيرة سواء بأعمالك بحياتك بنمطك. لكن الغريب لي صراحة بكل حب يعني، غريب إنّك تحكي لي على طاقم من المانيا. وأنا دائما كان في عندي نقاش على إنه في البلد. لماذا لا نتطور؟ لأننا نأتي بأناس من الخارج. اوك. وأعتقد في خامات تحتاج لفرصة ما او لقصة ما. وشيء ثاني مرة ثانية، حين كنت أحكي على الكاميرات انتم تضعون معايير بصرية تنافس على مستوى عالمي. لكن نحن نعرف انّ الذين في هذا المجال "صنّاع الأفلام" الذين عندهم قدرة عاليه على المواكبة. هم جزء من سلسلة مربوطة بالإعلانات، مربوطة بدور العروض، مربوطة بعائدات العرض، ففعليًا في شيء هناك منسجم مع حالة نحن بعيدون عنها. يعني أنت تُدهسين فيه فقط طوال الوقت أشعر ان هذا الفيلم كلفني مبلغًا وقدره. وأشعر بغضب من داخلي إنه حين الناس تريد عمل فيلم تبحث على شركات. او يعني كبريات الشركات التي تدعم الفيلم تدعم الفكرة. قبل أن نبدأ بإنضاج الفكرة بالاساس. لانه من غير المصاري الكثيرة لا نعمل فيلمًا.

 

ليلى عبّاس: [01:51:09.85]
صحيح صحيح. هذا سؤال جدًا جدًا مهم وجوهري فعلًا في كل فكرة السينما. انظر، السينما من يومها وكأنّ هناك طرفين يشدّوا فيها، طرف فن، وطرف تجارة. وهي تضيع بين الطرفين. أو تُشد لهنا مرات أكثر ومرات لهناك أكثر. لكن الذي يجب أن ندركه بغض النظر أنا أريد أن أدخل في صناعة السينما وأتعمق فيها، أم فقط أكتفي بالمشاهدة من بعيد. الاثنان يجب أن يكونا على وعي تامّ بأن السينما، صناعة وتجارة. وأنا لو هذا كنت على وعي به منذ زمن، والله كان كل هذا الحقل ابتعدت عنه، لأني لم أكن مدركة، تدخل بسذاجة ورومانسية أنك تُحب هذا الشيء وتريد أن تعمله. تكتشف لاحقًا أن هناك أشياء كثير، في مستنقعات بالأسفل.

 

ليلى عبّاس: [01:52:32.86]
فالفكرة إنّه هي تجارة وهي صناعة. صناعة أنا أتحفّظ أن اسميها صناعة بفلسطين، ليس عندنا مقوّماتها كصناعة. الصناعة هي عجلة انتاج وفي بشكل مستمر وفي ناس قادرة تعتاش منه طوال العام. هذه إذا تريد أن تقول صناعة سيكون هكذا شكلها يعني. الآن، من هم الناس الرواد؟ كثير أقواس حولها. في السينما عالميا. من العشرينات لغاية اليوم الذي يكتسح سوق الإنتاج العالمي في السينما. امريكا/ هوليوود. امريكا بالتحديد يعني لا أريد أن أدخل كثيرًا بتاريخ السينما لكن بدأت السينما اكثر كاختراع فرنسي لطيف فنّي. وكانوا الأخوين لوميير هم الذين بدأوا يعملوا الأفلام الأولى. الأولى. الأولى. التقطوه طبعًا في أمريكا وهو كان بالتوازي يعني أيضًا كان باميركا بدأت إنتاجات تفكير بالكاميرا السينمائية. وتوماس اديسون كان من الناس الذين اعتبروا انّ براءة الاختراع للسينما تعود له. ويعني كان في قصة وأي حدا يحاول يعمل سينما ثانية يعني كاميرات تصوير وهكذا كان سيقاضيه اديسون. نحن نعرفه أنه الشخص اللطيف الذي اخترع اللمبة وهكذا، لكن لا، كان يعني في شر، في شر عنده كان، أيضًا فهي من البداية كان يعني كان واضح للناس انّ هناك شيئًا تجاريًا هائلًا في هذا الاختراع الذي اسمه السينما.

 

ليلى عبّاس: [01:54:23.16]
فالذي أريد أن أقوله ان امريكا.. طبعًا فرنسا كانت داخلة بقوة بعد الحرب العالمية الاولى، فرنسا كان وضعها صعب، وبالتالي فقدت الصدارة بأن تكون من الدول الاساسية في صناعة السينما، وامريكا هي التي تولت الصدارة، وأخذتها امريكا ولليوم لم تُعدها. امريكا اشتغلت في السينما بطريقة يعني فكرت بالسينما بطريقة صناعة متكاملة وأخذت افكار هنري فورد (خط الانتاج) أي كيف تزيد الانتاجية بشكل كبير في المصنع؟ في المصنع كيف تزيده؟ تُحضر كل شخص يشتغل شغلة معينة. اذا انت تُركّب باب السيارة ستبقى كل يوم انت الذي تُركّب باب السيارة. إذا ذلك الشهص يضع البرغي في المحل الثاني. هو كل يوم سيعمل ذلك. كل واحد له عمله، لا أحد يدخل على شغل الثاني. هذه هي فكرة خطوط الانتاج التي يستخدمونها في المصانع، وحتى تقدر تعمل "إنتاج كبير" أخذوا نفس الفكر هذا، وبكل صراحة ليس أنه شيء مخبأ. لأ نحن أخذنا فكرة كيف تصنع السينما من استوديوهات الخاصّة بصناعة السينما استوحت من هنري فورد فكرة خطوط الانتاج، واشتغلت هوليوود بهذه الطريقة. انت كاتب تبقى طول السنة قاعد تكتب، لا تعمل شيئًا آخر، إيّاك أن تفكر بأن تصير مخرجًا. هذا ليس عملك. أنت تحمل الضوء، انت تحمل الضوءكل حياتك تصير خبيرًا في حمل الضوء وتشغيله، وكل هذه الأدوار مرسومة بعناية، وكل واحد، وكأنها آلة وكل واحد فيها هو برغي، أو شيء في هذه الآلة عليها أن تشتغل وتنتج. هذه هي صناعة السينما بشكلها التجاري البحت.

 

ليلى عبّاس: [01:56:37.63]
والتجاري، الهدف منها ان تُخرج أكبر كمية ممكنة من الارباح من هذا الشيء الذي اسمه سينما. هذا نموذج. الآن هذا النموذج يتطوّر باستمرار ويطوّر حاله باستمرار مثل الأسلحة مثل الادوية مثل الصناعات الكبرى.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:01.18]
بنفع أوقفك هون واسألك الغاية. الغاية حتى هذا المستوى هو تطوير جودة السينما أم زيادة بيع الشركات المنتجة للاضاءة والكاميرات والمعدّات العظيمة التي بالكاد تقدرون على مجاراتها؟!

 

ليلى عبّاس: [01:57:17.26]
مثل كل شيء ثاني مثل تليفونك "آبل" الذي له عمر افتراضي ويخرب بعدها، ليس لأنه تلِف لأنه مصمم أن يكون عمره هكذا كي تشتري واحد جديد. نفس الفكرة. التقنيات تتطور وهكذا، الآن تتتطور، وأيضًا لا أقدر أنها تتطوّر.

 

أحمد البيقاوي: [01:57:35.27]
لا لا، اسمحي لي، هناك فارق. بالسياق الذي تتحدّثينه عن "صناعة السينما" تمام؟ هنا نحن نحكي على اتصالات، شيء مختلف، وهنا فقط أنا أحكي انه في شيء طوال الوقت يتم تطويره بالأكثر لزيادة ورفع جودة السينما والصورة والصوت أو بالأكثر فعليًا هناك شركات تنتج طوال الوقت، تُطوّر أكثر المعدّات لتدخل أرباح أكثر؟

 

ليلى عبّاس: [01:58:08.69]
الاثنان. الآن طبعًا كل الشركات تحاول أن تطوِّر حاليًا يعني. اسمع يعني كنّا  نشاهد HD وسعيدين، خرجوا لنا بـ 4K الآن صار في 8K عرفت كيف؟ هم أيضًا مثل كل شيء يا جماعة مثل كل شيء.

 

أحمد البيقاوي: [01:58:26.67]
أنت لماذا يجب أن تُواكبي؟ لماذا يجب ذلك؟

 

ليلى عبّاس: [01:58:31.14]
انا يجب اقول لك لماذا سأواكب. نحن سابقًا كنا -نرجع للتلفون القديم الذي كنا ماشيين فيه منيح. يعني اعتبرناه جميل جدًا. صرعة ممتازة. اول ما طلع، الآن يعني صار كثير بدائي. مرة أخرى نفس المثال. كنا نشاهد التلفزيون بعدين صار يجب أن يكون الوضوح أعلى. بعدين أعلى، بعدين لازم أعلى. الآن لماذا انا يجب أن أواكب؟ بإمكاني أن لا أواكب. لكن ما الذي صار عالميًا؟ نحن اليوم نشاهد.. الآن في ناس كثير مثلا في المجتمع الفلسطيني يحضرون ماذا؟ يحضرون نتفلكس. صح أم لا؟ نتفلكس في أي تقنيات معمولة؟ بأي ميزانيات معمولة؟ بميزانيات عالية كثير، وبتقنيات عالية كثير، وكل البلاتفورم كذلك. طيب أنا ليلى ليس عندي كل هذه الإمكانيات. انا أريد أن اعمل شيئًا بإمكانيات كثير بسيطة. أول شخص لن يُعجبه شغلي وسينتقده. وعلى فكرة انا أحكي أكثر عن السينما الروائية. تمام؟ الوثائقيات دائمًا نسامحها أكثر، بأنه هي كاميرتها تهتزّ أو ليست أحسن كاميرا أو ليست أحسن صوت. الوثائقيات تختلف. اذا أريد أن أحكي عن سينما روائية أو دراما أو مسلسلات تلفزيونية لا تقدر أن تسامحهم اليوم حين تشاهدهم. لأن حضرتك يا احمد بيقاوي أنت جالس في البيت، معظم أيامك تشاهد نتفلكس بالتقنيات العالية جدًا جدًا بالتصوير والاضاءة والديكورات والمؤثرات التي تكلف آلاف الدولارات، وصار هذا المعيار عندك، ثم تأتيك ليلى عبّاس وقد أنتجت فيلمًا بسيطًا بتقنيات بسيطة وتأمل أنّ قصتها وصدقها في القصة سينال إعجابك يا أحمد بيقاوي. لن ينال إعجابك. أنا أقول لك، لأجل ذلك..

 

أحمد البيقاوي: [02:00:39.94]
لا. سينال إعجابي.

 

ليلى عبّاس: [02:00:40.12]
لا. ليس بالضرورة.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:41.80]
احكي لك لماذا؟ أول شي نتفليكس. شوي. الآن نأخد هيك بينج بونج(كرة طاولة) نعملها أنا واياك.

 

ليلى عبّاس: [02:00:48.37]
تفضل. اوك.

 

أحمد البيقاوي: [02:00:49.42]
اول شيء أعتقد نتفليكس لحالها بحد ذاتها، أنت أخذتها يعني انتاجات نتفليكس شيء والانتاجات التي تشتريها نتفليكس من المنتجين المحليين في البلاد هي متعددة فعليا الجودة. هذا واحد. بقدر احكي لك مثال انه حين عُملت قصة بابلو اسكوبار (ناركوس) نتفليكس اشتروا مسلسل عن بابلو اسكوبار كولومبي، إذا تقارني الجودة بالجودة تلاقي الجودة في الأرض، هو شيء يشبه كيف صورتِ فيلم او عمل ليلى فعليًا المتواضع جدًا بالإمكانيات البسيطة، ولكن حاجة الناس لرؤية الشيء المحلي فعليًا (الكولومبي) جعلت هذا المسلسل يتصدر رقم 2 بعد ناركوس هذا واحد. النقطة الثانية أعتقد انّ مقارنتك ما بين الاعمال الوثائقية والتفرقة التي عملتيها بين الوثائقية والروائية أعتقد انّه في شيء غير عادل، انت هكذا قفزت عنه، بمعنى انّ هنالك جهات متعددة مصرة أن تنتج افلام وثائقية بالمرحلة التي قدرت ناس محددة تعمل، مثلا كانت تدفع على الدقيقة 1000 دولار و2000 دولار، طلعت ناس صارت تنتج افلام بـ 5000 دولار، وحققت نتائج ووصلت، وهنا في كثافة إنتاج، في كثافة عرض أثّرت على ذائقة المشاهد الذي تتكلمين عنه.

 

أحمد البيقاوي: [02:02:16.93]
بمعنى إنه أحمد البيقاوي بالنتيجة تقولين لي لن يُعجبك العمل! لا. أنا سيُعجبني العمل لكن أكون أعرف ان هذا مسلسل كولومبي إنتاجه هكذا. مستوى الانتاج في كولومبيا هكذا. لا أتوقع أن يكون نتفلكس. نفس الشيء حين أحكي على تركيا، أقدر أن أفرّق بين عمل موجود من شركة من كبريات الشركات، وفي شركة ثانية اقلّ جودة. وذات الشيء ليلى على فلسطين بالافلام القصيرة. اذا أردنا أن نخرج فعليًا من سياق المنافسة عالية المعايير، أقدر أن اقول ان هذا فيلم انا آتٍ لأشاهده وأعرف فعليًا انه انتاج محلي انتاج من شخص عمل 1-2-3-4-5. انا أفكر ان هناك شيء. وهون اسمحي لي بأن أعارضك. نتيجة المواكبة، مواكبة المهرجانات، مواكبة دور العرض، مواكبة شيء يشبه أيضًا حين تذهبين على مهرجان ما، ماذا سترتدين، كيف ستعملين الميك اب؟ كيف ستصففين شعرك؟ مين سيصمم ما سترتدينه؟ هذا شيء أيضًا جزء من الحوارات تكون داخل مساحات ليس بالضرورة فعليًا الكل يواكبها او الكل يلاحقها. وانا ليس عندي مشكلة مع المواكبة. انا عندي مشكلة حقيقيّة مع انه لم يعد بمقدورنا إنتاج فيلم إلّا إذا كان عندي 100 مليون. يعني فعلًا مشكلة يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:03:45.33]
تمام. يوجد شيء جميل في الذي تقوله.

 

أحمد البيقاوي: [02:03:50.07]
شكرًا الله يخليك.

 

ليلى عبّاس: [02:03:53.67]
لكن انظر في أنا يعني التقنيات الحديثة هذه طلعوا لنا بكاميرات. انا وانا بدرس كانت طالعة dslr camera الصغار التي تصوّر بجودة عالية، وأنّه الآن يقل كثير الفارق هكذا أفهمونا، ما بين انه يكون عندك كاميرا اليكسا من الكاميرات المهمة. وبين انه تكون صانع فيلم صغير ومعك كاميرا بتعطيك جودة اجمالا عالية ليس سيئة يعني. هذا لم يكن متاحًا ابدًا في الثمانينات والتسعينات بالمرة. جاءت التقنيات الأحدث، والتي هي بالنسبة لي أعطت يعني إمكانية لعدد غير قليل من الناس ان يستخدموا هذه التكنولوجيا الحديثة حتى يقدروا يعملوا. يعني صار في دمقرطة اكثر لمن يقدر أن يعمل سينما؟ يعني الآن انا واياك نشتري كاميرا ومايكروفون، ونقدر نعمل ونحضر أصحابنا، بإمكاننا أن نعمل فيلم، نقدر. تقنيًا ممكن، وعلى اللابتوب الخاص بك تُحمّل السوفت وير (برامج) المونتاج ونقدر. حلو كثير هكذا، والحياة وردية. الآن يجب أن تخرج البالونات. فنظريًا صحيح، وممكن. وبعد ذلك كل كم سنة في المهرجانات يخرج لك عمل معمول بميزانية يعني "بلا ميزانية" كثير صغيرة، ويبهر النُّقاد وهكذا، ويبُثّ الآمال مرة أخرى لدى صُنّاع الأفلام أينما كانوا، بأنّه ترون يا شباب؟ بأقل الإمكانيات بإمكاننا أن نُنتج فيلمًا مبهرًا، أو فيلمًا مؤثّرًا، أو يصل حتى لمهرجانات مرموقة! كل هذا الكلام كثير حلو!

 

أحمد البيقاوي: [02:05:59.14]
يحلي أيامك ماذا تريدين أن تقولي لي؟

 

ليلى عبّاس: [02:06:00.97]
الله يخليك.

 

أحمد البيقاوي: [02:06:01.99]
لماذا قاعدة فعليًا يعني؟

 

ليلى عبّاس: [02:06:05.32]
كلام جميل!

 

أحمد البيقاوي: [02:06:05.47]
اه اه تفضلي. طيب لماذا تخفّضي توقعاتي فعليًا من الشيء الذي تريدين قوله لي؟ قوليي لي إيّاه حتى نرد على بعض.

 

ليلى عبّاس: [02:06:12.79]
نظريًا صحيح وحلو. عمليًا في 90 في المئة من الحالات لا تطلع النتائج مثلما تريد. وهذه المشاريع لا ترى النور. أو ترى النور..

 

أحمد البيقاوي: [02:06:22.42]
مين أنا؟ عشان نتفلكس تشتري؟

 

ليلى عبّاس: [02:06:27.85]
صانع فيلم.. صانع فيلم.

 

أحمد البيقاوي: [02:06:29.74]
اوك لأجل ماذا؟ يعني بالنسبة لي الآن أحكي كسينما فلسطينية بهذا السقف. اذا نحكي على مين؟ على على انه نتفليكس تشتري فيلمي او لا، هذه قصة ثانية. أنا لا أناقش نتفليكس تشتري.

 

ليلى عبّاس: [02:06:42.49]
طب سؤال سؤال بلاش تشتريه نتفلكس. انت يا احمد عملت فيلم الآن. وبإمكانيات بسيطة وحلو. أين ستذهب به؟ انت احكي لي. أين ستعرضه؟

 

أحمد البيقاوي: [02:06:55.72]
لا أعرف تمامًا، لكنني أفكر في نقاش يمكن إسقاطه عليك رغم أنه بعيد قليلًا، على سبيل المثال، تجربتي مع أول فيلم استقصائي. في إسطنبول، كانت دور الإنتاج أو الشركات تبيع الدقيقة بألف دولار، لكنني استطعت كسر هذا النمط. فاحتكاكي المستمر بالشركات الكبرى في مجال الإنتاج جعلني مطَّلعًا على التطورات المواكبة طوال الوقت. لذلك، قررت أن أصور فيلمًا أو أُحقِّق في قضية عمر النايف، فشغلت الكاميرات داخل المنزل، ونشرت الفيديو على يوتيوب و فيسبوك. في النهاية، أحدث ذلك تغييرًا، وأعاد القصة فعليًا إلى الصدارة، وأصبح هنالك نقاش حول التحقيق وغيره، وقد حقق الغاية المرجوّة منه. ما أحاول قوله هو أنني وثّقت عند نشر الفيلم رواية مغايرة للروايات التي كانت سائدة. وأنا مدرك أن هذا في سياق مختلف تمامًا، وأنا لا أتحدث عن يوتيوب تحديدًا، رغم أنني أعتقد أنه سيدخل قريبًا في هذه المجالات. لنخرج من سياقك الحالي، والذي تدخلينه بكل تفاصيله. الآن، الشيء الذي تغيّر في عالم الموسيقى ليلى في مرحلة ليست ببعيدة جدًا، كانت "روتانا" هي المسيطرة، وكنا نسمع أغاني بجودة مختلفة، لكن عند تشغيلها على نظام صوت ندرك أن الجودة ليست جيدة كما اعتدنا عليها مع ميلودي، مزيكا، أو روتانا التي كانت تقدم إنتاجًا بجودة صوت جدًا عالية. ومع ذلك، كان الناس يحبّون أيضًا سماع الأعمال المحلية، والتي عُرفت لاحقًا بأسماء مختلفة مثل: "بديلة"، "أندرجراوند"، وغيرها من التصنيفات والأوصاف والمسمَّيات التي تغيرت لاحقًا. الآن، مع دخول "سبوتيفاي"، أصبح لكليهما ذات الجودة، لكن الآن إشكاليتي الحقيقية هي أن هذا التطور لم يحدث في السينما. عندما ننظر إلى السينما خلال السنوات الأخيرة، فلا يحدث فعليًا أي تطور. مما يترك ثغرة في هذه المساحة. مثلًا، في تجربة "أفلامنا" المنصّة التي يمكنها أن توفر ذلك، لكنها تظل مجرّد مساحة عرض أكثر من كونها تغييرًا حقيقيًا. برأيي، المشكلة تكمن في أن صانعي الأفلام الفلسطينيين يهتمون بالمهرجانات التي سيعرضون أفلامهم فيها أكثر من أن يعرضوها في رام الله أو طولكرم مثلًا. كما يهتمون بالمشاركة في الجوائز أكثر من التركيز على أمور أخرى. أنا أعتقد أن هذا هو النقاش الحقيقي الذي يجب خوضه؛ لأنه يُمكِّنك من مواكبة التطورات، والانتقال إلى مرحلة إنتاج الرواية الفلسطينية بجودة عالية، مثل التصوير بدقَّة 8k، ثم القول: لأ أنا كرواية فلسطينية وقصة فلسطينية، أريد أن أخترق العالم بهذه الجودة(8k). لمَ لا ؟! وهم ليسوا أفضل منا، هم لديهم الإمكانيات، ونحن كذلك. الأمر يشبه امتلاك سيارة جي كلاس، فإن كانت بحوزتهم، فهي بحوزتي أيضًا، بالمناسبة.

 

ليلى عبّاس: [02:09:44.10]
مم. يعني كثير كثير طرحت نقاط حلوة. يعني كل وحدة تستحق ان نقف عندها صراحة. هات نفككهم قليلًا. اول شيء دخلنا بالمهرجانات وهذا يعني أريد أن أحكي فيه لا أريد أن أنساه.

 

أحمد البيقاوي: [02:10:05.92]
تريدين أن تحكي بحب أم بحقد على المهرجانات؟

 

ليلى عبّاس: [02:10:11.05]
مممممممممم. لا أعرف. انا سأقول وانت تقول في الآخر تقيّمه حقد أو حب. انظر احمد. انا بالنسبة لي أيضًا هذا حقل الافلام. لماذا أقول لك. يعني لو أنّي أعلم أن البحر عميق جدًا ما أبحرت. نرجع لموضوع الشيء الرأسمالي الكثير الموجود في هذا الفيلم. أنا سابقًا كنت مثلك أيضًا هيك أحب ان نقول لا. نريد ان نحاول ونعمل بالامكانيات الموجودة ونطلع بنتائج حلوة. وهذا لحد ما. يعني انا شخصيا يعني التجربة اثبتت لي انه لا يعطي النتائج المرجوة. هذا انا. ممكن حدا ثاني تزبط معه تمامًا. كل الاحترام لكل التجارب. انا شخصيا لم تزبط معي. أنا عرفت أعمل فيلم حين اكتملت عناصره. اكتملت عناصره المادية والتقنية. وإمكانيات إنك تسفّر أناس وتحضرهم. وإمكانيات أن توفّر أجهزة معينة. وحين اكتملت العناصر عرفت أعمل فيلم بصراحة. وعملت أعمال من قبل بإمكانيات بسيطة. قصيرة ووثائقية وهكذا. انا الآن لا أقدر أن انظر عليهم. ليس لأنني كبرت عنهم. اوك هذا واحد. وأيضًا لم يأخذوا عملية التطوير الصحيحة ولا التنفيذ الصحيحة. وتعلّمت كثير منهم ان الاشياء يجب أن تعمل بشكل صحيح كي تطلع منيحة صح؟ كمان مرة صح؟ للأسف هي صح حسب مقاييس هذه الحرفة او الصناعة التي شئنا ام ابينا أحببنا أم لم نحب هي شيء مكلف جدًا جدًا جدًا. هكذا صممت هكذا خُلقت السينما. أقدر أقول اه نُحضر أصحابنا وجاراتنا وهذا وتعالوا نعمل فيلم. يزبط. لكن هل هو نفس الأمر حين يكون عندك الامكانية لإحضار الممثلين الذين تريدهم. ويكون عندك وقت لتدربهم ويكونون هم لا يشتغلون لأنهم ممثلون.

 

ليلى عبّاس: [02:12:24.92]
ينفع أنهم كل الوقت تشتغل معهم، وأن الأثاث هذا لا يعجبك، تحضر انت تبني أثاث بشكل الذي في رأسك يشبهه، إنك تسوق في البلد ويكون عندك امكانيات أنّ السيارة تتصور وهي تسير. تعرف هذا كم كان مكلفًا؟! أن تأخد هاتين اللقطتين أو الثلاث في رام الله! او تبقى متواريًا في البيت لأنه ليس عندنا الإمكانيات او ان تُعمل بالشكل الصّح يعني. الفكرة في الموضوع انه للأسف الشديد هذه صناعة مكلفة مكلفة مكلفة مكلفة. ولأجل ذلك كثير دول في العالم غير قادرة أن تحكي قصّتها، والقادرين أن يحكوا قصتهم ويعيدوا ويكرروا فيها ويحكوا فيها من كل جوانبها. هم الدول القادرة. هي الدول التي وضعها الاقتصادي يعني جيّد. وبالتالي في شيء غير عادل في العالم. في السينما طبعًا طبعًا. هل كل القصص التي تستحق ان تُروى، تُروى؟ لا بالمرة. في قصص في اميركا صرنا عاملين عن الحرب الاهلية 60 مرّة. عاملين لا أعرف ماذا 60 مرّة. بيرل هاربر 60 مرّة. كلهم يعيدوا ويجترّوا تاريخهم. كل رئيس له فيلمين. وهل هذا عدل؟ لا طبعًا ليس عدلًا. وأماكن في العالم تمامًا مظلمة سينمائيًا ليس فيها. أو فيها تجارب من التي تحكيها وتُغلق البوّابات أمامها وبالتالي لا تصلك أصلاً. لو الآن شاب في السنغال عنده كل الحب والشغف بالسينما، وعنده كاميرته الصغيرة وجمع أصحابه وعملوا هذا الفيلم. نحن نحكي على نتفليكس. انا من اكثر الناس الذين لا يُحبّون نتفلكس، لكن انت هذا الشاب الذي في السنغال وعمل فيلمه. أنت كيف سيصلك؟ كيف ستعرف عنه أصلًا؟ أين ستراه؟ على يوتيوب!

 

أحمد البيقاوي: [02:14:14.80]
كان في مواقع دائًما كان في مواقع موجودة يعني تعرفي الحمدلله على نعمة التورنت سابقًا!

 

أحمد البيقاوي: [02:14:20.80]
التورنت بالزمانات.

 

ليلى عبّاس: [02:14:21.91]
يعني صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [02:14:22.75]
لم ننسى انه كنا نشاهد فعليا ليس المشاهدات فقط على imdb او التقييمات. كنا نرى أيضًا الانطباعات الموجودة على فيلم ما فنعرف ان هنا فيلم يجب أن نشاهده، يعني فتح لنا آفاق كان في اختراق حقيقي، ليلى.

 

ليلى عبّاس: [02:14:37.90]
صحيح كان ممتاز هادا الاختراق صار اصعب هلأ وراح يصير اصعب اكتر كمان في المستقبل مع التقنيات اللي عم يمسكونا فيها يمنعونا نوصل للاشياء بس هادا اللي انا الفكرة انه احنا بدنا نفوت على يعني فتنا على صناعة من هذا النوع وبدنا. بدنا نقاتلها وبدنا نغير طريقة عملها. حلو ومحترم هادا الاشي.

 

أحمد البيقاوي: [02:15:04.81]
لا لا نريد ذلك. لا تسحبيني إلى هنا! لا أريد تغييرها. فعليًا لا أريد ذلك. كل ما أريده هو إنتاج فيلمي. أنا جدًا بسيط، أنت تأخذين الموضوع بمحل. انا لا أريد أن أغيّر الكوكب. جيّد؟ أنا أعرف ان هنالك مساحة ما. وبالنسبة لي كي أكون واضح، فخور جدًا سأكون بكافة أعمال (ليلى عباس) سواء الأشياء التي واكبت فيها ووصلت فيها أو فعليًا ما اهتمت ان تواكب فيها لأنها تريد أن تنتج. إشكاليتي أننا وصلنا اليوم لمكان يا إمّا أعمل عملًا بكافة المعايير والتمويل والملايين. يا إمّا لا أعمل. هنا انا صار عندي مشكلة. اما انا أحكي لك بشكل واضح، يعني بدأت "تقارب" عن بعد. لكن إذا فعليًا أنا أقدر أن ألاقي تمويل أو أزيد فعليًا الدعم الموجود من الناس، وأصير أقابل الناس وادعوك لعندي فعليًا لاسطنبول او آتي أصور عندك، أكون جدًا سعيد، لكن أن أتوقّف لأنه لا يتوفّر عندي تمويل، هنا يكون عندي مشكلة، وذاتها أسقطها عليك يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:16:07.07]
صحيح، نعم. سنظل في نقطة خلاف صغيرة هنا، بأننا مرة أخرى، نحن صنّاع الأفلام_وهذا يصلُني كثيرًا_ دائمًا دائمًا نُحمَّل هذا العبىء من ناس كثر بقولهم: "أنتجوا دون انتظار، فالتقنيّات صارت تسمح، أنتجوا ولا تتوقفوا." لكن صدقني أحمد أنا أكثر شخص يحب أن نعمل هذا الشيء. لكن هذا االكلام أسهل بكثير من تنفيذه وتحقيق نتائجه. وإذا أنت فعلًا تريد فيلم يشبه اللي انت بدك تعمله، فأنت مضطر أن تدخل في حلقة التمويل التي يجب الآن أن نحكي عنها، وعن التمويل. لازم نحكي عن المهرجانات في في هذا العالم السينمائي البائس. ناس كُثُر معها مفاتيح البوابات ولازم يفتحوا لك الباب حتى تقدر تدخل. الآن بدنا نفكر بطرق بديلة ومخترعة حتى نكسر هذا النمط الموجود والمهيمن. نعم جيد جيد. وكما تحدثت أنت عن أمور مثل منصّات تكسر سيطرة أصحاب البوابات اللي حاملين المفاتيح. أصحاب البوابات هؤلاء منهم تتم الجهات التمويلية والمهرجانات و المنصّات ومنهم حتى أيضًا المنتجين. يعني أنت لو عندك مشروع وبدك تحصل على تمويل فهذا ليس لأنك لا تريد، بل أنتَ لا تصبح غنيًا من الفيلم. بل تفقر بسببه صدقني. حقيقةً أنت تحتاج تمويل يكفي انه يطلع لك الفيلم تمامًا مثل ما انت بدك. وبالتالي تحتاج منتجين قادرين على جلب دعم من عدة أماكن. لكن أنت في فلسطين تمامًا صفر موارد! ما في عندك صندوق سينما وما في حدا من جماعتنا يمكن أن يقدِّر حقًّا ما هيّة السينما ومتطلباتها، وبالتالي يدعمها!

 

ليلى عبّاس: [02:18:17.71]
وأصلًا أنا كل مشكلتي مع المنظومة نفسها، يعني وشو بدها تدعم اصلًا كلها على بعضها! الأفضل انها ما تدعمني على الإطلاق. لكن الفكرة انه في بلدك ما في جهة للدعم، في البلدان الأخرى هنالك صناديق دعم أفلام. فأنت لو كنت صانع فيلم من بلد ثانية بتروح و بكون عندك صندوق في بلدك يعطيك الدفشة الأولى. بتصير تسافر بمشروعك في المهرجانات وأسواق الأفلام حتى وهو على الورق، تسافر فيه على الورق في البداية، بتروح وبتصير تشوف مين من الناس ممكن تشترك معهم بالمشروع. وهكذا، فيكون فلان وفلان كلهم قادمين من بلادهم وجايبين معاهم بدايتهم. يعني يكون هنالك بداية جيدة لانطلاقة الفيلم. بينما أنت قادم خالي الوفاض تمامًا. صفر اليدين بلا أي شيء، قادم من بلد حالته مزرية وغير آمن، و بالنسبة لمعظم الناس يعني مكان خطر، ولا تملك أي شيء، وجايب الورق خاصتك، تمامًا كاليتيم تكون حقيقةً. والآخرين جايين وبلدانهم دعمتهم. وبالتالي اليوم كل الأفلام إنتاجات مشتركة، يراك أحد من ألمانيا أو من فرنسا ويرى انه لديك مشروع ولديك دعم أولي، فينضم إليك في المشروع، وهكذا يكون مفتوح له المجال للعمل في بلده، اذا كان فرنسيًا فالمجال مفتوح له في فرنسا اذا هو ألماني فمفتوح له في ألمانيا. وهكذا تتم العملية وهكذا تُدار الإنتاجات المشتركة حاليًا، خاصًّة في الدول الأقل حظًا.

 

ليلى عبّاس: [02:19:51.97]
فتكون مضطرة لربط حالها بدولة أكثر حظًا حتى تتمكن من إنتاج الفيلم، ويمنحها إمكانية وصول للتمويل المتاح في أوروبا مثلًا. لأنه في فلسطين لا يوجد دعم، من العالم العربي هنالك تمويل لكنه محدود. وهكذا تدخل في هذه الدوامة وتخرج منها. وتحصل على التمويل الألماني، ولمكن عليك إنفاقه على الألمان. ولهذا يتم جلب طاقم تصوير من هناك، لأن جزءًا من شروط التمويل يفرض أن يتم الصرف على كوادر محلية. فلذلك كل عملية المونتاج التي تمت من التمويل الألماني حدثت في ألمانيا في استديوهات ألمانية خاصة لما بعد الإنتاج لأن الأموال التي تم منحها اياها تُنفق عندهم بكل بساطة. هذه هي الآلية. وفي النهاية، يظهر عندك أيضًا صاحب بوابة جديد وهو المهرجانات السينمائية؛ من سيقبل فيلمك ولماذا؟ وكيف تؤثر السياسة على ذلك؟ وفي أي قسم سيتم وضعه؟ وهكذا. بتصفي انك تشوف أين سينتهي المطاف بهذا الفيلم وأي مهرجان سيقبله. واذا كان المهرجان مهمًا ترتفع قيمة الفلم وصانعه، وإذا كان متوسط المستوى فبهذا القدر(أقل) تكون قيمتك وقيمة فيلمك. وإذا المهرجان متواضع أو لم يعرَض أصلاً في أي مهرجان أبدًا، فهذا أيضًا بالنسبة لناس كثُر يؤثر على فرصه في السوق، وهناك أيضًا جانب تسويقيّ مهم؛ عندما يُعرض بوستر الفيلم مزيَّنًا بشعارات المهرجانات التي شارك فيها، يكون هدفه أن يبيع الفيلم، وكأنما يُقال: "طالما كل هؤلاء الناس وكل هذه المهرجانات قبلوه فإذًا لا بد أنه يستحق المشاهدة وهكذا. الأمر تسويقيّ يعني ليس بهذه البساطة.

 

أحمد البيقاوي: [02:21:34.52]
متعب قلبك أنت.

 

ليلى عبّاس: [02:21:35.42]
مش حلو كتير والله متعب قلبي، عالاخر.

 

أحمد البيقاوي: [02:21:39.50]
متعب قلبك على الاخر يعني على الاخر. فعلًا أصدّقك لو كنت أعلم أن "البحر عميق ما أبحرت".

 

ليلى عبّاس: [02:21:46.04]
اه اه اه عن جد عن جد.

 

أحمد البيقاوي: [02:21:48.98]
انت أيضًا تحكي لي فعليا. يعني بشكل واضح ان فكرة السينما ليس انه في شاب اليوم طامح ممكن أن يصور بأدواته ويعمل فيلم. لا. ما حدا من الشباب يفكر يعمل هيك!

 

ليلى عبّاس: [02:22:06.71]
انا اظن عقّدت كل الشباب في هذا البودكاست. انا أعتذر من الشباب لا تسمعوا لي. ادخلوا وكوّنوا تجربتكم يعني.

 

أحمد البيقاوي: [02:22:14.51]
اه لا تسمعوا الحلقة. سأضع هذا التنويه في البرومو. على فكرة مثلما هو هكذا.

 

ليلى عبّاس: [02:22:20.30]
ليست لذوي القلوب الضعيفة.

 

أحمد البيقاوي: [02:22:22.07]
وأمر آخر أيضًا، فأنا أتوقع من خلال استماعي لكِ، ومن إصراركِ و إصرار غيرك على المواكبة والاستمرار فيها. فأعتقد أنّكم آخر جيل من صناع السينما في فلسطين، والله حقيقةً! يعني أرى أن التَّوجه القادم سيكون نحو الأعمال التجارية السهلة، فنحنُ نشهد اليوم اختراقات و ظهور نوعًا جديدًا من المحتوى. فعليًا يعني يقدِّم شيء مختلف، لكن بناءً على ما قلتيه؛ فهو جنون! جنون حقيقيّ. ومع ذلك، فلا أعتقد... فأنا أتابع الآن منصّات البث التلفزيوني عبر الانترنت(IPTV)، فكرة المنصة قائمة على البثّ الرقمي يُعرف بـ "منصّة ستريمنغ" حيث تُعرض المسلسلات والأفلام وغيرها. هذه المنصّات تكسر جزئيًا قاعدة احتكار السوق، مما قد يدفع صنَّاع و منتجي الأفلام الكبار إلى إعادة تنظيم هذا السوق، بحيث تصبح العلاقة أكثر مباشرة بين المشاهد والمنتج، فأنا أدفع النقود، مما يجعل العمليّة أكثر أفقية، كما هو الحال في مجال الإنتاج. دخول منصّات مثل: (سبوتيفاي) و(يوتيوب) قد يفتح السوق بشكل أوسع وأفقيًا أيضًا، لكنني لا أعتقد أن هذا الاتجاه  سيستمر. مشكلتي تكمن في _ولست متأكد إن كانت إشكاليتي_ أنَّنا نعوِّل كثيرًا على السينما، لأنها بالفعل وسيلة تعبير جدًا مهمة، والناس كثيرًا ما تتعاطى معها. والجمهور الفلسطيني يتفاعل معها على هذا الأساس. ومع ذلك، يعز على الواحد فعليًا أن هنالك عقبات لوجستية وإغراءات مالية،  ونحن مدركون، يعني تعرفين، أنت مديرة في مركز السكاكيني، ومنشغلة بصناعة الأفلام من جهة، ومع المنظمات الغير حكوميّة من جهة أخرى و.. فأيضًا هناك مشاكل تمويل تأتي من اتجاهين مختلفين، وأعتقد يعني أنّك تعبِّرين عن مساحتين مختلفتين. محبط صراحة. محبط جدًا. الواقع صعب.

 

ليلى عبّاس: [02:24:32.22]
مُحبِط لكن أنا لستُ محبَطة. لا أعرف لماذا يعني، مفروض أُحبَط يعني.

 

أحمد البيقاوي: [02:24:36.60]
لا انت لأنك عارفة، وعندك فعليًّا مفاتيح البوابات. يعني عندك أسماء الناس الذين عندهم مفاتيح البوابات طبعًا لن تكوني مُحبَطة. انا محبِط بالنسبة لي لانه صعب على واحد حالم ان يعمل شيء بعشرة آلاف دولار يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:24:52.39]
اه صحيح صحيح لكن أيضًا من يريد أن يدخل في هذا المجال ويخوض فيه، يحتاج صبر وجلد يعني. اه ليس بسرعة تصير الاشياء فيه. فالذي يُحب هذا الحقل. انا ليس هدفي اليوم أن أبعد الناس، لكن هدفي أن أضيء على بعض الاشياء التي ممكن أن تجعلك وأنت تدخل هذا المجال وتعرف صعوبة الشيء على الاقل تدخل وأنت تعرف ماذا ينتظرك يعني بوعي أكثر يمكن تدخل. انا لم يقل لي أحد هذا الحكي قبل أن أدخل هذا المجال يعني، وكان يجب أن اكتشفه بمفردي هذا الطريق الصعب

 

أحمد البيقاوي: [02:25:31.54]
اه فأنت تأخذين على حالك المسؤولية تحكي للناس لا تفوتوا.

 

ليلى عبّاس: [02:25:36.97]
يعني اه دائما أقول انا من يحب أن يعيش حياة طبيعية، ويريد أن يتزوج ويكون عنده عائلة ويكون عنده حياة إجمالًا فيها نوع من الاستقرار فليتجنّب هذا الحقل (السينما).

 

أحمد البيقاوي: [02:25:49.39]
لكن في شيء، المجال هذا بحد ذاته يسرق الناس. يعني اذا أريد أن آخذه وأخرج قليلًا من الإنتاج ونذهب باتجاه الفنانين لما تعملي "اختيار ممثلين" بالضرورة ستتعاطي مع الفنانين والفنانات من مناطق 1948. وفي نقاش هناك كثير يعني بتعلق بأنهم اشتغلوا بفيلم اسرائيلي، اشتغلوا بمسلسل "فوضى" أو ما اشتغلوا بـ "فوضى". كل هذا النقاش يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:26:12.46]
صح؟.

 

ليلى عبّاس: [02:26:13.57]
والغريب انه فعليًا في عندهم شيء دائما موجود، إنّه انا لازم اشتغل بالسينما الاسرائيلية او آخذ أموال من وزارة الثقافة الاسرائيلية، لأنه من غيرها انا لا أكون بارعة أو أنا لا أوصل لمحل، يعني الإشكالية انه نحنا ما في توقف لهذا الموضوع بمحل ما، فتحس انه في المهنة حتى من الناس المسيّسة او الناس الوطنية. تقع بهذه التفاصيل، وحين تنظرين عليها. العمل في المجال ما يزال مستمرًا. ما تزال الناس يعني صبايا وشباب يدخلون فيه ويرجعوا ويعيدوا إنتاج كل 3-4 أشهر أو كل سنة نقاش "فوضى" من أول وجديد. ونقاش وزارة الثقافة الاسرائيلية من اول وجديد وندخل على العرب او ما ندخل على العرب فأحس في شيء لا يتوقّف أيضًا لكن إنّه في خطأ مستمر. يعني وأعتقد انتِ تواجهينه لأنه حين تريدين أن تعملي "اختيار ممثلين" مع من ستعملين؟.

 

ليلى عبّاس: [02:27:06.87]
يعني الآن لا أعرف لماذا هكذا تشاء الأقدار انّ معظم الممثلين موجودون بالداخل.

 

أحمد البيقاوي: [02:27:16.29]
لانه في وزارة ثقافة اسرائيلية. ليلى.

 

ليلى عبّاس: [02:27:20.52]
اه.

 

أحمد البيقاوي: [02:27:21.78]
لأنه في مصاري يعني في شغل.

 

ليلى عبّاس: [02:27:23.88]
مممممممممم.

 

أحمد البيقاوي: [02:27:25.11]
بشكل واضح يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:27:26.04]
ممكن.

 

أحمد البيقاوي: [02:27:26.43]
لازم نحكي هيك يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:27:28.35]
اوك. طيّب.

 

أحمد البيقاوي: [02:27:29.10]
لا عنجد هو هكذا صح. توافقينني؟

 

ليلى عبّاس: [02:27:31.86]
اه يعني. اه اه هناك في مجال ان تعيش كفنان. يعني هناك في مجال تعيش كممثل وهذا، في عدة أماكن تقدر تشتغل فيها. صحيح؟

 

ليلى عبّاس: [02:27:46.61]
أفكر اذا في اسباب ثانية أيضًا وفي على فكرة هناك في جامعات ومعاهد تُدرّس سينما وتمثيل ومسرح. فأنت يمكنك أن تأخذه بشكل اكاديمي اكثر من عندنا يعني وتمتهنه. وهذا الحكي من قبل يعني من زمان. اه عندنا جديد حاليًا صارت بعض الجامعات تُدخل موضوع السينما. لكن قبلها كان لا، فهذا سبب يعني مهم. اوك. اه اول شيء

 

أحمد البيقاوي: [02:28:16.61]
وربما أيضًا يكون الأمر أكثر انفتاحًا، أقل ضغطًا على مستوى فعلي. فكل التفاصيل التي حكينا عنها مقتلة في مكان آخر. القدرة على السفر، القدرة على الاحتكاك بجوانب مختلفة؛ برلين وغيرها من العوامل التي تتيح لك أن تكوني جزءًا من شبكة مجتمعيّة أوسع يعني.

 

ليلى عبّاس: [02:28:36.99]
نعم صحيح، وهنالك ربّما درجة انفتاح أكثر أيضًا فيما يتعلق بالممثلات النساء، حيث يحظَين بمساحة أوسع تمكّنهن من التحرك والعمل هناك، مع تقبُّل اجتماعي أكبر في المحيط. وهذا بالتأكيد يلعب دورًا مهمًا. أما بالنسبة لموضوع الفوضى وكل ما يتعلق بها، فبدايةً أود أن أوضّح شيئًا بكل صراحة ووضوح؛ عندما جلست مع مديرة اختيار الممثلين في فيلمي، كان هناك معيار أساسي لا نقاش فيه: بأننا لن نأخذ أي شخص سبق له العمل في فوضى على الإطلاق. في الحياة، هناك أخطاء يمكن غفرانها، ولكن هناك أمور لا يمكن التغاضي عنها. فيؤسفني  القول بأن الفوضى لا تغتفر. وبالطبع هنالك منهم أشخاص جيدون شاركوا، ولا أعلم كيف انزلقوا هذا المنزلق حقيقةً. البعض منهم قد عاتبتهم بشكل شخصي فكان تبريرهم بأنه لديهم مسؤوليات حياتية: "احنا لازم نعيش". أنا لدي عائلة، فواتير، والتزامات مادّية.. لكن كان ردّي ببساطة لذلك الشخص: "طيب إذا كان المبرِّر لكل شيء تأمين لقمة العيش فسيصبح كل شيء مقبولًا في الحياة دون أي مشكلة!

 

أحمد البيقاوي: [02:30:02.38]
هل ترين هذه النقطة؟ تحديدًا النقطة التي قلتِ فيها: "أنا لازم أعيش"، هذه هي الإشكاليّة التي دائمًا ما أواجهها في هذا الوسط والمحيط، فسأعود مرارًا وتكرارًا لنفس السؤال. فأنت تصفين الأمر تمامًا كما هو؛ إذا كان الشخص يعمل في بيئة ومدرك تمامًا مدى سوء تأثيرها عليه، وعلى سمعته، وعلى كل ما يخصُّه، ومع ذلك لن يقدَّر أو يُحترم فيها، فلماذا يستمر؟! يعني أنت تقول لي: "بدي أعيش"، تمام، غيِّر مهنتك بالكامل، اذهب للعمل في البناء مثلًا، أو إلى الإعلانات، أو للعمل في برامج تلفزيونية، أو أي مجال آخر. ببساطة، غيِّر مسارك المهنيّ تمامًا. لكن يبدو لي أن هذا النقاش غالبًا ما يكون نقاش تبريريًا أكثر من كونه نقاش يتبعه فعل حقيقي، مع وجود استثناءات بالطبع.

 

ليلى عبّاس: [02:30:48.32]
أن يدخل الإنسان لهذا المجال وهو على علم ووعي بطبيعة هذا العمل، فهذا أمر مختلف تمامًا. عندما تحدثت مع بعض الأشخاص الذين شاركوا فيه، وعندما واجهتهم في الأمر بشكل شخصي، قالوا: "لم نكن نعلم، أعطونا ورقتين لمشهدين فحسب. ولم نكن ندرك طبيعة العمل بالكامل". لكن كان هذا مجرّد عذر آخر. إذا كان حقًّا الإنسان الفلسطيني في الداخل(داخل الأراضي المحتلّة) مدرك لطبيعة هذا العمل، فهو بلا شك، على دراية _على الأقل_ بالخيوط الأساسية للقصة، حتى لو لم يقرأ جميع الحلقات تمام، لكن أن تكون على علم بالخيوط الأساسية زمع ذلك تختار المشاركة في عمل من هذا النوع، الذي يشوّه كل شيء يجب أن يكون ثابتًا بالنسبة لك! فهذه قضيّة معقدة جدًا، وأنا بالنسبة لي، فلا يمكنني التعامل معها أو تقبُّلها.

 

أحمد البيقاوي: [02:31:40.31]
طيب ما هو المخرج ليلى؟ شكرًا على موقفك، دعينا نأخذ مثال، فهنا يمكننا أخذ حالة محددة، يعني مثلًا: منى حوّى. فقد شاركت في العمل، ثم غادرته، لكن لا أعتقد أنها أغلقت الدائرة بشكل واضح، أو ربّما فعلت، لست متأكدًا تمامًا. لاحقًا، شاركت في عمل عربي، وهناك من يقول _ وأنا هنا لا أتبنّى هذا الطرح، فقط أنقل ادّعاءاتهم_ بأن السبب وراء ذلك هو غياب سينما عربية تستوعبهم، وعدم امتلاكهم جوازات سفر إسرائيلية، مما يمنعهم من المشاركة في المهرجانات. وهذا بالفعل أمر واقع، وهو كيف يتم استثنائهم من مهرجانات عربية، فبالفعل قصص كثيرة حدثت في مصر، لكن في ذات الوقت، عندما يحاول أحدهم فرضًا الخروج من السياق الإسرائيلي والانتقال إلى المشهد السينمائي الفلسطيني أو العربي، يجد أن هذا المشهد الفلسطيني أو العربي يرفضه بنفس الحُجَّة التي ذكرتِها أنتِ، بأنّه "لن يُغتفَر". فهنا ما الموقف؟! فماذا تفعلين أنتِ هكذا؟! ذات النقاش خضته أيضًا مع أمين نايف، خلال عملية اختيار الممثلين، فيقول: أنه ثمّة مشهد كان لا بد أن يكون فيه ممثل من فلسطينيّي الداخل(48)، لكن غالبية المتاحين هناك لديهم خلفيات مشابهة، فماذا يمكننا أن نعمل في هذا السياق؟ فهنا يبدو وكأنّكِ أصبحتِ واحدة من "حراس البوابات"، تحملين المفتاح، وتحدِّدين من يحق له الدخول، ومن لا يحق له ذلك.

 

ليلى عبّاس: [02:33:05.57]
صحيح.

 

أحمد البيقاوي: [02:33:06.41]
وحتى عندما خرجت منى وشاركت فرضًا في فيلم أردني أو عربي، وجدت نفسها في موقف آخر، فكان ثمّة حوارات حول مشاركتها: هل ينبغي لها  أن تشارك أم لا؟ وهل سيتم فتح النقاش حولها أم لا؟ الموقف مشابه لما حدث مع ميس عبد الهادي، فكان جزءًا من الجدل حول أحد المشاهد مرتبطًا بمشاركاتها السابقة في أعمال إسرائيلية. لكن هي اليوم، تُعتبر جزءًا من المشهد الفلسطيني العربي. فأين موقعها الفعلي؟ ومتى يُعتبر أنها خرجت تمامًا من  السياق الإسرائيلي؟ وما هو "صك الغفران" المطلوب؟ ومن الذي يملك سلطة منحه؟

 

ليلى عبّاس: [02:33:36.64]
حسنًا، في النهاية، هذه الحالة ليست حكرًا على فلسطينيي الداخل الفنانين(داخل أراضي الـ48)فقط. فكرة أن الفنان يكافح ليعيش، سواء كان فنانًا ممثلًا أو مخرجًا ويواجه صعوبة في العثور على الموارد، فهي مشكلة يمر بها صناع الأفلام في جميع أنحاء العالم، حتى في الدول الأوروبية التي لديها إمكانيات أفضل بكثير منا. وهذا ينطبق أيضًا عندنا هنا على الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يوجد الكثير من الأشخاص الذين يرغبون بالعمل في المجال الفنّي، لكنهم لا يجدون الفرص المناسبة. وكما ذكرت، يلجأ البعض للعمل في مجالات أخرى؛ لتأمين حياتهم، بينما يحاول آخرون الموازنة بين الاحتياجات المعيشية والاستمرار في المسار الفني. البعض قد ينجح في ذلك، والبعض الآخر يقرر التَّخلي عن المجال بالكامل، والبحث عن وظيفة مستقرة. فهذه التحديات ليست حكرًا على فئة معينة، ولذلك أجد صعوبة في تفهُّم مبرِّر: "أنا لازم أعيش، ومضطرّ لالتزاماتي المادّية، وعليّ أن أدفع فواتيري.."، فهذه الحالة على الجميع دون استثناء. وبالتالي هذه الحالة لا أقدر على التعاطف معها كثيرًا، فبالنسبة لي، لا يمكنني فصل الفنان عن مواقفه، فهو يمثِّل كيان متكامل، فإما أن أحبك وأحترمك وأحترم فكرك، وأريدك حتى تأتي للعمل معي بكل حب في مشروعي، وأنت تكون أنت أيضًا متقبِّل لشخصي، ومتقبِّل فكري أيضًا. فإذا كان ثمّة مشكلة على الصعيد الإنساني أو الأخلاقي أو السياسي، لا أستطيع أن أتقبّله منك فببساطة لا يمكنني العمل معك. أنا سعيدة بأنك وصفتني بــ: "حارسة البوابة"، رغم أنني لم أكن أبدًا في هذا الموضع، أبدًا. شكرًا، أحببت الفكرة(حارسة البوابة). لكنني أرى أن الإنسان والفنان مسؤول عن مواقفه وعليه تحمُّل تبعاتها. صحيح لأنني لا أضع نفسي موضع الذي يُنظِّر عليهم، وأتفهَّم أن بعض الفنانين في الداخل الفلسطيني قد يضطرُّون أحيانًا  للعمل في سياقات معينة بسبب ظروفهم، لكن في النهاية، يبقى هناك خيار وانتقاء لما يمكن للفنان المشاركة فيه، وهذه مسألة أخرى تمامًا.

 

أحمد البيقاوي: [02:35:55.39]
صحيح هذه قصة ثانية، لا هنا الوضع مختلف، لانه لا بد أن يكون الشخص موقفه واضح، أما الآن مع أخذ الاستثناءات بعين الاعتبار فهذا شيء آخر، لكن اسمحي لي بالعودة لما يتعلق بفيلمك القادم. عندما تقومين بعملية اختيار الممثلين، هل ستعودين مجدَّدًا للمجهول؟ لذات المشهد، لذات الناس. أنت فعليًا ستظلِّين مصرةً على أن أحدًا عمل في فوضى فلن تأخذيه للعمل، من غير تقديم أي إجازة أو أي شرط، يعني متى يمكن أن تأخذي أشخاص من فوضى؟ أو ربّما يكونون قد شاركوا وخرجوا و لاحقًا أبدوا ندمهم.

 

ليلى عبّاس: [02:36:28.47]
عنجد لا أعرف. وحتى بهذا الفيلم عملنا "كاستينغ/ اختيار ممثلين" لشخص كان بمسلسل "فوضى" وكانت ممثلة شاطرة وهكذا. وانت عارف بتصير انت قلبك هيك كمخرج بتصير تُصارع في حالك وهكذا. وبعدين قلت لا لا لا لا لا. انتهى. ايمتى؟ لا أعرف.

 

أحمد البيقاوي: [02:36:46.38]
طب الصبية اللي انت تحكي عنها قدّمت موقف علني بعدين نقيض لوجودها بـ "فوضى"؟.

 

ليلى عبّاس: [02:36:53.61]
لا لا.

 

أحمد البيقاوي: [02:36:54.81]
اوك لو قدمت كنت ستأخذينها؟

 

ليلى عبّاس: [02:36:57.00]
ممكن. انت عارف في شيء غير لطيف. شيء مش حلو. هذا أنت قاعد توزع صكوك غفران. هذا ليس لطيفًا.

 

أحمد البيقاوي: [02:37:05.46]
لالا هو انت فعليا.. انا لأجل ذلك قلت لك أنت أيضًا "حارسة بوابة" من مكان ثاني.

 

ليلى عبّاس: [02:37:09.84]
بالضبط بالضبط. لكن يعني أنا لست "حارسة بوّابة".

 

أحمد البيقاوي: [02:37:12.60]
لكن المشهد الثقافي كلّه هيك ليلى في فلسطين!

 

ليلى عبّاس: [02:37:14.16]
أنا حارسة ما أؤمن به. حارسة أن أحافظ على ما تبقى من الأشياء التي أحسّ أنه يجب أن أتمسّك فيها، كي لا أفقد أنا مين، ولا أفقد الأشياء التي أعتبر أنّها مهمة في هذه الحياة. هذا ما أحرسه، فقط.

 

أحمد البيقاوي: [02:37:41.72]
أوك. أنا في "تقارب" أعطي فعليًا يعني الضيف حيّز ومساحة مفتوحة حرة لأنه نحكي في كتير أشياء. يعني إذا بقي في بالك فكرة لم نحكيها لأو فكرة نريد أن نؤكد عليها أو ننفيها. فيعني أو تريدين قول أي شي هذه مساحتك.

 

ليلى عبّاس: [02:38:03.20]
يعني والله احمد تعرف انا اصلا يعني انا هي كل فكرة هذه اللقاءات، أنا عندي مرات هيك تناسب أناس ولا تناسب ناس. يعني انت قلت لي أنّ عندي شيء إذاعي وهذا يمكن. لكن أيضًا أنا حين اخترت طريقة مثلا السينما أتواصل فيها مع الناس او. وأيضًا أحب كثيرًا في المستقبل القريب، أن أتواصل مع الناس بطريقة أشياء مكتوبة يعني قصص مكتوبة وهكذا، أن أذهب باتجاه الأدب. وهذا الهاجس موجود عندي منذ زمن، أحب، ويُحررني أيضًا من أشياء كثيرة لها علاقة في السينما وتركيباتها وتكتب القصة التي تريدها -ان شاء الله تدور احداثها على القمر- في الرواية في حرية كثير حلوة موجودة في الرواية فأحب كثير أن استكشف هذا المجال وبدأت فيه. الآن الفكرة لماذا أنا حكيت هذا الشيء؟ ممممممم حبل افكاري يضيع؟ لماذا قلت هذا أنا؟ ماذا سألتني؟.

 

أحمد البيقاوي: [02:39:06.72]
يعني تعرفي.. يا جماعة..

 

ليلى عبّاس: [02:39:10.29]
أنا كتير آسفة

 

ليلى عبّاس: [02:39:10.99]
هنالك مستويات من التفكير، مستويات من التفكير تكون شغالة. تفضلي.

 

ليلى عبّاس: [02:39:16.90]
عفوًا، انا عرفت لماذ انا آتي هنا. بدأت بأنني لماذا لا أحبّ في كثير مرات أن تكون طريقة تواصلي مع الناس هي هذه الطريقة التي أحكي فيها. أول شيء لأنني أضيع، مثلما عملت. وثانيًا. لأنني أحس أنني سينمائية روائية. أنا أحبّ أن يكون كل شيء معدّ مسبقًا، وحوارات مدروسة ومعادة 100 مرة. أنا لست عفوية. كتير. أحيانًا أكره العفوية، لأنها ليست أجمل شيء ممكن يخرج. يعني لو أعطيتني الأسئلة وقلت لي ليلى اكتبي لنا إياهم، أجيبي عليهم كتابة، ربما يخرج منّي أحسن يمكن من أجوبتي هذه.

 

أحمد البيقاوي: [02:39:59.95]
لأجل ذلك الناس تحب هذا النمط. تحب أن ترى ليلى على طبيعتها، إجابتها الأولى التي تفكر فيها، تخبُّطاتها، فلم تعد الناس تحب ولا حتى تتقبل الإجابات جاهزة منمّقة مرتبة مصفوفة. وأهلًا وسهلاً بكم:)

 

ليلى عبّاس: [02:40:15.91]
أحلى أحلى اشي الكلام المنمَّق والمصفَّط.

 

أحمد البيقاوي: [02:40:19.87]
تقصدين العمل الممنتج. أهم شيء لدينا باننا لا نتعامل مع المونتاج.

 

ليلى عبّاس: [02:40:23.11]
صحيح بالضبط، أكرر وأقول لك أنا أحب ذلك لأنني قادمة من السينما الروائية، فمثلاً الحوار هذا بيني وبينك، لو أردنا عمله سينما هل تعرف كم مرة يُكتب ويُعاد، ويُحسَّن، ويُنقَّح والمزيد من ذلك. فلماذا أنا أحب السينما؟ لأنني أشعر بأنها نسخة أفضل بكثير من الحياة، نسخة مدروسة من الحياة، الحياة هكذا عشوائية و إذا استمعت للناس وهي تحكي حولك فغالبيّة الكلام بلا طعم. أما السينما فكل شيء له طعم، يعني كل شيء مكتوب، كل شيء قد تم التفكير فيه، فلذلك هي مكثفة وبليغة وأفضل بكثير وأحلى بكثير أيضًا من الواقع.

 

أحمد البيقاوي: [02:41:03.70]
نسكّر احنا ونروح على السينما وانت تقولين لنا تحتاج ملايين. من غير ملايين لا تأت للسينما.

 

ليلى عبّاس: [02:41:08.93]
اسمع اسمع هذا أظن شيء مرتبط في علاقة الحب بالكره كعلاقة مع السينما. أنا أحبها جدًا وأكرهها جدًا للأسباب التي حكيناها. والآن أظن أنه قد أصبح واضحًا لماذا؟ وهذا يُذكِّرني بشيء. فالسينما دمرت ناس كثُر! أحبوها جدًا وأحبطتهم جدًا، وهناك أحد الناس الذين أحبُّهم شخص فرنسي قديم اسمه جورج ميلييه بقدر ما أحب السينما وأسَّس أستوديو خاصًّا به وعمل في هذا المجال منذ بدايات السينما الصامتة. كان عاشقًا متيَّمًا بكل ما يتعلَّق بالسينما. لكنه فيما بعد، انهارت حياته بسببها، وبلغ به الكره حدًّا جعله يحرق جميع الأفلام التي صنعها بيديه. أنا أفكر في هذا الرجل دائمًا، فهو بالنسبة لي مثال حي يوضّح  كيف يمكن للسينما أن تكون مصدر حب عميق وكراهيّة شديدة في الوقت ذاته.

 

أحمد البيقاوي: [02:42:15.92]
ليلى شكرًا.

 

ليلى عبّاس: [02:42:18.14]
العفو.

 

أحمد البيقاوي: [02:42:19.55]
شكرًا لك. يعطيك الف عافية وشكرا جزيلا.

 

ليلى عبّاس: [02:42:25.13]
خلص هكذا؟

 

أحمد البيقاوي: [02:42:26.30]
يعني إذا تريدين قول شيء معك آخر فرصة.

 

ليلى عبّاس: [02:42:30.44]
لا لا يوجد شيء آخر، لكن أودُّ أن أقول حقًّا شكرًا حقيقةً على هذا الحوار الغريب الذي لم يسبق أن عملت مثله من قبل. وحقًّا أتمنى أن يكون فيه شيئًا مفيدًا. يعني يفتح الأفق قليلًا لأي أحد يحب أن يخوض هذه المجالات العصيبة في فلسطين، شكرًا.

 

أحمد البيقاوي: [02:42:57.92]
شكرًا جزيلًا ويعطيك ألف عافية. شكرًا.

 

جميع الحقوق محفوظة © 2025